المجموع : 30
رويدك أيها النائي الجليل
رويدك أيها النائي الجليل / يعز على الورى هذا الرحيل
لقد كنت المثال لكل فضل / فلا عجب اذا عز المثيل
نودع منك نوراً ليس يخبو / وبدراً ليس يعروه الأفول
نودع منك سيفاً يوم ينضي / يفل بحده العضب الصقيل
نوجع منك ضرغاماً هصورا / يهاب لقاءَه الاسد الصؤول
بنيت على النزاهة منك طودا / تزول الراسيات ولا يزول
وكم أديت من حق مصون / به اغتبط المهيمن والرسول
تحول الارض يوم تحول قسرا / وانا عن ودادك لا نحول
ترفق بالقلوب فكل قلب / يكاد من الجوانح يستقيل
وسر باليمن في طلب المعالي / وربك بالذي ترضي كفيل
ما للوزارة ذات الضعف والفشل
ما للوزارة ذات الضعف والفشل / باتت على دارس أوهى من الطلل
وزارة بلغت بالوهن غايتها / في كل نائبة أو حادث جلل
ترحلت غير مبكيّ على احد / وودعت غير مأسوف على رجل
إن زال مجد الفتى أو زال منصبه / فذكره بعد في التاريخ لم يزل
يا هيئة الصم بيني غير راجعة / الى جمودك في ايامك الاول
قل للوزير الذي دالت وزارته / وشرها دائم الآثار لم يدل
ان الوسام الذي اصبحت تلبسه / رمز على العجز لا نوط من الحلل
قد ألبسوك من الحمام شارته / فادخل اليه من الأَهواءِ فاغتسل
يضيء في الشمس حيث الشمس ضاحية / وصدر صاحبه ملآن بالجذل
ولو علمت بما يخفيه جوهره / رأيته منك يوم الفخر في خجل
فارفق بصدرك واخلع عن حليته / يكفيك ما فيه من سقم ومن علل
ما كان ضرك لو البسته مدحا / فيها من الدر ما يغني لدى العطل
خلّ البلاد وحل الصدر أوسمة / لولا جمودك لم تمنح ولم تنل
وخلف الدار اطلالاً مهدمة / وقسم الارض من سهل ومن جبل
وغادر القوم لا تندب على أحد / ولو رمتهم خطوب الدهر بالغيل
من لا رشاد له في كل طارئة / يرمي البلاد بما يبغي ولم يسل
انذكر الفقر والبلوى التي نزلت / ام الخنوع وما في الرأي من خطل
أم البلاء الذي بتنا نكابده / ام الأمور وما فيهن من خلل
أم الشقاء الذي القى رواسيه / حتى اذا حالت الاهرام لم يحل
أم العيون وما سالت بادمعها / ام القلوب وما فيها من الوجل
وزارة ما لها في الخير صالحة / ولا على صولة الايام من قبل
كانت تماثيل بين القوم قائمة / بلا لسان ولا قلب ولا عمل
اضحى سواء لوادي النيل بطرسه / ومصطفاه اذا كانا على دخل
يا من وليت وقد الفى بشائرنا / تدعو له بعلاء غير متنقل
هذا دليل علينا في تسامحنا / ان لا تعصب في الاديان والنحل
انا لنرجو وفاقاً غير منقطع / منا ومنكم وهذا منتهى الامل
دع التحيز واصنع كل صالحة / تنج البلاد وحاذر سقطة الزلل
هم رشحوك لامر لو فطنت له / فاربأ بنفسك ان ترعى مع الهمل
اجعل عزاءَك في الوزير جميلا
اجعل عزاءَك في الوزير جميلا / اعزز علينا أن يموت قتيلا
أودى فغادر للطوائف مقلة / تبكي الوزارة والدم المطلولا
أجرت يد القدر الرهيب دماءَه / حمراء تحكي العسجد المحلولا
لو كان في شعري ازاهر تجتني / لقطفتها وجعلتها اكليلا
