القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 65
للشعر حق مضاعُ
للشعر حق مضاعُ / قد أنكرته البقاعُ
يدري إذا خط شعراً / ماذا يخط اليراع
له هناك قرين / يطيعه ويطاع
الشعر ما أَنتجته / من الشعور الطباع
كأَنه حين يجري / ريح هياع لياع
لا يعذب الكذب فيه / وَلا يجوز الخداع
أَما القذاع فلا حَب / بَذا هناك القذاع
لا يحسن الشعر إلا ال / لذي له فيه باع
قد كانَ في الشعر ضيق / وَاليَوم فيه اتساع
بل إنما اليوم ذاك ال / وهد العَميق يفاع
اليوم للشعر عما / فيه الصغار اِرتفاع
تَراه ذا جرأة لا / يبين فيه الوداع
وكان قبل جباناً / من الصغير يلاع
يخاف من كل صوت / كَما يخاف القواع
وَكانَ بين فؤادي / وَالعقل فيه نزاع
وكان حرب وضرب / وَغارة ودفاع
واليوم قد زال ذاك ال / وَعَى وَذاكَ المصاع
فَقَد تسنَّى لِقَلبي / نصر وَقَلبي شجاع
قَد كانَ من قبل بيني / وبين شعري رضاع
اذا تجنبته جر / رني إليه النزاع
ولَم أبع قط شعري / فالشعر لَيسَ يباع
والشعر إن بيع يوماً / فَلَيسَ منه اِنتفاع
قد قام بي فله حَيْ / ثما أَسير اتباع
إن عشت عاش وإن ضع / تُ حل فيه الضياع
ما كانَ لِلقَوم يا لَي / لى حين قلت استماع
ولا تهذب منهم / بالشعر تلك الطباع
أضاع قومكِ شعري / أمثل شعري يضاع
الشعر ماء نمير / طوراً وطوراً قعاع
سينقم الشعر ممن / له أَهانوا وراعوا
الكيل يوفيه حتى / يتم بالصاع صاع
من ليل همك يا شع / ر قد تقضى سُواع
يا بلبل الروض غرِّد / فأنت أنت السجاع
فما تغرد إلا / يثور فيَّ النزاع
يا شعر أنت شعاع / بدا ونعم الشعاع
لَقَد أَراد لك الوض / عَ معشر لم يراعوا
وَما مكانك فيهم / يا شعر إلا اليفاع
يا شعر إنك عند ال / دفاع ذاكَ الشجاع
اشحذ سلاحك للذو / دِ فالحَياة وقاع
قل الحقيقة لا يأ / خذنْك فيها الهلاع
وادع القوافيَ يقرب / نَ منك وهي سراع
تَبغي رحيلاً عن القو / م وهو لا يستطاع
تنوي زماعاً وَلكن / أيان ذاك الزماع
اهجر بلاداً بها الشا / عر المجيد مضاع
النذل يشبع فيها / والحر فيها يجاع
إذا ترحلت عنها / فبالسلام تشاع
ما الشعر إلا متاع / يغني ونعم المتاع
الشعر سر دفين / ولي عليه اطلاع
كم كانَ لي فيه دون ال / مقلدين اختراع
والشعر فيه هبوط / والشعر فيه طلاع
ومنه تقليد من قد / مضى ومنه اقتراع
وأحسن الشعر وصف / للصدق فيه شياع
أو فكرة هي في ذا / تها خيال وساع
أو أنة من فؤاد / ببين ليلى يراع
أو عبرة ذرفتها / عينٌ شجاها الوداع
أَو سلوة في تأتّي / ها للهموم انقشاع
أَو دعوة كان فيها / عَلى الحقوق اجتماع
أَو نخوة كان فيها / للقاعدين اندفاع
أَو زجرة كان فيها / للظالمين ارتداع
أَو صيحة كانَ فيها / للناكثين انصداع
أَو ثورة كان فيها / للقاهرين اقتلاع
أَو حكمة كان فيها / للسامعين انتفاع
أَو رقصة طابَ منها / للمنصتين السماع
فيها الحَقيقة تجلى / عريانة وتذاع
كَغادَة ما عَلى وج / هها الجَميل قناع
قَضى اللَه أَن تَشقى بلاد بربها
قَضى اللَه أَن تَشقى بلاد بربها / فيكرم ذو نقص وينكى سميذعُ
قضى أَن يعيش الحر فيها مهدداً / مهاناً وهل مِمّا قضى اللَه مفزع
