المجموع : 55
أَلَم يَرَ أَفعالَكَ الشارِقُ
أَلَم يَرَ أَفعالَكَ الشارِقُ / وَكَوكَبُ لَيلَتِكَ الطارِقُ
تَخونُ أَمينَكَ دينارُهُ / وَفي رُبعِهِ يُقطَعُ السارِقُ
إِذا رَشَقَت دُنياكَ هَذي إِلى الفَتى
إِذا رَشَقَت دُنياكَ هَذي إِلى الفَتى / رَمَتهُ بِنَبلٍ مِن غِوايَتِها رَشقا
فَتُحرِجُهُ غَمّاً وَتُوَسِّعُهُ أَذىً / وَإِن ذَمَّها جَهراً أَسَرَّ لَها عِشقا
وَقَد زَعَموا أَنَّ الشَقِيَّ هُوَ الَّذي / حَوى السَعدَ فيها وَالسَعادَةَ لِلأَشقى
فَإِن كانَ حَقّاً ما يُقالُ فَإِنَّها / مَنامٌ يُعيدُ النِقسَ في حُكمِهِ مِشقا
رَأى أُمَّ دَفرٍ أَهلُها أُمَّ عَنبَرٍ / فَما صَرَفوا عَنها مَعاطِسَهُم نَشقا
لِسانُ الفَتى يُدعى سِناناً وَتارَةً
لِسانُ الفَتى يُدعى سِناناً وَتارَةً / حُساماً وَكَم مِن لَفظَةٍ ضَرَبَت عُنقا
لَقَد وَرَدَ الناسُ الحَياةَ أَمامَنا / فَما تَرَكوا إِلّا الأُجونَةَ وَالرَنقا
وَأَنقى سَوادَ الرَأسِ دَهرٌ وَغاسِلٌ / لِباساً فَأَمّا سوءُ طَبعٍ فَما أَنقى
هُوَ الرِزقُ يُجريهِ المَليكُ وَلَن تَرى
هُوَ الرِزقُ يُجريهِ المَليكُ وَلَن تَرى / أَخا عيشَةٍ بِالحِرصِ يُطعَمُ أَو يُسقى
وَكَم أَمَرَ العَقلُ السَليمُ بِصالِحٍ / فَما فَعَلوا إِلّا الخِيانَةَ وَالفِسقا
يُبايِنُ شَكلٌ غَيرَهُ في حَياتِهِ
يُبايِنُ شَكلٌ غَيرَهُ في حَياتِهِ / فَإِن هَلَكا لَم تُلفِ بَينَهُما فَرقا
وَمَن يَفتَقِد حالَ الزَمانِ وَأَهلِه / يَذُمُّ بِهِم غَرباً مِنَ الأَرضِ أَو شَرقا
يَجِد قَولَهُم مَيناً وَوِدَّهُمُ قِلىً / وَخَيرَهُم شَرّاً وَصَنعَتَهُم خُرقا
وَبِشرَهُمُ خَدَعاً وَفَقرَهُم غِنىً / وَعِلَمَهُم جَهلاً وَحِكمَتَهُم زَرقا
أَحَيَّ كِلابٍ كَم رَعى النَبتَ قَبلَكُم / فَريقٌ وَشاموا في حَنادِسِهِم بَرقا
وَصابوا عَلى عافٍ وَآبوا إِلى رِضىً / وَجابوا إِلى عَلياءَ نازِحَةٍ خَرقا
وَلَيلاً طَلى قاراً بِقارٍ وَأُكمُهُ / مُراقِبَةٌ مِن شُهبِهِ حَدَقاً زُرقا
إِذا نَشَأَت فيهِ الغَمامَةُ خِلتَها / بِإيماضِها زِنجِيَّةً فَصَدَت عِرقا
وَمَرّوا بِمَقصودِ الحِمامِ فَغادَروا / خَوالِدَ ضَمَّت فيهِ أَفرُخَها الوُرقا
رَأَينا شُؤونَ الدَهرِ خَفضاً وَرِفعَةً / وَنَحنُ أُسارى في الحَوادِثِ أَو غَرقى
هَوى مُعتَلٍّ كَالغَيثِ مِنَ المُزنِ وَاِعتَلى / خَفيضٌ كَنَقعٍ مِن لَدُن حافِرٍ يَرقى
