المجموع : 65
للشعر حق مضاعُ
للشعر حق مضاعُ / قد أنكرته البقاعُ
يدري إذا خط شعراً / ماذا يخط اليراع
له هناك قرين / يطيعه ويطاع
الشعر ما أَنتجته / من الشعور الطباع
كأَنه حين يجري / ريح هياع لياع
لا يعذب الكذب فيه / وَلا يجوز الخداع
أَما القذاع فلا حَب / بَذا هناك القذاع
لا يحسن الشعر إلا ال / لذي له فيه باع
قد كانَ في الشعر ضيق / وَاليَوم فيه اتساع
بل إنما اليوم ذاك ال / وهد العَميق يفاع
اليوم للشعر عما / فيه الصغار اِرتفاع
تَراه ذا جرأة لا / يبين فيه الوداع
وكان قبل جباناً / من الصغير يلاع
يخاف من كل صوت / كَما يخاف القواع
وَكانَ بين فؤادي / وَالعقل فيه نزاع
وكان حرب وضرب / وَغارة ودفاع
واليوم قد زال ذاك ال / وَعَى وَذاكَ المصاع
فَقَد تسنَّى لِقَلبي / نصر وَقَلبي شجاع
قَد كانَ من قبل بيني / وبين شعري رضاع
اذا تجنبته جر / رني إليه النزاع
ولَم أبع قط شعري / فالشعر لَيسَ يباع
والشعر إن بيع يوماً / فَلَيسَ منه اِنتفاع
قد قام بي فله حَيْ / ثما أَسير اتباع
إن عشت عاش وإن ضع / تُ حل فيه الضياع
ما كانَ لِلقَوم يا لَي / لى حين قلت استماع
ولا تهذب منهم / بالشعر تلك الطباع
أضاع قومكِ شعري / أمثل شعري يضاع
الشعر ماء نمير / طوراً وطوراً قعاع
سينقم الشعر ممن / له أَهانوا وراعوا
الكيل يوفيه حتى / يتم بالصاع صاع
من ليل همك يا شع / ر قد تقضى سُواع
يا بلبل الروض غرِّد / فأنت أنت السجاع
فما تغرد إلا / يثور فيَّ النزاع
يا شعر أنت شعاع / بدا ونعم الشعاع
لَقَد أَراد لك الوض / عَ معشر لم يراعوا
وَما مكانك فيهم / يا شعر إلا اليفاع
يا شعر إنك عند ال / دفاع ذاكَ الشجاع
اشحذ سلاحك للذو / دِ فالحَياة وقاع
قل الحقيقة لا يأ / خذنْك فيها الهلاع
وادع القوافيَ يقرب / نَ منك وهي سراع
تَبغي رحيلاً عن القو / م وهو لا يستطاع
تنوي زماعاً وَلكن / أيان ذاك الزماع
اهجر بلاداً بها الشا / عر المجيد مضاع
النذل يشبع فيها / والحر فيها يجاع
إذا ترحلت عنها / فبالسلام تشاع
ما الشعر إلا متاع / يغني ونعم المتاع
الشعر سر دفين / ولي عليه اطلاع
كم كانَ لي فيه دون ال / مقلدين اختراع
والشعر فيه هبوط / والشعر فيه طلاع
ومنه تقليد من قد / مضى ومنه اقتراع
وأحسن الشعر وصف / للصدق فيه شياع
أو فكرة هي في ذا / تها خيال وساع
أو أنة من فؤاد / ببين ليلى يراع
أو عبرة ذرفتها / عينٌ شجاها الوداع
أَو سلوة في تأتّي / ها للهموم انقشاع
أَو دعوة كان فيها / عَلى الحقوق اجتماع
أَو نخوة كان فيها / للقاعدين اندفاع
أَو زجرة كان فيها / للظالمين ارتداع
أَو صيحة كانَ فيها / للناكثين انصداع
أَو ثورة كان فيها / للقاهرين اقتلاع
أَو حكمة كان فيها / للسامعين انتفاع
أَو رقصة طابَ منها / للمنصتين السماع
فيها الحَقيقة تجلى / عريانة وتذاع
كَغادَة ما عَلى وج / هها الجَميل قناع
قَضى اللَه أَن تَشقى بلاد بربها
قَضى اللَه أَن تَشقى بلاد بربها / فيكرم ذو نقص وينكى سميذعُ
قضى أَن يعيش الحر فيها مهدداً / مهاناً وهل مِمّا قضى اللَه مفزع
بلاد بها قد ضاع من كان فاضلاً / وَللملك من أَهل الفضيلة أَضيع
