القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 35
يا من تملك بالمحاسن مهجتي
يا من تملك بالمحاسن مهجتي /
وإليه ملت ولا سواه بجملتي /
وأريده لما أقول أحبتي /
خلص الهوى لك واصطفتك مودتي / إني أغار عليك من ملكيكا
عيني بوجهك لا تزال قريرةً /
والقلب يضمر منك فيك سريرةً /
وأنا الذي بك زاد عقلي حيرةً /
فلو استطعت منعت لفظَك غيرةً / أني أراه مقبِّلاً شفتيكا
يا جامعي بكلامه المتشتتِ /
من كل ناحية إليك تلفتي /
أهفو إليك وعنك وجدي ما فتي /
وأراك تخطر في شمائلك التي / هي فتنتي فأغار منك عليكا
جاهل كل من رأى
جاهل كل من رأى / أن شيئا تحركا
والذي في تجرد / قد رآه تنسكا
حيث بالنص من كتا / ب إلهيْ تمسكا
وهو لا شك عارف / وهو ذو الفهم والذكا
إن قوما لم يروا
إن قوما لم يروا /
حالتي لما سروا /
وعظامي قد بروا /
ليت شعري هل دروا / أي قلب ملكوا
قد جرى لي ما جرى /
بعدهم بين الورى /
آه من لي لو أرى /
وفؤادي لو درى / أي شعب سلكوا
أنا صب مغرمُ /
واصطباري عدمُ /
وهم القوم هموا /
أتراهم سلموا / أم تراهم هلكوا
عنهم الرواي روى /
إنهم في المستوى /
ثم من فرط الجوى /
حار أرباب الهوى / في الهوى وارتكبوا
فر يا طائراً إلى ربكْ
فر يا طائراً إلى ربكْ / عن سواه بمقتضى حبكْ
وتعلق به على ثقة / منه غيباً ومل إلى قربك
فهو مولاك يرتضيك له / عبدا إن تبت فيه من ذنبك
وبه لا بك اختطفه تنل / لمحة منه فهو في دربك
وإذا ما اختطفته فعلى / نفسك الإختطاف لا ربك
هو أدنى إليك منك له / كل نفس فالنفس من حجبك
أنت عنه بك احتجبت ولم / يحتجب عنك في صفا شربك
إنما شف عنه ثوبك في / لبسة الماء منك مع تربك
فتجرد عن الوجود به / وتحققه وافن عن سربك
وعن الكل وابق فيه به / حضرة المصطفى الذي هو بك
يا مبتلى بالغرام اصبر لأوجاعَكْ
يا مبتلى بالغرام اصبر لأوجاعَكْ / لو كنت عاقلْ دليل العقل ما طاعَكْ
فاسلك بربك وخلي عنك أطماعَكْ / وانظر لأوضاعه واترك لأوضاعَكْ
من مجيري من فاتر الطرف فاتِكْ
من مجيري من فاتر الطرف فاتِكْ / لا تُحاكيهِ يا غزالةُ فاتِكْ
قمر طالع على غصن بان / صانه الله وهو للصب هاتك
يتثنّى بقامة فتنتنا / فارجعي يا غصون عن حركاتك
يا بديع الجمال جرت علينا / الأمان الأمان من فتكاتك
لك ذات بها سلبت البرايا / بتناويع حسنها من صفاتك
أيها الوجه بالمحبين رفقاً / نحن مثل الشخوص في مرآتك
كم على وجهك الجميل خمار / من نفوس لما ظهرت بذاتك
فاكشف الوجه وامحق النفس منا / واحْيِ منا ميْتَ الهوى بحياتك
فيك بعنا نفوسنا واسترحنا / من بلاها فجُدْ لنا بالتفاتك
كل شيء به ظهرت علينا / فاختفينا يا نور في ظلماتك
أنت طوراً ولا سواك وإنا / نحن طوراً ولا سوى آياتك
هي أطوارنا ترد إلينا / كلها منك وهي بعض هباتك
قسما بالصفا ومروة جسمي / حين أسعى يا حب في مرضاتك
لم أحل عنك دائماً فافهمي يا / نفس حتى إن كنت في غفلاتك
