المجموع : 109
جدّدِ السعدَ منزلاً
جدّدِ السعدَ منزلاً / جامعاً للفضائلِ
خيرُ مأوى ومنزل / لعليٍّ وسافِلِ
أيّ بيتٍ لكل خي / رٍ من الرزق شامل
هو هذا تمتعوا / فهو خيرُ المنازل
عدّ عن جناتِ عدن
عدّ عن جناتِ عدن / وارتسم في الصدرِ الأوَّلِ
تخفضِ القسطَ وترتفعْ / وتولّي ثم تعزلِ
بابي معنى شريف / بابي مُعنى غريب
بيته بيتٌ كثيف / حجبتْ فيه الغيوب
حكمه فيه لطيفْ / رأيه فيه مصيب
بَطَلٌ خَلفَ مِجنّ / امتطى أغرَّ أرجل
فترى المتلالي الأترع / تحته السِّماكُ الأعزل
أظهر العقلُ النفيس / نفسَ غيبِ المتمنى
فهو الملكُ الرئيس / وهي ملك ليس يفنى
وجد الجسمُ الخسيس / أحرفاً جاءت لمعنى
وعنى بذاك عني / وأنا لا أتبدل
ثم أخفاه وأودع / أمره الإمام الأعدل
أشرقت شمسُ المعاني / بقلوبِ العارفينا
أشرفت أرضُ المثاني / فتنة للسالكينا
وبد سرُّ المثاني / لعيونِ الناظرينا
إذ خفى في نشر كوني / نوره لما تنزل
لسراجٍ ليس يسطعُ / بمثالٍ ليس يمهل
حضرةَ العليِّ زْين / ومقامَ الوارثينا
جَدولٌ بها مَعين / لذةٌ للشاربينا
فهي الصبحُ المبين / تجعلُ الشك يقينا
وهي تجلو كلَّ دجْن / مع بقاءِ الوبلِ والطلِّ
فسناها الوتر الأرفع / من سَنا المهاة أجمل
يا لطيفاً بالعباد / أرني أنظر إليكا
قال زّلْ عن كلِّ واد / يُعقد الأمر عليكا
ما أنا غير المنادي / فالتفِت لناظريكا
وكيف لا وأنت مني / بمكان السِّرِّ الأكمل
فبمعِ الحقِّ تسمع / وبأمر الأمر ينزل
ولما رأيت الكونَ يعلو ويسفلُ
ولما رأيت الكونَ يعلو ويسفلُ / وبينهما الأمر الإلهي ينزلُ
علمتُ بأنَّ الحقَّ سورٌ وإنه / لما ضمن الكونين فيه مفصلُ
يدّبر أمراً من سماءٍ وأرضها / وآياتُها للعالمين يفصلُ
ويعرجُ ذاك الأمر للفصل طالباً / فيعدلُ فيهم ما يشاءُ ويفصل
ولو قامَ فيهم عدلُه عشر ساعة / لأهلكهم سيفٌ من الله فَيصل
ولكنه روحُ التجاوز حاكمٌ / فيحكم فيهم حُكم مَن هو يغفل
فإهماله إمهاله عن مُصابه / ولو حقق التفتيش عنهم لزلزلوا
وعلة هذا الأمرِ أنْ ليس فاعلٌ / سواه وأنَّ الحقَّ بالحقِّ يفعل
فما كان من حمدٍ فحقُّ محقق / وما كان من ذمٍّ فحقٌ معللُ
وما ثَم إلاَّ الحقُّ ما ثَم غيره / ولكنهم قالوا محققٌ ومُبطلُ
يقولُ رسولُ الله يا رب فاحكمن / بذلكم الحق الذي كنتَ ترسل
وعلة هذا أنهم جحدوا الذي / أتتهم به أرساله وتعللوا
فزادهم وهماً وغماً وحسرةً / خلالَ الذي ظنوه ذاك التعلل
فلو أنهم لم يكذبوهم وصدَّقوا / مقالتهم فيهم لكانوا به أوَّلوا
نجاةٍ فإن الاعترافَ مقامه / إلى جانب العفو الكريم يهرولُ
لقد حكمتَ في حالهم غفلاتهم / فلولا وجودُ العفو لم تك تهمل
فيا رب عفواً فالرجاء محققٌ / وهذا الذي ما زلتَ مني تسأل
أقول وعندي انني لست قائلاً
أقول وعندي انني لست قائلاً / بنفسي ولكني أقول كما قالا
بأني ذو قول لما هو قائل / بنا ولساني عينه فيّ ما زالا
وما أنا ظرفٌ كالمكان ولا أنا / محلٌ له والميل ميلي إذا مالا
