القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 51
قد عَزَمْنا على التصّيد والنُّزْ
قد عَزَمْنا على التصّيد والنُّزْ / هَةِ والصّيدُ في التَّنَزُّه فَضْلُ
فيه ضَرْبٌ من السياسة والعَزْ / مِ وفيه لِلْحَزْمِ عَقْدٌ وحَلٌ
ولَدَيْنا من الجَوَارح للطَّيْ / رِ ضُروبٌ فهنّ للطير قَتِلُ
ولدَيْك البواشِقُ اللاءِ قَدْ رُحْ / نَ كما رُحْتَ ما لِفَضلِك مِثْلُ
فَتَفَضَّلْ بباشِقَ كُلُّ ما فِي / هِ جَناحٌ ومِخْلَبٌ فِيهِ نَصْل
طالَمَا طاردَ السُّماني وأَضحَى / دَمُها وهْوَ تَحتَ رِجلَيهِ نَعْل
وافِر الدَّسْتِ مُرْهَف الرِّيشِ لولا / صَدْرُه لم يكن له مِنه ثِقْلُ
واقتراحِي له عليكَ لِعلمي / أنني مخلِصٌ لديك مُدِلُّ
ضَمَّخوا الريحَ بالعَبِيرِ وقالوا
ضَمَّخوا الريحَ بالعَبِيرِ وقالوا / إنْ تَنَشَّقْتَها لِقيتَ الوصالا
نَشْرُها نَشْرنا فإن شِئتَ رؤيا / نا فلا تَعْدُ أن تُلاقِي الهِلالا
قد بَعَثْنا في الريح والشمسِ والبدْ / رِ إلى مُقْلَتَيك مِنّا مِثالا
فدعِ العذْلَ في الصدودِ فإنّا / لا نُطِيقُ الرقيبَ والعُذَّالا
لاحظتُه فرمتْ قلبِي لواحِظُه
لاحظتُه فرمتْ قلبِي لواحِظُه / بأسْهُمٍ ما لها رِيشٌ سِوى الكحَلِ
فبان في مُهْجَتي آلامُ أَسهُمِهِ / وبان لونُ دمِي في خَدِّه الخَجِلِ
فَلَيتَهُ إذ سقانِي سُمَّ مُقْلتِه / صِرفاً سقانِي مُدامَ الَّلحْظِ بالقُبَلِ
أَوليته صدَّ عن هَجْرِي ومَظْلمتِي / كمَا صَددتُ بقلبِي فيه عن عَذَلِ
بَعَثْتُها قَهْوةً صَفْرا مُعَتَّقَةً
بَعَثْتُها قَهْوةً صَفْرا مُعَتَّقَةً / حمراء تُنْبِت وَرْدَ الحُسْنِ للقُبَلِ
فاشربْ مُهَنًّا على رَغْم الحَسودِ لنا / واطْرَبْ مُغَنّىً فهذا أَحْسَنُ العَملِ
ويومٍ من الأيّام غابت عواذِلُه
ويومٍ من الأيّام غابت عواذِلُه / سَقانا به طَلٌّ السرورِ ووابِلُهْ
صفَتْ مثلَ صَفْوِ الخمرِ بالماءِ بَيْننَا / أَواخرُه حُسْناً وطابَتْ أَوائِلُهْ
فلمّا تعاطَيْنا المُدامَ وأَوْمَضَتْ / بُروقُ الصِّبا فينا وسُلَّتْ مَناصِلُهْ
دَهَتْنا صروفُ الدَّهرِ بالفَرَسِ الّذي / مَضى آبِقاً واسترجَعَ اللَّهْوَ باذِلُهْ
وبِتْنا على سُكْرَيْنِ مِن سُكْر قهوةٍ / وسكرٍ من الخَطِب الّذي جَلَّ نازلُهْ
فيا لكَ يوماً طاب صُبْحاً وغُدْوةً / وجاءتْ بأضدادِ السُّرورِ أصائِله
فبِتْنا كما لا نَشْتَهِي وقلوبُنا / رهائنُ فِكرٍ يُحْرِق الجمرَ داخِلُه