إلى أي وقتٍ نعبد الظلم خشية / فنسجد للقوم البغاة ونركع
حملنا الأذى حتى حنى من ظهورنا / وَلَم يَبقَ في قوس التحمل منزع
تيقظت الأقوام من غفلة لها / ونحن بحال لم نزل فيه نهجع
كَم اِرتَفَعَت من أمة بعد أُمة / بتعميمها للعلم والعلم يرفع
ولكننا من دون كل جماعة / من الناس كالأَنعام في الجهل نرتع
رعى اللَه شعباً أَهملته رعاتُه / وملكاً كبيراً ركنه متزعزع
تقطع منه كل يوم مدينة / وَما الكف إلا أصبع ثم أصبع
وَللموت خير من حياة مهانة / يَرى الحر وجه السوء فيها ويسمع
يهددني بالموت قوم وإنه / لدون الَّذي من عسفهم أَتَجرَّع
أَلَستم إذا متنا تموتون مثلنا / إذن قَد تَساوى آمنٌ ومروع
على أَن موت المرء وهو منعم / أَشد عليه منه وهو مفجع
إن النساء رَبيعُ
إن النساء رَبيعُ / لنا ونعم الرَبيعُ
وإنهن رياحي / نٌ زاهرات تضوع
وإنهن إذا أظ / لمت ليال شموع
وإنهن ابتساما / ت تارة ودموع
تشتاقهن قلوب / لنا حوتها الضلوع
ترف روحي عليهن / نَ وَالغَرام نزوع
وَالقَلب منيَ كأس / للبين فيها صدوع
لي بعد نأي إليهن / نَ أوبة ورجوع
إذا أمرن فإني / لهن ذاك المطيع
وإن دعون فإني / عبد لهن سميع
أذب في كل يوم / عنهن لو أستَطيع
وإن غوين على الفر / ض فالجمال شَفيع
إن الرجال جذوع / إن النساء فروع
حديثهن لَطيف / وَحسنهن بديع
يا حبذا نظرات / من الحسان تروع
أَيحسب المَرء جهلاً / أن النساء فقوع
أو أنه هو راع / وأنهن قطيع
بل إنما العمر في غي / رِ قربهن يضيع
ما زوجة المرء إلا / حصن العفاف المنيع
وإن شمل فتاها / بها هناك جميع
وجه طليق وعين / يقظى وقلب ولوع
كأنها حين تشدو / نجم جلاه الطلوع
ما أَجمل الزوج يرنو / على يديها رضيع
سعادة المرء زوج / يطيعها وتطيع
حييت من زائر قد جاء مندفعا
حييت من زائر قد جاء مندفعا / يسير منخفضاً طوراً ومرتفعا
مؤملاً أن يرى بالعين ما سمعا /
لَقَد تجرد من أوراقه الشجرُ / في الغيط فاليوم لا ظل ولا ثمرُ
حييت من كاتب أثرى به الأدبُ / عليك في الشرق تبني فخرها العربُ
قد جئت بغداد إذ بغداد تضطربُ /
نزلت بالروض والأزهار ذاوية / هناك والروض لا غضّ ولا نضرُ
حييت من شاعر للحق مكتنهِ / لشعره الشرق ألقى سمع منتبهِ
أتى فرحب أهل الرافدين به /
بكيت والشعر حتى فاضَ دمعكما / فَيا لَها عبرات كلها عبرُ
الشعر أنت وأنت الشعر فيه هدى / بل شعرك الزهر في روق الرَبيع بدا
فطلُّهُ عند غيدان الصباح ندى /
شعر هو السحر منثوراً بدائعه / كأَنَّما هي في أسلاكها دررُ
شعر قد ازدانَت الأمصار قاطبة / به وقد بدت الآراء صائبة
فيه وأَصبحت الأمثال ذاهبة /
كالماء يجري من الأطواد منحدراً / فينفذ النور فيه ثم ينكسرُ
الشعر سيف وأَنتَ اليوم تصقله / الشعر بند وأَنت اليوم تحمله
الشعر روض وأَنت اليوم بلبله /
وأَنت ريحانه المهدي لنا أرجاً / جو العراقين من أرواحه عَطِرُ
يرحب الشعب بابن الذادة العربِ / بابن الدواوين والأقلام والكتبِ
بالعبقرية بالإبداع في الأدبِ /
الشعر أَصبح بالأستاذ مغتبطاً / وَبالحضور من الأستاذ يفتخرُ
