المجموع : 82
ما نكهتْ في مجلس شُنطفٌ
ما نكهتْ في مجلس شُنطفٌ / إلا خَشينا قتلَها نفسا
مقصوعة الخِلقة دَحداحة / تطرحها القِلّةُ في المَنْسا
نكهتُها تقتلُ جُلاسها / لقرب مَفساها في المحسَى
واسعةُ الثقبين بغَّاءةٌ / قد أقطعت بيعتَها القَسّا
خافت على عذرتها غيلةً / فاتخذت فقحتها ترسا
وإن تشاجتْ سمعت هاتفاً / يهتفُ من خلفٍ بها تعسا
تالله أدرِي عند إبذارها / أأبذرتْ أم أندرت جعسا
أندرْ لها ضِرساً إذا أبذرت / بل لا تدع في فمها ضرسا
أغضبني الشعر فعاقبتُهُ / بوجهها فاعتدَّهُ حبسا
أشجَتْكَ أطلال لخو
أشجَتْكَ أطلال لخو / لةَ كالمَهَارِق دُرَّسُ
أودت بهنَّ الباكيا / تُ الضاحكات الرُجَّسُ
والعاصفاتُ القاصفا / تُ المُعصراتُ الرمَّسُ
ما إن بها إلا الجآ / ذرُ والظباء الكُنَّسُ
ولقد تحل بها الحسا / ن القاصرات الأنَّسُ
من كل رودٍ كالقضي / ب نَماهُ دِعصٌ أوعسُ
خَوْد لها وجه علي / ه من القسامة ملبسُ
كالبدر حفته السعو / د وغاب عنه الأنْحسُ
ولها غدائرُ حُلَّكٌ / فوق الرَّوادفِ مُيَّسُ
ولها وشاحٌ جائلٌ / زَجْلٌ وحِجلٌ أخرس
وكأنما يرنو بمق / لتها غزال أعيس
ذَعَرتْه نَبأةُ قانصٍ / فلهُ لِذاك توجُّس
حتى متى تبكي الديا / رَ وفرعُ رأسك مُخلِس
هل يرجعُ الدمع الذي / سَلَبتْهُ عنك الأحرُس
قُولا لدبس شّر من / يطأ الترابَ ويُرمس
تباً لدهر أنت في / ه مقدَّم ومرأس
لو أن إبليساً رأ / كَ لكاد ذعراً يُبلس
ولَراعهُ وجهٌ من ال / تَحْسين قيءٌ أملس
وكأن صوتك حين تص / دح صوت رعدٍ يَرْجِس
فإذا صدحتَ مؤذناً / كادت تموتُ الأنفس
وُترت قلوبُ العالمي / ن ضَعِيفُها والأليَس
ودعوا عليك بقاصما / تٍ في الظهورِ تؤيِّس
فكأنما دعوات من / يدعو جميعاً تُنكس
وإذأ مَرَرْتَ فللأَنا / م إليك طرف أشوس
ووجوهُ من يلقاك من / هم قاطبات عُبَّس
فَطَوال دهرك أنت مش / توم وعرضُك أدنس
وإذا جلست أذىَ خُشا / مُك من يَضُمُّ المجلس
فكأنما الكرباس ين / فخ منك حين تنفَّس
وإذا نهضتَ كبا بوج / هك للجبين المَعطِس
فالأنف منك لعظْمه / أبداً لرأسك يعكِس
حتى يظن الناس أن / نَك في التراب تَفرَّس
ولأنت أجدر بالذي / قال الفتى المُتَنطِّس
إن كان أنفك هكذا / فالفيل عندك أفطس
يا من له في وجهه / أزَجٌ عليه مكنَّس
ما إن رأينا عاطساً / بأبي قبيس يعطس
وإذا جلستَ على الطري / قِ ولا أرى لك تجلس
قيل السلام عليكما / فتجيب أنت ويخرس
خذها إليك طما بها / متلاطم متبجِّس
شُنعاً شواردَ كالسها / م جِبارُها لا تَدرُس
كشفت عيوبك مثل ما / كشف الظلامَ المَقْبس
أيركب عمرٌو حوله من يحفُّهُ
أيركب عمرٌو حوله من يحفُّهُ / ويُعوِزُني قوتٌ أعولُ به عِرسِي
