المجموع : 129
خليفة الله مالي كلما بَسَطتْ
خليفة الله مالي كلما بَسَطتْ / نفسي الرجاء حوى الحرمان آمالي
وكلما كثرت والحال شاهدةٌ / وسائلي آذَنَتْ حالي بإقْلالِ
كأنني لم أشمْ برق ابن مُنْجبةٍ / جَمَّ المكارم للمعروفِ بَذَالِ
أمضى الخلائف عزماً عند مجْلةٍ / وأثبتِ القوم قلْباً عند أهْوالِ
مُنكِّب العيش خفضاً من تهامُمه / ونازلٍ بشعافِ المجدِ مِحْلالِ
وقد مدحتُ فلم أتركْ مُحبَّرةً / إلا لها ذاكرٌ في محْفِلٍ تالِ
وقد وطئتُ بطرفي يوم حربكُم / بالقاسميَّةِ في هاماتِ أبْطالِ
وما نهدتمْ إلى غزوٍ فأقعدني / بخس الحظوظ ولا التقصير في الحال
فارْعوا ذمام محبٍّ دون مجدكمُ / مقارعٍ بين قوَّالٍ وصَوَّالِ
وهوِّنوا المالَ في إحْراز حمدكمُ / فالحمدُ للمُقْتني أبقى من المال
جزاك اللهُ مجد الدين خيراً
جزاك اللهُ مجد الدين خيراً / عن العلياء المجدِ الأثيل
فلم تبرح عِصاماً عند خوفٍ / وجَدْبٍ للعُفاةِ وللنَّزيلِ
وأروعُ ما اشتريتَ به المعالي / وحُزْتَ شَواردَ الذكرِ الجميلِ
مساعدةُ ابن باكيرا عليٍّ / على ما نابَ من خطبٍ جَليلٍ
حويْتَ به ثناءَ الحيِّ طُرَّاً / وفُزْتَ لديهِ بالأجْر الجزيلِ
فتىً آباءهُ السُّحْبُ الغَوادي / تجودُ بكل مُنْهمرٍ هَطولٍ
وقد حلَّتْ أثيرهُمُ سَجايا / تفوقُ لطافةَ الخمْرِ الشَّمولِ
أعَدْتَ المجدَ مأهولاً أنيساً / وكان كدارسِ الرَّبْع المَحيلِ
وأوجبت الثناء على زمانٍ / شكى أبْناءهُ جَوْرَ البخيلِ
وصدَّقت الرواةَ لكل ماضٍ / قديمٍ بعد تكذيبٍ طويلِ
فعشتَ مدى الزمانِ مُطاعَ أمْرٍ / نقيَّ العرْض كالسَّيْف الصَّقيلِ
عفا ضارجٌ من آل ليلى فعاقلُ
عفا ضارجٌ من آل ليلى فعاقلُ / وخفَّت بأعباء القطين الرَّواحلُ
ونيطَ رقيمٌ فوق زُهْرٍ كأنها / نوارُ نَعامٍ أنكر الإنْسِ جافِلُ
وعاود قلبي راجعٌ من صَبابةٍ / فلا اللومُ يلهيه ولا العذلُ شاغلُ
وهيَّج وجدي والدُّجى مرجحنةٌ / حمامٌ بأغصانِ الأراكَة هادلُ
سجعن وقلتُ الشعر لكن أدمُعي / سوافحُ من حرِّ الفراقِ سوابلُ
عداكُنَّ رامي الصبح إنَّ صبابتي / تقاصرُ عنها الفاقداتُ الثَّواكلُ
كأني غداةَ البين ذو خيْبريَّةٍ / تُرنحهُ تحت المُروط الأفاكلُ
أقولُ لصبري يوم جَرْعاءِ مالكٍ / وقد أسلمتهُ للغرامِ الخواذلُ
أظَعْناً عن الحي الجميعِ وتاركي / وهل ينفعُ المحزونَ صبرٌ مُزايلُ
إذا اضمر الركب الدجى أظهرتهم / شموس ضُحىً أفلاكهن المحاملُ
وإن سلكوا بين النكاس فوجْرةٍ / تشابه حالٍ بالصَّريمِ وعاطلُ