بلاد بها قد ضاع من كان فاضلاً / وَللملك من أَهل الفضيلة أَضيع
إلى أي وقتٍ نعبد الظلم خشية / فنسجد للقوم البغاة ونركع
حملنا الأذى حتى حنى من ظهورنا / وَلَم يَبقَ في قوس التحمل منزع
تيقظت الأقوام من غفلة لها / ونحن بحال لم نزل فيه نهجع
كَم اِرتَفَعَت من أمة بعد أُمة / بتعميمها للعلم والعلم يرفع
ولكننا من دون كل جماعة / من الناس كالأَنعام في الجهل نرتع
رعى اللَه شعباً أَهملته رعاتُه / وملكاً كبيراً ركنه متزعزع
تقطع منه كل يوم مدينة / وَما الكف إلا أصبع ثم أصبع
وَللموت خير من حياة مهانة / يَرى الحر وجه السوء فيها ويسمع
يهددني بالموت قوم وإنه / لدون الَّذي من عسفهم أَتَجرَّع
أَلَستم إذا متنا تموتون مثلنا / إذن قَد تَساوى آمنٌ ومروع
على أَن موت المرء وهو منعم / أَشد عليه منه وهو مفجع
إن النساء رَبيعُ
إن النساء رَبيعُ / لنا ونعم الرَبيعُ
وإنهن رياحي / نٌ زاهرات تضوع
وإنهن إذا أظ / لمت ليال شموع
وإنهن ابتساما / ت تارة ودموع
تشتاقهن قلوب / لنا حوتها الضلوع
ترف روحي عليهن / نَ وَالغَرام نزوع
وَالقَلب منيَ كأس / للبين فيها صدوع
لي بعد نأي إليهن / نَ أوبة ورجوع
إذا أمرن فإني / لهن ذاك المطيع
وإن دعون فإني / عبد لهن سميع
أذب في كل يوم / عنهن لو أستَطيع
وإن غوين على الفر / ض فالجمال شَفيع
إن الرجال جذوع / إن النساء فروع
حديثهن لَطيف / وَحسنهن بديع
يا حبذا نظرات / من الحسان تروع
أَيحسب المَرء جهلاً / أن النساء فقوع
أو أنه هو راع / وأنهن قطيع
بل إنما العمر في غي / رِ قربهن يضيع
ما زوجة المرء إلا / حصن العفاف المنيع
وإن شمل فتاها / بها هناك جميع
وجه طليق وعين / يقظى وقلب ولوع
كأنها حين تشدو / نجم جلاه الطلوع
ما أَجمل الزوج يرنو / على يديها رضيع
سعادة المرء زوج / يطيعها وتطيع
حييت من زائر قد جاء مندفعا
حييت من زائر قد جاء مندفعا / يسير منخفضاً طوراً ومرتفعا
مؤملاً أن يرى بالعين ما سمعا /
لَقَد تجرد من أوراقه الشجرُ / في الغيط فاليوم لا ظل ولا ثمرُ
حييت من كاتب أثرى به الأدبُ / عليك في الشرق تبني فخرها العربُ
قد جئت بغداد إذ بغداد تضطربُ /
نزلت بالروض والأزهار ذاوية / هناك والروض لا غضّ ولا نضرُ
حييت من شاعر للحق مكتنهِ / لشعره الشرق ألقى سمع منتبهِ
أتى فرحب أهل الرافدين به /
بكيت والشعر حتى فاضَ دمعكما / فَيا لَها عبرات كلها عبرُ
الشعر أنت وأنت الشعر فيه هدى / بل شعرك الزهر في روق الرَبيع بدا
فطلُّهُ عند غيدان الصباح ندى /
شعر هو السحر منثوراً بدائعه / كأَنَّما هي في أسلاكها دررُ
شعر قد ازدانَت الأمصار قاطبة / به وقد بدت الآراء صائبة
فيه وأَصبحت الأمثال ذاهبة /
كالماء يجري من الأطواد منحدراً / فينفذ النور فيه ثم ينكسرُ
الشعر سيف وأَنتَ اليوم تصقله / الشعر بند وأَنت اليوم تحمله
الشعر روض وأَنت اليوم بلبله /
وأَنت ريحانه المهدي لنا أرجاً / جو العراقين من أرواحه عَطِرُ
يرحب الشعب بابن الذادة العربِ / بابن الدواوين والأقلام والكتبِ
بالعبقرية بالإبداع في الأدبِ /
الشعر أَصبح بالأستاذ مغتبطاً / وَبالحضور من الأستاذ يفتخرُ
