القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 120
ولما تلقّى الغيثُ حسن غنائنا
ولما تلقّى الغيثُ حسن غنائنا / تلقتْ نجوم السعدِ أنجمنا كرّا
فيا صاحبي حُثَّ المدامة واسقني / فإني أرى في الدهر بعد الدجى فجرا
ولمَّا رأيت الله حضَّ على الشكر
ولمَّا رأيت الله حضَّ على الشكر / وجازى عليه الجزيل من الأجرِ
وقال اشكروا لي يا عبادي أزِدكمُ / شكرت أمير المؤمنين على بِرّي
إمامَ الهدى كم نعمة لك جَمَّة / لديّ وتقريبٍ رفعتَ بها قدري
وما زلتَ توليني الجميلَ تكرّماً / وتحفظتني من حيث أدري ولا أدري
وتُحسِن إيناسي وترفعُ مجلسي / وتَكْبِت حَسّادي وتُجمل في أمري
بلغتُ بك الآمال والسؤل والمُنَى / ونِلتُ الذي قد كنت أرجو من النصر
ولولاك لم أَلقَ الخطوب خواضعاً / إليّ ولم آخذ أماني من الدهر
ولم تَنْمُ أحوالي ولم تَسْمُ هِمَّتي / ولم تَعْلُ آمالي ولم يتّسع صدري
سأنشر ما أوليتني من تفضُّل / ثناء كما تُثنِي الرياضُ على القَطْر
وإن لم أصل شكري لفضلك دائماً / فلا زلتُ موصول المسامع بالوَقْر
يميناً غدا فيها اعتقادي كظاهري / ولم يختلف فيها مقالي ولا سِرّي
لقد قادني سمعي إليك وناظري / ولم يتخلّف عنك قلبي ولا فكري
ودِدْتُ ودادي منك في عين همّتي / وفي القلب والأحشاء والجِلْد والشَعْر
فهل أنت إلا الغيث جاد بسَيْبه / فَعَمّ به الآفاق في البرّ والبحر
فَضَلتَ الورى حزماً وعزماً وهمّةً / كما فضلت شمسُ النهار على البدر
وقمتَ بثأر الملك من كل غاصب / وأيَّدت أركان الوفاء على الغدر
فأنت المنار المستضاء بضوئه / وأنت الإمام المصطفى من أولى الأمر
أقرّت لك الأيام بالبأس والندى / وزالت لك الأملاك طرّاً عن الفخر
وسلّمت الدنيا إليك أمورها / فلم يَنْبُ فيها حَدُّ عزمك عن أمر
وجَرّب منك الدهرُ يقظان حازماً / إذا شجَّه باليأس داواه بالصبر
ألذَّ من الشهد المصفَّى مذاقُه / وأمضى من الصُمّ المثقَّفة السُمْر
عزيزاً أعزَّ الدينَ والمُلْكَ سيفُه / وأطلق أبناء الرجاء من الأسر
شكرتك في الشهر الذي كلّ صائم / بحبّك فيه يستزيد من الأجر
وصدّقتُ فيك السرَّ بالجهر إنه / أشفّ الهوى سِرّ يصدَّق بالجهر
فلا زلت تلقى الصوم دأباً بمثل ما / حواه من الإخلاص والبِرّ والطُهْر
ولا زال مَن والاك في كلّ نعمة / ولا زال من عاداك ما عاش في خُسْر
عليك سلام الله ما مَتَع الضحى / وما أسفرت عن ضوئها غُرَّة الفجر
مِعْصَمها من سوارها اعتَقرا
مِعْصَمها من سوارها اعتَقرا / وخدُّها من لِحاظها انفطرا
رِقَّة خَصْر ولين مُحتضَن / كرِقَة الماء إذا صفا فجرى
تكاد عند الكلام إن نطقت / تنحَلّ من كل مَفْصِل خَفرا
من لي بتقبيل مَن هوِيت وقد / أذَبتُها قبل لمسها نظرا
كأنما المسك ذاب من فمها / والصبح من صحن خدّها سفرا
وأسودَّ للحسن فَرْقُ لِمَّتها / واحمرَّ مُبيضُّها ليستعرا
فصار لليل فرعُها غَسَقا / وصار للنار لونها شَررَا
