المجموع : 37
يَكْفيكَ أنَّ قُنافاً راعَه غَضَبي
يَكْفيكَ أنَّ قُنافاً راعَه غَضَبي / قبلَ الهِجاءِ فلاقى الحَينَ من فَرَقِ
لو أنَّ قَمْلَ قُنافٍ ثَلّةٌ رَتَعَتْ / ليلاً من النَّقْعِ يَمحو غُرَّةَ الفَلَقِ
يا قاتلَ الفأرِ حتَّى ما يُحِسُّهُمُ / أهلُ المنازلِ في صُبْحٍ ولا غَسَقِ
قد كانَ لي وَطَرٌ في الشِّعْرِ أَخْلَقَهُ / ما جالَ في أُذُني من شِعرِكَ الخَلَقِ
ليسَ القَريضُ دَواً للفأرِ تَحِلهُ / من الشَّوارعِ والأسواقِ في طَبَقٍ
سَرَقْتَ شِعْري وكُردوسٌ أَخوكَ فقَد / شُهِرْتُما عندَ كلِّ الناسِ بالسَّرَقِ
للهِ حَسَّانٌ فتىً مٌعْرِقاً
للهِ حَسَّانٌ فتىً مٌعْرِقاً / في حِذْقِه وابنُ فتىً مُعْرِقِ
يَفتُكُ بالمَرْءِ شفَيقاً به / أَعجبْ به من فاتكٍ مُشْفِقِ
لهُ حُسامٌ مُطلَقٌ حَدَّه / يَدْمى وطَوْراً ليسَ بالمُطلَقِ
إذا كسا الوجهَ به رَونَقاً / عادَ إلى سِنٍّ له ضَيِّقِ
لا راحَ ما لم يَصْفُها الرّاووقُ
لا راحَ ما لم يَصْفُها الرّاووقُ / رَحْبُ الذَّرى ينحَطُّ فيه الضِّيقُ
سَماءُ لاذٍ قَطرُها رَحيقُ / تألَّفَتْ من مُزنِهِ البُروقُ
يَسقيكَ من سَحابِه الإبريقُ / ماءَ عَقيقٍ لو جرى العَقيقُ
راحٌ تولَّى سبكَها التَّعتيقُ / عَتَّقَها من عُمْرٍ الزَّرنوقُ
حتَّى إذا ألهَبها التَّصفيقُ / صِحْنا إلى جيرانِنا الحَريقُ
حمراءُ لم تَكذِبْ ولم تَصدُقِ
حمراءُ لم تَكذِبْ ولم تَصدُقِ / لها لِسانٌ قَطُّ لم يَنْطِقِِ
يَفْرُقُها العالِمُ لكنَّها / قَطُّ من العالِمِ لم تَفَرَقِ
يُزْهِرُ في ذي أربعٍ مُقْعَدٌ / كالشَّمْسِ إذ تُزْهِرُ في المشرِقِ
أَيُّ قَوافٍ يَعزُّ مُونِقُها
أَيُّ قَوافٍ يَعزُّ مُونِقُها / فيَستَرِقَّ القُلوبَ رَيِّقُها
مصونَةٌ والخُطوبُ تَبذُلُها / أحسَنُها صَنعةً وأرشَقُها
وكان جُودُ الكِرامِ يُنبِتُها / فصارَ مَنْعُ اللِّئامِ يُحْرِقُها
سِيروا إلى المَجدِ قبلَ سائرَةٍ / أطلقَ منها السِّبا وأطلَقَها
إن أَكسُكُمْ من مدائحي جُنَناً / فإنَّ لي أسهُماً تُمَزِّقُها
شَوارِداً في البِلادِ ما افترَقَتْ / إلاّ رَأَيتَ اللبيبَ يَفرُقُها
أمَّا ابنُ فَهْدٍ فقَد وَرَدْتُ له / مَوارِداً لم يكنْ يُرَنِّقُها
صَنائِعٌ تُنشئ المحامدَ كالْ / أَنْوَارِ راحَ الحَياءُ يَفتُقُها
فسَائِلاهُ الغَداةَ كيفَ سَلا / عَنِ القَوافي وكان يَعْشَقُها
فكلَّما عارَضَتْه سافِرَةً / أعرضَ عنها وكان يَرمُقُها
غَرائِبٌ سامَها الجَفاءَ وما / زالَ جَفاءُ الكريمِ يُقْلِقُها
ولستُ أحبو بها سِواه ولا / أُذْبِلُ ديباجَها وأُخْلِقُها
فسوفَ أستشعرُ الجميلَ مِنَ الصْ / صَبْرِ عسى اللهُ منه يَرزُقُها
