القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 47
أَبا الفَضل كَم هَذا التَجنّي وَإِنَّما
أَبا الفَضل كَم هَذا التَجنّي وَإِنَّما / يَليقُ بِغِرٍّ خائِفِ القَنصِ نافِرِ
وَأَنتَ بِقَلبي لا تَزولُ وَإِنَّما / يَفوتُ لِعَينِي مِنكَ لَذَّةُ ناظِرِ
وَكُنتُ وَمِن حالي تَأَنُّسُ واصِلٍ / وَصِرتُ وَمِن حالي توحُّشُ هاجِرِ
تَدارَك حَبيبي خَلَّةً قَد أَضَعتُها / وَزُرني وَلَو بِالطَيفِ خَطفَةَ زائِرِ
وَإِن لَم تَزُر شَخصاً فَأُنسٌ بِأَحرُفٍ / عَلى وَرَقٍ يَقنَع بِذلِكَ خاطِري
يا أَيُّها المَولى الَّذي جُودُهُ
يا أَيُّها المَولى الَّذي جُودُهُ / كَالبَحرِ في تَيارِهِ الزاخِرِ
وَمِن ضِياءٍ وَجهُهُ مُشرِقٌ / مِن بَدأةِ الأَمرِ إِلى الآخِرِ
دَخِرت وُدّي لَكُمُ دائِماً / ما لِسواكُم أَنا بِالداخِرِ
وَقَد فَخَرتُ بِانتِمائي لَكُم / أَعزِز بِعَبدٍ بِكُمُ فاخِرِ
لَولا نَدى إِحسانِكم في الوَرى / كُنتُ كَعَظمٍ هامِدٍ ناخِرِ
وَإِنَّ بَحرَ جُودكُم مُفعَمٌ / يَجري بِفُلكٍ لِلنَدى ماخِرِ
وَمَن يَحِد عَن بابِ إِحسانِكُم / يَعِش كَعَبدٍ خاسِرٍ داخِرِ
يَضحَك أَو يَهزَأُ مِن فِعلِهِ / كَم ضاحِكٍ مِنهُ بِهِ ساخِرِ
إِذا صِلَةٌ وافَتكَ مِن صاحِبٍ فَكُن
إِذا صِلَةٌ وافَتكَ مِن صاحِبٍ فَكُن / لَهُ شاكِراً إِذ كُنتَ مِنهُ عَلى ذِكرِ
وَإِنّي لأَعتَدُّ اليَسيرَ مِن النَدى / وَأُتبِعُهُ بِالحَمدِ مِنّي وَبِالشُكرِ
عَذيري مِن بَني مِصرٍ فَإِنّي
عَذيري مِن بَني مِصرٍ فَإِنّي / أَفَدتُهُمُ العُلومَ وَلا فَخارُ
أَقَمتُ بِمِصرِهِم سِتِينَ عاماً / فَلَم يخلص لِيَ فيهِنَّ جارُ
وَفارَقتُ الأَنامَ وَفارَقوني / فَها أَنا لا أَزورُ وَلا أُزارُ
فَإِن ماتُوا فَلا أَسَفٌ عَلَيهم / وَإِن مُتنا فَقَد ماتَ الخيارُ
ما لِقَلبي مُقَسَّم الأَفكارِ
ما لِقَلبي مُقَسَّم الأَفكارِ / وَكَأن قَد حُشِيَ بِجَمرَةِ نارِ
قَد دَهَتني مِن الزَمانِ خُطوبٌ / ضاقَ عَن حَملِها جَميلُ اِصطِباري
دَمعُ عَيني لِفَقدِ حَيّانَ وَحَيّا / نَ وَحيّانَ وَالنُضارَينِ جارِ
أَتُراها مِن الغَمامِ اِستمِدَّت / أَو أُمِدَّت مِن زاخِراتِ البِحارِ
خَمسَةٌ تُشرِقُ المَنازِلُ مِنهُم / أُدرِجوا تَحتَ ظُلمةِ الأَحجارِ
شَغِفَت بِالقُرآنِ وَالنَحوِ وَالخَطِّ / وَفاقَت بِهِ جَميع العذارِ
