المجموع : 64
أبا حَسَنٍ في طيِّ كلِّ مساءةٍ
أبا حَسَنٍ في طيِّ كلِّ مساءةٍ / من اللهِ صنعٌ للعبادِ جميلُ
كرهتُ لَكَ التِّرحالَ أمسِ وربَّما / أفادَ الفتي طولَ المُقامِ رَحيلُ
وقد يكرَهُ الشيءَ الفتى وهو خَيرُهُ / لَه ويحبُّ الشَّيءَ وهو وَبِيلُ
ولو لَم تُفِد إلاّ الجِهَادَ فإنّه / ثوابٌ كما نصَّ الكتابُ جزيلُ
فكيف وقد أصبحتَ جاراً لماجدٍ / يجودُ على عِلاّتِه ويُنيلُ
كريمٍ كليلِ الطّرْفِ عن عيبِ جارِه / وما طَرْفُه عِند السّؤالِ كلَيلُ
شرى الحمدَ بالأموالِ لا يَستقيلُ في / شِراهُ ولا عندَ البِيَاعِ يُقيلُ
ومَنْ كمُعينِ الدِّين أمّا جَنابُه / فرحبٌ وأمّا ظِلُّه فَظَليلُ
إذا وَرَدَت آمالُنا بَحرَ جُودِه / صَدَرنَ روَاءً ما بِهنِّ غَليلُ
فكُنْ واثِقاً باللهِ ثم بِجُودِه / فإنِّي بما أمَّلتُ مِنهُ كَفيلُ
يا مُستَقِلَّ الغِنَى فيما تجودُ بهِ
يا مُستَقِلَّ الغِنَى فيما تجودُ بهِ / ومَن مواهِبُهُ كالعَارِض الهَطِلِ
ومَن إذا جادَ بالدّنيا لآمِلِهِ / قالَت معارفُهُ حاشاكَ من بَخَلِ
ومَن إذا جرَّدَ البيضَ الصَّوارِمَ في ال / هَيجاءِ أسكَنَها في الهامِ والقُلَلِ
قد كنتُ أخضَعُ في الخطْبِ المُلِمِّ فمُذ / ولّيتَ يا نَصرُ عادَ الخطبُ يخضعُ لي
وبَعدُ لي فيكَ آمالٌ وظَنِّيَ في / عُلاكَ أنَّكَ تُوفي بي علَى أَمَلي
فِئَتِي ألتَجِي إليهِ من الخَطْ
فِئَتِي ألتَجِي إليهِ من الخَطْ / بِ وذُخرِي إن غَال وَفْريَ غولُ
بعلاهُ أسمُو ومِن فضلِ ما نَوْ / وَلَ أَقضِي فَرضَ العُلا وأُنيلُ
مَلِكٌ يذكُرُ المواعيدَ والعه / دَ ويُنسيهِ فضلُهُ ما يُنيلُ
مُلكُهُ ملْكُ رَحمةٍ وقضايَا / هُ بما جاءَنا بهِ التَّنزيلُ
أنتَ حلَّيتَ بالمكارِم أهلَ ال / عصرِ حتّى تعرَّفَ المجهولُ
وعلاَ خاملٌ وحَامَى جَبانٌ / ووفَى غَادِرٌ وجادَ بَخيلُ
وحميتَ البلادَ بالسّيفِ فاستص / عَبَ منهَا سهلٌ وعَزَّ ذليلُ
وقسمتَ الفَرِنجَ بالغزوِ شطري / ن فهذَا عانٍ وهذَا قتيلُ
والّذي لم يَحِن بسيفِكَ من خَو / فِك أمسَى وعقلُهُ مخبولُ
مثَّل الخوفُ بينَ عينيهِ جيشاً / لك في عُقرِ دارِه ما يزولُ
فالرُّبى عِندَه جيوشٌ وموجُ ال / بحرِ في كلِّ لُجّةٍ أسطولُ
وإذا مَا أغفَى أقضَّ به المَضْ / جعَ في الحُلم سيفُكَ المسلولُ
فابقَ للمسلمينَ كهفاً وللإف / رنجِ حَتْفاً ما أعقبَ الجيلَ جيلُ
بين مُلكٍ يدومُ ما دامتِ الدّنيا / وحالٍ في الفضلِ ليست تَحولُ
ثابِتَ الدَّستِ في اعتلاءٍ وجَدٍّ / وعطاياكَ في البلادِ تَجولُ
