القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 166
قالوا هجاك أبو حفص ولحيتُه
قالوا هجاك أبو حفص ولحيتُه / فقلتُ ما أنصفاني في الذي فعلا
ليعتزلْ أحد القِرْنين ثم يرى / حربي إذا قذفت أرجاؤها الشعلا
أبى له اللؤُم أن يغنَى بوحدته / وأن يصادف إلا عاجزاً وكَلا
ما كان قِرنيَ لولا عونُ لحيَتِه / فقلْ له عنِّيَ احلِقها وكنْ رجلا
فإن غدتْ أجرة الحلّاقِ تعوزُه / فقد أبحتُ يديهِ نتفها خُصَلا
نزا بعضُ المجانين
نزا بعضُ المجانين / على شيخٍ له مالُ
وقد ضمَّهما الحِمَّا / مُ والمجنون صوّالُ
وكان الشيخُ رجراجاً / له لحمٌ وأوصالُ
فأوعى جوفه المجنو / ن جُردانا له حالُ
فصاح الشيخ بالناسِ / وفي الحمَّامِ أجيالُ
فلما كثُر القيل / على المجنونِ والقالُ
ووافتْهُ من الأيدي / كرانيبٌ وأسطالُ
إذا المجنونُ قد قامَ / وللغُرمولِ دِلدالُ
يُعيد القولَ مرَّاتٍ / يرَونا نشتهي قالوا
أصبحتُ بين خصاصةٍ وتجمُّلٍ
أصبحتُ بين خصاصةٍ وتجمُّلٍ / والمرءُ بينهما يموتُ هزيلا
فامددْ إليَّ يداً تعوّدَ بطنُها / بذلَ النّوالِ وظهرُها التقبيلا
نبتِ البقاعُ بجنب عبدِكَ ضاحياً / فامهدْ لعبدك في ذَراك مَقِيلا
وأفي عليه الظلَّ بعد زوالهِ / لا زال ظِلُّكَ ما حييتَ ظليلا
يا أبا أيوب هذي كنيةٌ
يا أبا أيوب هذي كنيةٌ / من كُنَى الأنعامِ قِدْماً لم تزلْ
ولقد وُفّقَ مَنْ كنّاكها / وأصاب الحقَّ فيها وعَدَلْ
أنت شِبهٌ للذي تُكنَى به / ولبعضِ الخَلْقِ من بعض مَثلْ
لستُ ألحاكَ على ما سُمْتني / من قبيحِ الرد أو منعِ النَّفل
قد قضى قول لَبيدٍ بيننا / إنما يجزي الفتى ليس الجمل
كم حذوناكَ لترقى في العلا / وأبى اللَّهُ فلا تعلُ هُبل
يا رجلاً أوفى على كلُّ رجلْ
يا رجلاً أوفى على كلُّ رجلْ / يا مَنْ متى تُقَصِّر الناسُ يَطلْ
يا مَنْ غدا يسلك في أهدى السُّبل / يا ذا الأيادي والسحابات الهُطُلْ
ما بالُنا نُجْفَى على رُخْصِ الرُّسلْ / عندكم وما شُغلتم بشُغُلْ
لا بأسَ إن كان صفاءٌ لم يَحُل / حاشاكمُ غدرَ بني الدنيا المُلُل
أنَّى تزولون ونحن لم نَزُل / كيف يكونُ النقصُ أوْلى بالكُمُل
وبهجةُ الزينةِ أوْلى بالعُطل / أو ينكُلُ الماضونَ أو يمضي النُّكل
أو يغفلُ الأذكونَ أو يذكو الغُفل / أقسمتُ لا تفعل إلا ما جَمُل
وكُنتُم قِدْماً بني وَهب فُعُل / كلَّ فعالٍ لا يراه مَنْ نَذُل
بل مَنْ علتْ رتبتُه ومَنْ نبل / لم يأتكُم من دُبرٍ ولا قُبل
ولا عن الأيمانِ منكمْ والشُّمل / ولا مِنَ العُلو ولا مما سفُل
لومٌ ولا لؤمٌ ولستُم بالعُجُل / ولا لنُعْمَى عن وليّ بالنُّقل
