القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 55
أَلَم يَرَ أَفعالَكَ الشارِقُ
أَلَم يَرَ أَفعالَكَ الشارِقُ / وَكَوكَبُ لَيلَتِكَ الطارِقُ
تَخونُ أَمينَكَ دينارُهُ / وَفي رُبعِهِ يُقطَعُ السارِقُ
إِذا رَشَقَت دُنياكَ هَذي إِلى الفَتى
إِذا رَشَقَت دُنياكَ هَذي إِلى الفَتى / رَمَتهُ بِنَبلٍ مِن غِوايَتِها رَشقا
فَتُحرِجُهُ غَمّاً وَتُوَسِّعُهُ أَذىً / وَإِن ذَمَّها جَهراً أَسَرَّ لَها عِشقا
وَقَد زَعَموا أَنَّ الشَقِيَّ هُوَ الَّذي / حَوى السَعدَ فيها وَالسَعادَةَ لِلأَشقى
فَإِن كانَ حَقّاً ما يُقالُ فَإِنَّها / مَنامٌ يُعيدُ النِقسَ في حُكمِهِ مِشقا
رَأى أُمَّ دَفرٍ أَهلُها أُمَّ عَنبَرٍ / فَما صَرَفوا عَنها مَعاطِسَهُم نَشقا
لِسانُ الفَتى يُدعى سِناناً وَتارَةً
لِسانُ الفَتى يُدعى سِناناً وَتارَةً / حُساماً وَكَم مِن لَفظَةٍ ضَرَبَت عُنقا
لَقَد وَرَدَ الناسُ الحَياةَ أَمامَنا / فَما تَرَكوا إِلّا الأُجونَةَ وَالرَنقا
وَأَنقى سَوادَ الرَأسِ دَهرٌ وَغاسِلٌ / لِباساً فَأَمّا سوءُ طَبعٍ فَما أَنقى
هُوَ الرِزقُ يُجريهِ المَليكُ وَلَن تَرى
هُوَ الرِزقُ يُجريهِ المَليكُ وَلَن تَرى / أَخا عيشَةٍ بِالحِرصِ يُطعَمُ أَو يُسقى
وَكَم أَمَرَ العَقلُ السَليمُ بِصالِحٍ / فَما فَعَلوا إِلّا الخِيانَةَ وَالفِسقا
يُبايِنُ شَكلٌ غَيرَهُ في حَياتِهِ
يُبايِنُ شَكلٌ غَيرَهُ في حَياتِهِ / فَإِن هَلَكا لَم تُلفِ بَينَهُما فَرقا
وَمَن يَفتَقِد حالَ الزَمانِ وَأَهلِه / يَذُمُّ بِهِم غَرباً مِنَ الأَرضِ أَو شَرقا
يَجِد قَولَهُم مَيناً وَوِدَّهُمُ قِلىً / وَخَيرَهُم شَرّاً وَصَنعَتَهُم خُرقا
وَبِشرَهُمُ خَدَعاً وَفَقرَهُم غِنىً / وَعِلَمَهُم جَهلاً وَحِكمَتَهُم زَرقا
أَحَيَّ كِلابٍ كَم رَعى النَبتَ قَبلَكُم / فَريقٌ وَشاموا في حَنادِسِهِم بَرقا
وَصابوا عَلى عافٍ وَآبوا إِلى رِضىً / وَجابوا إِلى عَلياءَ نازِحَةٍ خَرقا
وَلَيلاً طَلى قاراً بِقارٍ وَأُكمُهُ / مُراقِبَةٌ مِن شُهبِهِ حَدَقاً زُرقا
إِذا نَشَأَت فيهِ الغَمامَةُ خِلتَها / بِإيماضِها زِنجِيَّةً فَصَدَت عِرقا
وَمَرّوا بِمَقصودِ الحِمامِ فَغادَروا / خَوالِدَ ضَمَّت فيهِ أَفرُخَها الوُرقا
رَأَينا شُؤونَ الدَهرِ خَفضاً وَرِفعَةً / وَنَحنُ أُسارى في الحَوادِثِ أَو غَرقى
هَوى مُعتَلٍّ كَالغَيثِ مِنَ المُزنِ وَاِعتَلى / خَفيضٌ كَنَقعٍ مِن لَدُن حافِرٍ يَرقى