وَاعتَنَت بِالحَديثِ سَمعاً وَكَتباً / فَرَوَت جُملةً مِن الآثارِ
مُسند الدارِمي وَمُسنَدَ عَبدٍ / وَالصَحيحينِ مُسلِماً وَالبُخاري
وَالنِسائي وَمُعجمَ الطَبَراني / ثَم نصفا مِلمُعجمِ الكُبّارِ
وَلها رِحلَةٌ لِمَكَّةَ فيها / سَمِعَت مِن شُيوخِنا الأَبرارِ
خَرَّجَت أَربَعينَ عَن أَربَعينَ اك / تَتَبَتها عَن سادَةٍ أَحبارِ
وَهيَ في سُقمِ مَوتِها أَسمَعَتنا / وَأَجازَت جَمعاً مِن الخضّارِ
ثُمَ راحَت لَمّا قَضى اللَهُ فيها / بِثَناءٍ وَطَيِّب التَذكارِ
وَدَهاني مِن بَعدِ ذَلِكَ فَقدِي / أُمَّ حَيّانَ خِيرَةَ الأَخيارِ
كانَت أُنسِي في وَحدَتي وَاغتِرابي / وَمَنامي وَيَقظَتي وَسِفاري
وَنَديمي في رِحلَتي وَمُقامي / وَزَميلي في حُجَّتي وَاعتِماري
كُنتُ أَرجو بِأَن تَعيشَ وَتَبقى / حينَ سُقمي تَدورُ بِي وَتُداري
لَم تَكُن زَوجَةً وَلَكن كَأُمٍ / وَأَنا كَابنِها صَغيرُ الصِغارِ
كانَت الروحَ بَينَ جَنبيَّ راحَت / فَحَياتي صارَت كَثَوب مُعارِ
دَعَت اللَهَ أَن تَموتَ سَريعاً / في حَياتي في عِزَّةٍ وَاستِتارِ
فَأَجابَ الإِلهُ مِنها دُعاءً / وقَضَت نَحبَها لِدارِ القَرارِ
فَسَقى اللَهُ قَبرَها غَيرَ عاثٍ / وَحَباها بِدِيمَةٍ مِدرارِ
فُتِنتُ بِنَشّابِيٍّ اختارَ شُغلَهُ
فُتِنتُ بِنَشّابِيٍّ اختارَ شُغلَهُ / بِصَنعَتِهِ خَوفَ العُيونِ النَواظِرِ
أَعَدَّ لِرائيهِ نَشاشيبَ مَن يُصَب / بِواحِدَةٍ مِنها يَرح لِلمَقابِرِ
وَقَد نَشِبَت في حُبِّهِ أَنفُسُ الوَرى / فَمِن مالِكٍ وَجداً وَآخر صابِرِ
نَظَرتُ إِلَيهِ وَهوَ يَنحَتُ أَسهُماً / فَخِفتُ كَأَن قَلبِي لَهُ قَلبُ طائِرِ
وَقَد كُنتُ لا أَقوى لِسَهمِ لِحاظِهِ / فَكَيفَ لِنُشّابٍ وَسَهمِ المَحاجِرِ
بَينَ القَصرَينِ بَدا قَمَرُ
بَينَ القَصرَينِ بَدا قَمَرُ / بِمَحاسِنِهِ فُتنَ البَشَرُ
يُعزى للتُركِ وَقَد تَرَكَت / عَيناهُ فُؤاديَ يَستَعِرُ
عَينا رَشأٍ قَد زانَهُما / غَنَجٌ يَسبيكَ أَو الحَوَرُ
يَمشِي فَتَلِينُ مَعاطِفُهُ / وَلَه قَلب قاسٍ حَجَرُ
نَظَرَت عَينايَ مَحاسِنَهُ / وَالحُبُّ يُهَيِّجُهُ النَظَرُ
فَسرَت لِلقَلبِ مَحَبَّتُهُ / وَالقَلبُ وَساطَتُهُ البَصَرُ
قَلبي وَالطَرفُ قَد اِشتَرَكا / فَلِذا فِكرٌ وَلِذا سَهَرُ
أَأَميرَ الحُسنِ وَهَل أَحدٌ / إِلّا لِجمالِكَ يَأَتَمِرُ
أَتُرى تَدرِي أَنّي كَلَفٌ / مِن حُبِّكَ ما لي مُصطَبَرُ
