المجموع : 28
سأحرفُ عن قومٍ عن الحقِّ أعرضوا
سأحرفُ عن قومٍ عن الحقِّ أعرضوا / بنا فهم الأفراد يدعون بالخرسِ
سروراً يتكوين وعزاً بجَلوة / ليستوحشن الأقوام في حالة الأنسِ
سموا بل علوا إلا قليلاً لأنهم / تعالوا عن التنزيه في حضرةِ القُدس
سلامٌ على قوم تباهوا بربِّهم / على كلِّ موجودٍ من الجنِّ والإنس
سروا وظلامُ الليلِ يَستر سيرهم / إلى أن علوا فوق الإشارة بالكرسي
سرتْ همة مني على خيرِ مركبٍ / من الطبع من عقلٍ نزيهٍ ومن حسِّ
سرى نحوه سرِّي ليدري حديثه / على هيكلٍ قد بيع بالثمنِ البخسِ
سباها وأسلاها وجود منزه / عن الحدِّ بالفصل المقوّمِ والجنسِ
سناه مزيلُ ظلمةِ العرشِ والعمى / وما كان من أين يقالُ ومن جنسِ
سلت بوجودِ القيد عن نيل مُطلقٍ / عن الحبسِ بالتقييد باليومِ والأمس
في سورةِ الأعرافِ مذكورةٌ
في سورةِ الأعرافِ مذكورةٌ / ثلاثُ آياتٍ تُسمّى الحرسْ
لما اعتنى الرحمن بالمصطفى / في كربه جادتْ له بالنفسْ
إذا تلوناها لخوفٍ بنا / بحكمِ إيمانٍ تكن كالعس
ما مثلُها من آيةٍ آمنت / نفوسُنا إلا التي في عبس
قد جاءتِ الصّاخَّة فاسمع لها / فإنها عينُ غنى المبتئِس
قد أظهرت أحكامها عندنا / في دارِنا الدنيا فلم تبتئس
وليس كلُّ الناس يدري بها / إلا السليمُ العينِ غير الرئس
علمتُ ربي لما
علمتُ ربي لما / علمتُ علمي بنفسي
إذ كان عين وجودي / وروحي عَقلاً وحسي
قد بعتُ نفسي منه / لما اشتراها ببخس
ولم أبع منه نفسي / إلا لجهلي بأسي
فلو علمتُ به ما / ذكرتُ بيعاً لأنسي
فإن كان عنه غيرا / فالحقُّ جنَّةُ أنسي
ما لي وإيّاه شبهٌ / إلا كيومي بأمس
الفرقُ فيه عسير / لأنه أصلُ لبسي
فما بدا كون عيني / إلا ببعل وعرس
من الطبيعة بنا / ما بين عقلٍ ونفسِ
فيها بعقدِ نكاح / أعلى بحضرة قدس
فنحن أهل المعالي / ونحن أهل التأسِّي
لكن بأسماء ربي / ما بين عرشٍ وكرسي
لو قلتُ ما قلت يأتي / إليَّ فيه بعكس
وإن أعجل تراه / بصورة الحالِ ينسي
تعجيله فيد ذكرى / تأخيرِه الأمر ينسي
سرُّ الشريعة خافٍ / ما بين عُربٍ وفُرسِ
وليس يظهر إلا / إلى شهيدٍ بحسِّ
فلا تمتُ حتفَ أنفٍ / فلستُ فيها بنكِس
نطقُ الشهادةِ حال / ما بين جهرٍ وهمس
لله قومٌ تراهم / بحالِ ذُلٍّ ونكس
وهم لديه كرام / لا يشترون بفَلسِ
عجبتُ مني وممن / قد بنتُ عنه بجنسي
إطلاقُ سرِّي دليلٌ / أني بأضيق حبس
وإنني في مقالي / لستُ بصاحبِ حدسِ
بل ذاك نورٌ مبينٌ / كنورِ بدرٍ وشمسِ
أفصحتُ فيه لساني / لأنني بين خرس
تبارك الله في اليأس من باسٍ
تبارك الله في اليأس من باسٍ / والناسُ ليس لهم فضلٌ على الناسِ
من حيث ما هو ناسٍ إنه ولدٌ / لآدمَ وهو المنعوتُ بالناسي
معرِّفٌ بالذي في الطبع من صفة / وأين نور الهدى من نور نبراسِ
لقد أتاني كلامٌ كله حِكَمٌ / مني بصورةِ الهامٍ ووسواس
فقال لي وهو صدقٌ في مقالته / اشرب بكأسي وإني الماء في الكاسِ
كما جُعلتْ لموسى النارُ حاجبةٌ / حتى أكلمه من ذاتِ مقباس
ليعلم العبدُ أني كل من وقعت / عينٌ عليه من أنواعٍ وأجناسِ
فليس في الكون غيري والخلائقُ لي / فلي الغنى ولهم فقرٌ بإفلاس
إني ظهرتُ بأديانٍ مفصَّلةٍ / على لسانِ فقيه بي وشماسِ
وقمت في كلِّ حالٍ توصفون به / وصرتُ أظهر في العاري وفي الكاسي
وما تجلَّيتَ إلا لي فأدركني / عيني وأسمعت سمعي كلَّ وسواسِ
وما تحليت إلا بي لاظهر لي / فقمت لي أدباً حباً على الراس
لما ابتغاني الذي يدري معاملتي / حجبته معلما بالشامخ الراسي
ولم يكن غير عيني الشامخ الراسي / فلم تقع وحشة إلا بإيناس
تنازعت في أضدادٌ فقلتُ لها / إنَّ الحياةَ لفي طاعون عمواس
أحياهم الله في موت مشاهدة / ما في الحياة التي في الموت من باس