هذه سنة المحبين قبلي / لك منها نقيم في جناتك
إن جسمي هنا وقلبي هناكا
إن جسمي هنا وقلبي هناكا / وأنا الصب بين هذا وذاكا
دار سلمى مادار فيها محب / قطُّ إلا ذاق الفنا والهلاكا
طلعة لا طلوع يعرف منها / غير أمر يحرك الأفلاكا
يا لسلمى ويا لأحباب سلمى / هل لكم وقفة هنا نتشاكى
هي منا قريبة وبعيد / نحن عنا لقصدنا الإشراكا
آه لو أنها دنت فتدلت / لك حتى بها رأيت مناكا
احذر احذر تجد بأنك عنها / خارج بانفصال شيءٍ دهاكا
كالنصارى في قولهم ولد الل / ه يضاهون كاذباً أفاكا
واليهود الذين قالوا بأنا / نحن أبناء الله والكفر ذاكا
حيث معنى هذا انفصال لشيء / عن إله الورى وما أدراكا
وهو كفر منزه عنه ربي / قد نهاهم عن مثله ونهاكا
إنما الله عالم من قديم / كلَّ شيء والشيء ليس هناكا
وبإنزاله هو الذكر يتلى / لم يكن عنه خارج محراكا
وهو الله لا سواه ولكن / علمه منزل به الأملاكا
كالبرايا جميعهم ولهذا / هو قيومهم كما قد أتاكا
حاش لله أن يكون من الل / ه انفصال للشيء قل حاشاكا
وسع الله كلَّ شيء كما قا / ل وشيء له الفنا في فناكا
هو علمٌ له تعالى فذِكْرٌ / نازلٌ منه فيه ليس انفكاكا
أنت يا غافلُ الذي لست تدري / عارفاً كن بنفسك النَّسّاكا
قمر نائب عن الشمس ليلاً / فإذا ما النهار جاء محاكا
إنما ظل نفسك الليل فامحق / كرة الأرض عنك تلقَ هداكا
هو نور وما سواه ظلام / فالقِ عنك السوى به يلقاكا
ليس لله في الوجود شريكُ
ليس لله في الوجود شريكُ / لا اشتباه فيه ولا تشكيكُ
والذي يدعي الوجود مع الل / ه فدعواه هذه تشريك
إنما الله ظاهر يتجلى / وهو نور يمحي به التحليك
ومحيطٌ بكل شيءٍ كما قا / ل ولا شيءَ سوقةٌ ومليك
فاعرف اعرف من قبل موتك يا من / لم يفده نصحٌ ولا تسليك
لتكن مؤمناً بربك حقاً / ويزول التسكين والتحريك
وترى الكل فيه كن فيكون ال / أمر منه له اللجين السبيك
يا وجودي إنني الصورة لكْ
يا وجودي إنني الصورة لكْ / أنت قد صورتها وهي ملكْ
شهد الحق ولم يشهد سوى / أنه الشاهد سوَّى وملك
صورتي فعل له وهو الذي / صاغها من عدم رب الفلك
وكذا الأشياء طراً قل كذا / حكمها شرعاً لمن قد سألك
يا ابنة العزِّ إلى كم شغفي / أي يوم يعدم النور الحلك
وأنا تلك كما تلك أنا / وهما الواحد والإثنان لك
قلت لما هي قالت لي وقد / غلَّقت أبوابها لي هيت لك
ومعاذ الله قولي عندما / ظهرت لي غيرها خذ أملك
وبدا برهان ربي ظاهراً / واختفت أغياره عمن سلك
جل ربي وتعالى فز به / يا رفيقي وتدارك من هلك
هذه الغفلة نارٌ أوقدت / فاطفِها بالذكر واسبق أجلك
كل شيء فيه وفي كل شيء
كل شيء فيه وفي كل شيء / هو فاعلم وكلُّ شيء هالكْ
فهو لا غيره وضلت أناس / جهلوه وهو المليك المالك
فارفع الشيء عنه وانظر إليه / تلقه ناظراً إليك كذلك
كل شيء كما أتى النص هالكْ
كل شيء كما أتى النص هالكْ / غير وجه الحبيب فلينج سالكْ
كتم الكون منه سر وجود / فيه كالبدر في الظلام الحالك
