القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 84
تتجافى جنوبُهم
تتجافى جنوبُهم / عن وطيءِ المضاجعِ
كلهم بين خائفٍ / مستجير وطامعِ
تركوا لذة الكرى / للعيون الهواجع
ورعوا أنجم الدجى / طالعاً بعد طالع
لو تراهم إذا همُ / خطروا بالأصابع
وإذا هم تأوَّهوا / عند مرِّ القوارع
وإذا باشروا الثرى / بالخدود الضوارع
واستهلَّت عيونهم / فائضاتِ المدامع
ودعوا يا مليكنا / يا جميل الصنائع
أعف عنا ذنوبنا / للوجوه الخواشع
أعف عنا ذنوبنا / للعيون الدوامع
أنت إن لم يكن لنا / شافعٌ خيرُ شافع
فأُجيبوا إجابة / لم تقع في المسامع
ليس ما تصنعونه / أوليائي بضائع
تاجروني بطاعتي / تربحوا في البضائع
وابذلوا لي نفوسكم / إنها في ودائعي
كل الهدايا قد رأيت صنوفها
كل الهدايا قد رأيت صنوفها / إلا الكلام ففيه ما لم يُسمَعِ
فجعلت إهدائي إليك مدائحاً / مثل الرياض من الكلام المبدع
كل شيء أهديه غير بديعٍ
كل شيء أهديه غير بديعٍ / لك عندي إلا اعتذاراً بديعا
أي شيء أهدي إليك وفي وج / هك ما تشتهي النفوس جميعا
منك تهدي الدنيا إلينا الهدايا / فيباري بها خريفٌ ربيعا
حسام لا يليق عليه جفنٌ
حسام لا يليق عليه جفنٌ / سريع في ضريبته ذريعُ
ترى وقعاته أبداً خطايا / إلى أن يسبطرَّ له صريع
ويرعد متنه من غير هزٍّ / كريعان السراب زهاه ريع
يقول القائلون إذا رأوه / لأمرٍ ما تُغُولِيَتِ الدروع
عجبت لعمر الله من جار جارة
عجبت لعمر الله من جار جارة / لعرسك محمودٍ إذا الضيف ودَّعَهْ
وإن كان يلقاه بأجهمِ طلعةٍ / وينزله في غير رحبٍ ولا سعهْ
لطرفها وهو مصروف كموقعه
لطرفها وهو مصروف كموقعه / في القلب حين يروع القلب موقعُهُ
تصد بالطرف لا كالسهم تصرفه / عني ولكنه كالسهم تنزعُهُ
ونزعها السهم من قلبي كموقعه / فيه وكل أليم المس موجِعُهُ
سأقسم دمعي إذ غدرتَ فدمعةٌ
سأقسم دمعي إذ غدرتَ فدمعةٌ / على مِدَحٍ سيَّرتُها فيك ضُيَّعِ
وأخرى على ما فيك من حسن منظر / غدوت وقد أصحبتَهُ قبح مسمع
وأخرى على رأي أُصِبتُ برشده / فضلَّ وأدَّاني إلى شر مطمع
وأخرى على جدٍّ سعيد يصونني / وحسبك أن أبكيت حراً بأربع
يا أبا سهل نثاك المستَمَعْ
يا أبا سهل نثاك المستَمَعْ / ونداك المرتجى والمنتَجَعْ
ولك النعمة لا أجحدها / ما بدا ضوء نهار فسطع
غير أني بعد هذا قائل / قول ذي ود ونصح إن نفع
لك عرض ليس من عاداته / أن يرى فيه من الذم طبع
وقليل الرَّينِ فيه بيِّنٌ / وكذا العرض إذا العرض نصع
والأخ المخلص إن أقذيتَه / فالقذى فيك إلى أن يُنتزع
وأنا الخل الذي استخلصتَه / فرأى موضع نصح فصدع
ليس يرضى ماجد من نفسه / بنوال كل يوم يُرتجع
لك جارٍ كلما قلتُ جرى / فتشوقتُ له قيل انقطع
فرح ينتج منه ترَحٌ / وأمان يُجتنَى منه فزع
كل يوم ليَ منه روعة / وفعال الحر أولى بالرَّوَع
لا تكن كالدهر في أفعاله / كلما أعطى عطاياه فجع
ليس لي عندك حق غير ما / تتقاضاك المعالي والرِّفَع
