القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 32
قالوا اطردوا الزنديق من أوطانكم
قالوا اطردوا الزنديق من أوطانكم / ماذا يخاف القوم من زنديق
قالوا اقتلوه إنما هو مارق / ماذا يضير المؤمنين مروقي
قلت الحقيقة طالباً أن ينظروا
قلت الحقيقة طالباً أن ينظروا / فيها فقالوا مارق زنديق
وليشهد الثقلان أني مارق / إن كان في قول الصواب مروق
ما أنت زنديق تزور جهنما / بل لا يزور جهنما زنديق
إن كذبوك يضيرهم تكذيبهم / إياك أعنى أيها الصديق
وللناس فيما قد علمت مآرب
وللناس فيما قد علمت مآرب / قد اختلفت فيهم كما اختلف الخلق
فمن طالب دنيا وذاك هو الحجى / ومن طالب دينا وذاك هو الحق
أبكي ومثلي بالبكاء حقيق
أبكي ومثلي بالبكاء حقيق / آمال شعب مالها تحقيق
ولقد يذكرني بعز آفل / برق لهخلل السحاب خفوق
وكأن اشباح الجدود كتائب / للطير فوق رؤوسها تحليق
لم يحسب النفر الألى قد ضيقوا / ماذا يجر وراءه التضييق
لم ينتزع من هؤلاء غرورهم / نسب لهم في الهالكين عريق
ضيم العراق فهل قضت ابناؤه / ام هل لابناء العراق عقوق
مني العراق بثملة رجيعة / جو العراق بشدهم مخنوق
ما بال دنيا المسلمين تأخرت / أهناك شيء في الخفاء يعوق
وقد ابتلاني اللَه جل جلاله / بغراب سوء ذم منه نعيق
وبضفدع لولا اطراد نقيقه / ما كنت اعلم انه مخلوق
ولعل من ضل السبيل سيهتدي / يوما ومن قد نام سوف يفيق
ولعل ايام السلام قريبة / ولعل ايام السلام تروق
اني لاوطاني وان لم تحترم / ادبي الذي ابثثته لصديق
بيني وبين مواطن احببتها / عهد كما شاء الولاء وثيق
ايام اني قد ثملت بحبها / ما كان لا كأس ولا ابريق
حب الديار ومن بها لي مسكر / وكأنما حب الديار رحيق
الشمس قد غربت فلاح وراءها
الشمس قد غربت فلاح وراءها / شفق بحاشية السماء رقيق
ويخال مبصره اذا لم ينتبه / ان الذي يرنو اليه حريق
وكأن هذا الليل ثوب اسود / وكأنما فيه النجوم خروق
ناموا وكاد السيل يجرف ركبهم / والليل ساج والرقاد عميق
وتجاذب الليل البهيم وصبحه / حتى بدا وقميصه مشقوق
تمشي الشعوب الى الامام جميعها / زمراً فتتسع الخطى وتضيق
لا يستوي سرعانها وبطاؤها / والطائرات رفيعة والنوق
الفى فريق في الزهادة رشده / واختار اشباع الحياة فريق
الشعب حول الرافدين مكبل / والشعب حول الرافدين حنيق
شتان بين الشعب وهو منقيد / يشكو الاذى والشعب وهو طليق
ولقد امد الطرف مشتاقا الى / آتى العراق فلا يلوح بريق
أتصان للشعب الهضيم حقوقه / ام ليس للشعب الضعيف حقوق
لا تحسبن الظالمين بنجوة / من نقمة بالظالمين تحيق
سأول يوم سقوطهم في وجههم / هذا جزاء الخائنين فذوقوا
كل امرئ فله عقول جمة
كل امرئ فله عقول جمة / ولكل عقل فيه منها منطق
والمرء لا تدري اذا حاججته / فيما يقول باي عقل ينطق
بلغ الشباب النزر من غاياتهم
بلغ الشباب النزر من غاياتهم / اما الشيوخ فانهم قد اخفقوا
اغنم جديدك من حياتك انه / عما قليل من حياتك يخلق
الشيخ ينشد راحة ولعلها / امل وراء هلاكه يتحقق