فَلا تَأمَنوا شامِيَّةً يَمَنِيَّةً / تُعادي فَلا تُبقي خِباءً وَلا فِرقا
يُخَرِّقُ دِرعَ المَرءِ سُمرُ رِماحِها / وَإِن كانَ مُرّاً في مَذاقَتِهِ خَرقا
إِذا طَلَبوا أَقصى العُلا اِتَّخَذوا لَهُ / بِصُمِّ العَوالي في تَرائِبِكُم طُرقا
إِذا كُنتُمُ أَوراقَ أَثلٍ زَهَوا لَكُم / جَرادَ نِبالٍ كَي تُبيدَكُم وَرقا
أَطارِقَ هَمٍّ ضافَ هَل أَنتَ عاذِرٌ / مَتّى لَم تَجِد بي عِندَ مُرتَحَلٍ طِرقا
وَأَعوَزَني ماءٌ أُزيلُ بِهِ الصَدى / فَلا عَيشَ إِن لَم أَشرَبَ الكَدِرَ الطَرقا
هُمُ الناسُ أَجبالٌ شَوامِخُ في الذُرى / وَأَودِيَةٌ لا تَبلُغُ الأُكمَ وَالبُرقا
فَسَكرانُ يُستَرقى وَيَبذُلُ بُسلَةً / وَآخَرُ صاحي اللُبِّ يَغضَبُ أَن يُرقى
إِذا سَلَقَت عِرسُ الفَتى في كَلامِها
إِذا سَلَقَت عِرسُ الفَتى في كَلامِها / فَما هِيَ إِلّا سِلقَةٌ عارَضَت سِلقا
وَأَحسَنُ أَثوابِ الأَوانِسِ بُردَةٌ / مِنَ الحُسنِ لا تُنضى لِغَسلٍ وَلا تُلقى
وَيَفعَلُ فِعلاً سَيِّئاً رَبُّ مَنظَرٍ / جَميلٍ وَيَأتي الخَيرَ مَن لَم يَرُق خَلقا
وَما أُمُّ غَيلانٍ مُحَرَّمَةَ الصَلى / وَلا أُمُّ لَيلى في مَحابِسِها طِلقا
عَلَيكَ بِتَقوى اللَهِ في كُلِّ مَشهَدٍ
عَلَيكَ بِتَقوى اللَهِ في كُلِّ مَشهَدٍ / فَلِلَّهِ ما أَذكى نَسيماً وَما أَبقى
إِذا ما رَكِبتَ الحَزمَ مُستَبطِناً لَهُ / سَبَقتَ بِهِ مَن لا تَظِنُّ لَهُ سَبقا
وَحُبِّيَ لِلدُنيا كَحُبِّكَ خالِصٌ / وَفي عُنُقَينا مِن هَوىً جُعِلَت رِبقا
حَذِرنا فَصادَتنا الخُلوبُ كَغَيرِنا / وَأَيُّ غُرابٍ ما أَجادَت لَهُ طَبَقا
سُقينا بِفَضلِ اللَهِ وَالأَرضُ مَنزِلٌ
سُقينا بِفَضلِ اللَهِ وَالأَرضُ مَنزِلٌ / يَحُلُّ بِهِ مَن لَيسَ أَهلاً لِأَن يُسقى
وَما طَهَّرَت بِالعُشرِ خَمسَةَ أَوسُقٍ / نُفوسٌ أَقَلَّت مِن مَآثِمِها وِسقا
وَفي كُلِّ أَرضٍ أُمَّةٌ جَعَلوا التُقى / هِيَ الشيمَةُ الشَنعاءُ وَاِستَحسَنوا الفِسقا
إِذا ما اِستَهَلَّ الطِفلُ قالَ وُلاتُهُ
إِذا ما اِستَهَلَّ الطِفلُ قالَ وُلاتُهُ / وَإِن صَمَتوا عانِ الخُطوبَ وَرَشقَها
شَقينا بِدُنيانا عَلى طولِ دُدِّها / فَدونَكَ مارِسها حَياتَكَ وَاِشقَها
وَلا تُظهِرَنَّ الزُّهدَ فيها فَكُلُّنا / شَهيدٌ بِأَنَّ القَلبَ يُضمِرُ عِشقَها
جاءَ القِرانُ وَأَمُ اللَهِ أَرسَلَهُ
