القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : فِتيان الشّاغُوري الكل
المجموع : 48
لا سَقى اللَهُ بعلبك
لا سَقى اللَهُ بعلبك / كٍ مُلِثُّ الهَواطِلِ
بَلدَةٌ لَم تُعَدّ في ال / مُدنِ بَل في المَزابِلِ
إِنَّها شَرُّ بَلدَةٍ / شُحِنَت بِالأَراذِلِ
أَهلُها لَم يُفَرِّقوا / بَينَ قُسٍّ وَباقِلِ
دُمِّرَت حينَ دُبِّرَت / بِالظَلامِ بنِ راجِلِ
وَاِبنِ فَقيهٍ حَسَنِ الحالَة
وَاِبنِ فَقيهٍ حَسَنِ الحالَة / أُمَيرِدٍ قَد قَبَضَ الحالَة
ذو عِمَّةٍ بورِكَ فيها لَهُ / تُطلِعُ مِنهُ البَدرَ في هالَة
لَئِن عَزَّ أَقوامٌ وَكانوا أَذِلَّةً
لَئِن عَزَّ أَقوامٌ وَكانوا أَذِلَّةً / وَصارَ لَهُم مِن بَعدِ فَقرِهِمُ مالُ
فَما ذاكَ بِدعاً في دِمَشقَ لِأَنَّها / تَمَلَّكَها في سالِفِ الدَّهرِ زَبّالُ
أَهلُ دِمَشقٍ لَهُمُ جامِعٌ
أَهلُ دِمَشقٍ لَهُمُ جامِعٌ / لَيسَ عَلى ما فيهِ تَعويلُ
بِالجامِعِ الصَّحنُ وَلَكِنَّهُ / مِن كُلِّ ما يُؤكَلُ مَغسولُ
وَفيهِ أَشجارٌ وَلَكِنَّها / لَم يُجنَ مِنها الدَهرَ مَأكولُ
تُعَيِّرني بِالشَيبِ هِندٌ وَلَو دَرَت
تُعَيِّرني بِالشَيبِ هِندٌ وَلَو دَرَت / بِفَضلِ مَشيبي زالَ عَن قَلبِها الجَهلُ
وَما المَرءُ إِلا دَوحَةٌ ذاتُ رَونَقٍ / إِذا أَزهَرَت بِالشَيبِ فَالثَمَرُ العَقلُ
عَسى الدَّهرَ أَن يَنتاشَني وَلَعَلَّهُ
عَسى الدَّهرَ أَن يَنتاشَني وَلَعَلَّهُ / يَقولُ لِذي جَدٍّ عُثورٍ لَعاً لَهُ
أَرقدةُ أَهل الكَهفِ يا حَظِيَ انتَبِه / فَإِنّي حُرِمتُ النَّومَ إِلا أَقَلَّهُ
أَروني حَبيباً لَست أُمنَعُ وَصلَهُ / أَجَل وَخَليلاً لَستُ أُمنَحُ عَذلَهُ
وَبي قَمَرٌ يَعلو عَلى خوطِ بانَةٍ / شَكا خَصرُهُ إِذا آدَهُ الرِّدفُ ثِقلَهُ
لَهُ اللَحَظاتُ اللاءِ لَم لَم يَرنُ رامِياً / خَلِياً بِها إِلا تَكفّلنَ قَتلَهُ
وَما أَتَمَنّى خالِياً لثمَ كَفِّهِ / بَلى أَتَمَنّى أَن أُقَبِّلَ رِجلَهُ
تَوَلّى عَلى قَلبي وِلايَةَ قادِرٍ / فَلَم يَخشَ عَنها مُدَّةَ الدَّهرِ عَزلَهُ
وَما أَحَدٌ في الحُبِّ مِثلي قَناعَةً / رَضيتُ بِوَعدٍ مِنهُ يُكثِرُ مَطلَهُ
فَفي راحَتي مِن هَجرِهِ لَستُ طامِعاً / وَمِن تَعَبي أَن لَستُ آمَلُ وَصلَهُ
رَكِبتُ مِنَ العِشقِ المُبَرِّحِ وَعرَهُ / وَقَد رَكِبَ العُشّاقُ قَلبِيَ سَهلَهُ
وَقَد سَرَّني أَنّي خَيالٌ لِهَجرِهِ / لَعَلّي أَسري لِلزِّيارَةِ مِثلَهُ
عَدِمتُ اِصطِباري عَن حَبيبٍ مُدَلَّلٍ / يَهيمُ بِهِ القَلبُ الكَئيبُ المُدَلَّهُ
أَلِلدَهرِ ثَأرٌ فَهوَ يَطلُبُ ثَأرَهُ / لَدَيَّ فَمالي لا أُفارِقُ ذَحلَهُ
رَماني زَماني عَن قِسِيّ قَساوَةٍ / فَفي غَيرِ قَلبي ما يُسَدِّدُ نُبلَهُ
أَأُمنَعُ طَلَّ الخَيرِ مَعَ أَدَبي بِهِ / وَيُمنَحُ مِنهُ أَبلَهُ القَومِ وَبلَهُ
هُناكَ يَذُمُّ الفاضِلُ النَّدبُ فَضلَهُ / وَيَحمَدُ فيهِ الجاهِلُ النَّذلُ جَهلَهُ
سَأَشكُرُ دَهري يا اِبنَ شُكرٍ لأَنَّهُ / بِهِ تابَ حَتّى صارَ يُحسِنُ فِعلَهُ
وَزيرٌ حَوى العَلياء مِن كُلِّ وجهَةٍ / وَمُلِّكَ فَرضَ القَولِ عَفواً وَنَفلَهُ
إِمامٌ يؤُمُّ السابِقينَ إِلى العُلا / فَما أَحَدٌ في المَجدِ حَلَّ مَحَلَّهُ
يُبَيِّضُ وَجهَ الخَطبِ بَعد اِسوِدادِهِ / بِحُسنِ خِطابٍ قارَنَ النُّجحُ فَصلَهُ
فَلا عِلمَ إِلّا دونَ غايَةِ عِلمِهِ / وَلا فَضلَ في المِضمارِ يُدرِكُ فَضلَهُ
