القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 72
سنةْ نبيْ مختارْ
سنةْ نبيْ مختارْ / فيها قيام الليلْ
طالت بها الأعمارْ / تعطى القوى والحيلْ
حوزوا بها أنوارْ / واحووا المنى والنيلْ
صلوها يا أبرارْ / عنكم يزول الويلْ
قد صدَّقَ الصدّيقْ / فيها أبو بكرِ
واختص بالتحقيقْ / حقاً بلا نكرِ
عنه الرضى توفيقْ / من أفضل الذكرِ
فارضوا بقلب شيقْ / فيه إليه ميلْ
أحيى لها الفاروقْ / نجل الفتى الخطابْ
من قدره العيّوقْ / في زمرة الأصحابْ
عنه الرضى منطوقْ / للسادة الأحبابْ
فارضوا فعنه النوقْ / ترضى وتمشي سيلْ
ثم اعتنى عثمانْ / في هذه السنَّهْ
من عنده نورانْ / من أعظم المنَّهْ
خصوه بالرضوانْ / عنه تروا الجنَّهْ
والله بالإحسانْ / يوفى لكم في الكيلْ
وارضوا عن الكرارْ / والصهر وابن العمْ
من خصَّ بالأسرارْ / حاوي العطاء الجمْ
مع جملة الأطهارْ / آل وصحب ثمْ
والأوليا الأخيارْ / فيهم يطول الذيلْ
إنا فهمنا عنه أمثالاً لنا
إنا فهمنا عنه أمثالاً لنا / هو ضاربٌ فينا بخلقٍ أكملِ
لم نضرب الأمثالَ نحن له ولم / نعدل عن النهج القويم الأعدلِ
ولهم ضربنا قوله الأمثالَ في / حق الذين تقدموا فتأمَّلِ
لا تضربوا الأمثال لله الذي / قد قال ذلك في الكتاب المنزلِ
فالله يعلم والبرية كلهم / لا يعلمون بمجمل ومفصَّلِ
ومتى رأينا عالماً في صورة / كونية قلنا هو الحق الجلي
رام الظهور بصورة في علمه / وبها توجه للحضيض الأسفل
والكل ذو علم ولو بحقيقة / فيما مضى والآن والمستقبل
والحق عنها قد تنزه قبلها / وهو المنزه بعدها عنها العلي
والحكم فيها قد أتى منه على / ما كان منها في القديم الأول
وهو الذي ما زال عن إطلاقه / وهي التي عن نفيها لم ننزل
لكنها ثبتت به منه له / كشفاً بعلمٍ ليس بالمتحوّل
وتخصُّصاً بإرادة وتقدُّراً / بالقدرة القصوى عن المتأمل
فاشهده منها مطلقاً في نفسه / ومقيداً بخصوصها المتأثِّل
أو شئت فاشهدها به معدومة / لما تزل وهو الشهيد لها الولي
إن الشهادة والولاية كانتا / للحق حتى صارتا بالحق لي
رُبَّ فوارةٍ خلال مروجٍ
رُبَّ فوارةٍ خلال مروجٍ / ماؤها ناثرٌ عقودَ لآلي
كلما قام ذلك الماء فيها / خرَّ للأرض ساجداً للحال
وهو في حالة السجود تراه / في هدير بذكره متوالي
ليس إلا هو الشخوص إذا ما / زال شخصٌ أتاه شخص تالي
جل يا ماء خالقٌ لك أجرى / دائماً فهو ربنا ذو الجلال
قم به هكذا بنفسك واقعد / في السواقي وصوت ذكرك عالي
عبرة للذي يرى بك منا / نفسه في تكوُّنٍ وزوال
مدة العمر فهو لله عبد / من أولي الأمر أمر مولى الموالي
خليلي ما بال القوافل هكذا
خليلي ما بال القوافل هكذا / عن الحق مصرفون وهو ضلالُ
يرون الوجود الحق للخلق ظاهراً / يُحققُ هذا عندهم ويقال
كأن الوجود الخلق صار محقَّقاً / وأما الوجود الحق فهو خيال
خيال لديهم ظاهر في نفوسهم / لهم غائب عنهم وذاك محال
فهم يعبدون الله فيما تخيلوا / وقد بان في كل العقول عقال
وإن الوجود الحق صار مقيداً / لديهم بأشيا تنمحي وتُزال
فمن أجل هذا أنكروه وقد بدا / وغاب وهامت في هواه رجال
به شُغلوا عنه وآثارُ صنعه / تقاديرُ حالت دونَه وظلال
فلا هم مع الأقوام فيما تحققوا / ولا هم على تحقيقهم فيخال
وجهل على جهل فجهل مركب / وليس لهم في دفع ذاك مجال