كذبتَ لقد أغنى عفاتيَ قاسمٌ / وإني لأعطي الحق ما حَملتْ خمسي
سوى أنني أشكو إذا ما امتدحتُهُ / فضائل تُعييني وتعيي بني جنسي
وإيعادُهُ إياي منه وقد صفتْ / ظلالي ولم تُذمم سَجاياه في غرسي
هو الشمس يَغشاني سناها ونفعُها / وتُعجزُ لمسي حين يطلبُها لمسي
صفا وجفا واشتدّ وجدي بقربهِ / وفي دينكم ضربي وفي دينكم حَبسي
وإني لأرجو أن ينِكِّر مُنعماً / على زمن قد طال إعمالُهُ بخسي
قل للأمير وما بالحقِّ من باس
قل للأمير وما بالحقِّ من باس / دع عنك ضربك أخماساً لأسداس
من اثنتين فلا تبخل بواحدةٍ / إمّا النوال وإما راحة الياس
طاب نيروزك في يوم الخميسْ
طاب نيروزك في يوم الخميسْ / وجرى مجرى سعيد لا نَحيسْ
لم يكن إلا سروراً كلهُ / وحبوراً وحباءً للجليس
ظل معروفك ينهلُّ لنا / من يَمينيكَ نفيساً من نفيس
فَصِلِ النيروز واشفع وِتره / بأخٍ وامنُنْ عليه بأنيس
والبس النعمى جديداً ثوبها / أو ترى نفسك في العمر اللبيس
مُصغياً نحو الملاهي ناعماً / بين أشباه المها والخندريس
يا بني وهبٍ غدت نعماؤكم / قد ثوت في داركم مثوى حبيس
ما لها عنكم زوال أبداً / فَأْمَنُوا من روعة اليوم البئيس
نحوكم تجري الأحاظي كلها / وإليكم تنتهي أخرى العَجيس
فالبسوها وامنحونا فضلها / يا بني كل رئيس لرئيس
يُرجف القرد بأني
يُرجف القرد بأني / زائل العقل موسوَسْ
حاولَ القردُ لعَمْري / عكْسَ أمرٍ ليس يُعْكَسْ
أتُراهُ يَتَظنَّى / أن عينَ الشمس تُطمس
إنْ أوسْوَسْ فحقيقٌ / يُسْعَدُ القرد وأُنْحَس
أصبحَ الناشِئُ ممن / يتغنَّى وهو أخرس
نافِقاً عند أناس / تَعِسوا والدهرُ أتعس
قلْ لَه عني وإن أص / بحتُ أطْرَى وأُكَيَّس
تِه على الدهرِ وقل ما / شِئتَ واظلمْ وتغَطْرس
لم يُقدس منك شيءٌ / ولك الجَدُّ المقدس
كيف لا يشتدُّ وَسوا / سِي وأشعارُك تُدرَس
وضياءُ الشمس لا يُق / بَس والظلماءُ تُقبَس
لم أكن أنْفس شيئاً / وعلى مثلك أنْفَس
قيل لي إنك شُعِّر / تَ فَضاق المتنفس
ثم عَزيت فؤادي / بعدما حار وأبلس
قلتُ إنا لَبِخيرٍ / إنْ أخونا لم يُفَرَّس
ما اقتنى مثلك دهر ال / سوء إلا حين أفلس
سَهَّل عندي خلتي أنني
سَهَّل عندي خلتي أنني / طال على خسفكمُ مَحْبِسي
فالآن ما اسْتَجشأتُ من مَطْعَمِي / عندي وما استخشنت من مَلبسي
جُزيتُمُ عن طيب ما أغتذي / خيراً وعن نعمة ما أكتسي
أعجِبْ بأن رَوَيتُمُ غُلتي / ومن سوى منهلِكم أحْتسي
كم من أناس أملوا فضلكم / محْرسهم أضيق من محرسي
ومن أيادي فضلكم أنكم / لا تُعْدِموني من به أأْتسي
لا شيء إلا ذَمّكم وحدهُ / أصبح معموراً به مجلسي
قِستُ بما ألقاه من ظلمكم / فقري وما أخطأتُ في مِقْيسي
فكان مسُّ الفقرِ فيما أرى / أليَنَ إرغاماً على مَعْطسي
