المجموع : 97
وَأَدهَمٍ يَقَقِ التَحجيلِ ذي مَرحٍ
وَأَدهَمٍ يَقَقِ التَحجيلِ ذي مَرحٍ / يَميسُ مِن عُجبِهِ كَالشارِبِ الثَمِلِ
مُطَهَّمٍ مُشرِفِ الأُذنَينِ تَحسَبُهُ / مُوَكَّلاً بِاِستِراقِ السَمعِ عَن زُحَلِ
رَكِبتُ مِنهُ مَطا ليلٍ تَسيرُ بِهِ / كَواكِبٌ تُلحِقُ المَحمولَ بِالحَمَلِ
إِذا رَمَيتُ سِهامي فَوقَ صَهوَتِهِ / مَرَّت بِهاديهِ وَاِنحَطَّت عَلى الكَفَلِ
وَلَقَد أَروحُ إِلى القَنيصِ وَأَغتَدي
وَلَقَد أَروحُ إِلى القَنيصِ وَأَغتَدي / في مَتنِ أَدهَمَ كَالظَلامِ مُحَجَّلِ
رامَ الصَباحُ مِنَ الدُجى اِستِنقاذَهُ / حَسَداً فَلَم يَظفَر بِغَيرِ الأَرجُلِ
فَكَأَنَّهُ صِبغُ الشَبيبَةِ هابَهُ / وَخَطُ المَشيبِ فَجاءَهُ مِن أَسفَلِ
أَنكَرَ الصُبحُ دَمَ اللَي
أَنكَرَ الصُبحُ دَمَ اللَي / لِ وَفي العُذرِ تَوَصَّل
وَتَرَدَّى مِن شُعاعِ ال / شَمسِ ثَوباً لَم يُفَصَّل
فَبَكى الطَيرُ بِنَوحٍ / أَجمَلَ القَولَ وَفَصَّل
قالَ عُذرُ الصُبحِ في إِن / كارِهِ لا يَتَحَصَّل
دَمُهُ في بُردَتَيهِ / وَهوَ مِنهُ يَتَنَصَّل
أَتُرى البارِقَ الَّذي لاحَ ليلا
أَتُرى البارِقَ الَّذي لاحَ ليلا / مَرَّ بِالحَيِّ مِن مَرابِعِ لَيلى
وَتَرى السُحبَ مُذ نَشَأنَ ثِقالاً / سَحَبَت في رُبوعِ بابِلَ ذَيلا
ما أَضا البارِقُ العِراقيُّ إِلّا / أَرسَلَت مُقلَتي مِنَ الدَمعِ سَيلا
وَتَذَكَّرتُ جيرَةً بِمَغاني / هِ وَنَدباً مِن آلِ سَنبَسَ قَيلا
عَمَّنا بِالوَدادِ في حالَةِ القُر / بِ وَأَهدى لَنا عَلى البُعدِ نيلا
وَحَمَلَنا بِضاعَةَ الحُكرِ مُزجا / ةً فَأَوفى لَنا مِنَ الوُدِّ كَيلا
كَيفَ أَنسى تِلكَ الدِيارَ وَمَغنىً / عامِراً قَد رَبيتُ فيهِ طُفيلا
أَتَمَنّى العِراقَ في أَرضِ حَرّا / نَ وَهَل تُدرِكُ الثُرَيّا سُهيلا
يا دِيارَ الأَحبابِ ما كانَ أَهنى / بِمَغانيكَ عيشَنا وَأُحَيلى
كَم جَلَونا بِأُفقِكِ البَدرَ صُبحاً / وَاِجتَلَينا بِجُوِّكِ الشَمسَ لَيلا
وَأَمِنّا الأَعداءَ لَمّا جَعَلنا / سورَ تِلكَ الدِيارِ رَجلاً وَخَيلا
أَنتَدي في حِماكِ كَعباً وَمَغنىً / وَإِذا شِئتُ سَنبَساً وَعُقَيلا
أورِدُ العيسَ نَهرَ عيسى وَطَوراً / أورِدُ الخَيلَ دِجلَةً وَدُجَيلا
إِن وَرَدتَ الهَيجاءَ يا سائِقَ العي / سِ وَشارَفتَ دَوحَها وَالنَخيلا
وَرَأَيتَ البُدورَ في مَشهَدِ الشَم / سِ بِفِتيانِ بانَةٍ وَالأَثيلا
مِل إِلَيها وَاِحبِس قَليلاً عَلَيها / إِنَّ لي نَحوَ ذَلِكَ الحَيِّ ميلا
وَأَبلِغِ الرَملَةَ الأَنيقَةَ وَأَبلِغ / مَعشَراً لي بِرَبعِها وَأُهيلا
كُنتُ جَلدَاً فَلَم يَدَع بَينُكُم لِل / جِسمِ حَولاً وَلا لِقَلبِيَ حَيلا
