القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 82
ما نكهتْ في مجلس شُنطفٌ
ما نكهتْ في مجلس شُنطفٌ / إلا خَشينا قتلَها نفسا
مقصوعة الخِلقة دَحداحة / تطرحها القِلّةُ في المَنْسا
نكهتُها تقتلُ جُلاسها / لقرب مَفساها في المحسَى
واسعةُ الثقبين بغَّاءةٌ / قد أقطعت بيعتَها القَسّا
خافت على عذرتها غيلةً / فاتخذت فقحتها ترسا
وإن تشاجتْ سمعت هاتفاً / يهتفُ من خلفٍ بها تعسا
تالله أدرِي عند إبذارها / أأبذرتْ أم أندرت جعسا
أندرْ لها ضِرساً إذا أبذرت / بل لا تدع في فمها ضرسا
أغضبني الشعر فعاقبتُهُ / بوجهها فاعتدَّهُ حبسا
أشجَتْكَ أطلال لخو
أشجَتْكَ أطلال لخو / لةَ كالمَهَارِق دُرَّسُ
أودت بهنَّ الباكيا / تُ الضاحكات الرُجَّسُ
والعاصفاتُ القاصفا / تُ المُعصراتُ الرمَّسُ
ما إن بها إلا الجآ / ذرُ والظباء الكُنَّسُ
ولقد تحل بها الحسا / ن القاصرات الأنَّسُ
من كل رودٍ كالقضي / ب نَماهُ دِعصٌ أوعسُ
خَوْد لها وجه علي / ه من القسامة ملبسُ
كالبدر حفته السعو / د وغاب عنه الأنْحسُ
ولها غدائرُ حُلَّكٌ / فوق الرَّوادفِ مُيَّسُ
ولها وشاحٌ جائلٌ / زَجْلٌ وحِجلٌ أخرس
وكأنما يرنو بمق / لتها غزال أعيس
ذَعَرتْه نَبأةُ قانصٍ / فلهُ لِذاك توجُّس
حتى متى تبكي الديا / رَ وفرعُ رأسك مُخلِس
هل يرجعُ الدمع الذي / سَلَبتْهُ عنك الأحرُس
قُولا لدبس شّر من / يطأ الترابَ ويُرمس
تباً لدهر أنت في / ه مقدَّم ومرأس
لو أن إبليساً رأ / كَ لكاد ذعراً يُبلس
ولَراعهُ وجهٌ من ال / تَحْسين قيءٌ أملس
وكأن صوتك حين تص / دح صوت رعدٍ يَرْجِس
فإذا صدحتَ مؤذناً / كادت تموتُ الأنفس
وُترت قلوبُ العالمي / ن ضَعِيفُها والأليَس
ودعوا عليك بقاصما / تٍ في الظهورِ تؤيِّس
فكأنما دعوات من / يدعو جميعاً تُنكس
وإذأ مَرَرْتَ فللأَنا / م إليك طرف أشوس
ووجوهُ من يلقاك من / هم قاطبات عُبَّس
فَطَوال دهرك أنت مش / توم وعرضُك أدنس
وإذا جلست أذىَ خُشا / مُك من يَضُمُّ المجلس
فكأنما الكرباس ين / فخ منك حين تنفَّس
وإذا نهضتَ كبا بوج / هك للجبين المَعطِس
فالأنف منك لعظْمه / أبداً لرأسك يعكِس
حتى يظن الناس أن / نَك في التراب تَفرَّس
ولأنت أجدر بالذي / قال الفتى المُتَنطِّس
إن كان أنفك هكذا / فالفيل عندك أفطس
يا من له في وجهه / أزَجٌ عليه مكنَّس
ما إن رأينا عاطساً / بأبي قبيس يعطس
وإذا جلستَ على الطري / قِ ولا أرى لك تجلس
قيل السلام عليكما / فتجيب أنت ويخرس
خذها إليك طما بها / متلاطم متبجِّس
شُنعاً شواردَ كالسها / م جِبارُها لا تَدرُس
كشفت عيوبك مثل ما / كشف الظلامَ المَقْبس
أيركب عمرٌو حوله من يحفُّهُ
أيركب عمرٌو حوله من يحفُّهُ / ويُعوِزُني قوتٌ أعولُ به عِرسِي