وشَمولٍ أرقَّها الدهر حتى
وشَمولٍ أرقَّها الدهر حتى / ما تَوارى قَذَاتُها بلبوس
وردةِ اللون في خدود الندَامى / هي صفراء في خدود الكؤوس
سهلة في الحلوق لا غَوْل فيها / وهي خشناء صعبة في الرؤوس
وكأن الشعاعَ منها على الكف / فِ جِسادٌ على مَداك عروس
تُتَلقَّى بالعبس وهي تَحَيي
تُتَلقَّى بالعبس وهي تَحَيي / بنسيمٍ فيه حياة النفوس
جمعت آيتين مُحييةً طو
جمعت آيتين مُحييةً طو / راً وطوراً مميتةً للنفوس
لطفت فاغتدت تَحل من الأجْ / ساد من لطفها محل النفوس
ما في حياة عبيد الله منفعةٌ
ما في حياة عبيد الله منفعةٌ / عندي سوى أنه تعويذُ عباس
يرد عنه عيون الحاسدين له / وكل سحرٍ ووسواس وخنَّاس
عليه وجهٌ يرد العينَ خاسئةً / والعين تفلق متن الجندل القاسي
شتان ما بين عباسٍ وصاحبه / في الفضل والخير عند اللَّه والناس
فالله يفديه من كأس المنون به / فوجهه آثَرُ الوجهين بالكاس
رأيت أباك الخيرَ شَقَّ من اسمه
رأيت أباك الخيرَ شَقَّ من اسمه / لك اسمك إذ قال القوابلُ فارسُ
طلعت عليه يوم تمِّك طلعةً / مباركةً لم تحتضرها المناحسُ
فلما رأى فيك النجابةَ محضةً / كساكَ من الأسماءِ ما هو لابسُ
وزادك حرفاً لا يراه مُميّزٌ / يخالف بين اسمَيْكُما بل يجانِسُ
تقاربتما في اسميكما وكذا كما / تكونان في المعنى إذا قاس قائِسُ
رأيتُ خضابَ المرء عند مشيبه
رأيتُ خضابَ المرء عند مشيبه / حِداداً على شرخ الشبيبة يُلْبَسُ
وإلا فما يُغري امرءاً بخضابه / أيطمع أن يَخفى شَبابٌ مُدَلَّسُ
وكيف بأن يَخفى المشيبُ لخاضب / وكل ثلاث صبْحُه يتنفّسُ
وهبْه يُوارِي شَيْبَه أين ماؤُهُ / وأين أديمٌ للشبيبة أملسُ
عجب الجاهلون أن أبصروهُ
عجب الجاهلون أن أبصروهُ / نَزَّه الناس في بساتين رأسِهْ
كيف لو أبصروهُ وهو مُجدٌّ / يُعمل الكف في مَصافع نفسه
قلت للسائِليَّ عن غضبي كا / ن عليه وعن قِلاي لعِرسِه
ضرطتْ عِرسُهُ على رأس أيري / فتوهمتُ أن ذاك بِدَسِّه
أرى خالداً يرمي صَفاتي عَداوةً
أرى خالداً يرمي صَفاتي عَداوةً / ويشتِمُ عرضي سادراً في المجالس
ولو كان من قحطانَ حقاً كما ادعى / لمَا جازَ أن يَنْسى أياديَ فارس
أخالد لِمْ ناقضتَ أصلَكَ ضَلَّةً / وقد كنتَ شيخاً عالماً بالمقايس
أتَنمى إلى قطحان ثم تسبني / ضَلَلْتَ سبيل الأدعياء الأكايس
هجوتَ المُسيغي الماءَ قحطانَ بعدما / لقوا من أبي يَكْسوم إحدى الدهارس
ولو كنتَ ذا طبٍّ بتصحيح دعوةٍ / بكيتَ على أصدائهم في النَواوس
عجبَ الشيخ خالدٌ من أناسٍ
عجبَ الشيخ خالدٌ من أناسٍ / يَعْكسون الأمور أعجبَ عكْسِ
أنكروا أن يكون مسلكَ أيرٍ / ثُقْبَةٌ لا تزال مسلكَ جَعْس
