القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 98
صدور فوقهن حقاق عاجٍ
صدور فوقهن حقاق عاجٍ / وحَليٌ زانه حسن اتساقِ
يقول الناظرون إذا رأوه / أهذا الحلي من هذي الحقاق
وما تلك الحقاق سوى ثُدِيٌّ / قُدِرن من الحقاق على وفاق
نواهد لا يُعَدُّ لهن عيبٌ / سوى منع المحب من العناق
صحائف لي فيها ذنوب كثيرة
صحائف لي فيها ذنوب كثيرة / لديك وكفاراتها أن تُخَرَّقا
فبالمال إن المال ربٌّ تجلُّه / تطوَّل بها مردودة كي تمزَّقا
تبارك الله خالق الكرم ال
تبارك الله خالق الكرم ال / بارع من حمأة ومن علقِ
ماذا رعيناه في جناب فتى / كالبدر يجلو غواشي الغسقِ
أزمانه كلها بنائله / مثل زمان الربيع ذي الأنق
أشهر في الناس بالجميل من ال / أبلق بين الجياد بالبلق
فتىً يرى المجد ما أخلَّ به ال / تمجيد كالحق غير ذي الطبق
فيشتري عالي الثناء ولو / أملق من ماله سوى العُلَق
تلقاه كالمربَع المَريع إذا / شئت وطوراً كالمورد الرفق
فراتع فيه غير ذي غصص / وكارع فيه غير ذي شرق
يكنى أبا الفضل وهو منتجع ال / فضل وما قلت ذاك عن ملق
وخير ما يكتنى الرجال به / كنية لا نحلة ولا سَرق
عبد المليك المقلِّد المنن ال / زهر قديماً معاقدَ الريق
يتخذ المال حين يملكه / واقية كالدروع والدرق
من آل عباس الكرام ذوي ال / سؤدد والفائزين بالسبق
بحر بحور إذا نزلت به / أصبحت من موجه بمصطفق
يفهق بالنائلين ساجله / عند السؤالين أيَّما فهق
منطلق الكف واللسان إذا / سوئل وامتيح أيَّ منطلق
بنائل من ندى وآخر من / علم ففيه أتم مرتفق
يجري إلى كل غاية شطط / لم تُلتَمس قبله ولم تطق
كما جرى الطرف غير ذي صكك / يفلُّ من غربه ولا طَرق
شاهد أعراقه التي كرمت / صفاء أخلاقه من الرنق
أصبح من فضله يحلُّ من ال / أهواء طراً بملتقى الفرق
ظلنا لديه بمنزل خصب / في مَرَع تارة وفي غدق
يسمعنا الشدو عنده غرِدٌ / كالسطر في المُسمعين لا اللَّحق
يشدو فيحيي لنا السرور وإن / ألفاه ميتاً في آخر الرمق
متى يُقدَّر لمن ينادمه / مصطبح يتصل بمغتبق
يسقي الندامى فيشربون له / كشرب فرعون ساعة الغرق
قديمه مطرب ومحدثه / فهو جديد الجديد والخَلِق
ما عيبه غير أنه رجل / يدعو ذوي حلمنا إلى النزق
يقلق من حسن ما يجيء به ال / زمِّيت بل يطمئن ذو القلق
كنيته شِقَّةُ السلامة وال / سلمِ سلامٌ لتلك في الشقق
أبو سليمان ذو الإصابة وال / إحسان وابن الملوك لا السوَق
يا حسن ذاك الغناء يشفعه / هدير تلك الحمائم الحزق
من ذي تلاوين وشيُهُ حسن / ومن بهم الدجى ومن لهق
ونحن نُسقَى شراب في فجر / ثناؤه من فواكه الرُّفَق
لا يمنع الري طالبيه ولا / يسقي نديماً له على تأق
وفّاه قوّامه قيامهمُ / وأنفقت كفه بلا فرق
على دنان كأنها جثث / من قوم عاد عظيمة الخلق
فجاء شيء إذا الذباب دنا / منه دنواً دنا من الزهق
يلقاك في رقة الشراب وفي / نشر الخزامى وصفرة الشفق
ظاهره ظاهر يحرِّمُه / وما على شاربيه من رهق
له صريح كأنه ذهب / ورغوة كاللآلئ الفلق
يختال في منظر يزينه / من الرحيق العتيق مسترق
تديره جونة تحرّق بال / دلِّ إذا البيض جُدنَ بالرمق
سوداء لم تنتسب إلى برص ال / شقر ولا كُلفة ولا بهق
ليست من العبس الأكف ولا ال / فلح الشفاه الخبائث العرق
بل من بنات الملوك ناعمة / تنشر بالدلِّ ميِّت الشبق
في لين سمورة تخيَّرها ال / فراء أو لين جيد الدلق
تذكرك المسك والغوالي وال / سُكَّ ذوات النسيم والعبق
هيفاء زينت بخمص محتضَنٍ / أوفى عليه نهود معتنق