طوَى الشَّوقَ لولا بارِقٌ يَتأَلَّقُ
طوَى الشَّوقَ لولا بارِقٌ يَتأَلَّقُ / وطِيفٌ بأسبابِ الكَرى يَتَعلَّقُ
وأملَقَهُ وَشْكُ الفِراقِ فَدَمعُه / طريدُ هوىً في صَفْحَةِ الخَدِّ يَعلَقُ
وقَفْنا وتَذرافُ الدُّموعِ خَليقَةٌ / طُبِعْنا عليها والعَزاءُ تَخَلُّقُ
ولمّا اعتنقْنا خِلْتُ أنَّ قلوبَنا / تَنَاجَى بأفعالِ النَّوى وهي تَخفِقُ
هي الدَّارُ لم يُخْلِ الغَمامُ ولا الهَوى / مَعالِمَها من عَبْرةٍ تَتَرَقْرَق
لوى عُنُقي عنها المَشيبُ وقد أَرى / جَنيبَ الصَّبا فيها أخُبُّ وأُعنِقُ
أقولُ وقد راقَ العيونَ بَهاؤُها / سَقَتْكَ السَّحابُ الغُرُّ مما تُرَوِّقُ
فلا عَيشَ إلاّ ما أفادَ بها الصِّبا / ولا وَجْدَ إلا ما أفادَ التَّفَرُّقُ
ومَوْسُومَةٍ كاساتُها بِفَوارِسٍ / من الفُرْسِ تَطْفُو في المُدامِ وتَغرَقُ
أُقَبِّلُ منهم كلَّ شاكٍ سِلاحَه / وفي يدِه سَهْمٌ إليَّ مُفَوَّقُ
كأنَّ الحَبابَ المُستديرَ قِلادَةٌ / عليه وتَوريدُ المُدامَةِ يَلْمَقُ
أحِنُّ إليها والظَّلامُ مُمَسَّكٌ / وأصدْفُ عنها والصَّباحُ مُخَلَّقُ
ولو لم أكن جارَ الأميرِ لكانَ لي / أَديمٌ بِظُفْرِ النَّائباتِ مُمَزَّقُ
بِجُودِ أبي الهَيْجاءِ أُلبِسْتُ نِعْمَةً / مُجدَّدَةً تَضْفو عليَّ وتُشرِقُ
قطعْتُ لها في الأرضِ عُقْلَ مدائِحٍ / تُغَرِّبُ في أقطارِها وتُشَرَّقُ
فَلا هُوَ مَسبوقاً إلى غايَةِ النَّدى / ولا أنا في شَأوِ المَحامِدِ أُسبَقُ
غَمامٌ متى تَخْفِقْ لساريهِ رايَةٌ / على الأرضِ لا يُقلِعْ وفي الأرضِ مَخفَقُ
رَفيقٌ إذا الجاني استجارَ بِعَفْوِه / ولكنَّه بالقِرْنِ لا يَتَرَفَّقُ
حَوَتْ تَغْلِبٌ سَيفاً به وحَوى بها / كَسمراءَ يُمضيها سِنانٌ مُذَلَّقُ
وَيَوْمٍ كأنَّ الشَّمْسَ فيه مَريضَةٌ / مُرَنَّقَةٌ ألحاظُها حينَ تَرمُقُ
إذا اسودَّ فيه النَّقْعُ أو مَضَتِ الظُّبا / فغُودِرَ من إيماضِها وهو أبلَقُ
كأنَّ عِتاقَ الخَيْلِ تَنقُصُ ما التَقَتْ / بقُطرَيهِ أو تَزدادُ حينَ تَفَرَّقُ
تَوَرَّدْتَه والحِلمُ تحتَ رِواقِه / أسيرُ الحِفاظِ المُرِّ والجَهْلُ مُطلَقُ
فَجَلَّيْتَ مِنْ ظَلمائِه وهو حالِكٌ / ووَسَّعْتَ من أرْجائِهِ وهو ضَيِّقُ
بِضَرْبٍ كَشَقِّ الأَتْحَميِّ تَرى له / جُيوبَ العَذارى في الخُدودِ تُمَزَّقُ
وطَوَّقْتَ قَوْماً في الرِّقَابِ صَنائعاً / كأنَّهُمُ منها الحَمامُ المُطَوَّقُ
غَرَسْتَ بها غَرْساً يُحَييِّكَ زَهرُه / ويُدنيكَ من أثمارِه وهو مُونِقُ
أتتْكَ وقد أعْدَتْ خلالُكَ لفظَها / خِلالاً ففيه من خِلالِكَ رَوْنَقُ
مَعانٍ كأنفاسِ الرِّياحِ بِسَحْرَةٍ / تَمُرُّ بِنُوَّارِ الرِّياضِ فتَعبَقُ