والذي يحكم فيه بيننا / كرم منك وجود قد بَدع
وأرى الشافع في تعجيله / قد تراخى بعدما كان شفع
لا أحب الرزق يجري أمره / كلما أملتُهُ مجرى المُتع
أوثِقِ العقدةَ إن أنكحتَني / ما تراني كُفْأَه أو لا فَدَع
جُد بإدرارك ما أجريتَه / أو بإعتاقيَ من رقِّ الطمع
وجوادٍ ناكث قلتُ له / بعدما قفَّى العطايا بالرِّجَع
لا تخادع في متاع زائل / فكأن قد طار منه ما وقع
حسبُ من خادع في معروفه / أن ما صح من الدنيا خُدَع
إنما ضيَّع مثرٍ ما اقتنى / واقتنى غيرَ كذابٍ ما اصطنع
ليت شعري أملالٌ جرَّه / حين ساهرتك طول المجتَمع
أم عَوارٌ فاحش مني بدا / وخلالُ الخير والشر لُمَع
ذاك أم هذا دهاني في الذي / كنت أرجوه فأجلى وانقشع
أحسن ما كان الدقيق موقعا
أحسن ما كان الدقيق موقعا / من رجل أفلس حتى أدقعا
إذا أتى يسعى حثيثاً مسرعا / من بعد ما مس الغلاء الأشنعا
ولحق السبعين أو ترفَّعا / عن ذاك لا يرحم من تضرعا
ومد ذو العيلة فيه الإصبعا / يشكو إلى الله ويمري المدمعا
وأصبح القوم البطانُ جُوَّعا / وخشي الجائع أن لا يشبعا
يا من تناهى منظراً ومسمعا / جمال وجه وثناء أروعا
أفزعني الدهر فكن لي مفزعا / فكم تسمَّحتَ وكم تمنعا
وكم تحسنت وكم تشنَّعا / ولم يزل فضلك فيه مرتعا
للمقحطين الممحلين ممرعا / وكُبرُ ظني أن تقول مسمعا
لبيك لبيك لعاً ودَعْدَعا / بُدِّلت من بؤسك عيشاً خروعا
يشهد أني حافظٌ من ضيَّعا /
ولي أصدقاء كثيرو السلام
ولي أصدقاء كثيرو السلام / عليَّ وما فيهم نافعُ
إذا أنا أدلجت في حاجة / لها مطلب نازحٌ شاسعُ
فلي أبداً معهم وقفة / وتسليمة وقتها ضائع
وفي موقف المرء عن حاجة / تيممها شاغل قاطع
ترى كل غث كثير الفضو / ل مصحفُهُ مصحفٌ جامع
يقول الضمير له طالعا / ألا قُبِّح الرجل الطالع
يحدثني من أحاديثه / بما لا يلذ به السامع
أحاديث هن كمثل الضري / ع آكله أبداً جائع
غدوت وفي الوقت لي فسحة / فضاق بي المَهَلُ الواسع
تقدمت فاعتافني أسرُهُ / إلى أن تقدَّمني التابع
وفاتت بلقيانه حاجتي / ألا هكذا النكد البارع
أولئك لا حيُّهم مؤنسٌ / صديقاً ولا مَيتُهم فاجع
أأحمد لا والله لا ذقت فيشتي
أأحمد لا والله لا ذقت فيشتي / فإن شئت فانسبني إلى الخنث أو دعِ
أإياي تستغوي بما أنت قائل / طمعت لعمر الله في غير مطمع
ألا طالما حرضتني غير مُؤتلٍ / على استِكَ تحريضَ امرئ بيَ مولع
تحوم على أيري ولستَ تذوقه / ولو مت فاصبر للحكاك أو اجزع
فِطرٌ توسَّط يومه الأسبوعا
فِطرٌ توسَّط يومه الأسبوعا / وافقت فيه من السعود طلوعا
واهاً له فطر غدا بربيعه / وربيعك الغَدِق الحيا مربوعا
فالناس والأنعام طراً قد غدوا / في المرتعين الممرعَين رتوعا
وكأن فيه من فعالك سندساً / وكأن فيه من الرياض قطوعا
ما أفرح الملبوس من أيامنا / بك لا عُدِمتَ وأكسف المخلوعا
تتحسر الأيام عنك وكلُّها / تشكو فراقك آسفاً مفجوعا
رحل الصيام وشهره وكلاهما / لهج بذكرك ما يفيق نزوعا