بَالغَ العبدُ في النّيابةِ والتَّحْ / ريضِ وهو المفَوَّهُ المقبولُ
فرأَى من عَزيمةِ الغَزوِ ما كَا / دت له الأرضُ والجبالُ تميلُ
وأجابتْه بالصّليلِ سُيوفٌ / ظَامئاتٌ وبالصَّهِيلِ خُيولُ
ورأَى النَّقْعَ راكداً دون مَجرى الشْ / شَمسِ والأرضَ بالجيوشِ تَسيلُ
كلُّ أَرضٍ فيها من الأُسْدِ جيشٌ / سائرٌ فوقَه من السُّمْرِ غِيلُ
وإذا عاقَت المقاديرُ فاللّ / هُ إذاً حسبُنَا ونعْمَ الوكيلُ
زدني عُلاً لا أرتَضِي باللّهى
زدني عُلاً لا أرتَضِي باللّهى / حَسبِيَ ما نوّلْتَ مِن مَالِ
أغنيتَ نفسِي ويَدي فاستَوى / حَالَيَ في العفَّةِ والمَالِ
فلِي نوالٌ ونَدىً سَيْبُه / يُرجَى ومِن فَضلِكَ إِفضالي
وإنّما أبغِي العُلا لا الغنَى / ومثلُها يَبغيهِ أمثالِي
والجَوْرُ في حكمِ الصبابةِ جائزٌ / بخلافِ أحكامِ المليكِ العادِلِ
الصّالِحِ الهادِي الذي في عدلِهِ / ساوَى انخفاضُ الزُّجِّ صدرَ العَامِلِ
جُودِي بموجُودِي علَى النكباتِ في
جُودِي بموجُودِي علَى النكباتِ في / مالِي أبَى لِي أن أُعَدَّ بِخَيلاَ
أَهَبُ الكَثيرَ من الكثيرِ فإن لَحَتْ / عُودي وهَبتُ من القَلِيلِ قَليلاَ
كَي لا أُكذِّبَ في رجَائي آملاً / إنّ البخيلَ يُكذِّبُ التأميلاَ
يُجَهِّلُ في الإقدَامِ رأْيي مَعَاشِرٌ
يُجَهِّلُ في الإقدَامِ رأْيي مَعَاشِرٌ / أراهُم إذا فَرّوا من الموتِ أجهَلاَ
أيَرجُو الفتَى عند انقضاءِ حَياتِه / وإن فَرَّ عن وِرد المنِيّةِ مَزْحَلاَ
إذا أنَا هِبتُ الموتَ فِي حُومةِ الوغَى / فلا وجَدَتْ نفسي من الموتِ مَوئِلا
وإنّي إذا نازلتُ كَبشَ كَتيبةٍ / فلستُ أُبالِي أيُّنا ماتَ أوَّلاَ
قُلْ للخُطوبِ إليكِ عنّي إنّ لي
قُلْ للخُطوبِ إليكِ عنّي إنّ لي / في الخَطبِ عَزْمَا مثلَ حدِّ المُنْصُلِ
لا يستكِينُ لحادثٍ مِن نكبةٍ / طرَقَتْ ولا يَعيا بأمرٍ مُشكِلِ
يَلقى الخطوبَ إذا دَجَت أهوالُها / بالصّبرِ حتى تَضمَحِلُّ وتَنجلِي
تنجابُ عنه الحادثاتُ إذا عَرتْ / عن قُلَّبٍ ثبْتِ العزائِمِ حُوَّلِ
قد جرّبَ الأيامَ حتى خِلتَه / يُبدي له الماضي خَفِيَّ المُقبِلِ
إلى كَم ترتجي عطفَ الملولِ
إلى كَم ترتجي عطفَ الملولِ / وتستَجْدي نوالاً مِن بَخيلِ
كأنّكَ في الّذي حاولتَ ساعٍ / لجمعِ ضُحى نهارِك بالأَصِيلِ
لقد أوقَعتَ قلبكَ في عَناءٍ / كبيرٍ في رجاءِ جَدَىً قَليلِ
وفي الأطماعِ للمُعتزِّ ذُلٌّ / وحُسنُ اليأسِ عِزٌّ للذَّليلِ
فلا تَعصِ النُّهى فالحزمُ ناهٍ / لمثلكَ عن طِلابِ المستحيلِ
تَناسَوْا أو نَسُوا عهدي ومالُوا / إلى جَحْد الهوى كلَّ المَميلِ
