المجموع : 38
كريمٌ على العِلَّاتِ جَزلٌ عطاؤهُ
كريمٌ على العِلَّاتِ جَزلٌ عطاؤهُ / يُنيل وإِنْ لم يُعتَمَدْ لنَوالِ
وما الجُودُ مَن يُعطي إذا ما سألتَهُ / ولكنَّ مَن يُعطي بغَيرِ سُؤالِ
وجيشِ كظَهرِ اليمِّ تَنْفُخُهُ الصَّبا
وجيشِ كظَهرِ اليمِّ تَنْفُخُهُ الصَّبا / يَعُبُّ عُبوباً من قَناً وقنابلِ
فتنزلُ أُولاهُ وليسَ بنازلٍ / وترْحلُ أُخراهُ وليسَ براحلِ
ومُعتَركٍ ضَنْكٍ تَعاطَتْ كُماتُهُ / كؤوسَ دِماءٍ من كُلىً ومَفاصلِ
يديرونَها راحاً من الروحِ بينَهم / ببيضٍ رقاقٍ أو بِسُمْرٍ ذَوابِلِ
وتُسمِعُهُم أُمُّ المَنِيَّةِ وسْطَها / غناءَ صَليلِ البيضِ تحتَ المناصلِ
يا ابْنَ الخلائفِ والعُلا للمُعْتلي
يا ابْنَ الخلائفِ والعُلا للمُعْتلي / والجودُ يُعرفُ فَضلُهُ للمُفْضِلِ
نَوَّهْتَ بالخلفاءِ بل أَخْمَلتَهم / حتى كأنَّ نَبيلَهُم لم يَنْبُلِ
أَذكرتَ بل أَنْسَيتَ ما ذَكرَ الأُلى / في فِعلهم فَكأنَّهُ لم يُفعلِ
وأَتيتَ آخِرَهُم وشأوُكَ فائتٌ / للآخِرين ومُدرِكٌ للأوَّلِ
الآنَ سُمِّيَتِ الخلافَةُ باسْمِها / كالبدْرِ يُقرَنُ بالسِّماك الأَعزلِ
تأبَى فَعالُكَ أَنْ تُقرَّ لآخِرٍ / منهمْ وجودُكَ أن يكونَ لأَوَّلِ
وَيحي قَتيلاً ما لَهُ مِنْ عَقلِ
وَيحي قَتيلاً ما لَهُ مِنْ عَقلِ / مِن شادنٍ يهتزُّ مثلَ النَّصلِ
مُكحَّلٍ ما مسَّهُ من كُحلِ / لا تَعذُلاني إِنَّني في شُغلِ
يا صَاحِبَي رَحلي أَقِلَّا عَذْلي /
تَراهُ في الوغى سَيفاً صَقيلاً
تَراهُ في الوغى سَيفاً صَقيلاً / يُقلِّبُ صَفْحتَي سَيفٍ صَقيلِ
وشادنٍ ذي دلالِ
وشادنٍ ذي دلالِ / مُعصَّبِ بالجمالِ
يَضنُّ أَنْ يَحتويهِ / مَعي ظلامُ الليالي
أَوْ يَلتقي في مَنامي / خيالُهُ معْ خَيالي
غُصنٌ نَما فوقَ دِعصٍ / يختالُ كلَّ اخْتيالِ
البطنُ منها خَميصٌ / والوجهُ مثلُ الهلالِ
إليكَ يا غُرَّةَ الهلالِ
إليكَ يا غُرَّةَ الهلالِ / وبِدعةَ الحُسنِ والجَمالِ
مدَدتُ كفّاً بها انْقباضٌ / فأَينَ كفّي منَ الهلالِ
شكَوتُ ما بي إليكَ وَجْداً / فلم تَرِقَّ ولم تُبالِ
أعاضَكَ اللَّهُ عَن قريبٍ / حالاً من السُّقم مثلَ حَالي
سُؤالُ الناسِ مِفتاحٌ عَتيدٌ
سُؤالُ الناسِ مِفتاحٌ عَتيدٌ / لِبابِ الفقرِ فالْطُفْ في السُّؤالِ
وريَّانَ من ماءِ الشَّبابِ تَهافَتَتْ
وريَّانَ من ماءِ الشَّبابِ تَهافَتَتْ / به نَشَواتٌ مِن صِباً ودَلالِ
