المجموع : 42
ويا أَميراً نَفْسُهُ ما بَرِحَتْ
ويا أَميراً نَفْسُهُ ما بَرِحَتْ / لهُ على فِعلِ النّدَى أَمارَه
أَلبَسْتَ ثَوْبَ العَدلِ أَقطار الثرىَ / فقّبلَت أقدامَهُ الحِجارَه
يا شامِلَ الفَضْلِ وَمُغني الورى
يا شامِلَ الفَضْلِ وَمُغني الورى / والكامِلَ الارشادِ والتّبصِرَه
إنْ ذُكِرَ العَبْدُ فلا بُدَّ للْ / كَحّالِ في الدستورِ من تَذكرَه
أفدي الذي زارني عندَ الضُّحى بالخورْ
أفدي الذي زارني عندَ الضُّحى بالخورْ / ونحنُ في ظِلِّ بانات النّقا والحَورْ
وقام للسّاقية يَبغي هناكَ الدّور / فقلتُ إنَّ القَمَرْ يُشرِفْ بِبُرج الثّورْ
أُسائِلُ عَن ذاكَ المحيّا تَشَوُّقاً
أُسائِلُ عَن ذاكَ المحيّا تَشَوُّقاً / إليه جميعَ العاملينَ منَ الورى
وغيرُ عجيبٍ للطبيبِ إذا اغتدى / لِمنْ يلتقيهِ بالسؤالِ عنِ الخَرا
صُفرَةُ الخَمرةِ التي
صُفرَةُ الخَمرةِ التي / كُنتُ أهوى احمِرارَها
خَجِلَتْ منْ خُدودِ منْ / للنّدامى أدارَها
هذي هَدِيَةُ عيدٍ
هذي هَدِيَةُ عيدٍ / يَرجو بها كُلَّ خير
وَتِلكَ خِدمةُ مِثلي / خُصىً لأَشرفِ أَيرِ
فلا تَشِقْ عند نَصبٍ / في الجَرِّ قَطُّ بِغَيري
فَليس في الناسِ خَلْقٌ / تسيرُ في ذاكَ سَيْري
كأَنمّا الزيتونُ حولَ النهر
كأَنمّا الزيتونُ حولَ النهر / بينَ رِياضٍ زُخرفَتْ بالزَّهرِ
عِقدُ زَمَرَّدٍ هوى مِن نحرِ / أو خَرَزٌ فُرِطْنَ من بازَهْرِ
لا تَلُمني إذا بَلَغْتُ عَذاري
لا تَلُمني إذا بَلَغْتُ عَذاري / حينَ أمسيتُ ضائعاً كالحمارِ
ضائعاً أبتَغي وَقَد غَرَّني القَمْحْ / شَعيراً يُباعُ بالأشعَارِ
أنا إنْ ضِعتُ بالنّهارِ فَمِسْكٌ / فاطلُبوني في دكّةِ العَطارِ
أنا جَحشٌ منَ الصّعيدِ فإن شِئ / تُ يُناديّ عَلَيَّ بالاجهارِ
غيرَ أنّي لِقِلّةِ القضمِ قَلبي / في انقبِاضٍ كأنّه في زَيارِ
وإذا ما ذكرتُ أهلي أدَلِّي / من لَواعجِ التّذكار
لَسْتُ أَنسى الهيتيَّ وهو يُنادي / في دُجى الليلِ مُظهراً أسراري
مَن رأى لي ابنَ دانِيالَ رَفيقي / ورفيقَ الجماعةِ الأشرار
الحكيمُ الطّبيبُ ذو الهزلِ والجدِّ / الأديبُ المشهورُ في الأمصار
أنفُ النُّهى المعالي / وَرَجيعُ الورى وَسَلْحُ الوقارِ
خِصْيَةُ العزِّ فَقحَةُ المجدِ روثُ / الفخرِ قنداستُ قندسِ الأشعارِ
يا سَبالَ الهيتيِّ حرِّكتَ طبعي / بعدما كانَ ساكناً ذا قرارِ
يا سَبالَ الهيتيِّ ما بالُ دَمعي / بينَ فَخْدَيَّ ساكِبَ التبّار
يا سَبال الهيتي قد ضَر طول / الليلِ بي بعد هَجْعَةِ السّمْارِ