ولمّا أن رَأَوا حَسَني قبيحاً / رأوا غَمْطَ الجميلِ من الجميلِ
سَلَوا وتبدَّلوا بكَ فاُسْلُ عنهُمْ / ودَعْ ما رابَ منهم للبديلِ
ولا تتطلَّبِ الأعواضَ عنهُم / فكلُّ الناسِ من أبناءِ جيلِ
ولا تجزَعْ لغَدرٍ من خَليلٍ / فقد نُسِخَ الوفاءُ مِن الخليلِ
وأَغْضِ على القَذى عيناً وسَكِّنْ / حشاكَ على جَوَى الهَمِّ الدَّخيلِ
وإنّي لعصَّاءُ العواذلِ لا أُرَى
وإنّي لعصَّاءُ العواذلِ لا أُرَى / على شَعَثِ الخُلاّن مستبدلاً خِلاّ
ضنينٌ بمن صاحبتُ أحسَبُ أنَّه / إذا بانَ لا ألقى له أبداً مِثْلا
أيُّها الرَّبْعُ المُحيلُ
أيُّها الرَّبْعُ المُحيلُ / جَدَّ بي عنكَ الرَّحيلُ
لستَ بالدّارِ ولا في / كَ لِمَنْ يَضْحى مَقيلُ
غابَ عنِّي الرُّشدُ في / قَصديْكَ والرأيُ الأصيلُ
غَلطةً كانت ولُطفُ اللَّ / هِ ما زالَ يُقيلُ
ما مُقامُ الحرّ في أر / ضٍ بها النَّاسُ قَليلُ
بلد فيه عزيزُ ال / قومِ مَقهُورٌ ذليلُ
لستُ أرجوكَ وقد لا / حَتْ لعينيَّ المَحُولُ
إنما يرتادُ أرضَ ال / مَحْلِ مغرورٌ جَهولُ
أئِن غَضَّ دهرٌ من جِماحيَ أو ثَنَى
أئِن غَضَّ دهرٌ من جِماحيَ أو ثَنَى / عِنانيَ أو زَلَّت بأَخْمَصِيَ النَّعْلُ
تَظاهَر قومٌ بالشَّماتِ جهالةً / وكم إحْنَةٍ في الصَّدرِ أبرزَها الجهلُ
وهل أنا إلاّ السّيفُ فلَّلَ حدَّهُ / قِراعُ الأعادي ثم أرْهفَه الصَّقلُ
تَوالى إليَّ السّائلونَ وإنَّني
تَوالى إليَّ السّائلونَ وإنَّني / لآنفُ ألا يُدرِكَ السُّؤْلَ سائِلي
ولكنَّ مَستوري كظاهِرِ حالِهِم / فما حيلتي والحظُّ حربُ الفضائلِ
ولو بَسطَتْ أيدي الحوادِثِ مِن يدي / تلقتْهُمُ قبلَ السُّؤال بِنائِلي
علَامَ أخضعُ في الدُّنيا لِمَن رَفَعَتْ / وما بأيديهِمُ رِزْقي ولا أجَلي
ما قَدَّر اللهُ لا أسطيعُ أدفَعهُ / وما لَهم في سوى المَقدورِ من عَمَلِ
إن سرَّ أعدائيَ أَنْ عَضَّني
إن سرَّ أعدائيَ أَنْ عَضَّني / دَهري بما أذْهَبَ من مالي
فهِمَّتي بالنَّجمِ معقودةٌ / ما حطَّها ما حَالَ من حَالي
كالنَّارِ إِن نكَّسَها قابِسٌ / لم يتنَكَّس نورُها العَالي
أُنظُر إلى صَرفِ دهري كيفَ عَوَّدَني
أُنظُر إلى صَرفِ دهري كيفَ عَوَّدَني / بعدَ المَشيبِ سِوى عاداتيَ الأوَلِ
وفي تَغايُرِ صرفِ الدّهرِ معتَبِرٌ / وأيُّ حالٍ على الأيام لم تَحُلِ
قد كنتُ مِسْعَر حَربٍ كلَّما خَمدَتْ / أضرمتُها باقتداحِ البيضِ في القُلَلِ
هَمِّي منازلةُ الأقرانِ أحسَبُهُم / فَرائسِي فَهُمُ منِّي على وَجَلِ
أمْضَى على الهَولِ من لَيلٍ وأهْجَمُ مِن / سَيْلٍ وأقدِمُ في الهيجاءِ مِن أجَلِ
