القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَلاقِس الكل
المجموع : 66
رُبَّ أمرٍ أَتاكَ لا تحْمَدُ الفَع
رُبَّ أمرٍ أَتاكَ لا تحْمَدُ الفَع / عال فِيه وتحمَدُ الأَفعالا
أَبْدَى الفِرِنْدُ نجابَةَ النَّصْلِ
أَبْدَى الفِرِنْدُ نجابَةَ النَّصْلِ / والفَرْعُ يُظْهرُ طِيبَةَ الأَصْل
والنِّبْلُ قد نَفَضَتْ كِنَانَتَهُ / بِيَدِ السَّدادِ مسدِّدَ النَّبْل
لا تَعْجَبُوا لِلَّيْثِ حينَ غَدَا / وَيَدَاهُ قَد عَقَدا على شِبْلِ
فِي الشمس والبدرِ المينرِ إِذَا / جاءَا بِنجمٍ صِحَّةُ النَّسْلِ
والفضلُ مَا اضطردَتْ مناسِبُه / حتى انْتَهَتْ منه أَبَا الفضلِ
ثَمَدْ يُرى كأَبِيهِ بَحْرَ نَدَّى / والوَبْلُ أَوْلُهُ مِنَ الطَّلِّ
فَتَرى أَسِرَّته وأُسْرَتَه / متقدِّمَيْنِ بحُجَّةٍ فَصْلِ
زيدَتْ بنو الحَجَرِ الكرامُ بِهِ / حَجَراً يُفْجِّرُ أَعيُنَ البَذْلِ
أَهلاً وسهلاً بل يقِلُّ له / أَن يلتقي بالأهلِ والسهلِ
السعدُ والإِقبالُ طالَعُه / وهما كذا قالا له قبلي
وافَى وقد أوفَى الهلالُ معاً / فقضى الحسودُ برُتْبَةِ المِثْل
أَنا لا أُشَبِّهُهُ بغُرَّتِه / فأَجَلُّ منه إِخمَصُ الرِّجْل
والغيثُ صِنْوُ أَبيهِ قد شَحَذَتْ / كفَّاهُ سيف الخصبِ للمحلِ
والأَرضُ قد نزَعَتْ غلائلُها / ما في الصدورِ لها من الغِلِّ
والدهرُ قد عَدَلَتْ حكومتُه / ولطالَ ما عَدَلَتْ عن العَدْلِ
مَلأَ الملاَ بسعيدِ غُرَّتِه / فجميعُ ذلك عنه يستملي
وإِذا رأَيت الحُسْنَ من حَسَنٍ / فاطْرَبْ لصِدْقِ الإِسْمِ والفعلِ
بحرُ مناسِبُه إِلى حَجَرٍ / تُرْبِي مفاخِرُهُ على الرَّمْل
آباؤهُمْ شَتَّى فضائِلُهُمْ / وهو المُلَقَّب جامِعَ الشملِ
وعلى البِقاعِ له خيامُ ندّى / أَطنابُها مستجمَعُ السُّبْلِ
وبه قريشٌ جدَّدَتْ شرفاً / قد كانَ شِيدَ بِخاتَمِ الرُّسْلِ
لو قلتُ للساعي ليدرِكَه / ارْجِعْ عَمِيتَ بمَسْلَكٍ غُفْلِ
هذِي البسالَةُ دونَ نهضَتِها / ما شئتَ من مُتَمَنِّع بَسْلِ
وقف السوابِقُ دونَ غَايَتِه / ومضَى على الغُلَوَاءِ يَسْتَغْلِي
حَطُّوا فقاموا تحتَ طاعَتِه / لما رأَوْهُ قامَ بالتِّقْلِ
وله سحابٌ نزلت بمَنْصِبِه / فتعلَّقَتْ بالشَّيْخِ والطِّفل
فإِذا اختَبَرْتَ وجَدْتَ معرفةً / صارَ الفتى فيها أَخا الكَهْلِ
إِن كانَ بعضُ الناسِ حين يَرَى / فلُرَّب بعضٍ وهو كالكُلُ
فِقْهٌ تَبِينُ المُشْكِلاتُ به / وتروحُ مُطْلَقَةً من الشُّكْل
وهُدىً مُبِينٌ لم يُخَلِّ أَخا / جَهْلٍ ولَوْ أَضْحَى أَبا جَهْل
وكتابَةٌ من حُسْنِ صُورَتِها / تُغْنِي عن التَنْقِيطِ والشَّكْلِ
