القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 28
سأحرفُ عن قومٍ عن الحقِّ أعرضوا
سأحرفُ عن قومٍ عن الحقِّ أعرضوا / بنا فهم الأفراد يدعون بالخرسِ
سروراً يتكوين وعزاً بجَلوة / ليستوحشن الأقوام في حالة الأنسِ
سموا بل علوا إلا قليلاً لأنهم / تعالوا عن التنزيه في حضرةِ القُدس
سلامٌ على قوم تباهوا بربِّهم / على كلِّ موجودٍ من الجنِّ والإنس
سروا وظلامُ الليلِ يَستر سيرهم / إلى أن علوا فوق الإشارة بالكرسي
سرتْ همة مني على خيرِ مركبٍ / من الطبع من عقلٍ نزيهٍ ومن حسِّ
سرى نحوه سرِّي ليدري حديثه / على هيكلٍ قد بيع بالثمنِ البخسِ
سباها وأسلاها وجود منزه / عن الحدِّ بالفصل المقوّمِ والجنسِ
سناه مزيلُ ظلمةِ العرشِ والعمى / وما كان من أين يقالُ ومن جنسِ
سلت بوجودِ القيد عن نيل مُطلقٍ / عن الحبسِ بالتقييد باليومِ والأمس
في سورةِ الأعرافِ مذكورةٌ
في سورةِ الأعرافِ مذكورةٌ / ثلاثُ آياتٍ تُسمّى الحرسْ
لما اعتنى الرحمن بالمصطفى / في كربه جادتْ له بالنفسْ
إذا تلوناها لخوفٍ بنا / بحكمِ إيمانٍ تكن كالعس
ما مثلُها من آيةٍ آمنت / نفوسُنا إلا التي في عبس
قد جاءتِ الصّاخَّة فاسمع لها / فإنها عينُ غنى المبتئِس
قد أظهرت أحكامها عندنا / في دارِنا الدنيا فلم تبتئس
وليس كلُّ الناس يدري بها / إلا السليمُ العينِ غير الرئس
علمتُ ربي لما
علمتُ ربي لما / علمتُ علمي بنفسي
إذ كان عين وجودي / وروحي عَقلاً وحسي
قد بعتُ نفسي منه / لما اشتراها ببخس
ولم أبع منه نفسي / إلا لجهلي بأسي
فلو علمتُ به ما / ذكرتُ بيعاً لأنسي
فإن كان عنه غيرا / فالحقُّ جنَّةُ أنسي
ما لي وإيّاه شبهٌ / إلا كيومي بأمس
الفرقُ فيه عسير / لأنه أصلُ لبسي
فما بدا كون عيني / إلا ببعل وعرس
من الطبيعة بنا / ما بين عقلٍ ونفسِ
فيها بعقدِ نكاح / أعلى بحضرة قدس
فنحن أهل المعالي / ونحن أهل التأسِّي
لكن بأسماء ربي / ما بين عرشٍ وكرسي
لو قلتُ ما قلت يأتي / إليَّ فيه بعكس
وإن أعجل تراه / بصورة الحالِ ينسي
تعجيله فيد ذكرى / تأخيرِه الأمر ينسي
سرُّ الشريعة خافٍ / ما بين عُربٍ وفُرسِ
وليس يظهر إلا / إلى شهيدٍ بحسِّ
فلا تمتُ حتفَ أنفٍ / فلستُ فيها بنكِس
نطقُ الشهادةِ حال / ما بين جهرٍ وهمس
لله قومٌ تراهم / بحالِ ذُلٍّ ونكس
وهم لديه كرام / لا يشترون بفَلسِ
عجبتُ مني وممن / قد بنتُ عنه بجنسي
إطلاقُ سرِّي دليلٌ / أني بأضيق حبس
وإنني في مقالي / لستُ بصاحبِ حدسِ
بل ذاك نورٌ مبينٌ / كنورِ بدرٍ وشمسِ
أفصحتُ فيه لساني / لأنني بين خرس
تبارك الله في اليأس من باسٍ
تبارك الله في اليأس من باسٍ / والناسُ ليس لهم فضلٌ على الناسِ
من حيث ما هو ناسٍ إنه ولدٌ / لآدمَ وهو المنعوتُ بالناسي
معرِّفٌ بالذي في الطبع من صفة / وأين نور الهدى من نور نبراسِ
لقد أتاني كلامٌ كله حِكَمٌ / مني بصورةِ الهامٍ ووسواس
فقال لي وهو صدقٌ في مقالته / اشرب بكأسي وإني الماء في الكاسِ
كما جُعلتْ لموسى النارُ حاجبةٌ / حتى أكلمه من ذاتِ مقباس
ليعلم العبدُ أني كل من وقعت / عينٌ عليه من أنواعٍ وأجناسِ
فليس في الكون غيري والخلائقُ لي / فلي الغنى ولهم فقرٌ بإفلاس
إني ظهرتُ بأديانٍ مفصَّلةٍ / على لسانِ فقيه بي وشماسِ
وقمت في كلِّ حالٍ توصفون به / وصرتُ أظهر في العاري وفي الكاسي
وما تجلَّيتَ إلا لي فأدركني / عيني وأسمعت سمعي كلَّ وسواسِ
وما تحليت إلا بي لاظهر لي / فقمت لي أدباً حباً على الراس
لما ابتغاني الذي يدري معاملتي / حجبته معلما بالشامخ الراسي
ولم يكن غير عيني الشامخ الراسي / فلم تقع وحشة إلا بإيناس
تنازعت في أضدادٌ فقلتُ لها / إنَّ الحياةَ لفي طاعون عمواس
أحياهم الله في موت مشاهدة / ما في الحياة التي في الموت من باس
