القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 45
ليتَ مَن يَسألُ جيرانَ النّقَا
ليتَ مَن يَسألُ جيرانَ النّقَا / هَل لنَا بعد افتراقٍ مُلْتَقَى
عانَنَا الدّهرُ فأضحَى شملُنا / بَعدَ ما كان جَميعاً فرقَا
وَهيَ الأيّامُ من عَادَاتِهَا / رَدّ صَفوِ العيشِ طرْقاً رَنَقَا
كُلّ شَيءٍ غيّرتْ منّي النّوى / بَعدكُم إلاّ الجَوَى والحُرقَا
خَان فيكُم حُسنُ صَبرِي وَوفَى / لكُمُ الدّمعُ فآلى لا رَقَا
لَيتَ مَن يغبِطُ أبناءَ الهوَى / ذاقَ ما يَلقَوْنَ فيهِ من شَقَا
أشْتاقُكمْ فإذا نَظرتُ إليكُمُ
أشْتاقُكمْ فإذا نَظرتُ إليكُمُ / زادَ الدّنُوّ صَبَابَتي وتَشَوُّقي
فَمتَى أُفِيقُ وبُعدُكُم يُذكي جَوَى / قَلْبِي ويُضرِمُ شوْقَه أن نَلْتَقِي
خَلِيليَّ زُورَا بي رُوَيْقَةَ إنّني
خَلِيليَّ زُورَا بي رُوَيْقَةَ إنّني / إليها على قُربِ الزّيارةِ شَيِّقُ
خَلِيليَّ ما ألتذُّ عيشاً ولاَ لَهُ / إذَا ما نَأت عني رُويقةُ رَوْنَقُ
إذا بَرزتْ بين النّساءِ حَسِبتَها / هي الشّمسُ أو مِن وجهها الشّمسُ تُشرِقُ
تُنَازعُهُم نزْراً عليه سكينَةً / وتُعرضُ عن لَهو الحديثِ وتُطرِقُ
يا اُبنَ الأُلَى جمعَ الفخارَ لبِيتهمْ
يا اُبنَ الأُلَى جمعَ الفخارَ لبِيتهمْ / ما شَتَّتُوهُ من العَطاءِ وفرّقُوا
وتَملَّكُوا رِقَّ الأكارِمِ بالّذِي / فَكّوا به رِقَّ العُنُاةِ وأطلَقُوا
أشكُو إلى عَلياكَ هَمّاً ضَاقَ عَن / كِتمانِه صَدرِي وما هو ضَيِّقُ
وطوارِقاً للهمّ أَقريها الكرَى / وتَلُظُّ بي صُبحاً فما تَتَفَرَّقُ
لو لم أُمَنِّ النّفسَ أنَّكَ كاشفٌ / كُرباتِهَا عَنْها لكادتْ تَزهَقُ
أنا عائذٌ بك من عُقوقٍ مُحبطٍ / عَملي فَعِصياني لأمرِكَ مُوبِقُ
لا تُلزِمَنِّي بالهَوانِ وحَملِهِ / إنَّ اُحتمالَ الهُونِ ثِقْلٌ مُرهِقُ
دَعني وقَطعَ الأرضِ دُونَ مَعاشِرٍ / كُلٌّ عليَّ لِغيرِ جُرمٍ مُحنَقُ
تَغلِي عليَّ صُدورُهم من غَيظِهم / فتكادُ من غيظٍ عليَّ تَحرَّقُ
تَعشَى إذا نَظرُوا إليّ عُيونُهم / تحتى كأنّ الشّمسَ دُوني تُشرِقُ
كَسَدَت عليَّ بضَائِعي فيهم فَلاَ / أدَبي ولا نَسَبِي عليهم يَنفُقُ
أعيَا عليَّ رضاهُم فيئستُ من / إدراكِه ما النَّجمُ شيءٌ يُلحقُ