عجبت لهم روْدُ الخمائل منزلاً / ونورُ الثَّنايا والعيونُ خمائلُ
وإعناقُهُم إثْرَ القنيص وعندهُمْ / خواذلُ منْ غِزلانهمٍ ومَطافلُ
وما زلْت أبْكي والمَطيُّ دوالجٌ / بمخترق الدهناءِ والصبحُ دائلُ
بدمعٍ إذا ما كفكف الحِلمث غرْبه / مَراهُ الأسى واستحدرتهُ البلابلُ
إلى أن تواروا بالكثيب وخفَّض ال / حداةُ وحال المُنحنى والجَلاجلُ
وفي الظعن فتَّاكُ اللحاظ إذا رنا / فسيَّانِ عندي لحظُهُ والمَعابلُ
يُظاهر سحر العين خمرُ رُضابه / كأنَّ مُحيَّاهُ على الغَوْرِ بابلُ
من البيضِ أما ودّهُ فهو قاطِعٌ / صَرومٌ وأما وعْده فهو ماطِلُ
تعلَّقْته والحلم من مرحِ الصِّبا / سفاهٌ وحقي في البطالةِ باطلُ
وما زلت أعصي في هواهُ عواذلي / إلى أنْ تجافى مسمعيَّ العواذلُ
وكم زارني سَلْمَ اللقاءِ وأنهُ / من الحُسن شاكٍ في السلاح مقاتلُ
إذا ما تثنىَّ قدُّه فهو رامحٌ / وأنْ كَرَّ من ألحاظِه فهو نابلُ
وعهدي بنا والنَّازحُ الدارَ رابعٌ / مُقيمٌ بها والقاطعُ الحبْلَ واصلُ
لياليَ ألْحاظُ الوشاةِ رواقِدٌ / لنا وقولبُ الحادثاتِ غوافِلُِ
فيا ليتَ شعري والأمانيُّ ضِلَّةٌ / من النفس والأيامُ مُعْطٍ وباخِلُ
هل الدار تدنو بالأحبَّةِ بعدما / تفرَّق مجموعٌ وأقفر آهِلُ
عدمتُ اصطباري والنوى مطمئنةٌ / فكيف أُطيق الصبر والحيُّ راحلُ
فإن كنت مضعوف البسالة في الهوى / فإني إذا ما صرَّح الروْعُ باسلُ
أنا ابن النواصي من تميم بن خندف / بحيث التقت علياؤُها والفواضلُ
يَفُونَ وأقوالُ الليالي غَوادِرٌ / ويعْدونَ والأيامُ شُوسٌ خواذلُ
ويحتملونَ الغُرْمَ لو نهضتْ به / جبالُِ شروري ضعضعتها المحاملُ
إذا عرسوا بالفدفد الخرق اغزرت / بمعرفهم غُدرانهُ والمناهِلُ
تَراعفُ بالقاني صدورُ رماحهمْ / وتفْهَقُ بالنيِّ الغَريضِ المراجلُ
يلوثون بالصِّيد الرزان إذا انْتدوا / مطارفَ وشْيٍ زيَّنتها السَّرابلُ
قَروا في حياض المجد عِدَّ مكارمٍ / فأصبحت الآمالُ وهي نواهلُ
وألقوا بجعجاع المُناخ رحالهُمْ / فما الموت مرهوبٌ ولا البأس صائلُ
شَفَعْتُ قديمي بالحديث وإنني / بإدراك ما نال الأوائلُ كافِلُ
وللصبح عندي بردةٌ من عَجاجةٍ / زجاجِ العَوالي طَرْزها والمناصل
جيادٌ كعقبان الشُّريف مُغيرَةٌ / ولُدْنٌ كأشُطانِ البِئارِ عواسلُ
وباس حسام الدين إذْ حدُّ بأسه / جريءٌ إذا تنْبو الصَّوارمُ قاصلُ
مُروِّي القنا واليوم تَظْمى كمانه / وهامي النَّدى والعامُ أشهبُ ماحلُ
ودافع ضيْم الخطب عن نفس جاره / وشيكاً إذا ما أسلمتْهُ القبائلُ