ولا على الضارعِ بالأُسد البُسُل / لكم عن الحاسرِ أظفارٌ كُلُل
لا تعرفُ البغي وأنيابٌ فُلُل / إنك إن ناقشتني ولم تؤُل
إلى مُساهاةِ المساميح البُذُل / وملتَ عنّي وعدلتَ في العدل
وضعتُ خدّي ضارعاً ولم أصُل / ولم أُهزهزْ حَربتي ولم أَجُل
حرْبُك لا يشهدُها المرءُ الفُضُل / لا سيما مَنْ دقَّ جدّاً وضؤُل
بل مَنْ علتْه دِرعُه ومن جَزُل / وما جِمالي للفراق بالذُّلل
بل هي عن ذاك وثيقاتُ العُقُل / وعن سبيلِ عاندٍ عنك ضُلُل
وهي إذا أمَّتك أطلاقٌ ذُمُل / نوازعٌ لا يتَّرِعنَ للجُدُل
فأينَ لي عنكَ أقلني أو فقل / حمّلتني ما ليس في وسعِ البُزُل
نهضٌ به ولم أخُن ولم أغُل / لا هَوْلَ إن صَدُّكَ عني لم يهُل
تلك التي تُبدي المشيبَ في القُذُل / سُمْ مثل ما قد سُمتني من لم تَعُل
ولا تُناقش من له فيكَ أُكل / واعفُ ودع لؤمَ القرى لمن رذُل
قد كان عندي طيّباً من النُّزل / ذاك التحفّي فأعِدْهُ إنْ سَهُل
بل في المعالي حملُهُ وإنْ ثَقُل / وليس أخلاقُكَ بالجُنْد الخُذُل
المستعينين بها ولا الجُهل / لا تجعلنّي عِظة مثلَ الفُتل
تُضيءُ للناسِ وهم فوق المُثل / محترقاتٌ للمفاريح الجُذل
أيُّ امرئٍ وازنتَهُ فلم يَشُل / قُلنا ولو نصبرُ عنكمْ لم نَقُل
ليُطمِعْكَ في رَجَعاتِ الملو
ليُطمِعْكَ في رَجَعاتِ الملو / ل أن الملولَ يَملُّ المَلالا
يملُّ القطيعةَ مُعتادُها / كما ملَّ من قبلِ ذاك الوصالا
ولكن ملُولُكَ من لا يُري / عُ فاصرمْه أو لا فرجِّ المُحالا
يُداوي الأطباءُ ذا علةٍ / وأنَّى يُداوون داءً عُضالا
يا ابن يحيى غُدِرتَ غدراً مُبيناً
يا ابن يحيى غُدِرتَ غدراً مُبيناً / ورماك الزمانُ بالإقلالِ
أتراني قنعتُ منكَ بعذرٍ / لم تجدهُ إلا بلطفِ احتيالِ
طالما عِشتَ خافضاً فتجهَّز / لركوب العوارمِ الأمثالِ
أو فأعتبْ فليس يجتمع الده / رَ وفورُ الأعراض والأموالِ
تلقَّيتَ أبوابَ السماءِ بغرَّةٍ
تلقَّيتَ أبوابَ السماءِ بغرَّةٍ / مُسوَّمةٍ فاستقبلتكَ تهلِّلُ
وكفٍّ معاذَ اللَّهِ من بخلِ مثلها / أترفعُ للسُّقيا فتُسقى وتبخلُ
بني هاشم ما لي أراكم كأنَّكم
بني هاشم ما لي أراكم كأنَّكم / تجورون أحياناً وأنتم أُولو عدلِ
كما لو هجاكُمْ شاعرٌ حلَّ قَتْلُهُ / كذاك فأوفوا مدْحَه دِيَةَ القتلِ
يا أحمد بن سعيدٍ لا تَمتْ جزعاً
يا أحمد بن سعيدٍ لا تَمتْ جزعاً / فالحبُّ طعمانِ ممرورٌ ومعسولُ
فيه مصائبُ منها ما أُصبتُ بها / وفي المصائبِ للميزان تثقيلُ
نُبِّئْتُ أنَّ محبَّاً باتَ كعثبُها / زيداً وزيدٌ بحكم النحوِ مفعولُ