جاءَ القِرانُ وَأَمُ اللَهِ أَرسَلَهُ / وَكانَ سِترٌ عَلى الأَديانِ فَاِنخَرَقا
ما أُبرِمَ المُلكُ إِلّا عادَ مُنتَقَضاً / وَلا تَأَلَّفَ إِلّا شَتَّ وَاِفتَرَقا
مَذاهِبٌ جَعَلوها مِن مَعايِشِهِم / مَن يُعمِلِ الفَِكرَ فيها تُعطِهِ الأَرقا
إِحذَر سَليلَكَ فَالنارُ الَّتي خَرَجَت / مِن زِندِها إِن أَصابَت عودَهُ اِحتَرَقا
وَكُلُّنا قَومُ سوءٍ لا أَخِصُّ بِهِ / بَعضَ الأَنامِ وَلَكِن أَجمَعُ الفِرقا
لا تَرجُوَنَّ أَخاً مِنهُم وَلا وَلَداً / وَإِن رَأَيتَ حَياءً أَسبَغَ العَرَقا
وَالنَفسُ شَرٌّ مِنَ الأَعداءِ كُلِّهُمُ / وَإِن خَلَت بِكَ يَوماً فَاِحتَرِز فَرَقا
كَم سَيِّدٍ بارِقُ الجَدوى بِمَيسِمِهِ / ساوَوا بِهِ الجَدِيَ عِندَ الحَتفِ وَالبَرَقا
إِن رُمتَ مِن شَيخٍ رَهطٍ في دِيانَتِهِ / دَليلَ عَقلٍ عَلى ما قالَهُ خَرَقا
وَكَيفَ أَجني وَلَم يُرِق لَهُم غُصني / وَالغُصنُ لَم يُجنَ حَتّى أُلبِسَ الوَرَقا
عَزَّ المُهَيمِنُ كَم مِن راحَةٍ بُتِكَت / ظُلماً وَكانَ سِواها يَأخُذُ السَرَقا
وَالدُرُّ لاقى المَنايا في أَكُفِّهِمُ / وَكم ثَوى البَحرَ لا يَخشى بِهِ غَرَقا
مَينٌ يُرَدَّدُ لَم يَرضوا بِباطِلِهِ / حَتّى أَبانوا إِلى تَصديقِهِ طُرُقا
لا رُشدَ فَاِصمُت وَلا تَسأَلهُم رِشداً / فَاللُبُّ في الأُنسِ طَيفٌ زائِرٌ طَرَقا
وَآكِلُ القَوتِ لَم يُعدَم لَهُ عَنَتاً / وَشارِبُ الماءِ لَم يَأمَن بِهِ شَرَقا
وَناظِرُ العَينِ وَالدُنِّيا رُئِيَت / ما إِن دَرى أَسواداً حَلَّ أَم زَرَقا
إِذا كَشَفتَ عَنِ الرِهبانِ حالَهُمُ / فَكُلُّهُم يَتَوَخّى التِبرَ وَالوَرِقا
المَرءُ كَالبَدرِ بيِّناً لاحَ كامِلَةً
المَرءُ كَالبَدرِ بيِّناً لاحَ كامِلَةً / أَنوارُهُ عادَ لِلنُقصانِ فَاِمتَحَقا
وَالناسُ كَالزَرعِ باقٍ في مَنابَتِهِ / حَتّى يَهيجَ وَمَرعيٌّ وَما لَحِقا
عَلى البِلى سَيُفيدُ الشَخصَ فائِدَةً / فَالمِسكُ يَزدادُ مِن طيبٍ إِذا سُحِقا
لا تُلحِقَنِّيَ مَيناً إِن نَطَقتُ بِهِ
لا تُلحِقَنِّيَ مَيناً إِن نَطَقتُ بِهِ / إِنَّ الغَريبَ إِذ أَلحَقتَهُ لَحِقا
أَمّا الجَمادُ فَإِنّي بِتُّ أَغبِطُهُ / إِذ لَيسَ يَعلَمُ إِمّا آدَ أَو مُحِقا
لا يَشعُرُ العودُ بِالنارِ الَّتي أَخَذَت / فيهِ وَلا الأَصهَبُ الداريُّ إِذ سُحِقا
قُل لِلحَمامَةِ قَد أَصبَحَتِ شادِيَةً
