المجموع : 32
قالوا اطردوا الزنديق من أوطانكم
قالوا اطردوا الزنديق من أوطانكم / ماذا يخاف القوم من زنديق
قالوا اقتلوه إنما هو مارق / ماذا يضير المؤمنين مروقي
قلت الحقيقة طالباً أن ينظروا
قلت الحقيقة طالباً أن ينظروا / فيها فقالوا مارق زنديق
وليشهد الثقلان أني مارق / إن كان في قول الصواب مروق
ما أنت زنديق تزور جهنما / بل لا يزور جهنما زنديق
إن كذبوك يضيرهم تكذيبهم / إياك أعنى أيها الصديق
وللناس فيما قد علمت مآرب
وللناس فيما قد علمت مآرب / قد اختلفت فيهم كما اختلف الخلق
فمن طالب دنيا وذاك هو الحجى / ومن طالب دينا وذاك هو الحق
أبكي ومثلي بالبكاء حقيق
أبكي ومثلي بالبكاء حقيق / آمال شعب مالها تحقيق
ولقد يذكرني بعز آفل / برق لهخلل السحاب خفوق
وكأن اشباح الجدود كتائب / للطير فوق رؤوسها تحليق
لم يحسب النفر الألى قد ضيقوا / ماذا يجر وراءه التضييق
لم ينتزع من هؤلاء غرورهم / نسب لهم في الهالكين عريق
ضيم العراق فهل قضت ابناؤه / ام هل لابناء العراق عقوق
مني العراق بثملة رجيعة / جو العراق بشدهم مخنوق
ما بال دنيا المسلمين تأخرت / أهناك شيء في الخفاء يعوق
وقد ابتلاني اللَه جل جلاله / بغراب سوء ذم منه نعيق
وبضفدع لولا اطراد نقيقه / ما كنت اعلم انه مخلوق
ولعل من ضل السبيل سيهتدي / يوما ومن قد نام سوف يفيق
ولعل ايام السلام قريبة / ولعل ايام السلام تروق
اني لاوطاني وان لم تحترم / ادبي الذي ابثثته لصديق
بيني وبين مواطن احببتها / عهد كما شاء الولاء وثيق
ايام اني قد ثملت بحبها / ما كان لا كأس ولا ابريق
حب الديار ومن بها لي مسكر / وكأنما حب الديار رحيق
الشمس قد غربت فلاح وراءها
الشمس قد غربت فلاح وراءها / شفق بحاشية السماء رقيق
ويخال مبصره اذا لم ينتبه / ان الذي يرنو اليه حريق
وكأن هذا الليل ثوب اسود / وكأنما فيه النجوم خروق
ناموا وكاد السيل يجرف ركبهم / والليل ساج والرقاد عميق
وتجاذب الليل البهيم وصبحه / حتى بدا وقميصه مشقوق
تمشي الشعوب الى الامام جميعها / زمراً فتتسع الخطى وتضيق
لا يستوي سرعانها وبطاؤها / والطائرات رفيعة والنوق
الفى فريق في الزهادة رشده / واختار اشباع الحياة فريق
الشعب حول الرافدين مكبل / والشعب حول الرافدين حنيق
شتان بين الشعب وهو منقيد / يشكو الاذى والشعب وهو طليق
ولقد امد الطرف مشتاقا الى / آتى العراق فلا يلوح بريق
أتصان للشعب الهضيم حقوقه / ام ليس للشعب الضعيف حقوق
لا تحسبن الظالمين بنجوة / من نقمة بالظالمين تحيق
سأول يوم سقوطهم في وجههم / هذا جزاء الخائنين فذوقوا
كل امرئ فله عقول جمة
كل امرئ فله عقول جمة / ولكل عقل فيه منها منطق
والمرء لا تدري اذا حاججته / فيما يقول باي عقل ينطق
بلغ الشباب النزر من غاياتهم
بلغ الشباب النزر من غاياتهم / اما الشيوخ فانهم قد اخفقوا
اغنم جديدك من حياتك انه / عما قليل من حياتك يخلق
الشيخ ينشد راحة ولعلها / امل وراء هلاكه يتحقق