باتتْ عروساً بأزواجٍ وباتَ لها / عِرسٌ لعمْرُكَ لم يشهدهُ جبريلُ
غنَّتْ نهاراً وباتتْ وهْي زامرةٌ / حتى الصباحِ وللأحوالِ تحويلُ
قالتْ محبٌّ وقد عضَّ الزيّار بها / بين الندامى وسيفُ النيك مسلولُ
زلَّ الحِمارُ وكانت تيكَ مُنْيَتُه / إن الحمارَ حمارُ السوءِ مَوْحُول
يا أحمد بن سعيدٍ لو بصُرتَ بها / إذ الأكفُّ لساقيها خلاخيلُ
يا أحمد بن سعيدٍ لو بصرت بها / وذيلُها لأيورِ القومِ منديلُ
غدا عليها بنو اللَّذاتِ فابتذلوا / من سُؤْلِ نفسك ما صان السراويلُ
إحدى المصائب فاصبرْ يا ابنَ أمِّ لها / وهل على حدثان الدهر تعويلُ
هوِّن عليكَ فإنَّ الأمر وافقَها / وكان منها اعتناقٌ فيه تقبيلُ
وشِيبَ ذاك بشوبٍ من عيارتها / بادٍ وإنْ قالت الحسناءُ مجهولُ
تساكرتْ كي يقول القائلون لها / لا يُسلبُ الحرُّ إلا وهْو مقتولُ
صبراً جميلاً فإن الصبَّ مصطبرٌ / على القرونِ وإن ألوَى بها الطُّولُ
تبذُلْ ثواباً لك الحسناءُ موعدَها / لكنَّ نائلها للمُرْدِ مبذولُ
واعلم جُزيتَ أبا العباس نافلةً / أنَّ المحبَّ له تاجٌ وإكليلُ
تاجٌ متى لاح فالإزراء يتبعه / حتماً إذا تبع التيجان تبجيلُ
فاصبرْ على التاج إن التاج محتملٌ / وإن تحمَّلت تاجاً طولُهُ مِيلُ
تيجانُ أهلِ التصابي من قرونِهمُ / قدْماً ومن صفوة العارِ الأكاليلُ
فانعمْ بحُبلاكَ واعلمْ أنها جَزَرٌ / للنيكِ قد فُعلتْ فيها الأفاعيلُ
واحمدْ إلهَك واسألهُ سلامَتَها / واقبلْ فإن قليلَ الحبّ مقبولُ
ولا تُحرّمْ على الفتيان مُتعتَها / فليس في الفتْكِ تحريمٌ وتحليلُ
لا تبخلن بمالٍ لستَ مالكَه / فلا يفُوتَنك تبخيلٌ وتضليلُ
ولا تُكلّف فتىً أودى بعُذرتها / عقلاً فإنَّ دم الأستاهِ مطلُولُ
وما يريدُ بُغاةُ النيكِ من رجلٍ / فيما أتى لطريق النيكِ تسهيلُ
ألم تُسبّلْ سبيلاً لا عُدولَ بها / عما يُحبُّون والخيراتُ تسبيلُ
ولا تَغاضبْ لتسفيلِ القريض بها / فكلُّ ما لقيتْ بالأمس تَسفيلُ
ما زال يحرثُ منها النيكُ أسفلها / والنيكُ يحرث ما لا يحرثُ البيلُ
لا تمتعِض للتي صاحتْ قوابلُها / قد التقتْ دجلةُ العوراءُ والنيلُ
واعدد لها سبعةً أو تسعةً كَملا / يقدمْ عليك دهينُ الرأسِ مكحولُ
يا ليت شعري وعِلمُ الغيب محتجبٌ / في بيتِ من ذلك المولودُ مكفولُ
في بيتها والذي حجَّ الحجيجُ له / وهل جنى الغيّ عن جانيه معدولُ
كأنني بك قد سوئِلت حينئذٍ / فقلتَ قيْلاً سديداً دُونَه القيلُ
جرَّ الصبيُّ الذي كانت تُناغِمُهُ / لنا صبيّاً وللتنزيلِ تأويلُ
