المجموع : 30
طَلِيقُ دُمُوعِي في الغَرَامِ مُسَلسَلُ
طَلِيقُ دُمُوعِي في الغَرَامِ مُسَلسَلُ / وَآخِرُ وَجدِي فِي المَحَبَّةِ أوَّلُ
أيَا قَمَراً أمسَى عَنِ العَينِ آفِلاً / وَلَيسَ لَهُ إلاَّ فُؤَادي مَنزِلُ
وَغُصنَ نَقاً اضحَى لَدَيَّ مُعَزَّزاً / وَعُنقُودُ جَعِ الشَّعرِ مِنهُ مُدَلَّلُ
وَسُلطَانَ حُسنٍ ظَلَّ نَاظِرُ طَرفِهِ / وَعَامِلُ خَدَّيهِ يَجُورُ وَيَعدِلُ
عَجِبتُ لِخَدّ مِنكَ أصبحَ وَالِياً / وَلَحظُكَ لَم يَبرَح مَدَى الدَّهر يَعزِلُ
وَأعجَبُ مِن ذَا أنَّنِي لَكَ ظَامِىءٌ / وَمُنهَلُّ دَمعِي لِلرَّكَائِبِ مَنهَلُ
رَعَى اللهُ مَن أهوَى فَكَم ذا يَلومُني / وُشَاةٌ وَحُسَّادٌ عَلَيهِ وَعُذَّلُ
فَلَو فَصَلُوا جَِسمِي لأسلُو جَمَالَهُ / صَبَرتُ لأنَّ الصَّبرَ للِصَّبّ أجمَلُ
قَضِيبٌ إذا أهوَى بِعِطفَيهِ عَاملٌ / غَزَالٌ إذَا أومَى بِعَينَيهِ أعمَلُ
بِغَيرِ شَذَاهُ مِن جُنُونِيَ لَم أفِق / كَأنَّ شَذَاهُ لِلممَجَانِينِ مَنزِلُ
وَلَمَّا وَفَى بِالعَهدِ نَزَّهتُ نَاظِرِي / بِرَوضَةِ خَدَّيهِ وَسِترِيَ مُسبَلُ
قَلبُ المُعَنَّى مِن خَيَالِكَ مَأ خَلاَ
قَلبُ المُعَنَّى مِن خَيَالِكَ مَأ خَلاَ / وَالنَّومُ بَعدَكَ يَا حَبيبِي ما حَلاَ
فأنَأ الَّذِي بِهُيَامِهِ وَغَرَامِهِ / أهوَاكَ يَا قَمَراً عَلى رَأسِ المَلاَ
لَمَّا رَآنِي فِي هَوَاهُ مُتَيَّماً / عَرفَ الحَبِيبُ مَقَامَهُ فَتَدَلَّلاَ
فَلَكَ الدَّلاَلُ وَأنتَ بَدرٌ كَامِلٌ / وَيَحِقُّ لِلمَحبُوبِ أن يَتَدَلَّلاَ
أسَيفَ الوَزَارَةِ بُورِكتَ مِن
أسَيفَ الوَزَارَةِ بُورِكتَ مِن / حُسَامٍ وَأيَّدتَ مِن حَامِلِ
وَيَا سَيِّداً هَأم بِالمعلَوَاتِ / فَلَم يُصغِ فِيهَا إلَى عَاذِلِ
فَجَدَّدَ كُلَّ فَخارٍ مَحِيلٍ / وَألقَحَ كُلَّ رجاً حَائِلِ
وَقَالَ لَهُ المَجدُ كُن نَاصِرِي / فَثَارَ إلَى دَعوَةِ القَائِل
سَمَا لِلمَكَارِمِ حَتَّى انتَهَى / لِمَا فَوقَ أمنِيَةِ الامِلِ
فَغَادَرَ طُلاَّبَهَأ يَخطُبُونَ / وَسَارَ عَلَى المَنهَجِ السَّابِلِ
أحَلَّتهُ بِالأزدِ أقلاَمُهُ / مَحَلَّةَ سَحبَانَ فِي وَائِلِ
تَفَجَّرَ خَاطِرُهُ وَالبَنَانُ / بِبَحرينِ لِلعِلمِ وَالنَّائِلِ