لَقَد أَصحبت لِلصّاحِبِ السوسُ خيفَةً / فَأَفواهُها في التُربِ تَلثُمُ نَعلَهُ
كَما خَضَعت كُلُّ المُلوكِ بِرَأيِهِ / لِمَخدومِهِ لا شَتَّتَ اللَهُ شَملَهُ
لَهُ مِنهُ قاضٍ هَذَّبَ العِلمُ فَرعَهُ / كَما طَيَّبَ المَجدُ المُؤَثَّلُ أَصلَهُ
فَما مِثلُهُ في الرَّأيِ يوجَدُ بَعدَهُ / وَلا مِثلَهُ فيهِ رَأى الناسُ قَبلَهُ
فَما حَلُّهُ مِمّا يَرى الدَهرُ عقدَهُ / وَلا عَقدُهُ مِمّا يَرى الدَهرُ حَلَّهُ
غَزيرُ العَطايا ما يُفارِقُ جِدَّهُ / كَريمُ السَجايا ما يُقارِفُ هَزلَهُ
مَناقِبُهُ لَم يُحصِها ذو بَلاغَةٍ / وَهَل أَحَدٌ يُحصي مِنَ البَحرِ رَملَهُ
إِلَيكَ صَفِيَّ الدينِ يَشكو مُعَطَّلٌ / عَنِ الشُغلِ فَاِنظُر حَيثُما شِئتَ شُغلَهُ
وَيا دَهرِيَ اِطوِ الجورَ وَيحَكَ وَاِتَّئِب / فَهَذا صَفِيُّ الدِّينِ يَنشُرُ عَدلَهُ
وَيا اِبنَ عَلِيّ قَد سَمَوتَ عَلى الوَرى / بِمَجدٍ أَثيلٍ أَثبتَ اللَهُ أَثلَهُ
أَتى رَجَبٌ يَسعى إِلَيكَ مُهَنِّئاً / بِوارِفِ سَعدٍ أَسبَغَ اللَهُ ظِلَّهُ
وَأَبدى هِلالاً في السَماءِ كَأَنَّما / بِبِشرِ مُحَيّاكَ الإِلَهُ أَهَلَّهُ
مُنَصِّلُ أَطراف العَوالي وَلَم يَكُن / قَديماً بِهِ ذو التِّبلِ يُدرِك تِبلَهُ
وَلا غَرو أَن نالَتكَ أَطرافُ وَعكَةٍ / كَما يوعَكُ الرِئبالُ إِذ كُنتَ شكلَهُ
كِتابُكَ مَن أَمسى وَأَصبَحَ عائِذاً / بِهِ يَلبَسُ الأَمنَ المُؤَمَّلَ كُلَّهُ
وَأَنتَ الَّذي ما زالَ في كُلِّ حالَةٍ / مَتى نَبلُهُ في حادِثٍ نَلقَ نُبلَهُ
وَما كُنتَ في نادي العُلومِ مُناظِراً / بِهِ حَفلَهُ إِلّا وَأَخرَستَ فَحلَهُ
كَفِلتَ بِكَسبِ الحَمدِ تَركَبُ وَعرَهُ / وَتَحمِلُ في كُلِّ المَواطِنِ كَلَّهُ
فَلا زالَتِ المُدّاحُ تُهدي بِمَدحِها / إِلَيكَ رَقيقَ الشِعرِ مِنها وَجزلَهُ
روحي مُذَلَّلَةٌ بِحُبِّ مُدَلَّلَه
روحي مُذَلَّلَةٌ بِحُبِّ مُدَلَّلَه / أَفلا تَرِقُّ مُعِزَّةٌ لِمُذَلَّلَه
إِن أَقبَلَت قَتَلَت وَإِن وَلت سَبت / بِأَبي الموَلِّيَةِ القَوام المُقبِلَه
أَنا في هَواها لَم أَزَل مُتَبَتِّلاً / بِهَوى الَّتي لإِهانَتي مُتَبَتِّلَه
عِندي مِنَ الوَجدِ المُدَلِّهِ وَالوَلَه / عِندَ المَلامَةِ في هَواها وَلوَلَه
عَن قَوسِ حاجِبِها رَمَت لَمّا رَنَت / قَلبي بِلَحظٍ سَهمُهُ ما أَقتَلَه
رَيّا المخَلخَلِ فَعمَةُ الأَردافِ مِث / لُ الخوطِ جَمَّشَهُ النسيمُ فَمَيَّلَه
ضَمِنَت لَها اللَّحَظاتُ أَلّا تَنتَحي / أَحَداً بِها إِلّا أَصابَت مَقتَلَه
قُلتُ اِقتُليني أَستَرِح مِن لَوعَةٍ / بِعَذابِ نَفسٍ بِالغَرامِ مُوَكَّلَه
قالَت عَذابُكَ قَبلَ قَتلِكَ بُغيَتي / عَمداً وَقَتلُكَ سُرعَةً ما أَسهَلَه
فَطِنَت لِحُكمِ الجَورِ فِطنَةَ سَيِّدِ ال / وُزَراءِ لِلحُكمِ الَّذي ما أَعدَلَه
فَبِلَحظَةٍ مِنهُ تَعودُ عُفاتُهُ / عَنهُ مُؤَمّلَةَ النَوالِ مُمَوَّلَه
وَإِلى صَفِيِّ الدينِ اِستَعدي عَلى / زَمَنٍ عَلَيَّ عَلا فَأَلقى كَلكَلَه
قَد أَصحَبَت لِلصاحِبِ بنِ عَلِيّ ال / دُنيا فَلَو جَمَحَت عَفَتها الزَلزَلَه
وَأَنا المُؤَمِّلُ مِن إِلَهي فَضلَهُ / فَهوَ الَّذي ما خابَ عَبدٌ أَمَّلَه
لِلَهِ في القاضي الوَزيرِ سَريرَةٌ / مِنها تَبَوَّأَ مِنهُ أَعلى مَنزِلَه
وَإِذا المَواهِبُ من سِواهُ أُجِّلَت / جاءَت مَواهِبُهُ الغِرارُ مُعَجَّلَه
لا يَعدَمُ الإِسلامُ يَوماً طولَهُ / بِالمَكرُماتِ وَطولَهُ وَتَطَوُّلَه