قَد ذَمَمنا بُعَيدَ بُعدِكُمُ العَي / شَ فَلَيتَ الحِمامَ كانَ قُبَيلا
أَلِآلٍ أَشرَقَت في نُحورٍ
أَلِآلٍ أَشرَقَت في نُحورٍ / أَم نُجومٌ أَشرَقَت في لَيالي
أَم فُصولٌ مِن خَواطِرِ مَولىً / ذي مَقامٍ في العُلى وَمَقالِ
كَم بَنَت بِالفِكرِ بَيتَ مَعانٍ / وَاِنثَنَت بِالذِكرِ بَيتَ مَعالي
نَفَثُ أَقلامِ خِفافٍ نِحافٍ / كَم أَبادَت مِن خُطوبٍ ثِقالِ
وَقِصارٌ في الأَكُفِّ وَلَكِن / قَصَّرَت فِعلَ الرِماحِ الطَوالِ
تَجعَلُ الغُمضَ عَلينا حَراماً / كُلَّما جاءَت بِسِحرٍ حَلالِ
قَيَّدَتني بِالجَميلِ وَلَكِن / أَطلَقَت بِالشُكرِ فيهِ مَقالي
أَمَّنتَني غَيرَ أَنّي عَلَيهِ / خائِفٌ مِن شَرِّ عَينِ الكَمالِ
فَاِعفُ مَولايَ مُحِبّاً ثَناهُ / عَن ثَناهُ فيكُمُ شُغلُ بالِ
ذا هُمومٍ قَلبُهُ في اِشتِغالٍ / وَلَظى أَحزانِهِ في اِشتِعالِ
إِلَيكَ اِشتِياقي لا يُحَدُّ لِأَنَّهُ
إِلَيكَ اِشتِياقي لا يُحَدُّ لِأَنَّهُ / إِذا حُدَّ لا يُلفى لِضابِطِهِ أَصلُ
وَكَيفَ يُحَدُّ الشَوقُ عِندي بِضابِطٍ / وَليسَ لَهُ جِنسٌ قَريبٌ وَلا فَصلُ
وَلَمّا سَطَرتُ الطِرسَ أَشفَقَ ناظِري
وَلَمّا سَطَرتُ الطِرسَ أَشفَقَ ناظِري / وَقالَ لِطِرسي سَوفَ أَمحوكَ بِالهَطلِ
كِلانا سَوادٌ في بَياضِ فَما الَّذي / تَمُنُّ بِهِ حَتّى تُشاهَدَهُم قَبلي
ما جاءَ عَبدَكَ مَسطورٌ بَعَثتَ بِهِ
ما جاءَ عَبدَكَ مَسطورٌ بَعَثتَ بِهِ / إِلّا تَقَبَّلَهُ حُبّاً وَقَبَّلَهُ
وَلا سَمَحتَ بِوَعدٍ فيهِ مُرتَقَبٍ / إِلّا تَأَمَّلَهُ عَشراً وَأَمَّلَهُ
وَلا أُتيتَ بِعُذرٍ عَن تَأَخُّرِهِ / إِلّا تَعَلَّلَ بِاللُقيا وَعَلَّلَهُ
ما ضَرَّ مَولايَ لَو زادَ الخِطابُ بِهِ / وَلَو تَطَوَّلَ بِالحُسنى وَطَوَّلَهُ
نُفوسُ الصيدِ أَثمانُ المَعالي
نُفوسُ الصيدِ أَثمانُ المَعالي / إِذا هَزَّت مَعاطِفَها العَوالي
وَأَبدَت أَوجُهُ البيضِ اِبتِساماً / يُطيلُ بُكاءَ آجالِ الرِجالِ
وَمَن عَشِقَ العَلاءَ وَخافَ حَتفاً / غَدا عِندَ الكَريهَةِ وَهوَ سالي
وَلَم يَحُزِ العُلى إِلّا كَمِيٌّ / رَحيبُ الصَدرِ في ضيقِ المَجالِ
تَيَقَّنَ أَنَّ طيبَ الذِكرِ يَبقى / وَكُلَّ نَعيمِ مُلكٍ في زَوالِ
لِذاكَ سَمَت بِرُكنِ الدينِ نَفسٌ / تَعَلَّمَ رَبُّها طَلَبَ الكَمالِ
سَمَت فَأَرَتهُ حَرَّ الكَرَّ بَرداً / وَيَحمومَ المَنِيَّةِ كَالزَلالِ
فَأَلبَسَ عِرضَهُ دِرعاً حَصيناً / وَصَيَّرَ جِسمَهُ غَرَضَ النِبالِ
تَبَوَّأَ جَنَّةَ الفِردوسِ داراً / وَحَلَّ عَلى الأَرائِكِ في ظِلالِ
وَخَلَّفَ كُلَّ قَلبٍ في اِشتِغالٍ / وَكُلَّ لَهيبِ صَدرٍ في اِشتِعالِ
