المجموع : 25
الروح كالريح إن جازت شذا النطفِ
الروح كالريح إن جازت شذا النطفِ / تزكو وتخبث إن مرت على الجيفِ
وليس تحكم في جسم تكون له / إلا على مقتضى ما فيه فاعترف
وإنما هي من أمر الإله أتت / في خسة هي من جسم وفي شرف
فتارةً في شقاء منه قدَّره / ربي وطوراً بسعد غير منصرف
فالجأ إلى الله إن رمت النجاة بها / واسلك سبيل أولي التقوى ولا تقف
صحن صحناء واسع الأطرافِ
صحن صحناء واسع الأطرافِ / وهو صحن لذي التقى والعفافِ
حضرة للذي تولى عليها / وهي أبهى منازل الأشراف
من دعانا لها يجل مقاماً / فاضل الذات كامل الأوصاف
مشرفاتٌ جهاتها بسناها / خالص الود صادق الحب صافي
صدره واسع لمن جاء يسعى / لحماه من سائر الأضياف
لا يزال الكمال يقطر منه / نوره في سمائه غير خاف
وهو شهم مهذب يتسامى / كل وقت عن كل شيء منافي
وله من عناية الله باع / طال فوق الرؤوس والأكتاف
شرفي يا شرفي يا شرفي
شرفي يا شرفي يا شرفي / وجه من أهواه قد أشرق في
قلبي المضني به طلعته / فتنتني بالبها والهيف
غصن بان ينثني مرحاً / قد رماني في بحار التلف
لورآه البدر ما بان ولو / سمع الظبي به لم يقف
ينجلي في كل شيء عندنا / فنراه في القبا المنكشف
لبس الصورة يختال بها / بيننا حاوي البها والترف
قد تسمَّى لي بأسماء الورى / وبكل اسم له مختلف
عطفه الغصن وقلبي طائر / همزة ساكنة في الألف
هو حق وسواه باطل / مثل ما قال لنا في الصحف
فاشهد اشهد إن تكن ذا بصرٍ / وإذا لم تك كن في الطرف
وادخل الحضرة إن كنت فتىً / أو من الحضرة فاخرج وانتف
ملأ الكون تعالى ربنا / بوجود ظاهر وهو خفي
أنت روح نفخت في أمره / درة من جسمها في صدف
آه من جهلك بالله ومن / قلبك المنقلب المنحرف
أفلا تذكر أياماً مضت / أنت فيها لم تكن يا منتفي
كن كما كنت قديماً فانياً / واعرف الحق به واعترف
وإذا ذات كل شيء تبدت
وإذا ذات كل شيء تبدت / عنده حقق التقرب وصفَهْ
لحمى ذلك الغزال شهود / يحرسون الذي يحاول خطفَهْ
وهو إنساننا وحيوان قوم / وجنين من قبل ذاك ونطفه
صدق الشرع فاعل وهو فعل / فتأمل وللتحقق عطفه
فاز الذي شرب الشراب الصافي
فاز الذي شرب الشراب الصافي / حتى انمحى عن سائر الأوصاف
فنيت رسوم وجوده وبدا له / وجه الحبيب فكان نعم الكافي
في ذروة الوادي غزال نافر / عمن يحاول وصفه المتنافي
فرع بنا هو أصلنا فاعجب له / من واحد ويزيد عن آلاف
فرد الوجود بوجهه فتن الورى / فرمى بهم في حيرة وخلاف
فاقت على شمس الضحى أنواره / والكون آل به إلى الإتلاف
فقه المعارف والحقائق ظاهر / من عبده في سورة الأعراف
فهو الجميل له الجمال بأسره / وهو الذي يهوى الجمال الوافي
فهمت إشارتَه القلوبُ فأقبلت / تزهو إليه على تقى وعفاف
فمحا بنور ظهوره آثارها / وأمدها ببدائع الألطاف