ربنا الله ذلك المتعالي
ربنا الله ذلك المتعالي / عن جميع الأشباه والأمثالِ
عزَّ في ملكه وجلَّ فصارت / عنه معقولةً عقول الرجال
لا بذكرٍ يدرونه أو بفكر / أو بوهم ولا خطور ببال
فهو غيب كل الورى سبَّحتْه / بتصاويرها وبالأشكال
وهو مع ذاك التنزه بادٍ / يتجلى بسافل وبعالي
وقريبٌ للشيء من كل شيء / وبعيدٌ بعزة وجلال
حركات الجميع مع سكنات / كلها منه عنه في كل حال
ما لشيء سواه تأثير فعل / أبداً غير نسبة الأفعال
عرفته به أولوا العلم منا / بعد محو النفوس باضمحلال
حيث لم يتركوا لهم فيه دعوى / أثر من تحرك أو مقال
وله أسلموا به فرأوه / فاعلاً عين فعلهم بالتوالي
ولهم محض نسبة الفعل أبقى / للعبودية التي للكمال
كلَّفتهم أحكامه أن يروها / فهي منهم له على الإجمال
ظاهر عندهم بهم وهو عنهم / باطن غائب بغير زوال
فهو من حيث ذاته في خفاء / وهو من حيث وصفه في تلالي
واتصال لهم به حيث عنه / وجدوا ثم هم به في انفصال
إن ترم أن تعرف الأحوالْ
إن ترم أن تعرف الأحوالْ / والذي فيه أنا في الحالْ
والذي أشهده مني / دائماً في الحل والترحالْ
والذي نفسي تحدثني / فيه بالإكثار والإقلال
أنا ذاتيْ والصفات كذا / سائر الأقوال والأفعال
من عبادات وعصيان / ومباحات لها إحلال
واعتقادات مؤكدة / والذي يخطُرُ لي في البال
من علوم الدين والدنيا / في بكور العمر والآصال
واشتغال الفكر ملتهياً / والخطا والسهو والإغفال
كل هذا دائماً أبداً / هو في الماضي وفي استقبال
خلق ربي لي فينسب في / رؤيتي للخالق الفعال
تارة عندي فأشهده / فعل ربي ما به إشكال
فأراه كله مِنَناً / من إلهي وهو لي إقبال
وهو إحسان إليَّ به / وهو للإكرام والإجلال
فالذي من قسم طاعات / محض إنعامٍ بلا إهمال
والمباح القلب يقلبه / طاعة بالقصد للإكمال
والذي من قسم معصية / بدَّلته توبة استعجال
وهو بالطاعات منقلب / حسناً من أحسن الأعمال
ثم إني كل ذاك أرى / أنه فعلي على استقلال
وهو منسوب إليَّ كما / جاء في التكليف باسترسال
طبق ما التشريع جاء به / عن رسول الله ذي الأفضال
وهو مني كله شكر / وثناء ما به إخلال
للإله الحق خالقنا / منجح المقصود والآمال
وإذا فعلٌ تكون له / نسبتانِ الأمرُ فيه مجال
سائغ لا شرع يمنعه / لا ولا للعقل فيه عقال
نسبة لله جل كذا / نسبة للعبد كيف يقال
وحقيقيّان أمرهما / لا مجازٌ ذا وليس محال
فأنا ما بين رؤية ذا / فرط إنعامٍ من المفضال
وأراه تارة مني / شكر ربي الخالق المتعال
هذه في الله حالتنا / فاسمعوا يا أيها العذال
قد ذكرناها لرؤيتنا / إنها تخفى على الجهال
فيظنون الطريق إلى / علم غيب الله محض مقال
أو بفكر ذاك يحصل أو / بتعاني ذكره المتوال
إنما بالله جل إذا / لازم التقوى بلا إهمال
واقتفى آثار من سلفوا / مع دوام الصدق والإقبال
لله في كل ما يبديه تعليلُ
لله في كل ما يبديه تعليلُ / والخلق تكثيرُه في الأمر تقليلُ
صح الجواب لقوم يسألون وما / صح الجواب لأن الفعل توكيل
في كل شيء له سر الوكالة إذ / لم يخرج الشيء عنه فهو تأصيل
وإن أردتم جواباً واحداً فقفوا / هنا فما هذه قيلَ التماثيل
معنى يراد ومعنى لا يراد سرت / حقائق الكل فيما فيه تكميل
كعبة الحسن أسفرت بالجمالِ
كعبة الحسن أسفرت بالجمالِ / وتبدَّت لصاحب الأحوالِ