لكن الشيخ خالد يحبس الأص / لع فيها برغمهم أيَّ حبس
ويرى أن رفع أمِّ سُويدٍ / فوق مقدارِها مَهانةُ نفس
ماذا يريدُ الناس من خالدٍ
ماذا يريدُ الناس من خالدٍ / وثقلُ قَرْنيه على رأسِهِ
قد وَلعُوا بالشيخ يؤذونهُ / عجَّله اللَهُ إلى رَمْسِهِ
أليسَ فيهم رجلٌ منصف / فينصف البائس من نفسِهِ
هل نَقموا منه سوى جوده / وطيب نفْس فيه عن عِرسِهِ
تاللهِ يا ابن أبي أمية قُل لنا
تاللهِ يا ابن أبي أمية قُل لنا / إن كنتَ مَسْعَدَةً فأينَ المَنْحَسَهْ
دَنَّستَ يا ابن أبي أميةَ كُنيَةً / غَنِيتْ زماناً وهي غيرُ مُدَنَّسَهْ
تُكنى أبا يعلى ولستَ بأهلِها / ما لم يَقْلها القائِلُون مُنكَّسه
أصبحتَ قَنَّعت الكتابة خَزيةً / قد كان قنَّعها أبوكَ الهندسه
فليُبعد اللَّه الكتابةَ إنَها / لا شكَّ إذ قبِلتْك غيرُ مُقدسه
صَدَّ عن الأطلال لمَا استيأسا
صَدَّ عن الأطلال لمَا استيأسا / من أن تُحير النُطق أو أن تَنْبسا
ولم يُمادِ الخَطَراتِ الهُجَّسا / خوفاً على أدوائه أن تُنْكَسا
بَل ذو الحِجى لا يَستحير أخْرَسا / إلا إذا اسْتَجْهله فرطُ الأسى
لا يَحرِمُ اللَه الطلولَ الدُّرَّسا / سُقياً تُردِّيهن نوراً أملسا
أَقاحِياً أو حَنوةً أو نَرْجسا / تكادُ رَياه إذا تنفَّسا
تُنْشئُ في تلكَ المَواتِ أنفُسا / تَربُّه الأنوارُ رَبّاً مِرغَسا
بكل محموم الظلال أغبسا / إذا أضاءَ البَرق فيه أرجَسا
إن لمْ يَؤُبْ جُنحَ الظلام غَلَّسا / فقد لَهَوْنا بالطلول أحْرُسا
أيام يُؤْوينَ الظِّباء الأُنَّسا / والدهرُ يجني أنعماً وأبؤسا
أنا ابنُ أعلى كلِّ من تفرَّسا / بيتاً وأزكاهُمْ ثرى ومَغرسا
والوارثُ المجدَ الطويلَ مِقْيَسا / والباعَ والعِزَّ التَّليدَ الأقعسا
عن كل وضَّاح يُجلِّي الحنْدِسا / تَمَّمَ بي من مَجده ما أسَّسا
فأيها المُلْقي عليَّ الأحْلُسا / شمسُ الضُّحى أبرعُ من أن تُطْمسا
يعقوبُ لاقيتَ هِزَبراً مِفْرَسا / يزيدُه عضّ الحروب حَمَسا
تَنجابُ عنه الغمَراتُ أمْلسا / يَخاله القِرنُ إذا تَشَرَّسا
يُديرُ في المِحجرِ منه قَبَسا / يَستوقِفُ الألفَ إذا تَبَهْنسا
حِجراً على الآسادِ حيثُ عَرَّسا / أذاكَ أم قِرنَ صِيالٍ أسْوَسا
لا مُمتَطى الظهرِ ولا مُخَيَّسا / أصْيدَ يأبى رأسُه أن يُعكَسا
أهْوَجَ إن وَزَعْتَه تَغْطرسا / يغشى الفحولَ البزلَ بَرْكاً مِهرسا
إذا أحسَّ البَكْرُ منه جَرَسا / لَطَّ العَسِيبَ باستِه واخْرَمَّسا
أذاكَ أم كبشُ نِطاع أرأسَا / يُولي الكباشَ هامةً كروَّسا
يَهْوينَ منها للرؤُوس كُوِّسا / كأنما يَصدِمْن منها عِرمسا
أعْيَتْ على الرادينَ أن تُؤيَّسا / حتى تَراها بالجريض نُسَّسَا
سَكرى وما باتتْ تُعلُّ الأكؤُسا / أذاكَ أمْ أفعى نآدا دهْرسا