بِروحي مَن أَذابَ نَواهُ روحي / وَأَفقَدَ فَقدُهُ عِزّي وَمالي
وَلَم أَكُ قَبلَ يَومِ رَداهُ أَدري / بِأَنَّ الطُربَ بُرجٌ لِلهِلالِ
وَقالَوا قَد أُصِبتَ فَقُلتُ كَلّا / وَما وَقَعُ النِبالِ عَلى الجِبالِ
وَلَم أَعلَم بِأَنَّ الرَمسَ يُمسي / بِمَوجِ الحَربِ مِن صَدَفِ اللَآلي
أَيا صَخرَ الجَنانِ أَدَمتَ نَوحي / فَها أَنا فيكَ خَنساءُ الرِجالِ
وَفَت لي فيكَ أَحزاني وَدَمعي / وَخانَ عَلَيكَ صَبري وَاِحتِمالي
بَذَلتَ النَفسَ في طَلَبِ المَعالي / كَبَذلِكَ لِلُّهى يَومَ النَوالِ
تُسابِقُ لِلوَغى قَبلَ التَنادي / كَسَبقِكَ بِالعَطا قَبلَ السُؤالِ
شَدَدتَ القَلبَ في خَوضِ المَنايا / وَوَبلِ النُبلِ مُنحَلَّ العَزالي
لَبِستَ عَلى ثِيابِ الوَشيِ قَلباً / غَنيتَ بِهِ عَنِ الدِرعِ المُذالِ
تَهُزُّ لِمُلتَقى الأَعداءِ عِطفاً / يَهِزُّ رَطيبَهُ مَرَحُ الدَلالِ
فَعِشتَ وَأَنتَ مَمدوحُ السَجايا / وَمُتَّ وَأَنتَ مَحمودُ الخِلالِ
أَرُكنَ الدينِ كَم رُكنٍ مَشيدٍ / هَدَدتَ بِفَقدِ ذُيّاكَ الجَمالِ
رُبوعُكَ بَعدَ بَهجَتِها طُلولٌ / وَحاليها مِنَ الأَنوارِ خالِ
تَنوحُ لِفَقدِكَ الجُردُ المَذاكي / وَتَبكيكَ الصَوارِمُ وَالعَوالي
يَحِنَّ إِلى يَمينِكَ كُلُّ عَضبٍ / وَتَشتاقُ الأَعِنَّةُ لِلشَمالِ
أَتَسلُبُكَ المَنونُ وَأَنتَ طَودٌ / وَتَرخِصُكَ الكُماةُ وَأَنتَ غالِ
وَتَضعَفُ عَزمَةُ البيضِ المَواضي / وَتَقصُرُ هِمَّةُ الأَسَلِ الطِوالِ
وَلَم تُحطَم قَناةٌ في طِعانٍ / وَلَم تُفلَل صِفاحٌ في قِتالِ
وَلا اِضطَرَمَت جِيادٌ في طِرادٍ / وَلا اِعتَرَكَت رِجالٌ في مَجالِ
وَلا رَفَعوا بِوَقعِ الخَيلِ نَقعاً / وَلا نُسِجَ الغُبارُ عَلى الجِلالِ
وَتُمسي اللاذِخِيَّةُ في رُقادٍ / تَوَهَّمُ فِعلَها طَيفَ الخَيالِ
وَلَم تُقلَع لِقَلعَتِهِم عُروشٌ / إِذا اِستَوَتِ الأَسافِلُ وَالأَعالي
وَلا وادي جَهَنَّمَ حينَ حَلَّوا / بِهِ أَمسى عَليهِم شَرَّ فالِ
سَأَبكي ما حَييتُ وَلَستُ أَنسى / صَنائِعَكَ الأَواخِرَ وَالأَوالي
وَلَو أَنّي أُبَلَّغُ فيكَ سُؤلي / بَكَيتُكَ بِالصَوارِمِ وَالعَوالي
بِكُلِّ مُهَنَّدِ الحَدَّينِ ماضٍ / تَدُبُّ بِهِ المَنِيَّةِ كَالنَمالِ
يُريكَ بِهِ رُكامُ المَوتِ مَوجاً / وَتَمنَعُهُ الدِماءُ مِنَ الصِقالِ
وَأَسمَرَ ناهَزَ العِشرينَ لَدنٍ / رُدَينيِّ المَناسِبِ ذي اِعتِدالِ
يُضيءُ عَلى أَعاليهِ سِنانٌ / ضِياءَ النارِ في طَرَفِ الذُبالِ
وَأَشقي مِن دِماءِ عِداكَ نَفساً / تَنوطُ القَولَ مِنها بِالفِعالِ
لَعَلَّ الصالِحَ السُلطانَ يَجلو / بِغُرَّةِ وَجهِهِ ظُلمَ الضَلالِ
وَيُجريها مِنَ الشِعبَينِ قُبّاً / إِلى الهَيجاءِ تَسعى كَالسَعالي