تُعَلَّق اشناقُ الدِّياتِ بجودهِ / إذا رهبتْ حمل الدِّياتِ العواقلُ
ضَروبٌ إذا ما لفَّه رهَجُ الوغى / وَهُوبٌ إذا التفَّت عليه الوسائلُ
يكاد يصيب الشيء من قبل كونهِ / ويخبرُ عن علمٍ بما الغيبُ فاعلُ
يحاذر فهم اللَّوذعيِّ انتقادهُ / وترهَبهُ عند المقالِ المَقاولُ
وسهمٌ إذا ما صاحب العزم نافذٌ / ورضوى إذا ما ساورتهُ الزلازلُ
فتىً لا يُبالي من يُبيدُ بفتْكهِ / ولكنه بالعدلِ في الفتْك عاملُ
ولا يستحضُّ العدل وقت سُروره / ولكنه عند الحفيظة عادلُ
ولا يركب البغْي الشَّنيع اقْتداره / ولكنه تَخْزى لديه النَّوازلُ
ولا يستلينُ الدهر معْجَم عودهِ / ولكنه عافٍ عن الجُرْمِ حاملُ
هنيُّ القِرى لا يشتكي بطؤُ زاده / إذا أخْلفت درَّ العِصابِ الحوافلُ
وغُريٍ بإدمانِ السِّفارِ تقاذفت / بهم هِممٌ وخَّادةٌ ومراسلُ
دجا صُبحهم من حظهم فرأوا به / تجاذُبهم آمالُهم وتناقُل
جدايل من عرقِ الطَّوى وكأنهم / ليقظتهم فوق الركابِ الأجادلُ
أنافوا على عِشْرِ المطي وشاكَهوا / الضباب وللشعرى العبور مشاعلُ
وأدموا خفاف العيس حتى تناهبت / مناسمها تثرْبُ الفَلا الجَراولُ
إذا اخْروَّطَ السَّيرَ العنيف برحلةٍ / هوى ابن لبونٍ واقتضى الحتف بازلُ
أناخوا بإقْبالٍ فَجادَ أكفُّهمْ / نوالٌ إذا ما أمسك الغيثُ هاطِلُ
ولست براضٍ أنْ أخُصَّ فخاره / بيوم رماحٍ ما المساعي قلائلُ
وكم يوم روْعٍ زاخر ذي غوارب / له الموتُ لُجٌّ والمخافةُ ساحلُ
طما بالقَنا العسَّا يتلو طِعانهُ / على سغبٍ مُعْطُ الذئاب العواسلُ
كأنَّ جيادَ الخيلِ في حَجَراتهِ / كواسرُ نيقٍ هيَّجتْها المَآكلُ
إذا اثعنجرتْ فيها الدماء حسبتها / دوارجَ سيلٍ أسلمتها المَسايلُ
وإنْ نكحتْ فيها الأسنة لَبَّةً / جَلا نقْعها والمُبْعلاتُ أرامِلُ
شددتَ ففرقت العديد بحملةٍ / تَخفُّ وأنت الحازمُ المُتثاقلُ
طوت ما طوت في سهل أرض ووعرها
طوت ما طوت في سهل أرض ووعرها / وجاءَتْ تسامى كاذئايب العواسلِ
مخافةَ عُذرٍ أو بدارٍ بذلَّةٍ / يطارد حقاً مستقيماً بباطِلِ
إِلى حرمٍ جمِّ المناقب لم يزلْ / مدى الدهر مشحوناً بحزمٍ ونائلِ
يحلُّ به طلقُ الجبين يسرُّه / شتاتُ اللُّهى عند التفاف الوسائل
أبو الفتح مُعْلي النار في غسق الدجى / وضرَّابُ هام الصِّيد تحت القساطل
حماهُ ونُعماهُ اُتحيا فأوسعا / لثروة سُؤَّال ونصرةِ نازلِ
فوالى له من غير ما مثنويَّةٍ / خميسٌ كرمْلِ الأنعُم المُتهايلِ
صبيحٌ ينوضُ البشرُ في قسماته / كما ناضَ عُلْويُّ الغيومِ الحوافلِ