وسكونُ خاشٍ صِيغَ من مَهَل / منه حَراكٌ صِيغ من مُهْل
ولَرُبَّ أَجوافَ فيه قعقعةٌ / وكما عَلِمْتَ مَخارِقُ الطَّبْل
يا مَنْ أَعادَتْنِي له سَنَةٌ / ضنَّتْ عَلى عِدَة فَكانَتْ لِي
صلَّيْتُ باسْمِ أَخيكَ ممتدِحاً / فَنَجوْتُ من لَهَبِ الهوى المُصْلِي
ومدحْتُكُمْ في طَيِّ مِدْحَته / حُكْماً ولَمَّا أُبْلَ بالنَّبْلِ
والآنَ تَمَّ لديكَ مُفْتَرَضِي / وأَصَبْتُ من نَفَلٍ ومن نَفْل
ورأَيتُ منصِبَكُمْ فقلتُ له / ما لَمْ يُخَالَفْ فيهِ بالفِعْلِ
والناسُ غَيْرَكَ للفضولِ أَتَوْا / وأَتَيْتَ وَحْدَكَ أَنْتَ للفَضْلِ
يا عُمَرُ الطّلاّءُ إياكَ أنْ
يا عُمَرُ الطّلاّءُ إياكَ أنْ / تعرِضَ لي يا عُمرُ الطّلاّ
والله إن جرّدْتُ سيفَ الهِجا / فأُغمِدَتْ شفْرتُهُ إلا
ملّ من صبوتِه ما أمّلا
ملّ من صبوتِه ما أمّلا / فسلا عن قلبِه كيفَ سَلا
نزَعَتْ عنه يدُ الشيب صِباً / طالما غازَل فيه الغزَلا
ونهى منه النُهى مزدَجِراً / نسخَ الآخرُ عنه الأوّلا
ولقد كان ومن آرابِه / غُصُنٌ ماسَ وبدر كُمِّلا
كان يهوى منه بدراً طالعاً / أفلا يندُبُه إذْ أفلا
عاطل اللّبّة لولا غَيَدٌ / نقلَ الحسنُ إليه المُقَلا
رُبَّ ليلٍ باتَ فيه المُشتَري / بأحاديثي يناجي زُحَلا
حيثُ رُعْتُ الأُجْلَ في أحشائِه / بابْنِ نكْباءَ يفوتُ الأجَلا
كلما استرْقَصَ عِطفَيْهِ هوى / ملأ الرّكضُ بجَنبَيْهِ المَلا
خاطرٌ جال عليه خاطرٌ / آمنٌ منه الوجا والوجَلا
ولقد تعطِفُني نحو الحمى / خُلَلٌ تسد الخَللا
حبّذا في أبْرَقَيْهِ حِلَلٍ / خلعَ الحُسْنُ عليها حُللا
وانثنى الأسمرُ منها غُصُناً / وجرى الأبيضُ فيها جدولا
طالنا حُيّيتُ في أطلالها / بِطِلاً بت أعاطيها طلا
زُهَريُّ المرتقى والمُلْتَقى / زهَريُّ المُجْتَنى والمجتلى
عسكريُّ هزّ من معطِفِه / أسمراً أفتكَ مما اعتقلا
كلَفي منه ببدرٍ رامِح / ينتَحي منه سِماكاً أعزَلا
ضاحَكَتْ غُرّتُهُ طُرّتَهُ / فأقلّ الصُبْحُ ليلا ألْيَلا
وإذا روّيْتُ في رؤيته / بدَهَ الحُسنُ بها وارتجَلا
سِرْتُ في الحُسْنِ إليه مَعلماً / والى السّلوانِ عنه مَجْهَلا
ولقد ضاعَ فؤادي عندَه / فأنا أطلبُ عنه بَدَلا
والى أحمدَ أحمَدْتُ السُّرى / حين طارَحْتُ الصِّبا والشّمْألا
أمّت الآمالُ منه راحةً / تُبغِضُ الرّيْثَ وتهوى العَجَلا
واستجاشَ الحقُّ منه واحداً / ينظرُ الباطلُ منه جَحْفَلا
راقياً حيّةَ خَطْبٍ راقياً / طودَ مجدٍ راقِماً ثوبَ عُلا
عكَفَ الشِّعْرُ على أوصافه / فهو الروضُ أصابَ المَنهَلا
