المجموع : 126
حُسامٌ أنت لكن شَفْرتاهُ
حُسامٌ أنت لكن شَفْرتاهُ / عزايمهُ وصفحتُه وَقارُ
وغيثٌ أنت لكن الأيادي / سواكبُه إذا حُبِسَ القِطارُ
وليث أنت لكن الضَّواري / لها من فَرْط هيبته حِذارُ
تجمَّع عندك الضِّدانُ مجداً / وجمعُهما لمعتبرٍ فَخارُ
فبرْدُ الجودِ للْعافينَ ماءٌ / وحَرُّ البأسِ للأعْداءِ نارُ
ويومٌ تظمأ الأرواحُ فيه / وتَرْوى منْ جماجمه الشِّفارُ
تضيقُ بخيله فِيحُ المَوامي / ويكسف شمس ضحْوتهُ الغُبارُ
كأن رماحَهُ أشْطانُ جدْلٍ / تُرنحها من الطُّولِ البئارُ
تسابقُ طيرهُ زُرْقَ العَوالي / إلى مُقلٍ فطعْنٌ وانْتسارُ
تكافأ فيه جيشاهُ بطعْنٍ / وضربٍ فاستمرَّ به الغِمارُ
فَصلتهما بطعنةِ شَمَّريٍّ / يودُّ مَضاَ عزْمتهِ الغِرارُ
ومن مثلُ الغِياثِ إذا تمطَّتْ / عِتاقُ الخيلِ وادُّرِعَ الحِذارُ
يخفُّ إلى الصَّريخ إذا دَعاهُ / وفيه تحت رايته اصْطبارُ
سواءٌ في حفيظتهِ لديه / رَخيُّ العيش غَضّاً والخِطارُ
ونِعْمَ مُبيتُ طرَّاقِ الليالي / إذا بخلتْ بِدَرَّتها الغِزارُ
إذا أمنتْ صوارمُه الأعادي / بليلٍ باتَ تخشاها العِشارُ
فيبكي من وغاهُ ومِنْ قِراهُ / وليدُ الحيِّ يُتْماً والحِوارُ
لبيقُ العِطْف بالنعماءِ عَذْبٌ / مكاسِرُه إذا طالَ الحِوارُ
يفوحُ ثناؤُه في كل وادٍ / كأنَّ أريجَ مِدْحته عِطارُ
وما عَذْبٌ مواردهُ بَرودٌ / له بالرَّعْن جَرْيٌ وانحدارُ
أصاب بمَرِّهِ عُلْويّ وَقْبٍ / تقاصَرَ عن تناولهِ التِّجارُ
حديثُ المجِّ منْ كرماء رَعْيٍ / لهنَّ بكل ناضِرةٍ مَطارُ
لهُ خَصَرٌ ونسمتهُ اعْتلالٌ / إذا ما اسْتوقد الشِّعْري النهارُ
بأعذبَ منْ غياث الدين ودّاً / إذا ما عَلْقَم البَرِمَ النِّفارُ
وصاحب من بني الآمال خُضت به
وصاحب من بني الآمال خُضت به / بحراً من الليلِ ذا لُجٍّ وتَيَّارِ
يلفُّهُ النوم أحياناً فأُفْرِشُهُ / حديث مجدٍ يُجَلِّي نومةِ الساري
يرجو ويرقدُ عما قد سهرتُ لهُ / والمجدُ لا يُبتنى إلا بمسْهارِ
إذا اطَّباهُ مُناخٌ عند باديةٍ / أذْكرته دعَةً من ريف أمْصارِ
علماً بأن اعْتزامي سوف يُنزلنا / بمنْزلٍ من غِياثِ الدين مُخنارِ
حتى أنخنا بميمونٍ نقيبتُهُ / مُنزَّهِ العِرْض عن ذامٍ وعن عارِ
القاتل المحْل حيث المُزن مكديةٌ / بهاطلٍ منْ ندى كفَّيهِ مدْرارِ
يجلُّ عن منحةِ الأموال آونَةً / فالجودُ منه بآجالٍ وأعْمارِ
ويكرم السيف عن غِمدٍ فيغمدهُ / إذا يُجردهُ في رأسِ جَبَّارِ
ويركب الهول فرداً من عزائمه / في جحفلٍ كعُبابِ البحر جَرَّارِ
ويوسع الطارقات الدهم حين دهت / رأياً يحولُ له مُحْلولكُ القارِ
يُذمُّ منه رعاياه إذا اختلفتْ / عدلٌ يجمع بين الماءِ والنارِ
تُناطُ حبْوتهُ في يومِ ندوتهِ / بصافحٍ عن عظيم الجُرْم غَفّارِ
أغْنتْ مواقفهُ القُراء في سِيرٍ / عن يوم ذي نجبٍ أو يوم ذي قارِ
يُلثمُ النَّقعُ منه نوجهَ مُبتسمٍ / مُفَحِّمٍ في غِمارِ الموتِ كَرَّاِ
يجلُّ عن بعث جيشٍ من عساكره / إلى داريا العدى من غير إنذارِ