فَغُص بَحرَ دُرّ العِبَاتِ الكرَأ / مِ أو دُرَر المَنطِقِ الحَافِلِ
نَوَالٌ نَفى الجُودَ عَن حَاتِمٍ / وَلَفظٌ نَفَى السِّحرَ عَن بابِلِ
لَهُ قَلَمٌ يُسفِرُ النَّفعُ مِن / هُ وَالضُّرُّ عَن بَاسِمٍ بَاسِلِ
نَحِيلٌ عَنَاهُ انتِقَاءُ الكَلاَم / لَقَد جَلَّ مِن ناحِلٍ نَاجِلِ
قَصِيرٌ يَقُولُ لِسُمرِ القَنَأ / رُويدَكَ طُلتِ بِلاَ طَائِلِ
يُرِي فِي الصَّرِيرِ بَياناً كَمَا / يُرَى العِتقُ فِي نَغمَةِ الصَّاهِلِ
أصَابَ مَقَاتِلَ أغرَاضِهِ / فِنلنَ الحَيَاةَ مِنَ القَائِلِ
وَأثبَتَ فِي الصُّحفِ زَهرَ الرَّبِيعِ / فَحَدّث عَن المُثمِرِ الذَّبِلِ
أبَا بَكرِ افخَر وَحَسبُ الحَسُودِ / مًغَالَطَةُ الزّجّ لِلعَامِلِ
فَإننَّ الثَّنَاءَ الَّذِي فِي سِوَاكَ / لأضيَعُ مِن كَاتِبٍ عَاطِلِ
لَكَ الطُّول لَكِنَّ نَجمَ الذَّميمِ / تَعَامَى عَلَى رَأيِكَ الفَاضِلِ
إذا الجَذبُ كَانَ طِبَاعُ الثَّرَى / فَلاَ ذَنبَ لِلعَارِضِ الهَأطِلِ
كَأنِّي خُفِضتُ بِحُكمِ البِنَا / فَمَا أتَغيَّرُ لِلعَامِلِ
وَلَكِنَّنِي بَعدُ أسنِدتُ مِنكَ / إلَى عِصمَةِ الادَبِ الخَامِلِ
وَلَيسَ يَخِيبُ انقِطَاعِي إلَيكَ / لأنِّي انقَطَعتُ إلَى وَاصِلِ
أبِيتُ أجِلُّ عَلَيكَ الظُنُونَ / فَتَسرَحُ فِي السُّؤدَدِ الكَامِلِ
وَأخطِرُ ذِكرَكَ فِي خَاطِرِي / فَأوقِنُ بِالفَرَجِ العَاجِلِ
لِتَنزِيهِيَ اسمكَ أن يَلتَقِي / مَعَ النَّاسِ فِي الخُلُدِ الامِلِ
ظَهَرتَ عَلَى كُبَرَاءِ الزَّمَانِ / ظُهُورَ اليَقِينِ عَلَى البَاطِلِ
وَمِثلُكَ يَملأ كَفَّ المُقِيمِ / وَيَنهَضُ مِن قَدَمِ الرَّاحِلِ
أذوت سَمُومُ النَّوى ريحَانَة الأمَلِ
أذوت سَمُومُ النَّوى ريحَانَة الأمَلِ / فَاسكُبب حَيَا الدَّمعِ في أجفانِها الذُّبُلِ
وفي الرَّكَائِبِ مَن قَد طال مَا انفَردت / بِِهِ حَشَاك عَنِ الأحداجِ والكِلَلِ
ظَبيٌ يَصِيدُ بِألحَاظٍ بِهَا مَرضٌ / قَلب الكَمِيّ ولا يُصطَادُ بِالحِيَلِ
يَقُولُ أشرِب حَشَاك اليَأس وارض بهِ / فَاليَأسُ أشفَى مِن السَّلسَالِ لِلغُلَلِ
لا نلت قربي والهِجران فِي قَرنٍ / ضِدٌّ بِضِدّ كَجَمعِ القُطنِ بِالشُّعَلِ
فَقُلتُ كَفُّ أبِي عثمان قد جَمَعَت / بَينَ الرَّدى والنَّدا والصَّابِ والعَسَلِ