يُحَرِّضُها الطَرادُ عَلى الأَعادي / كَأَنَّ الكَرَّ يُذكِرُها المَخالي
عَلَيها كُلُّ ماضي العَزمِ ذِمرٍ / كَمِيٍّ في الجِلادِ وَفي الجِدالِ
وَيَشفي عِندَ أَخذِ الثَأرِ مِنهُم / نُفوساً لَيسَ تَقنَعُ بِالمَطالِ
وَأَعلَمُ أَنَّ عَزمَتَهُ حُسامٌ / وَلَكِنَّ التَقاضي كَالصِقالِ
لَو أَفادَتنا العَزائِمُ حالا
لَو أَفادَتنا العَزائِمُ حالا / لَم نَجِد حُسنَ العَزاءِ مَحالا
كَيفَ يولي العَزمُ صَبراً جَميلاً / حينَ وارى التُربُ ذاكَ الجَمالا
ما ظَنَنّا أَنَّ ريحَ المَنايا / تَنسِفُ الطودَ وَتُردي الجِبالا
جارَ صَرفُ الدَهرِ فينا بِعَدلٍ / لَم نَجِد لِلقَولِ فيهِ مُؤالا
أَفَما تَنفَكُّ أَيدي المَنايا / تَسلُبُ المالَ وَتُفني الرِجالا
فَإِذا أَبدى لَها المَرءُ سِلماً / جَرَّدَت عَضباً وَراشَت نِبالا
كُلَّما رُمنا نُمُوّ هِلالٍ / غَيَّبَت بَدراً أَصابَ الكَمالا
فَإِذا ما قُلتُ قَد زالَ حُزنٌ / أَبدَلَت أَحداثُها اللامَ دالا
كَيفَ دَكَّت طودَ حِلمٍ نَداهُ / سَبَقَ الوَعدَ وَأَفنى السُؤالا
كَيفَ كَفَّ الدَهرُ كَفّاً كَريماً / لِيَمينِ الدَهرِ كانَت شِمالا
ثَمِلٌ مِن نَشوَةِ الجودِ أَضحى / لِليَتامى وَالأَيامى ثِمالا
نِعَمٌ لِسائِليهِ جَوابٌ / لَم يَصِل يَوماً إِلى لَن وَلا لا
دَوحَةٌ مِن عِرقِ آلِ وِشاحٍ / قَد دَنَت لِلطالِبينَ مَنالا
قَد رَسَت أَصلاً وَطابَت ثِماراً / وَزَكَت فَرعاً وَمَدَّت ظِلالا
أَزعَجَ النادي بِنَجواهُ ناعٍ / كَم نُفوسٍ في دُموعٍ أَسالا
فَسَمِعنا مِنهُ نَدباً لِنَدبٍ / أَبعَدَ الصَبرَ وَأَدنى الخَيالا
باتَ يُهدِ لِلقُلوبِ اِشتِغالا / وَلِنيرانِ الهُمومِ اِشتِعالا
قَد مَرَرنا في مَغانيهِ رَكباً / وَغَوادي الدَمعِ تَجري اِنهِمالا
وَسَأَلنا النارَ عَنهُ فَقالَت / كانَ تاجُ الدينِ رُكناً فَزالا
كانَ وَبلاً لِلعُفاةِ هَتوناً / وَلِأَحزابِ العُداةِ وَبالا
كانَ تاجُ الدينِ لِلدَهرِ تاجاً / زادَ هامُ الدَهرِ مِنهُ جَمالا
كانَ زِلزالاً لِباغٍ عَصاهُ / وَلِباغِ الرِفدِ مِنهُ زُلالا
كانَ لِلأَعداءِ ذُلّاً وَبُؤساً / وَلِراجِ الجودِ عِزّاً وَمالا
كانَ لِلناسِ جَميعاً كَفيلاً / فَكَأَنَّ الخَلقَ كانوا عِيالا
راعَ أَحزابَ العِدى بِيَراعٍ / طالَما أَنشى السَحابَ الثِقالا
ناحِلِ الجِسمِ قَصيرٍ دَقيقٍ / دَقَّ في الحَربِ الرِماحَ الطِوالا
يَجعَلُ النَومَ عَلَيهِم حَراماً / كُلَّما أَبرَزَ سِحراً حَلالا
فَإِذاما خَطَّ أَسوَدَ نَقشٍ / خِلتَهُ في وَجنَةِ الدَهرِ خالا
يا كَريماً طابَ أَصلاً وَفَرعاً / وَسَما أُمّاً وَعَمّاً وَخالا