يا سَبالَ الهيتيِّ صُبْغَتُكَ اليومَ / كَلَون الفقاحِ والجلنّارِ
وإذا اختَرْتَ غيرَ ذي الصّبغِ فاسَمعْ / وَصفةً عن شَمَنْدخِ المزْارِ
خُذ خَراطيطَ من رجيعٍ قديمٍ / وسلاحِ استِ خالصِ الاصفرارِ
وَخَراً ذُقْ وَبَعْرَ لُكْ وَفُسا انشُق / وَقَلَطْ كُلْ وَوَرْسَ ذرقِ الصِّغارِ
دُقَها ناعِماً متى شِئْتَ مع حِنّا / وَضِفْها للِزَقَةِ البيْطارِ
ثمَّ دَعها في الشّمس حتى تَراها / بعدَ فَلسٍ في صُفْرَةِ الدِّينارِ
ذقنُ المعينِ الجزري
ذقنُ المعينِ الجزري / جَميعُها في قَذَري
بَل قذَر الكّلبِ وحا / شايَ وَحاشا مَبْعري
قالوا فَصِفهْ رْبّما / نَعرِفُه بِالخَبرِ
قلتْ لَهُم شيخٌ رَدٍ / مَنْخَرْهُ كَمَنْ خري
وَشارِباهْ مثلْ شَعْ / رِ أستيَ بالخُرءِ الطّري
يا ابنَ المُحِلِّيِّ ألا فاتئدْ
يا ابنَ المُحِلِّيِّ ألا فاتئدْ / وَتُبْ فَرَبُ العرشِ غَفّارُ
ما عايَنَتْ قبَلكَ عَيني امرأ / يَدخُلُ في ثُقبَتهِ الفارُ
يا لائِمي حينَ عَشِقْتُ العَذارْ
يا لائِمي حينَ عَشِقْتُ العَذارْ / وَلَمْ يَكُن لي في هواهُ اصطبارْ
إنّي امرؤَ أهوى الخياليَّ في / رَفْضٍ ولا أهوى خيالَ الإزارْ
إيّاكَ أنْ تَنْبُشَ خَلْفَ الورى
إيّاكَ أنْ تَنْبُشَ خَلْفَ الورى / فَقَلَّ ذو التَنْبيش أنْ يُشْكرا
ولا تَكُنْ كا إذ لم يَجدْ / في النّبْشِ خَلْفَ النّاس إلاَّ خرا
يا سائلي عَن لَيْلَتي بالمَنْسرِ
يا سائلي عَن لَيْلَتي بالمَنْسرِ / يُغنيكَ شاهدُ مَنْظَري عَنْ مَخبري
خارَتْ لسُكنى الخورِ قُوَّتي التي / كانَتْ تفوقُ على شجاعةِ عَنْتَرِ
نزَلَتْ بداري عُصْبَةٌ فَتَاكةٌ / هَتَكَتْ حِجابي بعدَ طولِ تَستُّرِ
من كُلِّ مُنْقَفلِ اللِّثامِ مُفَتِّح / أقفالَها بشَبا الحديدِ الأَخضرِ
وافى يُّكَوِّرني ولولا أنْ عرى / شَمسي الكسوفُ لَكانَ غيرَ مُّكَوَّري
بمُلَثَمٍ وَمُكَمّمٍ وَمُعَمّمٍ / ومخرَّصٍ وَمُوَشّحِ وَمُوَزَّرِ
مزجوا القَساوةَ بالجهالةِ وانبرى / كلٌّ يُهَدِّدُني بلَفظٍ حوتري
في صورَةِ المرِّيخ إلا أنّه / زُحَلٌ لهُ في كُلِّ سوقٍ مُشتَري
طَرَقوا بساطي بالطّوارقِ والقنا / متلاعبينَ بأبيضٍ وبأسمرِ
لم أنْتَبهْ إلاَّ بكوزَةِ رامحٍ / منهم أقامتني إلى ألحالِ الزَّري
وَبضَربةٍ من ذي حُسامٍ منتضى / يَفري الفريسة من جهولٍ مُفترى
صَفحاً بلا صَفْح فليتَ تبدَّلتْ / بالعينِ حاءً بالأديمِ الأَحمرِ
في شَر نوروزِ بَدالِي نَطعُهُ / بالسّيْفِ مُقْتَرِناً يُلاحِظُ مَنْخري
فَجُرِرتُ بعدَ الرَّفعِ في أيديهِم / وَنُصِبتُ ذا نَصب بِحالِ مُسَمّرِ