كذبتَ لقد أغنى عفاتيَ قاسمٌ / وإني لأعطي الحق ما حَملتْ خمسي
سوى أنني أشكو إذا ما امتدحتُهُ / فضائل تُعييني وتعيي بني جنسي
وإيعادُهُ إياي منه وقد صفتْ / ظلالي ولم تُذمم سَجاياه في غرسي
هو الشمس يَغشاني سناها ونفعُها / وتُعجزُ لمسي حين يطلبُها لمسي
صفا وجفا واشتدّ وجدي بقربهِ / وفي دينكم ضربي وفي دينكم حَبسي
وإني لأرجو أن ينِكِّر مُنعماً / على زمن قد طال إعمالُهُ بخسي
قل للأمير وما بالحقِّ من باس
قل للأمير وما بالحقِّ من باس / دع عنك ضربك أخماساً لأسداس
من اثنتين فلا تبخل بواحدةٍ / إمّا النوال وإما راحة الياس
طاب نيروزك في يوم الخميسْ
طاب نيروزك في يوم الخميسْ / وجرى مجرى سعيد لا نَحيسْ
لم يكن إلا سروراً كلهُ / وحبوراً وحباءً للجليس
ظل معروفك ينهلُّ لنا / من يَمينيكَ نفيساً من نفيس
فَصِلِ النيروز واشفع وِتره / بأخٍ وامنُنْ عليه بأنيس
والبس النعمى جديداً ثوبها / أو ترى نفسك في العمر اللبيس
مُصغياً نحو الملاهي ناعماً / بين أشباه المها والخندريس
يا بني وهبٍ غدت نعماؤكم / قد ثوت في داركم مثوى حبيس
ما لها عنكم زوال أبداً / فَأْمَنُوا من روعة اليوم البئيس
نحوكم تجري الأحاظي كلها / وإليكم تنتهي أخرى العَجيس
فالبسوها وامنحونا فضلها / يا بني كل رئيس لرئيس
يُرجف القرد بأني
يُرجف القرد بأني / زائل العقل موسوَسْ
حاولَ القردُ لعَمْري / عكْسَ أمرٍ ليس يُعْكَسْ
أتُراهُ يَتَظنَّى / أن عينَ الشمس تُطمس
إنْ أوسْوَسْ فحقيقٌ / يُسْعَدُ القرد وأُنْحَس
أصبحَ الناشِئُ ممن / يتغنَّى وهو أخرس
نافِقاً عند أناس / تَعِسوا والدهرُ أتعس
قلْ لَه عني وإن أص / بحتُ أطْرَى وأُكَيَّس
تِه على الدهرِ وقل ما / شِئتَ واظلمْ وتغَطْرس
لم يُقدس منك شيءٌ / ولك الجَدُّ المقدس
كيف لا يشتدُّ وَسوا / سِي وأشعارُك تُدرَس
وضياءُ الشمس لا يُق / بَس والظلماءُ تُقبَس
لم أكن أنْفس شيئاً / وعلى مثلك أنْفَس
قيل لي إنك شُعِّر / تَ فَضاق المتنفس
ثم عَزيت فؤادي / بعدما حار وأبلس
قلتُ إنا لَبِخيرٍ / إنْ أخونا لم يُفَرَّس
ما اقتنى مثلك دهر ال / سوء إلا حين أفلس
سَهَّل عندي خلتي أنني
سَهَّل عندي خلتي أنني / طال على خسفكمُ مَحْبِسي
فالآن ما اسْتَجشأتُ من مَطْعَمِي / عندي وما استخشنت من مَلبسي
جُزيتُمُ عن طيب ما أغتذي / خيراً وعن نعمة ما أكتسي
أعجِبْ بأن رَوَيتُمُ غُلتي / ومن سوى منهلِكم أحْتسي
كم من أناس أملوا فضلكم / محْرسهم أضيق من محرسي
ومن أيادي فضلكم أنكم / لا تُعْدِموني من به أأْتسي
لا شيء إلا ذَمّكم وحدهُ / أصبح معموراً به مجلسي
قِستُ بما ألقاه من ظلمكم / فقري وما أخطأتُ في مِقْيسي
فكان مسُّ الفقرِ فيما أرى / أليَنَ إرغاماً على مَعْطسي