أما العراق فإنا آملون لهُ / تقدماً قد أَرانا اللَه أَوَّلهُ
مكللاً بالسنى والشعر كلله /
وَالشعر يَرجو لَه مستقبلاً نضراً / وَأَول الغيث قطر ثم ينهمرُ
كابدتُ فيه كُلوحَ الليل والغسقا / حتى رأَيتُ ضياء للدجى خرقا
يَلوح في الأفق الشرقي مؤتلقا /
إن لم يكن ما أَراه في دجنته / سحراً فظنيَ فيه أنه السحَرُ
قابلتُ لَيلى فَلَم تمدد إليّ يدا / يا وَيلتا إن أتعابي ذهبن سدى
لا كنتُ من شاعر لما أَهين شدا /
أَزور لَيلى إليها الوجد يدفعني / وإن حظيَ من لَيلى هو النظر
بانت عشياً وما للبين من سببِ / فَساء من بعد ذاك البين منقلبي
يا لَيتَني كنت أَطوي الأرض في الطلب /
إذا اِجتمعت وَلَيلى عند رجعتها / فَقَد تعاتبني لَيلى وأعتذر
لما رأى الشمس تخفى صاحبي نشجا / يا صاحبي إن بعد الشدة الفرجا
ما زالَ لي في انعكاسات الشعاع رجا /
إن غابَت الشمس أبقت خلفها شفقاً / فيه لمن هي غابت عنه مدَّكر
إن الأمانيّ حاجات لصاحبها / يَلهو بصادقها طوراً وكاذبها
وَهَل خلت قط نفس من مآربها /
ما إن قضى وطراً في نفسه أَحدٌ / إلا تجدد فيها مثله وطر
قد كنت أَقدر أَن أَسعى على قدمي / وأن أغير سير الشعب بالقلمِ
حتى إذا نالَت الأيام من هممي /
عجزت عما عليه كنت مقتدراً / والمرء يعجز أَحياناً وَيقتدرُ
وَكنت حيناً عن الأحداث مبتعدا / كموسرٍ راح في لذّاته وغدا
لكنما الدهر لا يؤتي المُنى أَحدا /
جرت حوادث مثل السيل جارفة / ودَّ الفَتى أنه في جنبها حجر
وكنت جلداً على الأيام مقتدرا / أغالب الدهر والأحداث والقدرا
وَاليوم إذ بتّ أَشكو السمع والبصرا /
عِندي بَقايا قوى ألقى الخطوب بها / وإنما هي أَجناد ستندحر
حاولت مجتهداً أن ينهض العربُ / وأن يقوم بأعباء الهدى الأدبُ
طلبت أَمراً ولما ينجح الطلبُ /
ماذا يريدون مني أَن أَقوم به / من بعد ما بان فيّ الوهن والكبرُ
من كان حراً إلى المجد الأثيل صبا / وَالحر إن سيم خسفاً في الحياة أَبى
تباً لمن ناله ضيم وما غضبا /
البعض يَرجو سلاماً من ضراعته / وَالنفع إِن جاءَ من ذل هو الضرر
أَقول للغرب وهو اليوم ذو قدرِ / يُلقي على الشرق كف القاهر البطرِ
كفاك ما أَنت تأَتيه من الضرر /
للشرق أرهقت لا تخشى حزازته / يا غرب إنك مغرور به أشَرُ
يا أَيُّها الغرب إن الشرق مضطرب / يا أَيُّها الغرب إِنَّ الشرق مغتصب
خفف من الوطء فالأيّام تنقلب /
الشرق يشبه بركاناً به حممٌ / أَخاف من أَنه يا غرب ينفجر
ما جاز أن يهضم الإنسان أخوته / وأن يجرب في الإذلال قدرته
فالعدل إن يحسن الإنسان سلطته /
كن في سلوكك يا إنسان معتدلا / إلى متى أَنت للإِنسان تحتقرُ
يا سرحة الماء أَنت اليوم وافرة / وأنت ناعمة خضراء ناضرة
لا تأمني الدهر فالأيام قاهرة /
يا سرحة الماء إن جاء الخَريف غداً / فإنما هذه الأوراق تنتثرُ
قَد اِختَلَفوا ما بينهم في المنافعِ
قَد اِختَلَفوا ما بينهم في المنافعِ / كَما اِختَلَفوا في لونهم وَالطبائعِ
وَفي الناس مخدوع لآخر خادعِ /
وَرب جهول لام غير مليم / وَذم من الأخلاق غير ذميم
وَنازع من قد كان غير منازع /
وَصاحب سوء قلبه مضمر غلّا / أضرّ بمن قد كانَ ينفعه قبلا