ما فَتَكاتُ البيضِ وَالسُّمرِ الأَسَل
ما فَتَكاتُ البيضِ وَالسُّمرِ الأَسَل / يَسطو بِها يَومَ الوَغى كُلُّ بَطَل
أَفتَكُ مِن لَواحِظٍ غازَلنَنا / بِهِنَّ غُزلانٌ تَهادى في الكِلَل
مَرَّت بِنا يَومَ النَّقا جَآذِرٌ / بيضُ الطُلى حُمرُ الحُلى سودُ الحُلَل
كُلُّ فَتاةٍ كَالقَناةِ لَدنَةٌ / يقعدُها ناهِضَةً ثِقلُ الكَفَل
قُلوبُنا تُخزَمُ لا أُنوفُنا / وَكُلُّ خَطبٍ أَخطَأَ الأَنفَ جَلَل
عَن حَبَبٍ وَحُبِّ مُزنٍ وَلآ / لٍ وَأَقاحٍ يَبتَسِمنَ في الجَذَل
تِلكَ ثُغورٌ لَيسَ فيها كَسَسٌ / وَلا بِها مِن رَوَقٍ وَلا يَلَل
سارَت بِهِم حداتُهُم لَكِنَّني / أَوسَعتُهُم سَبّاً وَراحوا بِالإِبِل
مَهلاً بِقَلبي في الهَوى يا عاذِلي / مَه لا تَلُمني سَبقَ السَيفُ العَذَل
أَوقَعني طَرفِيَ في حَتفي فَلا / تَلُم فَمُكرَهٌ أَخوكَ لا بَطَل
لا ذُقتَ مِن ذاكَ اللَّمى يا عاذِلي / فَإِنَّ لِلَهِ لَجُنداً مِن عَسَل
ما كانَ لي في الصَبرِ مُذ بانوا وَلا ال / سُلُوِّ عَنهُم ناقَةٌ وَلا جَمَل
آلَيتُ لا أَسمَعُ فيهِم واشِياً / يُزَخرِفُ القَولَ وَمَن يَسمَع يَخَل
إِنّي لَمَيتٌ بَعدَ تَوديعِهِمُ / لَبِّث قَليلاً يَلحَقِ الهَيجا حَمَل
سُحّي جُفوني لا تَشِحّي وَاِهتِفي / بِأَدمُعي حَيّ عَلى خَيرِ العَمَل
بِحُبِّ مَن أَراهُ لا مثلَ لَهُ / في الحُسنِ يَوماً أَنا في الحُزنِ مَثَل
أَلحاظُهُ أَرمى إِذا غازَلَنا / بِهِنَّ في الأَحشاءِ مِن بَني ثُعَل
بَل لَفظُ مُحيي الدينِ أَمضى أَسهُماً / في صَدرِ مَن ناضَلَهُ إِذا استَدَل
حَبرٌ لَدَيهِ مَن وَراء النَّهرِ في ال / جِدالِ يَلقى البَحرَ بِالماءِ الوَشَل
خُصومُهُ مِثلُ البُغاثِ ذِلَّةً / وَهوَ يُرى الأَجدَلَ في عِلمِ الجَدَل
يَضرِبُ في كُلِّ العُلومِ بِاليَدِ ال / بَيضاءِ لا سوءَ بِها وَلا شَلَل
وَكُتبُهُ الكَتائِبُ الشُّهبُ إِذا / أَنشَأَها مُبتَدِهاً أَو مُحتَفِل
عِبارَةُ الفاضِلِ في كِتابِهِ / تَرمي سُطورَ اِبنِ هِلالٍ بِالخَجَل
أَبى المَعالِيَ اِمرُؤٌ لَم يَمتَدِح / أَبا المَعالي وَلَبِئسَ ما فَعَل
يَهتَزُّ لِلجَدوى اِهتِزازَ صارِمٍ / يَهتَزُّ يَومَ الرَوعِ في كَفِّ البَطَل
شاوِرهُ أَو حاوِرهُ أَو جاوِر تَجِد / قَيساً وَقُساً وَالسَمَوأَلَ الأَجَل
استَغفِر اللَهَ وَأَينَ مِنهُ في ال / سُؤدَدِ أَربابُ المَكارِمِ الأُوَل
يا اِبنَ عَلِيِّ القُرَشِيِّ يا مُحَم / مَدُ اِستَمِع ما قُلتُ غَيرَ مُنتَحَل
جاءَ كَرَوضِ الحَزنِ مَمطوراً بِصَو / بِ المُزنِ إِذ جادَ عَلَيهِ وَوَبَل
قَدمتَ خَيرَ مَقدَمٍ فَكُنتَ كَال / غَيثِ أَتى مِن بَعدِ جَدبٍ فَهَطَل
وَعايَنَ الظاهِرُ مِنكَ عالماً / في عالمٍ أدركَ بِالعِلمِ الأَمَل
أَغزَرُ مِن بَحرٍ خِضَمٍّ عِلمُهُ / وَحِلمُهُ أَرزَنُ مِن كُلِّ جَبَل
فَعِرضُهُ في حَرَمٍ وَمالُهُ / في حَرَبٍ مِمَّن عَراهُ فَسَأَل
يَفعَلُ خَيراً وَيَقولُ مِثلَهُ / وَكَم رَأَينا قائِلاً وَما فَعَل
قُدومُهُ سَرَّ دِمَشقَ بَعدَما / ساءَ وُجوه أَهلِها حينَ رَحَل
لَم يُرَ مِنهُم غَيرُ ما مُستَوحِشٍ / أَو مُنطَوٍ فُؤادُهُ عَلى وَجَل
فَالخَيرُ ساعٍ مَعهُ حَيثُ سَعى / مُصاحِباً وَنازِلٌ أَينَ نَزَل
يا حَلَبَ البَيضاءَ قَد وافاكِ مِن / مُحَمّدٍ في دَهرِنا خَيرُ الرُسُل
ذاكَ هُوَ القاضي الَّذي أَقلامُهُ / بِها الأَقاليمُ تُساسُ وَالدُوَل
كَم مُشكِلاتٍ حَلَّها بِبابِهِ / فَكانَ مِفتاحاً لما مِنها اِنقَفَل