نُقسِّم كَأْساتِ التَّنَدُّمِ بيننا / ونَنْشُر شَجْواً ليس تَهْدَا مَراجِلُهْ
ونُفْكرِ مِنهُ في عواقبَ يرتضِي / بشاعَتَها مُبْدِي الشَّماتِ وحامِلُهْ
فلّما بدا وجُه الصَّباحِ وأَقبلَتْ / تَكُرُّ على وَفْدِ الظّلامِ قنابِله
أتتْنا بِه البُشْرَى فرَوَّحَ مُكْمَدٌ / وأَنْهل صادٍ بات حِبٌّ يُواصِله
فلو عاينَ الْمَلْكُ العزيزُ مَبِيتَنا / لخطبٍ دَهتَنْا بالفَظِيعِ كَلاكِله
لأَرْغَمَ أنفَ الدَّهِر عن أن يُصِيبنَا / كما لم يَزَلْ فِينا نَداه ونائِلهْ
إمامٌ كأنَّ اللهَ أَنْزَلَ فَضْلَه / قُراناً فما خَلقٌ من النّاس جاهِلُهْ
ونهارٍ أَرَقَّ صُبْحاً من الرّا
ونهارٍ أَرَقَّ صُبْحاً من الرّا / حِ وأَحْلَى من الأَمانِي أصيلا
ظَلْتُه بين قَيْنةٍ ومُدامٍ / أَجْتَني وَجْنةً وأُسْقَى شَمولا
وكأنّ السحابَ والبرقَ فيه / مُطْرَفٌ أَدْكَنٌ يَهُزُّ نُصولا
سَقّياني فلستُ أُصْغِي لعَذْلِ
سَقّياني فلستُ أُصْغِي لعَذْلِ / ليس إلاّ تَعِلَّةَ النفسِ شُغْلِي
أَأُطيع العذولَ في ضِدّ ما أَهْ / وَى كأنّي أتَّهمتُ رأي وعَقْلي
عَلِّلاني بها فقد أَقبلَ اللَّيْ / لُ كَلَونِ الصدودِ مِنْ بعدِ وَصْل
وانجلَى الغَيْمُ بعدَ ما أَضحك الرو / ضَ بكاءُ السّحابِ فيه بوبْلِ
عن هلالٍ كصَوْلجَانِ نُضارِ / في سماءٍ كأنها جامُ ذَبْلِ
ما نسيناكُمُ عَلَى كلِّ حالِ
ما نسيناكُمُ عَلَى كلِّ حالِ / لا ولا زِلْتُمُ حُضوراً ببالِي
فعَلاَمَ أتَّركْتُمُ حين غِبْنا / حِفْظَنا وافتقادَنا بالسُّؤالِ
أَمَلِلتُمْ وِدادَنا فَسَلوتُمْ / تركُ تَسآلِكُمْ دليلُ المَلالِ
نحن راعون حافظون مُجازُو / نَ على الصَّدِّ منكُمُ بالوِصال
سوف نشكو إذا التَقَيْنا جَفَاكُمْ / لِهواكُمْ وَقَوْلَكمْ للِفعال
إذا لم أُصدِّقْ ظَنِّ كُلِّ مُؤَمِّلٍ
إذا لم أُصدِّقْ ظَنِّ كُلِّ مُؤَمِّلٍ / ولم أحْمِ عِرْضي بالسَّماحةِ والبَذْلِ
ولم أُطِع المعروفَ والبِرَّ والعُلا / وأَعْصِ ذواتِ الحُسنِ والأَعُينِ النُّجْل
فلستُ ابنَ من عزَّت به كُلُّ دولةٍ / ونجلَ النبيّ المصطفَى خاتَمِ الرُّسْل
ولستُ أَعُدُّ الفضلَ فَضْلاً والعُلا / إذا لم يَسُدَّ الخافِقين بها فِعْلِي
وكم جاحِدٍ فَضْلِي لإسقاطِ فَضْله / ذَوُو النَّقْصِ مذ كانوا أعادي ذوي الفضِل
غَيْري رَمَيْنَ ذواتُ الأَعْين النُّجُل