يُقَصِّرُ عنها خاطِبٌ وهو مِصقَعٌ / ويَعجَزُ عنها شاعرٌ وهو مُفْلِقُ
قد أَظَلَّتْكَ يا أبا إسحاقِ
قد أَظَلَّتْكَ يا أبا إسحاقِ / غارَةُ اللَّفظِ والمعاني الدِّقاقِ
وأَتاكَ الهُمامُ ذو النَّظَرِ الشَّزْ / رِ إليها والصِّلُّ ذو الإطراقِ
قَطرَةٌ لو تَجِفُّ من قُطرُبيٍّ / دَرَسَتْ بعدَها رُسومُ الشَّقاق
فاتَّخِذْ مَعْقِلاً لشِعْرِكَ يَحْمي / ه مُروقَ الخوارجِ المُرَّاقِ
قبلَ رَقْرَاقَةِ الحديدِ يُريقُ السْ / مَّ في صَفْوِ مائِهِ الرَّقراقِ
كنتُ مِنْ ثَرْوَةِ القَريضِ مُحَلًّى / فتحلَّيْتُ منه بالإِملاقِ
أيُّها الجَفْنُ غَيرَ دَمْعِكَ هذا / إنَّ ثُكْلَ الحبيبِ غيرُ الفراقِ
أَغداةُ الكُلابِ أَوْدَتْ بِشِعْري / فمَضَى أو عشيَّةُ التَّحلاقِ
غارَةٌ لم تَكُنْ بِسُمْرِ العَوالي / حينَ شُنَّتْ ولا السُّيوفِ الرِّقاقِ
جالَ فُرسانُها عَليَّ جُلوساً / لا أَقَلَّتْهُمُ ظُهورُ العِتاقِ
فُجعَتْ أنفُسُ الملوكِ أبا الهَيْ / جاءِ حَرباً بأنفَسِ الأَعْلاقِ
بِقَوافٍ مثلِ الرِّياضِ تَمَشَّتْ / بينَ أنوارِها مياهُ السَّواقي
ومَعانٍ فتَّقْتَهُنَّ فأَصبحْ / نَ لمِسْكِ الكَلامِ مثلَ الفِتاقِ
بِدَعٌ كالسُّيوفِ أُرْهِفْنَ حُسْناً / وسِقاهُنَّ رَوْنَقَ الطَّبْعِ ساقي
مُشرِقاتٌ تُريكَ لَفْظاً ومَعْنىً / حُمرةَ الحَلْيِ في بياضِ التَّراقي
يا لَها غارةً تُفَرِّقُ في الحَو / مَةِ بين الحَمامِ والأطواقِ
تَسِمُ الفارِسَ المُقَدَّمَ بالعا / رِ وبعضُ الإقدامِ عارٌ باقي
لو رَأَيْتَ القَريضَ يَرعُدُ منها / بينَ ذاكَ الإرْعادِ والإبراقِ
وقلوبَ الكلامِ تَخفِقُ رُعْباً / تَحتَ ثِنْيَيْ لِوائِها الخَفَّاقِ
وسُيوفَ الضَّلالِ تَفتُكُ فيها / بِعَذارى الطُّروسِ والأوراقِ
والوجوهَ الرِّقاقَ داميةَ الأَبْ / شَارِ في مَعْرَكِ الوُجوهِ الصِّفاقِ
لَتَنَفَّسْتَ رَحْمَةً لِلْخُدُودِ ال / حُمْرِ منهنَّ والقُدودِ الرِّشاقِ
والرِّياضَ التي ألحَّ عليها / كاذبُ الوَبْلِ صادِقُ الإحْراقِ
والنُّجومَ التي تَظَلُّ نجومُ ال / جَوِّ حُسَّادَها على الإشراقِ
بعدَ ما لُحْنَ في سَماءِ المعالي / طُلَّعاً وانتَشَرْنَ في الآفاقِ
وتَخيَّرْتَ حَلْيَهُنَّ فلم تع / دُ خِيارَ النُّحورِ والأعناقِ
وقطَعْتَ الشَّبابَ فيه إلى أن / هَمَّ بُرْدُ الشَّبابِ بالإخلاقِ
فهيَ مِثلُ المُدامِ بينَ صَفاءٍ / وبهاءٍ ونَفْحَةٍ ومَذاقِ
مَنْطِقٌ يُخْجِلُ الرَّبيعَ إذا حَلْ / لَ عليه السَّحابُ عِقْدَ النِّطاقِ
عربيٌّ روائحُ الشِّيحِ والقَي / صومِ منه والشَّثِّ والطُّبَّاقِ
سائلٌ من شِعابِ وَجْرَةَ ثاوٍ / بينَ أجزاعِها وبين البُراقِ