إن أغْشَهُمْ قالُوا خَلُوبٌ مَاذِقٌ / أوْ أَجْفُهُم قالُوا عَدوٌّ أَزرقُ
قد أفسدُوا عَيشِي عَلَيَّ وعيشَهُم / فأنا الشَقِيُّ بِهم وبي أيضاً شَقُوا
فاسَمحْ ببُعدِي عنهمُ برضَاكَ لِي / إنَّ الّذي ترضَى عليه مُوفَّقُ
فلعلَّ بعضَ العُمرِ وهو أَقَلُّهُ / ألاّ يُكدِّرَ بالهُمومِ ويُمذَقُ
وعَسَى قلوبٌ أعضَلَتْ أدواؤُها / في قُربِنَا بعد التَّفرِّقِ تُفرِقُ
فضلُ الأقارِب بِرُّهُم وحُنوُّهُم / فإذا جَفوْني فالأباعِدُ أرفَقُ
أتظّنِني أرجُو عَواطِفَ وُدِّهِمْ / إنّي إذاً عبدُ المطامعِ أخْرقُ
بَيني وبَيْنَهُمُ هِناتٌ في الحشَا / منها نُدوبٌ ما بقِيْتُ وما بقَوُا
لا تَغتَرِرْ برجَائِهِمْ أن يُحسِنُوا / كم قد رأينَا من رجاءِ يُخفِقُ
خُذ ما تَراهُ ودعْ أحاديثَ المُنى / إنَ الأماني فيهمُ لا تَصدقُ
وأغِثْ فإنّ السّيلَ قد بلغَ الزُّبَى / حقًّا وأدرِكْني قُبيلَ أُمزَّقُ
إِيهاً بحقِّكَ مجدَ الدّينِ تعلّمُ أَنْ
إِيهاً بحقِّكَ مجدَ الدّينِ تعلّمُ أَنْ / نَ الصبرَ عنكَ أو السُّلوانَ من خُلُقِي
أَو أَنّنِي بَعد بُعدِي عنْكَ مُغْتَبِطٌ / بالعيشِ إِنّي به لاَ تُكذَبَنَّ شَقِي
يا ويحَ قلبيَ من شوقٍ يُقَلْقِلُهُ / إلى لِقَائِكَ ماذا من نَواك لَقِي
ونَاظِرٍ قُرِّحَتْ أجفَانُه أسَفاً / عليكَ في لُجَّةٍ من دمعه غَرقِ
وبعدَ ما بِي فإشفاقِي يُهدّدُني / بشَوبِ رأيِك بالتكديرِ والرَّنَقِ
وأنَّ قلبَكَ قد رَانت عليه من ال / واشين بي جفوةٌ يهماءُ كالغَسَقِِ
ونافَسُونِيَ في حُسنى ظُنونِك بي / حتّى غدوتُ وسوءَ الشّكِّ في نَسَقِِ
بهم تباريحُ أشواقي إليكَ وما / أُجَنُّ من زفَراتٍ بالجَوى نُطُقِِ
أمَا كَفاهُم نَوَى دارِي وبعدُكَ عن / عَينِي وفُرقَةُ إخوانِ الصِّبا الصُّدُقِ
وأَنَّني كلَّ يومٍ قطبُ معرَكةٍ / دريئَةُ السُّمرِ والهنديّةِ الذّلُقِِ
أغشَى الوغى مفرداً من أُسرتي وهمُ / هُمُ إذا الخيلُ خاضت لُجّةَ العَلَقِِ
هم المحامُون والأشبالُ مُسلَمَةٌ / والملتقُون الرّدَى بالأوجهِ الطّلُقِِ
وموضِعي منكَ لا تسمُو الوُشاةُ له / ولا يُغيّرُه كَيْسي ولا حُمُقِي
وإنّما قالةٌ جاءَت فضاقَ لها / صدرِي ولو غيرُكَ المعنيُّ لم يَضِقِِ
كذّبتُها ثُمَ ناجتني الظّنونُ بأَنْ / نَ اُلدَّهْرَ ليس بمأمونٍ فلا تَثِقِِ