واللَه لولا داء قلبي ما غدا / قلمي بغير رثائه مشغولا
ماذا يقال لبطرس واميره / أسدى له التعظيم والتبجيلا
أنعم وأكرم بالامير وركبه / لازال موفور الجناب جليلا
ما زال يعني بالفقير وحاله / حتى رآه فزاده تقبيلا
في ذمة اللَه الكريم مضرجاً / ارخت عليه يد القضاء سدولا
اليوم لا ترجو الكنانة بعده / الا الهمام الماجد البهلولا
فاذا عنيت سعيدها بتهائ / فلقد اصبت وقد مدحت نبيلا
اسعيد اني قد عهدتك مدرها / ان قال قولاً كان أبلغ قيلا
أو شاء ان ينضي اليراع أصاره / يحكي الصوارم رنة وصليلا
فاشهر يراعك بعد طول سكونه / عهدي به ماضي الغرار صقيلا
أنت الذي كنا نؤمله لنا / يوم الخطوب فحقق التأميلا
اسعيد لاتك واقفاً متحيراً / ترنو وتكتم في الفواد غليلا
أعزز علينا ان تكون مفوهاً / ويكون سيفك في النضال كليلا
باللَه لا تدع القناة لمعشر / وكلوا القناة الى ابن اسماعيلا
في كل يوم نبتلي بمعاشر / قد مثلوهم بيننا تمثيلا
ليت الامير أنالنا ما نبتغي / ما دام ينوي هجرة ورحيلا
ليت الامير انالنا ما نبتغي / مذ كان بين الهيأتيت رسولا
اذ كانت الشورى تتوق لعهده / والعهد اصبح عنده مسؤولا
بأبي فديت لقد مضي العهد الذي / ذقنا به سوط العذاب وبيلا
عشنا قروناً ليس تحصى أمة / لا تستطيع الى الكلام سبيلا
عشنا زماناً كم به من نقمة / هطلت علينا بكرة واصيلا
اسعيد سلنا عن سياط جمة / نزلت علينا كالرجوم نزولا
ماذا اقول وأنت اكبر عالم / بالغابرات من القرون الاولى
انت الذي تصف الدواء لعلة / نزلت بشعب لا يزال عليلا
اسعيد فاعمل ما استطعت لامة / أضحى لحذقك أمرها موكولا
ولاك عباس كيان امورها / واختار شخصك للبلاد كفيلا
اليوم يبلوك الامير فكن له / عوناً تسوس مع الامير النيلا
لا زال محروس الاريكة بالغاً / من دهره المرجوّ والمأمولا
ان كنت ذات قلى وذات دلال
ان كنت ذات قلى وذات دلال / فالصب ذو شغف وذو آمال
ان خفت ان تصلي فأسلو بعدها / هذي يميني لم أكن بالسالي
الحسن يا اخت الاغن كزهرة / في الروض تذبل بعض بضع ليال
لا تتركي فرس الهوى فالحسن في / إدباره والشيب في الاقبال
اسمعت ان خريدة في عصرها / بقيت مدى الايام ذات جمال
ان الفتاة اذا تصوّح حسنها / حنت ليوم تشمر الاذيال
أحاجيك ما تبغيه من شرف القتل
أحاجيك ما تبغيه من شرف القتل / ولم يرضه إلا ضعيف أخو جهل
رأيت الفتى يمشي مخافة فقره / الى الحتف اعمى ضل واضحة السبل
يحاول ان يعزي الى الفضل بعدها / وما عد قتل النفس شيئاً من الفضل
اذا طاح من يأس عرفناه ساخراً / باقضية الرحمن في حكمه العدل
عرفناه فليحطم شباة يراعه / فليس الذي يقوى على الضرب بالنصل
وماضاقت الدنيا الغرور وانما / يضيق ضعيف العزم عن طلب الشغل
وما اغبرت الدنيا لمقتل خامل / لبانته حشو الشراسيف بالاكل
نراه فلم نعكف عليه وسبة / اذا نحن بتنا عاكفين على عجل
وشر انتحار ما تكلف ربه / منيته في معرك الضيق والازل