فَلا تَأمَنوا شامِيَّةً يَمَنِيَّةً / تُعادي فَلا تُبقي خِباءً وَلا فِرقا
يُخَرِّقُ دِرعَ المَرءِ سُمرُ رِماحِها / وَإِن كانَ مُرّاً في مَذاقَتِهِ خَرقا
إِذا طَلَبوا أَقصى العُلا اِتَّخَذوا لَهُ / بِصُمِّ العَوالي في تَرائِبِكُم طُرقا
إِذا كُنتُمُ أَوراقَ أَثلٍ زَهَوا لَكُم / جَرادَ نِبالٍ كَي تُبيدَكُم وَرقا
أَطارِقَ هَمٍّ ضافَ هَل أَنتَ عاذِرٌ / مَتّى لَم تَجِد بي عِندَ مُرتَحَلٍ طِرقا
وَأَعوَزَني ماءٌ أُزيلُ بِهِ الصَدى / فَلا عَيشَ إِن لَم أَشرَبَ الكَدِرَ الطَرقا
هُمُ الناسُ أَجبالٌ شَوامِخُ في الذُرى / وَأَودِيَةٌ لا تَبلُغُ الأُكمَ وَالبُرقا
فَسَكرانُ يُستَرقى وَيَبذُلُ بُسلَةً / وَآخَرُ صاحي اللُبِّ يَغضَبُ أَن يُرقى
إِذا سَلَقَت عِرسُ الفَتى في كَلامِها
إِذا سَلَقَت عِرسُ الفَتى في كَلامِها / فَما هِيَ إِلّا سِلقَةٌ عارَضَت سِلقا
وَأَحسَنُ أَثوابِ الأَوانِسِ بُردَةٌ / مِنَ الحُسنِ لا تُنضى لِغَسلٍ وَلا تُلقى
وَيَفعَلُ فِعلاً سَيِّئاً رَبُّ مَنظَرٍ / جَميلٍ وَيَأتي الخَيرَ مَن لَم يَرُق خَلقا
وَما أُمُّ غَيلانٍ مُحَرَّمَةَ الصَلى / وَلا أُمُّ لَيلى في مَحابِسِها طِلقا
عَلَيكَ بِتَقوى اللَهِ في كُلِّ مَشهَدٍ
عَلَيكَ بِتَقوى اللَهِ في كُلِّ مَشهَدٍ / فَلِلَّهِ ما أَذكى نَسيماً وَما أَبقى
إِذا ما رَكِبتَ الحَزمَ مُستَبطِناً لَهُ / سَبَقتَ بِهِ مَن لا تَظِنُّ لَهُ سَبقا
وَحُبِّيَ لِلدُنيا كَحُبِّكَ خالِصٌ / وَفي عُنُقَينا مِن هَوىً جُعِلَت رِبقا
حَذِرنا فَصادَتنا الخُلوبُ كَغَيرِنا / وَأَيُّ غُرابٍ ما أَجادَت لَهُ طَبَقا
سُقينا بِفَضلِ اللَهِ وَالأَرضُ مَنزِلٌ
سُقينا بِفَضلِ اللَهِ وَالأَرضُ مَنزِلٌ / يَحُلُّ بِهِ مَن لَيسَ أَهلاً لِأَن يُسقى
وَما طَهَّرَت بِالعُشرِ خَمسَةَ أَوسُقٍ / نُفوسٌ أَقَلَّت مِن مَآثِمِها وِسقا
وَفي كُلِّ أَرضٍ أُمَّةٌ جَعَلوا التُقى / هِيَ الشيمَةُ الشَنعاءُ وَاِستَحسَنوا الفِسقا
إِذا ما اِستَهَلَّ الطِفلُ قالَ وُلاتُهُ
إِذا ما اِستَهَلَّ الطِفلُ قالَ وُلاتُهُ / وَإِن صَمَتوا عانِ الخُطوبَ وَرَشقَها
شَقينا بِدُنيانا عَلى طولِ دُدِّها / فَدونَكَ مارِسها حَياتَكَ وَاِشقَها
وَلا تُظهِرَنَّ الزُّهدَ فيها فَكُلُّنا / شَهيدٌ بِأَنَّ القَلبَ يُضمِرُ عِشقَها
جاءَ القِرانُ وَأَمُ اللَهِ أَرسَلَهُ