لو حملتها العيون ما ألِمتْ / ولو حواها الفؤاد ما شعرا
كأنها خَطْرة النسيم إذا / وافى من الروض لِينُه سَحَرا
أو مُنْية نالها مؤمِّلها / من قبل أن يستتمّها فِكرا
تفترُّ عنْ كالجمان منتظِم / يُصافح اللثم بارداً خَصِرا
لو صوّرت خَلْقَها إرادتُها / ما قدَّرته كمثل ما قُدِرا
كالمسك نَشْراً والبرق مبتسَما / والغصن قدّاً والحِقْف مؤتَزرا
سارَقها الصبحُ ضوءَ غُرَّتها / إلى اللَّمَى والشقيقَ والحَوَرا
والتقطت لفظَها مواشِطُها / فنظّمته لِعقدها دُرَرا
ومازج الليل شمس مبسمها / وابتزَّ منها لأُفْقه قمرا
ما سِرُّكم يستسرُّ بِي وَلَهٌ / منكم إذا قلتُ قد خَفَى ظهرا
يستوقِف الصبرَ عن لجاجته / ويستحثُّ الدموع والسهرا
لا نائلاً منكُم ولا بخلا / ولا وروداً بكم ولا صَدَرا
ليتِك لمَّا قدَرتِ سالكةٌ / طُرْق نِزار في الفضل إذ قدرا
بدا بمعروفه ونائلِه / واحتقر السيّئات واغتفرا
سما فطال النجومَ مبتدِئاً / وجاد عفواً فأخجل المطرا
أرقَّ أملاكِ هاشمٍ أدبا / وخيرهم منظَراً ومختبرَا
يبذل قبل السؤال نائِلَهُ / ثم يلاقي العُفَاة معتذرا
تكرُّماً كان قبل مولِده / يَدْرسُه في حياته سُوَرا
أبلج يستعصِم الأنامُ به / ويسمع الدهرُ منه ما أمرا
يُعِدّ للخطب صَوْلة فَرَطا / وعزمة هاشميَّة ذكرَا
حزماَ يَرَى الأمير قبل موقِعه / به وعزماً يسابق القَدَرا
وللمعالي عليه أُبَّهةٌ / تملأ قلبَ الشجاع والبصرا
بَذَّ قريشاً وطال هاشمَها / وفات في كلّ صالح مُضَرا
كأنك الشمس مَن ينافسها / لكي يرى مثلها فقد حَسِرا
يا مَلِيكاً أُمُّ مالِه أبداً / تَفْقِده قبل يبلغُ الكبرا
جوداً يصوب الأنامَ عارضُه / منك وينهّل مُزْنه دِرَرا
يختصر الناسُ بذلَ نائلهم / ولست تأتيه أنت مختَصِرا
يأنس قلبُ العلا إليك إذا / فَرَّ من المدّعين أو نفرا
هَنَاك عِيدٌ زجرتُ أحرفه / فألاً وقِدْماً أصاب من زجرا
فكان معناه أن يعود به / عليك سعدٌ يقرِّب الظفرا
فقُلْ لوفد السعود قَدْك نوىً / وقُلْ لكيد الحسود سوف ترى
لم يخلق الله فيك ساقطة / تُسخن عين العلا ولا كَدرا
يا بن معزّ الهدى وحسبُك أن / تغُدو به سامياً ومفتخرا
يا صفوة الله من بَرِيَّتِهِ / وسِرَّ عليائه الذي ظهرا
إنك من معشر همُ جمعوا / شمل المعالي ودوّخوا البشرا
لم يألف الدينُ غيرهم نفَراً / له ولم يرض غيرهم زُمَرا
فهاكها سِمطَ دُرّ مَعْلُوةٍ / منتظِماً لفظُه ومنتثرِا
وأجعله حَلْيا لجِيد مجدك في الدْ / دهر وسيفاً له ومنتصرا
مِن لوذعيِّ الطباع منتصح / ما خان نُعماك لا ولا غدرا
كم لك عندي من نعمةٍ ويد / مشكورة والوفيّ مَنْ شكرا
زمانٌ كريعان الشبيبة ناضرُ
زمانٌ كريعان الشبيبة ناضرُ / وعيَش كما آب الحبيب المسافر
تقضّي بما فيه وأُعقِب بعده / زمان بأنواع المكاره ماطِر
ومن لؤمه أن فاز فيه أصاغرٌ / بنَيل معاليه ومات الأكابرُ
كأن نصيب الحُرّ منه مغَّيبٌ / وحظَّ الوضيع الساقِط النذل حاضر
شبَّهتُها بالبدر فاستضحكتْ