إن شِمتَ بَارِقَهُ أو شِمت صارِمَهُ / فَاقدُم عَلَى الغَيثِ أو فَاقدُم على الأجَلِ
أغرّيَكتُمُ مِن جُودِ عَوارِفَهُ / ويُشهِرُ الِيض بأساً شُهرة المَثَلِ
فَيُشهِرُ الحَمدُ مَا أخفَاهُ من مِنَنٍ / ويَكتُمُ الضَّربُ بِيض الهِندِ في القُلَلِ
يأوِي لِعَليَاهُ مَحمِيٌّ ومُضطَهَدٌ / كَالماء فِيهِ وُرُودُ اللَّيثِ والحَمَلِ
ويَشتَهِي نَيلَهُ مُثرٍ وَذُو عَدَمٍ / كَالرَّاحِ تَحسُنُ للِصَّاحِي وَللِثَّمِلِ
ذُ عَزمَةٍ كَالتِمَاعِ البَرقِ واَقِدَةٍ / تَجِيءُ مِن نَصرِهِ بِالعَارِضِ الهَطِلِ
أمنٌ لِذِي حَذَرٍ بُرءٌ لِذِي سَقَمٍ / بِشرٌ لِمُكتَئِبٍ سَلوَى لِمُهتَبِلِ
يَخِفُّ بِشراً إذا انهَلَّت أنامِلُهُ / وَالسُّحبُ تُوصَفُ إذ تَنهَلّ بِالثِّقَلِ
لِجَدّهِ أثَرٌ فِي كُلّ مُبتَعِدٍ / لَو كَانَ يَدرِي بِهِ الخَطِّيُّ لَم يَطُلِ
لَولاَ السُّعُودُ الَّتِي نِيطَت بِهِمَّتِهِ / لَكُنتُ أنسُبُهَا بُعداً إلَى زُحلٍ
ألمِم بهِ تُلفِ رُوحَ البِشرِ في أحُدٍ / وَالعَدلَ فِي أسَدٍ وَالنَّاسَ فِي رَجُلِ
زَيَّنتَ مُلكَكَ إذ زَانَتكَ بَهجَتُهُ / وَبَعضُ حُليِ الوَرَى شَاكٍ مِنَ العَطَلِ
أنشَأتَ مِن ذَابِلِ العِيدَانِ ذَا ثَمَرٍ / بِعَاجلِ النَّصرِ لاَ زَهرَ الرُّبَى الخَضِل
يُزهَى بِهِ المَاءُ نَجلاً مُنجباً وَلَهُ / إلَى الغَوَادِي انتسابٌ غَيرُ مُنتَحلِ
وَعَى عَنِ الطَّيرِ لمّا كَانَ يَألَفُهُ / غَضَّا فَطَارَ حَدِيثاً فِعلَ مُمتَثِلِ
تَصُوغُهُ الرّيح سهماً لا يطيش إذا / صَاغَت مِنَ المَاءِ سَردا محكم العَمَلِ
إذا جَرَت خَلفَهُ الأروَاحُ تفهم من / تَرجِيعِهَا أنَّهَا أنفَاسُ ذِي كَلَلِ
خَدّ تَردَّى احمِرَارَ الصَّبغِ عَن خَفَرٍ / جَفن تَحَلَّى سَوادَ القَارِ عَن كَحَلِ
سَوَادُهُ إثمِدٌ يَشفِي العُيُونَ إذَا / أعشَى سَنَا الهِندِ فِيهِ رَانِيَ المُقَلِ
لَم أدر لَولاَهُ زِنجِيَّا قَد اتَّضَحَت / عَلى دُجَى وَجنَتَيهِ خَمرَةُ الخَجَلِ
وَألحَفُوهُ بَيَاضَ الشَّحمِ فَوقَهُمَا / فَجَاء كَالخَمرِ تَلوِيناً وَلَم يَحُلِ
احمَرَّ مَوقِدُهُ وَابيَضَّ خَامِدُهُ / وَاسوَدَّ مَا كَانَ مِنهُ غَيرَ مُشتَعِلِ