وتكرهُ الطعنَ في الهَزْمى ذوابله / فما تحاولُ إلا نحْرَ مِغْوارِ
يؤمُّ ضِيفانُه خِرْقاً أخا سَرَفٍ / لا يكْسعِ الشَّوْلَ من بخل بأغبارِ
في الجود غير مُغبٍّ للعُفاةِ وفي ال / وغى مُستمرٌ غيرُ فَرّارِ
لا يركب البغي إما سرَّهُ ظفرٌ / ولا يبيتُ على ضِغْنٍ وأوْغارِ
ما دبَّ في عطفه كبرٌ وإنْ خضعتْ / له البرايا بإعظامٍ وإكْبارِ
دلفْتَ بجيشٍ ذي زُهاءٍ كأنه
دلفْتَ بجيشٍ ذي زُهاءٍ كأنه / غوارب يَمٍّ أو هضابُ نَقاً عُفْر
تضيق المُروتُ الفِيح عند نزوله / ويدجو إذا ما سار من نقعه الظُهر
فأغنتكَ عنه نيَّةٌ وطويةٌ / ببعضهما يُستنزل الفتحُ والنَّصرُ
وكنت إذا جاولت غزو قبيلةٍ / هزمت ولا بيضٌ هُززنَ ولا سمر
يُحاذَرُ منك البشرُ واليوم كالحٌ / ويرهب منك الصبر إذ نفذ الصبرُ
غياثٌ لدينِ اللهِ حامي عبادهِ / وغيثٌ لأرضِ الله إذ حبُس القطر
أغرَّ كأن الشمس منْ قسماتِه / خلائقهُ في كل مكْرُمةٍ زُهْرُ
فتى الخيل تجري بالكُماةِ كأنها / عواسلُ معطٌ مَدَّ أنفاسها القفرُ
إذا ما طوتْ ماء النِّهاءِ تخمُّطاً / فموردها ما أنبعَ الهامُ والنَّحرُ
يُغيرُ بها المنعوتُ في كل معْركٍ / إذا ما استقى العَسالُ واستطعم النسر
أبو الفتح ضرَّاب الجماجم بالضُحى / ومولي الندى إذ صرح الأزمُ الغبر
على عطفه من مجدهِ أريحيَّةٌ / به نشوةٌ منها وما دارتِ الخمرُ
تكرَّمَ منها أن يُرى غير راحِمٍ / عطوفٍ فلا ظلمٌ لديه ولا كِبْرُ
فدامَ مُطاع الأمر يُرجى ويتَّقى / لأعْدائه منه الإِبادةُ والقهرُ
مريرُ القوى لا ينقضُ الدهر حزمه / ولكنه يجري بمأثورهِ الدهْرُ
قولُ المحرض يزداد الشجاعُ به
قولُ المحرض يزداد الشجاعُ به / بأساً ويغدو جبانُ القوم ذا أشَرِ
ما السيف سيفاً واِن أرضاك جوهره / لولا الصَّياقل والاِمهاء بالحجر
هنيئاً لك الأيامُ طُراً ففخرها
هنيئاً لك الأيامُ طُراً ففخرها / بقاؤكَ فيها للصيامِ وللفِطْرِ
ولا زلتَ محمود المساعي ومُنْجِح ال / مباغي ومحسودَ المناقبِ والفخْرِ
تخاف سلطاك البيض وهي صوارمٌ / ويحسد جدواكَ الغمامُ مع القطر
فانك اِما صرَّح الجدبُ والرَّدى / هزمتهما بالجود منكَ وبالنَّصرِ
إذا ما بهاءُ الدين شدَّ عليهما / غدا العزُّ والنَّعماء بالخوف والفقر
فأضحى طريد الأرض ذا قعسريةٍ / من العز والمُقوي الضَّريكُ أخا دثر
فتىً ألَّف العلياء وهي شواردٌ / فأحرزَها بين المكاسبِ والنَّجْرِ
فللسَّعي نشر كالخمائل في الدجى / وكم تكلَّفتُه حملاً فلم اُطِقِ
وعند أبي الفضل الجواد أخي الندى / زوائدُ شتى من خلائقهِ الزُّهْر
أناةٌ واِقدامٌ ولِينٌ وشِدَّةٌ / وعونٌ على الأيام في العسر واليسر
يتيه الخميس المجر بابن مُهلهلٍ
يتيه الخميس المجر بابن مُهلهلٍ / ونفس حسام الدين من بأسه مجْر
وتعبس جُرْدُ الخيل تحت عجاجه / فيطربُها منهُ السعادةُ والنَّصرُ
فتىً علَّم السُّمر الذوابل والظبى / بسالتَهُ حتى شكى الهامُ والنَّحْر
اذا أوقد النارين بالصبح والدجى / تباشر بالخِصب المَعاديمُ والنَّسر