واستفادَ الدهرُ من آدابِه / بعدما كان اعتدى فاعْتَدَلا
ناهضٌ بالعبءِ لو كلّفتهُ / ردّ أيام الصِّبا لاكْتَفلا
أسفرَتْ آراؤهُ عن شارِقٍ / كلما أومضَ جَلّى الجُلَلا
فهو ما سدّد منها أسهُماً / رشقَتْ من كلّ خطبٍ مَقْتَلا
لانَ عن فرطِ نشاطٍ ولكَمْ / شدّةٍ في القومِ عُدّتْ كسَلا
وإذا ما جدّ في أكرومةٍ / قُلْتَ من إفراطِه قد هزَلا
هزّ عِطفَيْهِ النّدى فانتزعا / ما أعارَتْهُ المُدامُ الثّملا
وانثنَى والمدحُ يلويه كما / لوتِ النكباءُ رُمحاً خطِلا
بنَثاً فاوحَهُ الطّيبُ فلم / يرتَضِ المندَلَ عنه بدَلا
يتغنّى ساجعُ الطّيرِ به / هزَجاً في أيْكِهِ أو رمَلا
هنئَ الدّهرُ به من سيّدِ / شدّ منه ما وهى أو وَهَلا
وازْدَهى الشهر الذي ألبَسَهُ / ذلك العِلْمَ وذاك العمَلا
كان فيه صائماً أو قائماً / منعِماً أو مُفضِلاً أو مُجْمِلا
لم يزَلْ فيه على عاداتِه / بالتقى مرتدياً مُشتَمِلا
واكْتَسى الفِطْرُ به ثوبَ الصِّبا / مَعْلَماً منسحِباً منسدِلا
ورأى العيدُ لديه عيدَه / فثَنى من معطِفيْهِ جَذَلا
دامَ للعلمِ بلا مِثْلٍ فقد / ضربوه في المعالي مَثلا
في مهبَطِ الوَحْي تعلو مرتَقى الأملِ
في مهبَطِ الوَحْي تعلو مرتَقى الأملِ / فافسَحْ رجاءَك واطلُبْ فُسحةَ الأجَلِ
لا تنتجِعْ للأماني بعدَهُ دُوَلاً / فقد تأمّلْتَ منه راهِبَ الدّوَلِ
وانظُرْ الى صفوةِ الخَلْقِ التي ظَهَرَتْ / للناس آياتُه عن صفوةِ الرُسُلِ
الى الإمام الذي أبدت أسرّتُه / سيما الأئمّةِ من آبائِهِ الأوَلِ
لو قامَ ينطحُ ذو القرنينِ صخرتَهُ / لعادَ واهي قرونِ الرّأسِ كالوعَلِ
يا بْنَ عدْلانَ يا أخسّ الرجالِ
يا بْنَ عدْلانَ يا أخسّ الرجالِ / والذي تستحقّ نَتْفَ السِّبالِ
لك وجْه الحمارِ لكنْ عليه / لحيةٌ عُلِّقَتْ كبعض المَخالي
مذْ عددناكَ في الشهودِ علِمْنا / أنّ بعض الشهودِ شرطُ النِّعالِ
باشرَتْ رأسُك الفِراءَ فلاقَتْ / جلدَها في صلابة السِّنْدالِ
أيّ شيءٍ سمِعْتَ يا أحمَقَ النا / سِ بأنْ عشّرَتْ إناثُ البِغالِ
يضع الخطّ بالشهادةِ جهلاً / وهو خطٌّ مخلَّطُ الأشكالِ
إن عرَفْتَ الهجاءَ والخطّ فاقْرأ / بعضَ ما قد أتى من الأقوالِ
ورأينا المسافرين من الغر / بِ أتونا عنه بداءٍ عُضالِ
أخبَرونا بأنّ عندكَ بنتاً / وهْي تُنمى الى ثلاثِ رجالِ
شِركةٌ في النساءِ كالشِّرك بالل / هِ لقد بُؤتَ خاسراً بالضّلالِ
والعبيدُ الذين عندك قالوا / عنك قولاً يقضي بصفعِ القَذالِ
قد رآكَ المنجّمونَ فقالوا / ذلك الرأسُ نجمُه بالدّالي
ورأى ثغرَكَ الشّنيبَ عليه / خُضرةٌ كالكنيفِ تحت الكَعالِ