فلا تطلب الدنيا اذا كنت عاجزاً / عن الدأب مفطوراً على الضيم والذل
تلوم بني مصر وتعذل اهلها / وأنت خليق بالملامة والعذل
وتمسي وتضحي رهن كأسك لاهياً / خميصاً من الآداب واللب والعقل
وتبغي فضولاً أن تلقب شاعراً / ولم تك رب السحر والمطرب الجزل
من العار ان تبدو على القوم عالة / بوجه ثقيل الروح والدم والظل
تدب الى اغناهم بقصيدة / تشين الاديب الحر في المجمع الحفل
فان لم يجد كان الجهام بلا حياً / وان جاد رغما بات كالصيب الوبل
زخارف شعر شادها فقر معوز / على جرف هار من الامل المحل
واي قواف تشتري عند كاذب / قد استشفع المعطين بالايم والطفل
وليس له طفل يتوق لوالد / وليس له ايم تحن الى بعل
يغرر بالامجاد حتى يعضهم / اذا ما هم لانوا بانيابه العصل
اذا كنت تبغي ان تجد فكن فتى / طويل نجاد الصدق لا المين والبطل
وان شئت فادرأ في نحوه مهامه / تخب بها خب المعبدة البزل
اذا همّ من يبغي الحياة وجدته / يصول بلا كف ويمشي بلا رجل
وشد من العزم المذلل أينقا / يدوس بها مستدرج الصعب والسهل
وهز قناة الكدح في كف طاعن / فؤاد الليالي في حنادسها العزل
وسار يضيء الداكنات كانه / فرند حسام ضاء من جودة الصقل
ويا ربما بات المجد مملكا / محاطاً باجناد ومقربة قبل
يجالسهم مستأذناً متنصفاً / يشير بما يهوى فيهوون للنعل
فما ضر لو شمرت في فلواتها / الى الرزق تشمير الغزال أو الرأل
هنالك تلفى السعي ينسج نعمة / تجر بها ذيل الفخار على رسل
أيا لعنة اللَه القدير ألا انزلي / على خامل عبأ على الصحب والاهل
هون على سمع مليا ما تلقنه
هون على سمع مليا ما تلقنه / بمرسح العذل من قال ومن قيل
سقتني الحب ادوارا مسلسلة / ومثلت بفؤادي أيّ تمثيل
هون عليك فليس الحر مخذولا
هون عليك فليس الحر مخذولا / ما دام نصرك عند اللَه مكفولا
الحر لا يرهب الارماح مشرعة / ولا يهاب الحسام العضب مسلولا
يا نازل السجن لا تحفل بما اقترفوا / زدهم كراهية ما ازددت تكبيلا
ان البلاد التي أصبحت ساكنها / زادتك بالسجن تعظيما وتبجيلا
خفف أساك فان اللَه ثالثنا / ما غير ربك مرجوا ومأمولا
لسوف يأتي زمان ان ذكرت / يوما اقام لك الشعب التماثيلا
في كل ارض رأيت الضيم يكنفها / رأيت مثلك في الاصفاد مغلولا
فان عزمت فلا تحجم لكارثة / ولو غدوت على الحدباء محمولا
خير لك الموت في عز وفي شمم / من ان تعيش مضيم النفس مذلولا
ان يحجبوك فانت البدر محتجباً / يا من اجلك تشبيها وتمثيلا
لا تشتكي الدهر واستقبل طوارئه / ولو اماتوك تعذيباً وتنكيلا
واشهر يراعك ان القوم غايتهم / ان يجعلوا القلم المشحوذ مفلولا
وكن صدوقا اذا أبديت سوأتهم / يوم الحساب ولا ترضى الاباطيلا
ولا يهمك ما تلقاه من نفر / ليسوا كراما ولا قوما بهاليلا
الشامتين اذا البأساء قد نزلت / الواجدين اذا ما الصبر قد عيلا
كأن أعراضهم صارت بلا خجل / على حجور بني الدنيا مناديلا
