المجموع : 42
فَما أَهلُ الحَياةِ لَنا بِأَهلِ
فَما أَهلُ الحَياةِ لَنا بِأَهلِ / وَلا دارُ الحَياةِ لَنا بِدارِ
وَما أَولادُنا وَالأَهلُ فيها / وَلا أَموالُنا إِلّا عَوارِ
وَأَنفُسُنا إِلى أَجَلٍ قَريب / سَيَأخُذُها المُعيرُ مِنَ المُعارِ
وَكُنتَ أَخي أَيّامَ عودُكَ يابِس
وَكُنتَ أَخي أَيّامَ عودُكَ يابِس / فَلَمّا اِكتَسى وَاِخضَرَّ صِرتَ مَع الدَهرِ
لَعَمرُكَ لَو ذَوَّقتَني ثَمرَ الغِنى / أَذَقتُكَ ما يُرضيكَ مِن ثَمَرِ الشُكرِ
فَلَو نِلتُ ما يُغني بِكَ اليَوم أَو غَداً / أَنَلتُكَ ما يَبقى إِلى آخرِ الدَهرِ
أَلَم تَرَ أَنَّ الفَقرَ يُرجى لَهُ الغِنى / وَأَنَّ الغِنى يُخشى عَلَيهِ مِنَ الكُفرِ
عُمرُكَ قَد أَفنَيتَهُ تَحتَمي
عُمرُكَ قَد أَفنَيتَهُ تَحتَمي / فيهِ مِنَ البارِدِ وَالحارِ
وَكانَ أَولى بِكَ أَن تَحتَمي / مِنَ المَعاصي خشيَةَ النارِ
لا تَلحَ شَيبي وَما شاهَدتَ مِن كِبَري
لا تَلحَ شَيبي وَما شاهَدتَ مِن كِبَري / ما دُمتُ أَغدو صَحيحَ العَقلِ وَالبَصَرِ
قالوا أَبوكَ تَميمِيٌّ وَهِمَّتُهُ / شمُّ القُتارِ وَأَكلُ الشَحمِ بِالوَضَرِ
وَما تَميمٌ إِذا عُدَّت أولي كَرَم / فَقُلتُ في النارِ مَعنىً لَيسَ في الحجَرِ
يَقولُ أَنا الكَبيرُ فَبَجِّلوني
يَقولُ أَنا الكَبيرُ فَبَجِّلوني / أَلا هَبِلَتكَ أُمُّكَ مِن كَبيرِ
إِذا كانَ الصَغيرُ أَعَمَّ نَفعاً / وَأَمضى في الحَوائِجِ وَالأُمورِ
وَأَنفَذَ في النَوائِبِ إِن أَلَمَّت / فَما فَضلُ الكَبيرِ عَلى الصَغيرِ
شُغِلنا بِكَسبِ العِلمِ عَن مَكسَبِ الغِنى
شُغِلنا بِكَسبِ العِلمِ عَن مَكسَبِ الغِنى / كَشُغلِهِمُ عَن مَكسَبِ العِلمِ بِالوَفرِ
فَصارَ لَهُم حَظٌّ مِنَ الجَهلِ وَالغِنى / وَصارَ لَنا حَظٌّ مِنَ العِلمِ وَالفَقرِ
المَرءُ بَعدَ المَوتِ أُحدوثَةٌ
المَرءُ بَعدَ المَوتِ أُحدوثَةٌ / يَفنى وَتَبقى مِنهُ آثارُهُ
يَطويهِ مِن أَيّامِهِ ما طَوى / لَكِنَّهُ تُنشَرُ أَسرارُهُ
فَأَحسَنُ الحالاتِ حالُ اِمرِئٍ / تَطيبُ بَعدَ المَوتِ أَخبارُهُ
يَفنى وَيَبقى ذِكرُهُ بَعده / إِذا خَلَت مِن شَخصِهِ دارُهُ
إِنَّ عَيشاً إِلى المَماتِ مَصيرُه
إِنَّ عَيشاً إِلى المَماتِ مَصيرُه / لَحَقيقٌ أَلّا يَدومَ سُرورُه
وَسُرورٌ يَكون آخِرَه المَو / تُ سَواءٌ قَليلُه وَكَثيرُه
هِيَ الدُنيا وَزُخرُفُها
هِيَ الدُنيا وَزُخرُفُها / وَلَكِن ما مَصائِرُها
لَئِن غَرَّت منابِرُها / فَقَد وَعَظَت مَقابِرُها
وَإِن غَشَّت مَوارِدُها / فَقَد نَصَحَت مَصادِرُها
لَقَد رَأَيتُ الصَغيرَ مِن عَمَلِ ال
لَقَد رَأَيتُ الصَغيرَ مِن عَمَلِ ال / خَيرِ ثَواباً عَجِبتُ مِن كِبَرِه
وَقَد رَأَيتُ الحَقيرَ مِن عَمَلِ الشَ / شَرِّ جَزاء أَشفَقتُ مِن حَذَرِه
وَلَو أَنَّ دارَ الشَيبِ قَرَّت بِصاحِب
وَلَو أَنَّ دارَ الشَيبِ قَرَّت بِصاحِب / عَلى ضيقِها لَم نَبغِ داراً بِدارِهِ
وَلَكِنَّ هَذا الشَيبَ لِلمَوتِ رائِدٌ / يُخَبِّرُنا عَنهُ بِقُربِ مَزارِهِ
يا عائِبَ الفَقرِ أَلا تَزدَجِر
يا عائِبَ الفَقرِ أَلا تَزدَجِر / عَيبُ الغِنى أَكثَرُ لَو تَعتَبِر