شبَّهتُها بالبدر فاستضحكتْ / وقابلت قوليّ بالنُكْرِ
وسفَّهتْ قولي وقالت متى / سَمُجْتُ حتى صرتُ كالبدر
البدر لا يرنو بعين كما / أَرنو ولا يبسِم عن ثغر
ولا يُميط المِرط عن ناهد / ولا يشُدّ العِقْد في نحر
من قاس بالبدر صِفاتي فلا / زال أسيراً في يَدَيْ هجري
دعا باسمك الداعي بمكَّة معلناً
دعا باسمك الداعي بمكَّة معلناً / فطاب لأهل الموسم الحجُّ والنَفْرُ
وحنَّت إليك المَرْوتان وزمزم / وثوْبَ تصريحاً بك الركنُ والحِجْرُ
مسارح آياتِ القُرَآن وَأَرْبُعٌ / بها ظَهرَ الإيمان واندمَغَ الكفر
وأرضٌ غد للوحي بين عِراصها / مجالٌ وللإسلام في أهلها نصر
وأنت بها يا بن النبي محمد / أحَقّ إذا ما بانت الحُجَجُ الزُهْر
لك الشرف الأعلى القديم الذي بَنَت / قريشٌ وأولىَ هاشم ولك الفخر
فأنت العزيز المستضاء به الذي / أنارت له الدنيا وتاه به الدهرُ
فحسْبُ العلا والمجد أنك رَبّها / وأنك في ظلماء كلِّ دُجىً فجر
وأنك مَنْهَلُ الندى بيِّن الهدى / كريم الثنا ما فيك بخل ولا كِبْر
وأنك للإسلام حْرز وللهدى / عماد وللعافين يومَ الندى بحر
فِداؤك منّي مُقلة أنت نورها / ونفس بك أستعلت وطاب له العمر
وصلّى عليك الله يا خير خلقِه / وأبقاك ما لاح الضحى وهَمَى القَطر
حبّذا طِيبُ يومنا الممطورِ
حبّذا طِيبُ يومنا الممطورِ / بِفناء المختار ماءَ السرورِ
حين نجني اللذات سِراً وجهراً / بشقيق الندى أبي المنصور
أشرق الأُفْقُ بالجزيرة لمّا / زارها فهي بين عِزّ ونور
ملِك آمر ولكنَّه من / فضله في خلائق المأمور
ما ترى الروض كيف أبدى نسيماً / زاد في طيبه على الكافور
وطيورَ الأشجار كيف تغنَّت / بين تغريدها وبين الصَّفير
يترنّمن عن نفوسٍ ثَكَالَى / ويجاوِبن صوتَ مَثْنىً وزِير
من قِيانٍ كأنّهن غصون / ناعماتٌ يمِسْن تحت بدور
كل مخطوفة الحَشَا تُضرم الشو / ق بلفظٍ عذبٍ وطَرْف سَحُورِ
فدعِ الفكر والبس اللهو وانعَمْ / طرباً تحت بَنْدِه المشهور
وأدِرْها مدامةً خَنْدريساً / مُعمِلاً للكبير بعد الصغير
لا أرتْك الأيامُ بؤساً ولا زِل / ت عزيز الجناب صافي الضمير
أقرّ لوجهكِ القمر المنيرُ
أقرّ لوجهكِ القمر المنيرُ / وذلَّ لقدّك الغصن النضيرُ
وما يحكيك في عينيك حسناً / ولا في جيدك الظبي الغرِير
تبارك مَن براكِ بلا شبيهٍ / فتاةً جسمها ماء ونور
قد اجتمع البستان والروض والخمرُ
قد اجتمع البستان والروض والخمرُ / وحُرِّكِت الأوتارُ وارتفع الزَّمْرُ
فما لك لا تغدو إلى الراح غَدْوة / يبيحك فيها كلَّ ما تشتهي السكر
هل العيش إلا قينةً ومدامة / وساقٍ مليح ليس يُعصَى له أمر
فبادِر بقايا العمر ما دمت قادِراً / وما جرّ أرسانَ الحياة لك العمر
بفتيان صِدق من نداماك سادةٍ / إذا ما انتشَوا لم يجر بينهمُ هُجْر
كرامٍ ظِرافٍ لا يُمَلّ حديثهمْ / ولا يعتريهمْ في مجالسهم كِبر
وكأسٍ تُعيد العسر يسرا وتجتني
وكأسٍ تُعيد العسر يسرا وتجتني / ثمارَ الغِنى للشَرْب من شجر الفقرِ