فهوَ ما شِئتَ من هَديرِ قُرومٍ / وهو ما شِئتَ من حَنينِ نِياقِ
يا هلالَ الآدابِ يا ابْنَ هلالٍ / صَرَفَ اللهُ عنكَ صَرْفَ المَحاقِ
أنتَ مَنْ تَسهُلُ المعالي عليه / وهي في مَعْشَرٍ صِعابِ المَراقي
سِلْعَةٌ ما لِمَنْ يحاولُ حِرْزٌ / حَيَّةٌ ما لِمَنْ يُساوِرُ راقي
سَوف أُهْدي إليك من خَدَمِ المَجْ / دِ إماءً تَعافُ قُبحَ الإباقِ
كلَّ مَطبوعَةٍ على اسِمك بادٍ / وَسْمُها في الجِباهِ والآماقِ
صادِقاتِ الوَدادِ تَصدُقُ فيها / ألسُنُ الحَمْدِ وافياتِ الصِّداقِ
إنني والعِدا على الدَّهْرِ شَرْبٌ / نتَساقَى الرَّدَى بكأسٍ دِهاقِ
لو تَلاقَتْ دِماؤُنا في مَقامٍ / لَتَفَرَّقْنَ عنه بعدَ التَّلاقي
وهي أوتارُنا القديمةُ لا تُخ / رِجُ أوتارَنا من الأَفواقِ
ليسَ فيها إلا ضِرابُ الهَوادي / وطِعانُ النُّحورِ والأحداقِ
أو تَرى غيرَ ما رَأيتَ فإني / صافِحٌ عن مُمَوِّهٍ مِخراقِ
زَوَّرَ الشِّعْرَ والشَّبابَ فأَضْحى / خَلَقَ الوَجْهِ مُظْلِمَ الأَخْلاقِ
كادَني مُغرِقاً ورُبَّ غريقٍ / خاضَ للكَيْدِ لُجَّةَ الإغْراقِ
وإذا كاشفَ العدوُّ فأبَدى ال / غِمْرَ أو دَبَّ في ظَلامِ النِّفاقِ
فأَنا الغَيْظُ في صُدورِ الأعادي / وشَجاها المُقيمُ في الأَحلاقِ
فؤادُ عليٍّ بالسَّماحِ عَلوقُ
فؤادُ عليٍّ بالسَّماحِ عَلوقُ / وبِشْرُ عليٍّ بالسَّماحِ يَروقُ
فمَنْ كانَ أضحَى للمَكارِمِ صاحباً / فأَنتَ لها يا ابْنَ الحُسَينِ شَقيقُ
طَرَقتُكَ مُمتاحاً وليسَ لِطَارِقٍ / يَرومُكَ من وَقْعِ الضَّريبِ طَريقُ
جَنوبٌ تَحُثُّ المُزْنَ حَثّاً وشَمْأَلٌ / يُعَبِّسُ منه الوجهُ وهو طَليقُ
وحَرُّ حريقٍ ألبسَ الأَرْضَ ثَوبَه / يُخافُ على الأَقدامِ منه حَريقُ
تُثيرُ الصَّبا في الجَوِّ منه عَجاجَةً / كما انتشَرَ الكافورُ وهو سَحيقُ
فقد هجرَ الخُلُّ الوَصولُ خَليلَه / ولم يَحْظَ فيه بالصَّديقِ صَديقُ
وعادَ خَفيفُ الفَرْضِ وهو مُنَفَّلٌ / عليَّ ورَقَّ الدِّينُ وهو صَفيقُ
وما انفلَّ حَدُّ القُرِّ إلا بِقَهْوَةٍ / تَرَقرَقُ في كاساتِها فَتَرُوقُ
إذا لَبِسَتْ أثوابَها فعَقيقَةٌ / وإن نَشَرَتْ أنفاسَها فَخَلوقُ
تَدورُ علينا كأسُها في غَلائِلٍ / رِقاقٍ تَرُدُّ العَيْشَ وهو رَقيقُ
وإنّي خَليقٌ من نَداكَ بنَيْلِها / وأنتَ بما أُولِيتُ منكَ خَليقُ
طَرَقْنا أبا عامرٍ مَوْهِناً
طَرَقْنا أبا عامرٍ مَوْهِناً / وما زالَ يَحْظى به الطَّارِقُ
وقد سفَرَ الأُفقُ عن شِدَّةٍ / لسانُ السَّماء بها ناطِقُ
وأَومَضَ بَرقٌ كما أومَضَتْ / يَدُ البِكْرِ زَيَّنَها البارِقُ
وهَبَّتْ جَليدِيَّةٌ قَرَّةٌ / رَذاذاً وأَسلَمُها دائِقُ