جاءَ القِرانُ وَأَمُ اللَهِ أَرسَلَهُ / وَكانَ سِترٌ عَلى الأَديانِ فَاِنخَرَقا
ما أُبرِمَ المُلكُ إِلّا عادَ مُنتَقَضاً / وَلا تَأَلَّفَ إِلّا شَتَّ وَاِفتَرَقا
مَذاهِبٌ جَعَلوها مِن مَعايِشِهِم / مَن يُعمِلِ الفَِكرَ فيها تُعطِهِ الأَرقا
إِحذَر سَليلَكَ فَالنارُ الَّتي خَرَجَت / مِن زِندِها إِن أَصابَت عودَهُ اِحتَرَقا
وَكُلُّنا قَومُ سوءٍ لا أَخِصُّ بِهِ / بَعضَ الأَنامِ وَلَكِن أَجمَعُ الفِرقا
لا تَرجُوَنَّ أَخاً مِنهُم وَلا وَلَداً / وَإِن رَأَيتَ حَياءً أَسبَغَ العَرَقا
وَالنَفسُ شَرٌّ مِنَ الأَعداءِ كُلِّهُمُ / وَإِن خَلَت بِكَ يَوماً فَاِحتَرِز فَرَقا
كَم سَيِّدٍ بارِقُ الجَدوى بِمَيسِمِهِ / ساوَوا بِهِ الجَدِيَ عِندَ الحَتفِ وَالبَرَقا
إِن رُمتَ مِن شَيخٍ رَهطٍ في دِيانَتِهِ / دَليلَ عَقلٍ عَلى ما قالَهُ خَرَقا
وَكَيفَ أَجني وَلَم يُرِق لَهُم غُصني / وَالغُصنُ لَم يُجنَ حَتّى أُلبِسَ الوَرَقا
عَزَّ المُهَيمِنُ كَم مِن راحَةٍ بُتِكَت / ظُلماً وَكانَ سِواها يَأخُذُ السَرَقا
وَالدُرُّ لاقى المَنايا في أَكُفِّهِمُ / وَكم ثَوى البَحرَ لا يَخشى بِهِ غَرَقا
مَينٌ يُرَدَّدُ لَم يَرضوا بِباطِلِهِ / حَتّى أَبانوا إِلى تَصديقِهِ طُرُقا
لا رُشدَ فَاِصمُت وَلا تَسأَلهُم رِشداً / فَاللُبُّ في الأُنسِ طَيفٌ زائِرٌ طَرَقا
وَآكِلُ القَوتِ لَم يُعدَم لَهُ عَنَتاً / وَشارِبُ الماءِ لَم يَأمَن بِهِ شَرَقا
وَناظِرُ العَينِ وَالدُنِّيا رُئِيَت / ما إِن دَرى أَسواداً حَلَّ أَم زَرَقا
إِذا كَشَفتَ عَنِ الرِهبانِ حالَهُمُ / فَكُلُّهُم يَتَوَخّى التِبرَ وَالوَرِقا
المَرءُ كَالبَدرِ بيِّناً لاحَ كامِلَةً
المَرءُ كَالبَدرِ بيِّناً لاحَ كامِلَةً / أَنوارُهُ عادَ لِلنُقصانِ فَاِمتَحَقا
وَالناسُ كَالزَرعِ باقٍ في مَنابَتِهِ / حَتّى يَهيجَ وَمَرعيٌّ وَما لَحِقا
عَلى البِلى سَيُفيدُ الشَخصَ فائِدَةً / فَالمِسكُ يَزدادُ مِن طيبٍ إِذا سُحِقا
لا تُلحِقَنِّيَ مَيناً إِن نَطَقتُ بِهِ
لا تُلحِقَنِّيَ مَيناً إِن نَطَقتُ بِهِ / إِنَّ الغَريبَ إِذ أَلحَقتَهُ لَحِقا
أَمّا الجَمادُ فَإِنّي بِتُّ أَغبِطُهُ / إِذ لَيسَ يَعلَمُ إِمّا آدَ أَو مُحِقا
لا يَشعُرُ العودُ بِالنارِ الَّتي أَخَذَت / فيهِ وَلا الأَصهَبُ الداريُّ إِذ سُحِقا
قُل لِلحَمامَةِ قَد أَصبَحَتِ شادِيَةً