غَيْري رَمَيْنَ ذواتُ الأَعْين النُّجُل / إِذْ رِشْنَ نَبلَ فُتورِ اللّحظ بالْكَحَلِ
مَن راحَ صَبّاً بحبّ الغانياتِ فلي / قَلْبٌ بحبِّ المعالِي راحَ في شُغُل
وكم صبوتُ إلى وَرْدِ الخدود ولم / أَرْضِ العذولَ الذِي قد لجّ في العَذَل
لم يَحْم مَنِّيَ خَدّاً لَدْغُ عَقْرَبهِ / ولا ثَنَتْنِي سهامُ اللّحظِ عن مُقِل
ولا نَهْتني حُلَى ألفاظِ غانيةٍ / عن رَشْفِ ما في ثَناياها من العَسَل
ولا قَنِعتُ بزور الْوَعْدِ من رَشَإٍ / دون التّعانُقِ والتَّجميش والقُبَلِ
ما زلتُ أَخلع في رَبْعِ الصِّبا رَسَنِي / لَهْواً وأسحبُ فيه رَيْطةَ الغَزَلِ
فالآن لمّا قَضَتْ نَفْسي مآربهَا / ونِلتُ من كلّ شيءٍ غايةَ الأَملِ
أَقصرتُ يا سَلْمَ عمّا تَعلمِين فما / أَصْبُو لَربْع ولا أَبْكي على طَلَل
لمّا بَلغتُ أشُدِّي بعدما انْقَرَضَتْ / بعد الثّلاثين خَمْسٌ مِن زمانِيَ لي
راجعتُ حِلمي وآثرتُ الوَقَار وَمن / يَحْلُمْ يُوَقَّرْ ومَنْ يَسْتَحْي يُنتضلِ
كما أطعتُ شبابي في الصِّبا فكذا / أُطيع في صالح الأعمال مُكْتَهلي
يا شهْرَ مُفْترضِ الصَّوْمِ الذي خَلَصَتْ / فيه الضمائُر بالإخلاصِ في العمل
أَرْمَضْتَ يا رمضانُ السِّيئاتِ لنا / بُشْر بِنا للتُّقَى عَلاَّ على نَهَلِ
صَومٌ وبِرٌّ ونُسْكٌ فِيك مُتّصِلٌ / بِصالحٍ وخشوعٍ غيرِ منفصِل
يا ليت شهركَ حَوْلٌ غيرُ مُنْقَطِع / وليت ظِلِّك عنّا غيرُ مُنْتقِل
ما أنت في أشهرِ الحَوْلِ الّتِي سَلفتْ / إلاّ كمثِلِ نِزارٍ في بني الرُّسُلِ
مَلْكٌ إذا سِيلَ أَغْنَى السائِلين له / وإن هُمُ سكَنوا أعْطَى ولم يُسَل
تَلقاه في الحربِ كَرَّاراً إذا اسْتَعَرتْ / وحامَ طيرُ الرَّدَى بالمعشِر النُّزُلِ
حَسّام ما مِنْ عِظماتِ الأُمور أَبَيْ / نَ الحَسْمَ وَصَّالُ ما مِنهنّ لم يَصِل
لا بالضعيف قُوَي الآراءِ عن حَدَثٍ / يُرْدِي الأنامَ ولا الهِّيابةِ الوْكَلِ
يَنال بالسيف ما تَعْيا السيوفُ به / وبالنَّباهة ما يُعِيي ذوِي الحِيَلِ
يقظانُ حِين ينامُ الحزمُ مُحْتَرِسٌ / مُتَرَّفٌ شَرِسٌ عَجْلانُ ذُو مَهَلِ
زِنْت الخلافةَ مذ أُلْبِسْتَ خِلْعَتَها / وزدْت دَوْلَتَها عِزّاً على الدُّوَل
لولاكَ كانتْ بِلا جِيد ولا جَيَد / ولا جفونٍ ولا كُحْلٍ ولا كَحَلِ
نَظَمتَ بالعدلِ تيجانَ البهاءِ لها / وبالسماحةِ وَشْيَ الْحَلْي والحُلَلِ
فالدِّينُ غيرُ مهِيض إذ نهضتَ به / وَفَيْلَقُ الجودِ منصورٌ على البَخَلِ