واستمِعْ إنْ أردتَ تسمعُ نُصحي / واستمع إن أردت في أقوالِ
لك ثغرٌ مثل الكنيف وهذا / فوق أسنانِه كنيف الكعال
ولسانٌ معوّجٌ ليس يدري / أبحَقٍّ أتى لنا أم مُحالِ
فاجعلَنْهُ في الاستقامةِ حتى / يغتدي بعد ميلِه في اعتدالِ
فتنتني لجينك الآن جوى / وهي فتانةٌ قلوبَ الرجالِ
والحراقى لحنبل فاقرأ / كي تكُنْ فاضلاً كثيرَ الجدالِ
وإذا انحلّ فتلُ جيبِك فاعْقِدْ / عُقدةً لا تلينُ للحلاّلِ
وعلى هذه المسائل عوّلْ / إنّ فيها الجزاءَ في الأعمالِ
ما هجوناكَ يا رقيعُ بنقطي / نِ ولكن نُبْنا لحلّ الشِّكالِ
واقتصرْنا على القليل الى أن / تشتري هامةً من القلاّلِ
قصُرَتْ هذه الوريقةُ حتى / منعتْنا من العِراضِ الطّوالِ
فاحْمَدِ الله كيف كُنتَ فهذا / واجِبٌ عند سائرِ الأحوالِ
بدرُ علمٍ يلوح في فلكِ الفضْ
بدرُ علمٍ يلوح في فلكِ الفضْ / لِ عليه من المفاخرِ هالَهْ
كم فقيرٍ أغنى بمُغدقِ جدوى / راحتَيْهِ وذي عثار أقالَهْ
وأسيرٍ أتاه يرسُفُ في قي / دِ هوان ففكّ عنه عِقالَهْ
وإذا أشكل السؤالُ انتَحَتْهُ / لحظةٌ منه بيّنَتْ إشكالَهْ
بدرُ علمٍ يضيءُ روضةَ فضلٍ / غيثُ جودٍ يسحّ طودُ جلالَهْ
جمع الله فيه مُفترَقَ الفض / لِ وماذا سواه في الدهر نالَهْ
هو كالشافعيّ علماً إسحا / قَ ويحيى ضبطاً وعُمقَ أصالَهْ
أيها الحافظُ الذي طاولَ النج / مَ الى نيلِه المعالي فطالَهْ
ما تغنّى الحمامُ في أفُقِ الفج / رِ وهزّت ريحُ الشمائِلِ ضالَهْ
إن قال وفّى مسرعاً ما قالَه
إن قال وفّى مسرعاً ما قالَه / وسواهُ لما قالَ لمّا يفْعَلِ
يا أيّها الحَبرُ الإمامُ ومَنْ غَدا / في منزلٍ ما مِثلُهُ من منزِلِ
خُذْها ابنةَ الفكرِ الذي استعملْتَهُ / فغدَتْ لعَمْري كالغزالِ الأكحلِ
واسلَمْ ودُمْ ما غرّدَتْ ورْقاءُ في / غُصُنٍ رطيب في النعيم الأكملِ
يا عاذليّ لا تُطيلا عذَلي
يا عاذليّ لا تُطيلا عذَلي / إني عن عذلِكما في شُغُلِ
رضيتُ بالهوان والتذلّل / في حبّ من في الحب لا يرقّ لي
ظبيٌ ظُبى أجفانِه كالمُرهَفِ / ناهيكَه من أغيدٍ مهفهَفِ
لو أنه في كل حالٍ مُنصِفي / لفُزْتُ منه بالنعيمِ الأكمل
أحمُّ أحوى بابليٌّ أحورُ / في خده وردٌ نصيرٌ أحمرُ
بسحرِ عينيه القلوبُ تُسحَرُ / ويلاهُ من طرفِ الغزالِ الأكحلِ
علِقْتُه غرّاً جَهولاً بالهوى / لم أدْرِ طعمَ الهجرِ قبلُ والنّوى
لله أيامٌ تقضّتْ باللَّوى / لهفي على ذاك الزمانِ الأولِ
يا أيها العذالُ فيه أقصِروا / أو أكثِروا فالحب عندي أكثرُ
والقلبُ لا يسطيعُ عنه يصبِرُ / حالَ عن الميثاقِ أو لم يحُلِ