قُل لِلحَمامَةِ قَد أَصبَحَتِ شادِيَةً / فَهِجتِ لِلذاكِرِ المَحزونِ تَشويقا
كَساكِ رَبُّكِ ريشاً تَدفَعينَ بِهِ / قُرَّ الشِتاءِ وَحَلّى الجيدَ تَطويقا
فَهَل تُراعينَ مِن بازٍ عَلى شَرَفٍ / يُهدي إِلَيكِ عَنِ الفِرخَينِ تَعويقا
أَما تَرَينَ قِسَيَّ الدَهرِ وَتَّرَها / رامٍ مُصيبٌ أَعارَ النَبلَ تَفويقا
يُغنيكِ وَكرُكِ عَن بَيتٍ يُزَيِّنُهُ / غاوٍ مِنَ القَومِ إِذهاباً وَتَزويقا
يا حادِيَينا أَلا سوقا بِنا سَحَراً
يا حادِيَينا أَلا سوقا بِنا سَحَراً / وَيا وَميضَي هَوانا وَالصَبا شوقا
لا يَغرَضِ المَرءُ مِمّا يَغتَدي غَرِضاً / يُمسي وَيُضحي بِنَبلِ الدَهرِ مَرشوقا
حَناهُ دَهرٌ فَضاهى القَوسَ مِن كِبَرٍ / وَقَد تَراهُ كَصَدرِ الرَمحِ مَمشوقا
وَلّى الشَبابُ وَمِن شَوقٍ لِرُؤيَتِهِ / يَظَلُّ مَشبِهُهُ في الرَوضِ مَنشوقا
مَن كانَ عَن آلِ هِندٍ وَالرَبابِ سَلا / فَما يَزالُ بَقاءُ الدَهرِ مَعشوقا
ما راعَها مِن قُرى عُمٍّ وَجارِمِها
ما راعَها مِن قُرى عُمٍّ وَجارِمِها / إِلّا الأَباريقُ يَحمِلنَ الأَباريقا
وَمومِساتٌ تُوافيها حَنادِسُها / بِطارِقينَ يُخالونَ البَطاريقا
لَم يَكفِهِم ريقُ كَرمٍ مِن شَرابِهِمُ / حَتّى أَضافوا إِلَيهِ مِن فَمٍ ريقا
لَو عُجِّلَت لِغَويٍّ فاجِرٍ سَقرٌ / لَأُشعِروا جَمَراتِ النارِ تَحريقا
لَقَد تَفَكَّرتُ في الدُنِّيا وَساكِنِها / فَأَحدَثَ الفِكرُ أَشجاناً وَتَأريقا
قَد أَغرَقوا في مَعاصيهِمُ فَما لَهُمُ / لا يُؤنِسونَ مِنَ الطوفانِ تَغريقا
وَصَيَّروا لِأُناسٍ في الأَذى طُرُقاً / وَذَلَّلوا الإِثمَ إِعمالاً وَتَطريقا
أَعِرقُ آدَمَ هَذا لا يُمازِجُهُ / سِواهُ أَم مَسَّ مِن إِبليسَ تَعريقا
يَخشى ذَوِيَّ رَطيبٍ حامِلٍ ثَمَراً / مُؤَمِّلٌ مِن غُصونِ اليُبسِ تَوريقا
كَم تَطلُبُ المالَ في سَهلٍ وَفي جَبَلٍ / وَتَقطَعُ الأَرضَ تَغريباً وَتَشريقا
وَقَد شَهِدتَ مَخاريقَ الوَغى لَعِبَت / مُجيدَةً لِدُروعِ القَومِ تَخريقا
فَراقِبِ اللَهَ إِنَّ السَعدَ يَتبَعُهُ / نَحسٌ وَإِنَّ لِجَمعِ الدَهرِ تَفريقا
وَمَرَّ موسى وَلَم يَترُك لِأُمَّتِهِ / إِلّا أَحاديثاً يُوَدَعنَ المَهاريقا
مَهرُ الفَتاةِ إِذا غَلا صَونٌ لَها
مَهرُ الفَتاةِ إِذا غَلا صَونٌ لَها / مِن أَن يَبُتَّ عَشيرُها تَطليقَها
هَوِيَ الفِراقِ وَخافَ مِن إِغرامِهِ / فَأَدامَ في أَسبابِهِ تَعليقَها
