القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِيف اليازجي الكل
المجموع : 38
سلامٌ على من لا نَمُرُّ ببالِهِ
سلامٌ على من لا نَمُرُّ ببالِهِ / فماذا تُرَى أطماعُنا في وِصالِهِ
ولم يكْفِهِ ما قد حَملْناهُ في الهَوى / منَ الذُلِّ حتَّى زادَ حِملَ خالِهِ
مليحٌ شَهِدنا أن ناراً بِخَدِّهِ / لأنَّا وجدنا بينها فَحْمَ خالهِ
أباحَ فُؤَادي للهَوى وهو باخلٌ / يَعِزُّ عليهِ نظرَةُ من جَمالِهِ
وكلُّ كريمُ النَّفسِ من مالِ غيرهِ / وقلَّ كريمُ النَّفسِ من نفسِ مالهِ
وما كان لم تَتْعَبْ عليهِ يمينُهُ / يهونُ عليهِ بذلُهُ بشمالِهِ
تكلَّفْتُ نظمَ الشِّعرِ كَهْلاً لأجلهِ / ويَكَهْلُ شعرُ المرْءِ عندَ اكتهالِهِ
فضاعَ كما ضاعَ الزَّمانُ وهكذا / نرى كلَّ أمرٍ لم يَجُلْ في مَجالِهِ
إذا ضلَّ عنكَ الشِّعرُ فاطلُبْهُ تلقَهُ / إلى غربِ لُبنانَ اهتَدَى من ضَلالِهِ
أمامَ بني رسلانَ طيبُ وقوفهِ / وعند بني رسلانَ حَطُّ رِحالهِ
تُصلِّي القوافي كلَّ يومٍ وليلةٍ / على وجهِ رسلانَ القديمِ وآلِهِ
على حيدرَ الشَّهمِ الكريمِ ومُلحِمٍ / وما حولَهُ من سَهْلِهِ وجبالِهِ
أبٌ ماجدٌ وابنٌ كريمٌ كخاتَمٍ / أتى نقشُهُ في طبعِهِ بمثالِه
إلى عملِ الإحسانِ أسبَقُ أهلِهِ / وفي خدمِةِ السُّلطانِ أمضى رِجالهِ
إذا مسَّتْ الحاجاتُ قام كلاهُما / إليهما كَجمر النَّار عندَ اشتعالِهِ
وإن جنَّ ديجورُ الخطوبِ تلقيَّا / دُجاهُ بصبحٍ شقَّ جيبَ ظِلالهِ
لكلِّ فتىً عيبٌ يشينُ بنفسهِ / سِوَى ملحمٍ سبحانَ معطي كَمالِهِ
وكلُّ ولاةِ الأمرِ تحتاجُ قاضياً / سِوى ملحمٍ عمِّ القضاءِ وخالِهِ
أغَرُّ خَصيبُ الرَّبع كلُّ زمانِهِ / زمانُ ربيعٍ في أوانِ اعتِدالهِ
ذكيُّ النُّهَى لولا رَصانةُ نفسهِ / لكانَ يجيبُ المرءَ قبلَ سُؤالِهِ
يقولونَ تهوَى آلَ رسلانَ قلتُ قد / تمتَّعْتُ من صافي الهَوَى بزُلالِهِ
هَوِيْتُ الأُلى يلقى الكرامةَ ضيفُهُم / وينسى غريبُ الدَّارِ ذِكرَ عيالِهِ
أرى الشِّعرَ يدعوني إلى نظمِ مدحِهم / فَيسمحُ مع ضَعفي بوَشْكِ ارتجالهِ
ولو لم أقلْ شِعراً بهم حالَ يقظةٍ / أتى هاتفاً في النَّوْمِ طيفُ خَيالهِ
ماذا التعلُّلُ في دُنياكَ بالأملِ
ماذا التعلُّلُ في دُنياكَ بالأملِ / هل في يمينكَ مِيثاقٌ من الأجَلِ