تركتُ عليه شُرَّداً من مدائحي / تَسرُّ المعالي حين يُنشَدُها بدْرُ
وبالقصر أرْيحيٌّ
وبالقصر أرْيحيٌّ / به يمنعُ الذِّمارُ
اذا جادَ فهو غيْثٌ / واِن صالَ فهو نارُ
حَسوداهُ في عُلاهُ / ظُبى البيض والقُطار
أنيسٌ إِلى المعالي / وعن عارِها نَوارُ
سَنا البِشْرِ في دُجاهُ / لطُرَّاقِهِ نهارُ
تخافُ الكماةُ منهُ / كما خافتِ العِشارُ
فَتَرْوى من الكُماةِ / ومن كومِهِ الشِّفارُ
جمالُ الورى المُشارُ / اذا عُدِّدَ الفَخارُ
على عَزْمِه مضاءٌ / وفي عِطفْهِ وقارُ
ففي السَّلْم طودُ حلْمٍ / لزانِئيهِ عِثارُ
وفي الحربِ ليثُ غابٍ / جَرِيٌّ به سُعارُ
وفي الجودِ وهو جَمٌّ / إِلى السائل اعتِذارُ
على الجوِّ من نَداهُ / ومَسْعاتِه عِطارُ
رَضِيُّ الاِمامِ ذُو الف / ضْلِ والصاحب المُشار
مُجيرُ الأنام يَحمي / اذا اُسْلِم الجِوارُ
فيا مُرتْضى الخِلا / فةِ والمُرْتضى اختيارُ
هَنيئاً لكَ المواسمُ / كَرّارَةً تُدارُ
عليها بك اغتباطٌ / وفيها بكَ افتِخارُ
وعُمِّرْتَ ألفَ عيدٍ / لما تأمُرُ ائتِمارُ
مُطاعاً لكَ السَّعادةُ / في قُطْبِها شِعارُ
اذا اغبرت فجاجُ الأرض محْلاً
اذا اغبرت فجاجُ الأرض محْلاً / فغاضَ الغمرُ وابيضَّ النَّضيرُ
وأخلَفتِ الغوادي كلَّ أرضٍ / فسِيَّانِ الأريضَةُ والصُّخورُ
وقيَّد عِرْمِس السرواتِ صُرٌّ / له عصفٌ يَخُبُّ به السَّفيرُ
أَقامَ الصَّاحبُ الوهَّابُ نوءاً / من المعروفِ عارضُهُ مَطِيرُ
فغادرَ كل هامدَةٍ عَزازٍ / يميسُ بها ويهتَزُّ الغَميرُ
فماتَ المَحْلُ خوفاً من نَوالٍ / به يحْيا مِن الموْتِ الفقيرُ
بكَفِّ أغرَّ تحْسُدُه الغَوادي / ويرْهبُ بأسَهُ اللَّيثُ الهصورُ
عِمادُ الدولةِ الحامي حِماهُ / اذا ذَلَّ المُحامي والنَّصيرُ
تكسَّرُ في ملاحمهِ العَوالي / ويُجبْرُ من مكارمِهِ الفقيرُ
وتُطْبَعُ من عزائمهِ ظُباهُ / فلا فَلٌّ يَشينُ ولا دُثورُ
اذا عبَّت جحافلَها الأعادي / فَهازِمُها الصَّحائفُ والسُّطورُ
يُفَلُّ المَجْرُ من اِيجاز حرفٍ / ويَحْطمُ لاحِقَ السُّمر القصير
اذا عَلَتِ الغماغِمُ عندَ قاعٍ / شَآها من مَزابِرهِ الصَّريرُ
تأرَّجُ من مناقبه اللَّيالي / كأنَّ حديثَ مسْعاهُ عَبيرُ
على الأعدْاءِ طيرٌ من سِهامٍ / وفي النادي شَمامٌ أو ثَبيرُ
يُصَرِّفُهُ وليدُ الحيِّ لُطْفاً / وفي الكُبَراءِ متْبوعٌ أمِيرُ
ويعدلُ في الرعيَّةِ حين يقْضي / وفي أموالِهِ خِرْقٌ يَجورُ
أبى اللّهُ أن تمسي همومي صواحبي
أبى اللّهُ أن تمسي همومي صواحبي / ويُجهل فضلي وهو في الأرض سائرُ
وأنْ تلحظ الأعداءُ مني خصاصةً / لها من اِبائي والتَّصوُّن ساتِرُ
وبالقصر من حجْر الخلافة ضيغمٌ / نطوقٌ وبحرٌ من بني الصيد زاخرُ
فما عضدُ الدين الجوادُ بحارِمٍ / ولا خاذلٍ اِن عزَّ مُجْدٍ وناصرُ
وشيك القِرى والنصر يحسد بأسه / وجدواهُ أطرافُ القَنا والمواطِرُ
اذا خاض حرباً فهي سِلْمٌ لبأسه / واِن حلَّ جدباً فهو أخضرُ ناضرُ
وفي حكمه عند الرعيَّةِ عادلٌ / ولكنهُ بالجودِ في المالِ جائِرُ