وَخَليلاً مُذ شَرِبتُ وَفاهُ / لَم أَرِد نَبعاً بِهِ أَو خِلالا
وَإِذا ما فُهتُ بِاِسمِ أَبيهِ / كانَ لِلميثاقِ وِالعَهدِ فالا
إِن أَسَأنا لَم يَرُعنا بِلَومٍ / وَإِذا لُمناهُ أَبدى اِحتِمالا
كانَ عَصرُ الأُنسِ مِنكَ رُقاداً / وَلَذيذُ العَيشِ فيهِ خَيالا
مَن لَدَستِ الحُكمِ بَعدَكَ قاضٍ / لَم يَمِل يَوماً إِذا الدَهرُ مالا
مَن لِإِصلاحِ الرَعايا إِذا ما / أَفسَدَت مِنها يَدُ الدَهرِ حالا
مَن لِإِطفاءِ الحُروبِ إِذا ما / صارَ آلُ المَرءِ بِالكَرِّ آلا
وَإِذا صارَ الجِدالُ جِلاداً / أَخمَدَ الحَربَ وَأَفنى الجِدالا
رُبَّ يَومٍ مَعرَكُ الحَربِ فيهِ / حَطَّمَ السَمرَ وَفَلَّ النِصالا
ذَكَرَ الأَحقادَ فيهِ رِجالٌ / حَبَّبَ الطَعنُ إِلَيها النِزالا
في مَكَرٍّ واسِعِ الهَولِ ضَنكٍ / لا يُطيقُ الطِرفُ فيهِ مَجالا
أَلبَسَ الجَوَّ العَجاجُ لِثاماً / وَكَسا الخَيلَ الغُبارُ جِلالا
شِمتُ في إِصلاحِهِم غَضبَ عَزمٍ / زادَهُ حَزمُ الأُمورِ صِقالا
بِكَ كَفَّ اللَهُ كَفَّ الرَزايا / وَكَفى اللَهُ الأَنامَ القِتالا
فَلَئِن وارَتكَ أَرضٌ فَها قَد / سارَ مِنكَ الذِكرُ فيها وَجالا
لَم يَمُت مَن طابَ ذِكراً وَأَبقى / بَعدَهُ شِبهاً لَهُ أَو مِثالا
أَسَدٌ خَلَّفَ شِبلَي عَرينٍ / شَيَّدا مَجداً لَهُ لَن يُنالا
ظَلَّ زَينُ الدينِ لِلدَهرِ زَيناً / وَجَمالُ الدينِ فيهِ جَمالا
فَأَرانا اللَهُ أَقصى الأَماني / فيهِما إِن جارَ دَهرٌ وَمالا
وَحَباكَ اللَهُ في الخُلدِ رَوحاً / وَنَعيماً خالِداً لَن يُزالا
حَديثُ الناسِ أَكثُرُهُ مُحالُ
حَديثُ الناسِ أَكثُرُهُ مُحالُ / وَلَكِن لِلعِدى فيهِ مَجالُ
وَأَعلَمُ أَنَّ بَعضَ الظَنِّ إِثمٌ / وَلَكِن لِليَقينِ بِهِ اِحتِمالُ
وَكُنتُ عَذَرتُكُم وَالقَولُ نَزرٌ / فَما عُذري وَقَد كَثُرَ المَقالُ
وَقُلتُم قيلَ ما لا كانَ عَنّا / فَمَن لي أَن يَكونَ وَلا يُقالُ
فَيا مَن ضاعَ فيهِ نَفيسُ عُمري / وَقُوِّضَ فيهِ مالي وَالرِجالُ
وَكَم قَد رامَهُ ضِدّي بِسوءٍ / فَراحَ وَآلُهُ في الحَربِ آلُ
سَأَلتُكَ لا تَدَع لِلقَولِ وَجهاً / فَيَكثُر حينَ أَذكُرُكَ الجِدالُ
وَإِنّي مَع صُدودِكَ وَالتَجَنّي / وَفيٌّ لَيسَ لي عَنكَ اِنتِقالُ
أَغارُ إِذا سَرى بِحِماكَ بَرقٌ / وَأَغضَبُ كُلَّما طَرَقَ الخَيالُ
وَأُوثِرُ أَن يَنالَ دَمي وَوَفري / وَمَحبوبي عَزيزٌ لا يُنالُ
لِأَنّي لا أَخونُ عُهودَ خِلٍّ / وَلَو حَفَّت بِيَ النُوَبُ الثِقالُ
وَإِنّي إِن حَلَفتُ لَهُ يَميناً / فَما غَيرُ الفِعالِ لَها شِمالُ
فَيا مَن سَرَّني بِاللَفظِ مِنهُ / وَلَكِن ساءَني مِنهُ الفِعالُ
إِلى كَم أَلتَقيكَ بِوَجهِ بِشرٍ / وَفي طَيّ الحَشا داءٌ عُضالُ
