القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 25
يا ناعس الطرف نومي كيف تمنعه
يا ناعس الطرف نومي كيف تمنعه / جفني تمنى الكرى بالطيف يجمعه
بينى وبينك سر لست مؤتمنا / عليه غير خيال منك أُطعمه
له حِفاظ ورأى في مواصلتي / وأنت بالهجر يا غدّار تولعه
ما ضر لو زار أجفاني ولي رمق / عساى بالرمق الباقي أشيعه
إن أنت لم تتعطف قلت لي رشا / يغار من طيفه السارى فيمنعه
يشكو إليك ويشكو منك منتحب / جرى دما من مغاني السعد مدمعه
إن جنَّه الليل أدمت خدّه يده / وأنهدّ من سورة الأشجان مضجعه
أبكي الصِباء رخيًّا من أعنته / جرى بنا لمدى اللذات يقطعه
صحا الفؤاد على آثار كبوته / إلا أمانيّ لا تنفك تخدعه
إذا تمثلته في اللب طار له / ورفرف القلب حتى خِفت يتبعه
أقول للنفس عنه لا أغالطها / مضى به زمن هيهات يرجعه
إذا صِبا المرء ولى غير مرتجع / فما له بالتصابي لا يودعه
أجَد للهو أثوابا وأخلقها / وموضع المجد من بُردَىَّ موضعه
طلبته يافعا حتى ظفِرت به / والمجد يجمل في الفتيان موقعه
في الغرب مغتربا والشرق ملتفت / مشنَّف بحفيظ الدر مسمعه
كن كيف شئت وخذ للعلم حفلته / فما وجدت كعلم المرء ينفعه
والشعر بالعلم والعرفان مقترنا / كالتبر زدت له ماسا ترصعه
فإن جمعت إلى حظيهما خلقا / فذلك الحظ إن فكرت أجمعه
ردّت الروح على المضنى معك
ردّت الروح على المضنى معك / أحسن الأيام يوم أرجعك
تَبعا كانت ورقَّا في النوى / وقليل للهوى ما أتبعك
إن يكن إثرك لم يهلك أسى / هو ملاك إليه أستشفعك
مر من بعدك ما روّعني / أتُرى يا حلو بُعدى روّعك
قمت بالبين وما جرعني / وحملت الشَّطر مما جرعك
كم شكوت البث يا ليل إلى / مطلع البدر عسى أن يُطلِعك
وبعثت الشوق في ريح الصَّبا / فشكا الحرقة مما أستودعك
لم تسل ما ليله ما ويله / وسألتُ الريح ماذا ضعضعك
مبدعا في الكيد والدل معا / لست أشكوك إلى من أبدعك
يا نعيمي وعذابي في الهوى / بعذولي في الهوى ما جَمَّعضك
بين عينيك وقلبي رحمة / نقلت عيناك لى ما أسمعك
أنت روحي ظلم الواشي الذي / زعم القلب سلا أو ضيّعك
موقعي عند لا أعلمه / آه لو يعلم عندي موقعك
نحن بانٌ ونسيم في الهوى / بك أغراني الذي بي أولعك
نحن في الحب الحميا والحيا / قد سقانيها الذي بي شعشعك
أرجفوا أنك شاك موجع / ليت بي فوق الضنى ما أوجعك
لو ترى كيف أستهلت أدمعي / لا رأت أمك يوما أدمعك
نامت الأعين إلا مقلة / تسكب الدمع وترعى مضجعك
وتحنت وتمنت أضلعي / لوفدت مما تلاقى أضلعك
بِيَ من جرحك ألف مثله / لا خلعُت السقم حتى يدعك
احتكم في الروح والمال وخذ / نور عينيَّ عسى أن ينفعك
دع ما يضرك والتمس ما ينفع
دع ما يضرك والتمس ما ينفع / واختر لنفسك ما يزين ويرفع
واسمع لقول العقل لا قول الهوى / إن الهوى لضلالة لا تتبع
واجعل شبابك من هواك بمأمن / إن الشباب هو العنان الأطوع
واعلم فقِدما للمالك فتِّحت / بالعلم أبواب السعادة أجمع
إن الشعوب إذا أرادوا نهضة / بذرائع العلم الصحيح تذرّعوا
وانظر بعين في الأمور جلية / لا تُثبت الأشياء عين تدمع
مما أَحب به الرجال بلادهم / أن يحسن الإنسان فيما يصنع
واحفظ على مصر السكينة إنها / روض بأفياء السكينة ممرع
وصن اليدين عن الدماء فإنها / في البغى أوخم ما يكون المرتع
الختل من خلق الذئاب وشهوة / في الرأس يركبها الجبان فيشجع
برىء العباد من الشرائع كلها / إن كان قتل النفس مما يرفع
لا تذكرنّ الحرب أو أهوالها / إلا بقلب خاشع يتوجع
واذرف على القلب الدموع فكلكم / في آدم أهل وآدم يجمع
للخلق صبيان كما لك صبية / ولهم لباس فارقوه ومضجع
واخرج من الحرب العوان بِعبِرة / إن العظات من الحوادث أوقع
إسمع حديث جُناتها وصلاتها / هل كان فيها للديانة موضع
المال باعثها الأثيم ولم تزل / تُردى المطامع ناسهن وتصرع
لما رمت دول المسيح بهولها / مشت اثنتان لها وهبت أربع
يتقاذفون وللكنائس هِزة / ويسوع ينظرو الزكية تسمع
والله يغضب والعناصر تبتلىِ / والسيف يضحك في الدماء ويلمع