ولها مقلة من الحجر الأس / ود ترنو ببهجة ودلال
ريقها زمزم يمج بعذب / سائغ للمتيمين زلال
وحطيمٌ محبُّها بغرام / صبّ ميزابه بفرط جلال
نظرتها عيونها بعيون ال / عاشق الواله البعيد المجال
وإذا كنت عابداً فهي سلمى / لبست ثوبَ هيبة وكمال
وأشارت إلى الطواف بوجه / يفضح البدر بالسنا والتلالي
ويرى الزاهد المجرد بيتاً / ملأته مهابة الإفضال
اطلب العلم كالذباب إذا ما
اطلب العلم كالذباب إذا ما / طردوه يعود في كل حالِ
واشتغل بالمطالعات لما في / كتب العلم أنت طول الليالي
وإذا أشكلت عليك أمور / سل خبيراً ولا تقف في السؤال
وإذا لم تجد خبيراً فدعها / لوجود الخبير ذي الإفضال
إن هذا هو السعادة أما / غير هذا فمحض قيل وقال
آلة الشكر هذه الأموالُ
آلة الشكر هذه الأموالُ / تترقى بها النسا والرجالُ
فاجمعوها لتنفقوها على من / تنفقوها عليه وهي حلال
واقصدوا وجه ربكم لتنالوا / كل خير وليس منكم سؤال
درهم تنفقونه فيه ينمو / وبه يدفع الردى والضلال
وبه الله عنك راض إذا كا / ن حلالاً تنال مالا ينال
واحذر احذر أن تقتفي كرماً في / غير شكر الإله فهو وبال
أو بمال محرم فهو إثم / وخصوصاً فيما عساه يقال
إنما الشكر فرض عين علينا / وهو منا الأقوال والأفعال
كل ما كان طاعة فهو شكر / والمعاصي كفران ما لا يزال
من تناويع نعمة الله ما لم / تُحصَ فالله محسن مفضال
ألا فتحقق أن كل استقامة
ألا فتحقق أن كل استقامة / بغير اعوجاج ما عليها معوَّلُ
فإن اعوجاج القوس لا شك أنه اس / تقامته عن تلك لا يتحول
وما مقصدي بالإعوجاج سوى الذي / يراه بساهي عينه المتقول
أعد نظرا في الصالحين ولا تكن / بمنكر ما يأتون فهو المؤول
فإن عليهم عين حفظ قديمة / من الله عما قد نهى يا مُسوِّل
عِمْ صباحاً أيها الطللُ
عِمْ صباحاً أيها الطللُ / رسمُ أمرٍ كلُّه جللُ
أمر مولى عنه قد ظهرت / كل روح ما بها خلل
وهو شأن الحق يسفر عن / نشأة بالنقص تكتمل
كل يوم قال خالقنا / هو في شأن ولا ملل
يا عظيم الخطب أنت لها / لا يُمِلْكَ القصدُ والأمل
جامع للكل منفرد / ما سيأتي فيك والأول
وعليكم جاء أنفسَكم / فاستمعها أيها البطل
وتأمل من سواك ومن / هو أنت الكل قد بطلوا
ثم إن الغيب عنك بقي / ما له عما به حِوَل
ليس إلا مظاهرٌ ومجالي
ليس إلا مظاهرٌ ومجالي / فاتركونا نَجُلْ بهذا المجالِ
ما مع الله في الوجود سواه / إنما نحن فرضه للمحال
من قديم أحبنا فأحبي / ناه والحب مثبت في الخيال
صوراً تختفي وتظهر طوراً / في محل بين الحبيبين خالي
فافهموا يا عقول معنى كلامي / وترقوا به لأوج المعالي
إنما الحق للجميع محب / فتراه مصور الأمثال
لكن الحب منه لا منك يا من / هو عنه في غفلة واشتغال
أسرته لضعفه شهواتٌ / من حرام لذيذةٌ وحلال
فلو انزاح فيه عن كل شيء / لرآه عليه في إقبال
ثق بمولاك واشتغل في رضاه / وتحقق واترك جميع الموالي
إنما الكل فتنة لك فاعلم / أنه ذوالإكرام والإجلال
غير الوجود محالُ
غير الوجود محالُ / عليه أنت محالُ
فافطن له وتأمل / فالعقل فيه عقال
هو الهدى للبرايا / وما سواه ضلال
يا واحداً وكثيراً / بما عليه يحال
من كل تقدير شيء / في العلم منه مثال
قَدَّرتَنا من قديمٍ / فنحن شيءٌ محال
فرضتنا فظهرنا / بك العراض الطوال
وأنت أنت وجود / ونحن نحن خيال
أستغفر الله إن ال / خيال شيء يخال