وَأَحمِلُ مِن عُداتِكَ كُلَّ يَومٍ / حَديثاً لَيسَ تَحمِلُهُ الجِبالُ
وَأَسمَعُ مِن وُشاةِ الحَيِّ فينا / كَلاماً دونَ مَوقِعِهِ النِبالُ
وَأُرسِلُ مَع ثِقاتِكَ مِن حَديثي / عِتاباً دونَهُ السِحرُ الحَلالُ
وَمَهما لَم يَكُن في السَيفِ أَصلٌ / لِجَوهَرِهِ فَما يُجدي الصِقالُ
جَعَلتَ جَميعَ إِحساني ذُنوباً / وَطالَ بِكَ التَعَتُّبُ وَالدَلالُ
وَقُلتَ بِكَ اِنهَتَكتُ وَذاكَ زورٌ / وَإِنَّ الزورَ مَوقِعُهُ مُحالُ
فَما نَفعي بِحُسنٍ في خَليلٍ / إِذا لَم يَصفُ لي مِنهُ الخِلالُ
إِذا عَدِمَ الفَتى خُلقاً جَميلاً / يَسودُ بِهِ فَلا خُلِقَ الجَمالُ
إِذا عَلِمَ العِدا عَنكَ اِنتِقالي
إِذا عَلِمَ العِدا عَنكَ اِنتِقالي / فَخُذ ما شِئتَ مِن قيلٍ وَقالِ
وَنالوا مِنكَ بِالأَقوالِ عِرضاً / وَقَيناهُ بِأَطرافِ العَوالي
وَقَد كانَ العَذولُ يَوَدُّ أَنّي / أُسيغُ لَهُ اليَسيرَ مِنَ المَقالِ
فَكَيفَ إِذا تَيَقَّنَ فيكَ زُهدي / وَكانَ يَسُرُّهُ عَنكَ اِشتِغالي
فَكَم سَخِطَ الأَنامُ وَأَنتَ راضٍ / وَكَم رَخُصَ المِلاحُ وَأَنتَ غالي
وَكَم هَدَمَت حِمى قَومي خُطوبٌ / تَهُدُّ الراسِياتِ وَأَنتَ عالي
وَكَم مِن وَقعَةٍ لِعِداكَ عِندي / نَذَرتُ بِها دَمي وَنَذَرتُ مالي
وَكَم هَمَّت كِلابُ الحَيِّ نَهضاً / وَقَد حَمَتِ الأُسودُ حِمى الغَزالِ
وَكَم لامَت عَليكَ سَراةُ أَهلي / فَأَحسَبُ قَولَ آلي لَمعَ آلِ
وَكَم خاطَرتُ فوكَ بِبَذلِ نَفسي / وَأَعلَمُ أَنَّ بالي فيكَ بالي
وَكَم صَبٍّ تَفاءَلَ في حَبيبٍ / وَفى لي إِنَّ حِبّي ما وَفى لي
وَكَم جَرَّبتُ قَبلَكَ مِن مَليحٍ / فَأَمسى جيدُ حالِيَ مِنهُ حالي
وَلَولا أَنَّ في التَجريبِ فَضلاً / لَما فَضُلَ اليَمينُ عَلى الشِمالِ
أَظُنُّكَ إِذ حَوَيتَ الحُسنَ طُرّاً / وَإِذ وَفَّيتَ أَقسامَ الجَمالِ
قَصَدتَ بِأَن جَعَلتَ العُذرَ عَيباً / عَساهُ يَقيكَ مِن عَينِ الكَمالِ
فَسَوفَ أَسوءُ نَفسي بِاِنقِطاعي / بِحيثُ أُسِرُّ نَفسَكَ بِاِرتِحالي
إِذا ما شِئتَ أَن تَسلو حَبيباً / فَأَكثِر دونَهُ عَدَدَ اللَيالي
تَيَقَّنَ مُذ أَعرَضتُ أَنّي لَهُ سالي
تَيَقَّنَ مُذ أَعرَضتُ أَنّي لَهُ سالي / فَأوهَمَ ضِدّي أَنَّهُ الهاجِرُ القالي
وَأَظهَرَ لِلأَعداءِ إِذ صَدَّ جافِياً / بِأَنَّ جَفاهُ عَن دَلالٍ وَإِذلالِ
فَلَمّا رَآني لا أُحَرِّكُ بِاِسمِهِ / لِساني وَلَم أَشغَل بِتَذكارِهِ بالي
وَأَيقَنَ أَنّي لا أَعودُ لَوَصلِهِ / وَلَو قَطَّعَت بيضُ الصَوارِمِ أَوصالي
تَعَرَّضَ لِلأَعداءِ يَحسُبُ أَنَّهُم / يَكونونَ في حِفظِ المَوَدَّةِ أَمثالي
