المجموع : 98
ما لي وَربك غير وج
ما لي وَربك غير وج / هِ العلم ما أَهواه ما لي
اسأل وَلا تَخجل فإن / نَ العلم يكثر بالسؤال
في الكَون كل مركب / فيما أَراه إلى اِنحلال
ولكل منحل جَدي / دِ تركُّبٌ فيما بدا لي
ما جاءَ يفسده الجنو / ب تعيده أَيدي الشمال
منذ القَديم يَدور هَ / ذا الكَون من حال لحال
بالعلم قَد ملكت شعو / ب الغرب ناصية المَعالي
ما إن أَرى كالجَهل في ال / أَقوام من داء عضال
من يستعن بالعلم يف / تَتح البلاد بلا قتال
العلم في حرب الحَيا / ة يعد من أَمضى النصال
البس سلاح العلم ثُم / مَ ادع الخصوم إلى النزال
حكم الزَّمان عَلى رؤو / س لَيسَ تعلم بالزوال
رب الجَهالة سافل / نكدٌ وربُّ العلمِ عالي
العلم للإِنسان ذخ / ر أَولٌ وَالمال تالي
ما العلم إلا غادة / تبدى الصدود من الدلال
هي إن سلت عَني فإن / ني عن هَواها غير سالي
سَتَعود بَغداد كَما / كانتَ بأعصرها الخوالي
وَتَعود أيامي بها / وَتَعود هاتيك اللَيالي
يا قوم أَنتم أُمَّة / لا تستقر عَلى السفال
فَإِلى الأمام إِلى الأما / م بلا توان أَو ملال
رب من جاء ينظم الشعر رخواً
رب من جاء ينظم الشعر رخواً / ساقطاً حبلُ وزنه محلولُ
عكر اللفظ ما عليه صفاءٌ / تافه المعنى ما عليه قبول
يعقد العزم أن يطير مع الطي / رِ ولكن جناحه مشكول
يا مجاريَّ إن تحتي جواداً / لا تجاريه في السباق الخيول
أَدهم عنده من الليل جلد / ومن الصبح غرَّة وحجول
ليس بي في المقال عنك عياء / كيف يعيا الفصيح حين يقول
ما الشعر إِلا شعوري جئت أعرضه
ما الشعر إِلا شعوري جئت أعرضه / فانقدْه نقداً شَريفاً غير ذي دخل
وأحسن النقد ما يرضى الجميع به / وأسوء النقد ما يفضي إلى الجدل
الشعر ما عاشَ دهراً بعد قائله / وسار يجرى على الأفواه كالمثل
والشعر ما اِهتز منه روح سامعه / كمن تكهرب من سلك على غفل
الشعر قد قلته لما تطلبني / ولو تنكب عني الشعر لم أقل
له ابتكرت وغيري جاء منتحلاً / وَلَيس مبتكرٌ شيئاً كمنتحل
فيه إلى اليوم ما قلدت من أحدٍ / وما عَلى غير نَفسي فيه متكلي
وقد أعود به إبان أنظمه / إذا تذكرت أَيامي إلى الغزل
يا شعر إنك أحلامي الَّتي حسنت / وأنت ذكرى شبابي الناعم الخضل
يا شعر أَسمعنا قَلي
يا شعر أَسمعنا قَلي / لاً من أَناشيد المعالي
يا شعر أَنت من القدي / م أَجل أَصناف المقال
تكسو المَعاني منك أَل / فاظاً كأَمثال اللآلي
صوِّر لنا يا شعر ما / تهوى الحياة من الخيال
قل ما تَراه اليوم حق / قاً في الشئون ولا تبال
شعري شعوري فهو إن / حققت منزعه مثالي
الشعر حين أَقوله / ضرب من السحر الحلال
يشجي العيون على حسن هناك به
يشجي العيون على حسن هناك به / لون الدماء الَّتي سالَت على الأسلِ