غصن من الآبنوس أُلِّفَ من / مؤتَزَرٍ معجب ومنتطق
يهتز من ناهديه في ثمر / ومن دواجي ذراه في ورق
أكسبها الحبَّ أنها صُبغت / صبغة حَبِّ القلوب والحدق
فانصرفت نحوها الضمائر وال / أبصار يُعنِقن أيَّما عنق
يفترُّ ذاك السواد عن يقق / من ثغرها كاللآلئ النسق
كأنها والمزاح يضحكها / ليل تفرّى دجاه عن فلق
سحماء كالمهرة المُطهمَّة ال / دهماء تنضو أوائل الصِّيَق
تجري ويجري رسيلُها معها / شأوين مستعجلين في طلق
لها هَنٌ تستعير وقدتَه / من قلب صب وصدر ذي حنق
كأنما حره لخابره / ما ألهبت في حشاه من حرق
يزداد ضيقاً على المراس كما / تزداد ضيقاً أنشوطة الوَهق
له إذا ما القُمُدُّ خالطه / أزم كأزم الخناق بالعنق
يقول من حدَّث الضمير به / طوبى لمفتاح ذلك الغَلَق
أخلق بها أن تقوم عن ذكَرٍ / كالسيف يفري مُضاعَف الحَلَق
إن جفون السيوف أكثرها / أسود والحق غير مختلق
خذها أبا الفضل كسوة لك من / خَزِّ الأماديح لا من الخرق
وصفتُ فيها الذي هويتُ على ال / وهم ولم تُختَبر ولم تُذَق
إلا بأخبارك التي وقعَت / منك إلينا عن ظبية البُرَق
حاشا لسوداء منظر سكنت / دارك إلا من مخبر يقق
وبعض ما فضل السواد به / والحقُّ ذو سُلَّمٍ وذو نَفَقِ
أن لا تعيب السواد حلكتُهُ / وقد يعاب البياض بالبهق
واهاً لها خلعةً تشفُّ أخا ال / ضغن ولا تُستَشفُّ عن حَرق
أتاك طوعاً وداد قائلها / ولم يعد كارهاً ولم يُسَق
وإن منعت الصحاب أكسيةً / تقي أذى القرِّ أو أذى اللثق
مستأثراً دونهم بلبسكها / لا معقباً فيقة من الفِيَق
أعقِبهمُ لا تقم بمخترق ال / ذم فتُلفى بأيِّ مخترق
لحاجتي إن بعثتها ليَ في / إسكاف والدير وجه متَّفق
أولا فما سُدَّ باب معذرة / كلا ولا سُدَّ بابُ مرتزق
أقول وقد قالت لطالب رفدها
أقول وقد قالت لطالب رفدها / رويدك إن الرفق أبقى وألحقُ
إذا أنت لم تسعف جديداً بحاجة / فأنت إذا أخلقت بالرد أخلقُ
وقالت تأنَّ القلبَ يعلق به الهوى / ونعلم يقيناً هل لحبك مصدق
هنالك تؤتى كل نيل طلبته / وتفتح باباً كان دونك يغلق
فقلت لها لم تبعدي غير أنه / مبادرة الآفات يا حبِّ أوثق
أحاذر موتاً فاجعاً أو شُيَيبَةً / أُفاتُ بها أو ألفة تتفرق
وأشياء شتى من قلى وملالة / ومن بَدَلٍ يحلى بعين فَيُعشق
فكيف تُرجِّي أن يدوم وصالنا / على حالة والدهر لونان أبلق
قل لمن يملك رقي
قل لمن يملك رقي / سيدي قد حان عتقي
أنت لي مولىً ظلومٌ / لا تكافئني بعشقي
غير أني بك صب / شهد الله بصدقي
أيها القائل صبراً / طال بي صبري ورفقي
جعل الله مليكي / في جنان الخلد رزقي
له قلم يستتبع السيف طائعاً
له قلم يستتبع السيف طائعاً / تطوع ذناباه التي لا تفارقُهْ
وما ذنَّبَ الأقلام إلا ممثلاً / بهن سيوف الهند كيف تطابقُهْ
رأيتُ التقاط جنى نخلة
رأيتُ التقاط جنى نخلة / إذا ساقطته ولم ترقَها
أكَنَّ لكفك من شوكها / وإن هي لم توفها حقها
لقد أحسنت نخلة أنزلت / على كف ممتاحها رزقها
وما جشمت كفه شوكها / ولا جشمت رجله سُحقها
أبا حسن خان ذاك النبي
أبا حسن خان ذاك النبي / ذَ عرقٌ تفصَّد منه العروقُ
غدا وهو ترعف منه الأنو / ف كرهاً وتشرق فيه الحلوق
وروحي تتوق إلى غيره / وأنت إلى العرف عندي تتوق
فصلني بدستيجة عذبة / فإني إليها مشوق مشوق
أصلك بدستيجة مثلها / من الخل تغلو وللخل سوق
لا بد منها وأنت الذي / بصغرى أياديه تقضى الحقوق
لست أبكي على نوال صديق
لست أبكي على نوال صديق / راعني بعد بره بالعقوقِ