كما اهتزَّ بانٌ من أَكاليلِ رَوضةٍ / تُلاعبهُ ريحا صَباً وشمالِ
تَعلَّمَ منهُ الهَجرَ طَيفُ خَيالهِ / هُدُوّاً فما يَلقاهُ طَيفُ خيالِي
وأَعرضَ حتى عادَ يُعرضُ في المُنَى / ويَمنَعُ ذِكراهُ الخُطورَ ببالي
أَتَقتُلني ظُلماً وتجحَدُني قَتلي
أَتَقتُلني ظُلماً وتجحَدُني قَتلي / وقد قامَ مِن عينيكَ لي شاهِدا عَدْلِ
أَطُلَّابَ ذَحلي ليسَ بي غَيرُ شادنٍ / بعينيهِ سِحرٌ فاطْلبوا عنده ذحلي
أغارَ على قلبي فلما أَتيتُهُ / أطالبُهُ فيهِ أَغارَ على عقلي
بنفسي التي ضنَّت بردَّ سَلامِها / ولو سألتْ قَتلي وهبْتُ لها قتلي
إذا جئتُها صدَّتْ حَياءً بوجهِها / فتهجرني هجراً أَلذّ منَ الوصْلِ
وإنْ حَكمتْ جارَتْ عليَّ بحُكمها / ولكنَّ ذاك الجورَ أشهى منَ العَدلِ
كتمتُ الهَوى جَهدي فجرَّدهُ الأَسى / بماءِ البُكا هذا يخُطَّ وذا يُملي
وأحببتُ فيها العذْلَ حُبّاً لذكرِها / فلا شيءَ أَشْهى في فؤادي منَ العَذلِ
أَقولُ لقلبي كلَّما ضامهُ الأَسى / إذا ما أبيتَ العزَّ فاصبرْ على الذُّلِّ
برأيكَ لا رأيي تعرَّضتُ للهوى / وأَمرِكَ لا أَمري وفِعلكَ لا فِعْلي
وجدْتُ الهوى نَصلاً لموتيَ مُغمداً / فجرَّدتُهُ ثمَّ اتَّكيت على النَّصلِ
فإِن كنتُ مقتولاً على غيرِ ريبةٍ / فأنتَ الذي عرَّضتَ نفسكَ للقتلِ
ألا إنَّ إبراهيمَ لجَّةُ ساحلِ
ألا إنَّ إبراهيمَ لجَّةُ ساحلِ / من الجودِ أرسَتْ فوقَ لجَّةِ ساحلِ
فإشبيليةُ الزهراءُ تُزهَى بمجدهِ / وقرمونةُ الغرّاءُ ذاتُ الفضائلِ
إذا ما تحلَّتْ تلك من نورِ وجههِ / غدتْ هذهِ للناسِ في زيِّ عاطلِ
وإنْ حلَّ في هذي توحّشُ هذهِ / فتُهدي برسلٍ نحوَهُ ورسائلِ
قُلْ ما بَدا لكَ وافْعلِ
قُلْ ما بَدا لكَ وافْعلِ / واقْطعْ حِبالكَ أو صِلِ
هذا الرَّبيعُ فحيِّهِ / وانزلْ بأكرمِ منزِلِ
وصِلِ الذي هو واصِلٌ / وإذا كرِهْتَ فَبدِّلِ
وإذا نَبا بك منزلٌ / أو مسكنٌ فتحوَّلِ
وإذا افْتقرتَ فلا تَكُنْ / مُتخشِّعاً وتجمَّلِ
لستُ بقاضٍ أملي
لستُ بقاضٍ أملي / ولا بِعادٍ أجَلي
ولا بمغْلوبٍ على الرزْ / قِ الذي قُدِّرَ لي
ولا بمُعطىً رزقَ غَيْ / رِي بالشَّقا والعَمَلِ
فليتَ شِعْري ما الّذي / أَدْخَلَني في شُغُلِ
متى أَشْفي غَليلي
متى أَشْفي غَليلي / بِنَيلٍ مِنْ بخيلِ
غَزالٌ ليسَ لي منْهُ / سوى الحزنِ الطَّويلِ
جميلُ الوجهِ أخْلاني / منَ الصَّبرِ الجميلِ
حملتُ الضَّيمَ فيهِ من / حسُودٍ وَعَذولِ