ان القميص به خروق جمة / فاذا رتقت فاي فتق ترتق
ستنام تحت الارض في ملحودة / والشمس فوق الارض بعدك تشرق
لاحسن عند النفس بعد زهوقها / والنفس الا مرة لا تزهق
اما العراق فانه لشقائه / ممن ترباهم لعون يرهق
يا شعب لا تيأس فانك بالغ / نشزاً به يا شعب انت الا خلق
يا شعب سوف تكون دوحا جذعه / ضخم فانت اليوم خصن مورق
قد تفشل الاقوام في مجهودها / لكن اليها اليأس لا يتطرق
ووددت لو اضحى شتاتك وحدة / او كان لا يتفرق المتفرق
يا شعب ان طريق مجدك واضح / فانهجه حثحاثا وانت موفق
واذا الشعوب على ضؤولة شأنها / همت لاسباب التقدم تخلق
يا قومنا استقلالكم هو كاذب / لا مثلما قد صور المتملق
اني على الاوطان انفق مهجتي / اما الدخيل فاي شيء ينفق
قد يسكت المهضوم الا زفرة / منه والا عبرة تترقرق
من بعد ان خف الدجى في ليلتي / ما بال نجم الصبح لا يتألق
ليلى التي انا منذ حين باسمها / في كل بيت من قصيدي اشهق
ليست سوى وطني وما وطني سوى / شرفي الذي اسمو به واحلق
ليلى اجل ليلى التي اعززتها / هي كل ما انا في حياتي اعشق
شعري بما في القلب مني ناطق / واذا سكت فان دمعي ينطق
ما زال قلبي خافقا بولائه / ويظل ثم يظل قلبي يخفق
افتحوا للفتى الهضيم الطريقا
افتحوا للفتى الهضيم الطريقا / فلقد جاء يزبئر حنيقا
رافعا راية التمرد تهفو / حاملا من يراعه منجنيقا
لا يبالي من بعد ادراكه المثا / ر ألاقي سلامة ام زهوقها
شاعر ان غاظوه كان قسيا / واذا ما والوه كان رفيقا
ذاك حر يأبى القبول لضيم / واثقا في صراعه ان يفوقا
شبه اعصار اينما مر ابقى / خلفه في طول الطريق حريقا
يكسر الهام بالحجارة حتى / يتشفى من غاصبيه مذيقا
جاء يعدو ليسترد بما او / تى من قوة الجنان الحقوقا
رب شعب يشق ان الجأ الامر / الى السلم بالحراب الطريقا
عاهدوه على الوفاء فما كا / ن هناك العهد البريم وثيقا
قل لابناء يعرب ان في القبر / اباكم يذم هذا العقوقا
انا لا اخشى الناكثين وان كا / ن فريق منهم يشد فريقا
ما بذى بال ان رأيت بعيني / ضفدعا او سمعت منه نقيقا
ضفدعا لولا ماله من نقيق / ما تظنيت كونه مخلوقا
رب غر اذا علا اكمة ظنّ / غرروا ان صافح العيوقا
ايها القوم الراكضون بليل / حاذروا ان تصادفوا ازليقا
سيلاقى البغاة يوما ثقيلا / فيه لا ينفع الصديق الصديقا
ما يزال الهضيم يشهق يأساً / ثم لا يشبه الشهيق الشهيقا
ولقد يرسل اللحاظ فلا يبصر / في مطلع الرجاء بريقا
ان هذا الدوح المجرد من او / راقه كان قبل حين وريقا
ايها الدائسون بالرجل حقى / ليس حقي بان يداس حقيقا
يحزن العندليب ان يجد الجو / جميلا ولا يكون طليقا
اطلقوه في جو رض انيق / انه يهوى فوقه التحليقا
اخذت آمالي تضيع واخشى / انني لا أرى لها تحقيقها
قد طلبت الفرار من فتنة تة / شك بالقوم نارها ان تحيقا
ولقد شبّت ثم لم تخب حتى / خفت ان تملأ الفضاء حريقا
ولعل الارض التي هي عطشى / اصبحت ريا من دم اهريقا