وهم بمصر شحاح الكف لو قدروا / ان يمنعوا النيل ما اجروا لنا النيلا
اذا استطعت ابحت السيف هامتهم / حتى أريح غداة القبض عزريلا
ولو قدرت لما نهنهت من هممي / حتى ارى الدم مسفوكا ومطلولا
لا تنس وقفتنا والخصم محتكم / يزجى القضاء بامر كان مفعولا
ونحن في قفص كالزغب جاثمة / ثم انتفضنا به طيرا أبابيلا
فليهنيء الخصم ما يلقاه من قلم / ما زال يمطره نارا وسجيلا
يفني ويبقي هجائي فيه ما طلعت / شمس النهار على جيل تلا جيلا
لو شئت أنكبه في كل آونة / جعلته مثل عصف كان مأكولا
تاللَه ما جاء فرد من سلالته / الا وعاش بهذا الهجو مرذولا
اني عهدت له هجوا سيجعله / رهن المخازي وكان العهد مسؤولا
أنا الذي زدته في الناس معرفة / لولا الهجاء لعاش الدهر مجهولا
تَجلَّى العام فاستجلوا الهلالا
تَجلَّى العام فاستجلوا الهلالا / فإني شِمتُه للسعد فالا
سأطريه متى عزّت بلادي / وقد رُزقت كما رُزق الكمالا
وأمدحه متى قمنا بمصر / وأرجعنا لها ذاك الجلالا
فأما والبلاد وساكنوها / يزيد الدهر حالتهم نكالا
فلست بناظم فيه قريضاً / ولا أنا قائل فيه مقالا
إلام نطالب الأعوام خيراً / ولم تنعم لنا الأعوام بالا
تمر وتنقضي منها ليال / بأرزاء الزمان غَدَت حُبالى
وتلك ممالك الإسلام كادت / صروف الدهر تخبلها خبالا
فلست أخصها بالذكر عنا / ونحن من البلاء أشد حالا
أيا عاماً تقضى بئسَ سهمٌ / رميت به الغواني والرجالا
فقالوا هل صروف العام كانت / نزاعاً قلت بل كانت نِزالا
همومٌ لو رَشَقت بها فؤاداً / لكانت في جوانبه نبالا
لقد حمّلتنا للضيم عبئا / ثقيلاً لا نطيق له احتمالا
وقد أجريت دمع القوم حتى / كأنَّا كلنا قوم ثكالى
ولولا ذكر أحمد كل عام / لما صُغنا لك الذكر الحلالا
أرى فِرَقاً قد افترقت بمصر
أرى فِرَقاً قد افترقت بمصر / ورامت عن أواصلها انفصالا
أناس أخلصوا من بعد زيغ / وثابوا بعد أن ألِفوا الضلالا
وأقوام قد أرتدوا جهاراً / فساءوا في عواقبهم مآلا
وقال الناكصون كفى غُلوّاً / وإلّا ذقتم منه الوبالا
خلائق في المكارم لم يمدوا / يميناً للفعال ولا شمالا
أولئك عصبة بالخزي باءوا / فسمّوا الخزي والجبن اعتدالا
أنابتةَ البلاد وخيرَ نشء
أنابتةَ البلاد وخيرَ نشء / غَدَوا للنشء بعدهم مثالا
عليكم بالإخاء ولا تَفلّوا / عرى القُربى فتنخذلوا انخذالا
سينجب حظه الوطن المفدى / إذا لم تحسنوا عنه النضالا
فجدّوا في علومكم صغارا / ولا تشكوا السآمة والكلالا
فمن رام الكواكب والدراري / بلا علم فقد رام المحالا
وإن صرتم رجالَ النيل يوماً / فلا تنسوا بربكم القتالا
وذودوا عنه مااسطعتم برأي / حصيف واجعلوا الحسنى جدالا
وما زال الرئيس لكم كفيلا / على رغم الخطوب ولن يزالا
وكونوا للأجانب خير عون / تزيدوا عروة الود اتصالا
إذا عشتم وإِياهم بخير / مَحَوتم عنكم قيلاً وقالا
لقد أوجزت خيفة أن يقولوا / نسيم في قصيدته تغالى