إنما أشتكي فساد ودادٍ / حال مجناه من جفاف العروق
أحمد الخالق الذي لو رعاني / لم يَكِل حاجتي إلى مخلوق
صرت كلّاً على الصديق مُضاعاً / طالباً منه غير ما مرزوق
تلك عندي مصيبتان ويكفي / بعض إحداهما شجاً في الحلوق
يا أبا سهل الذي اعتد حقي / ظالماً من محقَّرات الحقوق
أنا بالله عائذ من عُنوقٍ / سُمتَني أخذهنَّ من بعد نوق
سمتني الخسف والجفاء وغَرَّبْ / ت بذاك الجفاء بعد الشروق
وتلونت لي وأخلفني نَو / ؤك إلا تملُّقاً ببروق
إن هذا لحادث لم أخله / في طروق الخطوب ذات الطروق
كم عدات نسختَها بعدات / حلَّ إنجازها مع العيوق
لا تصدِّق مقالة ابن خرخشا / ذ فما عائب لكم بصدوق
زعم الشيخ أن مولدك المي / مون في الغدر غير ما مسبوق
مولد فيه كوكب لك يُحذي / ك ملالاً لكل إلف علوق
ولما ريعتِ القلوب ولا لي / عت بشيء كمبغض موموق
قد قلتُ بيتاً لك تلقاءه
قد قلتُ بيتاً لك تلقاءه / نادرة توجب إحناقي
فلا تنادر قائلاً عنده / أخاف أن يحزن معناقي
ضاق خناقي فالتمس قطعة / ولا تكن عوناً لخنّاقي
فما أخو ودي بتلعابة / يلعب بالنار لإحراقي
يضحي إذا جاددتُه عابثاً / والجد من خُلقي وأخلاقي
عندك ماء فأجز غصتي / أو لا فإياك وإشراقي
أمرضني عسري وقد خلتني / عند مداواتك إفراقي
لا تكثرن ملامة العشاقِ
لا تكثرن ملامة العشاقِ / فكفاهم بالوجد والأشواقِ
إن البلاء يطاق غير مضاعَفٍ / فإذا تضاعف كان غير مطاق
أتلومهم للنفع أم لتزيدهم / باللوم إقلاقا على إقلاق
ما للذي أضحى يلوم ذوي الهوى / أمسى صريع مواقع الأحداق
أنى يعنف كل معنوف به / يَثني يديه على حشا خفّاق
تهدي الحمامة والغراب لقلبه / شجواً بساق تارة وبغاق
ويشوقه برق السحاب وإنما / يعنى ببرق المبسم البرّاق
متصعداً زفراته متحدّراً / عبراته أبداً قريح مآقي
لم يُسقَ فوه من الثغور شفاءه / فلوجنتيه من المدامع ساقي
يبكي الشجيُّ بعبرةٍ مهراقةٍ / بل بالدماء على دم مهراق
تضحي أحبته تُوَلَّى سفحه / عند الفراق وعند كل تلاقي
يجزونه طول الجفاء بأنه / لم يخلُ من شعَفٍ مدرِّ فُواق
شهد الوفاء وكل شيء صادقٍ / أن الجزاء هناك غير وفاق
أصغت إلى العشاق أذني مرةً / ومن الجميل تعاطفُ العشاق
فشكا الشجِيُّ من الخلي ملامة / وشكى الوفي تلون المذّاق
فدع المحب من الملامة إنها / بئس الدواء لموجع مقلاق
لا تطفئنَّ جوى بلوم إنه / كالريح تغري النار بالإحراق
وأرى رقى العذال غير نوافع / لا سيَّما لمتيَّم مشتاق
ما للمحب إذا تفاقم داؤه / غير الحبيب يزوره من راقي
أخذ الإله لنا بثأر قلوبنا / من مصميات للقلوب رشاق
رقت مياه وجوههن لناظر / وقلوبهن عليه غير رقاق
هيف القدود إذا نهضن لملعب / وإذا مشين صوادق الإيناق
حرنت بهن روادفٌ ممكورة / ومتونهن الغيد في إعناق
يهززن أغصاناً تباعد بالجنى / وتروق بالإثمار والإيراق
ومن البلية منظر ذو فتنة / نائي المنافع شاعف الإيناق
ومن العجائب أن سمحنا للهوى / بدمائنا وبخلن بالأرياق
مُزنٌ يُمِطنَ الريَّ عن أفواهنا / ويَجُدن للأبصار بالإبراق
صيد حرمناه على إغراقنا / في النزع والحرمان في الإغراق
وأما ومن لو شاء ما خلق الهوى / ولما ابتلى أصحابه بفراق
ما من مزيد من بلية عاشق / وندى وخير في أبي إسحاق
لله إبراهيم واحد عصره / ما أشبه الأخلاق بالأعراق
أضحت فضائله تؤمُّ به العلا / وكأنهن إلى السماء مراقي
لصفحتُ عن دهري به وذنوبُهُ / قد أوبقته أشدَّ ما إيباق
ملك له فطن دقاقٌ في العلا / تركته والأخلاق غير دقاق