يَبغِي الأعَادِي غُرَاباً بِالحمَامِ وَقَد / يَنقَضُّ صَقراً بِحَيثُ الرُّومُ كَالحَجَلِ
كأنَّمَا خَصرُهُ إثرَ الطَّرِيدِ بِهِ / رَقصٌ عَلَى نَغَماتِ الِيضِ وَالأسَلِ
أفعَالَ مُعتَمَدٍ سَوَّى النَّجَاحُ لَهُ / فِي حَالَةِ الرَّأيِ بَينَ الرَّيثِ وَالعَجَلِ
يَا مَن تُتَيِّمُنِي أوصَافُهُ فَلِذَا / يُرَى لمَدحِيَ فِيهش رِقَّةُ الغَزَلِ
لَكَ الثَّنَاءُ فَإن يُذكَر سِوَاكَ بِهِ / يَوماً فَكَالرَّابعِ المَعدُودِ فِي البَدَلِ
أريدُ إذنَكَ في وُشكِ الرَّحِيلِ وَإن / لَم يَرضَ جُودُكَ عَن تَشيِيعِ مُرتَحِلِ
فَإن أفَارِقكَ دَوحاً فِيهِ قَد سَجَعَت / وَرقَاءُ حَمدِيَ بِالأبكَأرِ وَالأصُلِ
فَفَوقَ عِطفِي وَفي أنفِي لَهُ وَيَدِي / جَنيٌ وَعَرف وَظِلُّ غَيرُ مُنتَقِلِ
أو ذُقتُ بَعدَكَ مُرَّا كَالعِتَابِ وَقَد / جَنَيتُ مِنكَ لَهُ أحلَى مِنَ القُبَلُ
أحلّ قَيدَ عَن جَنَابِكُمُ / لَكِن رَجَائِي بهِ فِي أوثَقِ العُقُل
وَمًا أقُولُ أغُضُّ الطَّرفَ بَعدَكُمُ / حَتَّى أرَاكُم بِهِ كالشَّمسِ في الحَمَلِ
فَمُذ أفَارِقُ شَمسَ الفَضلِ كَيفَ أرى / وَنَاظِرِي فِي ظَلاَمٍ غَيرَ مُنفَصِلِ
نَفسِي لَدَيك إذا ودَّعتُ زَاهِقَةٌ / فَهَب لِيَ اليومَ نَفساً فِي هِبَاتِكَ لِي
أمَولاَيَ الَّذِي آوِي بِهِ فِي
أمَولاَيَ الَّذِي آوِي بِهِ فِي / سُمُومِ الحَادِثَاتِ إلَى مَقِيلِ
وَجَدتُكَ فِي ذَوِي المُلكِ اعتِدَالاً / وَخِصباً كَالرَّبِيعِ مِنَ الفُصُولِ
نَدَى ابنِكَ مِن نَدَاكَ بِلاَ امتِرَاءٍ / فَإنَّ العَيثَ أصلٌ للِسُّيُولِ
وَأنتَ أضأتَنِي وَالنَّاسُ لَيلٌ / وَجُدتَ عَلَيَّ فِي الزَّمَنِ البَخِيلِ
وَلَم يَكُ مَكسَبِي لَولاَكَ إلاَّ / لُجَينَ الصُّبحِ أو ذَهَبَ الأصِيلِ
وَكَم قَد أضرَمَ الحُسَّادُ نَاراً / عَلَىَّ رَدَدتَهَا نَارَ الخَلِيلِ
سَدَدتَ مَفَاقِرِي وَشَدَدتَ رُكنِي / بِعِزَّةِ نَاصِرٍ وَنَدىً مُنِيلِ
فَأنتَ النَّجمُ يَحرُسُ مَا يَلِيهِ / وَيَكشِفُ نوءُهُ مَسَّ المُحُولِ
فَأرجِعُ مِن حِمَاكَ إلَى نُجُودٍ / وَأمرَحُ مِن هِبَاتِكَ فِي سُهُولِ
وَأسكُنُ مِنكَ فِي جَبَلٍ مَنِيعٍ / وَأرعَى مِنكَ فِي رَوضٍ بَلِيلِ