تحضَّنتْ خُلَّتي عُوداً فحضَّنها / طفلاً أتاها وفي الأطفال تطفيلُ
يأتونَ لم يدعُهُم داعٍ سوى كمرٍ / لها حقائقُ أولاها الأباطيلُ
أما لقد أحسنَ استدعاءَ حامِلهِ / طفلٌ على بطنِ أمِّ الطفل محمولُ
طفلٌ أراد وصيفاً كيّساً فبكى / حتى أتاهُ مليحُ القدِّ مجدولُ
إذا ترعرعَ فهْو الدهرَ هِمَّتُهُ / وفي يديهِ إلى الأبياتِ منقولُ
كأنني بكَ والخلّانُ يومئذٍ / يُهنِّئونكَ جيلاً بعده جيلُ
وإنني مُسلفٌ إياكَ تهنئتي / وللصنائع تعجيلٌ وتأجيلُ
فقائلٌ لك قولاً لا أطوّلُهُ / وفي الأقاويل تقصيرٌ وتطويلُ
قد كثَّر اللَّهُ فيها وهْي سالمةٌ / والشملُ مجتمعٌ والحبلُ موصولُ
فاحمدْ على نعمةِ التكثيرِ واهبها / إذ لم يقعْ بدَلَ التكثيرِ تقليلُ
أعزِزْ عليَّ بأن سُرَّتْ بليلتها / وأنت صبٌّ عميدُ القلب متبولُ
أليَّةً يا كنيَّ الفيلِ صادقةً / لقد تحمَّلتَ ما لا يحملُ الفيلُ
كانت أفاعيلُ مما أنت كارهُهُ / وشيَّعتها بمكروهٍ أقاويلُ
للَّهِ فتيانُ لهوٍ مالَ مائلُهُم / إلى التعاليلِ والعيشُ التعاليلُ
والجاثليقُ مع الإنجيل يدرسُهُ / كأن عثنُونَهُ الكشخانُ إنجيلُ
يخال في فِتنِ اللاهي ضلالتَه / وإنما فِتنُ الجهلِ الأضاليلُ
من عذيري مِنَ الخلائفِ ضلّوا
من عذيري مِنَ الخلائفِ ضلّوا / في سليمانَ عن سواءِ السبيلِ
وضعوا الرّفدَ والكرامَةَ منه / في مقام العقابِ والتَّنكيلِ
نفلوهُ على الهزائمِ بغدا / دَ كأنْ قد أتى بفتحٍ جليلِ
ما أراهُمْ بذلك الفعلِ إلا / زهَّدوا الناسَ في البلاءِ الجميلِ
منْ يخوضُ الردى إذا كان من فَرْ / رَ أثابوهُ بالثوابِ الجزيلِ
فدَتْكِ النفسُ وهي أقلُّ بذلٍ
فدَتْكِ النفسُ وهي أقلُّ بذلٍ / صِلي حُسنَ المقالِ بحُسنِ فِعْلِ
أريني منكِ في أمري نُهوضاً / يُبيّن أن شُغلكِ بي كشغلي
أراكِ إذا حثثْتُكِ في كِتابي / ذكرتِ عنايةً ليستْ بهزل
وإن أغفلتُ حثَّكِ نمتِ عنّي / ولستُ لذاكَ يا أملي بأهل
تحرّوا في فَكاكِ الأسر عنّي / تحرّيَ مثلكم في فكّ مثلي
يا شبيه البدرِ في الحس
يا شبيه البدرِ في الحس / نِ وفي بُعد المنالِ
جُدْ فقد تنفجرُ الصخ / رةُ بالماءِ الزُّلالِ
تخذتكُمُ دِرعاً وتُرساً لتدفعوا
تخذتكُمُ دِرعاً وتُرساً لتدفعوا / نِبَاَل العدا عنِّي فكنتُمْ نصالَها
وقد كنتُ أرجو منكُم خيرَ ناصرٍ / على حينِ خذلان اليمين شِمالَها
فإنْ أنتُمُ لم تحفظوا لمودّتي / ذِماماً فكونوا لا عليها ولا لَها
قفوا موقفَ المعذورِ عنّي بمعزلٍ / وخلّوا نبالي والعِدا ونبالَها
فكم مِن أعادٍ قد نصلْتُ رُماتَها / وكم من رجالٍ ما استَبَنتُ اعتزالَها
