المجموع : 33
قل للملِيحةِ ما لحسنِكِ جائلاً
قل للملِيحةِ ما لحسنِكِ جائلاً / في الخَلْق منك وليس في الأخلاق
لو كان خُلْقِك مثل خَلْقِك لم تكن / في الحكم جائرة على العشاق
صيَّرتِ صدغَكِ عقرباً لدّاغةً / يا ليت رِيقَكِ موضع الدِّرْياق
يا من يلاقي خَصرُه مِن رِدفه / أضعافَ ما أنا في هواه ألاقي
جزالة شِعرِك في لفظه
جزالة شِعرِك في لفظه / وتأويلُه الواضح الرّائِقُ
ومُنطاعُه لك يحكي لنا / بأن هواك هوىً صادقُ
كأنك من نَفْسِ كلِّ امرِئٍ / لألفاظِه قائدٌ سائقُ
فكلّ فؤادٍ به مغرمٌ / هَوىً وإليه جَوىً تائِقُ
يودّ إدامته السامِعونْ / ويعبده القارئ الناطق
كما يفتُق الريحُ نشرَ الرياضْ / ويشكو لمعشوقه العاشق
وِدادك مِنّا وإن كان لا / يترجِم عن قدره الحاذق
مقيمٌ بحيث أقام الفؤا / دُ وَالقَلْبُ والكبِد الخافِق
وإِنك لَلْفاتحُ الْمُسْتَقِ / ل والقائِلُ اللَّسِنُ السابِق
وليس يَزيد هواك الثناءْ / لنّ هواك بِه فائق
ما ذمّ يومَ الفِراقِ إلا
ما ذمّ يومَ الفِراقِ إلا / مَن غاب عن موقِفِ الفِراقِ
أَوّلُه أَنّنا وقوفٌ / لِلّثم والضمّ والعِناقِ
لا نَتَّقي فيه عينَ واشٍ / ولا ندارِي ذوِي النفاقِ
إن هاجَ حَرُّ الوَداعِ شَوقي / فبالوداعِ اشْتَفي اشتياقي
لولا الفِراقُ الذي دهانا / والبينُ ما أَمكنَ التّلاقي
رُبَّ ليلٍ وصَلْتُه بصَبوحٍ
رُبَّ ليلٍ وصَلْتُه بصَبوحٍ / وصباحٍ وصلته بغَبوقِ
ونَعيمٍ جَذَبْتُ طِيبَ التّصابِي / فيه جَذْبَ الصّدودِ للمعشوق
وكؤوسُ المدامِ تحمل منها / نَسَمَ المِسكِ في لميع البروقِ
لا أحِبُّ الحياةَ إلا لأمري / ن مدى اللهوِ أو قضاءِ الحقوق
يومُ الفراق أهاج لي حُرَقاً
يومُ الفراق أهاج لي حُرَقاً / وشفى الفؤادَ وسكَّنَ الأرقا
قَبَّلْتُ مَن أَهْوَى برَغْمِهِم / في الجهر لا خَلْساً ولا سَرَقا
وأَرَيتُهُمْ أنّي أُوَدِّعُهُمْ / وشرِبتُ قهوةَ خَدّه دَفَقا
لولا التوادُعُ يا مليحةُ ما / قَبَّلْتُ وجْهَكِ خمسةً نَسَقا
شكوتُ يومَ الفِراق جُهْدِي
شكوتُ يومَ الفِراق جُهْدِي / لما قضى الدهرُ بالفِراق
تَعَلَّقَتْ فيه بي وقالتْ / لولا النَّوَى لم يكن عناقي
صَبَغَتْهُ صِبْغَةَ الحَدَقِ
صَبَغَتْهُ صِبْغَةَ الحَدَقِ / خِلْقَةٌ مِنْ أَحْسَن الخِلقِ