بحيث الوجوه الغر شوسٌ كوالحٌ / عوابس من وقع الخطوب النوازل
يناطُ نجادا سيفه بممجَّدٍ / منيعِ الحمى زيْن الوغى والمحافل
لَبيقِ الغنى والعز غير مُصاحبٍ / لبغْيٍ ولاكَزِّ الأنامِلِ باخِلِ
وشيكُ القِرى لا تستراثُ وعوده / ولا يُمْترى معروفُه بالمسائل
كأن نسيم الجاشِريَّةِ ذكرهُ / إذا مرّ غِبَّ القطرِ فوق الخمائل
لطافةُ حلمٍ دونها ماءُ مُزْنةٍ / وبطشٌ كأطراف القنا والمناصِلِ
وركبٍ كأمثالِ القِداح تعاقروا / كؤوس السرى والليلُ مُرخى الذلاذل
خفافٍ على أكوار خوصٍ كأنها / أههلَّةُ جوٍّ أو قِسيُّ مَعايلِ
تكاد مطايا العزم تخطو إِلى العُلى / بهم قبل وخد النَّاجيات الرواحِل
نحوا من غياث الدين عزاً ونعمةً / فجيدوا بهطَّالٍ وأقعسَ باسِل
وما خَزَريٌّ لهْذَمٌ هجمت به / صناعُ يدٍ في رأس أغيدَ ذابلِ
طريرٌ كناب الأُفعوانِ مؤلَّلٌ / اُمِرَّ وأمْهَتْهُ أكُفُّ الصياقل
تغوَّلَ في قصبٍ فأنهْرَ وانثنى / خضيباً بقانٍ من دم الجوفِ سائل
بأمضى من السلطان بأساً إذا جرى / يُطاردُ فقراً أو لطرْد الجحافلِ
فتىً غير ممنوع الغنى عن عُفاته / ولا لكريمِ العِرضِ منه بباذلِ
عداني أن اُثني على غير مجدهِ / تفرُّدُهُ بالمجد دونَ القبائل
فما بالُ وردي من نداك مكدَّراً / وودِّي نقيُّ الوِرْدِ صفو المناهل
أفي كل يومٍ روعةٌ برسالةٍ / تُطيلُ إِلى ملكي يَدَيْ كل جاهل
وهبْتَ وما فيها رجوعٌ واِن تُرد / رُجوعاً فشرعُ المصطفى غير قابل
فعشتَ عزيز النصر تصطلمُ العدى / وتعصي إِلى المعروف قولَ العواذل
يدُوسُ بك التيجان كلُّ مُطهَّمٍ / وتُخدمك الأيامُ كلَّ حُلاحِل
ألا يا أمير المؤمنين الذي به
ألا يا أمير المؤمنين الذي به / أفُلُّ الرَّزايا جحفلاً بعد جحفل
وكنتُ متى استصرختُهُ لملمَّةٍ / حماني فأغنى عن سِنانٍ ومنصُل
جعلتك في أمري عصاماً ولم تزلْ / عصاميَ من بعد الاِله وموئلي
أغثني أغثني عاجلاً غير آجلٍ / باِخراس مجموعِ المخازي قرنفل
زار الخيالُ بخيلاً مثلَ مُرسلهِ
زار الخيالُ بخيلاً مثلَ مُرسلهِ / فما شَفاني منه الضمُّ والقبل
ما زارني قطٌُ إلاَّ كيْ يواقفني / على الرُّقاد فينفيهِ ويرتحلُ
وما درى أنَّ نومي حيلةٌ نصبتْ / لوصلهِ حين أعيْا اليقظةَ الحِيلُ
يا منْ فَخارُ تميمٍ
يا منْ فَخارُ تميمٍ / بهِ وكلِّ القَبائلْ
ومن له قُسُّ أضْحى / عبداً وسحْبانُ وائل
ما حامِلٌ لِعُلومٍ / أصاب فيها الأوائلْ
لا يستطيعُ كلاماً / اِلا اجابةَ سائلْ
عن الغزالةِ يروي / والزِّبرقانِ الفضائل