فَصرتُ كالغَادةِ المِكسالِ مضجَعُها / على الحشَايا وراءَ السَّجفِ والكِلَلِ
قد كِدتُ أعْفَنُ من طُولِ الثَّواء كما / يُصدي المهنَّدَ طولُ المَكثِ في الخِلَلِ
أروحُ بعد دُروعِ الحربِ في حُللٍ / من الدَّبيقِي فبؤساً لي وللحُلَلِ
وما الرَّفاهَةُ من رأبِي ولا أرَبى / ولا التَّنعُّمُ من هَمِّي ولا شُغُلي
ولستُ أهْوى بلوغَ المجدِ في رَفَهٍ / ولا العُلاَ دُونَ حَطِمْ البيضِ والأَسَلِ
إذا ما عَرا خطبٌ من الدَّهرِ فاصطَبرْ
إذا ما عَرا خطبٌ من الدَّهرِ فاصطَبرْ / فإنَّ اللّيالِي بالخطوبِ حَوامِلُ
فكلُّ الذي يأتي بِه الدَّهرُ زائلٌ / سرَيعا فلا تَجزَعْ لما هو زَائلُ
كُلُّ شِيءٍ تَراهُ في هَذهِ الدُّن / يَا خَيالٌ إِذا اُنتَبَهْتَ يَزولُ
ما يدُومُ النّعيمُ فيها ولا البُؤْ / سُ متاعُ الدّنيا متاعٌ قَليلُ
والذي يَصرِفُ الهمومَ إذا ما / ضِقتَ ذَرعاً بِهنَّ صَبرٌ جميلُ
إنّيِ وثِقتُ بأمرٍ غَرَّنِي أمَلِي
إنّيِ وثِقتُ بأمرٍ غَرَّنِي أمَلِي / فيهِ وقد قِيل كم مِن واثِقٍ خَجِلِ
عادَت إليَّ الأمَانِي مِنهُ آيسَةً / فيا حيَاءَ المنى من خَيبَةِ الأملِ
لا دَرَّ دَرُّكَ مِن رجَاءٍ كاذِبٍ
لا دَرَّ دَرُّكَ مِن رجَاءٍ كاذِبٍ / يغْترُّنَا بورُودِ لامِعِ آلِ
أبداً يُسَوِّفُنَا بنُصرَة خاذِلٍ / ووفاءِ خَوَّانٍ وعَطفَةِ قَالِ
ونَرى سبيلَ الرُّشدِ لكِنْ مالَنا / عزمٌ معَ الأهواءِ والآمالِ
لا تَعْتِبَنْ مَنْ ملَّ إنَّ عتَابَه
لا تَعْتِبَنْ مَنْ ملَّ إنَّ عتَابَه / كَثِقَافِ مُعَوَجِّ الظِّلالِ المائِلِ
يَلقَى العِتابَ بسمعِ لاهٍ صادِفٍ / ويرى الخُضوعَ بطَرْفِ ساهٍ غافِلِ
فإذَا أقمتَ دليلَ قُبحِ فعالِه / دفَعَ العيانَ بِحُجةِ المُتَجاهِلِ
لا يُؤسِفَنَّكَ ما غالَ الزَّمانُ فَما / يَرضى بما غَال من وَفرٍ ومِن مَالِ
وإنما هُو بالتّدرِيجِ ينقُلنَا / نَقلَ المُخادعِ من حَالٍ إلى حَالِ
وليسَ يرضَى بما دُونَ النفوسِ ومَا / تُفدَى إذا غَالَها حاشَاك بالغالي
يا جاعلَ الأشغالِ عُذْ
يا جاعلَ الأشغالِ عُذْ / راً في مُدافَعَتِي ومَطْلي
شُغْلِي إليكَ إذا اشتَغَلْ / تَ فإذا فرغتَ فأنتَ مثلي
إلى كم أجوبُ الأرضَ مالِي مُعَرَّسٌ
إلى كم أجوبُ الأرضَ مالِي مُعَرَّسٌ / ولا لِمسِيري في البلادِ قُفُولُ
كأَنّيَ في الدّنيا قَذَاةٌ بِمُقْلَةٍ / تَرَدَّدُ في أرجائِها وتَجولُ
أشِيمُ بها برقَ الحيَا وهْو خُلَّبٌ / وأرتادُ أرضَ الروضِ وهْي مَحولُ
وما مِن تكالِيف الحياةِ وبُؤسِها / خَلاصٌ بغيرِ الموتِ وهْو مَهُولُ