فَأَصبَحَ لَمّا جَرَّبَ الغَيرَ نادِماً / كَثيفَ حَواشي العَيشِ مُنخَفِضَ الحالِ
إِذا ما رَآهُ عاشِقٌ قالَ شامِتاً / أَلا اِنعَم صَباحاً أَيُّها الطَلَلُ البالي
فَإِنّي إِذا ما اِختَلَّ خِلٌّ تَرَكتُهُ / وَبِتُّ وَقَلبي مِن مَحَبَّتِهِ خالِ
وَما أَنا مِمَّن يَبذُلُ العِرضَ في الهَوى / وَإِن جُدتُ لِلمَحبوبِ بِالروحِ وَالمالِ
عَلى أَنَّني لا أَجعَلُ الذُلَّ سُلَّماً / بِهِ تَرتَقي نَفسي إِلى نَيلِ آمالي
وَما زِلتُ في عِشقي عَزيزاً مُكَرَّماً / أَجُرُّ عَلى العُشّاقِ بِالتيهِ أَذيالي
فَقَولا لِمَن أَمسى بِهِ مُتَغالِياً / وَلَم يَدرِ أَنّي مُرخِصٌ ذَلِكَ الغالي
كَذا لَم أَزَل يَرعى المُحِبّونَ فَضلي / وَيَلبَسُ أَهلُ الحُبِّ في العِشقِ أَسمالي
قُلوبُنا مودَعَةٌ عِندَكُم
قُلوبُنا مودَعَةٌ عِندَكُم / أَمانَةً نَعجَزُ عَن حَملِها
إِن لَم تَصونوها بِإِحسانِكُم / أَدّوا الأَماناتِ إِلى أَهلِها
وَلَقَد ذَكَرتُكِ وَالسُيوفُ مُواطِرٌ
وَلَقَد ذَكَرتُكِ وَالسُيوفُ مُواطِرٌ / كَالسُحبِ مِن وَبلِ النَجيعِ وَطَلِّهِ
فَوَجَدتُ أُنساً عِندَ ذِكرِكِ كامِلاً / في مَوقِفٍ يَخشى الفَتى مِن ظِلِّهِ
في مِثلِ حُبِّكُمُ لا يَحسُنُ العَذَلُ
في مِثلِ حُبِّكُمُ لا يَحسُنُ العَذَلُ / وَإِنَّما الناسُ أَعداءٌ لِما جَهِلوا
رَأَوا تَحَيُّرَ فِكري في صِفاتِكُمُ / فَأَوسَعوا القَولَ إِذ ضاقَت بِيَ الحِيَلُ
وَأَنَّهُم عَرَفوا في الحُبِّ مَعرِفَتي / بِشَأنِكُم عَذَروا مِن بَعدِ ما عَذَلوا
يا جاعِلي خَبَري بِالهَجرِ مُبتَدَأً / لا عَطفَ فيكُم وَلا لي مِنكُمُ بَدَلُ
رَفَعتُ حالي وَرَفعُ الحالِ مُمتَنِعٌ / إِلَيكُمُ وَهوَ لِلتَمييزِ يَحتَمِلُ
كَم قَد كَتَمتُ هَواكُم لا أَبوحُ بِهِ / وَالأَمرُ يَظهَرُ وَالأَخبارُ تَنتَقِلُ
وَبِتُّ أُخفي أَنيني وَالحَنينَ بِكُم / تَوَهُّماً أَنَّ ذاكَ الجُرحَ يَندَمِلُ
كَيفَ السَبيلُ إِلى إِخفاءِ حُبِّكُمُ / وَالقَلبُ مُنقَلِبٌ وَالعَقلُ مُعتَقَلُ
يا مُلبِسي القَلبِ ثَوبَ الحُزنِ بَعدَهُمُ / حُزني قَشيبٌ وَصَبري بَعدَكُم سَمِلُ
لِذا بَواكِرُ أَيّامي لِبُعدِكُمُ / أَصائِلٌ وَضُحاها بَعدَكُم طَفَلُ
أَحسَنتُمُ القَولَ لي وَعداً وَتَكرِمَةً / لا يَصدُقُ القَولُ حَتّى يَصدُرَ العَمَلُ
حَتّى إِذا وَثِقَت نَفسي بِمَوعِدِكُم / وَقُلتُ بُشرايَ زالَ الخَوفُ وَالوَجَلُ
حَمَّلتُموني عَلى ضُعفي لِقُوَّتِكُم / مالَيسَ يَحمِلُهُ سَهلٌ وَلا جَبَلُ
لِلَّهِ أَيّامُنا وَالدارُ دانِيَةٌ / وَالشَملُ مُجتَمِعٌ وَالجَمعُ مُشتَمِلُ
شَفَيتُ غُلَّةَ قَلبي وَالغَليلَ بِها / فَاليَومَ لا غُلَّتي تَشفى وَلا الغَلَلُ