يستعبد الأحرار إلا أنه / يستعبد الأحرار بالإعتاق
ومتى أصابك منه رقُّ صنيعةٍ / فكطوق زين لا كغُلِّ وثاق
يا رُبَّ أسرى للخطوب أصابَهم / منه بإعتاق وباسترقاق
ولما تعمد رقهم لكنه / لا بد للمعروف من أرباق
والرق في الإعتاق حكم للعلا / حكمت به والأسر في الإطلاق
رق الصنائع في الرقاب وأسرها / ما منهما وأبيك إلا باقي
يا من يقبل كف كل ممخرق / هذا ابن أحمد غير ذي مخراق
قبل أنامله فلسن أناملاً / لكنهن مفاتح الأرزاق
حظيت وفازت من أنامل سيّدٍ / نفع المسود فساد باستحقاق
نفحاتُهُ مُلكٌ وفي تأميله / روح القلوب ومسكة الأرماق
وإلى ابن أحمد أرقلت بي ناقتي / في كل أغبر قاتم الأعماق
جبت الخروق بكل خرق ماجد / إن الخروق مسالك الأخراق
نأتمُّ أروعَ نهتدي بجبينه / والله ضارب قبة ورواق
كالبدر تمَّ وكللته سعودُه / لا زال شانئه هلال محاق
قالت سعودي يوم فزت بقربه / قسماً لفزت بأنفس الأعلاق
حر تذكره الخطوب خَلاقةً / في الحال تنسي الحرَّ كل خلاق
يلقي الرجال ثناؤه وعطاؤه / بذكاء رائحة وطيب مذاق
خرق يعم ولا يخص بفضله / لكنه كالغيث في الإطباق
عفَّت مدائحه وعف فما ترى / منكوحةً إلا بخير صداق
ألفيتُ عاذله يروض سماحه / ليعوق منه وليس بالمُنعاق
شكراً بني حواء إن أخاكم / من خير ما رزقت يد الرزاق
أضحى ابن أحمد ساح ماء سماحه / فيه وماء شبابه الغيداق
وأُمِدَّ من ماء الحياء بثالثٍ / صافي القرارة رائق الرقراق
لله أمواه هناك ثلاثةٌ / تُغذى بهنَّ مكارم الأخلاق
أوفى بأعلى رتبة وتواضعت / آلاؤه فأحطن بالأعناق
كالشمس في كبد السماء محلها / وشعاعها في سائر الآفاق
بل كالسماء وكل ما زينت به / وكأرضها في قربه من لاقي
يا من يسائل من له بكفائه / من للسماء وأرضها بطباق
آسى هناتٍ مستشارُ خليفة / كافي شآمٍ مستماحُ عراق
ما زال مشترك القِرى في دهره / بين الطوارق منه والطرّاق
فقِرىً لطارقةٍ يحل نطاقها / من بعد ما شُدَّت أشد نطاق
وقرى يليه لطارق طلب القرى / فجرى له بالعين والأوراق
قسم الزمان على ضياء ساطع / وندى كمعروف السماء بُعاق
من لمحة بمشورة لمملَّكٍ / أو نفحة بجدىً لذي إملاق
فله إذا الأيام أشبه خيرها / يومُ الضعيفة صُبِّحت بطلاق
يوم كيوم الصحو في إشراقه / وغد كيوم الغيث في الإغداق
لا بل كلا يوميه يصبح فائزاً / بمحامد الإغداق والإشراق
يا قرب مستقياته لوروده / يا بعد أغوار هناك عماق
قل للإمام إذ اجتباه لأمره / ظفرت يداك بفاتق رتاق
مفتاح رأي حين يغلق بابه / مغلاق شر أيما مغلاق
متوقد الحركات تحسب أمره / لمعان برق أو حفيف بُراق
فإذا تفرد للخطوب بفكره / فله سكينة حيةٍ مطراق
وإذا التقى أمر الوزير وأمره / سدّا طريق الحادث المنباق
شهد الخليفة إذ أعانا بأسه / أن النصال تعان بالأفواق
إني رأيتك يا ابن أحمد سيداً / فينا بحق واجب وحقاق
لاحظت رفدك عند إرفاد الورى / فرأيته كاليمِّ عند سواقي
جادوا وجدت فأحدقت بثمادهم / غمرات بحرك أيّما إحداق
فتزاجروا عن غيِّهم وتصارحوا / نصحاً جلا الشبهات بعد ملاق
ورأيت رأيك بين آراء العدا / كالسيف بين جماجم أفلاق
كادوا وكدت فأزهقت ما دبَّروا / إحدى هناتك أيما إزهاق
أرهقتهم قدر البوار بقوة / وهبت لرأيك أوشك الإرهاق
ما للدهاة لدى محالك موئلٌ / لا في سلالمهم ولا الأنفاق
أنت الذي كبح المكائد كيده / حتى ركضن دوامي الأشداق
لله درك من مضرٍّ مرفقٍ / متألِّهِ الإضرار والإرفاق
