بِالغَمرِ مِن زَينَبَ أَطلالُ / مَرَّت بِها بَعدَكَ أَحوالُ

كَأَنَّ المَنايا عالِماتٌ بِأَمرِهِ / إِذا خَطَرَت أَرماحُهُ وَمَناصِلُه

كادَت لَهُ مُهَجُ الأَنامِ تَسيلُ /

إِلى مَلِكٍ لَو صافَحَ الناسَ كُلَّهُم / لَما كانَ حَيٌّ في البَرِيَّةِ يَبخَلُ

جَزى اللَهُ مَن أَهدى التَرُنجَ تَحيَّةً / وَمَنَّ بِما يَهوى عَليهِ وَعَجَّلا
أَتَتنا هَدايا مِنهُ أَشبَهنَ ريحَهُ / وَأَشبَهَ في الحُسنِ الغَزالَ المُكَحَّلا
وَلَو أَنَّهُ أَهدى إِلَيَّ وِصالَهُ / لَكانَ إِلى قَلبي أَلَذَّ وَأَفضَلا

حَياتُكَ يا اِبنَ سَعدانَ بنِ يحيى / حَياةٌ لِلمَكارِمِ وَالمَعالي
جَلَبتُ لَكَ الثَناءَ فَجاءَ عَفواً / وَنَفسُ الشِكرِ مُطلَقَةُ العِقالِ
وَتُرجِعُني إِلَيكَ وَإِن نَأَت بي / دِياري عَنكَ تَجرُبَةُ الرِجالِ

أَعطاكَ قَبلَ سُؤالِهِ / فَكَفاكَ مَكروهَ السُؤالِ

أَلا أَنِفَ الكَواعِبُ عَن وِصالي / غَداةَ بَدا لَها شَيبُ القِذالِ

ما مَركَبٌ مِن رُكوبِ الخَيلِ يُعجِبُني / كَمَركَبٍ بَينَ دُملوجٍ وَخِلخالِ

لِسانُكَ أَحلى مِن جَنى النَحلُ مَوعِداً / وَكَفُّكَ بِالمَعروفِ أَضيَقُ مِن قُفلِ
تُمَنّي الَّذي يَأتيكَ حَتّى إِذا اِنتَهى / إِلى أَجَلٍ ناوَلتَهُ طَرَفَ الحَبلِ

أَيا سَهلُ تَمِّم نِعمَةً قَد غَرَستَها / يُصِبكَ ثَناها عاجِلاً غَيرَ مُؤجَلِ

طَرَفتُ عُيونَ الغانِياتِ وَرُبَّما / أَمَلنَ إِلَيَّ الطَرَفَ كُلَّ مَميلِ
وَما الشَيبُ إِلّا شَعرَةٌ غَيرَ أَنَّهُ / قَليلُ قَذاةِ العَينِ غَيرُ قَليلِ

تُفاحَةٌ شامِيَّةٌ / مِن كَفِّ ظَبيٍ غَزِلِ
ما خُلِقَت مُذ خُلِقَت / تِلكَ لِغَيرِ القُبَلِ
كَأَنَّما حُمرَتُها / حُمرَةُ خَدٍّ خَجِلِ

وَقَعَدتُ أَرتَقِبُ الفِناءَ كَراكِبٍ / عَرَفَ المَحَلَّ فَباتَ دونَ المَنزِلِ