المجموع : 27
غَدوتُ بِخيرَةٍ وَرَخاءِ حالِ
غَدوتُ بِخيرَةٍ وَرَخاءِ حالِ / وَرُحتُ بِحَسرَةٍ وَكُسوفِ بالِ
وَأَحرَ بِأَن تَنالَ السُوءُ مِمَّن / تُصاحِبُ حُسنَ ظَنٍّ بِاللَيالي
غَفِلتُ عَنِ الزَمانِ وَقَد تَراءَت / نَوائِبُهُ وَحادِثُ صَرفِها لِي
فَما نَفَعَ التَحَسُّر إِذ دَهاني / وَقَد عَلِقَت حَبائِلُهُ حِبالي
تَلاعبُ بي حَوادِثُهُ وقِدماً / تَلاعَبُ بِالكِرامِ وَبِالرِجالِ
كَذاكَ الدَهرُ طَوراً سلمُ ناسٍ / وَطَوراً حَربُهُم يَومَ السِجالِ
فَصَبراً في النَوائِبِ فَهوَ ذُخرٌ / تَؤولُ بِهِ إِلى خَيرِ المآلِ
لَعَلَّ اللَهَ يَصنَعُ عَن قَريبٍ / فَلَيسَ يُؤودُهُ حَلُّ العِقالِ
فَتخلصُ مِن صُروفِ زَمانِ سُوءٍ / خَلاصَ السَيفِ حودث بِالصِقالِ
وَتَنكَشِفُ المَكارِهُ عَن سُرورٍ / كَما اِنكَشَفَ السرارُ عَنِ الهِلالِ
يا حَبَّذا خبرُ الصَدي
يا حَبَّذا خبرُ الصَدي / قِ مُحدّثاً عَن جَمعِ شَملي
وَنَسيمُهُ وَكِتابُهُ / وَالفِكرُ مِنهُ حينَ يُملي
وَبَنانُهُ وَبَيانُهُ / وَالعُذرُ مِنهُ حينَ يُبلي
يَشكو تَباريحَ الفِراقِ / بِغلَّةٍ في الصَدرِ تَغلي
وَيطيلُ وَصفَ نِزاعِهِ / فَيَزيدُ في شَوقي وَخبلي
كَم لي عَلى ما قَد حَكى / مِن شاهِدٍ في القَلبِ عَدلِ
سَمَحَ الزَمانُ بِقُربِهِ / مِن بَعدِ تَسويفٍ وَمَطلِ
فَغَفَرتُ سَالِفَ مَنعِهِ / لَمّا تَعقَّبه بِبَذلِ
وَعَزمتُ مُجتَهِداً عَلَيهِ / لا يُروّعُنا بِفَصلِ
أَقولُ لَهُ وَقَد مَزَجَت جُفوني
أَقولُ لَهُ وَقَد مَزَجَت جُفوني / دَماً يَجري بِدَمعٍ مُستَهِلِّ
بِالأَمسِ قَد قالَ الحَجى لي
بِالأَمسِ قَد قالَ الحَجى لي / لا تُلقِ ناظِرَيكَ إِلى الحِجالِ
فَقَطَعتُ طَرفي دُونَها / وَأَطَعتُ ما قالَ الحِجى لي
دَهتنا السَماءُ غَداةَ النِجابِ
دَهتنا السَماءُ غَداةَ النِجابِ / بِغَيمٍ عَلى أُفقِهِ مُسبلِ
فَجاءَ بِرَعدٍ لَهُ رَنَّةٌ / كَرَنَّةِ ثَكلى وَلَم تُثكَلِ
وَثَنّى بِوَبلٍ عَدا طَورهُ / فَعادَ وَبالاً عَلى المُمحلِ
وَأَشرَفَ أَصحابُنا مِن أَذاهُ / عَلى خَطَرٍ هائِلٍ مُعضِلِ
فَمن لابدٍ بِفَناءِ الجِدارِ / وَآوٍ إِلى نَفَقٍ مُهمَلِ
وَمِن مُستَجيرٍ يُنادي الغَريقَ / هُناكَ وَمِن صائِحٍ مُعوَلِ
وَجادَت عَلَينا سَماءُ السُقوفِ / بِدَمعٍ مِنَ الوَجدِ لَم يُهمَلِ
كَأَنَّ حَراماً لَهُ أَن يَرى / يَبيساً مِنَ الأَرضِ لَم يُبلَلِ
وَأَقبَلَ سَيلٌ لَهُ رَوعَةٌ / فَأَدبرَ كُلٌّ مِن المُقبِلِ
يَقلّعُ ما شاءَ مِن دَوحَةٍ / وَما يَلقَ مِن صَخرَةٍ يَحملِ
كَأَنَّ بِأَحشائِهِ إِذ بَدا / أَجنَّةَ حُبلى وَلَم تَحبَلِ
فَمِن عامِرٍ رَدّهُ غامِراً / وَمَن مُعلمٍ عادَ كَالمَجَهلِ
كَفانا بَلِيَّتهُ رَبّنا / فَقَد وَجَبَ الشُكرُ لِلمُفضِلِ
فَقُل لِلسَماءِ أَبرِقي وَاِرعُدي / فَإِنّا رَجَعنا إِلى المَنزِلِ
أَلا رُبَّ أَعداءٍ لِئامٍ قَرَيتُهُم
أَلا رُبَّ أَعداءٍ لِئامٍ قَرَيتُهُم / مُتونَ سُيوفٍ أَو صُدورَ عَوالي
إِذا كَلبُهُم يَوماً عَوى بي رَمَيتهم / بِكَلبٍ إِذا عاوى الكِلابَ عَوى لي
قُل لِلغَزالِ الَّذي صا
قُل لِلغَزالِ الَّذي صا / رَ في المِلاحَةِ قِبله
وَفاقَ في الحُسنِ مَن بَع / دَه وَمَن كانَ قَبلَه
ماذا تَقولُ لِصَبٍّ / شِفاؤُهُ مِنكَ قُبلَه