المجموع : 42
يا مَنْ به تَحْسُن الدنيا وتَفتخِرُ
يا مَنْ به تَحْسُن الدنيا وتَفتخِرُ / طويلُ كلِّ مديحٍ فيك مُخْتصَرُ
أقلُّ أوصافِك الحُسْنى يَضيق بها / خواطرُ الخَلْقِ والأقطارُ والسِّيَر
في كل يومٍ تُرينا فَضْلَ مَكْرُمةٍ / غريبةِ الفَضْلِ لم يَسْبِق لها بشر
فقد تكاملتَ في خَلْق وفي خُلُق / حتى تَنافسَ فيك السمعُ والبصر
يا باسطَ العدلِ في بَدْو وفي حَضَرِ
يا باسطَ العدلِ في بَدْو وفي حَضَرِ / ورافعَ الجَوْرِ عن اُنْثَي وعن ذَكَرِ
أَبدعتَ في كلِّ فضل كلَّ مُعجزةٍ / غَرّاءَ ما عُهِدتْ من قبلُ في بَشر
زادتْ على كلِّ مخلوقٍ فأَيْسَرُها / مِلْءُ الزمانِ وملءُ الأَرضِ والسِّيَر
وصاغَك اللهُ في خَلْقٍ وفي خُلُق / مِلْءَ القلوبِ وملء السمع والبصر
يا أفضلَ الناسِ لم تُنْسَب إلى لقبٍ / إلا فِعلُك أَوْفَى منه فافْتخِر
وما دُعيتَ بشاهِنْشَاهَ فاعترفتْ / به الملوكُ على جهلٍ ولا غِرَرِ
لكنْ رأتْ شرفَ الإقرارِ وهْولها / أَمنٌ أجلُّ من الإنكارِ والخَطر
يَستعظِم الخَبر الإنسانُ عنك وفي / مكانِ خُبْرِك ما يُغْنِى عن الخَبر
يا دوحةَ الرُّتَبِ العُليا لقد لَحظتْ / منك العيونُ كما لا ليس في الشجر
كَرُمتَ أَصلا وفرعا ثم جئتَ بما / زَكا وأينعَ واحْلَوْلَى من الثمر
من كل قَرْمٍ جُيوشيِّ النِّجارِ غدا / في كعبةِ الفخرِ مثل الرُّكْنِ والحَجَر
تَلوذ آمالُ حُجّاجِ النَّوال به / شُعْثا فمن طائفٍ سَعْيا ومُعْتمِر
تَلى مَساعيَك العظمى فما خرجتْ / به السعادةُ في قَصدٍ عن الأَثَر
عقدٌ تَخيَّرتَ منه كلَّ واسطةٍ / للمُلْكِ منها جمالُ العينِ والنظر
جاورتَه فأَخَفْتَ الدهرَ صَوْلَتَه / حتى تَوَقّاه في وِرْدٍ وفي صَدَر
وارتاعتِ الأُسْدُ في أقصى مَرابضها / منه فما نومُها إلا على حذر
واستكبرتْ سادةُ الأَملاكِ هَيْبتَه / واسْتعظَم الدهرُ معناه على صِغر
فتحتَ للناس أبوابَ السرورِ به / فالعرسُ في كل قلبٍ غيرُ مختصَر
للهِ مُلْكٌ وإملاكٌ قد اقْتَرَنا / إلى السعادة في اَمْنٍ من الغِيَر
نَثرتَ للناسِ من عَيْنٍ ومن وَرِقٍ / فيه فلم يبقَ من لم يحظَ بالبِدَر
فلو أردتَ مَزيدا في النِّثار له / لم يبقَ في الجوِّ نجمٌ غيرُ منتثر
يَهْنِى المَعالى التي أضحتْ لكم وطنا / تَشريفُها باتصالِ في صافٍ بلا كَدر
حتى تَرى من بنيه كلَّ مُعتصِبٍ / بالتاجِ يُرْضيكَ منه سَيدُ العِتَر
تُرْخِي أومرُاك العليا عزائمه / فلا تمرّ بمَلْكٍ غيرِ منعِفرِ
فاسلَمْ ودُمْ في بقاءٍ غيرِ مُنصرِم / ملازم السَّعْدِ من عُمْر إلى عُمُر
عَبِقت بطيبِ ثَنائِك الأَقْطارُ
عَبِقت بطيبِ ثَنائِك الأَقْطارُ / وتَجمَّلتْ بَمديحِك الأَشْعارُ
وعَظُمتَ وصْفا في السَّماعِ فمُذْ بَدا / للعينِ خُبْرُك هانتِ الأخبار