ودِدْتُ لو أتحفني بودّه / ودام لي على قديمِ عهدِه
أعوذُ من هجرانِه وصدّه / بلطفِ ذي العرشِ القديم الأزلي
يا قمراً قلوبَنا قد قمَرا / ويا قضيباً لا يزال مُثمِرا
ويا رشاً من شرَكي قد نفَرا / ما شئتَ في قلبي العميدِ فافعلِ
يظنّ أنّ القلبَ عنه قد سلا / وأنه من الغرامِ قد خلا
عوفيتَ عما حلّ بي من البَلا / جهلْتَ ما ألقى وما لم أجهلِ
الله يدري أنّ في قلبي ألمْ / من أجلِ أنّ الطيف حيناً ما ألمّ
وها أنا واللهِ في الحبّ علمْ / وأنت عما حلّ بي في شُغُلِ
يا يوسفيَّ الحُسنِ كُن لي مُحسِنا / أسأتَ إذ ملَكْتَ رقّي زَمنا
ملكْتَني فاجعَل وصالي ثمَنا / وعدّ عن هذا الهجرِ والتعلّلِ
ليتكَ لما أنْ علِمْتَ أنني / أهواكَ من دون الورى وصلْتَني
فلِم لغيرِ زلةٍ هجرْتَني / ذاك لفرطِ الحب والتدلّلِ
يا أيها البدرُ المنيرُ الزاهرُ / ما شئتَ فافعَلْ بي فإني صابرُ
هأنَذا كما تراني حائرُ / وإن جهِلْتَ ما الأقلُّ فسَلِ
أقسمْتُ لا حُلْتُ وإن حُلْتَ ولا / رُمْتُ سواكَ اليوم خِلاً بدَلا
ولا سَلا قلبي فيمَنْ قد سلا / وحقِّ آياتِ الكتابِ المنزَل
أفديه من ظبيٍ غريرٍ أغيدِ / يَميسُ كالغُصْنِ الرّطيبِ الأملَدِ
لو أنّه أصبح لي طوعَ يدي / لهانَ عندي ما يقول عُذّلي
لله دَرُّ أهيفٍ محجَّبِ / مجوهَرُ الثغرِ شهيُّ الشّنَبِ
كأنهُ مثلُ ابنُ يعقوبَ النّبي / في الظّرفِ والجمالِ والتجمّلِ
له الدلالُ والخفَرْ / والفخْرُ للحفاظِ من دون البشَرْ
علاّمةٌ سؤدُدُه قدِ اشْتهَرْ / أرْبى على النعمان وابنِ حنبَلِ
هو الإمام الأوحدُ السّميْدَعُ / الأريحيّ الألمعيُّ المِصقَعُ
العالِمُ النّدْبُ السّريّ الأروعُ / المرتجى لكلِّ أمرٍ مُشكِلِ
ليثٌ يموتُ جاحِدوهُ فرَقا / غيثٌ يُرى جودُ يديهِ غدَقا
بدرٌ يشيءُ مغرباً ومَشرِقاً / بوجهه جِنحُ الظلامِ ينجلي
مَنْ مثلُه في خلقِه والخُلُقِ / ما مِثلُه في مغربٍ ومشرقِ
وقفٌ على النوال والتصدّقِ / يذخَرُه لكلّ أمرٍ معضِلِ
أكرِمْ به من عالمٍ مهذّبِ / يُعربُ نطقاً عن مقالِ يعرُبِ
ذي نسب ناهيكَه من نسبِ / وهمّةٌ مقرونةٌ بالحمَلِ
زُرْهُ أزكى الأنام عُنصُرا / وأكرَمَ الخَلقِ وأبهى منظَرا
الخُبْرُ قد صدّق فيه الخَبرا / أقلامُه تفعلُ فِعلَ الأسَلِ
قد جمعَ العلومَ والمكارِما / وفاقَ في معروفه الأكارِما
يذْلُ اللُهى يراهُ حقاً لازِما / يجودُ بالجودِ وإنْ لم يُسألِ
ما إن له في الفقهِ من مُقاومِ / أكرِم به بين الورى من عالِم
به غدا اليومَ قوامَ العالَمِ / عن حاله منذُ نَشا لم يَحُلِ
يروي حديثَ المصطفى عن خامسِ / ليس له في ذاك من مُنافِسِ