وَعَن السُلوانِ سَلَوتُ فَهَل / تَرثي لِمُحِبِّكَ يا قَمَرُ
ما أَحسَنَ ما يَقرا حَبيبيَ شِعري
ما أَحسَنَ ما يَقرا حَبيبيَ شِعري / فيهِ غَزلاً وَسامِع لا يَدري
يَدري قَمَري بِأَنَّ فيهِ دُرَراً / لاقى دُرَراً مُستخرجا مِن بَحرِ
بَحرٌ مَدَدٌ لَهُ ذَكاءٌ خُلِقا / حَتّى لَحَسِبتُ فِكرَهُ مِن جَمرِ
جَمرٌ مُتَوقِّدٌ سَرى في حُجُبٍ / لِلخَد فَأخالُ جَمرهُ لا يَسرِي
يَسرِي لِشَجٍ فُؤادُهُ في حَرقٍ / قَد ذابَ أَسىً مِن ساكِنٍ في القَصرِ
قَصرٌ لِرَشاً كَأَنَّما طَلعتُهُ / مِن شَمسِ ضُحىً أَو وجهُهُ مِن بَدرِ
بَدرٌ وَعَلَتهُ ظُلَّةٌ مِن شَعَرٍ / يَهتَزُّ نَقاً مِن تَحتِ غُصنٍ نَضرِ
نَضرٌ وَشَكا مِن رِدفِهِ مِن ثِقَلٍ / فيهِ وَكَأَنَّ رِدفَهُ مِن صَخرِ
صَخرٌ كَفُؤادِ مَن هَوينا شَغَفاً / فَيهِ فَلَقَد أَودى بِهِ لي صَبرِي
صَبرٌ صَبرٌ مَتى يُجَرَّع صَبرٌ / جِسماً دَنِفاً فَحيَّهل لِلقَبرِ
أَباحَنا وَصلَهُ المَحبوبُ في دارِه
أَباحَنا وَصلَهُ المَحبوبُ في دارِه / وَلاحَ كَالشَمسِ حُسناً وَقتَ إِبدارِه
فَقُلتُ للنَفسِ هَذا وَقتُهُ دارِه / أورِد لَهُ عَسجَداً مِن قَبلِ إِصدارِه
أَفدي بِروحي ابنَ ابني إِنَّهُ قَمَرٌ
أَفدي بِروحي ابنَ ابني إِنَّهُ قَمَرٌ / لَهُ مِن الحُسنِ تَكوين وَتَصويرُ
سَرى لَهُ الحُسنُ مِن شَمسٍ لَهُ وَلَدَت / بَدراً لَهُ في سَماءِ المَجدِ تَنويرُ
فيهِ حَلاوةُ أمٍّ وَاعتِزازُ أَبٍ / فَخَلقُهُ فيهِ تَيسيرٌ وَتَفسيرُ
سَمَّوهُ بِاسمِ نَبيٍّ لا نَظيرَ لَهُ / في الأَنبياءِ فَمَحمودٌ وَمَشكورُ
جَنَّةٌ أُنشِئَت لَما تَشتَهي النَف
جَنَّةٌ أُنشِئَت لَما تَشتَهي النَف / سُ وَتلتذُّهُ عُيونُ البَصيرِ
أَرضُها مَرمرٌ وَأَصداف دُرٍّ / جَلبُوها مِن نابياتِ البُحورِ
سَقفُها أَغرَقُوهُ بِالذَّهَبِ العَينِ / وَحيطانُها كسوا بِالحَريرِ
ثُمَ أَبوابُها مُطعَّمَةٌ بال / عاجِ وَالآبنوسِ وَالبَلُّورِ
بُدِّلَت بِالمِياهِ أَنهارُ خَمرٍ / وَبِحورِ الإناثِ حور الذُكورِ
مِن شَبابٍ مُعذَّرينَ وَمُردٍ / يُحسِنونَ الرُقادَ فَوقَ السَريرِ
بِمناطيقِ عَسجَدٍ زَيَنوها / بِلآلٍ تَنُوسُ فَوقَ الخُصورِ
فيَدورُ الفِتيانُ فيها عَلَيهم / بِأَباريقَ مِن عَتيقِ الخُمورِ
مِن بَني يافِثٍ أَبي التُركِ نَشأً / صُوِّروا في أَحاسِنِ التَصويرِ