فَبُردُ الحَقّ مَطرُوزُ الحَوَاشِي / وَدِرعُ الأمنِ سَابِغَةُ الذُّيُولِ
لأنتَ المَنزِلُ المَعمُورُ مَجداً / وَكُلُّ النَّاسِ دُونَكَ كَالطُّلُولِ
إلَى ابنِ خَلاصٍ اغتَربَت رِكَابِي / فأسلاَنِي نَدَاهُ عَنِ القُفُولِ
هُوَ الحَسَنُ الَّذِي بَدَّلتُ أرضِي / بِظِلّ جَنَاحِهِ خَيرَ البَدِيلِ
وَيُغنِينِي عَنِ الأهل انتِصَابِي / لِخِدمته ونائِلِهِ الجَزِيل
تُفَاحَةٌ مِنك أهدت صحن خَدّك لِي
تُفَاحَةٌ مِنك أهدت صحن خَدّك لِي / أذكَى مِن الحَمدِ فِي أحلى من الأمَلِ
تَوسَّطَت بَين مَعشُوقٍ وعَاشِقِهِ / بِمَوعِدِ الوصلِ فَأحمَرَّت من الخَجَلِ
بَاتَت تُداوِي جِراح الشَّوقِ في كَبِدِي / وبِتُّ أجرحُهَا بِالدَّمعِ والقُبَلِ
لِحَاظُهُ قَد أرسَلاَ
لِحَاظُهُ قَد أرسَلاَ / وَالقَدّ سَهمٌ أَعدَلا
يَا عُصبَةَ العُشَّاقِ لا / تُلقُوا بِأَيدِيكُم إِلَى
هَذَا الغَزَالِ الأَحوَرِ / بِلَحظِهِ كَم يَسحُرِ
وَعَن وِصَالِي يَنفُرِ / لأَنَّهُ رِيمُ الفَلاَ
بَدرٌ حَلاَ مَنطِقُهُ / وَفِي الحَشَا مَشرِقُهُ
نَعم نَعم نَعشَقُهُ / جَهراً عَلَى رأسِ المَلاَ
يَمُرّ بِي مُبتَسِمَا / وَكُلَّمَا مَرّ حَلاَ
يَا مَن لَقَلبِي قَد كَوَى / وَلَم يَجُد لِي بِالدّوَا
إن حَلّ فِي شَرعَ الهَوَى / قَتلِي فَلاَ حَولَ وَلاَ
قَلبِي كَوَاهُ تنَفُّس الصُّعَدَا
قَلبِي كَوَاهُ تنَفُّس الصُّعَدَا / وَناظِرِي مُنذُ غِبتُ ما رَقدا أصلا
وَمَدمَعِي بِالهَوَى قَد اعتَرَفَا /
وَأأَسَفِي مِتّ بَعدكُم أسَفَا /
كَم أُنكِرُ الوَجد فيكَ وَالكَلَفَا /
تُرى يُوَفي الزّمانُ مَا وَعَدَا / وَيَجمَعُ الله بالَّذي بَعُدا الشَّملا
قَنَعتُ بالطَّيفِ مِنك يا قَمَرِي /
فَحَال بَيني وَبَينَهُ سَهَرِي /
وَمُهجَتي منذُ غبتَ عن نظري /
قَد فارَقَت مِن فِرَاقِكَ الجَسَدَا / وَأقسَمَت لاَ تَعُودُهُ أبَداً إلاّ
تُرَى تَعُود الحَيَاةُ في جَسدي /
حَتَّى أُدَاوِي بِقُربِكُم كبِدي /
وَإن يُمِتنِي جَفَاكَ قَبل غَدي /
يفديك من ماتَ فيكُم كمَدا / فهل رَضِيتُم به يكونُ فِدى أَم لاَ
وَاحَيرَتِي في مُهَفهَفٍ بَهِجٍ /
أَلحَاظُهُ سُلِّطَت عَلَى المُهَجِ /
يَفضَحُ بَدرَ التَّمَامِ فَالبَلَجِ /
لو أبصَرَ البَدرُ وَجهَهُ سجدا / وَلو رَأى خَدّه الهِلاَلُ غَدَا خَجلا