ما نالَت النَفس ما كانَت تؤمله / يا خيبة النفس بل يا ضيعة الأمل
ساكت أَنت والأعادي تقولُ
ساكت أَنت والأعادي تقولُ / وَمضرٌّ بك السكوت الطَّويلُ
مضغتك الأفواه بالذم والثل / بِ فَلِلَّه شلوُكَ المأكول
لا دفاع عما لحوك عليه / في اِنتقاداتهم ولا تأويل
أَعياء وَلَيسَ فيك عياء / أم ذهول وَلَيسَ فيك ذهول
أَينَ ذاكَ النضال عن حرم العل / مِ وَتلك النبال تلك النصول
أَينَ ذاكَ الشعر الرقيق المنقى / أَين ذاكَ النثر النفيس الجَميل
لك في الذب من لسانك سيف / شهد اللَه أنه مصقول
وَيراع إن أحجمت في مكر / صافنات الأقلام فهو يجول
وقواف تسيل في كل واد / طفحت منها دجلة وَالنيل
لم تطأطئ إلى الشهادة رأساً / فهي منها لها عليها دَليل
سامك القوم حين سالمت خسفاً / لَيسَ يَبقى عليه إِلّا الذَليل
القوافي يا شاعر العصر فانظم / بين أَيديك واقفات مثول
إن تسالم بها فتلك أَغانٍ / أَو تحارب بها فتلك نصول
أَيُّها اللائمي على الصمت إيهاً / أَو ما قد دريت أني عليل
كَيفَ يَقوى على مناضلة الأق / ران عضو نضو وجسم نحيل
قبل عشرين حجة جاء داء / نازلاً بي وذاك ضيف ثقيل
هُوَ داء مبيته في نخاعي / إن داء النخاع داء وبيل
فَتَهاوَنَت في البدايات فيه / راجياً أن وطأه سيزول
فَمَضَت تلكم السنون ودائي / ذلك الداء نفسه لا يحول
وَتَداويت عند كل طَبيب / ونصيبي من التداوي نحول
كنت في أولي أَقاويه حتى / خار جِسمي فقلت صبراً جميل
ثم صافحته أَداريه باللي / ن كَما صافح الخليل الخليل
لا تجردني في الوَغى لقراع / فأَنا اليوم صارم مفلول
هد جِسمي وفل عزمي وحزمي / مرض مزمن وداء دخيل
ألا فاِنتبه للأمر حتامَ تغفلُ
ألا فاِنتبه للأمر حتامَ تغفلُ / أما علمتك الحال ما كنت تجهلُ
أغث بلداً منها نشأت فقد عدت / عليها عوادٍ للدمار تعجل
قد استصرخت أم ربيت بحجرها / وإنك عنها غافل لست تسأل
رعى اللَه ربعاً كان بالأمس عامراً / بأهليه وهو اليوم قفر معطَّل
كأنّيَ بالأوطان تندب فتية / عليهم إذا ضام الزَمان المعول
تقول أما من مسعدٍ لبلاده / يناصرها فيما دهاها وَينشل
أما من ظهير يعضد الحق عزمه / فقد جعلت أركانه تتزلزل
أما من طبيب ذي تجارب حاذق / يضمد جرحاً دامياً كاد يقتل
وإن حصول الشيء رهن بفرصة / إذا هي فاتَت فهو لا يتحصل
بِنَفسي أفدي كل حر سميذع / يرى أن لوث العار بالدم يغسل
وَما رابَني إلا غرارة فتية / تؤمل إصلاحا وَلا تتأمل
تؤمل إصلاحاً وترجو سعادة / أَلا باطل ما تَرتَجي وتؤمل
توالت عليها الحادِثات فكلما / ترحل عنها مشكل حل مشكل
تعلل بالآمال نفسك راجياً / سلاماً لها لو كانَ يجدى التعلل
وَما هي إِلّا دولة همجية / تسوس بما يقضي هواها وتعمل
فترفع بالإعزاز من كان جاهِلاً / وتخفض بالإذلال من كان يعقل