وما أوْحشتْني وِحدةٌ معْ مذلَّةٍ / إذا الحربُ صفَّتْ خيلَها ورجالَها
هي النفسُ إمّا أن تعيشَ بغبطةٍ / وإلا فغنمٌ أن تزولَ زوالَها
عفاءٌ على ذكرِ الحياةِ إذا حمتْ / على المرءِ إلا رنْقها وسِمالَها
قُلْ لمنْ ألبسَ الجمالَ جمالا
قُلْ لمنْ ألبسَ الجمالَ جمالا / بالمعاني وهيبةً وجلالا
أيُّها البدرُ لا تزل في كمالِ ال / أمرِ بدراً وفي النَّماءِ هِلالا
كيف كانتْ عُقْبى اقتصادكِ كانت / صحَّةً مستفادةً واندِمالا
واعتدالاً مِنَ المزاجِ كما أُو / تيتَ في الخُلْقِ والخلاق اعتدالا
فعلَ اللَّهُ ذاك أنك ما زل / تَ المرضَّى ما ارتضى فعَّالا
يا عليّ المكانِ لا يتعالى / كوضيعٍ مكانُهُ يتعالى
شكرَ اللَّهُ بَذْلَكَ القُربَ للنا / سِ وإغناءَ فضلكَ السؤَّالا
ما تزالُ القريبَ من كلّ عافٍ / يشتكي خلةً ويشكو هزالا
ولعمري لئنْ قربْتَ لقاءً / ونوالاً لقد بعُدتَ منالا
ولقد أوجبتْ عليك يدٌ لل / لَهِ حقٌّ أنْ تُحسنَ الأعمالا
شُكرَ أنْ فضَّلتْك مرأىً ورأياً / ومحلاًّ حتى فضلتَ الرجالا
جعل اللَّهُ طينَة الناسِ صلصا / لاً وأجراكَ سائحاً سلسالا
وبحقّي أقولُ فيك بأني / لم أجدْ موعدَ المُنى فيك آلا
لمْ تزلْ مانحي سؤالاً وطوراً / مانحي عِشرةً أراها نوالا
عِشرةً تملأُ القلوبَ نسيماً / ونعيماً ونخوة واختيالا
ونوالاً يُنيلُني كلَّ سؤلٍ / ويقيني الخضوعَ والتسآلا
فمتى ما أردتُ كنتَ جنوباً / ومتى ما أردتُ كنتَ شمالا
وتمامُ اليد استماعُكَ فضلاً / من كلامي لا يُعجبُ العُذَّالا
إنما الحسنُ نسخةٌ فيكَ خُطَّتْ / بيدِ اللَّهِ فامتثلها امتثالا
وامتثالُ الجميلِ ما في حُلاه / نسخُهُ من جمالهِ الإجمالا
لك نفسٌ وطينةٌ لا تُذمَّا / نِ فشبِّه بجوهرَيْكَ الفعالا
شاكراً إنْ غدوتَ مُعطىً قَبُولاً / واقتبالاً مقابِلاً إقبالا
ولما قلتُ هذه مستزيداً / صلةً مستجدةً بل وِصالا
واعتذاري من امتياحِيكَ ذنبٌ / فأقِل عثرتي عمرتَ مُقالا
قد لعمري أتَيْتُ جرماً عظيماً / باعتذاري وقد أسأت المقالا
واعتذاري من اعتذاري بوجهٍ / أنت أعديتَهُ الحياءَ الزُّلالا
فغدا يكثرُ امتياحكَ في اليو / مِ وأمسى يبُلُّني إخضالا
عهدُ كفّي بفضل كفيكَ عهدٌ / يمنعُ السائل الملحَّ السؤالا
غيرَ أني أرى الجوائزَ وبْلاً / وأرى الرزقَ ديمةً وظلالا
فاترٌ دائمٌ وجَمٌّ مُخلٌّ / وأخو الحزمِ يكرهُ الإخلالا
واجتماعُ الرّفدينَ فهْو محالٌ / عند قومٍ ولن تراهُ محالا
وقليلٌ يدومُ أرْجى وأحجى / بمقلٍّ ينفِّلُ الأنفالا
أنا عبدٌ عدوتُ طوري وأصبح / تُ كأني لا أعرفُ الإقلالا