ان القميص به خروق جمة / فاذا رتقت فاي فتق ترتق
ستنام تحت الارض في ملحودة / والشمس فوق الارض بعدك تشرق
لاحسن عند النفس بعد زهوقها / والنفس الا مرة لا تزهق
اما العراق فانه لشقائه / ممن ترباهم لعون يرهق
يا شعب لا تيأس فانك بالغ / نشزاً به يا شعب انت الا خلق
يا شعب سوف تكون دوحا جذعه / ضخم فانت اليوم خصن مورق
قد تفشل الاقوام في مجهودها / لكن اليها اليأس لا يتطرق
ووددت لو اضحى شتاتك وحدة / او كان لا يتفرق المتفرق
يا شعب ان طريق مجدك واضح / فانهجه حثحاثا وانت موفق
واذا الشعوب على ضؤولة شأنها / همت لاسباب التقدم تخلق
يا قومنا استقلالكم هو كاذب / لا مثلما قد صور المتملق
اني على الاوطان انفق مهجتي / اما الدخيل فاي شيء ينفق
قد يسكت المهضوم الا زفرة / منه والا عبرة تترقرق
من بعد ان خف الدجى في ليلتي / ما بال نجم الصبح لا يتألق
ليلى التي انا منذ حين باسمها / في كل بيت من قصيدي اشهق
ليست سوى وطني وما وطني سوى / شرفي الذي اسمو به واحلق
ليلى اجل ليلى التي اعززتها / هي كل ما انا في حياتي اعشق
شعري بما في القلب مني ناطق / واذا سكت فان دمعي ينطق
ما زال قلبي خافقا بولائه / ويظل ثم يظل قلبي يخفق
افتحوا للفتى الهضيم الطريقا
افتحوا للفتى الهضيم الطريقا / فلقد جاء يزبئر حنيقا
رافعا راية التمرد تهفو / حاملا من يراعه منجنيقا
لا يبالي من بعد ادراكه المثا / ر ألاقي سلامة ام زهوقها
شاعر ان غاظوه كان قسيا / واذا ما والوه كان رفيقا
ذاك حر يأبى القبول لضيم / واثقا في صراعه ان يفوقا
شبه اعصار اينما مر ابقى / خلفه في طول الطريق حريقا
يكسر الهام بالحجارة حتى / يتشفى من غاصبيه مذيقا
جاء يعدو ليسترد بما او / تى من قوة الجنان الحقوقا
رب شعب يشق ان الجأ الامر / الى السلم بالحراب الطريقا
عاهدوه على الوفاء فما كا / ن هناك العهد البريم وثيقا
قل لابناء يعرب ان في القبر / اباكم يذم هذا العقوقا
انا لا اخشى الناكثين وان كا / ن فريق منهم يشد فريقا
ما بذى بال ان رأيت بعيني / ضفدعا او سمعت منه نقيقا
ضفدعا لولا ماله من نقيق / ما تظنيت كونه مخلوقا
رب غر اذا علا اكمة ظنّ / غرروا ان صافح العيوقا
ايها القوم الراكضون بليل / حاذروا ان تصادفوا ازليقا
سيلاقى البغاة يوما ثقيلا / فيه لا ينفع الصديق الصديقا
ما يزال الهضيم يشهق يأساً / ثم لا يشبه الشهيق الشهيقا
ولقد يرسل اللحاظ فلا يبصر / في مطلع الرجاء بريقا
ان هذا الدوح المجرد من او / راقه كان قبل حين وريقا
ايها الدائسون بالرجل حقى / ليس حقي بان يداس حقيقا
يحزن العندليب ان يجد الجو / جميلا ولا يكون طليقا
اطلقوه في جو رض انيق / انه يهوى فوقه التحليقا
اخذت آمالي تضيع واخشى / انني لا أرى لها تحقيقها
قد طلبت الفرار من فتنة تة / شك بالقوم نارها ان تحيقا
ولقد شبّت ثم لم تخب حتى / خفت ان تملأ الفضاء حريقا
ولعل الارض التي هي عطشى / اصبحت ريا من دم اهريقا
قل لمن احفظته زندقة لي / سيدي انت لا تكن زنديقا