وما ظهري لباغي الضَّي / مِ بالظّهر الذَّلولِ
يا طويلَ الهَجرِ لا تَنْسَ وَصْلي
يا طويلَ الهَجرِ لا تَنْسَ وَصْلي / واشْتغالي بكَ عن كُلِّ شُغْلِ
يا هِلالاً فوقَ جيدِ غَزالٍ / وقضيباً تحتهُ دِعْصُ رَمْلِ
لا سَلَتْ عاذِلتي عنْه نَفسي / أَكثري في حبِّهِ أَو أَقلِّي
شادنٌ يُزهى بخدٍّ وجيدٍ / مائسٌ فاتنٌ بحسنٍ ودلِّ
ومتَى ما يَعِ منكَ كلاماً / فتكَلَّم فيجِبْكَ بعَقلِ
بأبي غزالٌ صَدَّ بعدَ وِصالهِ
بأبي غزالٌ صَدَّ بعدَ وِصالهِ / وزَها عليَّ بحُسنِهِ وجمالِهِ
سَلبَ الكرَى عَيني وألبَسَها الكَرى / وحَمى خَيالي مِن لقاءِ خيالِهِ
خليفةُ اللَّهِ وابنُ عمِّ رسو
خليفةُ اللَّهِ وابنُ عمِّ رسو / لِ اللَّهِ والمصطفى على رُسُلِهْ
هنَّتْكَ نُعمى تَمَّتْ سوابغُها / كما اسْتَتمَّ الهلالُ في كَملِهْ
وجهُ ربيعٍ أتاكَ باكرُهُ / يرفُلُ في حَلْيهِ وفي حُلَلهْ
كأنَّ أثوابَهُ مُلبَّسةٌ / أثوابَ غضِّ الزمانِ مُقتبلِهْ
وأقبلَ العيدُ لاهياً جَذلاً / يختالُ في لهوهِ وفي جَذَلِهْ
وجاءكَ الفتحُ ما لَهُ مَثَلٌ / وكلُّ شيءٍ يُعزَى إلى مَثَلهْ
عَفواً وصَفواً غيرَ سَفكِ دمٍ / يقطرُ من بِيضهِ ومن أسلِهْ
إلا اعتصاماً لضيغمٍ هَصِرٍ / تميدُ شمُّ الجبالِ من وَجَلِهْ
مُظفَّرٌ لا تُردُّ عزْمتُهُ / ومَن يَردُّ الكتابَ عن أجلِهْ
إقدامُ عمرٍو وبأسُ عنترةٍ / يعجزُ عن كيدهِ وعن حِيلِهْ
نصرٌ منَ اللَّه قد تضمَّنَهُ / ينهضُ في رَيثهِ وفي عَجلِهْ
يجري بشأوِ الإمامِ مُنصلتاً / يسبِقُ حضْرَ الإمامِ في مَهَلِهْ
إذا انْتَضاهُ لصرفِ حادثةٍ / يهتزّ كالسيفِ سُلَّ من خَللِهْ
فأصبحتْ لَبْلةٌ مؤمّنةً / لا يَعْتدي ذِيبُها على حَملِهْ
قد وقفَ النَّكثُ والخلافُ بها / وقوفَ صبٍّ يبكي على طَللِهْ
كلٌّ بيُمنِ الإلهِ تمَّ لها / وكلُّ خيرٍ أتى فمن قِبَله
يا رحمةَ اللَّهِ في برِيَّتهِ / بكَ استقامَ الزَّمانُ من مَيَلهْ
أنتَ الزمانُ الذي بدولتهِ / يضحكُ سِنُّ الزَّمان مِن دُوَلِهْ
كم خاملٍ قد رفعتَ همَّتَهُ / ورُدَّ في مالهِ وفي أملِهْ
وكم عديمٍ سَددْتَ خَلَّتَهُ / وكم عليلٍ شَفيتَ من عِللِه
سَللتَ سيفاً على عِداكَ فما / يَقرُّ قلبُ الخلافِ من وَهَلِه
بل ربَّ مُذْهبةِ المزاجِ ومُذْهَبٍ
بل ربَّ مُذْهبةِ المزاجِ ومُذْهَبٍ / راحا براحةِ ريمهِ وغزالهِ
وكأنَّ كفَّ مُديرِها ومُديرِهِ / فَلكٌ يدورُ بشمسهِ وهلالهِ