مِن شَرَفِ الفَقرِ وَمِن فَضلِهِ / عَلى الغِنى إِن صَحَّ مِنكَ النَظَر
إِنَّكَ تَعصي اللَهَ تَبغي الغِنى / وَلَستَ تَعصي اللَهَ كَي تَفتَقِر
اِسأَلِ العُرفَ إِن سَأَلتَ كَريماً
اِسأَلِ العُرفَ إِن سَأَلتَ كَريماً / لَم يَزَل يَعرِفُ الغِنى وَاليَسارا
فَقَليلُ الشَريفُ يُكسِبُ مَجداً / وَكَثيرُ الوَضيعِ يُكسِبُ عارا
وَإِذا لَم يَكُن مِنَ الذُلِّ بُدٌّ / فَاِلقَ بِالذُلِّ إِن لَقيتَ الكِبارا
لَيسَ إِجلالُكَ الكَبيرَ بِذُلٍّ / إِنَّما الذُلُّ أَن تُجِلَّ الصِغارا
أَتاني عَنكَ ما لَيسَ
أَتاني عَنكَ ما لَيسَ / عَلى مَكروهِهِ صَبرُ
فَأَغضَيتُ عَلى عَمدٍ / وَقَد يُغضي الفَتى الحُرُّ
وَأَدَّبتُكَ بِالهَجرِ / فَما أَدَّبَكَ الهَجرُ
وَلا رَدَّكَ عَمّا كا / نَ مِنكَ الصَفحُ وَالبِرُّ
فَلَمّا اِضطَرَّني المَكرو / هُ وَاِشتَدَّ بِيَ الأَمرُ
تَناوَلتُكَ مِن سِرّي / بِما لَيسَ بِهِ قَدرُ
فَحَرَّكتَ جَناحَ الصَب / رِ لَمّا مَسَّكَ الضُرُّ
إِذا لَم يُصلِحِ الخَيرُ / اِمرَأً أَصلَحَهُ الشَرُّ
مِنّي السَلامُ عَلى الدُنيا وَبَهجَتِها
مِنّي السَلامُ عَلى الدُنيا وَبَهجَتِها / فَقَد نَعاها إِلَيَّ الشَيبُ وَالكِبَرُ
لَم يَبقَ لي لذَّةٌ إِلّا التَعَجُّبُ مِن / صَرفِ الزَمانِ وَما يَأتي بِهِ القَدَرُ
إِحدى وَسَبعونَ لَو مَرَّت عَلى حَجر / لَكانَ مِن حُكمِهِ يُفلِقَ الحَجَرُ
أَيُّها الفارِسُ المُشيحُ المُغيرُ
أَيُّها الفارِسُ المُشيحُ المُغيرُ / إِنَّ قَلبي مِن السِلاحِ يَطيرُ
لَيسَ لي قُوَّةٌ عَلى رَهَجِ الخَيلِ / إِذا ثَوَّرَ الغُبارَ مُثيرُ
وَاِستَدارَت رَحى الحَربِ بِقَومٍ / فَقَتيلٌ وَهارِبٌ وَأَسيرُ
حَيثُ لا يَنطِقُ الجَبانُ مِنَ الذُع / رِ وَيَعلو الصِياحُ وَالتَكبيرُ
أَنا في مِثلِ ذا وَهَذا بَليد / وَلَبيبٌ في غَيرِهِ نِحريرُ
لَعَمرُكَ ما يَدري الفَتى كَيفَ يَتَّقي
لَعَمرُكَ ما يَدري الفَتى كَيفَ يَتَّقي / نَوائِبَ هَذا الدَهرِ أَم كَيفَ يحذرُ
يَرى الشَيءَ مِمّا يَتَّقي فَيَخافُهُ / وَما لا يَرى مِمّا يَقي اللَهُ أَكبَرُ
أَراني مَعَ الأَحياءِ حَيّاً وَأَكثَري / عَلى الدَهرِ مَيتٌ قَد تَخَوَّنَهُ الدَهرُ
فَما لَم يَمُت مِنّي لِما ماتَ مَيِّتٌ / وَبَعضٌ لِبَعضٍ قَبلَ قَبرِ البِلى قَبرُ
فَيا رَبِّ قَد أَحسَنتَ بَدءاً وَعودَةً / إِلَيَّ فَلَم يَنهَض بِإِحسانِكَ الشُكرُ
فَمَن كانَ ذا عُذرٍ لَدَيكَ وَحُجَّةٍ / فَعُذرِيَ إِقراري بِأَن لَيسَ لي عُذرُ
لَبِستُ صُروفَ الدَهرِ كَهلاً وَناشِئاً
لَبِستُ صُروفَ الدَهرِ كَهلاً وَناشِئاً / وَجَرَّبتُ حالَيهِ عَلى العُسرِ وَاليُسرِ
فَلَم أَرَ بَعدَ الدينِ خَيراً مِنَ الغِنى / وَلَم أَرَ بَعدَ الكُفرِ شَرّاً مِنَ الفَقرِ
شُكرُ الإِلَهِ نِعمَةٌ
شُكرُ الإِلَهِ نِعمَةٌ / موجِبَةٌ لِشُكرِهِ
وَكَيفَ شُكري بِرَّهُ / وَشُكرُهُ مِن بِرِّهِ
تَكَثَّر مِنَ الإِخوانِ ما اِسطَعتَ إِنَّهُم
تَكَثَّر مِنَ الإِخوانِ ما اِسطَعتَ إِنَّهُم / عِمادٌ إِذا اِستَنجَدتَهُم وَظُهورُ
فَما بِكَثير أَلفُ خِلٍّ وَصاحِب / وَإِنَّ عَدُوّاً واحِداً لَكَثيرُ