والكفرُ في شَظَفٍ والدينُ في شَرَف / والجودُ في سَرَفٍ والناس في جَذَلِ
فانْعَمْ بعيدٍ تركتَ المسلِمينَ به / سِلْماً وغادرتَ أَهل الكفِر في جَدَلِ
نصرتَ مِلّةَ جَدَّيك الَّلذَيْ سلَفا / حتى غدتْ بك تَسْتَعلي على المِلل
لئن أتى العِيد مِن لُقياكَ في فَرحٍ / لقد مَضَى الصومُ مِن منآك في ثَكل
برزتَ فيه بروزَ الشمسِ طالعةً / وقد أَعاد الضُّحاءَ النَّقْعُ كالطَّفَل
والبيضُ تَزْهَرُ والأَعلامُ خافقةٌ / والأرضُ في رَهَج والجوُّ في زَجَلِ
فليس يَصْرِف لحظَ العين مُرْسِلُه / إِلاّ إلى سابحٍ في الأرِض أو بطلِ
والشمسُ فوقَ مَدارِ الجِيشِ قد حُجِبتْ / في جَوِّها بمُتون البِيضِ والأَسَلِ
حتى بلغتَ المُصَلّى خاشعاً نَسِكاً / خشوعَ جَدِّك في أَزمانِه الأُولِ
فقمتَ فيهم خطيباً مِصْقعاً لَسِناً / بكلّ مُنْفَصِلٍ نَثْراً ومُتَّصِل
فَأيُّ قلبٍ جلِيدٍ لَم يرِقَّ لهمْ / وأيُّ موعِظَةٍ غَرَّاءَ لَم تُقَلِ
بلاغَةٌ نبوِيٌ النَّظمِ مُحْكَمُها / وخُطْبَةٌ لم يَنْلها مُهْمَلُ الخَطَلِ
أَبنْتَ بالحقِّ ما قد كان مُشْتَبِهاً / من الهُدَى فَتَجَلَّى كُلُّ مُشْتَكِل
برهانُ صِدْقٍ شَفَيتَ الأَولياءَ بِه / وسُقْتُه بين رَيْثِ القَول والعَجَلِ
نالوا بما سمِعوا الزُّلفَى فما افْترقُوا / إلاّ وهُمْ من رِضا الرّحمانِ في جُمَلِ
صلَّوا وراءَك والأَملاكُ خلفَهُمُ / مُبَلَّغين لأَعَلى السُّؤْلِ والأَملِ
ومَحَّصَ الله ما كانوا قد اقْترفوا / حتى تَبَّروا من الآثام والزَللِ
وما تَأخرّتُ من زهد خسرتُ به / أجري ولا غبت عن رؤياك من مَلَلِ
ومَن يبيعُ نهاراً مُشْرِقاً بدُجىً / ومن يَخُوصُ ضُحَى الإِصباح للطَّفَل
لكن تخلّفتُ من سُقْمٍ ومِن أَلمٍ / طِفقْتُ بينهما كالهائِم الخَبِل
داءٌ يذودُ عن العينين نومَهُما / وعِلَّةٌ بِيَ قد زادَتْ على العِلل
فإن تكن قَصَّرتْ بِي عنك إذ سَقِمَتْ / رِجلِي فإنّي صحيحُ الودّ والعملِ
لا وجُه نُصْحي وطاعاتي بمُنْصَرِفٍ / عَمّا عهِدتَ ولا قلبي بمُنْتَقِل
إنِّي بحبّك ممزوجٌ كما مَزَجَتْ / أيِدي السُّقاة مِزاجَ الماء بالعَسلِ
صلّى عليك وأعطاك السعادةَ مَنْ / حَباك بالنّصرِ والتأخيرِ في الأَجل
خلِيليّ هَلْ دير القُصَيرِ مُحَرِّكي
خلِيليّ هَلْ دير القُصَيرِ مُحَرِّكي / على الطَّرَبِ المُحْتَثِّ والخُلُقِ السَّهْلِ