وَقاطع من قد كانَ غير مقاطع /
وَمجتمع فيه السباب عتابُ / وإن عتاب الجاهلين سبابُ
فَما أَنا إن أبعدت عنه بجازع /
أرى الخزي كل الخزي في بلد الجهل / وأسمع سباً ليس يسمعه مثلي
أَأُغمض عيني أَم أسد مسامعي /
سأرحَل عن بغداد بعد قَليل / وإن عز في وهني عليَّ رحيلي
سأَرحل عنها مبعداً غير راجع /
عسى أن تضيء الشمس بعد دلوكها / وأن تطمئن النفس بعد شكوكها
كَما يطمئن البحر بعد الزوابع /
النفس فيَّ الكهرباء بها أَعى
النفس فيَّ الكهرباء بها أَعى / فاذا رديت فإنها تردى معي
لَيسَ الحَياة سوى جماد ثائر / وإلى سواه ما لها من مرجع
الشمس أجمل شيء
الشمس أجمل شيء / رأَيته في الطَبيعه
تَسعى وما غير دفع / من الأثير ذريعه
والأرض للشمس في سع / يها الحَثيث تبيعه
وَما المَجرَّة إلا / من الوجود وشيعه
فيها الكواكب تبدو / على شكولٍ بديعه
وَما الكواكب فيها / إلا شموس رفيعه
تَعنو لشرعة دفع / أحكم بها من شريعه
تلكم عوالم يجري / نَ في سماء وسيعه
تجري إلى حيث تزجى / بالدَفع وهي مطيعه
وإنها حين تجري / بطيئة وَسَريعه
وقد تصادم شمس / أُخرى فَيا للفَجيعه
إليك إِلَهي في بكاءٍ أجيده
إليك إِلَهي في بكاءٍ أجيده / قصيداً إِذا ما نابَني الخطب أَضرعُ
إليك بداجي الليل في البحر إن طغى / إليك إذا ما ريع قلبيَ أَفزع
عبدتك ما أدري ولا أَحد درى / أَسرُّك أَم صدر الطَبيعة أَوسع
قرأت اسمك المحمود في الليل والضحى / إذ الشمس تستَخفي إذ الشمس تطلع
فأَيقنت أن الكون باللَه قائم / وآمنت أَنَّ اللَه للكون مبدع
وأنك معنى والخَليقة لفظه / وأنك حسن والطَبيعة برقع
أَيذكرك الإنسان في العسر جائعاً / وَيَنساك عند اليسر إذ هو يشبع
تعاليت أنت اللَه مقتدراً فما / يضرك نسيان ولا الذكر ينفع
لا تَسَل عن دموعنا
لا تَسَل عن دموعنا / يَومَ جاءَت تودعُ
يوم أَشكو الجوى فتص / غي وَتَشكو فأَسمعُ
حدثتني عن الفرا
حدثتني عن الفرا / ق وَما فيه من أذى
حبذا ذلك الحَدي / ث لو امتدَّ حبذا
ارحميني فإنني
ارحميني فإنني / لانتحار محاولُ
إنني بعد ساعة / لَقَتيلٌ وَقاتلُ
انتحر واترك الحَيا
انتحر واترك الحَيا / ة لِقوم تنعموا
إن يجز أن يعيش نا / سٌ فَما أنت منهمُ
دفعوها إلى مشا
دفعوها إلى مشا / نق فيها منونُها
تنظر الموت فوقها / شاخصاتٌ عيونُها
أَنا للشعر في العرا
أَنا للشعر في العرا / ق أَديب مجدِّدُ
أَنا في جنب دجلة / عَندَليب يغرّدُ
إنما الشعر سيد
إنما الشعر سيد / لَيسَ يغضي على القذا
حبذا ذلك الإبا / ء من الشعر حبذا
أَنتَ يا شعر خالد
أَنتَ يا شعر خالد / أَنا يا شعر هالك
أَنتَ يا شعر كل ما / أَنا في الكون مالك
قد مدحت الَّذين لَم
قد مدحت الَّذين لَم / يستحقوا مدائحي
احسبوها على ضرو / رتها من قبائحي
لَيسَ للكون أولٌ
لَيسَ للكون أولٌ / لَيسَ للكون آخرُ
خدعتنا عن البوا / طن منه الظواهر
كل ما في حياتنا
كل ما في حياتنا / هو كالظل زائل
قلت بالحق فلنقم / وإذا الحق باطل
قيل إن الوجود شي
قيل إن الوجود شي / ءٌ على الوهم مبتنى
فمن الواهم الَّذي / قالَ في نفسه أَنا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025