تَرى أُزُرَ القومِ في مَرِّها / شَوارِدَ ليسَ لها عائِقُ
إذا استدبَرَتْ وانياً في السُّرى / رأيناه وهو بها سابِقُ
فلمَّا تَهلَّلَ من وجهِه / هِلالٌ ومن بِشْرِه بارِقُ
أَحَطْنا لَدَيْهِ بذي أربعٍ / من الصُّفْرِ أبدَعَهُ حاذِقُ
كأنَّ ذؤابَتَه إذ عَلَتْ / لواءٌ على جَمْرَةٍ خافقُ
يُخَيِّلُ لي حَرُّ أنفاسِه / وصُفرَتُه أنَّه عاشقُ
لي منزلٌ كَوِجارِ الضَّبِّ أَنزِلُه
لي منزلٌ كَوِجارِ الضَّبِّ أَنزِلُه / ضَنْكٌ تَقارَبَ قُطراهُ فقد ضاقَا
أراه قَالَبَ جسمي حينَ أَدخُلُه / فما أَمُدُّ به رجلاً ولا سَاقا
فلستُ أعتَدُّه رِزْقاً أُسَرُّ به / وهل تُعَدُّ سُجونُ الناسِ أَرزاقا
أُناشِدُ الغَيْثَ أن يَجتازَه أبداً / ولامعَ البَرْقِ أن يَغْشاه إِحراقا
عِشْ مدَى الدَّهْرِ يا أبا إسحاقِ
عِشْ مدَى الدَّهْرِ يا أبا إسحاقِ / ووَقاكَ الخطوبَ ما عشتَ واقي
فلقَد أطلقَتْ يَمينُكَ جُوداً / كان من قبلُ مُوثَقاً بوِثاقِ
إنَّ داراً تَضُمُّ أخلاقَكَ الغُرَّ / لَدارُ الجِنانِ غيرَ اختلاقِ
مَنزِلٌ كالرَّبيعِ حَلَّتْ عليه / حالياتُ السِّحابِ عِقْدَ النِّطاقِ
يُمْتِعُ الطَّرْفَ من طَرائِفِ حُسْنٍ / يَتَجافى بها عن الإطراقِ
بينَ ساجٍ كأنَّه ذائبُ التَّبْ / رِ على مِثلِ ذائبِ الأوراقِ
وعَذارَى كأنَّهُنَّ مِنَ الحُس / نِ عَذارَى سَفَرْنَ للعُشَّاقِ
تتلاقَى رؤُوسُها لِتَدانٍ / وتَناءى جُسومُها لافتراقِ
حَلِيَتْ من ثِمارِها فتَراءَتْ / حالياتِ النُّحورِ والأَعْناقِ
تَخْرُقُ المُزْنَ والتُّرابَ إلى الما / ءِ بتلكَ الفُروعِ والأعراقِ
فَلِماءِ البُحورِ إذ رَسَخَتْ في / هِ وماءِ الغَمامِ فيه تَلاَقي
كيفَ قابَلتَها أَرَتْكَ رِياضاً / وسَماءً مُخْضَرَّةَ الآفاقِ
يَنثُرُ الرِّيحُ حَلْيَها فتَراه / نَهْبَ أيدي العُفاةِ والطُّرَّاقِ
بِدَعٌ لو تحقَّقَتْ ببَقاءٍ / كُنَّ أَولى من الحِلَى بالحِقاقِ
وإذا كانَتِ الجواهِرُ للزِّي / نَةِ كانَتْ جَواهِرَ الأرزاقِ
فكأنَّ الطَّلْعَ النَّضيدَ جُفونٌ / يَتَصَدَّعْنَ عن سُيوفٍ رِقاقِ
صَنَعَتْ فوقَها التماثيلَ أيدٍ / عاجِزاتٌ عن صَنعَةِ الخَلاَّقِ
مِنْ وُجوهٍ مثلِ البدورِ صِباحٍ / وقُدودٍ مثلِ الغُصونِ رِشاقِ
أَلبَسَتْها مَحاسِنَ الخَلْقِ لَمَّا / عَجِزَتْ عن مَحاسِنِ الأخلاقِ
فإذا ما الرِّياحُ حرَّكْنَ منها / خَيَّلَتْ أنَّ خَيْلَها في استباقِ
وتَراءَتْ أُسودُها واثِباتٍ / مُبْدِياتٍ خَناجِرَ الأشداقِ
يَغْتَدي بينَها الفُهودُ على الغِز / لانِ خُزْرَ العُيونِ سُودَ المآقي
حَيوانٌ بلا حَياةٍ فمنه / حائِدٌ عن مَنِيَّةٍ ومُلاقي
وقِيانٌ مَنَعْنَ أسماعَنا الحظْ / ظَ وَوَفَّرْنَه على الأَحْداقِ