فمن كانَ فيها أولاً فهو آخرٌ / ومن كانَ فيها آخراً فهو أول
وَما فئة الإصلاح إلا كبارق / يغرك بالقطر الَّذي ليس يهطل
لهم أثر للجور في كل بلدة / يمثِّل من أَطماعهم ما يمثل
إذا نَزَلوا أَرضاً تفاقم خطبها / كأنهم فيها البلاء الموكل
فَطالَت إلى سورية يد عسفهم / تحمِّلها ما لم تكن تتحمل
وكم نبغت فيها رجال أَفاضل / فَلَمّا دَهاها العسف عنها ترحلوا
وبغداد دار العلم قد أصبحت بهم / يهددها داء من الجهل معضل
نحوّلُ عنها كل يوم رزية / فَتبقي دماراً ثم لا يتحول
وسل عنهم القطر اليماني إنه / يبوح بما يعرو البلاد وينزل
بلاد بها الأموال من يد أَهلها / تنزَّع غصباً والنفوس تقتَّل
وتلطمنا كف الإهانة منهم / فنلثمها من خشية ونقبل
شريف ينحَّى عن مواطن عزه / وآخر حر بالحديد يكبل
وجازعة عبرى لقتل حليلها / ووالدة تبكي بنيها وتعول
إذا سكت الإنسان فالهم والأسى / وإن هو لم يسكت فموت معجل
ولجتم طريق العنف تستنهجونه / أَما عَن طَريق العنف يا قوم معدل
لَقَد عبثت بالشعب أَطماع ظالم / يحمِّله من جوره ما يحمل
فَيا ويح قوم فوضوا أَمر نفسهم / إلى ملك عن فعله ليس يسأل
إلى ذي اختيار في الحكومة مطلق / إذا شاء لم يفعل وإن شاء يفعل
وَذي سلطة لا يرتَضي رأي غيره / إذا قال قولاً فهو لا يتبدل
أَيأمر ظل اللَه في أَرضه بما / نهى اللَه عنه والكتاب المنزَّل
فيفقر ذا مال وينفي مبرءاً / ويسجن مظلوماً ويسبي ويقتل
تمهل قَليلاً لا تغظ أمة إذا / تأجج فيها الغيظ لا تتمهل
وأَيديك إن طالَت فَلا تغترر بها / فإن يد الأيام منهن أَطول
إليك فإن الظلم مرد فريقه / وإن طَريق الظلم للخسر موصل
وكم تعد الأقوام أنك باذل / حقوقاً لهم مغصوبة ثم تبخل
تَقول إذا عم الفساد فإنني / بإصلاحه في فرصة متكفل
أبعد خراب الملك وا ذلّ أَهله / تُهيِّئ إصلاحاً له أَو تؤمل
يا أَيديَ الظلم شلِّي
يا أَيديَ الظلم شلِّي / وَيا بلاد استقلِّي
وَيا رجاء تعزز / وَيا مصاعب ذلي
وَأَنت يا رايَة النص / رة اخفقي وأظلي
يا أَرض أَهلي وَمالي / فداك مالي وأَهلي
لَيسَ الحَياة بعز / مثل الحياة بذل
إذا فقدت بِلادي / فَذاكَ أَكبر ثكل
وإن هلكت فكم من / ذي حاجةٍ ماتَ قَبلي
أَعلامهم قد تَراءَت / فَيا نفوس أَجلِّي
قَد جاءَ يوم بأَيدي / يَ فيه أكسر غلي
اليَوم لَم يَبقَ للقا / بضين إلا التخلي
إن القلوب من الغي / ظِ في الصدور لتغلي
وَالضغط يأَتي انفجارا / يبيد من غير مهل
لي غاية أَبتَغيها / وَقَد يوفَّق مثلي
إن لم تصل بي إليها / فَلا مشت بيَ رجلي
أوَ هل يعود إلى العرو
أوَ هل يعود إلى العرو / بة ذلك المجد الأثيلُ
مجد تُجَرُّ له على / مجد تقدمه الذيول
مجد بدا كالنجم يل / مع ثم أَخفاه الأفول