وأدلَّتْ خليقتي وبناني / حين صادفتْ حاملاً إدلالا
كلّما جُدتَ لي تبعتُك في الجو / دِ فبذَّرتُ يمنةً وشمالا
ليس إلا لأنّ نفسي تُريني / كلَّ شيءٍ بجود كفيْك مالا
وكذا أنتم لكم كلَّ يوم / مستنيلٌ إذا أُنيلَ أنالا
تمنحونَ اللُّهَى وتَغْذُوننا الجو / دَ فينثالُ بالعطايا انثيالا
فارتَهنْ خِدمتي بإجراءِ جارٍ / أرتضيهِ كفايةً واتصالا
والذي أرتضيه جزءٌ صغيرٌ / ولك السؤددُ العظيمُ احتمالا
فأزِح عِلَّتي فإن كفافي / يمنعُ العذرَ مَنْ أرادَ اعتلالا
إن مقدارهُ متى تزِنُوهُ / تجدوه من ألفِكُمْ مثقالا
قلَّ مقدارُ ما سألتُ من الرز / قِ وإنْ هَوَّلَ احتكامي وهالا
ومتى شِئْتَ أنْ تزيدَ فماذا / يمنعُ الغيثَ أن يَسُحَّ السّجالا
أو يردُّ الفراتَ أو يردعُ السَّي / لَ إذا وافقَ المسيلَ فسالا
ليس في وسع قُوَّتي منعي المف / ضالَ في دولةِ الغِنى الإفضالا
يا حياً سحَّ مُزنُه الوابلُ الهط / طالُ أَرْدِفْهُ دِيمةً مِهطالا
يا غياثي إذا استرثتُ غِياثي / وثمالي إذا فقدتُ الثمالا
إن ذاك الكمالَ فيك غريمٌ / يتقاضاك في الأيادي الكمالا
والعطايا مجدِّداتٌ لكفي / كَ فجدّدْ لغرسِ كفَّيكَ حالا
آلَ وهبٍ هنِّيتُمُ هبة اللَّ / هِ فما زلتُمُ لها أشكالا
لكمُ هيبةٌ تشرّدُ بالأسْ / دِ وعدلٌ يستنزلُ الأوعالا
قلتُ إذ رُدَّتِ الأمورُ إليكُم / نزل الملكُ دارَهُ المحلالا
كانتِ الأرضُ ظُلمةً وحروراً / أوسعا الناس فتنةً وضلالا
فاخترعتم من الذكاءِ شُموساً / وابتدعتُم من السماح ظلالا
قد نظرنا بأعينٍ صافياتٍ / صادقاتٍ إذا مُخيلٌ أخالا
فوجدنا فُضولكم صفواتٍ / ووجدْنا فضول قومٍ فضالا
كم رجاءٍ فيكم أثار جمالاً / وعطاءٍ منكم أناخَ جِمالا
لا برحتُم مؤمَّلينَ مُنيلي / ن نَوالاً يحقّقُ الآمالا
يرتجي فضلكمْ مرجٍّ ويتلو / علُّكُم بالفواضِلِ الإنهالا
فتشدُّونَ لابنِ بؤسَى رِحالاً / وتحطُّونَ لابن نُعمَى رحالا
إنْ تكونوا علوْتُمُ وعلا النا / سُ فلستم وغيركمْ أمثالا
سادةُ الناسِ كالجبالِ وأنتُمْ / كالنجوم التي تفوقُ الجِبالا
يمَّمتْ ربْعكم حُداةٌ خِفافٌ / من رياحٍ تُزْجي سحاباً ثِقالا
مَنْ يخَفْ من زوالِ نُعمى عليه / آل وهبٍ فلن تخافوا زوالا
عشقتْ نعمةُ الإله أخاكُم / وفتاهُ فما تريدُ الزَّيالا
في أبي القاسم المحبَّب والقا / سم ما يمنعُ المَلُولَ الملالا
لم نجد عاشقاً إذا عَدَل المع / شوقُ في حُكمِهِ يريدُ انتقالا
إنْ رأت نِعمةٌ نظيرَ أخيكم / وابنَه فلْتبدّلِ الأبدالا
لستُ ألحَى أليَّةً حاسديكُمْ / غيرَ أني أقولُ طِلقاً حلالا