ورِياضٌ لم يُنْشِ زَهرَتَها التُّر / بُ ولم يَسْقِها منَ الغَيْثِ سِاقِي
فتَمَلَّ السُّرورَ ما عِشْتَ فيه / باصطباحٍ من لَذَّةٍ واغتباقِ
وثَناءً زُفَّتْ إليكَ عَذارا / هُ فليسَت مَرُوعةً بِطَلاقِ
أَذُمُّ إليكَ عاديةَ الفِراقِ
أَذُمُّ إليكَ عاديةَ الفِراقِ / وأحمَدُ سائحَ الدَّمعِ المُراقِ
أَمِنْتُ الكاشِحينَ فَأَسْلَمَتْهُ / لذِكْراكَ الشُّؤونُ إلى المآقي
ولم أَملِكْ غَراماً في اتَّئادٍ / يؤَرِّقُني ودَمعاً في استباقِ
وكيفَ أَرُدُّ أنفاساً حِراراً / لو ارتَدَّتْ لأَحْرَقَتِ التَّراقي
أَرومُ دُنُوَّ كاذبةِ التَّداني / من العُشَّاقِ صادِقَةِ الفِراقِ
أَلَمَّ خَيالُها والعِيسُ حَسْرى / مَرافِقُها وسائدُ للرِّفاقِ
فبِتْنا والعُقودُ لها انبتاتٌ / على الأعناقِ من ضيقِ العِناقِ
وراحٍ يَستَحِثُّ بها ضَريبٌ / على راحٍ يُخَيَّلُ في احتراقِ
سَلَبْناها الزِّقاقَ ونحنُ أَولَى / بما تحوي الزِّقاقُ من الزِّقاقِ
بمتَّسِقٍ كأَنَّ الشَّمْسَ تجلو / علينا منه حَلْياً في اتِّساقِ
له أَرَجٌ يُحَيِّي السِّرْبَ وَهْناً / بأنفاسٍ مُطَيَّبَةٍ رِقاقِ
وأغصان تَقولُ إذا تَثَنَّتْ / أَخَمْراً ما سَقَتْهُنَّ السَّواقي
هَلِ الأَيَّامُ مُطْلِقَةٌ وِثاقي / فأَرحلَ أَم مُنَفِّسَةٌ خِناقي
وهَل بالشَّامِ لي وَجْهُ ارتيادٍ / أُقيمُ عليه أَم وَجهُ انطلاقِ
عَلِقْتُ فما وَهَتْ كَفِّي ولكنْ / وَهَى عن قَبْضِها حَبْلُ اعتلاقي
وأكثرُ ما أقولُ سقَى ابنَ فَهْدٍ / حياً كَنَداه مُنْحَلَّ النِّطاقِ
رَماني بامتهانٍ فَلَّ غَربي / وأطمَعَ كلَّ وَغْدٍ في لَحاقي
وأَسرفَ في الوَدادِ على التَّنائي / فحينَ دَنَوْتُ أسرفَ في الشِّقاقِ
وسِرْتُ فكُنتُ بَدْرَ التَّمِّ أوفى / بِه طولُ المَسيرِ على المَحاقِ
ولي منه إذا ما الكأسُ دارَتْ / عَرابِدُ لا يَقي منهنَّ وَاقِي
تُساوِرُني فأَلقاها برِفْقٍ / كما يَلْقى فَحيحَ الرُّقْشِ رَاقِي
تُصِمُّ صَدايَ عن نَغَمِ المَثاني / وتُشرِقُني بما في كَفِّ سَاقِي
ستُبْعِدُني اللّواتي قَرَّبَتْني / وإن لم تَطْفُ نائِرَةٌ أساقي
وتَجذبِنُي إذا ما الشَّامُ ضاقَتْ / عَليَّ رِحابُه رَحَبُ العِراقِ
على أنّي أُفارِقُ عن وَدادٍ / مُقيمٍ في حِمى الأحشاءِ باقي
وأَذْكُرُ حَبلَكَ الثَّبْتَ الأواخي / عليَّ وَوُدَّكَ العَذْبَ المَذاقِ
وأبقَى غَيْرَ مُسْتَبْقٍ دُموعاً / تَفيضُ ولا تَغيضُ على الإباقِ
وكم عَبْدٍ تَذَكَّرَ فِعْلَ مَولىً / فحَنَّ إلى سَجاياه الرِّقاقِ
سلامُ اللهِ منك على جَوادٍ / إذا جارى حوى قَصَبَ السِّباقِ
سَما للمَجْدِ مُبْيَضَّ الأَيادي / فَسيحَ الظِّلِّ مُمتَدَّ الرِّواقِ