قل لمن احفظته زندقة لي / سيدي انت لا تكن زنديقا
ذاك امر له مساس بنفسي / فمن الحمق انكوتن حنيقا
ان من اوجد الطبيعة لا يخرقها / لو فكرت فيه عميقا
والذي يجهل الطبيعة جهلا / راسخاً يحسب الرشاد مروقا
وهو العلم لا يقول بما لم / تأت فيه العيون فحصا دقيقا
وهو العلم شك في حس ميت / مزقته ايدي البلى تمزيقا
لا تكن في الحياة مختلف اللو / ن كذوبا ان لم تكن صديقا
انني مؤمن على الشك مني / ومن اللَه اطلب التوفيقا
ربما ماتت الدهاة وابقت / اثراً بعد موتها مرموقا
واذا الشمس زايلت تركت من / شفق خلفها شعاعا رقيقا
ان بحرا لا تبتغي فيه خوضا / ليس في ضير ان يكون عميقا
واخال الزمان حبلا طويلا / ستراني يوما به مشنوقا
سجل الدهر في كتاب لديه / نسباً لي في الهالكين عريقا
ليس غير القوي ممن يعيشون / على الارض بالبقاء خليقا
حيثما التفت أشاهد بعيني / ساحقا في الحياة او مسحوقا
واذا نمت في قرارة رمسي / فمن الخير الجمّ ان لا افيقا
انما القبر ان ترد عزلة كا / ن على قربه مكانا سحيقا
واذا كان الدهر ذا دوران / لم تكن سابقا ولا مسبوقا
ان ناموس الدور اشمل نامو / س وان لم يرق هناك فريقا
حبذا جنة ستشرب فيها / لبناً طاب طعمه ورحيقا
وهناك الحور الحسان يقعقعن / حواليك الكأس والابريقا
سوف تحسو من كف حوراء كأساً / قد صفت قبل مسها الراووقا
لا تكن ماقتا لخمر تسلى / من هموم الحياة حتى تذوقا
انت كالطفل تسمع الشيء ممن / جهلوه فتكثر التصديقا
انني لا التذّ الا بدنيا / ي وان لم اكن بها مرزوقا
واذا ما رأت عيوني سحابا / قد تدلى فلست اخشى البروقا
واذا اليأس كظ نفسي فضاقت / منه فرّجت بالخيال الضيقا
جمع الليل طيف ليلي وعيني / مبديا مشهدا شجيا انيقا
قلت للطيف قد اتيت على الرحب / فلا زلت بالرضى مرموقا
ثم قبلته ثلاثا وسبعا / ثم طوقت جيده تطويقا
وتعانقنا ساعة وبكينا / في تشاك يهز منا العروقا
جثمانه هذا فاين المنطق
جثمانه هذا فاين المنطق / وغلافه هذا فاين المخفق
اين ابتسامته التي كانت على / شفتيه ان لاقيته تتألق
بل اين نظرته التي كانت لما / يبدي المخاطب من خواطر تسبق
اين استقلت تلكم الكلم التي / كانت كانوار الربيع تفتق
اين العقاب مهدهداً في جوه / ترنو العيون اليه وهو محلق
السيف ذاك السيف الا انه / صدئ الحديدة ما عليه رونق
ما بال ذاك القلب بين ضلوعه / بعد الحماسة ساكنا لا يخفق
ما خطب روض الشعر اصبح دوحه / بين البواسق اجرداً لا يورق
ماذا ببلبل ايكه وهو الذي / ملأ الفضاء شهاقه لا يشهق
جاؤا بجبران وما جاؤا به / جسد له من غير روح ترفق
صدق النعيّ فان جبراناً قضى / وتهدم الباني واودى المشفق
قد هزّ مغربها النعيّ بليله / فاهتز عند الصبح منه المشرق
الموت يصدق في جميع حديثه / اما الحياة فقلما هي تصدق
لهفي على حرية في اهلها / بالرغم من حرس السلامة تخنق
ليل وزوبعة وبحر ثائر / ماذا سيفعل في العباب الزورق
ولعله في الصبح يلفى سالما / ولعله قبل السلامة يغرق
جاؤا برمته يحف بنعشها / جمهورهم من كل صنف رزدق