فات المدائحَ بعضُ وصفِك كلّها / عَجْزا عن التقصيرِ وهْي قِصار
وسقى البلادَ سَخاءُ جودِك فارتوتْ / وتَأرَّجتْ بثنائِك الأزهار
فكأنما الدنيا عروس تُجْتَلى / ولها مَواهبُك الغِزار نِثار
فرِضاك عَدْلٌ واصْطِناعك رحمةٌ / وسُطاك مَهْلكةٌ وعزمُك نار
والأرضُ مُلْكٌ والزمانُ وأهلُه / خَدَمٌ وبعضُ جيوشِك الأَقْدار
ما قيل شاهِنشاهُ إلا كان ل / لأكِ من معنى الكلام فَخار
يا مالكَ الدنيا الذي من عَدْلِه / في كل أرض عسكرٌ جَرّار
ومُقسِّمَ النِّعَم التي لِنوالِها / في كل موضعِ شعرةٍ بَتّار
ومُبخِّلَ الكرماءِ أَيْسَرُ جودِه / فكأنما حَسناتُهم أوزار
جُحِد الكمالُ من الوجود فمُذْ بَدا / للناسِ فضُلك أُنْكِر الإنكار
إن كان هذا الخَلْقُ أصلُ وجودِه / طينٌ فأَصُلك جَوْهرٌ ونُضار
لا شكَّ لما طابَ أصُلك في العُلا / والمجدِ طابتْ هذه الأثمار
ثَمَرٌ جيوشيُّ المَغارِسِ أَفْضَل / ىُّ الفرع للفَضْلَيْن فيه شِعار
كالمرتضى شمس المعالي مَنْ حَبا / كَ اللهُ منه بكلِّ ما تختار
فكسوتَ وجه الأرضِ منه محاسنا / فلِعزِّك الدنيا به أنوار
فأَتى بما اقتضتِ الفِراسة فِعْلَه / فتَنافستْ في فضِله الأفكار
جاورْتَه داراً لدارٍ فاغتدَتْ / لجلالِه في كلِّ قلب دار
وجَلونَ منه على الأَنامِ فَضائلا / فعُقول أهلِ الأرضِ فيه تَحار
أظهرتَه للناس عند كَمالِه / فَضْلا فأنجَبَ ذلك المضمار
فتَلا مَحاسنَك الشريفة للعُلى / بالجِدِّ فهْو السابق السَّيّار
وقَرنْتَه بالشمسِ فِعْلَ مُجرِّب / إنّ الشموس بُعولُها الأقمار
فالخَلْق في عرسٍ يدوم سرورُه / أَبدا كأنّ الليل فيه نهار
لم تَنفرِدْ مصرٌ به عن غيرِها / سِيّانِ مصرٌ فيه والأَمْصار
كاد المُقطّمُ أنْ يَميدَ مَسرَّةً / لو لم يُصِبْه من لَدُنْك وَقار
غَمرتْ مَكارُمك البريةَ قبلَه / وانْضاف هذا العرس فهْي بِحار
بَذلتْ هِباتُك فيه كلَّ نفيسةٍ / حتى تأكد للنُّضار بَوار
اللهُ يبِقى في بقائك عُمْرَه / ما دام للفَلك الأَثير مَدار
حتى يشدَّ بَنوك ملكَك مثله / ويشدَّه أبناؤه الأبرار
واللهُ يجعلنا فداءَك إنّه / لولاك ما طابت لنا الأعمار
وليلةٍ من حِسانِ الدهرِ بِتُّ بها
وليلةٍ من حِسانِ الدهرِ بِتُّ بها / بساحلِ الثَّغْرِ في أعلى مَناظرِهِ
وفي المَنارةِ من تلْقائِنا قَبَس / والبدر يظهر ثُلْثاه لناظرِه
كشاربٍ قام إجلالا وفي يده / كأسانِ للشرب مسرورا بزائره
عندَنا كِيزانُ فُقّا
عندَنا كِيزانُ فُقّا / عٍ لها حُسْنٌ ومَنْظَرْ
كلُّ كوزٍ قد تَزَيَّى / وَتَردَّى وتَعطَّر
مَنْ رآنا نُورِد الأي / دي إليها ثم نصدرْ
ظَنَّ في أَنُملنا لل / شمِّ تفاحاتُ عنبر
والنيلُ مثلُ عِمامةٍ
والنيلُ مثلُ عِمامةٍ / نُشِرتْ مُحشّاةً بأَخْضَرْ
والجسر فيها كالطِّرا / ز ومَوْجُه رَقْمٌ مُصَوَّرْ