فلم تَبْعُدْ عليه له أَقاصٍ / ولم تَصعُبْ عليه له مَراقي
وَقَفْتُ عليه وُدّاً مُستكِناً / تَمَكَّنَ في الشِّغافِ وفي الصِّفاق
وشُكْراً ما حدا الأَظعانَ حادٍ / وما أخذَ الطَّريقُ من الطِّراقِ
وحَسْبي من مُباشَرَةِ الأماني / صَبوحي من لِقائِكَ واغتِباقي
يا دارَ يُوسُفَ لا عَدَتْكِ تَحيَّةٌ
يا دارَ يُوسُفَ لا عَدَتْكِ تَحيَّةٌ / للمُزْنِ بينَ رَواعِدٍ وبَوارِقِ
غَرَّاءُ ضَاحِكَةٌ إليكِ ثُغورُها / ضَحِكَ الحبيبِ إلى المُحِبِّ الوامقِ
سَقْياً لتلكَ مَنازِلاً مَعْمورَةً / من بينِ مطروقِ الفِناءِ وطَارقِ
حُمْرَ القَواعدِ والقِبابِ كأنَّما / أُشْرِبْنَ رَقْراقَ الخَلوقِ الرَّائقِ
يَلقاكَ من نُوَّارِها وغُيومِها / ما بينَ دُكْنِ مَطارفٍ ونمارقِ
والهَيْكَلُ المُبيَضُّ يَلمَعُ وَسْطَها / كالأُقحُوانَةِ في بِساطِ شَقائقِ
كم دُمْيَةٍ خَرساءَ فيه ودُمْيَةٍ / فَضَلَتْ عليها باللَّسانِ النَّاطقِ
من كُلِّ أَهْيَفَ تَاجُهُ من شَعرِه / فكأنَّما هو شارِقٌ من غاسقِ
ومُهَفهَفٍ لو كنتُ أَملِكُ أمرَه / بدَّلْتُ سُحْمَ مُسوحِه بقَراطقِ
كم قد رَمَقْتُ به المُنى فغَشِيتُها / ما بين مَرموقِ الجَمالِ ورامقِ
ومُعَذَّلٍ أخذَ الصِّبا بيمينِه / فجَرى به جَرْيَ الجَموحِ السابقِ
وَرَقَدْتُ عن غِزلانِه وذِئابِهِ / ما بينَ مَسروقِ الوِصالِ وسارقِ
أيامَ كنتُ إذا ادلَهَمَّ ظَلامُه / أهدَى إليه من الخَيالِ الطَّارقِ
عَصراً لَبِستُ ظِلالَه وكأنَّه / في ظُلمَةِ الأيَّامِ غُرَّةُ شَارِقِ
وَجَدَ الحبُّ لي فُؤاداً عَلُوقا
وَجَدَ الحبُّ لي فُؤاداً عَلُوقا / فأَفيقا فلستُ منه مُفيقا
وَقَفَتْنا النَّوى على الكُرْهِ منَّا / مَوقِفاً ضَمَّ شائقاً ومَشُوقا
حالَ وَرْدُ الخُدودِ فيه فأَضحى النْ / رجِسُ الغَضُّ في الدُّموعِ غَريقا
لَوعَةٌ أفرَطَتْ فعادَتْ حَريقاً / وحَنينٌ أربَى فعادَ شَهيقا
وخَليقٍ بلَوْعَةِ الحبِّ صَبٍّ / لم يكنْ بالعَزاء فيه خَليقا
فأراه في مَسلَكِ الحبِّ رَحْباً / وأراه في مَسلَكِ الصَّبرِ ضِيقا
بأبي أنتَ لا عَدِمْتُ الهَوى في / كَ عَنيفاً في بَطْشِه أو رَفيقا
لستُ أنسى اهتِزازَ عِطْفِكَ لمَّا / هَزَّ منك العِناقُ غُصْناً رَشيقا
كلُّ بِرٍّ يَشوبُه كَدَرُ المَطْ / لِ حَقيقٌ بأن يكونَ عُقُوقا
وإذا المَنُّ جاءَ بالمَنِّ فالمَر / زوقُ منه مَنْ لم يكنْ مَرزُوقا
لو أراقَت دمي صُروفُ اللَّيالي / لم تَجدْني لماء وَجْهي مُريقا
قَد وَجَدْنا لأحمدَ بنِ سُليما / نَ يداً ثَرَّةً ووجهاً طَليقا
وسجايا رَقَّتْ نَسيماً فراحَت / تُخْجِلُ الرَّاحَ والنَّسيمَ الرَّقيقا