هذا يقولُ المالُ أين خَبَأتَهُ / فأجبتُهُ خوفاً جوابَ مُحَيِّر
وأقولُ مالي غير برذَوني وأث / وابي وَجُزءٌ من صِحاحِ الجّوهَري
وَمُسَوِّداتُ الشّعرِ مَدْحُكُمُ بها / قالوا سَبَالُكَ في أمِّ البحتري
فَبَكَتْ صِغاري إذْ رأوني بينَهم / مثلَ الأسير وما أنا بالموسِرِ
قالوا اقتلوهُ واطرَحوهُ إنّهُ / عينُ الأمير ويا لَهُ منْ مُخْبرِ
أو فأعصروهُ كالخراء فإنه / جَلدٌ وليسَ يقرُّ ما لَمْ يُعْصَر
عصروا كِعابي بالبَلاطِ وَشَوَّطوا / رأسي بِطاساتٍ حُمينَ بِمجمَرِ
ناديتُهم في السّطح عندي تاجرٌ / مُتَمَوِّكٌ مثلَ الخواجا الصّرصري
فَرَمى إلى طَبْيانَ أطولِهْم يداً / بِشَبا الظُّباةِ وَكُلِّ رمح سَمْهَري
فَبَدا خيفةً من كيدِهم / وَلَرُبّما وَجَدوهُ خَوْفاً قد
لَمْ أنسَ للأُنسِ ليلةً سَلَفَتْ
لَمْ أنسَ للأُنسِ ليلةً سَلَفَتْ / والنّجمُ كالبَدْرِ والدُّجى نورُ
في فتيةٍ للصّفاءِ ما اجتَمَعَتْ / إلاّ وما في الصّفاء تَكديرُ
والوَرْدُ والياسَمينُ في طَبَقٍ / أوراقُهُ للذُّيولِ مَنشورُ
كأنّهُ والأكفُّ تَنْثُرُهُ / دراهمٌ فَوْقها دَنانيرُ
عَزاؤكَ طولَ الدَّهرِ يا ابنَ أبي الفَخْرِ
عَزاؤكَ طولَ الدَّهرِ يا ابنَ أبي الفَخْرِ / عزيزُ أسى إذْ لستَ تجنَحُ للصَبْرِ
فلا تبدين حزنا فيشمت حاسد / وكَفْكفْ دموعَ العينِ في السّرِّ والجَهرِ
وَعج سالياً عن بنتِ عاج عَدمتَها / فصوصُ قمار كُنَّ أغلى منَ البدرِ
منعّمةٌ بَيضاءُ خُضْرٌ نُقوشُها / كَنَقْش كُفوفِ الغيدِ أضحينَ في الخدرِ
تلوح على الأرساغ شبهُ دجنّةِ / فَمِن مَنَ سام في المسيرِ وَمُنْحَرِّ
تُطاوِعُها في الأمرِ وَهي أبيّةٌ / مرادُكَ بينَ الشُّربِ في النّهْي والأمر
ورُبّتَما أصبحتُ في القَمْر عنَدها / بقَهْرٍ وما تُبدي لها ألمَ القَهْر
كأنَّ سطورَ السّرِّ أسطُرُ مهَرقٍ / غنيتُ بها عن كُلِّ نَظْمٍ وَعَن نَثْر
ويذكُرُكَ الجارُ المربّعُ شَكْلُه / صَليبكَ فوقَ الزّنْد في غُرةِ العُمْر
وتَصبوا إلى الثالوثِ بالسّا إذا بَدَت / ثلاثاً فَتَرعاها لذلكَ في البَرِّ
وللبنج فعلُ البَنْج في اللبِ ما بَدا / وألهاكَ عن صوم الفريضة والفطرِ
إذا ما بَدا للدُّوِّ شَكلان أمَسيا / أليفَيْنِ وصلا لا يُراعانِ بالهجرِ
وكالخالِ نَقْشُ أليَكَّ يَسْبيكَ لونُه / فأنتَ بهِ صَبُّوا الفؤادِ مدى الدَّهرِ
تَروقُك منْ شَفعٍ وَوَترٍ نُقوشُها / وَتُلهيكَ ما لاحَتْ عنِ الشّفعِ والوترِ
إذا لَثَمَتْ ثغراً هناك بَدا لهَا / طنين كَصَوتِ العودِ والدفِّ والزَّمرِ