كأنّ بياض الكأس فوق احمرارها / سماءٌ من الكافور ذُرَّت على جمر
إذا احتثَّها الساقي الأغنّ حسبتها / نجوم الثريّا لُحْنَ في راحة البدر
يولِّد فيها المزجُ دُرّاً منضّدا / كما كُتبت فوق الثرى نُقَطُ القَطْر
صِغارا وكبرى في الكؤوس كأنها / على الراح واوات تجمّعن في سطر
صبحتُ بها صحبي وقد رُنْدِج الدُجَى / بفضَة لألاء الصباح من الفجر
وقد زهرتْ بِيض النجوم كأنّها / على الأفُق الأعلى قلائد من درّ
بذلّةِ اللين من ألفاظكِ الخفِرة
بذلّةِ اللين من ألفاظكِ الخفِرة / وما تعَقْرَب من أصداغك العَطِرَهْ
إلاّ رحمتِ قتيلاً من هواك ولم / يبق التواصل فيما بيننا نكِره
لا تخبري كيف صبري في نواك فقد / أمسيت بي وبه دون الورى خبره
حاشاكِ من هجر من أضحت محاجِرُه / مما يكفكِف فيِك الدمعَ منفطِره
ولم يجِد ناصراً يقوى عليك به / لمّا غَدَوْتِ بسحر الطرِف منتصِره
يا صُلْبة العينِ مثلي يستهان به / ظلماً ويُقتَل مهجوراً بغير تِره
أمَا ووجنتِك الحمراءِ سافِرةً / وغُنْجِ مقلتك الحوراءِ يا مكِره
لولا هوىً فيك لا يودي الزمانُ به / ولوعةٌ في سواد القلب مستعِره
ما رحتِ مختارةً ظلمِي بلا سببٍ / ولا غدوتِ على قتلِي بمقتدِره
وساقيةٍ تَرتمِي بالحَبَابِ
وساقيةٍ تَرتمِي بالحَبَابِ / وتبكي لحبّ أزاهِيرِها
جرى دمعها جرىَ دمعِ المحبّ / وناحت بصوت نواعِيرِها
فأدمُعها مَزْج أقداحِنا / وريحاننا نَشْرُ كافورِها
لدى روضةٍ حَلْيُها نوْرها / حمتها عيونُ نواطيرِها
إذا شاقنا رَقْم أعلامِها / سبتْنا عيونُ يعافِيرِها
تعيد أديم الضحى مُذْهبا / إذا لاح فوق دنانِيرها
وأحسنُ من عَبَرات الغيومِ / إذا قذفت بقواريرِها
وقوفُ الندى فوق محمرّها / ونفخ الصبَا في مزاميرها
أطعنا الصبا في مواخِيرِها / ونِلنا المنى في مقاصِيرها
وشاطِرةِ الزِيّ مخطوفةٍ / إذا برزت في زنانِيرها
أدارت علينا كؤوس المدامِ / وتأثيرُها فوق تأثِيرِها
كأن لُبَانه ألحاظِها / تحاوِل بسطَ معاذِيرِها
ولا خير في الراح إن لم تُعَنْ / بسُقْم العيون وتفتِيرها
ومودَعةٍ بطنَ مغبّرة / تحدِّث عن عهد سابورِها
حججنا إلى بيت خَمَّارِها / لنشربها في معاصِيرِها
سُلاَف تسلَّف منها الزمان / قذاها وأبقى على خِيرها
يقبِّل منها النديمُ الصباح / ويصبِغُ كُمَّيه من نورها
فلا تعذِر النفس في تركها / فلست عليه بمعذورها
وطاوٍ على حسدٍ كشحَه / قديم العداوة مشهورها
يُساء بكسبي العلا كلّما / أغرْتُ بجُودي على عِيرِها
ويأمل شأوي وهل يغتدِي / أميرُ المعالي كمأمورِها
فإن تك هاشمُ قد عدِّلت / منابتنا في عناصِرها
فما نستوي في الحِجا والندى / وطيّ الأمور ومنشورِها
دعُوا لِي العلا دون ساداتِكم / فإنيّ سُورٌ على سُورها
وإني نهضت بمكسورِها / وآنست وحشة مهجورها
وأنتم تطُون ذُنابَي العلا / وتزدحمون على زورها
ملأت عيونكُم بالغُبار / فحسبكُم مسحُ تغبِيرها
ولا تطلبوا رتبتي إنني / ملأت السماء بتكثيرها