ذاك امر له مساس بنفسي / فمن الحمق انكوتن حنيقا
ان من اوجد الطبيعة لا يخرقها / لو فكرت فيه عميقا
والذي يجهل الطبيعة جهلا / راسخاً يحسب الرشاد مروقا
وهو العلم لا يقول بما لم / تأت فيه العيون فحصا دقيقا
وهو العلم شك في حس ميت / مزقته ايدي البلى تمزيقا
لا تكن في الحياة مختلف اللو / ن كذوبا ان لم تكن صديقا
انني مؤمن على الشك مني / ومن اللَه اطلب التوفيقا
ربما ماتت الدهاة وابقت / اثراً بعد موتها مرموقا
واذا الشمس زايلت تركت من / شفق خلفها شعاعا رقيقا
ان بحرا لا تبتغي فيه خوضا / ليس في ضير ان يكون عميقا
واخال الزمان حبلا طويلا / ستراني يوما به مشنوقا
سجل الدهر في كتاب لديه / نسباً لي في الهالكين عريقا
ليس غير القوي ممن يعيشون / على الارض بالبقاء خليقا
حيثما التفت أشاهد بعيني / ساحقا في الحياة او مسحوقا
واذا نمت في قرارة رمسي / فمن الخير الجمّ ان لا افيقا
انما القبر ان ترد عزلة كا / ن على قربه مكانا سحيقا
واذا كان الدهر ذا دوران / لم تكن سابقا ولا مسبوقا
ان ناموس الدور اشمل نامو / س وان لم يرق هناك فريقا
حبذا جنة ستشرب فيها / لبناً طاب طعمه ورحيقا
وهناك الحور الحسان يقعقعن / حواليك الكأس والابريقا
سوف تحسو من كف حوراء كأساً / قد صفت قبل مسها الراووقا
لا تكن ماقتا لخمر تسلى / من هموم الحياة حتى تذوقا
انت كالطفل تسمع الشيء ممن / جهلوه فتكثر التصديقا
انني لا التذّ الا بدنيا / ي وان لم اكن بها مرزوقا
واذا ما رأت عيوني سحابا / قد تدلى فلست اخشى البروقا
واذا اليأس كظ نفسي فضاقت / منه فرّجت بالخيال الضيقا
جمع الليل طيف ليلي وعيني / مبديا مشهدا شجيا انيقا
قلت للطيف قد اتيت على الرحب / فلا زلت بالرضى مرموقا
ثم قبلته ثلاثا وسبعا / ثم طوقت جيده تطويقا
وتعانقنا ساعة وبكينا / في تشاك يهز منا العروقا
جثمانه هذا فاين المنطق
جثمانه هذا فاين المنطق / وغلافه هذا فاين المخفق
اين ابتسامته التي كانت على / شفتيه ان لاقيته تتألق
بل اين نظرته التي كانت لما / يبدي المخاطب من خواطر تسبق
اين استقلت تلكم الكلم التي / كانت كانوار الربيع تفتق
اين العقاب مهدهداً في جوه / ترنو العيون اليه وهو محلق
السيف ذاك السيف الا انه / صدئ الحديدة ما عليه رونق
ما بال ذاك القلب بين ضلوعه / بعد الحماسة ساكنا لا يخفق
ما خطب روض الشعر اصبح دوحه / بين البواسق اجرداً لا يورق
ماذا ببلبل ايكه وهو الذي / ملأ الفضاء شهاقه لا يشهق
جاؤا بجبران وما جاؤا به / جسد له من غير روح ترفق
صدق النعيّ فان جبراناً قضى / وتهدم الباني واودى المشفق
قد هزّ مغربها النعيّ بليله / فاهتز عند الصبح منه المشرق
الموت يصدق في جميع حديثه / اما الحياة فقلما هي تصدق
لهفي على حرية في اهلها / بالرغم من حرس السلامة تخنق
ليل وزوبعة وبحر ثائر / ماذا سيفعل في العباب الزورق
ولعله في الصبح يلفى سالما / ولعله قبل السلامة يغرق