إن كُنتَ تعلَمُ أنَّ النَّفسَ خادِعةٌ / فحَّبذا لو قَرَنتَ العِلمَ بالعَملِ
من كانَ يجهلُ ما يأتي عليهِ غداً / يَستخبرُ الأمسَ عن أسلافهِ الأُوَلِ
كلٌّ على قَدَمِ الأسفارِ مرتحلٌ / في إثرِ مُرتَحِلٍ في إثر مُرتحِلِ
يا طالباً لَذَّةَ الدُّنيا وبَهجتَها / ما لَذَّةُ العَيشِ في الدُّنيا مع الوَجَلِ
لا يُغمِضُ المرءُ عيناً ثمَّ يفتَحُها / إلاّ على خوفِ موتٍ مُغمِضِ المُقَلِ
أمسى الخليلُ كغُصنِ البان مُعتدِلاً / والصُّبحُ صارَ هَشيماً غيرَ مُعتدِلِ
وباتَ كالبدرِ في إشراقِهِ فغَدا / في القبرِ أخفَى عن الأبصارِ من زُحَلِ
قد سارَ من حِضْنِ إبراهيمَ والدِهِ / وحلَّ في حِضْنِ إبراهيمَ بالعَجَلِ
فكان قد طابَ في الدَّارَين مَضجَعُهُ / إذ كانَ في حِضنِ إبراهيمَ لم يَزَلِ
في عمرِ إحدى وعشرينَ انقضتْ أسَفاً / أيَّامُهُ فَمَضى من أقربِ السُّبُلِ
لمَّا دعا اللهُ لبَّى صوتَهُ عَجَلاً / إذ لمْ يكنْ مِن ذوي الإهمالِ والكَسَلِ
بني مُسَدِّيةٍ أسدَى الإلهُ لكمْ / صبراً على هَوْلِ هذا الحادثِ الجَلَلِ
عَزُّوا المحابرَ والأقلامَ عن يدهِ / كما تُعَزُّونَ عنهُ خِدمَةَ الدُّولِ
كُنْ يا أباهُ كإبراهيمَ حينَ سَخا / لرَبِّهِ بابنهِ في ذلكَ الجَبَلِ
يا ليتَ هذا بنفسٍ مِن أحبَّتِهِ / يُفدَى كما قد فُدِيَ إسحاقُ بالحَملِ
لَسنا نُعزِّيكَ يا مَن لا عَزاءَ لَهُ / وإنْ سكتْنَا وَقَفْنا مَوْقِفَ الخَجلِ
إن الحزينَ إذا هوَّنتَ فجعتَهُ / زادتْ فكنتَ كمُطفي النارِ بالشَّعَلِ
فاعذِرهُ في ما تراهُ منهُ وادعُ لهُ / بالصَّبرِ فهوَ لهُ من أنفعِ الحِيَلِ
منازِلَ عُسفانٍ فدتكِ المنازِلُ
منازِلَ عُسفانٍ فدتكِ المنازِلُ / أراجعةٌ تلكَ اللَّيالي الأوائِلُ
وهل ظَبَياتُ اُلبانِ أصبحنَ بعدنا / أوانِسَ أم كالعهدِ هُنَّ جَوافِلُ
سَقَى الطَّلُّ هاتِيكَ الرُّبوعَ وإِن يكن / سقاني بها من صَيِّبِ الدَّمعِ وابلُ
يُسلسِلُ دمعي بارقُ الحيِّ مَوهِناً / وتُضرِمُ أنفاسي الصَّبا والشَّمائلُ
إذا ملكَتْ أيدي الهَوى قلبَ عاشقٍ / فأهوَنُ شيءٍ ما تقولُ العَواذِلُ
وأعذَبُ شيءٍ في الزَّمانِ أحبَّةٌ / تزورُكُ أو تأتيكَ مِنها رَسائلُ
اتتني بلا وعدٍ رسالةُ فاضلٍ / لهُ ولها حقَّتْ عليَّ فَواصِلُ