هنيءُ الندى لا يحبس العذرُ جوده / ولكنهُ تَمْري نداهُ المَعاذِرُ
ولا يشفعُ الجودَ الجزيلَ بمنِّه / ولكن لباغي جود كفَّيهِ شاكرُ
اذا اخروَّط السير العنيف براكبٍ / دياجيرهُ عَرَّاقةٌ والهَواجِرُ
وبَزَّ الكَرى والأمن اِدمان سيره / نهاراً وليلاً فهو خشيانُ ساهِرُ
تطيرُ به الوجناءُ حتى اذا وَنَتْ / فسائقُها التَّأميلُ والعزمُ زاجِرُ
طوى الورد سلسالا وأصبح معرضاً / عن الثَّعْدِ جادتهُ الصبا والبواكرُ
فلا مَعْلقٌ اِلا أنابيشُ مِحْدَجٍ / ولا بللٌ اِلا المسيحُ الجُراجِرُ
يرومُ كريماً يوسعُ البثَّ مسمعاً / ويمسي على اللأواء وهو مُظاهرُ
فلا منْزلٌ اِلا فِناءُ مُحمَّدٍ / ولا كافلٌ بالجودِ اِلا العُراعِرُ
مقامٌ يُعيدُ الضرب بالجود حادراً / ويصبح نضو العيس عذافرُ
فِناءُ سَموحٍ والغَوادي بخيلَةٌ / وحامي حمى من أسلمتهُ العشائرُ
وواقفُ ما تحوي يداه على الندى / يقِرُّ له بالفضل بادٍ وحاضِرُ
نُمَتْهُ بهاليلُ العُلى ومعاقِل ال / نُّهى والسَّراةُ الماجدون العراعرُ
حوى المجد منهم لا حقٌ بعد سابقٍ / اذا كابرٌ منهم ثوى قامَ كابِرُ
فجاؤا به غمْرَ السَّجايا كأنَّهُ / على بأسه المرهوب زَوْلٌ مُعاقرُ
تطيشُ الرواسي حولهُ وهو ثابتٌ / وتكبو السواري وهو في العزم طائرُ
ويكسِرُ أبْطال الخميسِ وانهُ / لكسرِ مَعاديمِ الرجالِ لَجابِرُ
فهُنِّيء شهر الصوم منه بناسكٍ / حليف التُّقى ما أنبت العشب ماطرُ
تَودُّ القوافي لو جُلينَ بمقولي / واِن أعربتْ عن فضلهنَّ الدفاترُ
فتزدادُ حُسْناً بالبيان ولم يزلْ / بحسب قوى الفرسان تجري الضوامر
حببتُكمُ قبل الأيادي وقبلَ ما / همى ليَ رجّافٌ من الجود هامرُ
فكيف وأنتُم لي على الدهر نجدةٌ / أطارِدهُ من بأسكم وأغامِرُ
ويحُلُّ منهُ نديَّهُ
ويحُلُّ منهُ نديَّهُ / طَوْدٌ وقِرْضابٌ وبَحرُ
فالدَّهْرَ شيمةُ نفْسهِ / جودٌ واِقدامٌ وصّبْرُ
عَضُدٌ لدينِ اللّهِ مِن / هُ لهُ اذا ناداه نَصْرُ
يحمْيهِ من بِدَعِ الهوى ال / غَرَّارِ والضُلاَّلُ كُثْرُ
يَقْري ويحْمي ما يَشا / ءُ اذا بدا خَوْفٌ وفَقْرُ
فنَداهُ سَحٌّ في الأكُ / فِّ وضرْبُهُ في الهامِ هَبْرُ
مِن رأيهِ ويَراعِهِ / في طِرسهِ بيضٌ وسُمْرُ
يهْتزُّ مِن ذكْرِ العُلى / فكأنَّ ذِكْرَ المجْدِ خَمْرُ
واذا دَجا ليلُ الخُطوبِ / وساورَ الأحْياءَ ضُرُّ
جَلاَّهُ مِن اِحْسانهِ / والحُسْن مَعروفٌ وبِشْرُ
شَرَفٌ حَواهُ لِقدْرهِ / وفخارهِ سَعْيٌ ونَجْرُ
فاذا المناقِبُ كُلُّها / كانت صَباحاً فهو ظُهْرُ
فيه يُهَنَّا كلُّ عَصْ / رٍ بعضُهُ عِيدٌ وعَشْرُ
فالدَّهْرُ والأيَّامُ أجْ / مَعُها لها بِعُلاهُ فَخْرُ
ليس حملي مُجرَّد الزيْن والظَّر
ليس حملي مُجرَّد الزيْن والظَّر / فِ مسح الأيدي ونفضِ الغُبارِ
بل لأُخفي سرَّ الهوى عن رقيبٍ / ليس أهلاً للعلم بالأسْرارِ
أُوهِمُ العينَ منه مَسحَ المُحيَّا / ومُرادي كَفٌّ الدموع الجواري
أظُنُّ ظلامَ الحظِّ حانَ نُصوله
أظُنُّ ظلامَ الحظِّ حانَ نُصوله / إِلى واضحٍ من نيِّر الصُّبح مسفر