يا حَبَّذا نَسمَةُ السَعدِيِّ حينَ سَرَت / مَريضَةً في حَواشي مِرطِها بَلَلُ
لا أَوحَشَ اللَهُ مِن قَومٍ لِبُعدِهِمُ / أَمسَيتُ أَحسُدُ مَن بِالغَمضِ يَكتَحِلُ
غابوا وَأَلحاظُ أَفكاري تُمَثِّلُهُم / لِأَنَّهُم في ضَميرِ القَلبِ قَد نَزَلوا
ساروا وَقَد قَتَلوني بَعدَهُم أَسفاً / يا لَيتَهُم أَسَروا في الرَكبِ مَن قَتَلوا
وَخَلَّفوني أَعُضُّ الكَفَّ مِن نَدَمٍ / وَأَكثِرُ النَوحَ لَمّا قَلَّتِ الحِيَلُ
أَقولُ في إِثرِهِم وَالعَينُ دامِيَةٌ / وَالدَمعُ مُنهَمِرٌ مِنها وَمُنهَمِلُ
ما عَوَّدوني أَحِبّائي مُقاطَعَةً / بَل عَوَّدوني إِذا قاطَعتُهُم وَصَلوا
وُسِرتُ في إِثرِهُم حَيرانَ مُرتَمِضاً / وَالعيسُ مِن طَلِّها تَحفى وَتَنتَعِلُ
تُريكَ مَشيَ الهُوَينا وَهيَ مُسرِعَةٌ / مَرَّ السَحابَةِ لا رَيثٌ وَلا عَجَلُ
لا تَنسِبَنَّ إِلى الغِربانِ بَينَهُمُ / فَذاكَ بَينَ غَدَت غِربانُهُ الإِبِلُ
وَفي الهَوادِجِ أَقمارٌ مُحَجَّبَةٌ / أَغَرَّةٌ حَمَلَتها الأَينُقُ الذَلُلُ
تِلكَ البُروجُ الَّتي حَلَّت بُدورُهُمُ / فيها وَلَيسَ بِها ثَورٌ وَلا حَمَلُ
وَحَجَّتِ العيسَ حادٍ صَوتُهُ غَرِدٌ / بِنَغمَةٍ دونَها المَزمومُ وَالرَمَلُ
حَدا بِهِم ثُمَّ حَيّا عيسَهُم مَرَحاً / وَقالَ سِر مُسرِعاً حُيّيتَ ياجَمَلُ
لَيتَ التَحَيَّةَ كا نَت لي فَأَشكُرَها / مَكانَ يا جَمَلٌ حُيِّتَ يا رَجُلُ
أَصَمَّ اللَهُ أَسمَعَنا المَلاما
أَصَمَّ اللَهُ أَسمَعَنا المَلاما / وَقَصَّرَ عُمرَ أَطوَلِنا مَطالا
وَأَعمى طَرفَ أَعذَرِنا لِحاظاً / وَعَجَّلَ حَتفَ أَسرَعِنا مَلالا
وَهَدَّ جَنانَ أَثبَتِنا جَناناً / إِذا عَزَمَت أَحِبَّتُنا اِرتِحالا
وَأَرغَدَنا عَلى التَفريقِ عَيشاً / وَأَحسَنَنا لِفَقدِ الإِلفِ حالا
لا حُبَّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ
لا حُبَّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ / فَاِصرِف هَواكَ عَنِ الحَبيبِ الأَوَّلِ
وَدَعِ العَتيقَ فَلِلجَديدِ حَلاوَةٌ / تُنسيكَ ماضي العَيشِ بِالمُستَقبَلِ
أَعلى المَراتِبِ في الحِسابِ أَخيرُها / فَقِسِ المِلاحَ عَلى حِسابِ الجُمَّلِ
أَتَشُكُّ في أَنَّ النَبِيَّ مُحَمَّداً / خَيرُ البَرِيَةِ وَهوَ آخِرُ مُرسَلِ
في مِثلِكَ يَسمَعُ المُحِبُّ العَذَلا
في مِثلِكَ يَسمَعُ المُحِبُّ العَذَلا / ما كُلُّ مُحِبٍ سَمِعَ العَذلَ سَلا
ما أَسمَعُهُ إِلّا لِأَزدادَ هَوىً / إِذ ذِكرُكَ كُلَّما أَعادوهُ حَلا
مَن لي بِأَنَّكَ يا خَلي
مَن لي بِأَنَّكَ يا خَلي / لُ تَكونُ في الدُنيا خَليلي
وَصلٌ قَبيحٌ مِنكَ أَح / لى لي مِنَ الصَبرِ الجَميلِ