كم قد أغَصَّ بما تَمرِي مذاقَتُه / ونَغَّصَ الباردَ السلسالَ بالشَّرَقِ
توقَّع الخوفَ ممَّن أنت آمِنُهُ / قد تنكأُ الكَلْمَ كفُّ الآسِيِ الرّفِقِ
فقلتُ مالي وكَتمِي ما تُخالِجُني / فيه الظّنونُ كفعلِ المُغضَبِ المَلِقِ
أدعو لما بي صَدَى صوتي وموضعَ شَكْ / وايَ وحاملَ ثِقْلي حيث لم أُطِقِ
فإن يكن ما نَمى زُوراً وأحسَبُهُ / فعندَه العفوُ عن ذي الهَفوةِ العُقُقِ
وإن يكن وأحاشي مجده ثَلَجت / عُتباه حرَّ حشاً بالهمِّ مُحترِقِ
هو الأبيُّ الذي تُخشى بوادِرُهُ / ويُرتَجَى عَفوُهُ في سَوْرةِ الحَنَقِِ
عُتباهُ تلقَى ذُنوبي قبل معذرتي / وماءُ وجهِي مَصُونٌ فيه لم يُرَقِ
لا غيَّرتْ رأيَهُ الأيّامُ فيَّ ولا / نالت مكانيَ منه لَقعَةُ الحدَقِ
أأحبابَنَا هلاّ سبقتُم بوصلِنَا
أأحبابَنَا هلاّ سبقتُم بوصلِنَا / صُروفَ اللّيالِي قبلَ أن نَتَفَرّقَا
تشاغلتُمُ بالهجرِ والوصلُ مُمكنٌ / وليس إلينا في الحوادِث مُرتقَى
كأنّا أخذْنا من صُروف زَمانِنَا / أماناً ومِن جَورِ الحوادِث مَوثِقَا
بَعُدتْ مسافةُ بينِنَا وتوحّشَتْ
بَعُدتْ مسافةُ بينِنَا وتوحّشَتْ / حتّى على طيفِ الخيالِ الطّارِقِ
ويئستُ من أن نَلتقِي لكنّنِي / ألقَى تذكُّركُم بقلبٍ خَافِقِ
وأُغيِّضُ العَبراتِ وهي فرائِدٌ / من لُؤلؤٍ فَتفيضُ سمطَ عَقائقِِ
لا تُفسِدَنَّ نَصيحتِي بشِقَاقِ
لا تُفسِدَنَّ نَصيحتِي بشِقَاقِ / وأبيكَ ما السُّلوانُ من أخْلاقي
حظَرَ الوفاءُ عليَّ أن أسلُو فلا / فُكَّ السُّلُوُّ من الغرامِ وَثَاقي
لا ترجُوَنَّ لِيَ الشِّفاءَ من الجوَى / واليأسُ كلُّ اليأسِ من إِفراقي
كيف الإفاقةُ للَّدِيغِ أَخي اُلهَوى / من دَائِه والسُّمُّ في الدِّريَاقِ
سُقْمُ الجفُون سَقَامُه وشفاؤُه / فيها فمَنها الدّاءُ وهي الرّاقي
وأغنّ راعتْنِي النّوَى بفِراقِهِ / ولَكَم فُجعتُ ولا كذَا بِفراقِ
أخلُو بأفكارِي لِتُدنَي شخصَه / خُدَعُ المُنَى من قلبيَ الخفّاقِ
وأُكرِّرُ التَّسآلَ عنه لجاهلٍ / علمِي وتلك عُلالةُ المشتاقِ
فإذا تسامحَ لِي اُلزَّمانُ بقُربِه / من بعدِ بَيْنَيْ فُرقةٍ وشِقَاقِ
باثثْتُهُ وجْدي وقلتُ يَرِقِّ لي / فأجابَني بالصّمتِ والإطراقِ
ويلومُنْي فيهِ رفيقٌ يدَّعِي / نُصحِي أضاعَ النُّصحُ حقَّ رِفاقي
