القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 26
يا رَبَّةَ الصَمتِ أَنتِ آمِنَةٌ
يا رَبَّةَ الصَمتِ أَنتِ آمِنَةٌ / إِذا هَفا ناطِقٌ مِنَ السَقطِ
وَصلُكِ بِالنارِ وَالشِنارِ فَقَد / عِفناهُ إِذ قَطَّ شَعرَه فَقَطِ
إِنّا اِلتَقَطنا بِالخَرقِ طَيفَ كَرىً / بَل كانَ صَحبي لَهُ مِنَ اللُقَطِ
أَلطِف بِهِ زارَ آقِطَي رَهَجٍ / ما شَعَروا كَيفَ صَنعَةُ الأَقَطِ
لَو سارَ ذاكَ الخَيالُ في مَطَرٍ / لَم يَخشَ فيهِ مِن بَلَّةِ النُقَطِ
بِمَيِّتٍ غادَرَتهُ أَينُقُهُم / مِن وَطئِها مِثلَ حَيَّةِ الرَقَطِ
يُنبَهُ مُغفي فَلاتِهِ بِقَطاً / بَينَ أَيادي رَواحِلٍ بُقُطِ
طُرُقُ الغَيِّ سَهلَةٌ واسِعاتٌ
طُرُقُ الغَيِّ سَهلَةٌ واسِعاتٌ / وَطَريقُ الهُدى كَسُمِّ الخَيّاطِ
مَطلَعٌ شَقَّ لا تُكَلَّفُهُ الضَمُّ / رُ إِلّا مَضروبَةً بِالسِياطِ
كَيفَ لي بِالسُهوبِ يَسلِكُها الرَك / بُ حَياتي فيها بِقَطعِ النِياطِ
عارِياتٍ مِنَ النَباتِ وَلَكِن / أُلبِسَت مِن سَرابِها كَالرِياطِ
قَطَعتَ البِلادَ فَمِن صاعِدٍ
قَطَعتَ البِلادَ فَمِن صاعِدٍ / بِغَيثِ النَوالِ وَمِن هابِطِ
تَمُدُّ عَصاكَ إِلى النابِحاتِ / فَيُعجَبنَ مِن جَأشِكَ الرابِطِ
وَتَغبِطُ كُلّاً عَلى ما حَواهُ / وَما لَكَ في العَيشِ مِن غابِطِ
وَقَفتَ عَلى كُلِّ بابٍ رَأَيتَ / حَتّى نَهاكَ أَبو ضابِطِ
أَعوذُ بِرَبِّيَ مِن سُخطِهِ
أَعوذُ بِرَبِّيَ مِن سُخطِهِ / وَتَفريطِ نَفسي وَإِفراطِها
تَدينُ المُلوكُ وَإِن عُظِّمَت / لِما شاءَ مِن خَلفِ أَفراطِها
وَتَجري المَقاديرُ مِنهُ عَلى / عِظامِ النُجومِ وَأَشراطِها
وَما دَفَعَت حُكَماءُ الرِجالِ / حَتفاً بِحِكمَةِ بُقراطِها
وَلَكِن يَجيءُ قَضاءٌ يُري / كَ أَخا غَيِّها مِثلَ سُقراطِها
فَلا تَبخَلَنَّ يَدٌ كَزَّةٌ / عَلى المُستَميحِ بِقيراطِها
يُغني الفَتى مَلبَسٌ يُسَتِّرُهُ
يُغني الفَتى مَلبَسٌ يُسَتِّرُهُ / وَقُوَتُهُ في دُجى الظَلامِ فَقَط
وَحَظُّهُ أَن يَكونَ مُنفَرِداً / كَطائِرٍ لا يُراعُ أَينَ سَقَط
لا يَلقُطُ الحَبَّ مِن زُروعِهِمُ / وَإِن رَأى حِبَّةَ النَباتِ لَقَط
فَذاكَ لَو طارَ في غَمامَتِهِ / لَما أَصابَ الجَناحَ مِنهُ نُقَط
لَمنْ جِيرَةٌ سِيموا النوالَ فَلَمْ يُنْطوا
لَمنْ جِيرَةٌ سِيموا النوالَ فَلَمْ يُنْطوا / يُظَلّلُهُمْ ما ظَلّ يُنْبِتُهُ الخَطُّ
رَجَوْتُ لهمْ أنْ يقْرُبوا فتباعدوا / وأنْ لا يَشِطّوا بالمَزارِ فقد شَطّوا