صُورٌ كَالشُموسِ تَلمَعُ نُوراً / لَبِسوا في الوَغى جُلودَ النُمورِ
فَهُم في الجِلادِ أَشبالُ أُسدٍ / وَهُم في المِهادِ أَشباهُ حورِ
أَعجَميونَ كَالوُحوشِ طِباعاً / آنَسَتهُم لَطائِفُ التَدبيرِ
وَانتِقالٌ مِن تاجرٍ لِرَئيسٍ / في نَعيمٍ وَنضرَةٍ وَسُرورِ
بِعُيونٍ لُخصٍ سَبَت وَأُنوفٍ / ذُلُفٍ وَالوجوهُ مثلُ البُدورِ
وَشُعورٍ إِذا هُمُ ضَفَروها / كُنَّ كَالأَيمِ وارِداً لِلغَديرِ
فَإِذا هُمُ حَلُّوا الشُعورَ تَغَطَّت / صَفَحاتُ البُدورِ بِالدَّيجورِ
أَيُّ دينٍ يَبقَى لِمَن صارَ مُغرىً / بِالحُمَيّا وَبِالغَزالِ الغَريرِ
وَاصطكاكِ الشِفاه بِاللَثمِ رَشفاً / وَاحتِكاكِ الصُدورِ فَوقَ الصُدورِ
وَاجتماعٍ بِقائِم النَهدِ خَودٍ / وَاستِماعٍ لِلعُودِ وَالطُنبورِ
هَذِهِ عيشَةُ المُلوكِ فَمن يُح / رَمُ هَذا يَعيشُ في تَعسِيرِ
عَزَفَت نَفسِيَ عَن هَذا الوَرى
عَزَفَت نَفسِيَ عَن هَذا الوَرى / بَعدَما حَلَّت نُضارٌ في الثَرى
فَبِسَمعِي صَمَمٌ إِن حُدِّثُوا / وَبِعَيني نَبوَةٌ أَن تَنظُرا
كَيفَ لِي عَقلٌ بِأَن أَصحَبَهُم / لا أَرى وَجهَ نُضار النَّيِرا
لا وَلا أَسمَعُ مِن أَلفاظِها / كُلما قَد أَبرَزَتها دُرَرا
لَو نُظِمنَ كُنَّ زُهرَ أَنجُمٍ / أَو نُثِرنَ كُنَّ زَهراً أَنوَرا
إِن تَكُن عَن مُقلَتي قَد حُجِبَت / فَبِقَلبي شَخصُها قَد صُوِّرا
قَد لَزِمتُ تُربَةً حَلَّت بِها / عَبِقَت طيباً وَمِسكاً أَذفَرا
حَلَّ فيها العلمُ وَالفَضلُ الَّذي / كانَ عَنها في الوُجوهِ اِشتَهَرا
لَم تَكُن أُنثى تُوازي فَضلَها / هَل يُوازي الصَخرُ يَوماً جَوهَرا
تَلَتِ القُرآنَ غَضّا مُعرَبا / لَيسَ تَصحيفٌ وَلا لَحنٌ عَرا
وَوَشَت بِالحِبرِ في مُهرَقِها / وَشيَ خَطٍّ قَد تَجَلّى أَسطُرا
بِحَديثِ المُصطَفى وَالفقهِ وَالن / نَحوِ وَالشعرِ الَّذي قَد حُبِّرا
إِنَّ ذا العيدَ فيهِ غابَت نُضارُ
إِنَّ ذا العيدَ فيهِ غابَت نُضارُ / وَأَخوها فَما لِقَلبي قَرارُ
أَدمُعي تَرتَمي عَلى الخَدِّ سَكباً / وَفُؤادي مُضطَرِمٌ فيهِ نارُ
صَحِبا مِن ودادِها وَسطَ قَلبي / كُلَّ وَقتٍ لَهُ إِلَيها اِدِّكارُ
وَأَخاً خَيِّراً عَفيفاً حَييّاً / قَد زَكا فَرعُهُ وَطابَ النِجارُ
أَوحَشَت مِنهُمُ الدِيارُ وَسارُوا / بِهِمُ تَأَنَسُ الرُبا وَالقِفارُ
حمِلَت مِنهُم الجمالُ جمالاً / ساطِعاً مِنهُ لِلوَرى أَنوارُ