إِيهاً كلانا يشتكي حَرَّ الهَوى / لكنْ جهِلْتَ تَبايُنَ العُشّاقِ
أنت استضأْتَ بنارِه متبصِّراً / وأنا صُلِيتُ بجمرِهِ المِحراقِ
أتلومُنِي بعد الهُبوبِ من الكرَى / وحشاكَ مثلوجٌ ودمعُكَ راقي
لا دَرَّ درُّك سوف يُفرِدُكَ الهوَى / منّي فلا تتعجَّلَنَّ فِرَاقي
أسلَمتَنِي للوجدِ إن أرضاكَ أَن / أضْنَى فكُلُّ رِضايَ أنّكَ باقي
إن جُرْتَ عن نهجِ الكرامِ فمرشِدٌ / لك مُرشدٌ بمكارِمِ الأخلاقِ
فاعمَدْ لمجدِ الدّين تلقَ المجدَ ما / لاقيتَه أَكرِمْ به مِن لاَقي
فإذا وصلتَ إلى أغرِّ محَجَّبٍ / مخلوقةٍ كفّاهُ للإنفاقِ
فاربَعْ بربعٍ لا يزالُ نَزيلَه / حُسنُ الثّناءِ وخَشيةُ الخَلاّقِ
واُبلِغْ تَحيةَ نازحٍ قذَفَتْ به / أيدِي النّوَى في أسحَقِ الآفاقِ
قد كانَ بالشّامِيِّ يُعرفُ بُرهةً / من دَهرِهِ والآنَ فهْوَ عِرَاقي
أنضَى الوجيفُ رِكابَه وجيادَه / فكأنَّهُنَّ قلائدُ الأعناقِ
وهو الجليدُ على خُطوبِ زمانِه / لا يشتكِي منها سوَى الأشواقِ
ينزُو لذكر أبي سلاَمَةَ قلبُهُ / فيكادُ يمرُقُ من حَشاً وصِفَاقِ
واهتِفْ به يا خيرَ من أرجوه لِلْ / لَأْوَاءِ أو أدعُوهُ يومَ تَلاقِ
بي لوعَتان عليكَ يضعُفُ عنهما / جَلَدِي من الأشْواقِ والإشفاقِ
فالشوقُ أنتَ بهِ العليمُ وغالبُ ال / إشفاقِ مما أنْتَ فيَّ مُلاقِي
وإذا اُخطأَتْكَ الحادثاتُ فكلُّ ما / ألقَاهُ محمولٌ على الأَحدَاقِ
يا راكبَ الشِّدَنِيَّةِ الغَيْداقِ / ومُتَابِعَ الزّمَلانِ بالإِعْنَاقِ
في فتيةٍ وصَلُوا السُّرَى حتى انبَرت / أجسامُهم أخفَى من الأَرماقِ
من كلِّ مهتَزٍّ بكفِّ نُعاسِه / هزَّ الوليدِ ثِنَايَةَ المِخْرَاقِ
وضَعَ النُّعاسُ على الأكُفِّ خُدودَهم / فكأَنّهم خُلقُوا بلا أعْنَاقِ
إِمّا بلغتُم سالمينَ فبِلِّغوا / أوفَى تحيّةِ مُشئمٍ لِعَراقي
وتوسّمُوا ذاكَ المُحيَّا واُمتَرُوا / تِلكَ البَنانَ مفاتِحَ الأَرزاقِ
من آل مُنقِذٍ اُلذينَ عِرَاصُهُم / ملأى من الزُّوَّارِ والطُّرُّاقِ
اللاّبِسينَ من المكارمِ جُنّةً / ما للمَعَايِبِ غيرَها من وَاقِ
يتهلّلُون لدَى النَّوالِ وفي الوغَى / يَسطُون بالإرعاد والإبرَاقِ
يا أيُّها المولَى الذي بِبِعادِه / عنِّي قَرُبتُ من الرّدى المُعتَاقِ