يَمانونَ أحياناً شَآمونَ تارةً / يُعالُونَ عن غَوْرِ العِراقِ لينْحَطّوا
بنازِلَةٍ سَقْطَ العَقيقِ بمِثْلِها / دعا أدمُعَ الكِنْديّ في الدِّمَنِ السِّقْطُ
تَجِلّ عن الرّهْطِ الإمائيِّ غادةٌ / لها مِن عَقيلٍ في ممالِكِها رَهْطُ
وحَرْفٍ كنونٍ تحتَ راءٍ ولم يَكُنْ / بدالٍ يؤمّ الرّسْمَ غَيّرَهُ النّقْطُ
قُرَيْطِيّةُ الأخوالِ ألمَعَ قُرْطُها / فسَرّ الثّرَيّا أنّها أبداً قُرْطُ
إذا مَشَطَتْها قَيْنَةٌ بَعْدَ قَيْنَةٍ / تضَوّعَ مِسْكاً من ذوائبِها المِشطُ
تُقَلّدُ أعناقَ الحَواطِبِ في الدّجى / فَريداً فما في عُنْقِِ ماهِنَةٍ لَطّ
وَيُرْفَعُ إعْصَارٌ من الطّيبِ لا يُرَى / عليه انتِصارٌ كلّما سُحِبَ المِرْط
غَدَتْ تحتَ راحٍ يجْذِبُ السِّترَ مثلما / تَنَسّمَ راحٌ بالمدير لها تسْطو
وقد ثَمِلَ الحادي بها من نسيمِها / كأنْ غالَهُ من كرْمِ بابِلَ إسْفِنْطُ
رأتْ كَوْثَرَيْ رِسْلٍ وخَمْرٍ بجَنّةٍ / شآمِيّةٍ ما أُكْلُ ساكِنِها خَمْط
يُصَبّحُها سَيْلا حَليبٍ وقَهْوَةٍ / على أنها تُعْطى الصَّبوحَ فما تَعْطو
كتابِعِ أُمٍّ تَبْتَغي تَبَعاً له / وما ضَاعَها نَجْلٌ سواه ولا سِبْط
إذا شَرِبَ الأُرْفِيَّ مالَ به الكَرى / إلى سِدْرَةٍ أفْنانُها فَوْقَهُ تَغْطو
أجارَتَنَا أنْ صابَ دارَةَ قوْمِنا / رَبِيعٌ فأضْحى من مَنازِلنا السَّنْط
إذا حَمَلَتْكِ العيسُ أوْدى بأيدِها / جَلالُكِ حتى ما تكادُ به تَخْطو
خَدَتْ بسِواكِ الناقلاتُكِ في الضّحى / بِمَشْيٍ سِواكٍ لا تُجِدّ ولا تَمْطو
إذا ما عَصَتْ حُكْمَ العَصَا فأعادَها / لها ضارِبٌ كانتْ إجابَتها النَّحْط
أمِنْ أرَبٍ في حَملِ خِدْرِكِ دائماً / تَثَاقَلُ حتى لا يُلِمّ به حَطّ
خلِيلَي لا يخْفى انحِساري عنِ الصِّبا / فحُلاّ إساري قد أضَرّ بيَ الرّبْط
ولي حاجَةٌ عندَ العِراقِ وأهْلِهِ / فإنْ تَقْضِياها فالجزاءُ هوَ الشّرْط
سَلا عُلَماءَ الجانِبَينِ وفِتْيَةً / أبَنّوهُما حتى مَفارِقُهمْ شُمْطُ
أعندَ هُمُ علْمُ السّلُوّ لِسائلٍ / به الرّكْبَ لم يَعْرِفْ أماكنَه قَطّ
وما أرَبي إلاّ مُعَرّسُ مَعْشَرٍ / همُ الناسُ لا سُوقُ العروسِ ولا الشطّ
وما سارَ بي إلاّ الذي غَرّ آدَماً / وحَوّاءَ حتى أدرَكَ الشّرَفَ الهَبْطُ
أخازِنَ دارِ العِلْم كمْ مِن تَنُوفةٍ / أتَتْ دونَنا فيها العَوازِفُ واللّغْط
ومَحْواةِ أرْضٍ صَدّ محْوَةَ بُعدُها / وَحِيُّ المنايا مِن أساوِدِها نَشْطُ