مجد تزول الراسيا / ت وذكره ما إِن يزول
مجد له في أَبطن ال / تاريخ قد كتبت فصول
مجد بناه اللَه ضخ / ماً ثم أَيده الرسول
إذ كانَ في بغداد عم / رانٌ وكان له شمول
وَمعاهد لم يَبقَ من / آثارها إلا طلول
غابَت أَشعة نجمها / ولكل طالعة أُفول
بغداد بعد القائمي / نَ بعزها أَمٌّ ثكول
الشعب بعد اللَه يا / دستورُ أَنت به كفيل
تَمشي به الآمال وَال / آمال مركبها ذلول
إن الحَياة إذا انتفت / آمالها عبءٌ ثَقيل
وإذا أَرادَت أُمَّةٌ / رشداً فَما شيءٌ يحول
عَلى الرافدين معاً أمة
عَلى الرافدين معاً أمة / لِنَيل التحرر تستبسلُ
وَكانَ السلامة في ريثها / فينحلّ من نفسه المعضل
وَكَم في التريث من حكمة / ولكنما المرء مستعجل
لنصبر قَليلاً على ضيمنا / لعل الَّذي ضامنا يعدل
ولست أُريد بما قلته / خنوعاً لجائحة تشمل
ولكن أروم لنا موئلاً / ليحميَ حوزتنا الموئل
هنالك شعب يريد العدى / هواناً له وهو لا يقبل
وقد تقتل النفس في ذودها / وفكر التحرر لا يقتل
فَذاكَ لآمالها آخر / وَذاكَ لآمالها أَول
إذا حُرمت ماء أَجدادها / فَلا طابَ من بعدها المنهل
وَقَد يدفع الشعب عن حوضه / دفاع الكميِّ وَيستقتل
سينقض يوماً على خصمه / كَما انقضَّ من حالق أجدل
لَقَد حملوا الشعب من عسفهم / تَكاليف باهظة تثقل
فَهَذا الَّذي يومه أيوَمٌ / كَذاكَ الَّذي ليله أليَل
ومن سيم خسفاً ولَم ينتفض / فإن منيته أفضل
وَرب مخطوبة عذراء قد جهلت
وَرب مخطوبة عذراء قد جهلت / ما قَد تُقاسي غداً من قسوة الرجلِ
سمراء في مقلتيها السحر مستتر / وَالسحر إن كانَ حقاً فهو في المقل
إذا نظرت إليها وهي ذاهبة / إلى لدات لها احمرت من الخجل
تزف في عنفوان من شبيبتها / إلى فتى لشعار النبل منتحل
مهما به احتفلت بعد الزواج فما / تَلقى سوى ذى غرور غير محتفل
تَراه زوجاً على إرغامها بطلا / وَفي سوى ذاك ليس الزوج بالبطل
له تبث هواها كي يجازيها / بالمثل وهو عن الأهواء في شغل
قامَت بخدمته جهد اِستطاعتها / تريد منه لها ميلاً فَلَم يمل
تود لو أنه كان الوفيَّ لها / فَلَم يخن عهدها يوماً ولم يحل
هَيهات فالطبع في الإنسان غالبه / بما توارث من آبائه الأُوَل
حتى أَضاعَت لعمري من شراسته / حَياتها وهو في سكر من الجذل
قد ينزل الخطب في دار بربتها / وَلا يَكون هناك الخطب بالجلل
النّاس في الشرق ضلوا
النّاس في الشرق ضلوا / سبيلهم وأَضلوا
وَبالحياة استخفوا / وَبالحقوق أَخلوا
ظن النساء رجال / صنفاً أذاه يحل
وأنهن كَحَيوا / ن ليس يهديه عقل
وأنهن متاع / لهم من النفس يخلو
وأنهن ملذا / ت تشتهى وتمل
وأنهن ظروف / يراد منهن نسل
لأربع محصنات / منهن يكفل بعل
وكل ذلك منهم / إذا تأملت جهل
فما لما زعموه / من الحَقيقة ظل
أَقول وَالجد أَبغي / وَالقَول جد وهزل