بأبيضَ وضَّاحِ الجبينِ مُؤمَّلٍ / لنُصْرة مخذولٍ وثروةِ مُقْترِ
بغيثٍ وليثٍ في نزالٍ وأزمْةٍ / لِطردِ مُحولٍ أو كميٍّ مُشهَّرِ
بفضلِ قريع الدهر والحوَّل الذي / يُشارُ اليه في مغيبٍ ومَحْضَرِ
حميد المساعي لا بنكسٍ مُنكِّبٍ / جبانٍ ولا بالمُستشيطِ المُغّرِّرِ
اذا افتخرتْ عُليا تيميم بن خندفٍ / وعَدَّتْ عُلاها مفخراً بعد مفْخر
سراعاً إِلى صوت الصَّريخ ورجَّحاً / رزانَ الحُبى في الحادثِ المُتنكر
تُغامسُ نيرانَ الحروبِ أجيجةً / وتقري القرى في كل هوجاء صرصرِ
وغادرت الأحياءَ عن شأوِ مجدها / رذايا سُرىً كالخابطِ المُتنوِّرِ
حوى شرفُ الدين المساعي قديمها / وحدثَها من دارسٍ ومُحَبَّرِ
به استرجعت ما بزَّها الدهرُ وارعوى / لها المُلكُ باللَّيث الهزبر الغضنفر
وما زالَ فينا كلُّ صاحب رايةٍ / من المجدِ متبوعِ اللواءِ مُؤمَّرِ
ثوى المُلكُ منَّا هامداً وحَديثهُ / حليفُ السُّرى من مُنْجدٍ ومغوِّرِ
فأنْشَرَهُ رَبَّ الأنام بمصطفى الاِ / مامِ ومُخْتارِ المُطاعِ المُطَهَّرِ
وزيرٌ تحاماهُ الكُفاةُ ويقتدي / به كلُّ طَبٍّ بالمَعالي مُكَرَّرِ
مهابته تغني عن السيف في الوغى / وسطوتُه عن جحْفَلٍ وسَنَوَّرِ
فليتَ الشهيد الصِّنْوَ شاهدَ مو / سمَ العُّلى ومقامَ العبقريِّ المُوَقَّرِ
وعاينَ صِيد الحيِّ بينَ مُسَلِّمٍ / مُرِمٍّ وسّجَّادِ الجَبينِ مُعفَّرِ
فيأخُذَ حقاً عاقَهُ الدهرُ دونَهُ / فغادرهُ رهنَ الحمامِ المُقَدَّرِ
ولولا التسلِّي بالوزيرِ ومجْدهِ / لماتَ له صبري وعِيلَ تَصبُّري
ولي خطراتٌ بعد ذلك مُرَّةٌ / يُهيِّجُها وُدِّي لهُ وتَذكُّري
اذا احتدمت نيرانُها في جوانحي / فَزْعتُ إِلى دمْعٍ بها مُتَحدِّرِ
أراكَ حُساماً ذا غِرارٍ ورونقٍ / يَقُدُّ شَباهُ كل دِرِعٍ ومِغْفرِ
عَليماً بضربِ الهامِ في كل مأقطٍ / رشيداً اليها في دُجى كل عِثْيرِ
سكَنْتَ غمود الصَّوْن دهراً لعزَّ / ة الكميِّ وفقْدان الشجاع الحَزوَّر
فأيْداكَ من قلب الغمودِ خليفةٌ / تَظنِّيهِ كشَّافٌ لكل مُسّتَّرِ
فسُسْتَ له الصقع العيد بصائبٍ / من الرأي مَقرونٍ بعزمٍ مُظفَّرِ
فلما رأى عضْب الكفاية ماضياً / جُرازاً وصفو النُّصح غيرَ مَكدَّر
رأى حضرة العلياء أكثر حاجةً / اِليك من الصَّادي لصوبِ الكنهور
فقلَّدك الأمرَ الجسيمَ وانما / لِعبء المعالي بازلٌ لم يُجرْجِرُ
أبا جعفرٍ حيث النداءُ لخِضْرمٍ / بعيدِ النَّواحي لا خليجٍ وجعفرِ
غواربُه جيَّاشةٌ من نوالِهِ / ومن بأسه ما بين مُغْنٍ ومُخطر
ودادي وحسن الرأي لي منك قد سرى / به الركبُ وَشْكاً من مُغِذٍّ ومُحضِر
وصار سميرَ الحيِّ حتى تعوَّضوا / به عن نِدامٍ مُستطابٍ وسُمَّرِ
ونوديتُ بالأفواه من كل جانبٍ / أتاكَ الذي ترجو من اللّهِ فابْشرِ
يا خيرةَ اللّهِ حُلِّي عند مُجتهدٍ
يا خيرةَ اللّهِ حُلِّي عند مُجتهدٍ / لفرْضهِ الخيرَ تنويهِ ضمائرهُ
وساعديهِ بتوفيقٍ على أمَلٍ / راضٍ به أبداً واللّه شاكرهُ