جُعِلتْ تلكم الخدودُ نعالاً / لكُمُ الدهر إن صلُحنَ نِعالا
ليَ منكم مواليَ اللَّه مولىً / مثلُهُ إن حكاه مثلٌ يُوالى
ما وجدناهُ للرَّغائبِ مُحتا / لا وإن كان للعُلا محتالا
قاسمٌ قاسمُ العطايا الصفايا / زادهُ اللَّه بالعلا استقلالا
سائلي عن أبي الحسين بدا الصب / حُ فأغنى أن تستضيء الذُّبالا
ذاكَ شخصٌ مهيَّأٌ لاختيالٍ / وهْو يختالُ أن يُرى مختالا
ذو عقودٍ أبَيْنَ إلا انعقاداً / وحقودٍ أبيْنَ إلا انحلالا
فترى عِرضَهُ عليه مصُوناً / وترى ماله عليه مُذالا
ولما المرءُ صائناً بكريمٍ / أو يُرى المرء صائناً بدَّالا
تمَّ ذاك الجمالُ والحسنُ فيه / بخلالٍ لم تشكُ منها اختلالا
عيبُ تلك الخِلالِ أن لم يملَّحْ / نَ بعيبٍ يكون فيهنَّ خالا
مالها عُوذَةٌ سوايَ فإنّي / أردعُ العينَ أنْ تُصيبَ الجمالا
هاكَها والهاً إليك عروباً / تتثنَّى رشاقةً ودلالا
لم أقُلْ هاكها لشيءٍ سوى العا / دة والشّعْرُ يركبُ الأهوالا
منطقٌ يطرحُ الكُنى ويسَمّي / منْ يُكنَّى ولا يُبالي مُبالا
جاهليٌّ كما علمتَ ولكِنْ / لا تراه يعاملُ الجُهَّالا
واعتدادي عليك بالمدح شيءٌ / جعلَ العقل دونَهُ لي عِقالا
ليس للمدحِ في معانيكَ إلا / أنه زادَ نُورَهُنَّ اشتعالا
أنت كالسيفِ ماؤُهُ منه والشع / رُ يدا صيقل تُجيدُ الصّقالا
والذي يكتسى بك الشعرُ أسْنى / مِن سناهُ عليك لا إشكالا
وابْسُط العُذرَ في اختصارِ وليٍّ / لم يخف من إطالةٍ إملالا
لا ولا خال أنَّ حقك يقضى / بيسير وذاك ما لنْ يخالا
حاشى لله أن إخالك تستث / قلُ مما يزينك الأثقالا
بل متى لم تكن تحبُّ وتهوى / من أماديح مادحيكَ الطوالا
أم متى لم أرَ الكثيرَ قليلاً / لك بالحقّ نيةً وانتحالا
غيرَ أنّي إذا بلغتُ مُرادي / لم أزِدْ فيه بعد ذاكَ قِبالا
فأردتُ اقتصاص حالي فلمْ أُلْ / قِ إلى غيرهِ من القول بالا
لو قصدتُ المديحَ في هذه الخط / بةِ ماطلْتُكَ الجراءَ مطالا
قائلاً كلَّما فعلتَ وأفعا / لُك لا شكّ تغمُرُ الأقوالا
غيرَ أني أقولُ حتى يرى اللّ / هُ مضاهاةَ قوليَ الأفعالا
ثم إني أقولُ من بعدِ هذا / إنك الواحدُ العزيزُ مِثالا
ومقالي بطول قدْري ولو قُلْ / تُ مقالي بطول قدْرِك طالا
وطائفٍ باستِهِ على طبقٍ
وطائفٍ باستِهِ على طبقٍ / يبغي لها حَرْبةً تُطاولُها
مُعاملٍ كلَّ عُصبةٍ سفلتْ / ولا ترى عِلْيةً يُعاملُها
قلْنا له لمْ هواكَ في سفلِ ال / ناس وشرُّ الأمورِ سافلُها
أفِرْقَةٌ وافقتْك طاعتُها / أمْ عُصبةٌ فُضّلتْ غراملُها
قال وجدْتُ الكعوبَ من قصبٍ / مختارُها شدةً أسافلُها
