المجموع : 36
أنا محزونٌ فمن يبكي مَعِي
أنا محزونٌ فمن يبكي مَعِي / لا أخٌ يشركُني في جَزَعي
حَسُنَ الدمعُ بعيني إنَّها / لا ترى من كُلُّه من بِدَعِ
أقطع الدهر بجسمٍ دنَفٍ / وفؤادٍ مستهامٍ وَجِعِ
وقَفَ الحزنُ عليهِ نفسَه / ورمى عاذلَهُ بالوَلَعِ
يا نائياً أينَ دَمعِي
يا نائياً أينَ دَمعِي / أسعد فقد ضاقَ ذَرعي
تضنُّ بالوَصلِ عيني / مُذ كانَ أنتَ وسمعي
من كل ضري إلى لَح / ظِ مقلتيهِ ونفعي
ويُحبَسُ الدَّمعُ يا مَن / يَزيدُ بالقلبِ فجعِي
ليسَ لي شافعٌ إلَي
ليسَ لي شافعٌ إلَي / كَ فإن شِئتَ فاشفعِ
واكفني ذلةَ السؤا / لِ وطولَ التضُّرعِ
إنني بالعزاءِ والص / صَبرِ عَينُ المُمَنَّعِ
كيفَ لا كيفَ بالسلو / وِ بِقلبٍ مُروَّعِ
بدا فراقَ العيون إذ طَلعا
بدا فراقَ العيون إذ طَلعا / معَمما بالجمال مُدرَعا
تبثُّ عيناهُ من فتورهِما / على العيونِ الفتونَ والبِدَعا
ظَبيٌ بدينِ المسيح مُتصِلٌ / فبثهُ أهلُ دينهِ وَرَعا
لو أدركَ اللاحظونَ صورتَهُ / يوماً لقالوا المسيحُ قد رَجَعا
سهلت زفرتي مسيلَ الدموعِ
سهلت زفرتي مسيلَ الدموعِ / من هوىً لا ينامُ بينَ الضلوعِ
ليسَ لي عبرةٌ فأبكي رقادي / أيُّ عينٍ تقرُّ بعدَ الهُجوعِ
يا بديعَ الجمالِ أبدعتَ في الجس / مِ ضنىً حلَّ من هواكَ البَديعِ
بأبي كيفَ أنتَ كيفَ وُحبي / كَ أنا المُبتلى بسوء الصنيعِ
راحتي في البكا وليسَ دُموع
راحتي في البكا وليسَ دُموع / ضِقتُ ذرعاً بما تجنُّ الضلوعُ
أنا لا أسمعُ الملامَ وقلبي / إذ سمعتُ الملامَ ليسَ يُطيعُ
يا نقيّ الجمال من دَنَس المث / لِ بَديعا كما يكونُ البديعُ
ليسَ لي شافعٌ إليكَ سوى حبِّ / كَ يا غايتي ونعمَ الشفيعُ
ليسَ لأجفانهِ هُجوعُ
ليسَ لأجفانهِ هُجوعُ / فكيف تبقى له دُموعُ
وكلهُ بالهوى بديعٌ / في الحُسنِ ما مثلُهُ بَديعُ
مالت إليهِ القلوبُ طَوعاً / فكلنا سامعٌ مُطيعُ
مُدلَّهاً للسقامِ منهُ / طرفٌ إلى أخذها سريعُ
لم أدرِ كيفَ يكونُ الحُزنُ والجَزَع
لم أدرِ كيفَ يكونُ الحُزنُ والجَزَع / حتى ابتليتُ بشيءٍ فوقَ ما أسعُ
لم أدرِ لم أدرِ أن الحتفَ في نظري / وأنَّ قلبيَ للعَينينِ متَّبِعُ
لم أدرِ أنَّ منايا الناسِ كلِّهم / في لَحظِ مقلةِ شَمسِ الشمسِ تجتمعُ
وأنني لسِهامِ المَوتِ مُنتصِبٌ / من طرفِ من عن دماءِ الخَلقِ لا يرعُ