ولقد تناجت بالرجوع مناهما / لو مُلِّكا بعد المضيِّ رجوعا
أقسمت بالشهر الذي أخضلته / بالجود والتقوى ندىً ودموعا
للبسته لبساً أطاب نسيمه / يا ابن الأطايب محتِداً وفروعا
وخلعتَه خلع العروس شعارها / قد ردَّعته من العبير ردوعا
أعبقته من طيب ريحك نفحةً / كادت تكون ثناءك المسموعا
لم لا يكون كذا وقد أُلبِستَه / فلبست فيه سكينة وخشوعا
وكددتَ فيه بالبكاء مدامعاً / وجهدتَ فيه بالزفير ضلوعا
ورفدت فيه كل أشعثَ بائسٍ / ما زال عن طلباته مدفوعا
أحييتَ في الشهر المبارك ليلَه / وفقيره وقتلت فيه الجوعا
بيد إذا قَسَتِ الأنامل فجَّرت / من كل أنملة لها ينبوعا
أنشأتَ تكحلُ بالهجوع معاشراً / بعد السهاد وما اكتحلت هجوعا
ما كان ليلك مذ أهل هلاله / إلا سجوداً كلُّه وركوعا
وطوى نهارك فيه صومٌ طاهرٌ / جعل المآثم محرما ممنوعا
صوم غدت عين الخنا مطروفة / فيه وراح لسانه مقطوعا
وتساجلت عيناك في آنائه / ويداك صوباً لا يزال هُمُوعا
جعل الإله عوارفاً أسديتَها / حللاً على ابنك في العلا ودروعا
هذي تزيِّنُه وتلك تُجِنُّهُ / من كل مكروه أحمَّ وقوعا
واسعد أبا سهل بعيدك نازلاً / فوق الحوادث منزلاً مرفوعا
في حيث تلقى أنف مجدك شامخاً / ويرى عدوُّك أنفه مجدوعا
وتبيتُ من قرع القوارع آمناً / ويبيت من يهوى رداك مروعا
أضحى أبو روح سليلك مورداً / أضحى بنو الآمال فيه شروعا
خِرقٌ له كف يكون سماحها / كرماً إذا كان السماح ولوعا
متكلِّف فوق الطباع مكارماً / سمَّينَه المتكلِّف المطبوعا
لولاه لم تلق النوال مفرَّقاً / أبداً ولا شَملَ العلا مجموعا
ما الطالبُ المخدوع طالب رفده / ووجدت طالب شأوه المخدوعا
عمر الإله بعمره في غبطة / خططاً تضيء بوجهه ورُبوعا
حتى ترى السادات أتباعاً له / وتراه مثلك سيداً متبوعا
أقسمت ما لقّيت ذلَّ مطالبٍ / كبراً ولا عز الزمان خضوعا
من كان عند المعضلات مضعَّفاً / أو كان عند المجحفات منوعا
فكم اجتديت فما وُجِدت مبخَّلاً / وكم امتُحِنتَ فما وُجدتَ جزوعا
أصبحت تحفظ كل مجد ضائعٍ / حفظاً كحفظك دينك المشروعا
وأراك نلت من الأمور أجلَّها / بدءاً وفزت بخيرها مرجوعا
ولقد أقول لسائلي عن مجدكم / غلب المصابيح الصباح سطوعا
لله سؤدد آل سهل سؤدداً / لم يمس مغموراً ولا مفروعا
قوماً تراهم يفتقون مكارماً / مرتوقة أو يرتقون صدوعا
لا يعدمون صنيعة مصنوعة / تهدي إليهم منطقاً مصنوعا
يعطون ما يعطونه وكأنما / يستودعون الأرض منه زروعا
من لم يزاول عرفهم ونكيرهم / لم يضح مشتاراً ولا ملسوعا
ولَما شهدتُ لهم بغير جليةٍ / ولما رفعتُ بقدرهم موضوعا
شفيعكِ من قلبي مكين مشفَّعُ
شفيعكِ من قلبي مكين مشفَّعُ / وحظك من ودي حريز ممنَّعُ
فلا تسأليني في هواك زيادةً / فأيسره مُرضٍ وأدناه مُقنعُ
لو انَّ ازديادي في الهوى ينقص الهوى / إذاً لخلا منه المحبُّون أجمع
كلانا ادعى أن الفضيلة في الهوى / له وكلانا صادق ليس يُدفَع
يقاسي المقاسي شجوه دون غيره / وكل بلاء عند لاقيه أوجع