إن النساء من القو / م للحفاوة أَهل
وإنهن نجوم / عَلى السلام تدل
وإنهن ابتساما / تٌ للكآبة تجلو
وإنهن من اللَ / هِ للسعادة حقل
وإنهن غصون / بفيئها يستظل
بنات قوم وأَزوا / ج آخرين استقلوا
وأمهات لناس / في الحط منهن تغلو
لَولا النساء لما با / ن للحضارة شكل
وَليس يُجمع إلا / بهن في الدار شمل
عَلى الشعوب بمرقى / نسائها يُستدل
لهن في الغرب عزٌّ / جم وفي الشرق ذل
حجبتموهن عن هَ / ذا النور وهو يئلّ
كَذاك يفعل من كا / نَ في الحياة يضل
لا تبخسوهن حقا / فَلَيسَ في البخس عدل
اثبتن في نهضة إن / نهنَّ للفضل أَهل
فالمرأة اليوم للمر / ء في الحَقيقة مثل
وإنها ذات عقل / كَما له هو عقل
وإنها عنه في الفه / مِ والحجى لا تقل
إِن لَم تعاضده في مز / لَقِ الحياة يزل
وَالعيش إن هي لَم تُح / لِهِ فما هو يحلو
وإنها لتذيع ال / سلام حيث تحل
وإنها هي عما / يرمونها لتجل
وإنها إن أَرادَت / بنفسها تستقل
للمرأة اليوم في مج / لس القضاء محل
للمرأة اليوم في البر / لمان عقد وحل
للمرأة اليوم في استك / شاف الحقائق شغل
للمرأة اليوم في تح / سين الحضارة فضل
وإنها من علوّ / على الرجال تطل
شجاعة لا تبارى / وهمة لا تكل
وإن تكن قبل ذا قد / ضلت فأنت المضل
أَتَرتَضي أن هَذا ال / عضو الشريف يشل
بَل الَّذي أَنتَ تأتي / هِ بالنظام يخل
ما زلت تغمط حق ال / نساء حيث تحل
كأنما لك عند ال / نساء من قبلُ ذحل
تدوسها حين تَمشي / كأَنَّما هي بقل
دأبت تنزلها من / مقامها وهو يَعلو
يا أُم لا تحزني إن / أَتى يعقك نجل
فإنه ليس يدري / ماذا يريد فيألو
ربَّتكَ حانيةً يَو / م أَنت في المهد طفل
فَجئت تغصب منها ال / حقوق إذ أَنت كهل
تَقول مهلاً وَفي المه / ل للسلامة قتل
إنا بعصر به لا / يجوز للناس مهل
جاءَ الزَمان الَّذي في / ه المشكلات تحل
فَما هنالك بعدٌ / ولا هنالك قبل
يَلقى الخطوب ويركب الأهوالا
يَلقى الخطوب ويركب الأهوالا / حر يريد لقومه استقلالا
ينأى عن الوطن المعزز مرغماً / وَيَموت دون رجوعه مغتالا
لا يطمئن الشعب بعد جهاده / إلا إذا لمس المراد فنالا
نزعت له نفس إلى حرية / فَمَضى يقطع دونها الأغلالا
ما فاز فوق الأرض باستقلاله / شعب يعالج قلبه الأوجالا
حي الأسود تذب عن آجامها / وَلمثل ذلك ربت الأشبالا
لَيسَ الحياة سوى نضال دائم / ما عاش من لا يَستَطيع نضالا
تَبغي لتلبس جدة في عصرنا / كل الشعوب وتنزع الأسمالا
يا رب أَيام تمر عصيبة / يَحكي شحوب غدوها الآصالا
مات البَنون فكنت أَسمع أمهم / للثكل تعول بعدهم إعوالا
لَو أن هاتيك الدموع تجمدت / لنحتّ منها للأسى تمثالا
لاقيتُ أَياما خفافاً مثلما / قاسيتُ أَياما عليّ ثقالا
رضوى ومن ذا عالم بمرادها / وقفت هناك تخاطب الأجيالا
