المجموع : 35
يا من تملك بالمحاسن مهجتي
يا من تملك بالمحاسن مهجتي /
وإليه ملت ولا سواه بجملتي /
وأريده لما أقول أحبتي /
خلص الهوى لك واصطفتك مودتي / إني أغار عليك من ملكيكا
عيني بوجهك لا تزال قريرةً /
والقلب يضمر منك فيك سريرةً /
وأنا الذي بك زاد عقلي حيرةً /
فلو استطعت منعت لفظَك غيرةً / أني أراه مقبِّلاً شفتيكا
يا جامعي بكلامه المتشتتِ /
من كل ناحية إليك تلفتي /
أهفو إليك وعنك وجدي ما فتي /
وأراك تخطر في شمائلك التي / هي فتنتي فأغار منك عليكا
جاهل كل من رأى
جاهل كل من رأى / أن شيئا تحركا
والذي في تجرد / قد رآه تنسكا
حيث بالنص من كتا / ب إلهيْ تمسكا
وهو لا شك عارف / وهو ذو الفهم والذكا
إن قوما لم يروا
إن قوما لم يروا /
حالتي لما سروا /
وعظامي قد بروا /
ليت شعري هل دروا / أي قلب ملكوا
قد جرى لي ما جرى /
بعدهم بين الورى /
آه من لي لو أرى /
وفؤادي لو درى / أي شعب سلكوا
أنا صب مغرمُ /
واصطباري عدمُ /
وهم القوم هموا /
أتراهم سلموا / أم تراهم هلكوا
عنهم الرواي روى /
إنهم في المستوى /
ثم من فرط الجوى /
حار أرباب الهوى / في الهوى وارتكبوا
فر يا طائراً إلى ربكْ
فر يا طائراً إلى ربكْ / عن سواه بمقتضى حبكْ
وتعلق به على ثقة / منه غيباً ومل إلى قربك
فهو مولاك يرتضيك له / عبدا إن تبت فيه من ذنبك
وبه لا بك اختطفه تنل / لمحة منه فهو في دربك
وإذا ما اختطفته فعلى / نفسك الإختطاف لا ربك
هو أدنى إليك منك له / كل نفس فالنفس من حجبك
أنت عنه بك احتجبت ولم / يحتجب عنك في صفا شربك
إنما شف عنه ثوبك في / لبسة الماء منك مع تربك
فتجرد عن الوجود به / وتحققه وافن عن سربك
وعن الكل وابق فيه به / حضرة المصطفى الذي هو بك
يا مبتلى بالغرام اصبر لأوجاعَكْ
يا مبتلى بالغرام اصبر لأوجاعَكْ / لو كنت عاقلْ دليل العقل ما طاعَكْ
فاسلك بربك وخلي عنك أطماعَكْ / وانظر لأوضاعه واترك لأوضاعَكْ
من مجيري من فاتر الطرف فاتِكْ
من مجيري من فاتر الطرف فاتِكْ / لا تُحاكيهِ يا غزالةُ فاتِكْ
قمر طالع على غصن بان / صانه الله وهو للصب هاتك
يتثنّى بقامة فتنتنا / فارجعي يا غصون عن حركاتك
يا بديع الجمال جرت علينا / الأمان الأمان من فتكاتك
لك ذات بها سلبت البرايا / بتناويع حسنها من صفاتك
أيها الوجه بالمحبين رفقاً / نحن مثل الشخوص في مرآتك
كم على وجهك الجميل خمار / من نفوس لما ظهرت بذاتك
فاكشف الوجه وامحق النفس منا / واحْيِ منا ميْتَ الهوى بحياتك
فيك بعنا نفوسنا واسترحنا / من بلاها فجُدْ لنا بالتفاتك
كل شيء به ظهرت علينا / فاختفينا يا نور في ظلماتك
أنت طوراً ولا سواك وإنا / نحن طوراً ولا سوى آياتك
هي أطوارنا ترد إلينا / كلها منك وهي بعض هباتك
قسما بالصفا ومروة جسمي / حين أسعى يا حب في مرضاتك
لم أحل عنك دائماً فافهمي يا / نفس حتى إن كنت في غفلاتك