بيوتٌ مِن الأشواقِ فيها مجامِرٌ / ولكنَّها للأُنسِ عندي مَناهِلُ
لَعِبْنَ بقلبي إذ حَلَلنَ بمِسمَعِي / كما لَعبت بالمُعرَباتِ العوامِلُ
ذكرتُ الحريريَّ الذي اليومَ عندنا / تلوحُ على الصوفيِّ منهُ شَمائِلُ
لهُ النَّظمُ والنَّثرُ الذي طابَ لفظُهُ / ومَعناهُ لُطفاً فهْو للحُسْنِ شامِلُ
حكمنا لهُ بالمَكرماتِ على هُدىً / من الحقِّ إذ قامت لَدينا الدَّلائلُ
سَبوقٌ إلى الغاياتِ قصَّرتُ دُونَهُ / وكيفَ يُباري فارسَ الخيلِ راجِلُ
تفضَّلَ بالمدحِ الذي هُوَ أهلُهُ / كريمٌ إلى أوجِ الكراماتِ واصِلُ
وأثنَى بما فيهِ فكانَ كأنَّهُ / بذاكَ يُناجي نفسَهُ وَهْوَ غافِلُ
ثناءٌ أراهُ باطِلاً غيرَ أنَّني / أرى سَوْءَةً لو قلتُ ذلكَ باطِلُ
فأسكُتُ عن هذا وذاك تأدُّباً / وكم من سكوتٍ قد تمنَّاهُ قائِلُ
اذا أعيت مكأفأةُ الجميلِ
اذا أعيت مكأفأةُ الجميلِ / فلا تَغفُلْ عن الشُّكر الجزيلِ
وأوفَى الشُّكرِ ما أعلنتَ خَطّاً / فذاكَ يدومُ جيلاً بعد جيلِ
عليَّ ديونُ شكرٍ ليسَ تُقضى / لو قُسمَت على دهرٍ طويلِ
ولكن ربُّها سَمْحٌ كريمٌ / فيعَذِرُني ويَرضَى بالقليلِ
على القدسِ الشَّريفِ لنا سلامٌ / يُرَدَّدُ في الصَّباحِ وفي الأصيلِ
لقد نزلَ الشَّريفُ على شريفٍ / فأكرِمْ بالمَنازِلِ والنَّزِيلِ
رسولٌ لو جَهِلنا مُرسِليهِ / أرانا فضلَهم فضلُ الرَّسولِ
وهل يَخفَى الصَّباحُ على بصيرٍ / فيحتاجَ النَّهارُ إلى دليلِ
لنا من فَيضِ غَيرتهِ رِواقٌ / نَعِمنا منهُ في ظِلٍّ ظليلِ
يَفيضُ بكلِّ عامٍ نيلُ مِصرٍ / ومنهُ كُلَّ يومٍ فيضُ نيلِ
وليسَ الجودُ بالأموال جوداً / ولكن بالبَشاشةِ والقَبُولِ
إذا كان الكريمُ عَبُوسَ وجهٍ / فما أحلَى البَشاشَةَ في البخيلِ
لَعَمرُكَ ليسَ في الدُّنيا خليلُ
لَعَمرُكَ ليسَ في الدُّنيا خليلُ / يدومُ ولا يُقيمُ بها نزيلُ
فُرادَى أو جُموعاً كلَّ يومٍ / لنا عنها إلى الأُخرَى رحيلُ
لنا في أرضِنا عُمرٌ قصيرٌ / ولكن عندنا أَملٌ طويلُ
وآمالُ الفتَى أوهامُ فكرٍ / تلوحُ لهُ ويمتنعُ الحصولُ
رحيلٌ مُمكِنٌ في كلِّ يومٍ / يُعارِضُهُ بقاءٌ مُستحيلُ
وكلٌّ حينَ دَعْوتهِ يُلبِّي / إذا ما جاءَهُ ذاكَ الرَّسولُ
كما لملوكنا دُوَلٌ علينا / عليهم للقَضَا دُوَلٌ تَدُولُ