ذو مُحتدٍ زاكٍ وَمَجدٍ بازِخٍ / وَمَنصِبٍ يَعلو كَما تَعلو القُلَل
نادَت أَياديهِ بِطُلّابِ النَدى / هَلُمَّ تَلقَوا عَلَلاً بَعدَ نَهَل
لِعَزمِهِ أَصحَبَ كُلُّ شامِسٍ / وَكُلُّ ما عَزَّ بِغَيرِ اللَهِ ذَل
يا مُحيي الدينِ اِبقَ في سَعادَةٍ / ما سارَ في البِلادِ رَكبٌ وَقَفَل
وَلا تَزَل في عاجِلِ النَصرِ مَدى ال / دَهرِ وَفي مُستَأخِرٍ مِنَ الأَجَل
في اِبنِكَ نِلتَ كُلَّ ما أَمَّلَهُ / أَبوكَ فيكَ مِن رَجاءٍ وَأَمَل
فَأَنتَ بَينَ العُلَماءِ كُلِّهِم / كَمِلَّةِ الإِسلامِ حسناً في المِلَل
كَأَنَّ أَهلَ الشامِ فيهِ مُقلٌ / ناظِرَةٌ وَأَنتَ نورٌ في المُقَل
مَن لامَ لأَن كَبَتِ البَغلَه
مَن لامَ لأَن كَبَتِ البَغلَه / فَلَذَلِكَ أَحمَقُ مِن رِجلَه
لِمَ لَم تُصعَق لَمّا حَمَلَت / تَفصيلَ العالَمِ وَالجُملَه
وَبِبَحرَ العِلمِ وَطَودِ الحِل / مِ كَبَت وَسِواهُ اخبر تَقلَه
فَهَنيئاً زَيدُ لَكَ اِطرِغشا / شُكَ وَاِبرِغشاشُكَ وَالمَهلَه
مَن شَكَّ بِأَنَّكَ سَيِّدُ أَه / لِ الفَضلِ فَذاكَ هُوَ الأَبلَه
ما أَسعَدَ مَن مِنهُم وافا / كَ وقَبَّلَ كَفَّكَ بِالقُبلَه
فَالعالَمُ كُلُّهُمُ عَينٌ / يا مَن هُوَ إِنسانُ المُقلَه
حَسَدَت بَغدادُ دِمَشقَ عَلَي / كَ وَثَورَةُ حاسِدُها دِجلَه
وَتُحِبُّ المَجدَ مَحَبَّةَ عَن / تَرَةَ العَبسِيِّ رِضى عَبلَه
أَنا من تَقصيرِيَ مُعتَذِرٌ / لا قُوَّةَ لي إِلا بِاللَه
كَم ذي حَسَدٍ وافاكَ فَعا / دَ شَديدَ العِلَّة وَالغُلَّه
وَثَبَتَّ لِأَعداءٍ وَثَبَت / فَكَبَت وَكَبَتَّ ذَوي الذِلَّه
آدابُكَ لَولا حِرفَتُها / صُيِّرتَ إِماماً لِلمِلَّه
إِذا جُزتُما بِالعيسِ دَورَةَ آبِلِ
إِذا جُزتُما بِالعيسِ دَورَةَ آبِلِ / فَداسَت بِأَيديها تُرابَ المَزابِلِ
أَعيرا يَسارَ الرَّكبِ لَفتَةَ ناظِرٍ / إِلى بَرَدى وَالرَوضِ ذاتِ الخَمائِلِ
هُنالِكُما نَهرٌ يُرى النيلُ عِندَهُ / إِذا فاضَ في مِصرٍ كَبَعضِ الجَداوِلِ
يُخالُ بِهِ النينوفَرُ الغَضُّ أَنجُماً / سَمَت في سَماءِ الماءِ غَيرَ أَوافِلِ
كَأَنَّ طُيورَ الماءِ فيهِ عَرائِسٌ / جُلينَ عَلى شاطيهِ خُضرَ الغَلائِلِ
إِذا كَرَعَت فيهِ تَيَقَّنتَ أَنَّها / تَزِقُّ فِراخاً وَهيَ زُغبُ الحَواصِلِ
وَكَم سَمَكٍ فيهِ عَلَيهِ جَواشِنٌ / مِنَ التِّبرِ صيغَت وَهوَ بادي المَقاتِلِ
جَريحٌ بِأَطرافِ الصَفا فَخَريرُهُ / أَنينٌ لَهُ مِن مَسِّ تِلكَ الجَنادِلِ
إِذا قابَلَ النَهرُ الدُجى بِنُجومِهِ / أَرانا بِقَعرِ الماءِ ضَوءَ المَشاعِلِ
يُغَلغِلُ في الوادي فَوافى كَفِيَّةً / مُنَعَّمَةً حَسناءَ لَيسَت بِعاطِلِ
فَعانَقَها حَتّى اِنثَنَت مُشمَعِلَّةً / تَفُكُّ عَلى ظَهرِ الصَفا بَطنَ حامِلِ
فَأَولَدَ عَينَ الفيجَةِ الأَنهُرَ الَّتي / دِمَشقُ بِها في أَبحُرٍ وَسَواحِلِ
أَلا إِنَّ في الوادي ظِباءً جُفونُها / بِها كَحَلٌ أَزرى بِما في المَكاحِلِ
وَبِالبُقعَةِ الفَيحاءِ عوجا فَإِنَّها / تَهيجُ لِرائيها رَسيسَ البَلابِلِ
وَبِالسَّفحِ مِن أَعلى سنيرٍ مَنازِلٌ / نَعِمتُ بِها واهاً لَها مِن مَنازِلِ
مَضَت بِمَضايا لي لَيالٍ حَميدَةٌ / جَنَيتُ الرِضى مِنها بِإِسخاطِ عاذِلي
لَياليكِ يا بُقّينُ بقينَ في الحَشا / هَوىً جارِياً مَجرى دَمي في مَفاصِلي
وَبِالزَبَداني زُبدَةُ العَيشِ جاءَني / بِها المَحضُ مِن مَحضِ الضُروعِ الحَوافِلِ