وكنت ومالي في نهاريَ مؤنسٌ / ولا سكنٌ في الليل والناس هجَّعُ
أبيت رقيب الصبح حتى كأنني / أرجّي مكان الصبح وجهك يطلع
أصعِّد أنفاسي وأحدر عبرتي / بحيث يرى ذاك الإله ويسمع
ولولا مدى يوم لنفسي تفلَّتت / على إثر أنفاسي التي تتقطع
إلى الله أشكو لا إلى الناس إنما / مكان الشكايا من يضر وينفع
إن كنت صفعاناً وَلِي ضيعةً
إن كنت صفعاناً وَلِي ضيعةً / وأنت بَذْبَخْتُ ولا تُصفَعُ
فإنما تدعى إذا ضيعة / لأن من يملكها الأضيَعُ
هذا لعمري عجبٌ عاجبٌ / يا من قفاه منظر مَسمَعُ
لو صح ما قلت لكان الغنى / يضر والفقر الذي ينفع
دفعتُ من أمك في طيزها / إن كان ما قلت الذي يدفع
ويحك ما أسخاك من لابسٍ / أكل ما تلبسه تخلع
ما كل من كان له نحلةٌ / ينحلها الناس كما تصنع
يا ليت شعري لو سئلت وقد
يا ليت شعري لو سئلت وقد / أنشدت مدحي فيك من سمِعَهْ
ماذا أثبت عليه قائله / هل كنت تلقى في الجواب سِعَهْ
كلّا لأنك إن صدقت فقد / أقررت أنك أرضَعُ الرَضَعَهْ
ومتى كذبت فتلك شرهما / والإفك يجمع مأثماً وضعه
وإن استرحت إلى السكوت فما / لك فيه من لؤم الكرام دعه
أتراك توهمهم إذا سألوا / فسكت أمراً لا تُلام معه
كلّا ولكن يعلمون معاً / أن قد سلكت مسالك الخدعه
كتم اللسان عليك فاستمعت / فطنٌ لما جمجمت مستمعه
وكذا عقول ذوي العقول على / أسرار أهل الجهل مطَّلعه
قد كنت تبت من الهجاء فإن / شاء اللئام أعدتها جَذَعه
يا سامعاً بالأمس قينة خالدٍ
يا سامعاً بالأمس قينة خالدٍ / ولرب يوم في الخسار مضيَّعِ
نعم الغناء سمعت إلا أنه / نعم الشراب عليه دهن الخروع
ولي طيلسان ناحل غير أنه
ولي طيلسان ناحل غير أنه / ثَبوتٌ لهبات الرياح الزعازعِ
وما ذاك إلا أنه متهتِّكٌ / يخلّي سبيل الريح غير منازع
أراه كضوء الشمس بالعين رؤية / ويمنعني من لمسه بالأصابع
شكى ثقل اسم الطيلسان لضعفه / فسميته ساجاً فها ذاك نافعي
وقع الفراق وما يزال يروعني
وقع الفراق وما يزال يروعني / فكأن واقع شره متوقعُ
يا رُبَّ لهفانَ على صنيعَهْ
يا رُبَّ لهفانَ على صنيعَهْ / قصَّر فيها بيد مُضيعَهْ
وقد أتت سامعةً مطيعه / ثم ابتغاها صعبة منيعه
فلم يجدها المشتري مبيعه / وعظمت في فوتها الوضيعه
حتى إذا أعيت على الذريعه / عضَّ البنان عضة وجيعه
من حر ما لاقى من الفجيعه / يا ابن فراس إنها وديعه
أودعتنيها فدع الخديعه / ثم السلام وهي القطيعه
لا زلت ذا أحدوثة شنيعه / مقذوفة في أذن سميعه
تدعو إليك نقمةً سريعه /
عاصيتُ كل هوى مطاعِ
عاصيتُ كل هوى مطاعِ / وملكت قلبي بالزماعِ
ورعيتُ حقَّ مودتي / إذ لم أجدك لها بِراع
ونهيت نفسي عن هوا / ك فسمَّحَت بعد النزاع
فعلى مودتك السلا / م فإنه خير الوداع
وإذا تفرقت الفجا / ج بنا بفرقة لا اجتماع
ليس التضرع للهوى / من شيمة البطل الشجاع
فاذهب فقبلك ما سلو / تُ عن الشبيبة والرضاع

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025