أَشرَقَت بِالنَهارِ مِنهُم شُموسٌ / وَتَجَلَّت في لَيلِهم أَقمارُ
عَبِقَت مِن شَذاهُمُ الأَرض لَمّا / وَطِئُوها فَتُربُها مِعطارُ
قاصِدينَ الحِجازَ لِلحَجِ راحُوا / لَهُمُ الذِكرُ وَالقُرآنُ شِعارُ
بَلَغُوا كَعبةَ الإِلَهِ وَحَجُّوا / فَبِها حُطَّت عَنهُم الأَوزارُ
ثُمَ زارُوا لِلمُصطَفى خَيرَ قَبرٍ / فيهِ خَيرُ الخَلائِقِ المُختارُ
حَنَّ قَلبي لِصالِحٍ وَلَعَمري / إِنَّ تَرحالهُ لَفِيهِ اِعتِبارُ
حَجَّ طِفلاً مَع أُمِّهِ وَأَبيهِ / نالَ ما لَم تَنَلهُ قَطُّ الصغارُ
هُم أُناسٌ حَجُّوا وَزارُوا وفازُوا / ساعدتهُم في ذَلِكَ الأَقدارُ
وَأَنا الشَيخ أَخَّرتني ذُنوبي / فَعَسى أَن يُسامِحَ الغَفّارُ
خَلَّفوني وَحدي غَريباً فَريداً / كُلَّ حينٍ يَشُوقُني التَّذكارُ
أَتُراني أَحيا أُشاهِدُ حَيّانَ / وَتَبدُو لِناظِرَيَّ نُضارُ
زَهرتا مُهجَتي وَنُورا فُؤادِي / وَأَنيساي إِن عَراني اِفتِكارُ
فارَقاني شَهراً وَشَهراً وَشَهراً / ما لِقَلبي عِلى الفِراقِ اِصطِبارُ
يا نَسيمَ الصَبا أَلا احمِل سَلامي / للأَحبّاءِ حَيثُ شَطَّ المزارُ
قُلتُ لِلنَفسِ وَهيَ ذاتُ اِضطّراب / اِستَكِني فَقَد تَقَضّى السِفارُ
قَد أَتانا مُبَشِر بِالتَداني / وَغَداً تَجمَعُ الحَبيبَ الدِيارُ
غَدَت أَعيُنٌ لِلناسِ رُمداً مُصابَةً
غَدَت أَعيُنٌ لِلناسِ رُمداً مُصابَةً / بِعَينيكَ إِنَّ السِحرَ مِنها يُؤثِّرُ
وَكَم أَثَّرَت عَيناكَ في أَعيُنِ الوَرى / إِلى أَن غَدَت في نَفسِها تَتَأَثَّرُ
كَذا الصارِمُ الصَّمصامُ إِن دامَ قاطِعاً / يَصِر فيهِ مِنهُ عِندَ ذاكَ تَأثُّرُ
أَرى كُلَّ عُضوٍ في الفَتى نافِعاً لَهُ
أَرى كُلَّ عُضوٍ في الفَتى نافِعاً لَهُ / سِوى واحد فيهِ جَلوب لَهُ الضرّا
فَأَقبِح بِهِ عُضواً يولِّدُ أَفرُخاً / وَيُكسِبُهُ ذُلاً وَيُعقِبُهُ فَقرا
وَلَو أَنَّهُ يُكفاهُ عاشَ مُمَتَّعاً / بِدُنياهُ مَرجُوّاً لَهُ الفَوزُ في الأخرى
قُل لِقاضي القُضاة شَيخِ البَرايا
قُل لِقاضي القُضاة شَيخِ البَرايا / يا إِماماً حَوى الفَرائدَ طُرّا
كُنتُ قَد سُمتُ في القَلائد بَيعا / فَأَتى الهَيثَمي لِذَلِكَ نُكرا
إِنَّ بَيني وَبَينها نسبة العر / بِ لِذاكَ اِهتَزَزتُ للعُربِ ذِكرا
إِن تَكُن نُسخَةٌ سِواها لَدَيكُم / فَلتَجُد وَاغتَنِم ثَناءً وَشُكرا