وسددي رأيهُ في كل مُعْضلةٍ / حتى تؤول إِلى أمْنٍ محاذرهُ
فانهُ نَدُسٌ جَمٌّ مناقبهُ / مُرُّ الأُبِيَّةِ تحلو لي مكاسِرهُ
الباسِمُ الثغرِ والجُلَّى مُقطِّبةٌ / كأنَّ جُلاَّهُ من صبرٍ بشائرهُ
ومُفرش الناس لطفاً مِن تودُّدهِ / كأنَّ خادمهُ الأقصى مُعاقرهُ
كأنما ذكرهُ في كل مجتمعٍ / نشرُ الخمائلُ جادتهُ بواكِرُهُ
اِنَّ اصْطفاءَ أمير المؤمنين لهُ / أمُّ المناقبِ يا للّهِ خاطرهُ
لقد حبا الدَّست منه راجحاً يقظاً / طوْداً وسيفاً اذا تبكي محابرهُ
اذا نبتْ مُرهفاتُ البيض عن أملٍ / قاصٍ حوتْهُ وأدنتهُ مزابِرهُ
فثابتٌ وحُبى الأقوامِ طائشةٌ / وصارمٌ والرَّدى تنْبو بواتِرهُ
اذا الأبطالُ مارستِ المَنايا
اذا الأبطالُ مارستِ المَنايا / ولَثَّمَ شمس معْركها الغُبارُ
فقطبُ الدين فارسُها وحامي / حَقيقتها وسيِّدُها المُشارُ
فتى الفخرين من جودٍ وبأسٍ / اذا ما اشْتَدَّ جَدْبٌ أو غِمارُ
تشاكى من قراهُ ومن وغاهُ / كُماةُ الروْعِ والكومُ العِشارُ
شكرتُ نداهُ من غير التماسٍ / كشكرِ الروضِ باكرَهُ القِطارُ
اذا افتخرتْ عليا ربيعة بالذي
اذا افتخرتْ عليا ربيعة بالذي / سَما من عُلاها بين كعبٍ وعامرِ
وجاءت كرملِ الأنْعُمين وعالجٍ / مناقبُ زُهْرٌ بين باقٍ وغابرِ
تُعيد الدجى صبحاً وتنمي فخارها / إِلى واضحٍ من قيس عيْلان باهرِ
وأدركها مسعى الشُّنينة فاحتوتْ / تُراثَ المعالي كابراً بعد كابرِ
فانَّ قديمَ المجد اُرسي فخاره / بغمر الندى من آل شوقٍ عُراعر
فكان مكان السُّحب والغيث توبةٌ / وما فخر سحبٍ لا تجودُ بماطرِ
وجادوا بفيَّاض النوال وفارس ال / نزال ومنَّاعِ النَّزيلِ المجاورِ
بماضٍ على الهول المخوف وناكصٍ / عن العار طَبٍّ باكتسابِ المفاخرِ
فتى الخيل تعدو بالكُماةِ كأنها / فوارطُ عِقبان الشُّريف الكواسر
خوارجُ من ليل الغُبار كأنها / سهامٌ غِلاءٌ غير غرْبٍ وعائِرِ
حراصاً على رعي النواصي وقد ثنت / هواديها عن كل أغيدَ ناضِر
تٌعلِّمُ طعن النَّحر كل مُثقَّفٍ / وتهدي إِلى ضرب الطُّلي كلَّ باتر
هنالك يُلْفى توبةُ الخير كافلاً / بِرِيِّ المواضي من دماء المساعرِ
فما تمنعُ الدرع الحصينةُ رُمحهُ / ولا تُتَّقى أسيافهُ بالمَغافر
ونعمَ مُناخ الطارقين عشيَّةً / اذا حارَدتْ غبر السنين العواقر
يعيدُ الضحى ليلا دخان قدُورهِ / ويهدي سَنا نيرانِه كلَّ جائرِ
وتمشي بمعبوط السديف اِماؤهُ / إِلى الضيف مشي المقربات الصوادر
اذا شبحٌ من جوَّ أرضٍ بدا لهُ / تناذرت الكومُ العِشارُ بعاقرِ
عبادةُ عينٌ في المعالي ونوْبةٌ / مكان البآبي من بياض المحاجرِ
وانَّ شهاب الدين في المحل والوغى / لعيش فقيرٍ أو لحتفِ مُغامرِ
مدحتك عن ودٍ قديمٍ وخبرةٍ / بما حُزْت قِدماً من عُلًا ومآثر
على حين هَمٍّ كالسِّنان وحالةٍ / أعادت بُغاثاً كل أجدلَ كاسرِ
فانْ نالت الأيامُ مني فلم تَنَلْ / شبَا هِممٍ عُلْويَّةٍ وخواطر
واِن رحتُ كالهنديِّ من غير ساعد / فعارٌ على الأبطال جهلُ البَواترِ
شجُع الطبيب وليس بابن مُكدَّمٍ