هذه سنة المحبين قبلي / لك منها نقيم في جناتك
إن جسمي هنا وقلبي هناكا
إن جسمي هنا وقلبي هناكا / وأنا الصب بين هذا وذاكا
دار سلمى مادار فيها محب / قطُّ إلا ذاق الفنا والهلاكا
طلعة لا طلوع يعرف منها / غير أمر يحرك الأفلاكا
يا لسلمى ويا لأحباب سلمى / هل لكم وقفة هنا نتشاكى
هي منا قريبة وبعيد / نحن عنا لقصدنا الإشراكا
آه لو أنها دنت فتدلت / لك حتى بها رأيت مناكا
احذر احذر تجد بأنك عنها / خارج بانفصال شيءٍ دهاكا
كالنصارى في قولهم ولد الل / ه يضاهون كاذباً أفاكا
واليهود الذين قالوا بأنا / نحن أبناء الله والكفر ذاكا
حيث معنى هذا انفصال لشيء / عن إله الورى وما أدراكا
وهو كفر منزه عنه ربي / قد نهاهم عن مثله ونهاكا
إنما الله عالم من قديم / كلَّ شيء والشيء ليس هناكا
وبإنزاله هو الذكر يتلى / لم يكن عنه خارج محراكا
وهو الله لا سواه ولكن / علمه منزل به الأملاكا
كالبرايا جميعهم ولهذا / هو قيومهم كما قد أتاكا
حاش لله أن يكون من الل / ه انفصال للشيء قل حاشاكا
وسع الله كلَّ شيء كما قا / ل وشيء له الفنا في فناكا
هو علمٌ له تعالى فذِكْرٌ / نازلٌ منه فيه ليس انفكاكا
أنت يا غافلُ الذي لست تدري / عارفاً كن بنفسك النَّسّاكا
قمر نائب عن الشمس ليلاً / فإذا ما النهار جاء محاكا
إنما ظل نفسك الليل فامحق / كرة الأرض عنك تلقَ هداكا
هو نور وما سواه ظلام / فالقِ عنك السوى به يلقاكا
ليس لله في الوجود شريكُ
ليس لله في الوجود شريكُ / لا اشتباه فيه ولا تشكيكُ
والذي يدعي الوجود مع الل / ه فدعواه هذه تشريك
إنما الله ظاهر يتجلى / وهو نور يمحي به التحليك
ومحيطٌ بكل شيءٍ كما قا / ل ولا شيءَ سوقةٌ ومليك
فاعرف اعرف من قبل موتك يا من / لم يفده نصحٌ ولا تسليك
لتكن مؤمناً بربك حقاً / ويزول التسكين والتحريك
وترى الكل فيه كن فيكون ال / أمر منه له اللجين السبيك
يا وجودي إنني الصورة لكْ
يا وجودي إنني الصورة لكْ / أنت قد صورتها وهي ملكْ
شهد الحق ولم يشهد سوى / أنه الشاهد سوَّى وملك
صورتي فعل له وهو الذي / صاغها من عدم رب الفلك
وكذا الأشياء طراً قل كذا / حكمها شرعاً لمن قد سألك
يا ابنة العزِّ إلى كم شغفي / أي يوم يعدم النور الحلك
وأنا تلك كما تلك أنا / وهما الواحد والإثنان لك
قلت لما هي قالت لي وقد / غلَّقت أبوابها لي هيت لك
ومعاذ الله قولي عندما / ظهرت لي غيرها خذ أملك
وبدا برهان ربي ظاهراً / واختفت أغياره عمن سلك
جل ربي وتعالى فز به / يا رفيقي وتدارك من هلك
هذه الغفلة نارٌ أوقدت / فاطفِها بالذكر واسبق أجلك
كل شيء فيه وفي كل شيء
كل شيء فيه وفي كل شيء / هو فاعلم وكلُّ شيء هالكْ
فهو لا غيره وضلت أناس / جهلوه وهو المليك المالك
فارفع الشيء عنه وانظر إليه / تلقه ناظراً إليك كذلك
كل شيء كما أتى النص هالكْ
كل شيء كما أتى النص هالكْ / غير وجه الحبيب فلينج سالكْ