وَلَرُبَّما وَرِثَتهُ أَو سَبَقت بِها / أَقدارٌ ميتَتِها فَكانَ طَليقَها
ما غابَ اِسحاقُ البَرايا عَنهُمُ
ما غابَ اِسحاقُ البَرايا عَنهُمُ / فَاِسأَل بَني يَعقوبَ عَن اِسحاقا
ما في جَميعِ الناسِ إِلّا خاسِرٌ / فَإِلَيهِمُ رَجَعَ القَبيحُ وَحاقا
لا نَعلَمُ المَوتى تَهُمُّ بِكَرَّةٍ / لَكِنَّ أَحياءً تَرومُ لَحاقا
لَو صَحَّ أَنَّ البَدرَ لَيسَ بِعاقِلٍ / هَنَّأتُهُ أَلّا يُحِسَّ مُحاقا
لِدُنياكَ حُسنٌ عَلى أَنَّني
لِدُنياكَ حُسنٌ عَلى أَنَّني / أَرى حُسنَّها حَسَناً مُخلِقا
فَما طُلِّقَت هِيَ بَل طَلَّقَت / وَلَستَ بِأَوَّلِ مَن طُلِّقا
فَلا تَأسَفَنَّ عَلى مَطلَبٍ / يَفوتُ إِذا بابُهُ أُغلِقا
أَرى حَلَباً حازَها صالِحٌ / وَجالَ سِنانٌ عَلى جِلَّقا
وَحَسّانُ في سَلَفَي طَيِّئٍ / يُصَرِّفُ مِن عِزِّهِ أَبلَقا
فَلَمّا رَأَت خَيلُهُم بِالغُبارِ / ثَغاماً عَلى جَيشِهِم عُلِّقا
رَمَت جامِعَ الرَملَةِ المُستَضامَ / فَأَصبَحَ بِالدَمِّ قَد خُلِّقا
وَما يَنفَعُ الكاعِبَ المُستَبا / ةَ هامٌ عَلى عَضَبٍ فُلَّقا
وَطَلُّ قَتيلٌ فَلَم يُدَّكَر / وَغُلَّ أَسيرٌ فَما أُطلِقا
وَكَم تَرِكَت آهِلاً وَحدَهُ / وَكَم غادَرَت مُثريّاً مُملِقا
يُسائِلُ في الحَيِّ عَن مالِهِ / وَما القَولُ في طائِرٍ حَلَّقا
وَلم يَكُ دَهرُهُمُ شاعِراً / وَلَكِنَّهُ لَم يَزَل مُفلِقا
إِذا كانَ هَذا فِعالُ الزَمانِ / فَإِنَّ بِهِ كامِناً أَولَقا
فَلَيتَ السِمّاكَينِ لَم يَطلُعا / وَلَيتَ المُنيرَينِ لَم يُخلَقا
يَقولونَ في المِصرِ العَدولُ وَإِنَّما
يَقولونَ في المِصرِ العَدولُ وَإِنَّما / حَقيقَةُ ماقالوا العُدولُ عَنِ الحَقِّ
وَلَستُ بِمُختارٍ لِقَومي كَونَهُم / قُضاةً وَلا وَضعَ الشَهادَةِ في رِقِّ
لَقَد ساسَ أَهلَ الأَرضِ قَومٌ تَفَتَّقَت
لَقَد ساسَ أَهلَ الأَرضِ قَومٌ تَفَتَّقَت / أُمورٌ فَما أَلفَت لَهُم يَدَ راتِقِ
هُمُ هَتَكوا بِالراحِ أَستارَ عاذِلٍ / وَلَم يَحفَظوا بِالنُسكِ حُرمَةَ ناتِقِ
إِذا جَرَحوا دَنّاً فَلَم يَرجُ عِندَهُم / قِصاصاً أَجادوا قَتلَ عَذراءَ عاتِقِ
وَصاغوا بِما تَجني الوُلاةُ مَراكِناً / وَزادوا عَلى أَسيافِهِم وَالمَناتِقِ
وَلَو كانَ لِلدُنِّيا لَدى اللَهِ قيمَةٌ / لَما نَظَروا في آهِلاتِ الرَساتِقِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025