شجُع الطبيب وليس بابن مُكدَّمٍ / فيكم وليس بعنترِ الكَرَّارِ
لما دنا بحَديدةٍ مسْنونةٍ / لجراحِ أشبالِ الهِزْبر الضَّاري
فحمتْهُ من شَركِ المهالك سُنَّةٌ / مأثورةٌ عن أحمد المُختارِ
فَطردتُ بأسَ حفيظتي بتبعُّدي / وهزمتُ عن ديني خميسَ العارِ
يا فارسَ الهْوْليْنِ عَمَّ رَداهما
يا فارسَ الهْوْليْنِ عَمَّ رَداهما / تحت القَتام وتحت ظِلِّ العِثْيرِ
يجلوهُما من بأسهِ ونوالهِ / بمُهنَّأٍ خافٍ ونَصْرٍ مُظْهَرِ
فمضاؤهُ في سلْمهِ ونزالهِ / اِنجادُ مخذولٍ وثروةُ مُعْسرِ
جاد السحاب وجُدْتَ لكن قدِّرتْ / أوقاتهُ ونداك غيرُ مُقَدَّرِ
وظللت تمطرُ وهو يُمطرُ تارةً / ما ماطِرٌ يُحْيي البلاد كمُمْطرِ
واذا بوارقهُ كَذَبْنَ لشائمٍ / حيناً فبشركَ صادقٌ للمقْترِ
تخبو المواقدُ باليَفاع وبشْرُك ال / هادي ركابَ الخابطِ المُتنوِّرِ
لا تحتمي الوجْناءُ منك بِتامِكٍ / جلْدِ الاِهاب ولا الشُّجاع بمغفر
يشكو كفاحك كاتبٌ وكَتائبٌ / ما بين محجوجٍ وبين مُعَفَّرِ
بمبادريْنِ إِلى الطِّعانِ مُهَمْلجٍ / فوق الطُّروس وطامرٍ مُتمطِّرِ
حتى اذا قَذفَ اليراعُ بحالكٍ / أجرى النحور صَبيبَ قانٍ أحمرِ
فالشاهدانِ بما بلغْتَ من العُلى / ظهرُ الفلاة ضُحىً وبطن الدفتر
فبقيتَ يا تاجَ المُلوكِ للائذٍ / مستعصمٍ ولمُسنتٍ مستمْطرِ
كاَد التَّصوُّنُ أن تماط سُجوفُه / فحفظتهُ بتبرعٍ لم يكْدُرِ
واغبرَّ مُخضرُّ الشؤونِ فصُبْتَه / من راحتيك بوابلٍ مُثْعَنْجِرِ
رزح الجُلال العود من دلج السُّرى / والعِبءِ وهو لذاك غيرُ مُجرجر
صَمْتٌ تُقرُّ له البلاغةُ بالحِجا / والحزمُ للمتأمِّلِ المُسْتبصرِ
لا أوحشت منك الدسوت ولا خلت / منكَ السروجُ بغيبةٍ وبمحضرِ
اِنْ كان معنى جَعْفَرٍنهراً به / تروى العُطاش فأنت نهرُ الكوثرِ
جَلا سُدفَ المفارق نور شيْبٍ
جَلا سُدفَ المفارق نور شيْبٍ / كما يجلو دُجى الليلِ النَّهارُ
ولم تشب الخواطرُ والقوافي / واِنْ عقبتْ همومٌ وانكسارُ
فقالَ القومُ تأييدٌ قديمٌ / له نبأ عظيمٌ واشْتهارُ
مقالك كالنُّضارِ الصَّفْوِ أصلاً / ولن يبلى على القِدَمِ النُّضارُ
وأنت السيف لا يُفنْي شَباهُ / تَقادُمهُ ولا ينْبو الغِرارُ
فقلتُ وحُبِّ أبْلَجَ من تميمٍ / له في كل منقبةٍ مَنارُ
تُفوَّهُني وتُنْطقني عُلاهُ / فاسهابي واِنْ طالَ اخْتصارُ
وزيرٌ للعُلى اِلْفٌ أنيسٌ / وعند العارِ وحْشيٌّ نَوارُ
لبيقُ العِطْفِ بالنَّعماءِ زَوْلٌ / وليثُ وغىً اذا جَدَّ المغارُ
ومِطْعانٌ اذا فَرَّ المُحامي / ومِطْعامٌ اذا حُبِسَ القِطارُ
يُسِرُّ نجومَ ليلتهِ دُخانٌ / ويسكفُ شمس ضحوته غُبارُ
ويشكو سيفهُ سلْماً وحَرْباً / كماةُ الرَّوْعِ والكومُ العِشارُ
سجاياهُ أوانَ رِضا وسُخْطٍ / على اِنْصافه ماءٌ ونارُ
جوادٌ أحرز العليْاءَ سَبْقاً / فلا بُهْرٌ يَشينُ ولا عِثارُ
أرى تاجَ الملوكِ ظِلالَ ضاحٍ / وقد سَفَعَ الوديقةُ والقِفارُ
ووِرْداً بعد عِشْرٍ عند مَرْتٍ / يَعُزُّ به التَبَغُّمُ والعِرارُ