لي أنَّهُ الشَّاكِي الشجيُّ لِما بهِ / إمَّا ذُكِرتَ ولوعةُ المشتاقِ
وإذا الجفونُ نظرنَ بعدكَ نُزهَةً / عاقبتُهُنَّ بدمعِيَ المُهراقِ
لا تطلُبَنْ منِّي المسرَّةَ إنَّها / عَذراءُ قد متَّعتُها بطَلاقِ
أمَّا أبوكَ فداؤُهُ مُستحكِمٌ / ما إنْ له بِسواكَ من إفْراقِ
كيف السُّلُوُّ لَه وأنَّى صَبرُه / عن مُصطفىً بمكارِم الأخلاقِ
ذُو مُهجةٍ تنزُو إليكَ ومقلةٍ / تبكي عليكَ إليكَ بالأشواقِ
لمّا علمتُ بعَجْزِهِ عن نَظمِ ما / يُنهِي إليكَ وذاكَ باستحقاقِ
أجريتُ طِرْفِي في سباقِك دُونه / وعَهِدتُهُ أبداً من السُّبَّاقِ
وبذلتُ جَهدِي بالنِّيابَةِ عنه باُلنْ / نَزرِ القليلِ من الكثير الباقي
جَرياً على شَغَفِي بكم ومحبَّتي / لكُمُ وحِفظِ العهدِ والميثاقِ
قد كنتُ أحسَبُ أن آ / مِدَ مُنتهى أَمدِ الفراقِ
وأُسكِّنُ القلبَ الْخَفُو / قَ إليكُمُ بِمُنَى التّلاقي
وأقولُ قد رقَّ الزَّما / نُ لِبرحِ وجدي واشْتياقي
وإذا بهِ مُستصغِرٌ / ما قد لقِيتُ وما أُلاَقي
يقضِي بتشتِيتِي وإر / جاءِ اللّقاءِ إلى التّلاقي
ضياءَ الدّين ما شَوقٌ دعَانِي / فأَسمَعَنِي بمصرَ من العِراقِ
بمحدُودٍ فأشرحُه ولا في / قُوى الأقلام تسطيرُ اشتياقي
ولكِنّي سأُرْجِئُهُ وأَرجُو / مُشافَهَتِي به عندَ التلاقِي
إذا ما كنتُ جارَكَ ذَا اشتياقٍ / إليكَ فكيفَ بي بعدَ الفِراقِ
ولي شكوَى من الأيّامِ أضحَتْ / لها نَفْسِي تَرَدَّدُ في التّراقي
أكلَّفُ من أذَاهَا فوقَ وَسعِي / وأحمِلُ كارهاً غيرَ المُطاقِ
ويُلزِمني الإِباءُ الصّبرَ فيما / يَنوبُ وطعمُهُ مرُّ المَذاقِ
ومغفورٌ لها إن أسعَفَتْنِي / بقربك ما لقيتُ وما أُلاقي
كَم إلى كَم يُلحى المحبُّ المشوقُ / وهو من سَكرةِ الهَوى لا يُفيقُ
حمّلوهُ وهو الضّعيفُ من التّع / نيفِ فيهم واللّومِ ما لا يُطيقُ
شجَّعوهُ على القطيعة والصَّبْ / بُ من الصَّدِّ والفراقِ فَرُوقُ
ولَحَوْهُ من ساحِلِ البحر والمس / كينُ في لُجّةِ الغرام غَريقُ
والسّقيمُ العانِي يُعانِي من الأو / صابِ ما لا عَانَى المعافَى الطّليقُ
يا عذُولي إليكَ عنّي فما أن / تَ كما تدَّعِي الصَديقُ الصَّدُوقُ
ليس للصَّبِّ من تباريحِ ما يَلْ / قى مُعينٌ ولا رفيقٌ رفيقُ
إنّما الحبُّ كالقيامَةِ ما في / هِ حميمٌ ولا شقيقٌ شَفيقُ