كم ظِلِّ يومٍ ممطرٍ لك مصعقٍ / متحمد الإمطار والإصعاق
لبست محاسنك المحامد إنها / نظرت فلم تر غيرها من واقي
خذها شروداً في البلاد مقيمة / سمراً لذي سمرٍ وزادَ رفاق
أنت الذي ما قال فيه مقرظ / قولاً فأسلمه بلا مصداق
أنت الذي للوعد منه وعنده / سبق وللإنجاز وشكُ لحاق
من ذا يعد الحمد غيرك مغنماً / ويرى المواهب أفضل الإنفاق
من ذا يعد النفل فرضاً واجباً / أو يجعل الميعاد كالميثاق
يفديك من يُثني عليه صديقه / بعبوس كبر وابتسام نفاق
يا من يجود لدى السؤال بطرفه / ولدى النوال بأحسن الإطراق
يا من صفت لي في ذراه شرائعي / حتى تركت تتبع الأرزاق
أضحى المديح يساق نحوك إنه / يلفى ببابك نافق الأسواق
فالبَسه ما لبس الحمام حليَّه / في الأيك من وشح ومن أطواق
وعمرت ما عمرت مكارمك التي / تبلى ثياب الدهر وهي بواقي
واسلم أبا إسحاق لابس غبطة / وعِداك للإبعاد والإسحاق
أيها البيهقي أحسنت في شع
أيها البيهقي أحسنت في شع / رك إحسان ذي طباع وحذقِ
قرَّط الله بظر أمك بالدر / ر فقد أنجبت بشاعر صدقِ
لم يزل قلبه إليهم مشوقا
لم يزل قلبه إليهم مشوقا / ثم أضحى لديهم معلوقا
بان قلبي فشاقني وجدير / حق للقلب بائناً أن يشوقا
يا فتى بان قلبه وهو ثاوٍ / قل لحاديك قد أنى أن تسوقا
جل مقدار ما نأى عنك فارحل / عرمساً تترك الحصى مدقوقا
فاطلب القلب والذين سبوه / عائقاً كل عائق أن يعوقا
لم تدعني حبائل الشادن الأك / حل حتى نشبت فيها نشوقا
علقتني حبالة منه ما أَنْ / فكُّ فيها بنبله مرشوقا
أحلال أن يحزق الصيد صبراً / من رأى في حباله محزوقا
طالب الله مقلتيه السحورَيْ / نِ بحقي وقدَّه الممشوقا
منع العين قرة العين أن تل / تذَّ طعم الرقاد بل أن تذوقا
ما أنى مسعداً حماماً سجوعاً / فيه أو زاجراً غراباً نعوقا
ويك يا عائب الحبيب لتسلى / عنه مهلاً طلبت أحوى عقوقا
بأبينا حديث من عبت مسمو / عاً وبالنفس وجهه مرموقا
قد رضينا الحبيب لو كان مرضي / ياً لدينا بعهده موثوقا
أيها الذائق المُمِرَّات صبراً / إن شُهداً في إثرها ملعوقا
آل نوبخت ليس يعدم راجي / كم صبوحاً من رفدكم وغبوقا
كم نوال لكم بَكورٍ طروقٍ / قد كفى نوبة بكوراً طروقا
رب واد أحلَّ من بعد إحرا / م فأضحى عفاؤه محلوقا
جدتم جودة فأصبح رائي / ه بآثارها عليه مروقا
طفقت تمطر العفاة سماءٌ / من جداكم فما أساءت طُفوقا
حسبكم ويب غيركم قد تركتم / كل حر بفعلكم مرقوقا
أيَّ جيد ترونه ليس يمسي / في عرى عارفاتكم مربوقا
وإذا ما جريتم في مدى الحك / مة خلفتم الطلوب اللحوقا
وتقاسون بالسراة وما زل / تم تفوقون فائقاً لا مفوقا
فتكونون للوجوه أنوفاً / وتكونون للرؤوس فروقا
قد وسطتم وفقتمُ وتقدم / تم فأنذرت حاسداً أن يموقا
لا تلجَنَّ في معاندة الحق / ق فتعتد جاهلاً مألوقا
كم عدو لكم غدا يجتديكم / ولقد بات نابه محروقا
فاجتدى نخلة قريباً جناها / قد أنافت على النخيل بسوقا
لا يراها أشاءة من يسامي / ها ولا من بغى جناها سحوقا
أيها الطالبون خيراً وشرّاً / إن شوكاً فيها وإن عذوقا
لا تزل عين شانئٍ تتقذا / كم مَعوراً إنسانها مبخوقا
ووقاكم به الإله ولقّا / ه من الجائحات حداً حلوقا
لم أقل إذ صحبتكم بعد أقوا / مٍ تبدلت بعد نوق عنوقا
يحذق الناس ما تعاطوا وما أح / سب مدحاً في مثلكم محذوقا
يا أبا سهل الذي راع في السؤ / دُدِ لا لاحقاً ولا ملحوقا
بل سبوقا إلى البعيد من الغا / ياتِ عند الجراء لا مسبوقا
والذي أبصر السحاب عطايا / ه فأضحى يشيم منه البروقا