جاؤا برمته يحف بنعشها / جمهورهم من كل صنف رزدق
وامام ذاك النعش يمشي جحفل / ووراء ذاك النعش يمشي فيلق
والشعب في تلك المواكب كلها / باك على ادب ذوي او مطرق
كانت مدامعهم تبث شجونهم / فكأنما تلك المدامع تنطق
لا فرد الا والدموع بعينه / رجراجة فكأنما هي زئبق
سمدت قرى لبنان عند نعيه / الا دموعا قد جرت تتدفق
الدهر فرق شمل جمع ناهض / والدهر يجمع تارة ويفرق
يا فاكرا في القبر يسبر غوره / الغور مما انت تحسب اعمق
جبران كان بخالدات قصيده / لا بالثياب قشيبة يتأنق
حر اذا ما الجأته حاجة / لا يطلب الزلفى ولا يتملق
ولقد يقود إلى صلاح امة / فرد باخلاق زكت متخلق
أمصور الارواح بعد جسومها / صور اذا ما اسطعت روحك تزهق
في القبر ليلك سرمد لا ينقضي / والشمس فوقك كل يوم تشرق
ان كان روح المرء تبقى بعده / فالجسم هين كونه يتمزق
سر في سبيل المجد ميتاً مثلما / قد سرت حيا ثم انت موفق
يا من تجرد آخراً من حسه / ما ان يضيرك ان قبرك ضيق
لا اذكر الادب الذي يتمته / الا اكد له بدمعي اشرق
لا حي الا وهو يوما هالك / ولعلنا بالسابقين سنلحق
بقيت لنا الغبراء نمشي فوقها / ولك الوسيع من السماء الازرق
سر في طريقك للسماء فعندها / شمس تغيب والف شمس تشرق
لا تأخذنك عند سيرك رهبة / ما في طريق الخلد شيء موبق
فقدت مصر فهي سكرى المآقي
فقدت مصر فهي سكرى المآقي / كوكبا في سمائها ذا ائتلاق
كوكبا كان يرسل الشعر نورا / ثم يرمي به على الآفاق
خر من جوه الرفيع صريعا / لا السنى يحميه ولا الشعر واق
ايها الكوكب انطفأت بليل / بغتة بعد ذلك الاشراق
ايها الليل هل وراءك صبح / مؤذن بعد ريثه بانفلاق
فجعت مصر بابنها البر شوقي / فهي ثكلى كثيرة التشهاق
صب يشوي على العراق شواظا / رزء مصر ومصر اخت العراق
كان روض وكان زهر وصدا / ح فما منها اليوم شيء باق
ايها الروض انك اليوم اورا / ق تهاوى سفعاً على اوراق
يوم صاح النعي قلت له تباً فما / هذا منك غير اختلاق
ثم لما ادل اطرقت حتى / مل شمس النهار من اطراقي
فلقد كنا شاعرين على ما / بيننا من تفاوت الاذواق
ايها الموت مالنا منك بد / كلنا هالك وانت الباقي
ايها الموت انت آخر سهم / من سهام لها الحياة تلاقى
ايها الموت قد خطفت كذئب / واحدا بعد واحد من رفاقي
ذهبوا مكرهين من غير عود / وقريب بالذاهبين لحاقي
انت كف القضاء تضرب من شا / ء وسيف القضاء في الاعناق
غلت بالامس حافظا وبشوقي / اليوم انشبت الظفر للالحاق
احتججنا لما عصفت بشوقي / انا والشعر والهوى باتفاق
بعد شوقي يا لهف نفسي عليه / اخفق الشعر ايما اخفاق
لا ترى اليوم منه الا رمادا / بعد نار من الشعور حراق
سرت تنأى فما تركت على الاخلاق / عينا يا شاعر الاخلاق
كان هذا الذي به كنت تشدو / بعض دقات قلبك الخفاق
تلك انفاس منك تصعد حرى / وانين يأتي من الاعماق
كل ما قلته لئالئ الا / انها لا تباع في الاسواق
وسيبقى على الزمان جديدا / ادب صنته من الأخلاق
انت ما ان فارقتنا لمعاد / نتسلى به زمان الفراق