وأخُو الوجدِ ما إلى قلبِه المحْ / جُوبِ بالحبِّ للسُّلُوِّ طريقُ
خانَهُ الأصفياءُ حتى التّأسّي / وجفَاهُ حتّى الخيالُ الطّروقُ
وإذا نَهْنَهَ الدّموعَ استَجمَّتْ / وهَمَتْ وهي لُؤْلُؤٌ وعقيقُ
نظامَ الدّينِ كم فارقتُ خِلاًّ
نظامَ الدّينِ كم فارقتُ خِلاًّ / وكم صَلِيَتْ حشَاي لَظَى اشتياقِ
فلم أجزَعْ لِفَجْئَاتِ التّنائِي / ولم أفْرَقَ لروْعاتِ الفِراقِ
وهأَنذَا لِبُعدكَ إلفُ هَمٍّ / تَفِيضُ له النّفوسُ من المآقي
أُمَنّي قَلبِيَ الخفَّاقَ شوقاً / إليكَ بِقُرْبِ أيّامِ التّلاقي
أبا الحارِثِ اُسلَم من حوادِث دهرِنَا / ومن حَرِّ أنفاسِ المشُوقِ المُفارِقِ
أَذُمُّ إليكَ البينَ إنَّ وشِيكَه / رَمَى كلَّ عظمٍ من عِظَامي بعَارِقَ
وأضللتُ شَمسِي ثم أصبحتُ نَاشداً / لها وهي في غرْبٍ بأرضِ المشَارقِ
أروحُ وأغدُو في هُمومٍ تَعودُني / فيا ليَ من همّيْنِ غادٍ وطَارقِ
وسلِّ عنكَ الهمومَ إن طرقَتْ
وسلِّ عنكَ الهمومَ إن طرقَتْ / بِبنتِ كرْمٍ في الكأسِ تأتَلِقُ
إذا فَراها المَزَاجُ أضْرَمَها / وقلتَ أيدِي السّقَاةِ تحتَرِقُ
توَّجَها الماءُ من فُواقِعِهِ / تَاجاً به تَرتَدِي وتَنْتَطِقُ
يُقالُ ما تستقِرُّ والهمَّ في / صدرٍ فَيا نِعمتَاهُ لو صَدَقُوا
وأينَ مِن هَمِّيَ المُدامُ وقد / سُدّتْ عليها من دُونِهِ الطُّرُقُ
أعجبْ لمحتجِبٍ عن كلِّ ذِي نَظَرٍ
أعجبْ لمحتجِبٍ عن كلِّ ذِي نَظَرٍ / صحِبْتُهُ الدَّهرَ لم أسبُرْ خَلائِقَهُ
حتى إذا رابَنِي قَابلتُه فَقَضَى / حَياؤهُ وإِبائِي أن أفَارِقَهُ
إذا صاحبتَ عَمْراً في طريقٍ
إذا صاحبتَ عَمْراً في طريقٍ / فقد سَايَرْتَ ظِلَّكَ في الطّرِيقِ
فإن لم تلقَ إنساناً سِواهُ / تُرافِقُهُ فأنتَ بلاَ رَفِيقِ
تَهمِي مواهبهُ والسّحْبُ جَامِدةٌ
تَهمِي مواهبهُ والسّحْبُ جَامِدةٌ / فمِن يَديه مَصَابُ الوَابِلِ الغَدِقِ
نُعماهُ تُطلِقُ أسرَى ثُمَّ تأسِرُهُم / له وكم مِنَّة أغْنتَ عن الرَّبَقِ
مثلَ مُنْهَلِّ أنعُمِ الملكِ الصَّا
مثلَ مُنْهَلِّ أنعُمِ الملكِ الصَّا / لِح يَروَى دانٍ به وسَحِيقُ
سُحُبٌ وَبْلُهَا النُّضَارُ وللأَعْ / داءِ فيها صواعقٌ وحَريقُ
ملكٌ زاده التواضعُ للّ / هِ جلالاً يَروعُ ثمَّ يَروقُ
سَطَواتٌ تُخشَى وحلمٌ يُرجَّى / ونَوالٌ طلقٌ ووجهٌ طليقُ