فَعُوِّضْتَ عنها فوق عينيكَ مِثلها / فصوص عمى يا قرمَةَ النار يا جمرى
ألا بَلِّغِ المُصْفَرَّ عَنِّيِ وإنْ يَكُنْ
ألا بَلِّغِ المُصْفَرَّ عَنِّيِ وإنْ يَكُنْ / أخَسَّ الورى قَدْراً لَدَيَّ وأَحقَرا
تباخَلْتَ حتّى صِرْتَ أصفَرَ مُنْتَناً / فكنتَ جديراً أنْ تُلَقّبَ
عرَّفْ كمالَ الدِّينِ عنَي ما ترى
عرَّفْ كمالَ الدِّينِ عنَي ما ترى / وانقل لَهُ هذا الحديثَ كما جَرى
واخبرهُ عنّي أنني في حالةٍ / فارقتُ منها في الدُّجى طيفَ الكرى
متقلبّاً فوقَ الفراش كأنّني / أودعتُ من لَهَبِ الجوانحِ مجمرا
أُحمى فأُسقى بعدَ بَرْدٍ مَسّني / لو أنّني سيفٌ لَصرْت مُجَوْهرا
وأرى الشرابَ ولوا شراب بقيعةٍ / وغدايَ أكثرهُ أراهُ مُزوَّرا
طَوراً تَراني بالوهادِ مُزَمّلا / أشكو وطوراً بالحصيرِ مُدَثّرا
في عُصَبةٍ بعدَ اخضرارِ معزَّةٍ / قَد عاينوا بالذُّلِّ موتاً أحمرا
فَرضانِ سقمٌ ثمَّ فقرٌ مدقعٌ / فلعلَّ جودَكَ أن يداوي الأخطرا
ولئن سَلِمتُ جعلتُ شكري كافلاً / ولئن هلكتُ فلا حِقاً أنْ تُؤجَرا
كلُّ حيِّ إلى المماتِ يَصيرُ
كلُّ حيِّ إلى المماتِ يَصيرُ / ما لهُ ساعةُ النّزاعِ نَصيرُ
وزَمانُ العمرِ الطويلِ إذا ما / اختلفَ الليلُ والنّهارُ قَصيرُ
أينَ عادٌ وَتُبّعٌ وأولو الرَّس / وأينَ الألى وأين نَصير
والسّعيدُ الذي يرى طُرقَ الرُّشْدِ / بعينِ اليقينِ وَهْوَ بَصيرُ
ألا خير ما تسعى لتحصيله الورى
ألا خير ما تسعى لتحصيله الورى / كتابٌ منَ الرَّحمن بالنّور سطِّرا
كتابٌ كريمٌ شافي الخطِّ كافيا / يجلُّ ويغلو أَنْ يباعَ وَيُشترى
ولقَيته الحصنَ الحصينَ وإنّه / لَحُصْنٌ بآيِ اللهِ باتَ منّوراً
غدا ليلةً فيهِ التمائمُ جُنّةٌ / لِمَنْ كانَ منصورَ اللّواءِ مُظفرا
وَمن فَضلهِ أَنَّ العَدوَّ إذا رأى / لحامله أَمسى بهِ متأخرا
يلوحُ عظيماً في النفوس مبجلا / عزيزاً مهيباً في العيونِ موقرا
وكم حاملِ لمَّا رأتهُ تَخلَصَتْ / وأَحضرها الطّلقُ الذي قد تعسرا
وكم أرمدِ بالسحر قد كانَ أَكمها / فَلما أى ما فيه في الحال أبصرا
وذات نزيفِ بالدِّماءِ رات به / عَياناً وَقَد قامت من الدَّمِ أَبحرا
وأَرملةٌ عطلٌ منَ الزَّوج قد غدا / به أَمرُها بالخاطبينَ مُيَسّرا
فيا لكَ حرزاً أَحرزَ النّقعَ كُلَهُ / وأَربى على من حازَهُ ملكُ قيصرا
له صورةٌ يَسْتَحِنُ القردُ عندها
له صورةٌ يَسْتَحِنُ القردُ عندها / على أَنَّ وجهَ القردِ أَحسنُ منظرا
إذا ما ابتداني بالحديثِ حَسِبْتُهُ / تَسَوَّكَ من فَرطِ النتّونةِ