يقوم إذ يراه كل جالِسِ / مُبجّلٌ ناهيكَ من مبجّلِ
هو الذي همّتُه فوقَ السُهى / حوى الجلالَ والجمالَ والنُهى
وطبعُه منذُ نَشا بذلُ اللُهى / بذلَ جوادٍ أريحيٍّ مفضّلِ
يا سيّدَ الزُهّادِ والأحبارِ / وكعبةَ العلياءِ والفَخارِ
وذا الندى في العُسرِ واليسارِ / وذا الحِجى والفضلِ والتطوّلِ
تهنّ يا عيدَ الورى بالعيدِ / وابْقَ كذا في العزّ والتأييدِ
برغمِ كل مُبغضٍ حَسود / واعلُ على ظهرِ السِّماك الأعزلِ
ما غرّدَ القُمريّ في الأشجارِ / وأذهَبَ الليلُ ضِيا النهارِ
ودام مُلْكُ الملِك الجبّار / ربِّ السمواتِ العليّ الأوّلِ
خُذها عَروساً من بنات فكري / بِكراً وما الثيّبُ مثلُ البِكْرِ
ألبسَها مدحُك ثوبَ فخرِ / تغْنى بذاك الفخرِ عن لُبْس الحُلي
ولا عدمَتْ أيامُنا منكَ سيّداً
ولا عدمَتْ أيامُنا منكَ سيّداً / يُوالي جميلاً أو يروقُ جَمالا
فإنْ كُدِّرَتْ يوماً موارِدُ نعمةٍ / علينا رَوينا من نَداهُ زُلالا
ولنا صديقٌ لا يطيبُ حديثُه
ولنا صديقٌ لا يطيبُ حديثُه / ويطيلُه وكأنّه يتطوّلُ
يأتي بقصّة يوسُفِ فإذا انتهى / في آخرٍ منها فذاكَ الأولُ
يا نجمَ دين الله حي
يا نجمَ دين الله حي / نَ تُمدُّ أسدافُ الضّلالِ
والمُجْتلى بلواحظِ الت / تبجيلِ في أفُقِ المعالي
والوارثُ المجدَ الأثي / لَ الأصلِ عن عمٍّ وخالِ
والمغتدى للمُعتدى / بيديْ مَصالِ بني مَصالِ
حلي كما لا تشتهي / يا بْنَ الأكارمِ شرُّ حالِ
نُكِّسْتُ في الأسفارِ بع / دَ إفاقتي نكْسَ الهلالِ
ولرُبَّ خِلٍّ قد شكو / تُ له فأصبح ذا اختلالِ
أو سيّدٍ علّقْتُه / أملي فمال الى المَلالِ
وعلى النهايةِ إنني / أصبحتُ مالي رأسُ مالِ
ولديهِ ما يصفُ الطبي / بُ من المعاجنِ والمَغالي
والكيسُ مثلُ الرّأسِ لو / لا علةٌ نالتْهُ خالِ
ووحقِّ فضلِك إنه / قسَمُ المعاني والمعالي
لئنِ اعتمَدْتُ على سوا / كَ لقد أحلْتُ على المُحالِ
فانعَمْ وأنعِمْ بالذي / توليه من منَنٍ توالي
واقبَلْ سؤالي فيّ غي / رَ مقصِّرٍ واقبَلْ سؤالي
لا أرتضيه في النّدى / مَثَلاً يكونُ بلا مثالِ
لا مَدَدْتُ اليمينَ إلا بعَضْبٍ
لا مَدَدْتُ اليمينَ إلا بعَضْبٍ / صارِمٍ إن مدَدْتَها لَبَخيلُ
ومضاءٍ يَزينُه وَقفةُ الحِلْ
ومضاءٍ يَزينُه وَقفةُ الحِلْ / مِ كما زانتِ الحسامَ الفُلولُ
يمينُك الغيثُ إلا أنه هطِلُ
يمينُك الغيثُ إلا أنه هطِلُ / وخُلقُك الزُّهْرُ إلا أنه خضِلُ
والناسُ وأنت وما في الحقّ من حرَج / ومَنْ عداكَ فلا سهلٌ ولا جبلُ
يا أيها الحافظُ الميمونُ طائرُه / عجّلْ عليّ فخيرُ النائِلِ العَجِلُ