مُفردٌ في السَّماحِ أضحى فَريقاً / في معاليهِ والأنامُ فَريقا
كلَّ يَومٍ يُريكَ فِعْلاً جَليلاً / في ابتذالِ اللُّهى ومَعنىً دَقيقا
قد جَرى نَيْلُه فكانَ غَماماً / ومَضى عَزمُه فكانَ حَريقا
وأضاءَتْ فيه مَخايلُ بِشْرٍ / كُنَّ للغَيْثِ من نَداه بُروقا
جَمَعَتْ شَمْلَ مَجدِه نَفَحاتٌ / فَرَّقَتْ شَملَ مالِه تَفريقا
فأعادَت وِرْدَ المَطالبِ عَذْباً / وأعادَتْ رَوْضَ العَطايا أنيقا
فإذا الطَّارِقُ انتحَاه رأى من / كلِّ وَجْهٍ إلى نَداه طَريقا
عاقَ مَنْ يَرتَجي لَحاقَكَ عَجْزٌ / عن معالٍ تُجاوِزُ العَيُّوقا
وانثَنى الحَاسِدونَ عن سابقٍ من / كَ إلى المَجدِ أن يُرى مَسبوقا
وأفاقَ العَذولُ عن أَرْيَحيٍّ / ليسَ من نَشوةِ النَّدى مُستَفيقا
خُلُقٌ طابَ في المَشاهدِ حتّى / عَطَّلَ المِسك َنَشرُه والخَلوقا
بِعَريقٍ في الأزدِ طابَ أُصولاً / في صَعيدِ العُلى وطابَ طُروقا
وعَتيقِ النَّجارِ ماضٍ وهل يَم / ضي شَبا السَّيفِ أو يكونَ عَتيقا
نَسَبٌ أُلبِسَتْ بهِ الشَّمسُ نُوراً / أو أُعِيرَ الصَّباحُ منه شُروقا
فنَظَمْنا منَ الثَّناءِ عُقوداً / يُخْجِلُ الدُّرَّ نَظمُها والعَقيقا
بينَ أَثنائِها بَدائعُ تَحكي / بِدَعَ الرَّوْضِ نُمِّقَتْ تَنْميقا
ومَعانٍ لو جُلْنَ في أُذُنِ العا / شقِ أنشاه حُسنُها المَعشُوقا
فاصطِنعْ مادِحاً يُحَقِّقُ في مد / حِكَ إذ كنتَ بالمديحِ حَقيقا
وَابْقَ في نَعمَةٍ تَسوءُ عَدُوّاً / كامنَ الحِقْدِ أو تَسُرُّ صَديقا
وباكِرٍ لِغَيْره ما يُرْزَقُ
وباكِرٍ لِغَيْره ما يُرْزَقُ / مُثْرٍ به طَوْراً وطَوْراً مُخْفِقُ
يغدو وجِلبابُ الظَّلامِ أَوْرَقُ / والأفقُ لا جَوْنٌ ولا مُخَلَّقُ
يُهَلهِلُ الصَّنعةَ وهو مُوثَقٌ / يلحَقُ في الماءِ التي لا تُلْحَقُ
ويَرْمُقُ الشَّخصَ الذي لا يُرمَقُ / وهل يفوتُ لَحظُهُ أو يُسبَقُ
وكُلُّه نَواظِرٌ لا تُطْرِقُ / حتى إذا نَمَّ عليه الفَلَقُ
وضَمَّهُ صافي الحِمامِ أزرَقُ / أحشاؤُه من غيرِ رِيْبٍ تَبرُقُ
تَمرُقُ والحَيْنُ عليها مُطْبِقُ / أحداقُه سُورٌ عليها مُحدِقُ
جاءَ بأمثالِ المُدى تَألَّقُ / ومثلِ أنصافِ السُّيوفِ تَبرُقُ
تَرى به الجَمْرَ إذا ما صَفا
تَرى به الجَمْرَ إذا ما صَفا / يُشرِقُ مِثلَ الذَّهَبِ المُشرِقِ
جَمرَتُه تُشرِقُ من عَبْرَتي / وحَرُّه من قلبيَ المُقْلِقِ
إذا بَدا نَحوَكَ شبَّهْتَهُ / بقَهْوَةٍ في قَدَحٍ أزرَقِ
أيا مَنْ رَأَى البدرَ بدرَ السَّماءِ
أيا مَنْ رَأَى البدرَ بدرَ السَّماءِ / يَروحُ ويَغْدُو إلى سُوقِه
إذا مَزَّقَ الثَّوبَ مِقراضُه / تمزَّقَ قلبي كتَمزيقِه
وأطيبُ من رَوْحِ ريحِ الجِنانِ / خُطوطٌ تَرَوَّيْنَ من ريقِه