أمرٌ مُطاعٌ أتاني
أمرٌ مُطاعٌ أتاني / من الهُمامِ الحُلاحل
من فارسِ الجودِ والبأ / سِ والنُّهى والفضائل
في نظم شِعْرٍ فَصيحٍ / كأنه سِحْرُ بابلْ
أتى وعِندي بهمِّي / من الزَّمانِ شواغِلْ
وخاطري كحُسامٍ / قد أغْفلتهه الصَّياقِلْ
فكِدتُ أُمْسك لولا / عُلوُّ قدْرِ المُسائلْ
وحامِلٌ لِعلومٍ / أصابَ فيها الأوائلْ
يُدعى بتقويمِ حقٍّ / وجُلُّ ما فيه باطلْ
ألعِلمُ ما علَّم العلياء واكتسبتْ
ألعِلمُ ما علَّم العلياء واكتسبتْ / من بأسه المرهفات البيض والأسلُ
لا ماجناً أو خليعاً يُستخفُّ به / أو وصْف غانيةٍ في ودِّها مَللُ
فلا تسُمْني نَسيباً واضعاً شَرفي / ظلماً فسيانُ عندي الغزْل والغزَل
يا بهاءَ الدهْرِ والدِّي
يا بهاءَ الدهْرِ والدِّي / نِ ومجموعَ المعالي
والذي أحْرَزَها سَعْي / اً ببأسٍ ونَوالِ
والذي يَحْطِمُ بالآ / راءِ أطْرافَ العَوالي
والذي يفْضُلُ من اِقْدا / مِهِ مَرَّ النِّبالِ
حاسِدا بأسِكَ والحِ / لمِ بسَلْمٍ ونِزالِ
عاصفاتُ الزَّعْزَعِ والهوُ / جُ وأطْوادُ الجبالِ
أنتَ سَيفٌ بالنُّهى والعِلْ / مِ والمعروفِ حالِ
وجَوادٌ أحْرزَ السَّبْ / قَ بشدٍّ مُتَوالِ
غادَرَ السُبَّقَ أنْضا / ءً لِبُهْرٍ وكَلالِ
يرشُّ كثيفُ الدجْن حيناً وتارةً
يرشُّ كثيفُ الدجْن حيناً وتارةً / له ساكبٌ من رائق الماء هاطلُ
ويفضل جَوْدَ السحب جُودُ محمدٍ / فكلُّ ندى كفَّيْه سَحٌّ ووابلُ
اذا ما انتدى فالشامخ الطودُ راسخٌ / وفي العزم مَضَّاءُ الغِرارين قاصل
حوى عضد الدين العُلى عن وراثةٍ / وسعي فأمسى وهو في المجد كامل
فأدركَ مسعى قوْمه وهو غايةٌ / وزادَ بما لم يستطعهُ الأوائلُ
يطيب ويذكو من أحاديثِ مجده / ونشر معاليهِ الضُّحى والأصائلُ
ويهتزُّ للمعروفِ حتى كأنهُ / صفيحةُ نصلٍ أخلصتها الصَّياقل
وَسائِلُ باغي جوده مُستريحةٌ / وناصبةٌ أفكارُه والعواذلُ
ويُضعف أدنى العار محملَ عرضه / ولكن لاِعْباءِ المكارمِ حاملُ
فتىً حِلْيتاه في وغاهُ وسلْمهِ / لعافيهِ والأعداءِ بأسٌ ونائلُ
تُغنَّى طِلاحُ الخامسات بمدحهِ / فيُطوى سحيقٌ نازحٌ ومَناهلُ
اذا القرَبُ القَسْقاس أذكى كبودها / إِلى شَبِمٍ اِعراضُها عنهُ قاتلُ
طوتْهُ مِراحاً بالحديثِ كأنما / على كلِّ لفظٍ موردٌ وخمائلُ
فلا الغمرُ جذَّابٌ ولا الظل خادع / ولا الوعرُ نكَّابٌ ولا الخرق هائلُ
على ثقةٍ أنَّ المُناخَ بمخْصِبٍ / يعيش به ركبٌ وتُحمى رواحلُ
اذا صرَّم النَّحض السُّرى فنعيمهُ / مريءٌ به يُثْني سَنامٌ وكاهِلُ