قُل لِلحَمامَةِ قَد أَصبَحَتِ شادِيَةً / فَهِجتِ لِلذاكِرِ المَحزونِ تَشويقا
كَساكِ رَبُّكِ ريشاً تَدفَعينَ بِهِ / قُرَّ الشِتاءِ وَحَلّى الجيدَ تَطويقا
فَهَل تُراعينَ مِن بازٍ عَلى شَرَفٍ / يُهدي إِلَيكِ عَنِ الفِرخَينِ تَعويقا
أَما تَرَينَ قِسَيَّ الدَهرِ وَتَّرَها / رامٍ مُصيبٌ أَعارَ النَبلَ تَفويقا
يُغنيكِ وَكرُكِ عَن بَيتٍ يُزَيِّنُهُ / غاوٍ مِنَ القَومِ إِذهاباً وَتَزويقا
يا حادِيَينا أَلا سوقا بِنا سَحَراً
يا حادِيَينا أَلا سوقا بِنا سَحَراً / وَيا وَميضَي هَوانا وَالصَبا شوقا
لا يَغرَضِ المَرءُ مِمّا يَغتَدي غَرِضاً / يُمسي وَيُضحي بِنَبلِ الدَهرِ مَرشوقا
حَناهُ دَهرٌ فَضاهى القَوسَ مِن كِبَرٍ / وَقَد تَراهُ كَصَدرِ الرَمحِ مَمشوقا
وَلّى الشَبابُ وَمِن شَوقٍ لِرُؤيَتِهِ / يَظَلُّ مَشبِهُهُ في الرَوضِ مَنشوقا
مَن كانَ عَن آلِ هِندٍ وَالرَبابِ سَلا / فَما يَزالُ بَقاءُ الدَهرِ مَعشوقا
ما راعَها مِن قُرى عُمٍّ وَجارِمِها
ما راعَها مِن قُرى عُمٍّ وَجارِمِها / إِلّا الأَباريقُ يَحمِلنَ الأَباريقا
وَمومِساتٌ تُوافيها حَنادِسُها / بِطارِقينَ يُخالونَ البَطاريقا
لَم يَكفِهِم ريقُ كَرمٍ مِن شَرابِهِمُ / حَتّى أَضافوا إِلَيهِ مِن فَمٍ ريقا
لَو عُجِّلَت لِغَويٍّ فاجِرٍ سَقرٌ / لَأُشعِروا جَمَراتِ النارِ تَحريقا
لَقَد تَفَكَّرتُ في الدُنِّيا وَساكِنِها / فَأَحدَثَ الفِكرُ أَشجاناً وَتَأريقا
قَد أَغرَقوا في مَعاصيهِمُ فَما لَهُمُ / لا يُؤنِسونَ مِنَ الطوفانِ تَغريقا
وَصَيَّروا لِأُناسٍ في الأَذى طُرُقاً / وَذَلَّلوا الإِثمَ إِعمالاً وَتَطريقا
أَعِرقُ آدَمَ هَذا لا يُمازِجُهُ / سِواهُ أَم مَسَّ مِن إِبليسَ تَعريقا
يَخشى ذَوِيَّ رَطيبٍ حامِلٍ ثَمَراً / مُؤَمِّلٌ مِن غُصونِ اليُبسِ تَوريقا
كَم تَطلُبُ المالَ في سَهلٍ وَفي جَبَلٍ / وَتَقطَعُ الأَرضَ تَغريباً وَتَشريقا
وَقَد شَهِدتَ مَخاريقَ الوَغى لَعِبَت / مُجيدَةً لِدُروعِ القَومِ تَخريقا
فَراقِبِ اللَهَ إِنَّ السَعدَ يَتبَعُهُ / نَحسٌ وَإِنَّ لِجَمعِ الدَهرِ تَفريقا
وَمَرَّ موسى وَلَم يَترُك لِأُمَّتِهِ / إِلّا أَحاديثاً يُوَدَعنَ المَهاريقا
مَهرُ الفَتاةِ إِذا غَلا صَونٌ لَها
مَهرُ الفَتاةِ إِذا غَلا صَونٌ لَها / مِن أَن يَبُتَّ عَشيرُها تَطليقَها