أما العراق فإنا آملون لهُ / تقدماً قد أَرانا اللَه أَوَّلهُ
مكللاً بالسنى والشعر كلله /
وَالشعر يَرجو لَه مستقبلاً نضراً / وَأَول الغيث قطر ثم ينهمرُ
كابدتُ فيه كُلوحَ الليل والغسقا / حتى رأَيتُ ضياء للدجى خرقا
يَلوح في الأفق الشرقي مؤتلقا /
إن لم يكن ما أَراه في دجنته / سحراً فظنيَ فيه أنه السحَرُ
قابلتُ لَيلى فَلَم تمدد إليّ يدا / يا وَيلتا إن أتعابي ذهبن سدى
لا كنتُ من شاعر لما أَهين شدا /
أَزور لَيلى إليها الوجد يدفعني / وإن حظيَ من لَيلى هو النظر
بانت عشياً وما للبين من سببِ / فَساء من بعد ذاك البين منقلبي
يا لَيتَني كنت أَطوي الأرض في الطلب /
إذا اِجتمعت وَلَيلى عند رجعتها / فَقَد تعاتبني لَيلى وأعتذر
لما رأى الشمس تخفى صاحبي نشجا / يا صاحبي إن بعد الشدة الفرجا
ما زالَ لي في انعكاسات الشعاع رجا /
إن غابَت الشمس أبقت خلفها شفقاً / فيه لمن هي غابت عنه مدَّكر
إن الأمانيّ حاجات لصاحبها / يَلهو بصادقها طوراً وكاذبها
وَهَل خلت قط نفس من مآربها /
ما إن قضى وطراً في نفسه أَحدٌ / إلا تجدد فيها مثله وطر
قد كنت أَقدر أَن أَسعى على قدمي / وأن أغير سير الشعب بالقلمِ
حتى إذا نالَت الأيام من هممي /
عجزت عما عليه كنت مقتدراً / والمرء يعجز أَحياناً وَيقتدرُ
وَكنت حيناً عن الأحداث مبتعدا / كموسرٍ راح في لذّاته وغدا
لكنما الدهر لا يؤتي المُنى أَحدا /
جرت حوادث مثل السيل جارفة / ودَّ الفَتى أنه في جنبها حجر
وكنت جلداً على الأيام مقتدرا / أغالب الدهر والأحداث والقدرا
وَاليوم إذ بتّ أَشكو السمع والبصرا /
عِندي بَقايا قوى ألقى الخطوب بها / وإنما هي أَجناد ستندحر
حاولت مجتهداً أن ينهض العربُ / وأن يقوم بأعباء الهدى الأدبُ
طلبت أَمراً ولما ينجح الطلبُ /
ماذا يريدون مني أَن أَقوم به / من بعد ما بان فيّ الوهن والكبرُ
من كان حراً إلى المجد الأثيل صبا / وَالحر إن سيم خسفاً في الحياة أَبى
تباً لمن ناله ضيم وما غضبا /
البعض يَرجو سلاماً من ضراعته / وَالنفع إِن جاءَ من ذل هو الضرر
أَقول للغرب وهو اليوم ذو قدرِ / يُلقي على الشرق كف القاهر البطرِ
كفاك ما أَنت تأَتيه من الضرر /
للشرق أرهقت لا تخشى حزازته / يا غرب إنك مغرور به أشَرُ
يا أَيُّها الغرب إن الشرق مضطرب / يا أَيُّها الغرب إِنَّ الشرق مغتصب
خفف من الوطء فالأيّام تنقلب /
الشرق يشبه بركاناً به حممٌ / أَخاف من أَنه يا غرب ينفجر
ما جاز أن يهضم الإنسان أخوته / وأن يجرب في الإذلال قدرته
فالعدل إن يحسن الإنسان سلطته /
كن في سلوكك يا إنسان معتدلا / إلى متى أَنت للإِنسان تحتقرُ
يا سرحة الماء أَنت اليوم وافرة / وأنت ناعمة خضراء ناضرة
لا تأمني الدهر فالأيام قاهرة /
يا سرحة الماء إن جاء الخَريف غداً / فإنما هذه الأوراق تنتثرُ
قَد اِختَلَفوا ما بينهم في المنافعِ
قَد اِختَلَفوا ما بينهم في المنافعِ / كَما اِختَلَفوا في لونهم وَالطبائعِ
وَفي الناس مخدوع لآخر خادعِ /
وَرب جهول لام غير مليم / وَذم من الأخلاق غير ذميم
وَنازع من قد كان غير منازع /
وَصاحب سوء قلبه مضمر غلّا / أضرّ بمن قد كانَ ينفعه قبلا