ولا تفعلوا فعل آبائكم / فتَخْطُونَ خطوي بتطهيرها
ورِثت سياسة مَهْدِيّها / وحُزت شجاعة منصورِها
ولم أنحرف عن سجايا المعِزّ / وقائمة يوم تقريرها
ولم أُلقِ من ناظري نظرة / إلى منظَر غيرِ منظورها
ولم ترِثوا غيرَ أنسابكم / ولكن وَلِعتم بتكديرها
أيُّها المُزْجِي مِطيَّتَه
أيُّها المُزْجِي مِطيَّتَه / إذ حداه الشوق والذِكَرُ
نحو بغداد يؤرِّقه / دُلَجُ التَّرْحال والبُكَر
عُجْ على ماء الفُرَات وقِف / كوقوف الصبّ يعتِذر
عن مَشُوق نحوَه قِلقٍ / ماله عن ذكره صَدَر
فهُنَاك الدهر مقتبِلٌ / والصِبا ريَّانُ ينعصِر
يا رُبا القاطول لا بعُدتْ / عنكِ بي الأيامُ والقَدَر
كلُّ ما في النفس من أمل / لكِ أطويه وأدَّخِر
وقريباً قد يزورُكِ بي / ظفرٌ ما مثلُه ظفر
ثم يصفو في ذرَاكِ لنا / طِيبُ عيشٍ ما به كَدَر
وراحٍ تخضِب الراحاتِ وَرْساً
وراحٍ تخضِب الراحاتِ وَرْساً / وتفتِق طَيْلَسان الليل نُورا
كأن الماء يُطربها فتُبدِي / إذا مُزِجت به دُرًّا نثيرا
تغيظُ الغانيات إذا تبدّت / وتُحدِث في قُوَاهنّ الفتورا
تُشَبَّه بالخدود الحُمْر لوناً / وأشبه فوقها الحَبَبُ الثغورا
وكانت قهوة صِرْفاً فلمّا / أداروها سقوناها سرورا
عُقاراً حِلْمُها سفهاً علينا / يعود وعَدْلُها في أن تجورا
ولولا أُنس نَدْماني عليها / وإسكاري بها الرَّشَأَ الغَرِيرا
إذاً لتركتُها لِسواي كُرْهاً / لها ومَنعت كأسي أن تدورا
ولم أر مثلها أنْفَى لهمّ / إذا شُربت ولا أحلى شذورا
تعيد الصعب بالنَشوات سهلاً / وتُغني بالمُنَى الرجل الفقيرا
وتُكْبر نفس شارِبها ارتياحا / فيحسب أنه أضحى أميرا
أَديراها عليّ ولا تخافا / إلهاً في إداراتها غَفُورا
فقد حَسَر الصِبَا عن ساعديه / وناغي بَمُّنَا مَثْنىً وزِيرا
وعاد الدّهر بالإحسان لمّا / رمى فأصاب حادثُه الوزيرا
فما آسَى من الحَدَثان إلاّ / على عُمْر مُنِحناه قصيرا
السُّكْرُ في أَسْكَرَ عندي وقارْ
السُّكْرُ في أَسْكَرَ عندي وقارْ / فاخلع بِها لِلَّهْو عنك العِذارْ
ولا تطِع في نَشْوةٍ لائماً / إنّ قبول الّلوم في السُّكر عار
وهاكَها تسلُب لُبَّ الفتى / وحلمَه في لَطَفٍ واختصار
حمراء في الكأس فإن شُعْشعت / ولَّد قَرْعُ الماء فيها اصفرار
في قَدَحٍ لي له مُشْبِه / إلاَّ صفاءَ الماء وضوء النهار
كأنما الساقي إذا مجَّها / في صفوه يجمع ثلجاً ونار
فَرُحْ صريعَ الراح إن كنتَ من / أُلاَّفها واغْدُ خليع العذار
أمَا ترى النيل وريح الصبا / تنظم فيه زَرَدات صغار
لا سيَّما إن غرَّد النايُ أو / ناولك الكأسَ صموتُ السِوار
وبتَّ تجني لَعَساً أَشْنباً / مستعذَبَ الظَّلْم بَرُودَ القطار
ومقلةً مثمرة فتكة / ووجنة منبِتة جُلنّار
كأنّ لامَ الصُّدْغ في عاجِها / ليل تبدّى جُنْحه في نهار
من كان لا يُسْلِيه هذا وذا / فهو وحقّ اللهِ عينُ الحمار
جلَّت مساعيّ عن الفخرِ
جلَّت مساعيّ عن الفخرِ / فهي نجوم الأَنجم الزُهْرِ