ورآه العيوق في فلك المج / د فأمسى يخاله العيوقا
والذي يبهَرُ البدور ببدرٍ / لا يُرى كاسفاً ولا ممحوقا
وإذا رامه عدوٌّ رآه / جبلاً فوق رأسه منتوقا
وإذا امتاحه ولي رآه / عارضاً واهي الكُلى معقوقا
وإذا الخصم لبَّس الحق بالبا / طل كان المميز الفاروقا
ما لقينا مثل البثوق اللواتي / منحت منك بعد برٍّ عقوقا
لا قصوراً من الكرامة عنا / غير أن اللقاء أضحى معوقا
تركت لي حشاً عليك خَفوقا / وفؤاداً إليك صبّاً مشوقا
عجباً من خليفة وأمير / كلَّفا البحر أن يسد البثوقا
كيف يرجى لسد بثقِ جوادٍ / لم يزل ماء جوده مبثوقا
أريحيٌّ تخاف بائقة الطو / فان من بطن كفه أن تبوقا
ولي السدَّ وهو أقوم بالفت / ح وان كان قد يسد الفتوقا
وجدير شرواه أن يرتق المف / توق طوراً ويفتق المرتوقا
شق بحراً من البحار وأرسى / جبلاً شامخاً يفوق الأنوقا
هز للماء هزمة كعصا مو / سى فأضحى عموده مفروقا
بين فرقيه برزخ مثل رضوى / عفق البثق فانتهى معفوقا
وثنى النيل نحو مسلكه الأر / شد لما اعتدى وجار فسوقا
يا ابن نوبخت وابن أبنائه الصي / د كذا تشبه الغصون العروقا
لا عدمناك حوَّلاً قُلَّبِيّاً / مخلطا مزيلاً فتوقاً رتوقا
لتقلدت حفر إسنايَةِ الني / ل كميشا تخال سيفا دلوقا
تسبق الفجر بالغدو عليها / ثم لا تستفيق إلا غُسوقا
لازماً بطنها تراها قناةً / وترى طينها هناك خلوقا
وترى السافيات تجري بها الأر / واح مسكاً يذرونه مسحوقا
كم حُلوقٍ بللتَها قد أفاءت / لك ذكراً في الناس يشجي الحلوقا
كان مما حدَّثتُ ضيفك أن قل / تُ وقد حل في ذراك طروقا
لو ترانا في بطن إسناية الني / ل لأبصرت هارباً مرهوقا
هارباً من مغوثة كم أغاثت / من لهيف ونفَّست مخنوقا
تقدمُ الماء وهو يتبعنا في / ها مخلَّىً سبيلَه مدفوقا
كلما استقبلتهُ فيها صعودا / ءُ شققنا له هناك شقوقا
فإذا ما احزألَّ فيها نجونا / منه عدواً فلا يسيء اللحوقا
والمساحي تسوقه نحو مجرا / هُ فيا حسنه هناك مسوقا
عجباً أن تفرَّ منه وقد حُم / مِل من ميرة الحياة وسوقا
بل لتطريقنا له وهو المه / روبُ منه ولم يكن ذاك موقا
دأبنا ذاك سائر اليوم حتى / ملأ الماء بطنها المشقوقا
لو تراها وقد تسامت ذراها / خلت أمواجها جِمالاً ونوقا
صنع والٍ يمسي ويصبح مصبو / حاً بإتعاب جسمه مغبوقا
وهب النفس للعلا فجزته / رتبةً تفرع النجوم سموقا
يا أبا سهلٍ الذي راق مَرْئِيْ / ياً وطاب المخبور منه مذوقا
لم تزل مبدئاً معيداً لفضلٍ / وبما أنت فاعل محقوقا
لا عجيب صفاء ودِّك للخل / ل إذا كان خيمك الراووقا
مثل ذاك الطباع صُفِّي من الأق / ذاء مستأثراً بذاك سبوقا
قد قرأنا كتابك الحسن النظ / م فخلناه لؤلؤاً منسوقا
ووقفنا على خطابك إيّا / يَ فأصبحت وامقاً موموقا
وبأني معشوق نفسك لا تض / حي وتمسي إلا إليَّ مشوقا
فرأينا تطوُّلاً وسمعنا / منطقاً مونقاً كوجهك روقا
إن تكن عاشقاً لعبدك تعشق / عاشقاً لم تزل له معشوقا
ولأنت المحقوق بالعشق لا المر / زوق لكن إخالني المرزوقا
غير أني إذا تأملت إخلا / صك ودي أهَّلتَني أن أروقا
أنا من إن عشقته فلِودٍّ / خالصٍ منه لم يكن ممذوقا
وكأني وقد طويت إليك ال / ناس جاوزت نحو ماءٍ خروقا
ولعمري لقد وردتك عذباً / لا جوىً آجناً ولا مطروقا
دائم العهد لا يُنَقِّلُك الغد / ر إذا خيل بعضهم زاووقا
إن تكن جاحداً لنعماك عندي / لا تجدني لها كفوراً سروقا
تلك شمس لها لديك غروبٌ / وتُلاقى لها لديَّ شروقا
إن هذا من الأمور لبدعٌ / حين ترعى الأمور عينا رموقا