كتم الكون منه سر وجود / فيه كالبدر في الظلام الحالك
كافر الحق مؤمن بسواه / وسواه الطاغوت فاخطر ببالك
كيف يبقى مع الوجود الحقيقي / إن تبدَّى تقديره المتهالك
كخيال العقول يثبت فيها / ما أرادت بأن يكون هنالك
كاتب الغيب خط في لوح روح / أحرف الكائنات من فوق ذلك
كيمياء الهدى أحاديث علمي / فاتركوها تشيع بين الممالك
كم أحالت هياكلاً من نحاس / ذهباً خالصاً ينير المسالك
كاف إمكاننا لها لون نور / منه حتى لاح الوجود كذلك
كن به عارفاً وكن مستقيماً / وتحقق فإن هذا المالك
وجدت كنزاً هنا هو البركهْ
وجدت كنزاً هنا هو البركهْ / أنفق منه في مدة الحركهْ
ينمو ويزداد ليس يحوجني / إلى اتجارٍ ولا إلى شركهْ
كان عليه من السوى رصد / فانفك عنه وزالت اللبكه
وهو بقلبي توكل ورضىً / عنه وفيه الأمور محتبكه
وإنه الكنز فهو لي أبداً / يحفظني عنده من الهلكه
وبحره كلما غطست به / أخرج منه وفي فمي سمكه
وصنعة الكيمياء أعرفها / شكر الذي قد أدار لي فلكه
يزيدني كلما شكرت له / والشكر نفسي بذاك منهمكه
فالشكر لي صنعة أعيش بها / وهو طريقي يا فوز من سلكه
كم نعمة لي سبيكة ظهرت / من شكر فيض الإله منسبكه
فالشكر بحر إذا مددت يدي / أصيد ما شئته بلا شبكه
والكيميا صنعتي وتلك هي ال / سكر وذو الحال حاله هتكه
وحاصل الأمر أنني رجل / وجدت كنزاً هنا هو البركه
إلى متى أنت غافل يا أسير الملكْ
إلى متى أنت غافل يا أسير الملكْ / اخرج إلى ملكوتك فالنفوس الهلكْ
إياك بالغير تغرق في البحار الحلكْ / وجه الحبيب إن بدا يخرق عليه الفلكْ
يا دار ريّا آدام الله رياكي
يا دار ريّا آدام الله رياكي / لمن عطش في الهوى من شم رياكي
وحق من في خفايا الغيب علاكي / ريا الأزل حجبت عن قلب علاكي
ربنا من لطفه لا يدركُ
ربنا من لطفه لا يدركُ / حار من وحَّده والمشركُ
أول الخلق له الروح وقل / نفس الرحمن عن أمر يَكُ
مثل لمح البصر الأمر بدت / روحنا عنه به تنسبك
فاعلموها علم ذوق تعرفوا / ربكم إن رمتمو أن تسلكوا
وابتدا كل كثيف هي من / لطف باريها كثيف درمك
ولهذا الروح لا تدركه / هل كثيف للطيف يدرك
إنما تشهده في فعلها / وهو فيها ظاهر مشتبك
جل عنها وتعالى عدم / في وجود قط لا يحتبك
صور يجلى بها خالقنا / فنراه جل من لا يترك
كل عقل عاجز بالطبع عن / دركه حاروا به والتبكوا
لن ينالوه بتقواهم وإن / زاد منهم صدقهم والنسك
يا أخا العرفان هذا قمر / في سماء الغيب هذا ملك
وهو ورح سابح في بحره / مثل ما يسبح فيه السمك
ثم عنه صدرت كل الورى / والسموات العلى والفلك
ونجوم سبحت في أفقها / ولها في كل آن حبك
والنهارات المضيئات التي / إن مضت تأتي الليالي الحلك
واختلاف الناس في أحوالهم / ناشئٌ عنها نجوا أو هلكوا
والعقول المستمدات بها / لاقتناص الغيب هنَّ الشبك
كل هذا واحد في نفسه / وكثير سالموا أو فتكوا
وهو روح وهو نور المصطفى / خلقوا منه فلا ترتبكوا