إذا جَمَحَتْ خَيْلُ الكَلامِ فإنما / لَدَيْكَ يُعانى من أعِنّتِها الضَّبْطُ
وما أذهلَتْني عن وِدادِكَ رَوْعَةٌ / وكيف وفي أمثالِه يجِبُ الغَبْطُ
ولا فِتْنَةٌ طائِيّةٌ عامِرِيّةٌ / يُحَرَّقُ في نيرانِها الجَعدُ والسَّبْطُ
وقد طَرَحتْ حوْلَ الفراتِ جِرانَها / إلى نِيلِ مصْرٍ فالوَساعُ بها تَقْطُو
فوارسُ طَعّانونَ ما زالَ للقَنا / مع الشيبِ يوْماً في عوارِضِهِمْ وَخْطُ
وكلُّ جَوادٍ شَفَّهُ الركْضُ فيهِمُ / وَجٍ يتَمنّى أنّ فارسَه سِقْطُ
ونَبّالَةٍ مِن بُحْتُرٍ لو تَعَمّدوا / بِلَيْلٍ أناسِيَّ النواظِرِ لم يُخْطوا
ألا ليْتَ شِعْري هل أَدينُ ركائباً / أمُطّ بها حتى يُطَلّحَها المَط
وهل يُنْشِطَنّي من عقالي إلَيْكُمُ / رِضى زَمَني أمْ كلُّ شِيمتِهِ سُخْطُ
إذا أنا عالَيْتُ القُتودَ لِرِحْلَةٍ / فدونَ عُلَيّانَ القَتَادَةُ والخَرْطُ
وإنْ خَلَطَتْني بالتّرابِ مَنِيّةٌ / فبَعْضُ تُرابي من مَوَدّتكُم خِلْطُ
فيا لَيْتَني طارَتْ بِكُوري إذا دنَا / بُكوري قَطاةٌ بالصَّراةِ لها وَقْطُ
لأقْضيَ هَمَّ النفسِ قبْلَ مَجَلَّةٍ / كأنّ عِظامي البالِياتِ بها خَطّ
إِخالُ فُؤادي ذاتَ وَكْرٍ هَوَى بها / من الطيرِ أقْنى الأنفِ مِخْلَبُهُ سَلطُ
تحُثّ جَناحاً مِن حِذارِ مُغاوِرٍ / صَباحاً فقَبْضٌ يجْمَعُ الرّيشَ أو بَسْطُ
تَذَكَّرُ إنْ خافَتْ من الموْتِ أفْرُخاً / بِيَهْماءَ لم يُمْكِنْ أصاغرَها اللقْط
تَجاوَبُ فيها الزُّغْبُ من كلّ وِجْهَةٍ / سُحَيْراً كما صاحَ النَّبيطُ أو القِبْطُ
تُبادِرُ أوْلاداً وتَرْهَبُ مارِداً / يَهُونُ عليها عندَ أفعالِهِ السَّحْطُ
وعَنْ آلِ حَكّارٍ جَرى سَمَرُ العُلى / بأكمَلِ معنىً لا انتِقاصٌ ولا غَمْطُ
فإنْ يُنْسِهِمْ أمْرَ السفينةِ فَضْلُهُمْ / فليس بمُنْسِيَّ الفِراقُ ولا الشحْطُ
أولئكَ إن يَقْعُدْ بكَ الجاهُ يَنْهَضُوا / بجاهٍ وإنْ يُبْخَلْ بنائلَةٍ يُعْطوا
يَروقونَ ألْفاظاً وإنْ لم يُفَكّروا / وكَتْباً وإن لم يُصْلِحِ القلَمَ القطّ
وما قَسَطوا إلاّ على المالِ وَحْدَهُ / وذلكَ مِنهمْ في مكارِمِهِمْ قِسطُ
نعَم حبّذا بُؤسَى أزارَتْ بلادَهُمْ / ولا حَبّذا نُعْمى بدارِهِمِ تَنْطوا
شكَرْتُهُمُ شُكْرَ الوَليدِ بفارِسٍ / رِجالاً بحِمْصَ كان جَدَّهمُ السِّمط
ولا خَيرَ في مَن ليس يَبْسُطُ شُكرَهُ / على القُلّ إنّ الخَيْرَ ناقَتُهُ بِسطُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025