وَمازالَ ربعُ الأُنسِ مِن كَفرِ عامِرٍ / يُرى عامِرَ الأَرجاءِ عَذبَ المَناهِلِ
وَكَم فُزتُ في الكُبرى بِكُبرى المُنى مِن ال / زَمانِ وَصُغراها بِتِلكَ المَحافِلِ
وَفي عَينِ حورٍ حورُ عينٍ فَواتِكُ ال / لِحاظِ فِصاحُ اللَّفظِ خرسُ الخَلاخِلِ
وَبِالدُلَّةِ الحُسنُ البَديعُ مُخَيِّمٌ / لَهُ أَثَرٌ فيها قَوِيُّ الدَّلائِلِ
وَدَيرُ قُبَيسٍ جَنَّةٌ أَيُّ جَنَّةٍ / مَشارِبُها مَشفوعَةٌ بِالمَآكِلِ
وَزورا بلودانَ المَنيفَةَ تَظفَرا / بِعَيشٍ هَنيءٍ رَبعُهُ غَيرُ ماحِلِ
أَحِنُّ إِلى أَفياءِ أَسحارِ دُمَّرٍ / وَأَصبو إِلى الظِلِّ الظَّليلِ بِآبِلِ
وَيا حَبَّذا تِلكَ الجُدَيِّدَةُ الَّتي / مَرابِعُها مَعمورَةٌ بِالمَناهِلِ
مَرابِعُ قَد أَلقى الرَبيعُ جِرانَهُ / بِها مُقسِماً أَن لَيسَ عَنها بِراحِلِ
أَلا هَل إِلى الخِلِّ الوَصولِ وُصولُ
أَلا هَل إِلى الخِلِّ الوَصولِ وُصولُ / فَمِن بَعد ما الصَبرُ الجَميلُ جَميلُ
وَبي غُلَّةٌ جِسمي بِها حِلفُ عِلَّةٍ / فَهَل لي إِلى وِردِ الشِّفاءِ سَبيلُ
يُحَلِّئُني عَنهُ الفِراقُ وَسَبسَبٌ / عَريضٌ كَأَيّامِ الصُدودِ طَويلُ
وَهَل بِسِوى قُربِ الحَبيبِ وَوَصلِهِ / يُبَلُّ غَليلٌ أَو يُبِلُّ عَليلُ
أَأَحبابَنا أَمّا الأَسى فَهوَ عِندَنا / كَثيرٌ وَأَمّا الصَبرُ فَهوَ قَليلُ
إِذا شَمَلَت ريحٌ سَكِرتُ صَبابَةً / وَوَجداً فَهَل ريحُ الشَمالِ شَمولُ
وَأَرتاحُ إِن هَبَّت قَبولاً وَكَم جَرَت / قَبولٌ لَها عِندَ القُلوبِ قُبولُ
أُليحُ إِذا البَرقُ الحِجازِيُّ لاحَ لي / عَلى القَلبِ مِن وَجدٍ عَلَيهِ يَصولُ
فَألزمُهُ بِالعَشرِ عَشر أَنامِلي / وَيَنفُضُها حَتّى يَكادُ يَزولُ
إِذا اِفتَخَرَت مِصرٌ عَلَينا بِنيلِها / فَدَمعي فُراتٌ في دِمَشقَ وَنيلُ
يَزيدُ يَزيدُ القَلب شَوقاً إِلَيكُمُ / وَثَورا أَسيرُ الوَجدِ فَهوَ جَليلُ
وَأَبكي لَدى باناسَ لِلبَينِ وَالأَسى / وَمِن بَرَدى حُرُّ الفِراقِ دَخيلُ
وَفَوقَ غُصونِ البانِ وُرقٌ هَواتِفٌ / تَمايَدُ بِيَ الأَشواقُ حينَ تَميلُ
تَبوحُ بِشَكواها وَتَكتُمُ دَمعَها / وَأَكتُمُ وَجدي وَالدُموعُ تَسيلُ
كِلانا قريحٌ بِالفِراقِ فُؤادُهُ / فَلي وَلَها إِلفٌ نَأى وَهَديلُ
أَلا فَاِعذُروني في مَقالي فَإِنَّني / لَفي دَهشَةٍ لَم أَدرِ كَيفَ أَقولُ
عَلَيكُم سَلامٌ يَحسُدُ المِسكُ عَرفَهُ / وَنَشرُ الخُزامى وَالنَسيمُ عَليلُ
بِقَلبيَ مِن حَرِّ الفِراقِ غَليلُ
بِقَلبيَ مِن حَرِّ الفِراقِ غَليلُ / فَهَل لي إِلى رَوحِ الوِصالِ وُصولُ
جُفوني قِصارٌ مِثلُ أَيّامِ وَصلِكُم / وَلَيلي كَأَيّامِ الفِراقِ طَويلُ
وَأَقبَحُ ما عِندي المَلامَةُ في الهَوى / وَما عِندِيَ الصَبرُ الجَميلُ جَميلُ
بَكَينا لِيَومِ البَينِ حينَ بَكى لَنا / حَسودٌ وَواشٍ رَحمَةً وَعَذولُ
فَلا عَين إِلّا وَهيَ عَينٌ مَعينَةٌ / وَلا خَدَّ إِلّا خدَّ فيهِ مَسيلُ
وَساروا وَوَلَّينا وَمِنّا وَمِنهُمُ ال / عُيونُ الصَحيحاتُ النَّواظِرِ حولُ
وَكُلٌّ لَهُ وَخدٌ يخالِفُ سَيرَهُ / يُمَيِّلُهُ تِلقاءهُ فَيَميلُ
رَعى اللَهُ أَيّاماً مَضَت بِاجتِماعِنا / وَلَمّا يَرُعنا بِالفِراقِ رَحيلُ
وَلَيلَةَ وافانا الحَبيبُ وَهَبَّتِ ال / شَمالُ كَأَن مِنها تُدارُ شَمولُ
تَقابَلَ جِسمي وَالنَسيمُ وَلَحظُهُ / فَكُلٌّ عَلى حُكمِ القِياسِ عَليلُ
مَتى يُرَ مَعشوقٌ يودعُ عاشِقاً / فَما ذاكَ إلّا قاتِلٌ وَقَتيلُ