من حكَى بِي ورْقُ الحمائمِ في الأف / نانِ جيدِي حالٍ وغُصني وريقُ
وثَنائِي كَشدْوِهِنَّ مدَى الأَيْ / يامِ يحلُو سَماعُه ويروقُ
رونقُ الصّدقِ فِيهِ بادٍ وما زَا / لَ إلى الصّدقِ كلُّ سمعٍ يتُوقُ
يا أميرَ الجُيوشِ ما زال للإس / لامِ والدينِ منكَ ركنٌ وثيقُ
أسمعَتْ دعوةُ الجهادِ فلبَّا / هَا مليكٌ بالمكرماتِ خَليقُ
ملِكٌ عادلٌ أنَارَ به الدِّي / نُ فعمَّ الإسلامَ منهُ الشُروقُ
ما لَه عن جِهادِهِ الكُفرَ والعد / لِ وفعلِ الخيراتِ شُغلٌ يعوقُ
هو مثلُ الحُسامِ صدرٌ صقيلٌ / ليّنٌ مسَّه وحدٌّ ذَليقُ
ذو أناةٍ يخالُها الغِرُّ إهما / لاً وفيها حتفُ الأعادي المُحيقُ
فاسلمَا للإسلامِ كَهْفَينِ ما طَرْ / رَزَ ثوبَ الظلامِ برقٌ خَفوقُ
قَلبي وصَبرِي إلفَانِ مُذْ خُلِقَا
قَلبي وصَبرِي إلفَانِ مُذْ خُلِقَا / تقاسَما صَادِقَينِ لا افْترَقَا
أمشِي الهُوَينى والخطبُ فِي طلبِي / يُوضِعُ طوراً وتارة عَنَقَا
ما يطمعُ الدَّهرُ أن أذِلَّ ولاَ / تملأُ قَلبي أهوالُه فَرَقَا
أحنُو ضُلُوعي في كلِّ نائبَةٍ / على فؤادٍ لا يَعرفُ القَلَقَا
لا يزدهِيه خوفُ الحِمامِ ولا / عَهِدْتُهُ في مُلِمَّةٍ خَفَقَا
يا أشرفَ الوُزراءِ أخْ
يا أشرفَ الوُزراءِ أخْ / لاقاً وأكرَمَهم فَعالا
وأعزّهُم جاراً وأمْ / نَعهُم حِمىً وأجلَّ آلاَ
وأعمَّهم جُوداً إذَا / جادُوا وأكثَرَهم نَوالاَ
فلِذاكَ قد أضحى الأنا / مُ على مكارِمِه عِيالا
وحَمى البلادَ بسيفِه / عن أن تُذَال وأن تُدَالا
وأحَلّ بالإفرنجِ في / بَرٍّ وفي بحرٍ نَكالاَ
حتّى لقد سَئموا لِقَا / ءَ جيوشِ مصرٍ والقِتالا
نبَهْتَ عبداً طالَما / نبَّهْتَه قدراً وحالا
وعتَبْتَه فأنَلْتَه / شرَفاً ومجداً لن يُنالا
وكسوتَه شَرفاً إذا / ما طاوَلَتْهُ الشُّهْبُ طالاَ
لكنَّ ذاكَ العتبَ يُش / عِلُ في جوانحِهِ اُشتعَالا
أسَفاً لجَدٍّ مالَ عن / هُ إلى مَساءَتِه ومَالا
وحماهُ وهو الحائِمُ ال / ظمآنُ أن يَرِدَ الزّلاَلا
وأجَرَّ مِقْولَه فَصِرْ / نَ الحادثاتُ له عِقَالا
فَلَوِ اُستَطاعَ السّعيَ وهْ / وَ الفرضُ لم يرضَ المَقالا
لكنّها الأيامُ تُو / سِعُنَا مِطالا واعتلالاَ
وتُسوّفُ الرّاجِي وتُو / رِدُ الصّدى الظمآنَ آلاّ