وقد يتقدَّمُ المَلِكُ المُعَلَّى / وقد يتَأَخرَّ العبدُ الذَّليلُ
مَللِتُ نَوائبَ الأيَّامِ حتَّى / غَضَبِتُ بها عَلَى عيشٍ يطولُ
حياةٌ شابَها كَدَرٌ كثيرٌ / وفي أثنائِها صفوٌ قليلُ
وكنتُ تركتُ نظمَ الشِّعرِ دهراً / لحالٍ دونَ مأخذِهِ تحولُ
وما أنا والقريضُ وصِرتُ شَطراً / فراحَ هناكَ ميزانِي يَعولُ
ولم يكْفِ النَّوائبَ شَطرُ جِسمي / فقلبي اليومَ مشطورٌ عليلُ
لقد نُعِيَ الخليلُ صباحَ يومٍ / بهِ كَثُرَ التَّلهُّفُ والعَويلُ
خليلٌ كانَ لي نِعْمَ المُصافي / تَلاقَى الأنُسُ فيهِ والجميلُ
وكانَ وِدادُهُ الذَّهبَ المصفَّى / يزيدُ جِلاءَهُ الزَّمَنُ المُحيلُ
أفَلْتَ اليومَ يا نَجمَ الدَّياجي / على عَجَلٍ وما حانَ الأُفولُ
دهاكَ البينُ في أندَى شَبابٍ / كغُصنِ البانِ أدرَكَهُ الذُّبولُ
تركتَ بني مُشاقةَ في نُواحٍ / عليهِ الصُّبحُ يَمضي والأصيلُ
بَكَوكَ بأدمُعٍ نَفِدَتْ وجَفَّتْ / فكانَ من الدِّماء لها بديلُ
ومِثلُكَ مَن يَقِلُّ الدَّمعُ فيهِ / ولو أنَّ السَّحابَ لهُ مَسِيلُ
عَهِدُتكَ ليسَ تَغفُلُ عن مُنادٍ / إذا ما نابَهُ الخَطبُ الثَّقيلُ
وتَجهَدُ في مَنافعِ كُلِّ داعٍ / كأنَّكَ بالنَّجاحِ لهُ كفيلُ
وفيكَ معَ الشَّبابِ وَقارُ نفسٍ / رَصينٌ ليسَ تبلُغُهُ الكُهولُ
وجاهٌ عندَ أهلِ الجاهِ يسمو / ومنزِلةٌ لها شأنٌ جليلُ
سَليلُ أبيكَ إبراهيمَ حَسْبي / وحَسْبُكَ حيثُ أنتَ لهُ سَليلُ
حَيا بكَ ذِكرُهُ المشهورُ فينا / فزالَ وذِكرُهُ ما لا يزولُ
وبينَكُما مَعَ النَّسَبِ اشتراكٌ / بتسميةٍ لها الشَّرَفُ الجَزيلُ
فكُنتَ نظيرَهُ قبلاً وأمسَى / بفِردَوسِ البَقا لكما حُلولُ
فقُلتُ مؤرِّخاً بأجَلِّ دارٍ / أمامَ العرشِ قد قامَ الخليلُ
دَعوتُ جِنحَ الدُّجَى مولايَ مُبتَهِلا
دَعوتُ جِنحَ الدُّجَى مولايَ مُبتَهِلا / وَهْوَ المجيبُ لمن نادَى ومَن سألا
يا أرحمَ الراحمينَ المستغاثُ بهِ / عندَ البلاءِ الذي قد ضَيَّقَ السُّبُلا
إنِّي على جودِكَ الطَّامي اتكَّلتُ وهل / يخيبُ عبدٌ على ألطافِكَ اتَّكَلا
أنت القديرُ الذي تُخشَى مَهابتُهُ / وتَرجُفُ الأرضُ منهُ والسَّما وجَلا
مَن ذا الذي ليسَ يخشَى منكَ مرتعِداً / خوفاً ولو كانَ يحكي قلبُهُ الجَبَلا
ومَن يحُلُّ أُموراً أنتَ عاقدُها / ومَن يرُدُّ قضاءً مِنكَ قد نَزلا