فإنّي أَراني كُلِّما زرتُ أَرضَه / وجدتُ ارتياحي فيه مُجْتَمِع الشَّملِ
رُباً كلّما هَزَّ النسيمُ مُتونَها / أقامتْ برَيّاها التّصابِي على رِجْلِ
قُلْ لمن تاهُ بالجما
قُلْ لمن تاهُ بالجما / لِ ومَنْ دلّ بالكمالْ
لا تَتَيهِوا ولم تَرَوْ / نِي فإنّي بلا مِثالْ
قد قَضَتْ لي بأنّها / أَمتي الشمسُ والهِلالْ
والإمامُ العزيزُ فِيَّ / قَؤُولٌ بذا المقالْ
إنما تَكْرُمُ الطِّباعُ إذا ما
إنما تَكْرُمُ الطِّباعُ إذا ما / كَرُمَتْ قبلها طباعُ الأَصولِ
وكبارُ النفوسِ يا بْنَ مَعَدٍّ / ليس تَرْضَى إلاّ بفعل الجميل
وكذا قالت الأَوائلُ قِدْماً / لا تَضِيعُ العلومُ عندَ العقول
أيُّ فَضْل لم يُعْطِكَ اللهُ منهُ / رتبةً لم يَجُدْ بها لِفَضيل
إن نَسَبْناك كنتَ في شَرَفٍ الأنْ / ساب يا بنَ الوصيِّ وابنَ الرّسولِ
أو سألناك كنتَ أَنْدَى من الغَيْ / ث وأَعْطَى لكلِّ شيءِ جزيل
أو هَزَزْناك للخطوبِ هَزَزْنا / شَفْرَةَ الصّارِم الحُسامِ الصَّقيل
شهرُ الصّيامِ أَجلُّ شَهْرٍ مُقْبِلِ
شهرُ الصّيامِ أَجلُّ شَهْرٍ مُقْبِلِ / وبه يُمَحَّصُ كُلُّ ذَنْبٍ مَثْقِلِ
وكذاكَ أنت أَبَرُّ من وَطِيءَ الحصَا / وأَجلُّ أبناءِ النّبيّ المرسَل
يا حُجّة الرحمانِ عند عباده / وشِهابَهُ في كلّ أمرٍ مُشْكِلِ
من لم يكن في صَوْمِه مُتَقَرِّبا / بك للإلهِ فَصَوْمُه لم يُقْبَل
فسلمِتُ للإسلامِ تَحْمِي شَرْعَهُ / بالمَشْرَفيّةِ والرِّماح الذُّبِّل
يا من بفَضْل زمانِه وطِباعِه / شهِدتْ براهينُ الكتابِ المنزَل
لولاك لم يَصْفُ الزمان ولم تُنَلْ / فيه أفانِينُ النعيم الْمُكْمَلِ
فجزاكَ عَنَّا اللهُ أَفْضَلَ ما جَزَى / مَلِيكاً وخَصَّك بالبقاءِ الأَطَولِ
وأَذَلَّ مَن عاداك ذِلّةَ راغمٍ / ورماه بالحدَثِ المهِمِّ المُعْضِلِ
وكذاك من أَضْحَى يُكِّدر نِعمةً / لك عِندنا لا زالَ أَسْفَلَ أَسفَلِ
ما زلتَ فينا مُنْعِماً متَفَضِّلاً / أَبِشرْ بنَصْرِ المنعِم المتفضّل
كُحِلت عُيونٌ حُسَّدٌ لَكَ بالقَذَى / كي لا تَرَى وفُقِئْنَ إن لم تُكْحَلِ
وعليكَ صلّى الله يا بنَ نَبِيِّهِ / وأحَلَّ مَجْدَك فوقَ أَرْفَعِ منزِل
لَجُّوا فَلَجَّ غرامي فيكَ إذْ عَذَلوا
لَجُّوا فَلَجَّ غرامي فيكَ إذْ عَذَلوا / ولِلمُحِبّ لَجاجُ يَغْلِبُ العَذَلاَ
قالوا سلاَ عنكَ فاسْلُ عن مَحَبَّته / فقلتُ مَنْ لي بأَنْ أَسْلُوه حينَ سَلاَ