يعرج العبد لاكتسابِ علومٍ
يعرج العبد لاكتسابِ علومٍ / ولتبليغها يرى في انتكاسِ
ثم عينُ النزولِ أيضاً عروجٌ / لشهودٍ ما فيه من التباس
ثم نبغي بزهدنا ما زهدنا / عينُ زهدي في ذاك عينُ التماسي
هو لي بالنهار عين معاشي / وهو في الليلِ بالظلامِ لباسي
جعلَ النومُ لي سُباتا لأمرٍ / يجعل الحقَّ بالشهودِ نواسي
فأراه في النومِ حقاً يقينا / رؤية في دارك الاحساس
مثل ما يشربُ النديمُ شربنا / بارك الله سيِّدي في نعاسي
مذ بناني الإله قصراً مشيّداً / ذا سقوفٍ عليه وأساس
علمتْ نفسي أنَّ سكناه ذاتي / ولريمِ الفلاةِ عينُ الكناسِ
من طهر الله لم يلحق به دنسٌ
من طهر الله لم يلحق به دنسٌ / وهو المقدَّسُ لا بل عينه القدسُ
كأهل بيت رسول الله سيِّدنا / وهو الإمام الكريم السيِّد الندسُ
جاء البشير بما الآذانُ قد سمعت / ألقى قليلا وجلَّ القوم قد نعسوا
ناموا عن الحقِّ لا بل عن نفوسهمُ / عند المواهبِ والأقوام ما بخسوا
لما تحقق أنَّ النومَ حاكمهم / من أجل ذا جعل الحفاظُ والحرس
من أجل ذا كانتِ البشرى وكان لهم / من أجل نومهمُ حفظا لهم مس
فعندما عصموا من كلِّ حادثةٍ / تصيبُ أمثالهم قاموا وما جلسوا
بحقِّ سيدهم في كلِّ آونة / على الصفاءِ وما خانوا وما لبسوا
على نفوسهمُ علما بحالهمُ / لذاك عن مشهد التحقيقِ ما اختلسوا
إنَّ الوجودَ الذي قد عز مطلبه / فيه وفي مثله الأرواح تفترس
أغارتِ الخيلُ ليلا في عساكرهم / فقيل قد قتلوا إذ قيلَ قد كسبوا
لو أنهم علموا الأمر الذي جهلوا / على رؤوسهم والله ما نكسوا
أقول قولاً وما في القول من حرج / ينفي عن النفس ما أغمها النفس
ما نال موسى بما يبغيه من قبس / إلا الذي ناله من أجله القبس
لو أن أهل وجودِ الجودِ نالهمُ / ما نال موسى من الرحمن ما بئسوا
لكنهم بئسوا من ذاك واعتمدوا / على ظنونهمُ بالجود إذ يئسوا
إني رأيتُ فتى أعطى الفتوح له / بأرضِ أندلس الماءَ والبلس
ولم يكن عنده نطق يقوم به / وقد تحكم فيه الصمتُ والخرس
كمثلِ مريمَ قد كانت شجيته / في رِزقه فهو في الراحاتِ يلتمس
وذاك من أعجبِ الأحوال إنَّ له / حالَ الغنى وهو بين الناس مبتئس
أحوالُ شخصٍ لأمر الله ممتثلٌ / للحكم مقتنصٌ للنورِ مقتبس
إنَّ الإمام الذي تجري الأمور به / في كلِّ نهرٍ من الأحوالِ ينغمس
والسرُّ يحكمه لا بل يحكمه / في نفسه وبه الساداتُ قد أنسوا
فما لهم قدم في غيرِ حضرته / وما لجانبه منهم فمندرس
هم الحيارى السكارى في محارتهم / وما لهم في جناب الحقِّ ملتمس
الحالُ أفناهمُ عنهم وما عرفوا / من هم لذلك قيل اليوم قد نفسوا
لو أنهم مزقوا منهم وما لهمُ / لديه من كلِّ خير فيه ما انتكسوا
الذاتُ تبهم ما الأسماء توضحه / والقومُ ما قرأوا علماً وما درسوا
كانت عليهم من أثوابِ العلى حللٌ / فبِئسَ ما خلعوا ومنِهمَ ما لبسوا
دخلتُ جنةَ عدنٍ كي أرى اثرا / فقيل ليس جناهم غير ما غرسوا
إنما الإنسانُ أنفاسُه
إنما الإنسانُ أنفاسُه / وهو للحقِّ جلاسُه
فإذا ما ينقضي نفس / أخليت في الحين أكياسُه
فإذا لم يبقَ من نفسِ / ينقضي ما فيه إفلاسه
والذي يدري إشارتنا / أنهم للدهرِ أكياسه
لله نفسٌ وللرحمنِ أنفاسٌ
لله نفسٌ وللرحمنِ أنفاسٌ / وللمنازعِ فيما قلت إبلاس
وللموافقِ فيما قلته طربٌ / وفرحةٌ وسرورٌ فيه إيناسُ
من آنس النور ناراً عند حاجته / بالواد بالطورِ لم يأتيه إقباس
فآض وهو كليمُ الله ليس له / سوى غنى ليس فيه الدهر إفلاس
أغناه عن طلبِ المطلوبِ في قبس / ولم يكن ثم إلا الشربُ والكاسُ
نديمه عينُ ساقيه فليس له / في غيره غرضٌ فناسُه الناس
إني سمعتُ كلامَ الله من أذني / من بلة قدر كفي ما بها باس