يوطنه خصب المحل ابنُ هِمَّةٍ / منازلُهُ للمعْتَفينَ مَنازلُ
جمالُ الورى حامي الحمى باذل الندى / وشيك القرى والعام أغبر ماحِل
بطيءُ عقابِ الذَّنب لكن بنصره / وبالجودِ للمستصرخين مُعاجِلُ
فهُنِّيَ بالعيدِ الذي كلُّ فخرهِ / عُلاهُ وغُرَّانُ المساعي دلائلُ
يا راكب الهوجاء لولا البُرى
يا راكب الهوجاء لولا البُرى / لقلتُ هوجاءُ صَباً أو شَمالْ
عاصِفَةٌ ايْسَرُ اِرقالِها / يحسدهُ الهَيْقُ وأمُّ الرِّئالْ
تطوي غديرَ القاعِ عن غُلَّةٍ / كأنما الغُدْرُ سَرابٌ وآلْ
سَرتْ به أشْعَثَ ذا هِمَّةٍ / جَلَّ وجلَّتْ عن كرىً أو كلالْ
يبغي مُناخاً كاملاً بالنَّدى / عند منيعِ الجارِ جَمِّ النَّوالْ
لُذْ ببهاء الدينِ مُسْتصرخاً / اِحسانهُ والْقِ اليهِ الرِّحالْ
تجدْ أبا الفضلِ منيعَ الحِمى / يُرضيكَ في يوم النَّدى والنزالْ
غَيرانُ لا يعرف اِلا العُلى / أكْملَها من قبلِ سِنِّ الكمالْ
وقارُهُ والعزْمُ من أمْرهِ / شُمُّ الرَّواسي وصُدورُ النَّصال
فهنِّىءَ الدهْرُ بعلْيائهِ / والعِيدُ ما لاحَ بأفقٍ هِلالْ
تودُّ سيوفُ الهند في سورة الوغى
تودُّ سيوفُ الهند في سورة الوغى / وقد أخلصتها للضرابِ الصَّياقلُ
تُهزُّ بأيدي الدَّارعينَ كأنَّها / وميض بُروقٍ أجَّجتْها الحوافلُ
اذا لمعتْ في دجْنِ كل عجاجَةٍ / همى ساكبٌ من طائح الهام هاطلُ
شَبا عضد الدين الكريمِ وعزمَه / اذا خامَ للخطب الجريءُ المباسلُ
فتى الجودِ والبأس الميب لِقاؤهُ / اذا صرَّح الشَّرانِ روعٌ وماحِلُ
فيهزمُ بأس الحرب حزمٌ ونجدةٌ / ويطرد شرَّ المحْلِ فضلٌ ونائلُ
مريرُ القوى أما حِماهُ فمانعٌ / مُعِزٌّ وأما نصرهُ فهو باذِلُ
هو الوارثُ العلياءَ عن كل كابرٍ / مُطاعٍ ومَسْعاهُ مُبِرٌّ وفاضلُ
فهُنِّيَ دهرٌ عيدهُ بعضُ عامِهِ / بدولتهِ ما أنبت العُشْبَ وابِلُ
صبرت للهجر عن اُنسي بقربهمُ
صبرت للهجر عن اُنسي بقربهمُ / وخانني الصبر اِذ زُمَّتْ جِمالهمُ
وكنتُ مسكنَ ظبيٍ قبل بَيْنِهُم / واليومَ مسكنهُ ودوني رِحالُهُمُ
رموا فاصْموا ومن أصمت رماتُهمُ / يودُّ لو عاودتْ تُصْمي نبالهمُ
فليتَ قُربهمُ باقٍ على نَظَري / واِن عداني على رغمي وصالُهمُ
لئن غِبتُ عن نادي عُلاكَ فانني
لئن غِبتُ عن نادي عُلاكَ فانني / بقلبي ومدحي حاضرُ النفس ماثلُ
تُعطِّر أفواه الرواة قلائدي / وتُزهى بما اُثْني عليكَ المحافلُ
وأعلمُ مهما نِلتهُ من بلاغةٍ / بأنَّ مديحي دون مجدكَ نازلُ
تودُّ سُطاكَ المشرفيَّةُ والقَنا / وتحسدُ جدْوى راحتيك الحوافل