أَبَرْقَ مَبْسِمِه أَنْسَى ولُؤْلُؤَهُ / أم قَدّه مائلاً طَوْراً ومُعْتَدِلا
أَمْ لَفْظهُ عَجِلاً أَم خدّهُ خَجِلاً / أمْ طَرْفَه كَحِلاً أَم لَحْظَهُ ثَمِلا
أَمْ صدَّه وجِلاً أَمْ دَمْعَه خَضِلاً / أَمْ شَعْرُه رَجِلاً أمْ خَطْوَه كَسِلاَ
أمْ كِبْرَه صَلفاً أم لِينَهُ تَرَفاً / أم خَصْرَه هَيفاً أم رِدفَهُ ثِقَلا
ظَبْيٌ غدا الحسنُ بين الناسِ مُفْتَرِقا / وراح فيه وفي أعطافه جُمَلا
من لي بتَقْبِيلِ خَدّيْه وَوَرْدُهُما / مِن لُطْفِ رِقَتِهِ لا يَحْمِل القُبَلا
لَهْفِي على الظًّبيْ الّذِي
لَهْفِي على الظًّبيْ الّذِي / تُدْمِي سوالِفَه القُبَلْ
تَحْكي عذوبةُ رِيقهِ / خَمْراً تُعَلُّ بماءِ طَلّ
حَلَفَ الهوَى لا يَنْتهِي / حَتَّى يُصَيِّرنِي مَثَلْ
لَم أفارِقْكُما اختِياراً وهَلْ تَخْتا
لَم أفارِقْكُما اختِياراً وهَلْ تَخْتا / ر يُمْنَى اليدينِ فَقْدَ الشِّمالِ
حاشَ للهِ مِنْ قِلىً وصُدودٍ / وسُلُوٍّ وجَفْوَةٍ ومَلالِ
أنتما نورُ ناظِرَيَّ وهل في النْ / نَاسِ خَلْقٌ لنور عَيْنَيه قالي
غير أنّ الزمان أَبْخَلُ مِن أَنْ / يتمادَى على إدامةِ حالِ
شأْنُه نقصُ ما اسْتَتَمَّ مِن الأَمْ / رِ وإفْسَادُ ما انتهى مِن كمالِ
فاعْذِرَا من عَذَلْتُماه على الْبُعْ / دِ ولُومَا في الْبُعْد جَوْرَ اللِّيالي
لا أُهنّيكما بعِيدٍ لأَنّ ال / عيدَ نَقْصٌ لَنا مِن الآجالِ
إنما عِيدُنا العزِيزُ الّذي نِل / نا بنُعْماه مُنْتَهَى الآمالِ
كلُّ يومٍ نِلنا بِجَدْوى أَبِي المن / صورِ عيدٌ مُجَدَّدُ الإقبالِ
مَلِكٌ من بَنِي الوصيِّ عَزِيزٌ / نَبَويٌ الهُدَى كَرِيم الفِعَالِ
ما اسْتُحسِنَ الحُبُّ حتى اسْتُقْبِحَ الْعَذَلُ
ما اسْتُحسِنَ الحُبُّ حتى اسْتُقْبِحَ الْعَذَلُ / فاكْفُفْ فَلُوْمُك كُحْلٌ والهَوَى كَحَلُ
إنّ اللّواتي غَدَا حِنَّاؤُهن دَمِي / هُنّ الّلواتي عليهنّ الحشَا كِلَلُ
كَأَنَ كلَّ فَتيقٍ يومَ بَيْنِهِم / بأَسوِد القلبِ والعينينِ مُنْتَعِل
أَتْبَعْتُهُمْ من دُموعي كُلِّ مُنهمِر / يُرْضي الغَرامَ وإنْ لَمْ تَرْضَهُ المُقَلُ
حتّى سَقَى دارَهُمْ من صَوْبِه دِيَماً / فِيها لغُلَّةِ أكبادِ الثَّرَى عَلَلُ
ما في الخُدورِ سِوى الأَقمارِ طالعة / من البراقِعِ والأَغْصانِ تَنْتَقِل
أَبْدَيْنَ بْرقَ ثُغورٍ دُون مَلْثِمَها / لحظٌ جِراحٌ ظُباهُ لَيْسَ تَنْدَمِلُ