والدَّهرُ لاينفَكُّ يَب / رِي أو يَريشُ لَنا النّبالا
ويصدّنَا عمّا نُحا / وِله جِهاراً واغْتِيالاَ
وإذا حمِدنَاهُ على / حَالٍ تنكَّرَ واستَحالا
وذُنُوبُه مفغورَةٌ / لو كاثَرتْ فينا الرِّمَالاَ
بالصالِح المَلِكِ الذي / جمَعَ المهابَة والجَلالا
مَلِكٌ إذا زُغنَا أقَا / لَ وإنْ سألناهُ أنَالا
فيُبيحُ جَاهِلَنا وسا / ئِلَنا نوالاً واحتِمالا
فإِليه معذرةُ المُقَصْ / صِرِ من إساءَتِه استَقَالا
وبفضلِ مَالِكه تَعَوْ / وَذَ أن يَظُنَّ به المَلاَلا
أو أنَّه يشكُو الكَلاَ / لَ لسَمعِه السِّحرَ الحَلاَلا
وهو النَّهوضُ بما تَحَمْ / مَلَهُ ولو حَمَل الجِبالا
أمَّا السَّرايَا حين ترْ / جعُ بعد خِفّتِها ثِقالا
فكذَاك عادَ وفُودُ با / بِكَ مُثْقَلينَ نَثاً ومَالاَ
ومسيرُها في كلِّ أرْ / ضٍ تبتغِي فيهَا المَجَالا
فكذَاك فضلُك مثلُ عَدْ / لِك في الدُّنَا سارَا وجَالا
فاسلَمْ لنا حتى نرى / لك في بَنِي الدّنيا مِثَالا
واشدُد يدَيْك بودِّ نُو / رِ الدين والقَ به الرِّجَالاَ
فهو المُحامي عن بلا / دِ الشامِ جمعاً أن تُذَالا
ومبيدُ أملاكِ الفرنْ / جِ وجمعَهم حالاً فَحالا
ملِكٌ يتيهُ الدَّهرُ والد / دُنيا بدولتِه اختيالاَ
جمَعَ الخِلالَ الصّالحا / تِ فلم يَدعْ منها خِلالاَ
فإذا بدَا للنّاطِري / نَ رأت عيونُهُمُ الكَمالا
فَبَقيتُما للمُسلِمِي / نَ حِمىً وللدّنيا جَمالا
قومٌ يموتُ النّاسُ عندَهُمُ
قومٌ يموتُ النّاسُ عندَهُمُ / ضُرّاً وهُمْ منهُم على فَرَقِ
كالبَحرِ يهلِكُ فيه راكبُهُ / عَطَشاً ويخشى الموتَ بالغَرقِ
لنا صديقٌ يغُرُّ الأصدقاءَ وما
لنا صديقٌ يغُرُّ الأصدقاءَ وما / رأيتَهُ قَطُّ في وُدِّ امرئٍ صَدَقا
صديقُه أبداً منه على وَجَلٍ / كَراكِبِ البحرِ يخشى دهرَهُ الغَرَقا
لا تقرَبَنْ بابَ سُلطانٍ وإن مَلأتْ / هِباتُهُ غَيرَ مَمنونٍ بها الطُّرُقا
فإنّ أبوابَهُم كالبَحرِ راكبُهُ / مُرَوَّعُ القَلبِ يَخشى دهرَه الغَرَقا
أُستُرْ بصبركَ ما تُخفيهِ من كَمَدٍ
أُستُرْ بصبركَ ما تُخفيهِ من كَمَدٍ / وإن أذابَ حَشاكَ الهَمَّ والحُرَقُ
كالشَّمعِ يُظهِرُ أنوارَ التَّجَمُّلِ والدْ / دُموعُ منْهَلَّةٌ والجسمُ مُحتَرِقُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025