وتُسفرُ للخطب البهيمِ وللدُّجى / فينجابُ مكروهٌ وتسْجو زلازلُ
حوى شرف الدين العلى وهو يافع / فلا الوعر مرهوبٌ ولا الذعر شاغلُ
يهونُ عليه كل صعبٍ ورائعٍ / وفي الدَّست منه العبقريُّ الحلاحلُ
جوادٌ ببذل المال في كل أزْمَةٍ / ولكنه بالجار والعِرضِ باخِلُ
اذا مالكُ العلياء عدَّتْ فخارها / وسعْدٌ فبالصدر الوزير تُساجلُ
بمن يلثمُ الصِّيدُ الملوكُ بساطهُ / وتنقادُ للأمرِ المُطاعِ الجحافلُ
مشمِّرٌ للهولِ غيرُ زُمَّلِ
مشمِّرٌ للهولِ غيرُ زُمَّلِ / ينظرُ من لحظِ قطامٍ أجْدلِ
ثبْتٌ وماضي عزمهِ كالُمنْصلِ / تخالُ في بُرديه حين تَبْتلي
زُعازعَ الريح وركْني يذبُلِ / غَمْرُ الرِّداءِ للمُسيفِ المرمل
يُفاخر السُّحب بصوب الأنملِ / يحمدهُ ضيفُ الجديب المُمحل
وخائفٌ ليس له من موْئلِ / من خوفهِ وضُرِّه في أفْكلِ
أسلمهُ كل مُطاعٍ عَبْهَلِ / حتى اذا أظْلَمَ ليلُ القَسْطلِ
وأطلعَ الروعُ نجوم الذُّبَّلِ / وأوسع العسَّالُ رزق العُسَّلِ
واشْتبه الهامُ بمُلْقى الجَندلِ / جاء الوزير في الرَّعيل الأول
تاجُ الملوكِ ذو المقامِ الأفضلِ / يحمي حمى الليث صغار الأشبل
يُثْبتُ كل صارمٍ في مقتلِ / اِثباته الصَّواب عند المُشكلِ
تلقاهُ في ركوبهِ والمنْزلِ / صدر النَّديِّ ومُشارُ الجحْفل
فهنِّي الدهرُ به من مُفْضِلِ / في رَجبٍ وكل شهرِ مُقبلِ
مدحتكمُ والمادحون بني العُلى
مدحتكمُ والمادحون بني العُلى / فريقانِ مرفوعُ اللواء وخاملُ
فسار مسارَ الشمس قولي فيكمُ / وصيتي وأفْواهُ الرُّواةِ الرواحل
ولم أرضَ حتى أسجلته اِجازتي / وخطَّت به بعد السَّماع الأناملُ
فسيانِ مصْرٌ في ازدحام رواتهِ / وبلْخٌ واِن طال السُّرى والمراحل
خصصت به المأمول في كل أزمةٍ / جمال الورى والعام أغْبرُ ماحِلُ
أبا الفرجِ الخِرق المُقِرَّ بجوده / ونجْدتهِ سُحب الحيا والجحافل
فتى كل خيرٍ بعضه البأس والندى / فكل مساعيه عُلاً وفضائلُ
وواهبها مكتومَةً مُستريحةً / إذا كدَّرت صفو النوالِ المواطلُ
يُقللها استيحاؤه وهي جَمَّةٌ / فأخجلُ ما تلْقاه اذ هو باذلُ
ويُغضي وقد أعطى الجزيل كأنهُ / لا شِفاقهِ من عتب عافيهِ باخِلُ
ويجلو ظَلام الخطب ثاقبُ رأيهِ / وقد أحجمت عنه الظبُّي والذوابل
ويُردي الأعادي والمُهنَّد مُغمدٌ / وما جُرَّ خَطِيٌّ ولا جالَ صاهل
على أنه الحامي حقيقةَ صحبْهِ / إِذا عصفت بالدارعين الأفاكِلُ
تمرُّ سجايا نفسه في حفاظهِ / وتعْذُب منه في الوداد الشَّمائلُ