وامام ذاك النعش يمشي جحفل / ووراء ذاك النعش يمشي فيلق
والشعب في تلك المواكب كلها / باك على ادب ذوي او مطرق
كانت مدامعهم تبث شجونهم / فكأنما تلك المدامع تنطق
لا فرد الا والدموع بعينه / رجراجة فكأنما هي زئبق
سمدت قرى لبنان عند نعيه / الا دموعا قد جرت تتدفق
الدهر فرق شمل جمع ناهض / والدهر يجمع تارة ويفرق
يا فاكرا في القبر يسبر غوره / الغور مما انت تحسب اعمق
جبران كان بخالدات قصيده / لا بالثياب قشيبة يتأنق
حر اذا ما الجأته حاجة / لا يطلب الزلفى ولا يتملق
ولقد يقود إلى صلاح امة / فرد باخلاق زكت متخلق
أمصور الارواح بعد جسومها / صور اذا ما اسطعت روحك تزهق
في القبر ليلك سرمد لا ينقضي / والشمس فوقك كل يوم تشرق
ان كان روح المرء تبقى بعده / فالجسم هين كونه يتمزق
سر في سبيل المجد ميتاً مثلما / قد سرت حيا ثم انت موفق
يا من تجرد آخراً من حسه / ما ان يضيرك ان قبرك ضيق
لا اذكر الادب الذي يتمته / الا اكد له بدمعي اشرق
لا حي الا وهو يوما هالك / ولعلنا بالسابقين سنلحق
بقيت لنا الغبراء نمشي فوقها / ولك الوسيع من السماء الازرق
سر في طريقك للسماء فعندها / شمس تغيب والف شمس تشرق
لا تأخذنك عند سيرك رهبة / ما في طريق الخلد شيء موبق
فقدت مصر فهي سكرى المآقي
فقدت مصر فهي سكرى المآقي / كوكبا في سمائها ذا ائتلاق
كوكبا كان يرسل الشعر نورا / ثم يرمي به على الآفاق
خر من جوه الرفيع صريعا / لا السنى يحميه ولا الشعر واق
ايها الكوكب انطفأت بليل / بغتة بعد ذلك الاشراق
ايها الليل هل وراءك صبح / مؤذن بعد ريثه بانفلاق
فجعت مصر بابنها البر شوقي / فهي ثكلى كثيرة التشهاق
صب يشوي على العراق شواظا / رزء مصر ومصر اخت العراق
كان روض وكان زهر وصدا / ح فما منها اليوم شيء باق
ايها الروض انك اليوم اورا / ق تهاوى سفعاً على اوراق
يوم صاح النعي قلت له تباً فما / هذا منك غير اختلاق
ثم لما ادل اطرقت حتى / مل شمس النهار من اطراقي
فلقد كنا شاعرين على ما / بيننا من تفاوت الاذواق
ايها الموت مالنا منك بد / كلنا هالك وانت الباقي
ايها الموت انت آخر سهم / من سهام لها الحياة تلاقى
ايها الموت قد خطفت كذئب / واحدا بعد واحد من رفاقي
ذهبوا مكرهين من غير عود / وقريب بالذاهبين لحاقي
انت كف القضاء تضرب من شا / ء وسيف القضاء في الاعناق
غلت بالامس حافظا وبشوقي / اليوم انشبت الظفر للالحاق
احتججنا لما عصفت بشوقي / انا والشعر والهوى باتفاق
بعد شوقي يا لهف نفسي عليه / اخفق الشعر ايما اخفاق
لا ترى اليوم منه الا رمادا / بعد نار من الشعور حراق
سرت تنأى فما تركت على الاخلاق / عينا يا شاعر الاخلاق
كان هذا الذي به كنت تشدو / بعض دقات قلبك الخفاق
تلك انفاس منك تصعد حرى / وانين يأتي من الاعماق
كل ما قلته لئالئ الا / انها لا تباع في الاسواق
وسيبقى على الزمان جديدا / ادب صنته من الأخلاق
انت ما ان فارقتنا لمعاد / نتسلى به زمان الفراق