والبحرُ في رأس الجزي / رةِ كالسَّراويل المحرَّر
تَفْرِيكُه ما دَرَّجت / فيه الرياحُ من التكسُّر
تأملتُ بحرَ النيلِ طولا وخَلفَه
تأملتُ بحرَ النيلِ طولا وخَلفَه / من البركةِ الغَنّاء شكلٌ مُدَوَّرُ
فكان وَقد لاحتْ بشَطَّيْهِ خُضْرة / وكانتْ وَفيها الماءُ باقٍ مُوَفَّر
عِمامةَ شَرْبٍ في حواشٍ بُخضْرةٍ / أُضيف إليها طَيْلسانٌ مُقَوَّر
أَسيرُ وقلبي في يديكِ أَسيرُ
أَسيرُ وقلبي في يديكِ أَسيرُ / وحادِى غرامي لوعةٌ وزَفيرُ
أظلُّ أُناجي الشوقَ حتى كأنما / فؤادي لأنواعِ الهموم سَمير
أَلا هلْ لأيامِ الوصالِ تَواصُلٌ / وهل لي إلى سكانِ مِصْر مَصير
متى كانتِ الأيامُ تُسْعِف بالمُنَى
متى كانتِ الأيامُ تُسْعِف بالمُنَى / وروضُ الهوى غَضُّ النباتِ نَضيرُ
وعينُ النّوَى وَسْنانةٌ وشَبا العِدَا / كَليلٌ وباعُ الحاسِدين قصير
لياليَ لا خوفُ النوى يَسْتَفِزُّني / ولا جاريا دمعي أَسىً وزَفير
إذا كان عُقْبَى ما يَسوء التَّصبُّرُ
إذا كان عُقْبَى ما يَسوء التَّصبُّرُ / فتَعْجِيله عند الرَّزِيّة أَجْدَرُ
وغايةُ أحزانِ النفوسِ سُلوُّها / فأَوْلَى بها تَقْديُمه وهْي تُؤْجَر
وليس الشجاعُ النَّدْبُ من يضرب الطُّلَى / دِراكا ونارُ الحرب تُذْكَى وتُسْعَر
ولكنَّه من يُؤلمُ الثُّكْلُ قلبَه / وتَعروه أحداثُ الزمانِ فيَصْبر
فيا مالكَ الدنيا الذي الأرضُ والورى / من العدلِ في أيامه تتبختر
لئِنْ عَظُم الخطبُ الشديد مَحَلُّه / فحلمُك أعلى منه قَدْرا وأكبر
وبعضُ الذي يَحْوِيه صدرُك هِمَّةٌ / تضيق به الدنيا جميعاً وتَصْغُر
فللحلم منه والجلالِ شَوامِخٌ / وللعلم منه والفضائل أَبْحُر
لقد زَعْزعتْ شُمَّ الجبال رزيةٌ / أَلمَّتْ ولكنْ طودُ حلمِك أَوْقَر
وفضلُك مثلُ الشمسِ نورا ورفعةً / وحاشاهُ بل أَعْلَى وأَسْنَى وأَسْيَر
بعلمِك تَسْتهدِي نفوسُ ذَوِي النُّهَى / وأنت بما قال المُعَزُّون أَخْبر
وحكم التَّعازى سُنّةٌ نَبوية / وإلا فمنك الحزمُ يَبْدو ويَصدُر
وما قيل إلا بعض ما أنت عالم / فسِيّانِ فيه مُقْصِرٌ ومُكَثِّر
وعلمُك بالأشياءِ مالا زيادةٌ / عليهِ ولا تَنْساه ثم تُذَكَّر
إذا صَحَّ فهمُ المرءِ صَحَّ لنفسه / يقينٌ ومِسْبار العقولِ التَّصوُّر
لقد دانتِ الدنيا لعادٍ وتُبَّعٍ / ودَبَّر فيها الملكَ كِسْرى وقَيْصَرُ
وشادوا القصرَ المُشْمَخِرّات في الوَرى / يُقَصِّر طرف العين عنها فَيَحْسَر
فهل أَبقتِ الأيامُ أو جانَبَ الرَّدى / ذليلا فيُنْسَى أو عزيزا فيُذْكَر
ولو خَلَّف الموتُ امرأً لجَلاله / لكان بها أَوْلَى وأَحْرَى المُظَفَّر
لقد سَلبتْ كفُّ المنية مُهْجةً / تَكنَّفها للحزم والعزم عسكر
فويحَ المَنايا كيف غالتْه وهْي من / صَنائِعِكم فيما يُخاف ويُحْذَر