وتهْنيهِ المدائحُ مِنْ عَشيرٍ / به وبشعْرهِ يُحْمى الذِّمارُ
يُرَجَّى النَّصرُ منه على الرَّزايا / وبالهْنديِّ يُرْجى الاِنتصارُ
يا فارسَ الهْوْليْنِ عَمَّ رَداهما
يا فارسَ الهْوْليْنِ عَمَّ رَداهما / تحت القَتام وتحت ظِلِّ العِثْيرِ
يجلوهُما من بأسهِ ونوالهِ / بمُهنَّأٍ خافٍ ونَصْرٍ مُظْهَرِ
فمضاؤهُ في سلْمهِ ونزالهِ / اِنجادُ مخذولٍ وثروةُ مُعْسرِ
جاد السحاب وجُدْتَ لكن قدِّرتْ / أوقاتهُ ونداك غيرُ مُقَدَّرِ
وظللت تمطرُ وهو يُمطرُ تارةً / ما ماطِرٌ يُحْيي البلاد كمُمْطرِ
واذا بوارقهُ كَذَبْنَ لشائمٍ / حيناً فبشركَ صادقٌ للمقْترِ
تخبو المواقدُ باليَفاع وبشْرُك ال / هادي ركابَ الخابطِ المُنتوِّرِ
لا تحتمي الوجْناءُ منك بِتامِكٍ / جلْدِ الاِهاب ولا الشُّجاع بمغفر
يشكو كفاحك كاتبٌ وكَتائبٌ / ما بين محجوجٍ وبين مُعَفَّرِ
بمبادريْنِ إِلى الطِّعانِ مُهَمْلجٍ / فوق الطُّروس وطامرٍ مُتمطِّرِ
حتى اذا قَذفَ اليراعُ بحالكٍ / أجرى النحور صَبيبَ قانٍ أحمرِ
فالشاهدانِ بما بلغْتَ من العُلى / ظهرُ الفلاة ضُحىً وبطن الدفتر
فبقيتَ يا تاجَ المُلوكِ للائذٍ / مستعصمٍ ولمُسنتٍ مستمْطرِ
كاَ التَّصوُّنُ أن تماط سُجوفُه / فحفظتهُ بتبرعٍ لم يكْدُرِ
واغبرَّ مُخضرُّ الشؤونِ فصُبْتَه / من راحتيك بوابلٍ مُثْعَنْجِرِ
رزح الجُلال العود من دلج السُّرى / والعِبءِ وهو لذاك غيرُ مُجرجر
صَمْتٌ تُقرُّ له البلاغةُ بالحِجا / والحزمُ للمتأمِّلِ المُسْتبصرِ
لا أوحشت منك الدسوت ولا خلت / منكَ السروجُ بغيبةٍ وبمحضرِ
اِنْ كان معنى جَعْفَرٍنهراً به / تروى العُطاش فأنت نهرُ الكوثرِ
جَلا سُدفَ المفارق نور شيْبٍ
جَلا سُدفَ المفارق نور شيْبٍ / كما يجلو دُجى الليلِ النَّهارُ
ولم تشب الخواطرُ والقوافي / واِنْ عقبتْ همومٌ وانكسارُ
فقالَ القومُ تأييدٌ قديمٌ / له نبأ عظيمٌ واشْتهارُ
مقالك كالنُّضارِ الصَّفْوِ أصلاً / ولن يبلى على القِدَمِ النُّضارُ
وأنت السيف لا يُفنْي شَباهُ / تَقادُمهُ ولا ينْبو الغِرارُ
فقلتُ وحُبِّ أبْلَجَ من تميمٍ / له في كل منقبةٍ مَنارُ
تُفوَّهُني وتُنْطقني عُلاهُ / فاسهابي واِنْ طالَ اخْتصارُ
وزيرٌ للعُلى اِلْفٌ أنيسٌ / وعند العارِ وحْشيٌّ نَوارُ
لبيقُ العِطْفِ بالنَّعماءِ زَوْلٌ / وليثُ وغىً اذا جَدَّ المغارُ
ومِطْعانٌ اذا فَرَّ المُحامي / ومِطْعامٌ اذا حُبِسَ القِطارُ
يُسِرُّ نجومَ ليلتهِ دُخانٌ / ويسكفُ شمس ضحوته غُبارُ
ويشكو سيفهُ سلْماً وحَرْباً / كماةُ الرَّوْعِ والكومُ العِشارُ
سجاياهُ أوانَ رِضا وسُخْطٍ / على اِنْصافه ماءٌ ونارُ
جوادٌ أحرز العليْاءَ سَبْقاً / فلا بُهْرٌ يَشينُ ولا عِثارُ
أرى تاجَ الملوكِ ظِلالَ ضاحٍ / وقد سَفَعَ الوديقةُ والقِفارُ
ووِرْداً بعد عِشْرٍ عند مَرْتٍ / يَعُزُّ به التَبَغُّمُ والعِرارُ
وتهْنيهِ المدائحُ مِنْ عَشيرٍ / به وبشعْرهِ يُحْمى الذِّمارُ
يُرَجَّى النَّصرُ منه على الرَّزايا / وبالهْنديِّ يُرْجى الاِنتصارُ