بل نحن لا شيء لكن / هذا كلام يقال
لأجل تقريب قوم / في العقل منه خبال
قد اعتنوا بالمعاني / وهم سراب وآل
فحاولوا الحق فيها / وليس فيها ينال
يا للبرية إن قلبي ما ارتوى
يا للبرية إن قلبي ما ارتوى /
ممن معي لا زال يظهر بالقوى /
وأنا الذي أشكو المحبة والجوى /
وأمر ما لاقيتُ من ألم النوى / قرب الحبيب وما إليه وصولُ
يدنو فأحسب أنه أني وما /
هو غير قرب والجهول له العمى /
فاعجب لنور فيه كوني أظلما /
كالعيس في البيداء يقتلها الظما / والماء فوق ظهورها محمولُ
دع من يجادل أو يماطلْ
دع من يجادل أو يماطلْ / واعلم بأن الكلَّ باطلْ
والحق حق واحدٌ / وبه غبار الكون ساطل
يا من يعدده ولا / يدريه خاطٍ أنت خاطل
يا غافلون تنكبوا / عنا فغيث الفتح هاطل
هذا الذي لا تعرفو / ن ولو جريتم في القساطل
وقفوا بأرض عقولكم / إن الذي تدرون عاطل
ما حظكم غير السوى / منه وما فزتم بناطل
الله أكبر هذه / ذكرى لأفئدة العواطل
ظهر الوجود الحق في مرآتنا
ظهر الوجود الحق في مرآتنا / إذ نحن في العدم المقدر لم نزلْ
فوجودنا هو صورة لوجوده / لا أنه ذاك الوجود علا وجلّْ
وكذا ظهرنا نحن في مرآته / مع أننا عدم ومنه على وجل
وهو المقدر بالصفات ذواتنا / وصفاتنا من غير بدء في الأزل
إذ نحن أجمعنا هو العدم الذي / ما شم رائحة الوجود إذا نزل
فظهوره فينا بقول قل انظروا / ماذا الذي هو في السما والأرض هل
وكذاك وهو الله قال بأنه / هو في السما والأرض من يجحده زل
وظهوره فينا بحكم كلامه / في كل شيء هالك إلا الأَجَلّْ
مع أننا نحن العوالم كلها / موجودة فافهم وفصِّل ما انجمل
واحذر تظن تغيراً وتبدُّلاً / في ربنا عما عليه فما انتقل
وكذلك احذر أن تظن بأننا / عما عليه لنا التغير والبدل
فإذا رآنا فهو راء نفسه / لا أننا هو أو بنا حاشاه حَلّْ
وإذا رأيناه فأنفسنا نرى / لا غير فاكشف عن سنا هذا المحل
هذا هو العرفان وهو أجل ما / يأتي به بشر وحققه الأمل
إرث النبيِّ محمد وهو الذي / جاءت به ساداتنا القوم الأول
إنما وحدة الوجود لدينا
إنما وحدة الوجود لدينا / وحدة الحق فافهموا ما نقولُ
وحدة الله وحدة لا سواها / شهدتها منا الكبار الفحول
وسواء قلنا الوجود أو الح / ق فلا فرق عندنا يا جهول
لا تظن الوجود حيث ذكرنا / ه هو الخلق عندنا المبذول
هو حق بعد الفنا عن سواه / يتجلى فتضمحل العقول
ولهذا كان الفنا هو شرطاً / عندنا للمريد فيه حلول
وهو طهر الأرواح من نجس قد / حلَّ فيها من الكثيف يجول
لطخ الروحَ حين خالطها إذ / جهلته وغاب عنها القبول
واعتراها أيضاً هنا حدث من / كل معنى به الحجى مشغول
فالنجاسات مانعات المصلِّي / وكذاك الأحداث حين تحول
بين ربي وبينه فارفعوها / بعلوم السما يكون الوصول
أقبل ودع عنك الكسلْ
أقبل ودع عنك الكسلْ / وكن الذباب على العسلْ
وإذا طردت فعد إلى / ما كنت تطلبه وسل
واعلم بأنك قاتل / فالنصل في طول الأسل
والحب يخرج مثله / والبزر أشجاراً نسل
ومتى تركت تركت لا / طهر الإناء ولا انغسل
إياك إياك ربكْ تفهمو بالعقلْ
إياك إياك ربكْ تفهمو بالعقلْ / فإن ذا فيك نابتْ مثل نبت البقلْ
وأنت والعقل فاني والذي في الحقلْ / واعده في الغيبْ واتبعْ ما أتى في النقلْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025