ولُثْنَ أَردِيَةَ الْوَشِي الرِّقاقَ علَى / قَناً تَمِيلُ بِكُثْبانٍ وتَعْتَدِلُ
أَثقَلْنهنّ فلا الأَرْدَاف مائدةٌ / ولا الخُصُورُ من التَّهْييفِ تَنْخزِل
تَضادد الحُسْنُ في أَبْشَارهنّ بما / تَمَّتْ لهنّ بِه الأَوصاف والجُمَل
فلا العيونُ من التّفْتِير فاترةٌ / ولا الخدودُ من التَّضْرِيج تَشْتَعِل
أَلْثَمْننا بَرَداً زادَ الجوى لَهَباً / كَأّنما بَرْدُه في حَرّه شُعَلُ
فما ارْتَشَفنا شِفاهاً قَبْلها كَشَرَتْ / عن لُؤْلُؤٍ يُجْتَنَى من لَثْمِه عَسَلُ
ولا رأَينا رِماحَ الخَطّ تُثْمِرُ ما / يصبو إلى قَطْفِهِ التَّجْمِيشُ والقُبَل
مالِي وللِدّهر يَهْوَى ما أُساءُ به / فكلّ يومٍ لِمن أَهواه مُرْتَحَل
وأَعظُم الُّرزْءِ عِندي أَن أُصاب بما / ينأَى بِه عنِّيَ الخُلاّن والخلل
تالله لا لُمُت أَيّاماً وآونةً / حَسَدنَها فِي العزيزِ الأَعصُرُ الأُوَل
ألقتْ مَقاليدَها الدُّنيا لراحتِه / وأَمَّهُ المجدُ واستَعْلَى به الأَمل
إنّ الخلافةَ مُذْ لاذت بحَوْزَته / لم يطمع النقصُ فيها لا ولا الزَّلَل
نِيطَت بَأَحزَمِ مَن يُرْجَى لنائبةٍ / رأْياً وأَكرم من يعفو ومن يَصِلُ
أَلْفَتْهُ كُفْؤاً وأَلفاها مُشَرَّدةً / إذْ عَزّها عَدَمُ الأَكفاءِ والعضَلُ
عادَتْ بلُقْيَاهما الدّنيا لرَوْنقِها / كالشمس لمّا تَلَقّى نورَها الحَمَلُ
جَلاَ الزمانَ فما في ليلةِ غَسَقٌ / ولا لِشمسِ الضُّحى في أُفقْهِا طَفَل
ورَدَّ للدِّين والدّنيا شَبابَهُما / فالدِّين مستأْسِدٌ والدهرُ مُقْتَبِل
كأَنّما مُلْكُه في جِيده جَيَدٌ / وحُسْنُ سِيرتِهِ في عَيْنهِ كَحَلُ
خلافةٌ يُعْضُدُ القولَ الفَعالُ بها / ويسبِق الوعدَ للمستْصِرخ العَجَل
فإن تكن هاشِمٌ سادتْ وسادَهُمُ / آباؤك الخلفاءُ القادةُ الفُضُل
فأنت آخِرُهُم عَصْراً وَأفضلُهم / وبالأَواخِر يزكو القولُ والعملُ
سادُوا ولم يَبلُغوا ما أنتَ بالغُه / كذلِك الأرَض فيها السهل والجبل
فقل لمن رام منهم نَيْلَ خُطّتِهِ / متى حوى ما حوتْ شمسُ الضّحى زُحَلُ
لا يُبْطِرَنَّكُمُ أَنْ كان جَدُّكمُ / وَجَدُّهُ خَيْرَ من تَسْمُو به الرُّسُلُ
فما ثُغورُ العَذَارى كُلُّها عَطِرٌ / ولا عيونُ الغوانِي كُلُّها نُجُلُ
خليفةَ الله سُدْ واشْرُفْ وَجُدْ كَرماً / وافْخَر وصِل واعْلُ واظْفرْ إنك البطلُ
فكم سَرَيْت إلى الأَعداءِ إذْ جَنَبُوا / وكم غدوتَ رَبيطَ الجَأشِ إذ فَشِلوا