وشَمولٍ أرقَّها الدهر حتى
وشَمولٍ أرقَّها الدهر حتى / ما تَوارى قَذَاتُها بلبوس
وردةِ اللون في خدود الندَامى / هي صفراء في خدود الكؤوس
سهلة في الحلوق لا غَوْل فيها / وهي خشناء صعبة في الرؤوس
وكأن الشعاعَ منها على الكف / فِ جِسادٌ على مَداك عروس
تُتَلقَّى بالعبس وهي تَحَيي
تُتَلقَّى بالعبس وهي تَحَيي / بنسيمٍ فيه حياة النفوس
جمعت آيتين مُحييةً طو
جمعت آيتين مُحييةً طو / راً وطوراً مميتةً للنفوس
لطفت فاغتدت تَحل من الأجْ / ساد من لطفها محل النفوس
ما في حياة عبيد الله منفعةٌ
ما في حياة عبيد الله منفعةٌ / عندي سوى أنه تعويذُ عباس
يرد عنه عيون الحاسدين له / وكل سحرٍ ووسواس وخنَّاس
عليه وجهٌ يرد العينَ خاسئةً / والعين تفلق متن الجندل القاسي
شتان ما بين عباسٍ وصاحبه / في الفضل والخير عند اللَّه والناس
فالله يفديه من كأس المنون به / فوجهه آثَرُ الوجهين بالكاس
رأيت أباك الخيرَ شَقَّ من اسمه
رأيت أباك الخيرَ شَقَّ من اسمه / لك اسمك إذ قال القوابلُ فارسُ
طلعت عليه يوم تمِّك طلعةً / مباركةً لم تحتضرها المناحسُ
فلما رأى فيك النجابةَ محضةً / كساكَ من الأسماءِ ما هو لابسُ
وزادك حرفاً لا يراه مُميّزٌ / يخالف بين اسمَيْكُما بل يجانِسُ
تقاربتما في اسميكما وكذا كما / تكونان في المعنى إذا قاس قائِسُ
رأيتُ خضابَ المرء عند مشيبه
رأيتُ خضابَ المرء عند مشيبه / حِداداً على شرخ الشبيبة يُلْبَسُ
وإلا فما يُغري امرءاً بخضابه / أيطمع أن يَخفى شَبابٌ مُدَلَّسُ
وكيف بأن يَخفى المشيبُ لخاضب / وكل ثلاث صبْحُه يتنفّسُ
وهبْه يُوارِي شَيْبَه أين ماؤُهُ / وأين أديمٌ للشبيبة أملسُ
عجب الجاهلون أن أبصروهُ
عجب الجاهلون أن أبصروهُ / نَزَّه الناس في بساتين رأسِهْ
كيف لو أبصروهُ وهو مُجدٌّ / يُعمل الكف في مَصافع نفسه
قلت للسائِليَّ عن غضبي كا / ن عليه وعن قِلاي لعِرسِه
ضرطتْ عِرسُهُ على رأس أيري / فتوهمتُ أن ذاك بِدَسِّه
أرى خالداً يرمي صَفاتي عَداوةً
أرى خالداً يرمي صَفاتي عَداوةً / ويشتِمُ عرضي سادراً في المجالس
ولو كان من قحطانَ حقاً كما ادعى / لمَا جازَ أن يَنْسى أياديَ فارس
أخالد لِمْ ناقضتَ أصلَكَ ضَلَّةً / وقد كنتَ شيخاً عالماً بالمقايس
أتَنمى إلى قطحان ثم تسبني / ضَلَلْتَ سبيل الأدعياء الأكايس
هجوتَ المُسيغي الماءَ قحطانَ بعدما / لقوا من أبي يَكْسوم إحدى الدهارس
ولو كنتَ ذا طبٍّ بتصحيح دعوةٍ / بكيتَ على أصدائهم في النَواوس
عجبَ الشيخ خالدٌ من أناسٍ
عجبَ الشيخ خالدٌ من أناسٍ / يَعْكسون الأمور أعجبَ عكْسِ
أنكروا أن يكون مسلكَ أيرٍ / ثُقْبَةٌ لا تزال مسلكَ جَعْس
لكن الشيخ خالد يحبس الأص / لع فيها برغمهم أيَّ حبس