واسْتُ الفتى سِفْلة فغايتُها / ووكدُها سِفلة يُشاكلُها
وفارسٍ ما شئْتَ من فارسٍ
وفارسٍ ما شئْتَ من فارسٍ / يهزم صفَّين من القمْلِ
إذا سرى في الجيش أغناهُمُ / ضريطُهُ جُبناً عن الطَّبْلِ
إقدامُهُ تضييعُهُ حِذرَه / من هوجٍ فيه ومن خبلِ
يحوَلُّ أو يثوَلُّ من صُفرةٍ / حتى تراه عازبَ العقلِ
ينزعُ طولَ الدهر من جُبنهِ / لكنه نزعٌ على مَهْلِ
غضبتْ لي السماءُ والأرضُ والنا
غضبتْ لي السماءُ والأرضُ والنا / سُ على ابن اللَّبُونِ إسماعيلِ
ولما أسْخَطَ السماءَ مع الأر / ضِ مع الناسِ غيرُ سُخْطِ الجليل
أنكر اللَّهُ أن يُرى مثلُ مدحي / في أبي الفقْرِ وهْو غيرُ مُنيل
فرماهُ بكوكبٍ هاشميٍّ / كان أدْهى له من السِّجِّيل
ولقد كادَ ما استطاعَ ولكنْ / جُعل الكيدُ منهُ في تضليل
سال ذاك النجيعُ من ذلك العب / د ودمْعُ الباكيهِ كلَّ مسيل
ولْيُطِلْ مُعْوِلٌ عليه عَوِيلاً / إنه في لظًى طويل العويل
لا سقى اللَّهُ جسمَهُ من حيا المُز / نِ ولا رُوحَه من السلسبيل
أيا مَنْ له الشَّرَفُ المستقلُّ
أيا مَنْ له الشَّرَفُ المستقلُّ / ومَن جودُهُ العارضُ المستهِلُّ
ويا من أضاء كشمسِ الضُّحى / فأضحى عليه به نَستَدلُّ
بوجهِك ذاك الجميلِ امتثِلْ / هُ في الفعل بي واسْتمع ما يُملُّ
فمن مِثله تسْتمِلُّ الفعا / لَ كفُّ كريمٍ عدتْ تستملُّ
أتهتزُّ في ورقٍ ناضرٍ / وليس لعبدِكَ في ذاك ظِلُّ
ولم يأتِ ذنباً ترى شخصه / عِياناً ولا مثلهُ من يزلُّ
فإن قلْتَ قصّر فيما علَي / هِ فهْو المُقَصِّرُ وهو المُخِلُّ
ولكنّ عفوكَ عفوٌ يحلُّ / إذا كان قدرُك قدراً يجلُّ
وإنّي أُريبُك يا مَنْ به / دِفاعي الرُّيُوبَ التي قد تظلُّ
ولكنّ ظنّك بي لا يزا / لُ أسوأَ ظنّك أو أستقلُّ
وحتى نقدِّم ما لا تَشُك / كُ في أنني معهُ لا أضلُّ
هنالِك تُوقنُ أنّي الوليُّ / وأنّي المحبُّ وأني المُجِلُّ
إذا أنْتَ أوليتني صالحاً / فأنت على غيْبِ شكري مُطِلُّ
وهل يلتقي في سليمي الصدو / رِ ذكْرى صنيع جميلٍ وغِلُّ
بحالي ضنىً من توانيكُمُ / فحتَّى متى سادتي لا تُبلُّ
وتعتدُّ شُكري الذي يُسْتقلْ / لُ فوق جداكَ الذي لا يَقِلُّ
أقبلتْ دولةٌ هي الإقبالُ
أقبلتْ دولةٌ هي الإقبالُ / فأقامتْ وزال عنها الزوالُ
دولةٌ ليس يُعدَمُ الدهر فيها / باطلٌ مزهقٌ وحقٌّ مُدالُ
طالعتْ للعيون فيها مصابي / حٌ أضاءتْ لضوئها الآمالُ
شمسُ دَجْنٍ ومشتَرٍ غيرِ منحو / سٍ وبدرٌ متمَّمٌ وهلالُ
ملك وابنُهُ ومِدرَه مُلْكٌ / وابنُه هكذا يكون الكمالُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025