شرق شمس فيه تغيب وغربٌ / فيه تبدي صباحَها المفتوقا
أنت من راشني أثيث رياشي / وكسى اللحم عظميَ المعروقا
واتّقاني بحق سلطان ودي / قسمةً ما ذممتها وطسوقا
مجرياً ذاك سُنَّةً لي مادا / م نهارٌ لليله موسوقا
ولما كنت مثل مستودع الما / ءِ سقاءً مهزَّماً مخروقا
لا ولا مثل زارعٍ في سباخٍ / غادرت جلَّ زرعه ماروقا
أنا ممّن يستقرض العرف مفعو / لاً ويقضي أضعافه منطوقا
ورأيناك لا تُقاضَى إذا أق / رضت قرضاً إلا لساناً نطوقا
بل وجدناك لا مريغاً جزاءً / بل إلى البذل لا سواه تؤوقا
حاش لله لم تكن عند إفضا / لٍ إلى غير ذاته لتتوقا
يا مُهاناً تلاده كل هونٍ / مُتَحَفَّىً بضيفه مرفوقا
سالماً عرضه وإن بات بالأل / سن من عاذلاته مسلوقا
نُصبَ وفدينِ ركبِ ماءٍ وطوراً / ركبِ ظهرٍ يعلو سباسبَ خوقا
لا كمن أعتب العواذل مذمو / ماً فأضحى أديمه ممزوقا
كم وعيد أخلفت لو حُقَّ أمسى / من أصابت سماؤه مصعوقا
وعدات أنجزت عفواً وحاشى / عدةً منك أن تشوك بروقا
يا سميَّ الصدوق في الوعد إسما / عيل أنّى يكون إلا صدوقا
ورعاً أن تقارف البخل كفا / ك وهيهات أن تُلاقى فروقا
رابط الجأش في الخطوب وما تع / دم قلباً من خوف ذمٍّ خفوقا
تركب السيف في المعالي ولكن / تتقي شفرةَ اللسان العروقا
وتشيم الأمور غير مضاهٍ / راعي الثلَّةِ النؤوم النعوقا
قد بلونا يوميك يا ابن عليٍّ / فحمدنا المغيوم والمطلوقا
يومك الحاتمي والتارك الخص / م مُزِلّاً مقامه زحلوقا
لك يوم من الندى ذو سماء / لم تزل ثرة الفروغ دفوقا
شفعَ يومٍ من الحجى ذي حجاج / تدع الشبهة الثبوت زَلوقا
تنتحي مقتلَ الخصيم وَقوراً / لا خفيفاً عند الخُفوف نَزوقا
منطقيّاً تصرِّفُ الجنسَ والفص / ل وما ولَّدا جموعاً فروقا
بارَ حمدُ الرجال بين ملوك ال / ناس حتى أقمت للحمد سوقا
وغدا الشعر في فنائك مبرو / راً وقد كان برهة معقوقا
فابق يفديك من يفي بك مفدي / ياً ومن ليس عادلاً ثُفروقا
إن تُقدَّم مُنافسيك فلن يُذ / كر للنصل إن تقدَّم فُوقا
غير ما طاعنٍ على من يُسامي / ك ولكن لفائق أن يفوقا
لو مدحناكَ بالمديح الذي قد / قيل في الناس لم يكن مسروقا
ولَكُنَّا في ما فعلناه كالحك / كام ردُّوا على محقٍّ حقوقا
مَدَحَ الأوَّلون قوماً بأخلا / قك من قبل أن تُرى مخلوقا
نحلوهم ذخائراً لك بالبا / طل من قِيلهم وكان زهوقا
فانتزعنا الغُصوبَ من غاصبيها / فحبا صادقٌ بها مصدوقا
طلع الرقَّيُّ في شاشيَّةٍ
طلع الرقَّيُّ في شاشيَّةٍ / وعليه سيفه والمنطقَهْ
فبدا للناس منه منظرٌ / عجب سبحان رب خلقه
إن أكن أبصرت شخصاً مثله / فثيابي في الجوالي صدقه
قولا لذات الركب المحلوقِ
قولا لذات الركب المحلوقِ / هل لك في أير عظيم الحوقِ
أنعظ من بلبلة الإبريقِ /
كان أناسٌ يرون أنيَ في ال
كان أناسٌ يرون أنيَ في ال / آداب صفو ما شابه رنقُ
وكان لي بينهم وعندهمُ / مضطرب واسع ومرتفقُ
حتى إذا ما صحبتكم نظروا / وأنتم من تلاحظ الحدق
فقلدوا رأيكم فزهدهم / فيَّ فعِلقي لديهم خلق
رجوت منكم حَيَاً فأخلفني / كلّاً ولكن أصابني صعق
يا سليمان ظماءً / قُطِعَت عنك السواقي
شِخت فأْذنْ بفراقٍ / وتجهز لانطلاق
بنت عني بطلاق / وطلاق وطلاق
فرطت فيك ثلاثٌ / آخذات بالخناق
فالبس اليأس من الرج / عى وطالب بالصَداق
نحن قوم ما لدينا / للمُوَلِّي من خلاق
نأكل اللحم ونرمي / بكراديس العُراق
ما علينا بعد شرب ال / خمر من طرح الزقاق