وتصريفُها بين الصَّوارم والقَنا / بأيديكمُ والخيلُ بالهام تَعْثُر
وأنتَ لها مثلُ الذريعة في الوَغى / إذا صان نفسَ القوم درعٌ ومِغْفَر
وأحسَبُه جادتْ يَداهُ بنفسه / لقاصِده والموتُ في ذاك مُخْدر
وما مات من أَحْيا بك اللهُ ذِكْرَه / ولكنّه في الدهر باقٍ مُعَمَّر
ولم تَعْدم الدنيا فَقيدا وإنْ سَما / ووجهُك فيها مشرقُ النّورِ أَزْهَر
فأنت لهذا الخَلْق روحٌ وناظِر / وكهفٌ به يَحْيَا ويَغْنَى ويَنظر
فلا عيشَ إلا في زمانك طيب / ولا نفسَ إلا من نوالك تُجْبَر
ولا مَلْكَ في الأرض إلا وظاهرٌ / على وجهه من ذكر فضلك أسطر
لآمنت حتى ليس في الأرض خائفٌ / ورَوَّعتَ حتى ذَلَّ من يَتجبَّرَ
وأنصفتَ حتى ليس في الأرض مُشْتكٍ / وأَغنيتَ حتى ليس في الأرض مُعْسِر
لك السيرة المشهورةُ الفضلِ في الورى / ففي كل قُطرٍ نَشْرُها يَتعَّطر
إذا قيل شاهِنْشاهُ لم يبقَ معجزٌ / من الفضلِ إلا وهْو فيه يُحرَّر
فللأَفضلِ الفضلُ الذي كلُّ فاضلٍ / من الناسِ عن إدراكه متأخِّر
فيا مهجةَ الإسلاِم رِفْقا بها له / فهذا الأسى فيها وفيه مُؤَثِّر
وما قيمةُ الدنيا قياسا لفعلها / حِيالكَ كلا فهْي أَدْنَى وأَحْقَر
وإن كان أثير الفراق مثيره / فقد نالك من فارقتَ ما هو أفخر
غَدا في جوارِ الله حيث يزوره / سحابُ حَياً من رحمةِ الله يَهْمِر
فإن قَبَروا جُثْمانَه فثَناؤُه / معَ الدهرِ في ألأفواهِ ما ليس يُقْبَر
بقاؤك يُسْلِى النفسَ عن كلِّ فائتٍ / وجودك يحيى الهالكين ويَنْشُر
سلمتَ مُفَدًّى بالنفوس جميعها / وعمرُك ممندُّ الحياةِ مُكرَّر
وافَى كتابُك يتلو عَرْفه السارى
وافَى كتابُك يتلو عَرْفه السارى / كفَارةِ المِسْكِ أَفْرَتْها يدُ الفاري
كالنوم بينَ أجفانٍ أَضَرَّ بها / طولُ السُّهاد كبُرْءٍ بعد إضرار
كالغيثِ من بعد مَحْلٍ كالوصال على ال / مهجور كالأمن من خوفٍ بإنذار
وحَقَّك القسمُ المبرور ما عَمِرت / بغير ذكرك بعدَ البين أسرارى
ولا تَخلَّص قلبي من يدَىْ حُزُنٍ / يوماً ولا مُقْلتي من دمعيَ الجاري
انظرْ إلى بهجةِ ذا المنظرِ
انظرْ إلى بهجةِ ذا المنظرِ / ولُمْ على الصَّبْوةِ أو فاعْذُرِ
ماءٌ وروضٌ وغزال حَكَتْ / صورتُه الدُّميةَ كالمرمر
وقد حَكى الوردُ بُدرِّ النَّدَى / كأَدمُعٍ في خدِّ مُسْتَعْبِر
والشمسُ في مَشْرِقها تُجْتَلى / في حُلَل الأشجارِ في الأحمر
كأنها نارٌ وقد أُضْرِمتْ / من خلفِ سِتْرٍ خَلَقٍ أخضر
هذا الربيعُ وهذه أَنْوارُهُ
هذا الربيعُ وهذه أَنْوارُهُ / طاب الزمانُ وأورقَتْ أشجارُهُ
فاشربْ على وجه الحبيبَ وغَنِّنى / هذا هواكَ وهذه آثارُهُ
يا مُذْنِبا أضحتْ لدىّ ذنوبه
يا مُذْنِبا أضحتْ لدىّ ذنوبه / حسنا وإحساني إليه جرائرْ
عَجَبا لأهِلك كيف أهلك بينهم / وأموت لم يشعر بقتلي شاعر
ليلِي كفرْعِك ظلمةً وتَطاوُلا / لاينتهي ولكل ليلٍ آخر