بني عضدُ الدين الجواد بسعيْهِ / معالي لا يسْطيعُها مَن يُطاولُ
ففاقَ عُلا آبائه وعُلاهُمُ / تٌقِرُّ بها يومَ الفخارِ القبائلُ
كأنَّ مِجَنَّ الشمس من قسماتهِ / اذا ما ادلهمَّت في الوجوه النوازل
فهُنِّيءَ بالشهر الحرام وغيره / مدى الدهر ما جاد الخميلة حافلُ
يخافُ ويرجو بأسهُ ونوالهُ / ضريكُ المشاتي والعدوُّ المُباسلُ
تميسُ جيادُ الخيل حتى كأنما
تميسُ جيادُ الخيل حتى كأنما / حسوْنَ رحيقاً من سُلافةِ بابلِ
اذا جالَ قُطب الدين في صهواتها / إِلى موقفٍ بين القنا والمناصل
فتىً فضلَ الجونين جوداً ونجدة / كثيف الغوادي أو كثيف الجحافل
فللجدب جَوْدٌ ساكبٌ غير منجمٍ / وللحرب بأسٌ جاحِمٌ غير ناكل
ترفَّع عن كبر الرجالِ وأطمعتْ / طلاقتهُ في ماله كلَّ سائلِ
فكان سحاباً بَرْقة بِشرُ وجهه / وصوبُ حياهُ جودهُ في القبائل
فهُنئَتِ الأعيادُ منه بماجدٍ / رفيعِ عماد البيت ندبٍ حُلاحلِ
تعلَّقتهُ مُشْمخِرَّ العُلى
تعلَّقتهُ مُشْمخِرَّ العُلى / قَؤولَ المكارم فَعَّالها
يُحامي عن المجدِ والمأثرا / ت كما حمت الأسْدُ أشبْالها
ربيعَ الشِّدادِ وذِمْرَ الجِلا / د وهوب الرَّغيبةِ بذَّالها
فأوسعتُ عِرضَ جمالِ الورى / مدائح يُمْدحُ من قالها
قوافيَ غُرّاً كمثْلِ النُّجوم / تبقي عليه ويبقى لها
لأَغْلب لو طاولتْهُ الجبا / لُ واِنْ لم يُطْلها امرؤٌ طالها
اذا ما ادلهمَّتْ خُطوبُ الزَّما / نِ جَلَّتْ أياديه أهوالها
فيُخرسُ بالبأسِ اِجْلابَها / ويقتلُ بالجودِ اِمحالها
ومُبْهمةٍ كَدآدي الشتاءِ / تزيدُ الرَّويَّةُ اِشكالها
يُضِلُّ الألبَّاءَ اِعْضالُها / ويحْتنكُ الخوفُ أبطالها
جعلْتَ لها مخرجاً مُنجحاً / هَدى للمراشدِ ضُلاَّلَها
لقد علَّمت مدحَك المكرُما / تُ سفرَ البلادِ وقُفَّالها
فكلٌّ غَدا شاعراً مُفْلقاً / مُجيد البليغةِ قوَّالها
يُساجلُني في معاني الثَّنا / ءِ ولو لا نوالُكَ ما نالَها
فيا عضد الدين أضفتْ عليْ / ك سعادةُ جَدِّك سِرْ بالها
ودُمْتَ مُطاعاً أخا سطْوةٍ / تَفُلُّ من البيض قَصَّالَها
وهُنِّيتَ أعْيادَ كلِّ الزَّما / ن تنضو وتلبسُ أمثالَها
أبا دُلفٍ اِن جار بيْنٌ وصرَّحت
أبا دُلفٍ اِن جار بيْنٌ وصرَّحت / نوىً قُذفٌ لا يرتجى بعدها وصل
فعندي وجْدٌ لا يُبرِّدُ حرَّهُ / ملامٌ ودمعٌ لا يكفكفهُ عَذْلُ
يُجاملُ أخلاق الرجالِ تجلُّدي / ويملكني فيك الغَرامُ اذا أخْلو
وأشْجعُ في حرب الرَّزايا وانني / برزئك منخوبٌ حُشاشته فسْلُ
وانفدتُ دمع العين حتى وددتُني / بكيت دماً من لوعتي ولكَ الفضلُ