أنت الكريمُ الذي من فضلِ نِعمتِهِ / يُرجَى العطاءُ وأمَّا مِن سِواكَ فلا
أنت الحليمُ الذي يُرجى تجاوُزُهُ / عن جهل عبدٍ أساءَ القولَ والعَمَلا
مَن رامَ أن يَبتَنِي قصراً يدومُ لهُ / فلْيَبْنِ عِندَكَ قصراً في السَّماءِ عَلا
ومَن أرادَ الغِنَى الباقي لهُ أبداً / يَطلُبْ غِناكَ ولا يَبغي بهِ بَدَلا
عليكَ بالعلمِ فاطلُبْهُ بلا كَسَلِ
عليكَ بالعلمِ فاطلُبْهُ بلا كَسَلِ / واعمَلْ فإنَّ حياةَ العِلمِ بالعَمَلِ
عِلمٌ بلا عَمَلٍ لا تستفيدُ بهِ / ولا تُفيدُ فتَمضي خائِبَ الأمَلِ
ما أشرَفَ العِلمَ في الدُّنيا وأجمَلَهُ / فذاكَ خيرٌ مِن الأملاكِ والخَوَلِ
النَّاسُ تحتاجُ أهلَ العلمِ قاطبةً / وأكثرُ النَّاسِ تَستغني عنِ الدُّوَلِ
كم من غنيٍّ جميعُ النَّاسِ تَجهَلُهُ / وعالمٍ صِيتهُ في السَّهلِ والجَبَلِ
وكم مُلوكٍ تقَضَّى ذِكرُها ومَضَى / وذِكرُ ذي العِلمِ بينَ النَّاسِ لم يَزَلِ
قُلْ للذي باتَ في الأموالِ مُشتغِلاً / إنِّي عنِ الشُّغلِ بالأموالِ في شُغُلِ
لا يَطلبُ المرْءُ عِلماً للغِنَى فإذا / طلبتَ علماً فعنْ دُنياكَ لا تَسَلِ
ما يَصنَعُ القومُ بالمالِ الذي جَمَعوا / بعدَ الحُصولِ على الأقواتِ والحُلَلِ
أميرٌ أهامَ الفضلَ في ما بذاتهِ
أميرٌ أهامَ الفضلَ في ما بذاتهِ / مِن الفضلِ حُرٌّ اسمُهُ الفضلُ في المَلا
لهُ دُرُّ نظمي قد أتاهَ قريحتي / أغرُّ حكى نظمَ القلائدِ بالطُّلا
قبرٌ لانطونَ ابنِ أرقَشَ مَن قَضَى
قبرٌ لانطونَ ابنِ أرقَشَ مَن قَضَى / غَضَّ الصِّبا كالبدرِ في استقبالهِ
من فوقهِ التأريخُ قال مُنادياً / بدرٌ أتاهُ الخَسْفُ عندَ كمالِهِ
اقولُ ليوسُفَ المسعودِ مَهلاً
اقولُ ليوسُفَ المسعودِ مَهلاً / فقد أسرعتَ في شَدِّ الرِّحالِ
لئن خَلَتِ المنازلُ منكَ يوماً / فإن القلبَ أرَّخَ غيرُ خالِ
كُنَّا نُؤَمِّلُ أن نُهنِّئ نِعمةً
كُنَّا نُؤَمِّلُ أن نُهنِّئ نِعمةً / فإذا التَّهاني بالتَّعازِ تُبدَّلُ
أخلفتَ ما نرجو وليستْ عادةٌ / لبَنِي الجُبيلي أن يخيبَ مُؤَمِّلُ
ولقد تركتَ العالمَ الفاني لنا / وطَلَبتَ ما يَبقَى وذاكَ الأجملُ
فلكَ الهناءُ كما يؤرَّخُ دائمٌ / إكليلُ ربِّكَ بالسَّعادةِ أفضَلُ
مهلاً بني النَّحلوسِ إنَّ فقيدَكم