وكأنّ وجهَ الصبح وجهُك صَدَّه / عني رقيُبك فهْو ناءٍ نافر
لي ضَعفُ صبرٍ مثلُ خصرك شَفَّه / هجرٌ كردفك فهْو جافٍ جائر
يا لاحِ في سُمْرٍ كالسُّمْرِ
يا لاحِ في سُمْرٍ كالسُّمْرِ / مهلا فإن صبري كالصَّبْرِ
لم تُغْمِض مذ جَفاني / أجفاني
وصار دمعي شاني / في شاني
والحب مذ بلاني / أبلاني
يا صاح كم أَسْرِي معْ أسرِي / اعذِرْ فوجه عُذْري معْ عذري
أود لك خفضا / لا خفضا
ها قد رجعت أرضى / كي ترضى
ديني لعلّ يُقْضَى / أن يُقْضَى
هلا اغتنمت أجرى كم أجرِي / واعلم بأن هجري كالهجر
يا ليت من بَراني / أَبْراني
أوليت من عَداني / أعْداني
من ريقه الجاني / للجاني
مخامر لخمري كالخمر / محصن بثغر كالثغر
انظر لسوء حالي / يا حال
ملكتني بخالي / يا خال
ها فاسمع مقالي / يا قال
قد دق عليك مالشَّعر / موشح بزهر كالزهر
تأمَّلْ فَدَتْكَ النفسُ يا صاحِ منظرا
تأمَّلْ فَدَتْكَ النفسُ يا صاحِ منظرا / يُثب به قلبُ اللبيبِ على الفِكْرِ
حَيا وابلٍ يَهْمِي على شجرٍ بدا / به ثمرُ النّارنجِ كالأُكَرِ التِّبْر
دموعٌ حَداها الشوقُ فانهملتْ على / خدودٍ تراءتْ تحتَ أَنْقَةٍ خُضْر
فتَمِيسُ الغصون زَهْوا إذا غَنْ
فتَمِيسُ الغصون زَهْوا إذا غَنْ / نَتْ عليهن مُطْرِباتُ الطيورِ
وكأن المياهَ في الجدول الجا / ري حُسامٌ في راحَتَيْ مذعور
سائلِ الدارَ إنْ سألتَ خبيرا
سائلِ الدارَ إنْ سألتَ خبيرا / واستجِرْ بالدموع تَدْعُ مُجيرا
وتَعوَّذْ بالذِّكْر من سُنَّةِ الغد / ر ولا غَرْوَ أن تكون ذَكورا
أَفْهمَتْني على قُحولِ رُباها / فكأني قرأتُ منه سطورا
دمُ عيني بالسفح حلَّ لدارٍ / لا يرى أهلُها دما محظورا
هيَ دارُ العيش العزيز بما ضَمْ
هيَ دارُ العيش العزيز بما ضَمْ / مَتْ قَضيبا لَدْنا وظبيا غَريرا
ما تخليتُ أنها جنة الخُلْ / د إلى أنْ رأيتُ فيها الحُورا
يا لُواةَ الديون هل في قَضاءِ ال / حُسْنِ أن يَمْطُل الغنيُّ الفقيرا
احفظوا في الإسار قلبا تَمنَّى / شغفا أن يموت فيكم أسيرا
وقتيلا لكمُ ولا يشتكيكم / هل رأيتم قبلي قتيلا شكورا
نَصَلَ الحَوْلُ وأراني
نَصَلَ الحَوْلُ وأراني / بعدُ من سَكْرةِ النوى مخمورا
أرجِعوا لي أيامَ رامةَ إنْ كا / ن لِما كان وانقضى أنْ يَحورا
وشبابا ما كنتُ من قبل نَشْرِ ال / شيب أخشى غُرابَه أنْ يَطيرا
إنْ تكنْ أَعيُنُ المَها أنكرتْنِي / فلَعَمْرِي لقد أَصَبْن نكيرا
زاورتْ خُلَّتَيْن منيَ إقتا / را يُقَذِّى عيونَها وقَتيرا
كنتُ ما قد عَرَفْنَ ثم انْتَحَتْني / غِيَرٌ لم أُطِق لها تغييرا
وخُطوبٌ تُحيل صِبْغتها الأب / شارَ فضلا عن أن تُحيل الشعورا
وافتقادي من الكرام رجالا / كان عيبي في ظلهم مستورا
فارقوني فقلَّلوني وكم كا / ثَرْتُ دهري بهم فكنت كثيرا