قل لِلَّذي يَشكو غليل فؤاده / لذ بالسقاء فقد ترى أَوشالا
وَلَقَد وقفت على ربوع قَد خلت / أَبكي الرسوم وأَندب الأطلالا
كانَت بها لَيلى إلى عشاقها / تمشي وتسحب خلفها أذيالا
أَما الجمال فكان جماً فاتناً / يا حبذا ذاك الجمال جمالا
كَم جاهل ظن الخيال حقيقة / وَرأى الحقيقة في الحياة خيالا
من قد أَضاع صوابه في نهجه / عدَّ الهدى للسالكين ضلالا
أَمّا الَّذي يأَتي الوشاة فإنه / إفك وأَكثره يكون محالا
يا رب لَو أَنزلت سخطك ناقماً / فجعلته للظالمين نكالا
أَترى العراق ملاقياً بطَبيبه / من بعد زمنة دائه إبلالا
يا قابضاً لغد العراق بكفه / أَنسيت أنَّ لأهله آمالا
حتام يَشكو الضيم شعب كامل / حتامَ تحمل أمة أَثقالا
لَهفي على قطر يعالج أَهله / داء من اليأس الأليم عضالا
إنا نرحب بالأمين وأنه / قدم العراق ليعرف الأحوالا
إن العراق على فتوة ضيفه / يَبني الرجاء ويعقد الآمالا
لَولا تفاقمُ شرٍّ ليس يحتملُ
لَولا تفاقمُ شرٍّ ليس يحتملُ / ما كنت عن وطني بغداد أَرتحلُ
اليأس بالأمس من بغداد أخرجني / واليوم جاء إلى بيروت بي الأمل
عجلت في السير عن بغداد خشية أن / تنسد من ريبة في وجهيَ السبل
وكنت أَرضى لقاء الموت منتحراً / لَو كانَ لي من حَياتي هذه بدل
اعوجّ من حقدهم ناسُ عليّ بها / وَهَكَذا الناس معوجٌّ ومعتدل
فما رآني جذلاناً بها أَحدٌ / وهل لمثليَ في أَوطانه جذل
يممت بيروت أستشفي بطيبته / وَقلت علّ جروحي فيه تندمل
بيروت عز بلاد الضادِ قاطبةً / بنهضة القوم فيه يضرب المثل
هناك شعب بصير بالحياة فما / تراه يوماً بغير العلم يحتفل
لا ترفع المرء أَقوال يفوه بها / بل يرفع المرء سعي المرء والعمل
وقد يصيب جليلاً حادث جللٌ / فَلا يغل يديه الحادث الجلل
وَللنساء لدى أَهليه منزلة / كما يَليق بشعب هب يعتدل
إن الرجال لهم نقص بمفردهم / وإنما بالنساء النقص يكتمل
هل يستطيع كما قد ينبغي عملاً / جسم أَصاب لداءٍ نصفَه الشلل
إنا نريد حياة لا يضر بها / تعصب ولأمّ الناقد الهبل
ما ضرنا الجهل لا نصغي لقالته / فكل أَرض على الجهال تشتمل
لكن شعباً يكون القائدون له / من الألى عرفوا بالشر ينخذل
من استطاع دفاعاً عن حقيقته / فإنه وحده في قومه البطل
إن القوي جسور في تكلمه / ومن علامات ضعف القائل الوجل
والرأي إن كان عن حب بصاحبه / فَلَيسَ ينفع في تمحيصه الجدل
إذا التكاليف لم تقسم بمعدلة / فَقَد ينوء بظهر الحامل الثقل
ما زالَ يَرجو شفاء كل ذي مرض / حتى إذا مات في أَصحابه الأمل
تأخر القوم في بغداد من كسل / وكَم تأخر قوم عندهم كسل
الناس بالقصف في بغداد لاهبة / كل امرئٍ فله عن غيره شغل
وأيّ قصد يرجي المرء في بلد / به تساوى سداد الرأي والخطل