إن لم أمُت جزعاً على شجنٍ
إن لم أمُت جزعاً على شجنٍ / فارقته فعلى من الجزعُ
فيضُ الدموعِ عليهِ متصِلٌ / من حسرتي والصبرُ منقطعُ
وزفيرها بين يصعدها / نفسٌ تفرقُ ثم تجتمعُ
لم أدرِ يا قلبي ويا بصري / وهواهُ أن فِراقَهُ يقَعُ
قلبٌ بِمَن تيّمَهُ مُولَع
قلبٌ بِمَن تيّمَهُ مُولَع / يدعو الذي يهوى فلا يسمَعُ
لا ذو هوىً منه لما نالهُ / من الهوى أثلٌ ولا أجرَعُ
يا سائلي مما اتخذت الضَّى / إلفاً ولم نشكو وتستسرعُ
إني كئيبٌ دَنِفٌ مُوجعٌ / وليسَ لي صبرٌ فما أصنعُ
أأخفي الهوَى ودموعي دُموعي
أأخفي الهوَى ودموعي دُموعي / ولا سيما بعدَ فقدِ الهُجوعِ
وفي القلبِ ما فيهِ من زَفرةٍ / توقَّدُ بينَ الحَشا والضُّلوعِ
وصد كما صدَّ عني العزاءُ / بديعُ الجمالِ بوجهٍ بَديعِ
يُوافِقُ شمس الضّحى في النهارِ / ولكن يخالفُها للطلوعِ
بكى جزعاً من الجزَعِ
بكى جزعاً من الجزَعِ / بعبرةِ مُدنفٍ وَجِعِ
بِدَمعٍ واكفٍ من بَي / نِ مُفترِقٍ ومُجتمِعِ
على شمسٍ على غُصنٍ / على بِدعٍ من البدَعِ
عَزيز المثلِ من كلّ ال / وَرَى في الحُسنِ مُنقطعِ
قَد تطلعُ الشمسُ كما تطلعُ
قَد تطلعُ الشمسُ كما تطلعُ / ونورُهُ من نُورِها أنصَعُ
في وجههِ أضعاف أضوائِها / فهو إذا ما اجتمعا أجمَعُ
لا شيءَ في الناس إذا حصلوا / من وجههِ أبهى ولا أبدَعُ
فإن يَكن ملّكه طرفهُ / بلحظهِ قلبي فما أصنَعُ
تناسيتَ ما أوعيتَ سمعَكَ يا سمعي
تناسيتَ ما أوعيتَ سمعَكَ يا سمعي / كأنكَ بعد الضرِّ خالٍ من النفعِ
أما عندَ عينيكَ اللتينِ هما هما / لمكتئبٍ يرجوكَ شيئاً سِوَى المنعِ
لئن كنتَ مطبوعاً على الهجر عارفاً / فما الصبرُ في تركيبِ قلبي ولا طبعي
وإن تكُ أضحكت فوقَ خدِّكَ روضةٌ / فإنَّ على خدّي نوءاً من الدمعِ
سلِ المطرَ العامَ الذي عمَّ أرضكُم / أجاء بِمقدارِ الذي فاضَ من دمعي
غداً أيُّها القلبُ ما تصنَعُ
غداً أيُّها القلبُ ما تصنَعُ / أتَصبرُ للبينِ أم تجزَعُ
كأني بِصَبرِكَ في أمرِهم / مُودّعُ غيرِ الذي ودَّعُوا
أما راقبَ اللَه يومَ الفِرا / قِ فيمن هو المُدنفُ المُوجعُ
أيا رَبِّ لا عبرةٌ تنفعُ / ولا دعوةٌ فيهمُ تسمَعُ
كلَّما اشتدَّ خُضوعِي
كلَّما اشتدَّ خُضوعِي / لِجوىً بينَ ضُلوعي
رَكضَت في حلبتي خد / دَيَّ خيل من دُموعي