قَليلُ الهَوى عِندي كَثيرٌ وَوَصفُهُ / وَإِن أَسهَبَ العُذّالُ فيهِ قَليلُ
مَتى يَشتَفي بِالقُربِ قَلبي مِنَ النَوى / وَتُطفَأُ نيرانُ الجَوى فَتَزولُ
فَوا جَزَعي في الحُبِّ مِن لَوعَةِ الأَسى / فَهَل لي عَلى حُسنِ العَزاءِ دَليلُ
أَظُنُّ لَيالي البَينِ لا دَرَّ دَرُّها / لَها عِندَ قَلبي المُستَهامِ ذُحولُ
ذَلَلتُ وَقَد كُنتُ العَزيزَ صَبابَةً / وَكُلُّ عَزيزٍ لِلغَرامِ ذَليلُ
هَلِ الحَدَقُ السودُ الَّتي لَحَظاتُها / صَوارِمُ بيضٌ ما بِهنّ فُلولُ
نَبَضنَ سِهاماً عَن قِسِيٍّ حَواجِبِ / لَهُنَّ بِحَبّاتِ القُلوبِ نُصولُ
كَم أَشتَكي في الهَوى مَلالَك
كَم أَشتَكي في الهَوى مَلالَك / وَأَشتَهي خالِياً وِصالَك
يا خوطَ بانٍ في الحِقفِ قَدّاً / اِعدِل فَما أَحسَنَ اِعتِدالَك
زَيِّن بِفِعلِ الجَميلِ يا مَن / حازَ جَمالَ الوَرى جَمالَك
فَأَنتَ بَدرٌ ما نَقصُ حالي / إِلّا لِأَنّي أَهوى كَمالَك
يا كاسِفاً في الزَمانِ بالي / لا كَسَفَ اللَهُ فيهِ بالَك
أَجِر مُحِبّاً أَطالَ لَمّا / جَفَوتَهُ ضارِعاً سُؤالَك
أَنجِز فَمَطلُ الغَنِيِّ ظُلمٌ / أَطَلتَ يا ذا الغِنى مِطالَك
ما حَرَّكَ الشَوقُ ذِكراً مِنكَ بِالبالِ
ما حَرَّكَ الشَوقُ ذِكراً مِنكَ بِالبالِ / إِلّا وَزادَ بِهِ وَجدي وَبَلبالي
وَطيبُ ذِكراكَ لي أُنسٌ أَلذُّ بِهِ / فَما أُرى عَنهُ بِالساهي وَلا السالي
وَلَستُ أَذكُرُ هَذا كَي أَمُنَّ بِهِ / عَلى الَّذي مَوطِنُ الذِكرى لَهُ لا لي
فَحَظُّهُ كُلّ إِعزازٍ لَدَيَّ وَإِن / جَفا فَحَظّي لَدَيهِ كُلُّ إِذلالي
لَم يُعنَ يَوماً بِعانٍ في هَواهُ وَلَم / يُنقِذ بِوَصلٍ مُعَنَّىً بِاللَّظى صالي
هُوَ المُقيمُ عَلى هَجرِ المُقيمِ وَما / جَنا قِيامَةَ لُوّامٍ وَعُذّالِ
يُستَحسَنُ الخالُ في الخَدِّ المَليحِ وَكَم / في ذا العِذارِ فَدَتكَ النَّفسُ مِن خالِ
يا صاحِ دَعني مِنَ الجُردِ الخُدودِ فَما / أَهوى رِياضَ المُنى تُمنى بِإِمحالِ
أَما تَرى حُسنَ مِسكِيِّ العِذارِ حَكى / مَدَبَّ ذَرٍّ فُوَيقَ الأَرضِ مُنهالِ
لَو كُنتَ تَقرَأُ خَطّاً زانَ عارِضَهُ / ما كُنت في حُبِّهِ يَوماً بِعَذّالِ
إِنَّ الخُدودَ بِلا نَبتٍ يُزَيِّنُها / رَبعُ الأَحِبَّةِ مِن سُكّانِهِ خالِ
لا تَحسَبَنّي رَخيصاً إِن خَضَعتُ لِمَن / أَهوى فَإِنَّ الهَوى قَد يُرخِصُ الغالي
بي أَهيفٌ ضامِرُ الكَشحَينِ مُعتَدِلُ ال / قَوامِ لا ذاتُ أسوارٍ وَخَلخالِ
مَتى اِنثَنى اِستَحيَتِ الأَغصانُ مِنهُ وَإِن / رَنا رَمى الريمَ مَذعوراً بِأَحجالِ
ما العَيشُ إِلّا هَوى أَحوى أَغَنَّ غَضي / ضِ الطَرفِ مِن كُلِّ حُسنٍ رائِعٍ حالي
يَزينُ حُسناً بِإِحسانٍ وَيرقُمُ حُل / لَةَ الجَمالِ لِمَن يَهوى بِإِجمالِ
يَجنيكَ مِن خَدِّهِ وَرداً يَمُجُّ نَدىً / وَمِن لَماهُ رضاباً مِثلَ سَلسالِ
ما بالُ أَجفانِهِ سَكرى مُعَربِدَةً / يَصرَعنَنا بِفُتورِ اللَحظِ في الحالِ
وَالراحُ تَطويهِ أَحياناً وَتَنشُرُهُ / وَرِدفُهُ بَينَ إِعناتٍ وَزَلزالِ
ما كَسَّرَت مِنهُ جَفناً غَيرَ مُنكَسِرٍ / وَلا أَمالَت قَضيباً غَيرَ مَيّالِ
لَكِن تَلاطَمَ مِنها خَطوُهُ فَمَشى / بَينَ النَدامى نَزيفاً مَشيَ مُختالِ
لَولا التِذاذُ نَداماهُ بِرُؤيَتِهِ / لَما اِشرَأَبّوا إِلى تَشرابِ جِريالِ
بِكاظِمَةٍ قِفوا وَسَلوا
بِكاظِمَةٍ قِفوا وَسَلوا / أَقامَ الحَيُّ أَم رَحَلوا