هَوِيَ الفِراقِ وَخافَ مِن إِغرامِهِ / فَأَدامَ في أَسبابِهِ تَعليقَها
وَلَرُبَّما وَرِثَتهُ أَو سَبَقت بِها / أَقدارٌ ميتَتِها فَكانَ طَليقَها
ما غابَ اِسحاقُ البَرايا عَنهُمُ
ما غابَ اِسحاقُ البَرايا عَنهُمُ / فَاِسأَل بَني يَعقوبَ عَن اِسحاقا
ما في جَميعِ الناسِ إِلّا خاسِرٌ / فَإِلَيهِمُ رَجَعَ القَبيحُ وَحاقا
لا نَعلَمُ المَوتى تَهُمُّ بِكَرَّةٍ / لَكِنَّ أَحياءً تَرومُ لَحاقا
لَو صَحَّ أَنَّ البَدرَ لَيسَ بِعاقِلٍ / هَنَّأتُهُ أَلّا يُحِسَّ مُحاقا
لِدُنياكَ حُسنٌ عَلى أَنَّني
لِدُنياكَ حُسنٌ عَلى أَنَّني / أَرى حُسنَّها حَسَناً مُخلِقا
فَما طُلِّقَت هِيَ بَل طَلَّقَت / وَلَستَ بِأَوَّلِ مَن طُلِّقا
فَلا تَأسَفَنَّ عَلى مَطلَبٍ / يَفوتُ إِذا بابُهُ أُغلِقا
أَرى حَلَباً حازَها صالِحٌ / وَجالَ سِنانٌ عَلى جِلَّقا
وَحَسّانُ في سَلَفَي طَيِّئٍ / يُصَرِّفُ مِن عِزِّهِ أَبلَقا
فَلَمّا رَأَت خَيلُهُم بِالغُبارِ / ثَغاماً عَلى جَيشِهِم عُلِّقا
رَمَت جامِعَ الرَملَةِ المُستَضامَ / فَأَصبَحَ بِالدَمِّ قَد خُلِّقا
وَما يَنفَعُ الكاعِبَ المُستَبا / ةَ هامٌ عَلى عَضَبٍ فُلَّقا
وَطَلُّ قَتيلٌ فَلَم يُدَّكَر / وَغُلَّ أَسيرٌ فَما أُطلِقا
وَكَم تَرِكَت آهِلاً وَحدَهُ / وَكَم غادَرَت مُثريّاً مُملِقا
يُسائِلُ في الحَيِّ عَن مالِهِ / وَما القَولُ في طائِرٍ حَلَّقا
وَلم يَكُ دَهرُهُمُ شاعِراً / وَلَكِنَّهُ لَم يَزَل مُفلِقا
إِذا كانَ هَذا فِعالُ الزَمانِ / فَإِنَّ بِهِ كامِناً أَولَقا
فَلَيتَ السِمّاكَينِ لَم يَطلُعا / وَلَيتَ المُنيرَينِ لَم يُخلَقا
يَقولونَ في المِصرِ العَدولُ وَإِنَّما
يَقولونَ في المِصرِ العَدولُ وَإِنَّما / حَقيقَةُ ماقالوا العُدولُ عَنِ الحَقِّ
وَلَستُ بِمُختارٍ لِقَومي كَونَهُم / قُضاةً وَلا وَضعَ الشَهادَةِ في رِقِّ
لَقَد ساسَ أَهلَ الأَرضِ قَومٌ تَفَتَّقَت
لَقَد ساسَ أَهلَ الأَرضِ قَومٌ تَفَتَّقَت / أُمورٌ فَما أَلفَت لَهُم يَدَ راتِقِ
هُمُ هَتَكوا بِالراحِ أَستارَ عاذِلٍ / وَلَم يَحفَظوا بِالنُسكِ حُرمَةَ ناتِقِ
إِذا جَرَحوا دَنّاً فَلَم يَرجُ عِندَهُم / قِصاصاً أَجادوا قَتلَ عَذراءَ عاتِقِ
وَصاغوا بِما تَجني الوُلاةُ مَراكِناً / وَزادوا عَلى أَسيافِهِم وَالمَناتِقِ
وَلَو كانَ لِلدُنِّيا لَدى اللَهِ قيمَةٌ / لَما نَظَروا في آهِلاتِ الرَساتِقِ