كَم مَديحٍ في جدِّكُم لعَليٍّ / وَحَبيبٍ قَد طَبَّقَ الأَرض نَشرا
مَن يَك القاسِمُ الهُمام أَباهُ / طابَ بَينَ الأَنامِ فَرعاً وَنَجرا
نُورٌ بِخَدِّكَ أَم تَوَقُّدُ نارِ
نُورٌ بِخَدِّكَ أَم تَوَقُّدُ نارِ / وَضَنىً بِجفنِكَ أَم كُؤوس عُقارِ
وَشَذاً بريقكَ أَم تأرجُ مِسكةٍ / وَسنا بِثَغرك أَم شعاعُ دراري
جُمِعَت مَعاني الحُسنِ فيكَ فَأصبَحَت / قيدَ القُلوبِ وَفتنةَ الأَبصارِ
متصاوِنٌ خَفِرٌ إِذا ناطقتَهُ / أَغضى حَياءً في سَكون وَقارِ
في وَجهِهِ زَهراتُ رَوضٍ تُجتلى / مِن نَرجس مَع وَردةٍ وَبَهارِ
خافَ اِقتِطافَ الوَردِ مِن وَجناته / فَأدارَ مِن آسٍ سياجَ عِذارِ
وَتسللت نَمل العِذارِ بِخدِّه / ليرِدنَ شَهدةَ ريقِهِ المعطارِ
وَبِخَدِّه وَردٌ حَمَتها وردها / فَوقَفنَ بَينَ الوِرد وَالإِصدارِ
كَم ذا أَواري في هَواه مَحَبتي / وَلَقَد وَشى بي فيهِ فَرطُ أواري
لَما أَتينا تَقيَّ الدين لاحَ لَنا
لَما أَتينا تَقيَّ الدين لاحَ لَنا / داعٍ إِلى اللَهِ فَردٌ ما له وَزَرُ
عَلى محياه مِن سِيما الألى صحبوا / خَيرَ البريةِ نورٌ دونه القَمرُ
حَبرٌ تَسربل مِنهُ دَهره حِبراً / بَحر تَقاذف مِن أَمواجه الدررُ
قامَ ابنُ تيميةٍ في نَصرِ شرعتنا / مَقامَ سَيِّد تيمٍ إِذ عصت مُضَرُ
وَأَظهَرَ الحَقَّ إِذ آثاره اندَرَسَت / وَأَخمَدَ الشرَ إِذ طارَت لَهُ شَرَر
كُنا نُحَدِّثُ عَن حَبر يَجيء فَها / أَنتَ الإمامُ الَّذي قَد كانَ يُنتَظَرُ
لَقَد ذَكرتكَ وَالبحرُ الخِضمُّ طغت
لَقَد ذَكرتكَ وَالبحرُ الخِضمُّ طغت / أَمواجُه وَالوَرى مِنهُ عَلى سَفَرِ
في لَيلَةٍ أَسدَلت جلبابَ ظلمتها / وَغابَ كَوكَبُها عَن أَعينِ البَشَرِ
وَالماءُ تَحت وَفَوق المُزن وَاكفهُ / وَالبَرقُ يَستَلُّ أَسيافاً مِن الشَرَرِ
وَالفُلكُ في وَسَط الماءين تحسبُها / عَيناً وَقَد أَطبَقَت شفراً عَلى شَفَرِ
وَالروح مِن حَزَنٍ راحَت وَقَد وَردت / صَدري فَيا لكَ مِن ورد بلا صَدَرِ
هَذا وَشَخصُكَ لا يَنفك في خَلَدي / وَفي فُؤادي وَفي سَمعي وَفي بَصَري
أَلا إِنَّ تاجَ الدين تاجُ معارفٍ
أَلا إِنَّ تاجَ الدين تاجُ معارفٍ / وَبَدرُ هُدىً تجلى بِها ظُلَمُ الدَهرِ
سَليلُ إِمام قَلَّ في الناس مثلُه / فَضائِلُه تَربو عَلى الزَهر وَالزَهرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025