يعرج العبد لاكتسابِ علومٍ
يعرج العبد لاكتسابِ علومٍ / ولتبليغها يرى في انتكاسِ
ثم عينُ النزولِ أيضاً عروجٌ / لشهودٍ ما فيه من التباس
ثم نبغي بزهدنا ما زهدنا / عينُ زهدي في ذاك عينُ التماسي
هو لي بالنهار عين معاشي / وهو في الليلِ بالظلامِ لباسي
جعلَ النومُ لي سُباتا لأمرٍ / يجعل الحقَّ بالشهودِ نواسي
فأراه في النومِ حقاً يقينا / رؤية في دارك الاحساس
مثل ما يشربُ النديمُ شربنا / بارك الله سيِّدي في نعاسي
مذ بناني الإله قصراً مشيّداً / ذا سقوفٍ عليه وأساس
علمتْ نفسي أنَّ سكناه ذاتي / ولريمِ الفلاةِ عينُ الكناسِ
من طهر الله لم يلحق به دنسٌ
من طهر الله لم يلحق به دنسٌ / وهو المقدَّسُ لا بل عينه القدسُ
كأهل بيت رسول الله سيِّدنا / وهو الإمام الكريم السيِّد الندسُ
جاء البشير بما الآذانُ قد سمعت / ألقى قليلا وجلَّ القوم قد نعسوا
ناموا عن الحقِّ لا بل عن نفوسهمُ / عند المواهبِ والأقوام ما بخسوا
لما تحقق أنَّ النومَ حاكمهم / من أجل ذا جعل الحفاظُ والحرس
من أجل ذا كانتِ البشرى وكان لهم / من أجل نومهمُ حفظا لهم مس
فعندما عصموا من كلِّ حادثةٍ / تصيبُ أمثالهم قاموا وما جلسوا
بحقِّ سيدهم في كلِّ آونة / على الصفاءِ وما خانوا وما لبسوا
على نفوسهمُ علما بحالهمُ / لذاك عن مشهد التحقيقِ ما اختلسوا
إنَّ الوجودَ الذي قد عز مطلبه / فيه وفي مثله الأرواح تفترس
أغارتِ الخيلُ ليلا في عساكرهم / فقيل قد قتلوا إذ قيلَ قد كسبوا
لو أنهم علموا الأمر الذي جهلوا / على رؤوسهم والله ما نكسوا
أقول قولاً وما في القول من حرج / ينفي عن النفس ما أغمها النفس
ما نال موسى بما يبغيه من قبس / إلا الذي ناله من أجله القبس
لو أن أهل وجودِ الجودِ نالهمُ / ما نال موسى من الرحمن ما بئسوا
لكنهم بئسوا من ذاك واعتمدوا / على ظنونهمُ بالجود إذ يئسوا
إني رأيتُ فتى أعطى الفتوح له / بأرضِ أندلس الماءَ والبلس
ولم يكن عنده نطق يقوم به / وقد تحكم فيه الصمتُ والخرس
كمثلِ مريمَ قد كانت شجيته / في رِزقه فهو في الراحاتِ يلتمس
وذاك من أعجبِ الأحوال إنَّ له / حالَ الغنى وهو بين الناس مبتئس
أحوالُ شخصٍ لأمر الله ممتثلٌ / للحكم مقتنصٌ للنورِ مقتبس
إنَّ الإمام الذي تجري الأمور به / في كلِّ نهرٍ من الأحوالِ ينغمس
والسرُّ يحكمه لا بل يحكمه / في نفسه وبه الساداتُ قد أنسوا
فما لهم قدم في غيرِ حضرته / وما لجانبه منهم فمندرس
هم الحيارى السكارى في محارتهم / وما لهم في جناب الحقِّ ملتمس
الحالُ أفناهمُ عنهم وما عرفوا / من هم لذلك قيل اليوم قد نفسوا
لو أنهم مزقوا منهم وما لهمُ / لديه من كلِّ خير فيه ما انتكسوا
الذاتُ تبهم ما الأسماء توضحه / والقومُ ما قرأوا علماً وما درسوا
كانت عليهم من أثوابِ العلى حللٌ / فبِئسَ ما خلعوا ومنِهمَ ما لبسوا
دخلتُ جنةَ عدنٍ كي أرى اثرا / فقيل ليس جناهم غير ما غرسوا
إنما الإنسانُ أنفاسُه
إنما الإنسانُ أنفاسُه / وهو للحقِّ جلاسُه
فإذا ما ينقضي نفس / أخليت في الحين أكياسُه
فإذا لم يبقَ من نفسِ / ينقضي ما فيه إفلاسه
والذي يدري إشارتنا / أنهم للدهرِ أكياسه
لله نفسٌ وللرحمنِ أنفاسٌ
لله نفسٌ وللرحمنِ أنفاسٌ / وللمنازعِ فيما قلت إبلاس
وللموافقِ فيما قلته طربٌ / وفرحةٌ وسرورٌ فيه إيناسُ
من آنس النور ناراً عند حاجته / بالواد بالطورِ لم يأتيه إقباس
فآض وهو كليمُ الله ليس له / سوى غنى ليس فيه الدهر إفلاس
أغناه عن طلبِ المطلوبِ في قبس / ولم يكن ثم إلا الشربُ والكاسُ
نديمه عينُ ساقيه فليس له / في غيره غرضٌ فناسُه الناس
إني سمعتُ كلامَ الله من أذني / من بلة قدر كفي ما بها باس

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025