تشابهت فيه مرضاة وموجدة / كَما تَشابَهَت العضاتُ والقبل
نصحتهم أَن يثوبوا من جهالتهم / وأَن يَكون لهم بالعلم مشتغل
نصحتهم أَن يكونوا عاجلين له / فإنما الوقت مطلوب له العجل
لكنما القوم كل القوم ما سمعوا / نصحي الَّذي كنت أَبديه ولا قبلوا
راموا وصولاً إلى ما فيه منفعة / لهم وفي الوقت لم يسعوا فَلَم يصلوا
إلا شباباً من الأحرار نزعتهم / إلى التقدم لا يثنيهم الملل
بالعلم تتحد الآراء صائبة / والرأي يفعل مالا يفعل الأسل
كَم قد تصدت إلى الأعمال من فئة / فكان فيها نصيب الجاهل الفشل
العلم عدة ناس ما لهم عدد / والعلم حيلة من أَعيتهم الحيل
أَقول للشعب أَنت اليوم ذو ظمأ / إلى العلوم فلا علّ ولا نهل
إن فاتك الغمر من ماء تريد به / بلّ الأوام فما إن فاتك الوشل
هَل يزهر العلم في أَرضٍ أَماثلُها / عليه بالمال في حاجاته بخلوا
لا ينبت الروض أَزهاراً ولا عشباً / حتى يجود عليه العارض الهطل
ورب غرّ أَتاه ما نطقت به / ذبّاً عن امرأة قد ضامها رجل
فغاظه الأمر حتى جاءَني حنقاً / كأَنَّه وهو يعدو مزبداً جمل
أَنحى يسب وَلَم يستَحي من أَدَبي / ولا من الشيب في فوديّ يشتعل
قد كفروني لأني في مجالسهم / على الحقيقة إِمّا قلت أتّكل
وجادَلونيَ عن جهل وعن سفه / فما أَضر برأيي منهم الجدل
الحق يندبني فيها فأنصره / وَالعقل يأَمرني فيها فأَمتثل
وَلَيسَ يعظم بعد اللَه في نظري / إلا الأثير الَّذي بالكون يتصل
فكل شيءٍ من الأشياء منه أَتى / وكل شيءٍ إليه سوف ينتقل
وإنه هادم فيه ومنهدم / وإنه فاعل فيه ومنفعل
لكل شيء نظام في تكونه / وإنما يعتريه بعده الخلل
هُو القوى وهو أجسام قد اِتصلت / بغيرها وهو الأجسام تنفصل
وإنه هو نفس الشمس طالعة / وإنه بُكَرُ الأيام والأُصَلُ
وإنه هو معلولات قدرته / قديمة ولمعلولاته العلل
ما الكون إلا فضاء لا حدود له / والزُهر إلا شموس فيه تشتعل
إذا تصور ما للكون من سعة / عقل الحكيم بحق فهو ينذهل
فيه الوجود ترقى من تنازعه / والأرض والشمس والإنسان والدول
تدور فيه نجوم لا انحصار لها / وكل شمس لها في دورها أجل
طلعت يا شمس صبحاً
طلعت يا شمس صبحاً / تحيين حَزناً وسهلا
فكنت حسناء يا شم / سُ مثلما كنت قبلا
قال اترك المعقول لا تعمل به
قال اترك المعقول لا تعمل به / حتى يؤيد حكمَه المنقولُ
قلت اترك المنقول لا تعمل به / حتى يؤيد حكمه المعقولُ
إن سلمى شطبة
إن سلمى شطبة / إن سعدى أَشكلُ
إن لَيلى منهما / في عيوني أَجملُ
رب قَلبين معاً
رب قَلبين معاً / للقاء خفقا
خلَوَا في جانب / ساعةً وافترقا
هو ما أجمله
هو ما أجمله / وهي ما أجملها
قبلت منه فماً / كان قد قبَّلها
حبذا أنت لنا
حبذا أنت لنا / من موالٍ مبغضِ
من مسيءٍ محسنٍ / من مؤاتٍ معرضِ