إِن اِرتَحَلوا فَعَن قَلبي / هَواهُم لَيسَ يَرتَحِلُ
فُؤادي فيهِ مُشتَغِلٌ / وَفَودي فيهِ مُشتَعِلُ
وَلَستُ أَشُحُّ يَوماً أَن / أَسُحَّ الدَمعَ يَنهَمِلُ
هُمُ وَصَلوا إِلى قَتلي / بِبَينِهِمُ وَما وَصَلوا
بَكَيتُ بِرَبعِهِم حَتّى / بَكا مِن رَحمَتي الطَلَلُ
فَفي قَلبي لِبَينِهِمُ / جُروحٌ لَيسَ تَندَمِلُ
وَكَم لي حيَّةٍ مِن حَر / رِها تَتَأَوَّهُ الإِبِلُ
أَبَوا أَن يَرحَموا حالي / فَقَد ضاقَت بِيَ الحِيَلُ
وَأَحناءُ الضُلوعِ عَلى / لَهيبِ النارِ تَشتَمِلُ
فَإِن داموا عَلى هَجري / فَلا سَهلٌ وَلا جَبَلُ
نَأَوا فَأَقامَ في قَلبي ال / هَوى وَالوَجدُ وَالوَجَلُ
وَقيلَ اِصبُر فَقُلتُ أَخا / فُ أَن لا يَصبِرَ الأَجَلُ
وَمَهما صُنتُ مِن سِرٍّ / فَبِالأَجفانِ يُبَتَذَلُ
وَغُزلانٍ حِسانٍ في / سِواها يَقبُحُ الغَزَلُ
هَزَزنَ وَقَد مَشَينَ لَنا ال / قُدودَ فَحارَتِ الأَسَلُ
وَما فَعَلَت سُيوفُ الهن / دِ ما فعلت بِنا المُقَلُ
وَأَغناها عَنِ التَكحي / لِ في أَجفانِها الكَحَلُ
فَلِلتُفّاحِ مِن تِلكَ ال / خُدودِ سَوافِراً خَجَلُ
أَما وَشِفاهُهُنَّ اللُع / سُ مِنها يُجتَنى العَسَلُ
شِفاهٌ فازَ مَن أَمسَت / تُشافِهُهُ بِها القُبَلُ
لَو اَنَّ العاذِلينَ رَأَوا / مَحاسِنَهُنَّ ما عَذَلوا
فَلي عَن كُلِّ شُغلٍ في / بَني الدُنيا بِها شُغُلُ
يُخامِرُ ريقَهُنَّ الخَم / رُ مِنها العَلُّ وَالنَهَلُ
فَفي لَحَظاتِها سُكرٌ / وَفي أَعطافِها ثَمَلُ
لَحَظاتُ طَرفِكَ أَم نُصولُ
لَحَظاتُ طَرفِكَ أَم نُصولُ / فَعَلى القُلوبِ بِها تَصولُ
وَصَلَت إِلى قَلبي وَلَي / سَ إِلى وِصالِكَ لي وُصولُ
وَهَلِ الشَمائِلُ هَزَّها / مَرُّ الشَّمالِ أَم الشَمولُ
تِلكَ الفُروعُ قَواتِلي / عَمداً بِها تِلكَ الأُصولُ
مِنها حَصَلتُ عَلى الغَرا / مِ وَفاتَني مِنكَ الحُصولُ
أَنتَ الَّذي في حُبِّهِ / عُقِلَت عَنِ الصَبرِ العُقولُ
أَنتَ الَّذي حازَ الجَما / لَ وَما لَهُ فِعلٌ جَميلُ
أَصبَحتُ أَعشَقُ مَن هَوا / هُ قاتِلي وَأَنا القَتيلُ
ما مَسَّ نَرجِسَ مُقلَتَي / هِ وَوَردِ خَدَّيهِ ذُبولُ
اعدِل بِحبِّكَ قَبلَ أَن / يَمضي فَقَد حانَ الرَحيلُ
صِلني بِذي الدُنيا فَإِن / نَ مُقامَنا فيها قَليلُ
لَيلي وَشَعرُكَ فاحِما / نِ كِلاهُما وَحفٌ طَويلُ
بي أَكحَلُ الأَجفانِ يَح / سُدُ طَرفَهُ الرَشَأُ الكَحيلُ
فَرُضابُهُ العَسَلُ المُصَف / فى وَالشَرابُ السَلسَبيلُ
ما لي إِلى السُلوانِ عَنهُ / وَإِن كَوى كَبِدي سَبيلُ
هَبَّ نَسيمٌ بِالطَلِّ مَبلولُ
هَبَّ نَسيمٌ بِالطَلِّ مَبلولُ / مِنهُ نِظامُ الرِياضِ مَحلولُ
مَرَّ بِرَيحانِها تَنَفُّسُهُ / بَينَ البَساتينِ وَهوَ مَطلولُ
يَنتَشِرُ التِبرُ وَاللُجَينُ مَعاً / بِمرِّهِ وَالياقوتُ وَاللولو
وَالدَّوحُ فيهِ الغُصونُ مائِلَةٌ / فَكُلُّهُ فاعِلٌ وَمَفعولُ
وَالنَرجِسُ الغَضُّ طَرفُهُ غَنِجٌ / بِصُفرَةِ الزَّعفَرانِ مَكحولُ
وَقَد تَبَدّى شَخصُ البَنَفسَجِ في / بُردٍ يَمانٍ وَالبُردُ مَعسولُ
وَفي أَكُفِّ المَنثورِ مُنتَظِماً / مِن كُلِّ لَونٍ يَروقُ مَعمولُ
وَالطَيرُ فَوقَ الغُصونِ صادِحَةً / كَأَنَّها نِسمَةٌ مَثاكيلُ
وَالنَبتُ مِنهُ عَلى الثَّرى نُشِرَت / مِن كُلِّ زَهرٍ زاهٍ مَناديلُ
وَالصُّبحُ رومِيُّهُ أَغارَ عَلى / زِنجِيِّ لَيلٍ وَالسَّيفُ مَسلولُ
عَلى ظُبى السَّيفِ حُمرَةٌ شَهِدَت / يا صاحِ أَنَّ الزِنجِيَّ مَقتولُ