أطالَ سُقمي بِسُقمِ مُقلتِهِ /
أَغَرّ يَسبِي الوَرَى بِغُرّتِهِ /
مَا في الظِبا مِنهُ غَيرُ لَفتَتِهِ /
لَو أَنّ هَذا الغَزالَ حينَ بَدا أَبصَرهُ / السامِرِيُّ ما عبَدا العِجلا
ما أطيَبَ العَيش حيثُ كنتُ خَلِي /
حتَّى سَعَت بي على الهَوَى مُقَلي /
فيا عَذُولي اقتَصِر وَلا تُطلِ /
قَد كُنتُ أخشَى النَّظَر وَأتَّقِي
قَد كُنتُ أخشَى النَّظَر وَأتَّقِي / ضعفَ العُيُون صِيَالا
لَكِن حُسنَ الحَوَر تَمَثَّلَت / فِيهِ المَنُون امَالا
لَو بِعتُ فِيهَا دَمِي / بِنَظرَةٍ لَم أندَم
لِغَيرِ تِلكَ الأسهُمِ /
هَل إِنّ لِلمُغرَمِ / مِنهَا تَقَضَّى مَغرَمي
أيَا خَيَالاً هَجَر عُدنِي / وَهَبنِي لاَ ابِين خَيَالاَ
إن كَانَ حَ وَتَر / فَلاَ تَخَف مَعَ الأَنِين
يَا حُبَّهُ لِلوِصَال / أتَت عَلى قَلبِي جَحِيم
مَا شَرقَتِي بِالجَمَال / إلاّ عَذَابٌ مِن نَعِيم
وَلا استَحَقَّ الكَمَال / إلاّ أبُو عَمرُ والكرِيم
طَلقُ الجَبِينِ أَغَرّ يُعشِي / عُيُونَ النَّاظِرِين جَلاَلاَ
وَالشَّمسُ تغشى البَصَر /
يَسكَبُ هَذَا حَسَد / وَتِلكَ تَبكِي عن كمد
جَرَى نَدىً وَاتَّقَد / مِن حُسنِ مراهُ فَق
أمسَى شُعَاعُ القَمَر يُحسَبُ / فِي ذَاكَ الجَبين ذبَالاَ
كَمَا يَمِينُ المَطَر / صَارَت لَدى تِلكَ الَيمِين شِمَالاَ
لَمَّا استَزَدتُهُ نَفَى / عَنِّى وُجُودُ الزّايِدِ
فِي مِثلِ هَذَا الثَّنَا / يَقُومُ غَدرُ الحَاسِدِ
لأَمرِ مَن أَحسَنَا / مَدحَكَ يَا ابنض خَالدِ
مَا القَولُ إلاّ زَهَر سَقَيتُهُ / الجُودَ الهَتُون فاختَالاَ
أنتَ بَذلتَ الدّرَر فَصَاغَ / مِنهَا المَادِحُون مَقَالاَ
وَجهٌ لِرُوحِ الكَرَم / عَلَيهِ سِيمَا تُعرَفُ
وَتَحتَ ذَاكَ شِيَم / تَكَادُ طِيباً تُرشَفُ
مَن جَاءَ حَتَّى العَدِم / في عَصرِهِ مُستَظرَفُ
دَانِي النَّدَا لاَ الأثر يُطلَبُ / منهُ اللُّجون مُحَالا
كذَا تَنَالُ الأثَر فِي المَجدِ / أبكَارٌ وعُون لآلَى
يَا مَن حَمَدنَا السُّرى / بِصُبحِهِ إذ أَسفَرَا
ذُرَاكَ عَدنٌ جَرَى / نَيلُكَ فِيهِ كَوثَرَا
أحبِب بِهِ أنهُرَا / دَع مَن شَدا مِن الوَرَى
دَعنِي وَهَذَا النَّهر / أجُر فِيهِ لِلمُجُون أَذيَالا