فَهْوَ كالكُحْلِ المُمَكَّنِ مِن / وَجْنةٍ مُحْمَرَّةٍ يَقَقِ
غُصُنٌ غَضٌّ بلا ورقٍ / في كثِيبٍ غير مفترِقِ
وكفاني أن مَبْسِمَهُ / فَلَقٌ قد لاح من غَسَق
بابليّ الطَّرفِ في دَعَج / لُؤْلُئِيّ الثَّغْرِ في نَسَقِ
إن يكن في خَلْقِه حَلَك / فهو فيه أَبْيَضُ الخُلُقِ
سكنتْ ألحاظُه فرمت / قلبَ مَن يهواه بالقَلَقِ
طاف يَسْقِينيِ مُشَعْشَعَةً / صاغ فيها الماءُ كالحَلَقِ
فكانَّ الليل راحتُه / وكأّنَّ الراحَ مِنْ شفَق
أشكو إلى الله ما أُلاقي
أشكو إلى الله ما أُلاقي / من رشأ اصفرِ التراقي
أَحْورَ ذِي غُنّةٍ غَرِيرٍ / يَضنّ بالوصل والتّلاقي
كأنما ثغرهُ المفَدَّى / يَنْظِمُ ما تَنْثرُ المآقي
كيف أَسْلُو والدَّمْعُ غَيْرُ مُفيقِ
كيف أَسْلُو والدَّمْعُ غَيْرُ مُفيقِ / والأَسَى جائِلٌ مكانَ الرِّيقِ
وسقاني اجتماعُنا بِرُبا البِر / كَةِ فقد الصِّبا وفَقْدَ الرِّحيقِ
بدّلتنا بها الشَّآمَ ليالٍ / حكمت بالبِعاد والتفريق
يا زماني بِمصرَ عُدْ لِي / بين رأسِ الخليج والمعشوق
حيث تَلْقَى الصَّبا الرياضَ فَتُهْدِي / مسْكَها في ذَرى النّسيم الرٌقِيقِ
حَيّ شَرْباً تَفَرّدوا بالرّحِيق
حَيّ شَرْباً تَفَرّدوا بالرّحِيق / ونفوساً حَنَّتْ إلى المعشوق
كلَّما دارتِ المدامُ عليهمْ / سَلَكوا لِلعلوم كُلَّ طَريق
وتعاطَوا على الكؤوسِ حديثاً / مُحْكَمَ النَّصّ مُؤْنِقَ التّنْمِيقِ
سَبَقُوا كُلَّ سابِقٍ للمعالي / واستدلّوا بكل فَهْمٍ دقيق
ذكرتك بالريحانِ والراحِ ذِكْرَةً
ذكرتك بالريحانِ والراحِ ذِكْرَةً / مُرَدَّدَةً كادت لها النفسُ تُزْهَقُ
فلما تناولن الغِناءَ شوادِيا / وأَتْبَعَ مَزْموماً من الضَّرْبِ مُطْلَقُ
تَتَبَّعتِ العينانِ شَخْصَكِ فِيهم / فلما نأَى ظَلَّتْ دُموعِي تَرَقْرَق
إلى الله أشكو فَقْدَها مِثْلَ ما شَكا / إلى الله فَقْدَ الماءِ عَطْشانُ مُوثَقُ
كأن فؤادي مُنْذُ بان بِها الرَّدَى / جَناحٌ وَهَتْ أَجْزاؤُه فَهْو يَخْفُقُ
وَجْنةُ من شفّني هواه وَمن
وَجْنةُ من شفّني هواه وَمن / أفنيت فيه دموعَ آماقي
كأنّما الصَّيْرَفِيّ دَنَّرَ ما / يَحْمَرُّ فيها ودَرْهَمَ الْباقي
كأنّ الرايَ حين أتَى طرياً
كأنّ الرايَ حين أتَى طرياً / بأذناب كَمُحْمَرِّ العقيقِ
بلسقيات بلّور لطاف / بِأَسْفَلِها بقايا من رحيقِ