أَدرَكَهُ وَهوَ راكِبٌ سَحَراً / طِرفاً لَهُ غُرَّةٌ وَتَحجيلُ
فَمَكَّنَ السَيفَ مِن مَفارِقِهِ / فَهوَ قَتيلٌ لَم يُبكَ مَطلولُ
فَهاتِ كَأسَ المُدامِ مُترَعَةً / كَأَنَّها في الظَلامِ قِنديلُ
حَبابُها لِلهُمومِ إِن طَرَقَت / من عَبَّ فيها طَيرٌ أَبابيلُ
رامِيَةً في هامِ الهُمومِ سُطاً / حِجارَةً أَصلُهُنَّ سِجّيلُ
فَهُنَّ صَرعى مِنَ المُدامِ وَقَد / شُبِّهنَ بِالعَصفِ وَهوَ مَأكولُ
راحٌ تَوَلّى السُرورُ شارِبَها / فَاِنصَرَفَ الهَمُّ وَهوَ مَعزولُ
وَبابِلِيِّ اللَحظِ حُلوِ اللَمى
وَبابِلِيِّ اللَحظِ حُلوِ اللَمى / في خَدِّهِ الوَردُ الَّذي لا يَحول
بِرِدفِهِ ثقلُ غَرامي بِهِ / وَخَصرُهُ مِثلي براهُ النُحول
أَحالَني طَرفي عَلى خَدِّهِ / بِقُبلَةٍ فيهِ وَكَيفَ الوُصول
فَقالَ لا أَقبَلُ وَالشَرعُ لا / يُحكَمُ فيهِ بِاِشتِراطِ القَبول
وَهوَ عَلى ذا التيهِ لا أَنثَني / عَنهُ بِما فيهِ يَقولُ العَذول
تَمَتَّع بِأَنفاسِ الضُحى وَالأَصائِلِ
تَمَتَّع بِأَنفاسِ الضُحى وَالأَصائِلِ / وَحُثَّ كُؤوسَ الراحِ حُمرَ الغَلائِلِ
وَجَوسَقِ بُستانٍ أَنيقٍ كَأَنَّهُ / أَرانا مِنَ الفِردَوسِ خَيرَ المَنازِلِ
وَمُطَّرِدِ الأَمواجِ مُضطَرِبِ الحَشى / كَأَنَّ حَشاهُ جُرِّحَت بِالجَنادِلِ
تَثاءَبَ ظِلُّ المَوجِ في صَفَحاتِهِ / فَذَرَّ عَلَيهِ مِن جَنِيِّ المَكاحِلِ
وَلِلذَّهَبِيّاتِ اِصفَرارُ ذَوي هَوىً / أَطَلَّ عَلَيهِم في الجُسومِ النَواحِلِ
صَواعِقُ مِن مَسِّ الهَوى كَذي هَوىً / يَخِرُّ صَريعاً مِن مَقالِ العَواذِلِ
يُجاوِدُ صَوبَ المُزنِ حينَ نُضوبها / نثيرُ اللآلي مِن جُفونٍ هَوامِلِ
كَأَنَّ سَقيطَ الدَمعِ مِنها مَدامِعُ ال / مُحِبِّ جَرَت حُزناً لِتَوديعِ راحِلِ
وَنَغمَةِ شادٍ تَرقُصُ الروحُ كُلَّما / تَرَنَّمَ في أَعضائِنا وَالمَفاصِلِ
يُجاوِبُ صَوتَ العودِ في الدَّوحِ إِن شَدا / عَلى عَذَباتِ البانِ صَوتُ البَلابِلِ
هَل شَرِبَ البانُ شَمولاً فَمال
هَل شَرِبَ البانُ شَمولاً فَمال / أَم هَزَّهُ مُرُّ نَسيمِ الشَمال
هَزَّ قُدودَ الغَيدِ إِذ جاذَبَت / أَعطافَها أَردافُهُنَّ الثِقال
في رَوضَةٍ تُرخِصُ أَنفاسُها / نافِحَةً سِعرَ الغَوالي الغَوال
وَالنَّرجِسُ الغَضُّ عَلى السُندس ال / أَخضَرِ مِنهُ بُسطُهُ وَالزِلال
كَالشَمعِ الأَخضَرِ قُضبانُهُ / وَالنّورُ فيهِ نورُهُ وَالذُبال
وا خَجلَةَ الوَردِ وَأَغصانِهِ / مِن وَجنَتَي قاتِلَتي بِالدَلال
غَريرَةٌ تَفرقُ مِن ظِلِّها / وَطَرفُها المدنَفُ يَدعو نَزال
مَتى رَنَت مُتلِعَةً جيدَها / وَالتَفَتَت فَاللَيثُ صَيدُ الغَزال
ما اِبتَسَمَت إِلّا اِنثَنَت تَشتَكي / مِن ثَغرِها الغَيرَةَ بيض اللآل
وَما رَأَينا اِمرَأَةً قَبلَها / بِلَحظِها تَسبي قُلوبَ الرِجال
تُحَرِّمُ الوَصلَ وَلَكِن تَرى / سَفكَ دَمِ العُشّاقِ عَمداً حَلال
صورَتُها يا رَبَّنا فِتنَةٌ / لَنا فَسُبحانَكَ يا ذا الجَلال
كَالبَدرِ يَبدو كامِلاً وَجهُها / حُسناً وَقاهُ اللَهُ عَينَ الكَمال
وَبي إِلَيها غُلَّةٌ لَم يَكُن / يَنقَعُها شُربِيَ ماءً زُلال
وَلَّت لَيالي الوَصلِ محمودَةً / بِها فَيا لَهفي لَها مِن لَيال
كَأَنَّها عِندي بَعيدُ المُنى / يانِعَةً أَغصانُها بِالوِصال
وَلَّت فَمَن لي بَعدها أَن أَرى / أَينَ أَمَدَّ اليَومَ طَيفُ الخَيال

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025