ويرى أن رفع أمِّ سُويدٍ / فوق مقدارِها مَهانةُ نفس
ماذا يريدُ الناس من خالدٍ
ماذا يريدُ الناس من خالدٍ / وثقلُ قَرْنيه على رأسِهِ
قد وَلعُوا بالشيخ يؤذونهُ / عجَّله اللَهُ إلى رَمْسِهِ
أليسَ فيهم رجلٌ منصف / فينصف البائس من نفسِهِ
هل نَقموا منه سوى جوده / وطيب نفْس فيه عن عِرسِهِ
تاللهِ يا ابن أبي أمية قُل لنا
تاللهِ يا ابن أبي أمية قُل لنا / إن كنتَ مَسْعَدَةً فأينَ المَنْحَسَهْ
دَنَّستَ يا ابن أبي أميةَ كُنيَةً / غَنِيتْ زماناً وهي غيرُ مُدَنَّسَهْ
تُكنى أبا يعلى ولستَ بأهلِها / ما لم يَقْلها القائِلُون مُنكَّسه
أصبحتَ قَنَّعت الكتابة خَزيةً / قد كان قنَّعها أبوكَ الهندسه
فليُبعد اللَّه الكتابةَ إنَها / لا شكَّ إذ قبِلتْك غيرُ مُقدسه
صَدَّ عن الأطلال لمَا استيأسا
صَدَّ عن الأطلال لمَا استيأسا / من أن تُحير النُطق أو أن تَنْبسا
ولم يُمادِ الخَطَراتِ الهُجَّسا / خوفاً على أدوائه أن تُنْكَسا
بَل ذو الحِجى لا يَستحير أخْرَسا / إلا إذا اسْتَجْهله فرطُ الأسى
لا يَحرِمُ اللَه الطلولَ الدُّرَّسا / سُقياً تُردِّيهن نوراً أملسا
أَقاحِياً أو حَنوةً أو نَرْجسا / تكادُ رَياه إذا تنفَّسا
تُنْشئُ في تلكَ المَواتِ أنفُسا / تَربُّه الأنوارُ رَبّاً مِرغَسا
بكل محموم الظلال أغبسا / إذا أضاءَ البَرق فيه أرجَسا
إن لمْ يَؤُبْ جُنحَ الظلام غَلَّسا / فقد لَهَوْنا بالطلول أحْرُسا
أيام يُؤْوينَ الظِّباء الأُنَّسا / والدهرُ يجني أنعماً وأبؤسا
أنا ابنُ أعلى كلِّ من تفرَّسا / بيتاً وأزكاهُمْ ثرى ومَغرسا
والوارثُ المجدَ الطويلَ مِقْيَسا / والباعَ والعِزَّ التَّليدَ الأقعسا
عن كل وضَّاح يُجلِّي الحنْدِسا / تَمَّمَ بي من مَجده ما أسَّسا
فأيها المُلْقي عليَّ الأحْلُسا / شمسُ الضُّحى أبرعُ من أن تُطْمسا
يعقوبُ لاقيتَ هِزَبراً مِفْرَسا / يزيدُه عضّ الحروب حَمَسا
تَنجابُ عنه الغمَراتُ أمْلسا / يَخاله القِرنُ إذا تَشَرَّسا
يُديرُ في المِحجرِ منه قَبَسا / يَستوقِفُ الألفَ إذا تَبَهْنسا
حِجراً على الآسادِ حيثُ عَرَّسا / أذاكَ أم قِرنَ صِيالٍ أسْوَسا
لا مُمتَطى الظهرِ ولا مُخَيَّسا / أصْيدَ يأبى رأسُه أن يُعكَسا
أهْوَجَ إن وَزَعْتَه تَغْطرسا / يغشى الفحولَ البزلَ بَرْكاً مِهرسا
إذا أحسَّ البَكْرُ منه جَرَسا / لَطَّ العَسِيبَ باستِه واخْرَمَّسا
أذاكَ أم كبشُ نِطاع أرأسَا / يُولي الكباشَ هامةً كروَّسا
يَهْوينَ منها للرؤُوس كُوِّسا / كأنما يَصدِمْن منها عِرمسا
أعْيَتْ على الرادينَ أن تُؤيَّسا / حتى تَراها بالجريض نُسَّسَا
سَكرى وما باتتْ تُعلُّ الأكؤُسا / أذاكَ أمْ أفعى نآدا دهْرسا
