المجموع : 24
منحتُك قلبي فِي الهوى وسَرائِري
منحتُك قلبي فِي الهوى وسَرائِري / وتَخفِض قدري ثُمَّ تعلو نَظائِري
لَعُمرك هَذَا فِي هواك لَضائِرِي / فإني وإِنْ حَنَّت إِلَيْكَ ضمائري
فما قدرُ حبي أن يَذِلَّ لَهُ قدري /
جعلتُك زندي فِي الهوى وبواترِي
جعلتُك زندي فِي الهوى وبواترِي / فما لِي أراكَ اليومَ تُبدي سَرائرِي
أتطلب ذلي إِذ جعلتك ناصري / فإني وإن حنت إِلَيْكَ ضمائري
فما قدر حبي أن يذلَّ لَهُ قدري /
كتمتُ الهوى جهدي وَمَا كنتُ مخبِراً
كتمتُ الهوى جهدي وَمَا كنتُ مخبِراً / وَلَمْ يدرِ جسمي بالغرام وَمَا جرَى
أتعجَب من شوقي وجسمي موفَّراً / وقائلةٍ مَا بالُ جسمِك لا يرى
سَقيماً وأجسامُ المحبين تَسْقَمُ /
كَأَنَّك لَمْ تغدو بحبي ولن تَرُحْ / ولن تشرب الكأسَ الرَّوِيَّ وتَصْطَبِحْ
أراك خَلِيّاً فاترك الحبَّ واسترِح / فقلت لَهَا قلبي بحبك لَمْ يَبُحْ
لجسمي فجسمي بالهوى لَيْسَ يَعْلم /
سَباني من الأتراك أَحْوَى وأَحْوَرُ
سَباني من الأتراك أَحْوَى وأَحْوَرُ / وأبيضُ فِي عيني وَفِي الناس أسيَرُ
أَهيمُ بِهِ والليل داجٍ ومُقْمِر / يُزهِّدني فِي حبِّ مَيَّةَ مَعْشَر
قلوبهمُ فِيهَا مخالفةٌ قلبِي /
يقولون لي والشوقُ للقلبِ أَمْرَضا / وعنيَ من أهواه صَدَّ وأَعْرَضا
أَلاَ إن من تهواه لَيْسَ بمُرْتَضى / فقلت دَعُوا قلبي وَمَا اختار وارْتَضى
فبالقلبِ لا بالعينِ يُبصِر ذو اللُّبِّ /
فما نظرُ العشاقِ فِي الحبِّ بالسَّوا / وَمَا حِدَّةُ العينين فِي القرب كالنَّوى
وَلَيْسَ كخالي القلبِ من شَفَّه الجوى / وَمَا تُبصر العينانِ فِي موضع الهوى
ولا تسمع الأذْنان إِلاَّ من القلب /
أَيا للهِ من تشتيتِ فِكْرِي / أَرقتُ لَهُ بأوهام وذِكْرِ
ذكرت لَهُ ليالينا بعَصْرِ / وطال الليلُ بي ولَرُبَّ دهرِ
نَعِمتُ بِهِ لياليه قِصارُ /
أُطارحُ ليلتي بالذكر عنها / فما خانت وتعلم لَمْ أَخنْها
أَحدِّثها وأملى من لَدُنْها / وكم من ليلةٍ لو أَرْوَ منها
جُننتُ بِهَا وأَرَّقَتي ادِّكارُ /
فكم قمنا نداول جواب / وتَسقيني سُلافاً من خِطاب
سكرتُ بِهَا وَلَمْ تك من شرابي /
سكرتُ بِهَا وَلَمْ تك من شرابي / فبِتُّ أُعلُّ خمراً من رُضاب
لَهَا سُكْرٌ وَلَيْسَ لَهَا خُمارُ /
فبِتْنا نُحْتَسِي الإيناسَ وَهْناً / أُفارِعُها الهوى سِنّاً فسِنا
وألثم ثغرها والليلُ جَنّا / إِلَى أن رَقَّ ثوبُ الصبح عنا
وقالت قم فقد بَرَد السِّوار /
فكان مقامُنا بالأنسِ يحوِي / وضوء الصبح للظَّلماء يَزْوِي
فقامت والحيا للجِيدِ يَلْوى / وولتْ تسرق اللحظاتِ نحوي
بمُلْتَفتٍ كما التَفتَ الصِّوار /
لقد جمعنا الدُّجَى ثغراً بثغرِ / أُعانقها وثدياها بصدرِي
وأدمُعنا من الأفراح تجري / دنا ذَاكَ الصباحُ فلستُ أدري
أشوقٌ كَانَ منه أم صِرار /
فما بَيْنَ الدُّجَى والصبحِ شَتَّى / فذا بظلامِه وَصْلِي تَاَتَّى
وذاك بضوئه للوصل بَتّا / وَقَدْ عاديتُ ضوءَ الصبح حَتَّى
لطَرفي عن مَطالعِه ازْورارُ /