لا زلتَ في نعمةٍ يشْجى الحسودُ بها / ما لاح نجمٌ بليلٍ أو بدا ظلَلُ
إليك تُشدُّ في العلمِ الرِّحالُ
إليك تُشدُّ في العلمِ الرِّحالُ / ومنك الجاهُ يُرجى والنّوالُ
وأنت الحافظُ الحبْرُ المعلّى / ومَنْ للدين والدنيا جمالُ
جمعْتَ الحُسنَيَيْن وأنت فردٌ / فما لك في الورى طُرّاً مثالُ
وما لك مثلُ جاهِك مستَباحٌ / وعِرضُك مثل فخرِك لا يُنالُ
ويُرضيكَ السؤالُ إذا سألنا / وبعضُ القوم يُغضِبُه السّؤالُ
ولي رسمٌ عليك ولا دِفاعٌ / لديك تصدُّ عنه ولا مِطالُ
ولما أن تأخّر طِبْتُ عيشاً / فقد تُستبطأُ السُحُبُ الثّقالُ
كتبتُ إليك في ظهرٍ لأني / فقيرٌ ليس لي واللهِ مالُ
وهذي قصّتي وإليك أشكو / ومني القولُ ثم لك الفَعالُ
فأبقاك المهيمنُ في نعيمٍ / وعزٍّ ما لَه أبداً زَوالُ
يا مُجيري من صرفِ دهرٍ أذلاّ
يا مُجيري من صرفِ دهرٍ أذلاّ / وعمادي الأعلى وقِدْحي المُعلّى
أنا بالباب أشتكي لك ما صا / دفَ وما به الآن حلاّ
أيها الحَبرُ ليس عندي حِبرٌ / واشتغالي من البطالةِ أولى
وأنا والمقامِ والبيتِ والرك / نِ يميناً وزمزمٍ والمصلّى
ليس في ذا الأنام من يرقُب ال / آنَ إذا ما أتيتُه فيّ إلا
عينُ علياكَ أيها الحافظ الحب / رُ لم يَقُل لمنتجِع لا
فأنِلْني واسلَمْ ودُمْ ما دَجا اللي / لُ على ذي بصيرةٍ وتجلّى
زادكَ الله جلالا
زادكَ الله جلالا / وبهاءً وكمالا
فلقد فاضَتْ يمينا / ك على العافي نوالا
ولقد قابلَ جدوى / كفِّك العُدْمَ فزالا
ولقد لُحْتَ لنا في / أفقِ المجدِ هِلالا
أيها الحافظُ لم تُلْ / فِ لك العينُ مِثالا
رُكنُ عزّي بعد تشيي / دٍ لعمرو الله مالا
وأرى حاليَ عمّا / كنتَ ترضى لي حالا
وأجِرْني وابقَ في عزٍّ / رفيعٍ لن يُنالا
ولا برحَتْ تولي جميلاً وتقتفي
ولا برحَتْ تولي جميلاً وتقتفي / لأسلافِها في المكرماتِ سبيلا
وتخفِضُ بالسيفِ الصقيلِ معانِداً / وترفعُ بالفعلِ الجميلِ خَليلا
دون ذاك الكناسِ بالسّفْحِ غِيلُ
دون ذاك الكناسِ بالسّفْحِ غِيلُ / وعلى ذلك القطيعِ رعيلُ
وفؤادُ المحب يهفو به البر / قُ وتهفو له القنا والنّصولُ
جوهرُ المرءِ نفسُه وبها الفض / لُ وما غيرَ ذاك فهْوَ فُضولُ
قد يعز الفتى وجانبه السّهْلُ /
لم يحطّ الليوثَ بالسّفحِ نقصٌ / نظمَتْهُ على الوعورِ الوُعولُ
إن ترَيْني انخفضْتُ وارتفع النا / سُ فذاك العُلوّ هذا النّزول
والصغيرُ الحقيرُ يسمو به السيْ / رُ فيعنو له الكبيرُ الجليلُ
فرْزَنَ البيدقَ التنقّلُ حتى ان / حطّ عنه في قيمةِ الدِّسْتِ فيلُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025