وَقاطع من قد كانَ غير مقاطع /
وَمجتمع فيه السباب عتابُ / وإن عتاب الجاهلين سبابُ
فَما أَنا إن أبعدت عنه بجازع /
أرى الخزي كل الخزي في بلد الجهل / وأسمع سباً ليس يسمعه مثلي
أَأُغمض عيني أَم أسد مسامعي /
سأرحَل عن بغداد بعد قَليل / وإن عز في وهني عليَّ رحيلي
سأَرحل عنها مبعداً غير راجع /
عسى أن تضيء الشمس بعد دلوكها / وأن تطمئن النفس بعد شكوكها
كَما يطمئن البحر بعد الزوابع /
النفس فيَّ الكهرباء بها أَعى
النفس فيَّ الكهرباء بها أَعى / فاذا رديت فإنها تردى معي
لَيسَ الحَياة سوى جماد ثائر / وإلى سواه ما لها من مرجع
الشمس أجمل شيء
الشمس أجمل شيء / رأَيته في الطَبيعه
تَسعى وما غير دفع / من الأثير ذريعه
والأرض للشمس في سع / يها الحَثيث تبيعه
وَما المَجرَّة إلا / من الوجود وشيعه
فيها الكواكب تبدو / على شكولٍ بديعه
وَما الكواكب فيها / إلا شموس رفيعه
تَعنو لشرعة دفع / أحكم بها من شريعه
تلكم عوالم يجري / نَ في سماء وسيعه
تجري إلى حيث تزجى / بالدَفع وهي مطيعه
وإنها حين تجري / بطيئة وَسَريعه
وقد تصادم شمس / أُخرى فَيا للفَجيعه
إليك إِلَهي في بكاءٍ أجيده
إليك إِلَهي في بكاءٍ أجيده / قصيداً إِذا ما نابَني الخطب أَضرعُ
إليك بداجي الليل في البحر إن طغى / إليك إذا ما ريع قلبيَ أَفزع
عبدتك ما أدري ولا أَحد درى / أَسرُّك أَم صدر الطَبيعة أَوسع
قرأت اسمك المحمود في الليل والضحى / إذ الشمس تستَخفي إذ الشمس تطلع
فأَيقنت أن الكون باللَه قائم / وآمنت أَنَّ اللَه للكون مبدع
وأنك معنى والخَليقة لفظه / وأنك حسن والطَبيعة برقع
أَيذكرك الإنسان في العسر جائعاً / وَيَنساك عند اليسر إذ هو يشبع
تعاليت أنت اللَه مقتدراً فما / يضرك نسيان ولا الذكر ينفع
لا تَسَل عن دموعنا
لا تَسَل عن دموعنا / يَومَ جاءَت تودعُ
يوم أَشكو الجوى فتص / غي وَتَشكو فأَسمعُ
حدثتني عن الفرا
حدثتني عن الفرا / ق وَما فيه من أذى
حبذا ذلك الحَدي / ث لو امتدَّ حبذا
ارحميني فإنني
ارحميني فإنني / لانتحار محاولُ
إنني بعد ساعة / لَقَتيلٌ وَقاتلُ
انتحر واترك الحَيا
انتحر واترك الحَيا / ة لِقوم تنعموا
إن يجز أن يعيش نا / سٌ فَما أنت منهمُ
دفعوها إلى مشا
دفعوها إلى مشا / نق فيها منونُها
تنظر الموت فوقها / شاخصاتٌ عيونُها
أَنا للشعر في العرا
أَنا للشعر في العرا / ق أَديب مجدِّدُ
أَنا في جنب دجلة / عَندَليب يغرّدُ
إنما الشعر سيد
إنما الشعر سيد / لَيسَ يغضي على القذا
حبذا ذلك الإبا / ء من الشعر حبذا
أَنتَ يا شعر خالد
أَنتَ يا شعر خالد / أَنا يا شعر هالك
أَنتَ يا شعر كل ما / أَنا في الكون مالك
قد مدحت الَّذين لَم
قد مدحت الَّذين لَم / يستحقوا مدائحي
احسبوها على ضرو / رتها من قبائحي
لَيسَ للكون أولٌ
لَيسَ للكون أولٌ / لَيسَ للكون آخرُ
خدعتنا عن البوا / طن منه الظواهر
كل ما في حياتنا
كل ما في حياتنا / هو كالظل زائل
قلت بالحق فلنقم / وإذا الحق باطل
قيل إن الوجود شي
قيل إن الوجود شي / ءٌ على الوهم مبتنى
فمن الواهم الَّذي / قالَ في نفسه أَنا