أمْلَتْ له الأحداثُ حتى عَنَّسا / ببطن وادٍ وَحَدا فيه خَسا
ما بَضَّ واديه ندىً ولا اكتسى / نبتاً لدُن آوَاه إلا أيبسا
إذا استدرَّ في المَشيبِ وَسْوسا / وسوسةَ الحِمِّ إذا تحسحسا
يُعجِلُ من أنْحى عليه المِنهسا / من أن يُرَجّي البرء أو أن يَيْأسا
أو أن يُراعي الجارياتِ الخُنَّسا / بل شاعِراً ثَبْتَ المقام أحْوسا
مِردىً بأمثال القَوام مِرْدسا / يُرسلهُنَّ نِقْرساً فنقرسا
تَقْرُو القبورَ مَرْمَساً فمرمَسا / حتى يُوافينَ العَجوزَ المُومسا
أمَّكَ والشيخَ اللَئيم مَعْطسا / لا بُورِك الزوجان بل لا قُدِّسا
يا ابنَ السفاح يَقَناً لا مَحْدسا / وابن التي لم يَلقَ من تحسَّسا
أرْوَض منها للزَنا وأسْوسا / ريَّا بماءٍ غُصنُها حتى عسا
تبيعُ من أرْبحَها وأوْكسا / سِيّان من أسْنَى لها وخسّسا
ثم أعدَّتْ كَسْبَها المحبَّسا / فادَّخرتْ مِنه الرغيبَ المنْفِسا
لتُرغبَ المقْتر فيه المُفلسا / إذا تَحَنَّى ظهْرُها وقوَّسا
ولمْ يرَ الزْناةُ فيها مَلْبسا / كَذَاكَ تَلقَى الحُوَّل المُجرَّسا
يأخذُ من لِيانه لِما قَسَا / تَفْري الغراميلَ إذا الليل غسا
احْوَقَ يَقذِي مِشْفَراهُ نَجَسَا / أوْسَعَ من طَوْقِ الرحا وأسلسا
يَبلعُ ما يَبْلعُ حُوتُ يُونُسا / لو انتحاهُ سَهْمُ أعْمى قَرطسا
أينَ عَسى يَعدِلُ عنه لاعسا / تكادُ من غُلْمتِه أن تُسْلَسا
إذا اعترى النومُ العيونَ النُعَّسا / أجْسمها جَوْفَ الدُجى أن تَهمِسا
كَأنما أرَّقها داءُ النَسَا / حتى تُلاقي بعضَ من تعسَّسا
سكرانَ ليلٍ عابراً أو حرسا / لو فرشوها الجندل المضُرَّسا
إذاً لخَالتْهُ هناكَ السُنْدسا / لاقتْ بعَينيكَ الأيورَ الدُحَّسا
فَقَذَفتْ مِنك بأعمى أطْمسا / يَرى النهار ظلماتٍ دُمَّسا
واسْتخلفتْ بِنتَكَ تَعْساً أتعسا / متى تُلاقِ الرَّاهبَ المُبَرْنَسا
تقْبِضْ عليه قَبضَ رام مَعْجِسا / حتى إذا كان حَراً أن يُقلِسا
وانتَفَجَتْ أوْرادُه واقعَنْسَسا / كعُنُق الهَيْق إذا تَوَجَّسا
وَرَضِيَتْهُ منظراً وَملْمَسا / رَدَّتْه في أرْحَامها مُكَوَّسا
فلو رَآها شَيْخُها ما عبَّسا / قال بُوركتِ كَمِيَّاً مِدعسا
تنوَّقا بوركتما تَنطَّسا / وبالرِّفاءِ والبنينَ أعْرِسا
دونَكَها تَكْسوك ثوباً أطْلسا / يُخاوضُ المجلس فيها المجْلِسا
ما أقْمرَ ابْنا أبدٍ وأشْمسا / لو اسْتعنْتَ في المعاني هِرْمسا
أو اسْتَجَشْتَ في الكلام فَقْعَسا / كي يُصرِخَاك مِثلها لأُبْلِسا
سُلالة نورٍ ليس يُدرِكُهُ اللَمسُ
سُلالة نورٍ ليس يُدرِكُهُ اللَمسُ / إذا ما بدا أغضى له البدر والشمسُ
به أمْست الأهواءُ يجمعُها هوىً / كأن نفوسَ الناس في حُبِّه نفسُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025