فلا تيأسي يا نفس مما نريده / فلا بدّ لي منه وإنْ طالَ ما طالا
تكشف عن عيني غطاء عمايتي / فأدركتُ ما خلفَ الحجابِ وما شالا
وأصبحتُ في يومٍ هداة أيمة / وغادرتُ أقواماً عن الحقِّ ضلالا
إذا جاءهم حق أتوا ينكرونه / فلا تضربوا لله بالفكرِ أمثالا
وإنْ كان حقاً ذلك المثلُ الذي / أتاهم به لم يعرفوا فيه أشكالا
وما كنتُ في رَيبٍ من أمر شهدتُه / وما كنتُ في زهدي وفخري مختالا
أجرِّرُ أذيالي كما قال عقبة / وما كل مختالٍ يجرِّر أذيالا
ألمتدرِ أني في الجهادِ مُقدَّم / أصيِّر وإنْ جدئناه لم ندر إهلالا
وهل تُرفع الأصوات إلا لغائبٍ / بعيدٍ وذو التقريب يهمس إجلالا
أنا المختار لا المختارُ أني
أنا المختار لا المختارُ أني / على علم من اتِّباع الرسولِ
ورثت الهاشميّ أخا قريشٍ / بأوضحٍ ما يكون من الدليل
أبايعه على الإسلام كشفاً / وإيماناً لألحق بالرعيلِ
أقوم به وعنه إليه حتى / أبينه لأبناءِ السبيلِ
سري في النوى حتى كان أدنى / من القوسين في ظلٍ ظليلِ
وشرّف بالكلامِ أخاه موسى / على كتبٍ وذلك بالمسيلِ
وأين العرش من وادٍ بقاعٍ / كما أين الكليم من الخليلِ
بهذا يعرفُ الحقُ الذي لم / يزل يهدي الخليلَ إلى الخليلِ
أقول لمن يدلُ على وجودِ / تحققه ببرهانِ الأفولِ
أصبت تلك حجتكم على من / يحيد عن الإصابة بالنكول
وقد قام الدليل بأن شمس السم / ما أسنى النجومِ بكلِّ قيل
دليلُ الكشفِ في كونٍ مقيم / وعند الفكر في رسم مُحيلِ
فهذا عابدٌ ربّاً بكشفٍ / وهذا عابدٌ ولدَ العقول
ولم يُولد فكيف الأمر قل لي / وليس لهم سواه من دَليلِ
فسبحان العليم بكل وجه / وسبحان العليِّ مع النزول
فما للحقِّ إن فكرت فيه / مع الإنصاف بحثاً من عديلِ
لقد كفر الذين له أقاموا / عديلاً بالغَداة وبالأصيل
هذا الوجودُ العام
هذا الوجودُ العام / علمي به أولى
لأنه إنعام / من سيِّد مولى
ويومه من عام / في الشمس إذ تجلى
ترى البصيرَ / بلا نصير
يُعطي البشير /
إعطاء ذاتٍ / بلا صفات
سوى السِّمات /
فانهض إلى / ماوي الأولى
من عند لا /
تبصر وجودَ الواحدِ الأعلى / يعطي العلومَ
من حضرةٍ مُثلى /
أنشأت ناقوساً / لذكره الزاهر
أحييتَ ناموساً / من قبره الداثر
ولم أكن عيسى / لإنني الآخر
حلو الضرب / لذي نَسَب
بلا سَبَب /
أحيي الصَّدا / من الصَّدا
وفي السَّدا /
للمصطفى / إذ عفا
عينُ الشفا /
من كلّ ما يبلى / هذي الرسوم
آياتُها تُتلى /
أبدى لي الله / في سرِّ إضماري
نوراً به تاهوا / من خلفِ أستاري
قوم به باهوا / يدرون مِقداري
في زعمهم / وحكمهم
بعلمهم /
إني أنا / وما أنا
إلا أنا /
بكلِّ حال / إن المُحالِ
عينُ المُحال /
فقل لمن يقولُ بالأولى / إنَّ الفَهوم
من سبَّح الأعلى /
هذا الذي قلنا / الحقُّ أبداه
لما أتى عدنا / ولم نقل ما هو
وأرسل المزنا / فسالت أمواه
ولم يكن / إلا بكن
ليعلمن /
إن الأمور / عند الصدور
من الشكور /
تجري بلا / حصرٍ إلى
وادي العلى /
فما ترى إلاّ الذي أدلى / إلى العليم
بالحجة الأولى /