قد تبدَّلنا بك المر / د فدع باب النفاق
وفُتِنَّا ببدورٍ / منهمُ ذاتِ اتساق
وشغفنا بغصون / منهم هيف رشاق
فاترك الركض وسلِّم / ذاك للخيل العتاق
أنت راض حين تجري / بعد سبق بلَحاق
فاصطبر يا حب نفسي / كل بدر لِمُحاق
ومتى خانك صبرٌ / فاجتلب ماء المآقي
وابك أيامَ حياةٍ / أنت منها في سباق
قد مشقنا في قراطي / سك هاتيك الرقاق
وسبقنا في ميادي / نك أصحاب السباق
كم سقاني فوك من رِي / قك بالكأس الدهاق
ربما الْتَفَّت إلى الصب / ح لنا ساق بساق
في نقابٍ من لثامٍ / وإزار من عناق
ذهبت نضرة خدَّي / ك وما شيء بباقي
فالزم المنقاش واعلم / أنه دهر ارتفاق
ليس من دائك هذا / غير طول النتف راقي
أين سلطانٌ عزيزٌ / لك في أرض العراق
كنت في ملك من المر / دة مرهوب الشقاق
قد محا جورُك فيه / كلَّ حقٍّ وحقاق
لم يكن ملكُك يُرضي / مَلِكَ السبع الطباق
فرماه بزوال / أودهاه بانفتاق
هربت منك المودّا / ت على ظهر البراق
فاسلُ عنّا قد سقانا / عنك بالسلوة ساقي
كنت شيئاً فتلاشي / ت وما شيء بباقي
فوردنا منك عذباً / وصدرنا عن زُعاق
كنت عقّاً بالمحبي / ن فعقتك عَقاق
فالْهُ عما فات منه / ما إلى النجم مراقي
لن ترى موقف مستع / د على حرِّ اشتياق
لا ولا نفسَ محبٍّ / ترتقي بين التراقي
فُكَّ مأسورُك ذو القد / رة من ذاك الوثاق
لم يدع منه عذارا / ك هوى غير اختلاق
ذق عقاب العذر واعلم / أنه غير مطاق
قد أكلناك لذيذاً / طيباً حلو المذاق
ولفظناك كريهاً / غير مكروه الفراق
خير أحوالك أن تس / لم من داء الحُلاق
أخالقي ربٌّ وربٌّ رازقي
أخالقي ربٌّ وربٌّ رازقي / ما رازقي تالله إلا خالقي
فلا تشوِّه خلَّتي خلائقي / ولا يُعوِّج طمعي طرائقي
قد حلفنا على الصفاء جميعاً
قد حلفنا على الصفاء جميعاً / فاجتهدنا وذاك جهد المطيقِ
فبأي الأحكام توجب تصدي / قك حتماً ولا ترى تصديقي
وبأي الأحكام قولك برها / ن وقولي من خُلَّبات البروق
ليس في العدل أن تحكَّمَ في قو / لك فارجع إلى سواء الطريق
ما من الدعوتين إن ضفت دعوى / غير محتاجة إلى تحقيق
ولنا إن رددتَ ما تدعيه / ردُّ ما تدّعيه ضيقاً بضيق
ووصفت الذي يحق على الإخ / وان من رعيهم ذمام الصديق
ورأيت النفوس أيسر من خذ / ل صديق عند احتضار الحقوق
ولعمري لقد صدقت ولو قد / خِيضَ من دونه أجيج الحريق
غير أن الطباع تستتبع المط / بوع في كل فسحة ومضيق
حشمتي خلقة وليس من الحك / مة أن تستقيد للمخلوق
أغثنا فأنت المرء يُهتف باسمه
أغثنا فأنت المرء يُهتف باسمه / إذا الأمر أضحى آخذاً بالمُخَنَّقِ
ولا تمطلِ الغَصّان بالماء إنه / متى يمطل الغصان بالماء يزهَقِ
تَكَذَّبَ أقوام علينا وأعلقوا / مخالبهم في لحمنا كل مُعلق
وصدَّقَهم من قد عرفتُ مكانه / فمزِّق منا الشلوُ كلَّ ممزق
نحن بحالٍ تُذكر المرء فرضَهُ / لدى كل واري الزند مثلك مُعرِق
فلا يسبقنك السابقون بكشفها / فما زلت بالخيرات غير مسبَّق
وما لِيَ من قرضٍ لديك أعُدُّه / ولكن متى يحمله طولك يلحق
نعائي إليك النفس إن لم تُلافِها / فقد جعلت بين الحيازم ترتقي
أنا راعٍ لما صفا منك قدماً
أنا راعٍ لما صفا منك قدماً / عائفٌ منك آجناً مطروقا
فانسَ ذكري فإن قلبيَ ناسٍ / لك ما عاقب الغروبُ الشروقا
كن كأن لم تلاقني قطُّ في النا / س ولا تجعلنَّ ذكراي سوقا
وتيقَّن بأنَّني غير راءٍ / لك حقّاً حتى ترى لي حقوقا
وبأني مفوِّقٌ ألفَ فوقٍ / لك إن فوقت يمينك فوقا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025