وكم سبقتَهُمُ للمجد إذ فَتَروا / وكم هَدَيْتَهُمُ للحقّ إذ جهلوا
وكم نهضتَ إلى العَلْياءِ إذ عَجَزُوا / وكم أَفضْتَ بِحارَ الجُودِ إذْ بَخلوا
لولاك ما جَرَّدُوا البِيضَ التِي اشْتَمَلوا / ولا أَطالوا قَنَا الخَطّ التي اعْتَقَلوا
بك استردَّ بنوا الزَّهراءِ حَقَّهُمُ / بعد اغْتِصابٍ وأُعطوا كُلَّ ما سأَلوا
حتى مَشَوا فوقَ قَرْنِ الشمسِ فاهتبلوا / من العِدا فوق ما كان العِدا اهْتَبَلوا
ما ضَرَّهمْ مِنْ عَلِيٍّ جدّهِمْ بعَدٌ / لما رَأَوك فأنت الجِدُّ لا الهَزَل
إن لم يكن رجلاً من أنت سابِقُه / فليس إلاّك في هذا الورى رَجُل
إنّ الأُلَى من ذوِي التَفْضِيل لو نُشِروا / وعايَنوا مِنكَ هذا الفضلَ ما فَضَلوا
رُعْتَ الحوادثَ حتى لم تَرُعْ أحداً / واعتلتَها فهي سِلمٌ ما لها غِيَل
وحُطْتَ مُلكَك حتى اشتدّ مَعقِلُه / عِزّا وطالت به في عصرِك الطِوَل
خلافٌ قد أذلّت من يخالفها / ودولةٌ عَبَّدتْ أَيَّامَها الدُّوَل
فبأسُ يُسْراك للأرواح محْترِمٌ / وجودُ يُمناك للأموال مبتذل
رِضىً وسخط إذا دَرَّا لمُحْتَلِبٍ / تَخالَفا فاسْتُدِرّ الصاب والعسل
جيشاك إمّا القنا والبِيضُ مُشْرَعَة / يومَ اللقاءِ وإِما الرأيُ والحِيَل
كم نِلتَ بالمَهْلِ ما تعيا السيوفُ به / ونلت بالسيف ما يَعيْا به المَهَلُ
فليس إلاّ على جَدْواك مُتَّكَلٌ / وليس إلاّ إلى مَغناك مرتحَل
شُغِلُت بلّذةِ القُبَلِ
شُغِلُت بلّذةِ القُبَلِ / وَوَعْدِ الكُتْب والرُّسُلِ
ومعشوقٍ يُواصِلني / بلا مَطْلٍ ولا عِلَل
أتى عجِلاً يِطير به / جناح الخوفِ والوجَلِ
وندمانٍ يساعِدني / ويَسقِيني ويشرب لي
مُضَرَّجَةً إذا أَضْرَمْ / تَها ترمِيك بالشُّعلِ
مُوَرَّدَةً إذا مُزِجَتْ / كَوردِ الخدّ مِن خَجلِ
شُغِلت بِخِلسة المُقَلِ
شُغِلت بِخِلسة المُقَلِ / ومَزْجِ الكُحْل بالكَحَلِ
وما اعتلَّتْ به الألحا / ظُ فِي أجفانها النُّجُلِ
ومعشوقٍ يكاد يذو / ب خَدّاه من القُبَل
يُعاتِبني ويُعْتِبني / ويغُضبني ويغَضب لي
تلاقَيْنا بِلا وَعْدٍ / ولا كُتُبٍ ولا رسُل
يُشَجِّعنا تَعاشُقُنا / وتَخذُلنا يد الوَجَل
فألثَمَني حَصَى بَرَدٍ / تَفَجَّرَ مِن جَنَى عسل
وبَرْقَعَ وَجْهَهُ عني / بِظاهِر خُمْرةِ الخجَل
غزال لم أَرُحْ يوماً / بِه خِلْواً من الوجَلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025