انت ما كنت بالحمام خليقاً / فيوافيك آخذاً بالخناق
ايها الراقد الكريم بقبر / لك مما في قبرك الله واق
لك قد ذابت القلوب اسى ثم جرت / ادمعاً من الآماق
كنت ترتاب في فاسمع انيني اليوم / حزنا عليك واسمع شهاقي
بابي ذاك الوجه قد بات يذوي / تحت ما للثرى من الاطباق
ليس لي ما اهدى اليك سخياً / غير شعري ودمعي المهراق
انما انت للخلود بما / ابقيت للناس من قريض راق
انت فان وخالد في زمان / انت جسم يبلى وذكر باق
انت من مصر مثل دمعة ثكلى / بين اهداب العين والحملاق
كنت إما القيت في مصر شعراً / رنّ يرغو صداه في الآفاق
تسبك المعنى البكر في خير لفظ / فبه يحلولي وخير سياق
لم تبلغ من الرسالة شيئاً / غير الهام قلبك الخفاق
كل حي فأنما هو يوما / سيلاقي من الردى ما يلاقي
كل داء فانه لاصطياد الروح منا / ضرب من الاوها
قد ابى الجسم تفارقه الرو / ح فقالت لا تخشين فراقي
انا يا جسم لا اطوف على غيرك / فيما اذا فككت وثاقي
ثم حم الفراق فافترقا بعد / وداع برح وبعد عناق
ثم راما تلاقيا واذا الموت / فراق ما بعده من تلاق
رب قبر به صدى الحياة لي / يروى من وابل غيداق
ولقد كنت في قريضك ترجو / ما لحق اهين من احقاق
نبض الشعر من فيما اليه / مصر كانت تحتاج من اشفاق
شاعراً ان تكون اول من يد / مع فيها سياسة الارهاق
فلقد كنت ذا يراع ذليق / هو امضى من السيوف الرقاق
بك كانت امارة الشعر تزهو / مذ تقلدتها بالاستحقاق
رب خيل ركضن في حلبة السبق / فخلين الدرب للسباق
لا تعب الفاظي اذا هي رثت / بعد ان كانت غضة الاوراق
رب حسناء سلمها الدهر فقرا / فبدت في ثوب لها إخلاق
ساورتني بك الرزية حتى / ضاق عما اقول فيك نطاقي
واذا قصرّ القريض فدمعي / لك يغني عنه لدى الاهراق
لم يكن ما نظمته من رثاء / لك اصفى من دمعي الرقراق
نم بعيداً في جوف قبرك عمن / يتصدى اليك بالاقلاق
وانس ايامك التي كنت فيها / تتملى الحياة في كأس ساق
انس ما قد خلفته من قصور / شاهقات توفى ومن اعلاق
انما هذا القبر آخر بيت / لك يا مالك القصور الطباق
ان اناتي في المشيب سهام / لم يكن عن قصد لها اطلاقي
فهي اثناء سيرها قد تلاقي / غرضا نازحاً وقد لا تلاقي
حسرة لي على الليالي المواضي / وتخش من الليالي البواقي
لا يذم الحياة الا فريق / ما لهم من لذاتها من خلاق
قد رضعنا منها الافاويق ايا / ماً فكانت لذيذة في المذاق
واخذنا من الرفاهة حظاً / وشربنا المنى بكأس دهاق
الشباب الشباب فهو يساوي / كل ما في الحياة من اذواق
لا اظن الارواح تقبل اسراً / بعد حرية لها وانطلاق
غير ان الدنيا وان قل منها / الوصل دنيا كثيرة العشاق
في النفس منك جميع ما احسسته
في النفس منك جميع ما احسسته / من سيء سمج ومن اعلاق
فاذا ذهبت فكل شيء ذاهب / واذا بقيت فكل شيء باق
عجبي ممن قد رأى ان رأيي
عجبي ممن قد رأى ان رأيي / غير ما يرتأى فسب حنيقا
قلت لما غاظته زندقة لي / سيدي انت لا تكن زنديقا