أمْلَتْ له الأحداثُ حتى عَنَّسا / ببطن وادٍ وَحَدا فيه خَسا
ما بَضَّ واديه ندىً ولا اكتسى / نبتاً لدُن آوَاه إلا أيبسا
إذا استدرَّ في المَشيبِ وَسْوسا / وسوسةَ الحِمِّ إذا تحسحسا
يُعجِلُ من أنْحى عليه المِنهسا / من أن يُرَجّي البرء أو أن يَيْأسا
أو أن يُراعي الجارياتِ الخُنَّسا / بل شاعِراً ثَبْتَ المقام أحْوسا
مِردىً بأمثال القَوام مِرْدسا / يُرسلهُنَّ نِقْرساً فنقرسا
تَقْرُو القبورَ مَرْمَساً فمرمَسا / حتى يُوافينَ العَجوزَ المُومسا
أمَّكَ والشيخَ اللَئيم مَعْطسا / لا بُورِك الزوجان بل لا قُدِّسا
يا ابنَ السفاح يَقَناً لا مَحْدسا / وابن التي لم يَلقَ من تحسَّسا
أرْوَض منها للزَنا وأسْوسا / ريَّا بماءٍ غُصنُها حتى عسا
تبيعُ من أرْبحَها وأوْكسا / سِيّان من أسْنَى لها وخسّسا
ثم أعدَّتْ كَسْبَها المحبَّسا / فادَّخرتْ مِنه الرغيبَ المنْفِسا
لتُرغبَ المقْتر فيه المُفلسا / إذا تَحَنَّى ظهْرُها وقوَّسا
ولمْ يرَ الزْناةُ فيها مَلْبسا / كَذَاكَ تَلقَى الحُوَّل المُجرَّسا
يأخذُ من لِيانه لِما قَسَا / تَفْري الغراميلَ إذا الليل غسا
احْوَقَ يَقذِي مِشْفَراهُ نَجَسَا / أوْسَعَ من طَوْقِ الرحا وأسلسا
يَبلعُ ما يَبْلعُ حُوتُ يُونُسا / لو انتحاهُ سَهْمُ أعْمى قَرطسا
أينَ عَسى يَعدِلُ عنه لاعسا / تكادُ من غُلْمتِه أن تُسْلَسا
إذا اعترى النومُ العيونَ النُعَّسا / أجْسمها جَوْفَ الدُجى أن تَهمِسا
كَأنما أرَّقها داءُ النَسَا / حتى تُلاقي بعضَ من تعسَّسا
سكرانَ ليلٍ عابراً أو حرسا / لو فرشوها الجندل المضُرَّسا
إذاً لخَالتْهُ هناكَ السُنْدسا / لاقتْ بعَينيكَ الأيورَ الدُحَّسا
فَقَذَفتْ مِنك بأعمى أطْمسا / يَرى النهار ظلماتٍ دُمَّسا
واسْتخلفتْ بِنتَكَ تَعْساً أتعسا / متى تُلاقِ الرَّاهبَ المُبَرْنَسا
تقْبِضْ عليه قَبضَ رام مَعْجِسا / حتى إذا كان حَراً أن يُقلِسا
وانتَفَجَتْ أوْرادُه واقعَنْسَسا / كعُنُق الهَيْق إذا تَوَجَّسا
وَرَضِيَتْهُ منظراً وَملْمَسا / رَدَّتْه في أرْحَامها مُكَوَّسا
فلو رَآها شَيْخُها ما عبَّسا / قال بُوركتِ كَمِيَّاً مِدعسا
تنوَّقا بوركتما تَنطَّسا / وبالرِّفاءِ والبنينَ أعْرِسا
دونَكَها تَكْسوك ثوباً أطْلسا / يُخاوضُ المجلس فيها المجْلِسا
ما أقْمرَ ابْنا أبدٍ وأشْمسا / لو اسْتعنْتَ في المعاني هِرْمسا
أو اسْتَجَشْتَ في الكلام فَقْعَسا / كي يُصرِخَاك مِثلها لأُبْلِسا
سُلالة نورٍ ليس يُدرِكُهُ اللَمسُ
سُلالة نورٍ ليس يُدرِكُهُ اللَمسُ / إذا ما بدا أغضى له البدر والشمسُ
به أمْست الأهواءُ يجمعُها هوىً / كأن نفوسَ الناس في حُبِّه نفسُ