وكيف يحصي الفخرُ تعديد ما / أَحْوِي وقد زاد على القَطْر
من فضل نوري نورُ شمس الضحى / ومن سَنَا عِرضي سنا البدر
أيُّ كريمٍ لم يشِمْ شِميتي / وأيُّ عافٍ لم يَرِد بَحري
وأيُّ مجد لم أَلِجْ بابَه / وأيُ علمٍ لم يلِجْ صدري
يفتخر الفضلُ بكَسْبي له / وتسمع الأيّام من أمري
كم أنزل المقدارُ عن قدره / من جهِلتْ فطنتُه قدري
فحسب مَن قاطعني أنه / بات عدوّاً فيّ للدهر
كم مظهِرٍ لي في الورى غدره / رماه عني الدهر بالغدر
وظالمٍ لم يألُ في ظلمه / عوقِب بي من حيث لا يدري
فمنهمُ مَن ذاق كأس الردى / مختَرَماً قبل مدى العمر
ومنهمُ من شَتَّتَتْ شملَه ال / أَيامُ بعد الجَمْع والوَفْر
ومنهمُ من حُطَّ عن عِزّه / فعاش في ذلّ وفي ذُعْر
قل لبني اللَّخناء ذي آيةٌ / واضحةُ الإسرار والجهر
وهكذا يُخْذَل في دهره / كلُّ دعِيٍّ صَدّ عن نصري
أقسِم بالبيت ومَنْ حجَّه / والركنِ والمشعَرِ والحِجْر
لو أَضْمرتْ لي الشمسُ في جوّها / سُوءاً لراحت وهْيَ لا تجري
وكلُّ مَنْ أبغضني إنّه / يموت أو يحيا على صُغْر
إن يحسُد الصبحُ إشراقي فمعذور
إن يحسُد الصبحُ إشراقي فمعذور / بي تُشِرق الشمسُ والأفلاك والنورُ
أطاعني الحسنُ وانحطَّ الجمال على / سَمْكي وأسعد بنياني المقادير
فساحتي بابن هادِي الخلق مشِرقةٌ / ومنزلي بالعُلا والمجدِ معمور
كأنني بُرْجُ سعدٍ ما يفارِقه / خَفْضٌ وطِيب وتقدِيس وتطهير
يضاحك النيلُ أركاني مغازَلةً / إذا بدت للصَبَا فيه قوارير
ولا تزال تلاقيني بنفحتها / من كلّ وجه رياضٌ أو أزاهِير
ولستُ بالقَفْر والبيداءُ محدِقة / ولا عليَّ غبارُ التُرْب منثور
مَنْ حَلَّني فَهْو صافي العيشِ مُبْتهِج / ومن رآني قريرُ العين مسرور
فضْلُ الصَبُوح على الغَبُوق مُبَيِّنٌ
فضْلُ الصَبُوح على الغَبُوق مُبَيِّنٌ / يقضي بذاك شواهد اللينُوفَرِ
يبدو إذا انبسط النهارُ بأعين / زُرق وحُمْرٍ كاختلافِ الجوهر
ويغوص تحت الماء إن هَمَّ الدّجى / بورود خوفٍ للرقيب المبصر
الصدُّ أشبه بالظلام وسيفه / والوصلُ أشبهُ بالنهار الأنورِ
فاشرب على صبحين صبحِ مدامةٍ / وضحىً وإصباحِ الخدود الأزهر
أنت أهدَى إلى المكارم والفض
أنت أهدَى إلى المكارم والفض / لِ وأندَى من الغمام المَطِيرِ
وابنُ من بان فَضْلُه يوم بدر / واصطفاه النبيّ يوم الغدِير
ولك الهِمَّة التي عَلَت النج / مَ وزادت عليه في التنوير
صانك الله للمكارم والمج / د وأبقاك للعُلاَ والحُبُور
ثلاثة أعيادٍ تلاقين جمعةٌ
ثلاثة أعيادٍ تلاقين جمعةٌ / وفِطْرٌ وعِيدٌ بالإمام نِزارِ
كذا قرَّر الله المحاسن كلَّها / عليك أبا المنصور خير قرارِ
برزتَ بروز البدر ليلة تِمَّه / وسِرْت برهبانةٍ ووَقار
وقمتَ خطيباً تورِد الحقَّ وِرْدَه / وتنصر دينَ الله غير مُدَار
كأن ملوك الأرض في الأرض ظلمةٌ / وأنت على الآفاق ضوءُ نهارِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025