انت ما كنت بالحمام خليقاً / فيوافيك آخذاً بالخناق
ايها الراقد الكريم بقبر / لك مما في قبرك الله واق
لك قد ذابت القلوب اسى ثم جرت / ادمعاً من الآماق
كنت ترتاب في فاسمع انيني اليوم / حزنا عليك واسمع شهاقي
بابي ذاك الوجه قد بات يذوي / تحت ما للثرى من الاطباق
ليس لي ما اهدى اليك سخياً / غير شعري ودمعي المهراق
انما انت للخلود بما / ابقيت للناس من قريض راق
انت فان وخالد في زمان / انت جسم يبلى وذكر باق
انت من مصر مثل دمعة ثكلى / بين اهداب العين والحملاق
كنت إما القيت في مصر شعراً / رنّ يرغو صداه في الآفاق
تسبك المعنى البكر في خير لفظ / فبه يحلولي وخير سياق
لم تبلغ من الرسالة شيئاً / غير الهام قلبك الخفاق
كل حي فأنما هو يوما / سيلاقي من الردى ما يلاقي
كل داء فانه لاصطياد الروح منا / ضرب من الاوها
قد ابى الجسم تفارقه الرو / ح فقالت لا تخشين فراقي
انا يا جسم لا اطوف على غيرك / فيما اذا فككت وثاقي
ثم حم الفراق فافترقا بعد / وداع برح وبعد عناق
ثم راما تلاقيا واذا الموت / فراق ما بعده من تلاق
رب قبر به صدى الحياة لي / يروى من وابل غيداق
ولقد كنت في قريضك ترجو / ما لحق اهين من احقاق
نبض الشعر من فيما اليه / مصر كانت تحتاج من اشفاق
شاعراً ان تكون اول من يد / مع فيها سياسة الارهاق
فلقد كنت ذا يراع ذليق / هو امضى من السيوف الرقاق
بك كانت امارة الشعر تزهو / مذ تقلدتها بالاستحقاق
رب خيل ركضن في حلبة السبق / فخلين الدرب للسباق
لا تعب الفاظي اذا هي رثت / بعد ان كانت غضة الاوراق
رب حسناء سلمها الدهر فقرا / فبدت في ثوب لها إخلاق
ساورتني بك الرزية حتى / ضاق عما اقول فيك نطاقي
واذا قصرّ القريض فدمعي / لك يغني عنه لدى الاهراق
لم يكن ما نظمته من رثاء / لك اصفى من دمعي الرقراق
نم بعيداً في جوف قبرك عمن / يتصدى اليك بالاقلاق
وانس ايامك التي كنت فيها / تتملى الحياة في كأس ساق
انس ما قد خلفته من قصور / شاهقات توفى ومن اعلاق
انما هذا القبر آخر بيت / لك يا مالك القصور الطباق
ان اناتي في المشيب سهام / لم يكن عن قصد لها اطلاقي
فهي اثناء سيرها قد تلاقي / غرضا نازحاً وقد لا تلاقي
حسرة لي على الليالي المواضي / وتخش من الليالي البواقي
لا يذم الحياة الا فريق / ما لهم من لذاتها من خلاق
قد رضعنا منها الافاويق ايا / ماً فكانت لذيذة في المذاق
واخذنا من الرفاهة حظاً / وشربنا المنى بكأس دهاق
الشباب الشباب فهو يساوي / كل ما في الحياة من اذواق
لا اظن الارواح تقبل اسراً / بعد حرية لها وانطلاق
غير ان الدنيا وان قل منها / الوصل دنيا كثيرة العشاق
في النفس منك جميع ما احسسته
في النفس منك جميع ما احسسته / من سيء سمج ومن اعلاق
فاذا ذهبت فكل شيء ذاهب / واذا بقيت فكل شيء باق
عجبي ممن قد رأى ان رأيي
عجبي ممن قد رأى ان رأيي / غير ما يرتأى فسب حنيقا
قلت لما غاظته زندقة لي / سيدي انت لا تكن زنديقا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025