كافر الحق مؤمن بسواه / وسواه الطاغوت فاخطر ببالك
كيف يبقى مع الوجود الحقيقي / إن تبدَّى تقديره المتهالك
كخيال العقول يثبت فيها / ما أرادت بأن يكون هنالك
كاتب الغيب خط في لوح روح / أحرف الكائنات من فوق ذلك
كيمياء الهدى أحاديث علمي / فاتركوها تشيع بين الممالك
كم أحالت هياكلاً من نحاس / ذهباً خالصاً ينير المسالك
كاف إمكاننا لها لون نور / منه حتى لاح الوجود كذلك
كن به عارفاً وكن مستقيماً / وتحقق فإن هذا المالك
وجدت كنزاً هنا هو البركهْ
وجدت كنزاً هنا هو البركهْ / أنفق منه في مدة الحركهْ
ينمو ويزداد ليس يحوجني / إلى اتجارٍ ولا إلى شركهْ
كان عليه من السوى رصد / فانفك عنه وزالت اللبكه
وهو بقلبي توكل ورضىً / عنه وفيه الأمور محتبكه
وإنه الكنز فهو لي أبداً / يحفظني عنده من الهلكه
وبحره كلما غطست به / أخرج منه وفي فمي سمكه
وصنعة الكيمياء أعرفها / شكر الذي قد أدار لي فلكه
يزيدني كلما شكرت له / والشكر نفسي بذاك منهمكه
فالشكر لي صنعة أعيش بها / وهو طريقي يا فوز من سلكه
كم نعمة لي سبيكة ظهرت / من شكر فيض الإله منسبكه
فالشكر بحر إذا مددت يدي / أصيد ما شئته بلا شبكه
والكيميا صنعتي وتلك هي ال / سكر وذو الحال حاله هتكه
وحاصل الأمر أنني رجل / وجدت كنزاً هنا هو البركه
إلى متى أنت غافل يا أسير الملكْ
إلى متى أنت غافل يا أسير الملكْ / اخرج إلى ملكوتك فالنفوس الهلكْ
إياك بالغير تغرق في البحار الحلكْ / وجه الحبيب إن بدا يخرق عليه الفلكْ
يا دار ريّا آدام الله رياكي
يا دار ريّا آدام الله رياكي / لمن عطش في الهوى من شم رياكي
وحق من في خفايا الغيب علاكي / ريا الأزل حجبت عن قلب علاكي
ربنا من لطفه لا يدركُ
ربنا من لطفه لا يدركُ / حار من وحَّده والمشركُ
أول الخلق له الروح وقل / نفس الرحمن عن أمر يَكُ
مثل لمح البصر الأمر بدت / روحنا عنه به تنسبك
فاعلموها علم ذوق تعرفوا / ربكم إن رمتمو أن تسلكوا
وابتدا كل كثيف هي من / لطف باريها كثيف درمك
ولهذا الروح لا تدركه / هل كثيف للطيف يدرك
إنما تشهده في فعلها / وهو فيها ظاهر مشتبك
جل عنها وتعالى عدم / في وجود قط لا يحتبك
صور يجلى بها خالقنا / فنراه جل من لا يترك
كل عقل عاجز بالطبع عن / دركه حاروا به والتبكوا
لن ينالوه بتقواهم وإن / زاد منهم صدقهم والنسك
يا أخا العرفان هذا قمر / في سماء الغيب هذا ملك
وهو ورح سابح في بحره / مثل ما يسبح فيه السمك
ثم عنه صدرت كل الورى / والسموات العلى والفلك
ونجوم سبحت في أفقها / ولها في كل آن حبك
والنهارات المضيئات التي / إن مضت تأتي الليالي الحلك
واختلاف الناس في أحوالهم / ناشئٌ عنها نجوا أو هلكوا
والعقول المستمدات بها / لاقتناص الغيب هنَّ الشبك
كل هذا واحد في نفسه / وكثير سالموا أو فتكوا
وهو روح وهو نور المصطفى / خلقوا منه فلا ترتبكوا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025