مَعَ المَلاَ والحَضَر أبذُلُ / العِرضَ المَصُون وَالمَالا
ألِحَاظُ ظَي فَوقَ ثَغرٍ لآلِ
ألِحَاظُ ظَي فَوقَ ثَغرٍ لآلِ / أَهِلاَلُ تَمّ فَوقَ جِيدِ غَزَالِ
أَقَضِيبُ بَانٍ في كَثِيبِ رِمال / عَبَثَ النَّسِيمُ بِقَدّهِ المَيَّالِ
فَاختَالَ بَينَ تَرَنُّحِ وَدَلاَلِ /
رَشأٌ يهيم ُبحُسن منظرِه الرّشا / يَروِي وَيَرعَى في المَدَامعِ والحشا
قلمُ الجمال بصَحنِ خديه وشا / احكُم على أهلِ الغرَامِ بما تَشا
وَمُرِ المِلاَحَ فَأنتَ فِيهِم وَالِ /
كَلِفَ الفؤَاد بحبّ أحوَى أحوَرِ / يَفترّ مِسكاً عن خِتَامِ السُّكَّرِ
في فيهِ يجرِي كوثرٌ في جوهرِ / جَمَدت لَهُ في الخالِ نقطةُ عنبرِ
فَأذَابَ مَاءُ الخَدّ خَاء الخَالِ /
من لي به لبِس لَملاَحةَ وارتدى / وَحكَى الغَزَالَةَ مُقلَةً وَتَقَلُّدَا
وَالوُرٌقُ تعشقُ منهُ غصنا أملدا / وَتَمَنَّتِ الأكوَاسُ أَن تَتَزَوّدَا
بِرُضَا بِهِ بَدَلاً مِنَ الجِريَالِ /
ظبيٌ مُهَابٌ بينَ مشتبك القَنا / أَلحَاظُهُ فِيهَا المَنَايَا والمُنى
ستَرُوهُ خوفاً منهُمُ أن يفتِنا / وَالله مَا حَطّ النِّقَابَ وَلا رَنَا
إلاّ وَتَيَّمَ كُلّ قَلبٍ سَالِ /
آهٍ لِمَا حُمِّلُتهُ مِن حُبِّهِ / مِن لينٍ مِعطَفِهِ وَقَسوَة قَلبِهِ
ألِفَ الصّدود فلا سبيل لقُربِهِ / أمسَى وَأصبَحَ مُولَعَا صَبّا بِهِ
فَانِيَ الحَشَاشَةِ وَهوَ خَالي البَالِ /
أسكنتُه صَدرِي فتاه وما ارتضَى / وَقَضَى بهجرِي فارتضَيتُ بما قضى
وَوَهبتُ رُوحي أبتغي منه الرضا / وَبذَلتُ نَوماً جَفنُه ما غُمِّضَا
إِلاّ لِكَي أَحظَى بطَيفِ خَيَالِ /
يَا شادِناً في العالِمين تحكَّمَا / أَحلَتَ مِن فك الدّماء محرّمَأ
فَوَّقتَ من ألحاظَِ جفنك أسهما / وَقَتَلَت نفساً في الهَوَى فكَأنَّمَا
سَلَّطَت أَلحَاظاً عَلَى الآجَالِ /
لَمَّا تطَلَّعَ في سَنا إشرَاقِهِ / وَالسِّحرُ مَعقُودٌ بعَقدِ نِطاقهِ
وَالجورُ في الأحكام من أخلاَقه / استل سيفَ الفَتكِ مِن أحداقِهِ
فَعَلِمتُ أَنّ اليومَ يومُ قِتَالِ /
ما ضَرّ لو رَحم الغرِيق بمزنِهِ / أو لو شفى يَعقوبَهُ مِن حُزنِهِ
جِسمي تَساوَى في السِّقام بجفنه / سُبحانَ مَن فَتَن العِبَادِ بِحسنِهِ
وَقضَى لِجِسمِي مِنهُ بِالإِعلاَلِ /