إني أنا العبد / كما هو الرب
ولي بذا عهد / الفقرِ والذنب
من قربُه بعد / وبعدُه قُرب
أعمى الورى / فانظر ترى
ماذا ترى /
ترى العِبَر / لمن نظر
على سُرر /
يبدي العجاب / خلفَ الحجاب
ولا تُجاب /
عند الندا إلا إذا تملى / كاس النديم
بالمورد الأحلى /
الأصل قد يثبتُه فرعُه
الأصل قد يثبتُه فرعُه / والفرعُ لا يثبته الأصلُ
الأصلُ لا أصل له فاعتبر / قدر الذي ليس له أصلُ
الفرعُ قد يرجع في علمنا / أصلاً لا ينكره العقل
كعلمنا بالله من علمنا / بنا كما عيَّنه النقل
حتى يرى حَمدي له مطلقاً / ليس له جنسٌ ولا فصلُ
نادانيَ الحقُّ بقرآنه / يا فاعلاً ليس له فعل
فقلتُ لبيك كذا علمنا / فالأمر من بعدِ ومن قبل
لله مولانا ولكنْ بنا / دقيقةٌ جاء بها الفضل
لكلِّ ذي كشفٍ وذي فطنةٍ / خَصَّصها جوداً بها البذلُ
واحد العين الذي نعرفه
واحد العين الذي نعرفه / وكثير الحكم ما نجهلُه
عدّدت أحكامه آثاره / وهو العلمُ الذي يقبله
فإذا ما قلت هذا عملي / قال لا إني أنا أعمله
قلت أهلاً فلماذا قلتَ لي / أنت رهن بالذي تفعله
ثم تنفي الفعل عني وأنا / في جهادٍ في الذي أبذله
ولقد أعلم قطعاً أنكم / أنت علاَّمٌ بما أجهله
الذي أجمله تجمله / والذي تجملُ ما أجمله
فإذا قبحتُ فعلاً لم أقل / أدباً إنك بي تعمله
وإذا أحسنتُ فعلاً فأنا / بك ربي أدباً أوصله
وأنا الفاعل في هذا وذا / ظاهراً والكشف ما يقبله
أنا أسعى الدهر في تحصيل ما / عالم الأمر أرى يهمله
وأنا من عالم الخلقِ وقد / حزته كشفاً وما أمهله
فيراني في الذي أعلمه / إنه بي وبه أعجله
فإذا أخلصه لي قلت لا / إنما منه لنا مجمله
الحقُّ ما بين معلومٍ ومجهول
الحقُّ ما بين معلومٍ ومجهول / برهانه بين معقولٍ ومنقول
فمن يكون بنا حقاً فنعلمه
فمن يكون بنا حقاً فنعلمه / ومن يكونُ به حقاً فمجهول
والنقلُ يأخذه بالعقلِ فهو به / فقد ترجَّح بالتفصيلِ معقول
وقد تردّدتِ الألبابُ حائرة
وقد تردّدتِ الألبابُ حائرة / في موجد بين مشروطٍ ومعلول
فما لنا علَّة في الحكمِ ثابتةٌ
فما لنا علَّة في الحكمِ ثابتةٌ / إلا بنا وهو شرطٌ فيه تفصيل
وانظر إلى خلفه في كل آونة
وانظر إلى خلفه في كل آونة / تجده ما بين منصور ومخذول
النصر في الخَلق إيمان يقومُ بهم
النصر في الخَلق إيمان يقومُ بهم / ولا أقولُ بمن ففيه تضليلُ
قد جاءك القول يا موسى على قدر
قد جاءك القول يا موسى على قدر / والقولُ ما بين متروكٍ ومقبول
ما يقبل القول إلا أن ترى نسب
ما يقبل القول إلا أن ترى نسب / تقول للخلق في أعيانها حولوا
ولتنظر الأمر فيما قد تشاهده
ولتنظر الأمر فيما قد تشاهده / فالأمر من حامل يبدو ومحمول
وخذ من الأمر ما يعطيك حامله
وخذ من الأمر ما يعطيك حامله / فإنه من حامل يبدو ومحمول
وخذ من الأمر ما يعطيك حامله
وخذ من الأمر ما يعطيك حامله / فإنه قابل في الحسِّ مقبولُ
قد أفصح الشان فيما قد أتاك به
قد أفصح الشان فيما قد أتاك به / فإنه بينَ موصولٍ ومفصول