نزل البلاء وحل طوفان دم / بالمسلمين سماؤه لا تقلع
كانوا بظل السلم لا بهلالهم / شر يراد ولا حماه مروع
لولا قضاء الله ما خاضوا الوغى / إن القضاء إذا أتى لا يُدفع
تلك العوان على الشديد شديدة / أين السيوف لمثلها والأدرع
ماذا اندفاع المسلمين بموقف / الغالب المنصور فيه مضعضع
حرب على حرب حنانك ربنا / لم يبق منا ما ينال المدفع
لا تأخذن بريئنا بمسيئنا / فالعدل كلٌّ حاصد ما يزرع
يا رب بالرسل الكرام بآلهم / باللوح والكرسى وهو المفزع
أدرك دماء الخلق إن دماءهم / سالت فوجه الأرض منها مترع
سبحت ببحر دمائهم أشلاؤهم / والأرض لا تَروَى ولا هي تشبع
زاد الأرامل واليتامي كثرةً / حتى لقد صعدت إليك الأدمع
يا رب هل تلك القيامة كلها / أم للقيامة بعد ذلك موقع
أعرني النجم أوهب لي يراعا
أعرني النجم أوهب لي يراعا / يزيد الرافعيين ارتفاعا
مكان الشمس أضوأ أن يُحلى / وأنبه في البرية أن يذاعا
بنو الشرق الكرام الوارثوه / خلال البر والشرف اليَفاعا
تأمل شمسهم ومدى ضحاها / تجد في كل ناحية شعاعا
قد اقتسموا ممالكه فكانت / لهم وطنا من الفصحى مشاعا
هم زادوا القضاء جمال وجه / وازدوا غُرة الفتيا ألتماعا
أبوا في محنة الأخلاق إلا / لياذا في العقيدة وأمتناعا
أووا شيبا وشبانا إليها / تخالهم الصحابة والتِّباعا
إذا أُسد الثرى شبعت فعفت / رأيت شبابهم عفّوا جياعا
فلم تر مصر أصدق من أمين / ولا أفوى إذا ريعت دفاعا
فتى لم يعط مِقوده زمانا / شرى الاحرارَ بالدنيا وباعا
عظيم في الخصومة ما تجنى / ولا ركب السباب ولا القذاعا
تمرّس بالنضال فلست تدرى / أأقلاما تناول أم نباعا
ويابن السابق المزرى أرتجالا / بروّاض القصائد وابتداعا
أما يكفى أباك السبق حتى / أتى بك أطول الشعراء باعا
شدا الحادى بشعرك في الفيافي / وحركت الرعاة به اليراعا
وفات الطير ألفاظا فحامت / على المعنى فصاغته صناعا
إذا حضر البلابَل فيه لحنٌ / تبادرت الحمام له استماعا
مشى لُبنان في عرس القوافي / وأقبل ربوة واختال قاعا
وهز المنكبين لمهرجان / زها كالباقة الحسنى وضاعا
وأقبلت الوفود عليه تترى / كسرب النحل في الثمرات صاعا
غدا يزجى الركاب وراح حتى / أظل دمشق وانتظم البقاعا
ترى ثَم القرائح والروابي / تبارين افتنانا واختراعا
ربيع طبيعة وربيع شعر / تخلل نفح طِيبِهما الرباعا
كأنك بالقبائل في عكاظ / تجاذبت المنابر والتلاعا
بنت ملكا من الفصحى وشادت / بوحدتها الحياة والاجتماعا
فعادت أمة عجبا وكانت / رعاة الشاء والبدو الشعاعا
أمير المهرجان وددت أنى / أَرى في مهرجانك أو أراعى
عدت دون الخفوف له عواد / تحدَّين المشيئة والزَّعاما
وما أنا حين سار الركب إلا / كباغي الحج همَّ فما استطاعا
أقام بغبنه لم يقض حقا / ولا بلّ الصبابة والنزاعا
طرابلس أنثنِى عِطفي أديم / وموجى ساحلا وثبى شراعا
كسا جنباتك الماضي جلالا / وراق عليه مِيسمه وراعا
وما من أمس للاقوام بد / وإن ظنوا عن الماضي انقطاعا
ألم تسقي الجهاد وتطعميه / وتحمى ظهره حقبا تباعا
شراعك في الفِنيقيين جلَّى / وذكرك في الصليبين شاعا
كأنى بالسفين غدت وراحت / حيالك تحمل العلم المطاعا
صلاح الدين يرسلها رياحا / وآونة يصففها قلاعا
أليس البحر كان لنا غديرا / وكانت فلكنا البجع الرتاعا
غمرنا بالحضارة ساحليه / فما عيَّا بحائطها اضطلاعا
توارثناه أبلج عبقريا / ذلول المتن منبسطا وساعا
ترى حافاته انفجرت عيونا / ورفت من جوانبه ضياعا
فما زدنا الكتاب الفخم حرفا / ولا زدنا العصور الزُهر ساعا
قعدنا معقد الآباء منه / فكنا البَهم قد خلف السباعا
كأن الشمس مسلمة اصابت / عفيفا في طيالسه شجاعا
تَحَجَّبُ عن بحار الله حتى / إذا خطرت به نضت القناعا
وما رأت العيون أجل منها / على أجزاء هيكله اطلاعا
فما كشروقها منه نعيما / ولا كغرو بها فيه متاعا
هذا ما دِرٌ
هذا ما دِرٌ / الجوع يا أخي ولا الأكل معه
لقد دعاني للغذاء مرة / فقسم البيضة بين أربعة

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025