مهلاً بني النَّحلوسِ إنَّ فقيدَكم / في أوجِ فِردَوسِ النعيم نزيلُ
ولأجلهِ كَتَبَ المؤرِّخُ حُكمَهُ / في أرفَعِ الدَّرَجاتِ ميخائيلُ
لقد رَحلَت عن بيتِ عودَةَ مريمٌ
لقد رَحلَت عن بيتِ عودَةَ مريمٌ / بلا عَودةٍ في الدَّهرِ يُرجَى مَنالُها
فمِن بيتِ إبراهيمَ أرَّختُ عاجِلاً / إلى حِضْنِ إبراهيمَ جَدَّ اُنتِقالُهُا
مَضى عنَّا محمَّدُ في صِباهُ
مَضى عنَّا محمَّدُ في صِباهُ / كخَسفِ البَدرِ في وقتِ الكمالِ
وباتَ مُجاوِرَاً رباً كريماً / تُحيطُ بهِ مَلائكةُ الأعالي
فقُلْ لبَنِي حمادَةَ لا جَزِعتمْ / فإنَّ الصَّبرَ مِن شِيَمِ الرِّجالِ
سَيفنى الكلُّ بالتأريخِ حقاً / ويبقى وجهُ ربِّكَ ذو الجَلالِ
تشكو الكنيسةُ فَقْدَ خُورِيْهَا الذي
تشكو الكنيسةُ فَقْدَ خُورِيْهَا الذي / أمسَى ينوحُ عليهِ صدرُ الهيكلِ
مِن بيتِ رزقِ اللهِ في البرِّ اقتَدَى / بسَمِيِّهِ الخِضْرِ الشَّهيدِ الأفضلِ
أرضَى بسيرتهِ الإلهَ فنالَ ما / يرضاهُ في دارِ النَّعيمِ الأجملِ
وهُنالِكَ التأريخُ جاءَ مُنادياً / حُزتَ الرِّضَى يا كاهِنَ اللهِ العَلِي
لا تجزَعوا يا بني الضَبَّاطِ واصطبِروا
لا تجزَعوا يا بني الضَبَّاطِ واصطبِروا / لفَقْدِ شخصٍ جميلِ القولِ والعَملِ
قد كانَ غُصناً نضيراً في شَبيبَتِهِ / فخانَهُ البينُ في قصفٍ على عجَلِ
مضَى إلى ربِّهِ الغفَّار مُبتهِجاً / فنالَ ما كانَ يرجوهُ مِن الأمَلِ
هُناكَ أقلامُ ذي التَّاريخِ قد رَقَمتْ / إنَّ اُنْدَراوُسَ قد أُحصِي مَعَ الرُسُلِ
عزيزُ بني مُسدِّيَةٍ جميلٌ
عزيزُ بني مُسدِّيَةٍ جميلٌ / يحقُّ لفَقدِهِ الصَّبرُ الجميلُ
دعاهُ إليهِ خالِقُهُ فلَّبى / مُطِيعاً حينَ ناداهُ الرَّسولُ
بعامٍ أنشدَ التَّأريخُ فيهِ / إلى باريهِ قد ذَهَبَ الخليلُ
بها يُوسُفُ العبسيُّ أوصَى لَدَى القَضَا
بها يُوسُفُ العبسيُّ أوصَى لَدَى القَضَا / جمالاً لبيتِ الله قد رَاقَ شَكْلهُ
فتىً مِن كرامِ النَّاسِ قد شاعَ ذِكرُهُ / بحُسنِ سجاياهُ كما بانَ فضُلهُ
قَضَى عُمرَهُ في طاعةِ اللهِ سالِكاً / سبيلَ التُّقَى في مَسلَكٍ هُوَ أهلُهُ
بَنَى قُبَّةً بيضاءَ في الأرضِ أرِّخوا / وفي القُبِّةِ الزَّرقاءِ أضحَى مَحلُّهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025