القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد مُحرَّم الكل
المجموع : 63
أأنت يا ابنَ رِزامٍ تَغلِبُ القَدَرا
أأنت يا ابنَ رِزامٍ تَغلِبُ القَدَرا / جَرِّبْ لك الويلُ من غِرٍّ وسوف ترى
جَرِّبْ أُسَيْرُ ولا تَجزعْ إذا عَثرتْ / بك التجاريبُ إنّ الحُرَّ من صبرا
كذبتَ قومك إنّ الحقَّ ليس له / من غالبٍ فَاعْتَبِرْ إن كنتَ مُعتبِرا
هيهاتَ مالكَ إلا الغَيُّ تتبعُهُ / والغيُّ يتبعه في النَّاسِ من فجرا
بِئسَ الأميرُ وبئسَ القومُ إذ جعلوا / لك الإمارَةَ كيما يُداركوا الظَّفرا
الظّافرونَ بنو الإسلامِ لا فَزَعاً / يرى العِدَى في الوغَى منهم ولا خَوَرا
همُ الأُلَى يُلبِسونَ الحربَ زِينتَها / إذا تَعَرَّتْ وَولَّى الذّادةُ الدُّبُرا
ماذا تُحاوِلُ بالأشياعِ تَندبُهم / حاولت يا ابنَ رِزامٍ مطلباً عَسِرا
ظَنَنْتَها غزوةً تَخفَى مكائدها / فما احتيالُكَ في السِرِّ الذي ظَهَرا
لو لم يُوافِ رَسولَ اللّهِ مُخبِرُهُ / وافاهُ مِن ربِّهِ مَن يحمِلُ الخبَرا
كم فَضَّ جِبريلُ مِن صَمَّاءَ مُغْلَقَةٍ / أنْحَىَ على سِرِّها المكنونِ فاشتهرا
على أبي رافعٍ فَلْتَبْكِ مِن أسَفٍ / وَاسْتَبْقِ نفسَكَ إنْ كُنْتَ امرأً حذرا
ذلت يهود فما يرجى لها خطرٌ / على يدي من نهى فيها ومن أمرا
دَعْها أُسيْرُ لكَ الويلاتُ من رجلٍ / ضَلَّ السَّبيلَ فأمسى يَركبُ الغَررَا
ألستَ تُبصِرُ عبدَ اللهِ في نَفَرٍ / أعْظِمْ به وبهمْ من حَولِهِ نَفَرا
جاؤوكَ يا ابنَ رِزامٍ لو تطاوعُهم / لأذهبَ اللَّهُ عنكَ الرِّجسَ والوَضَرا
لكنّك المرءُ لو ترميهِ صاعقةٌ / تَنهاه عن نَزعاتِ الغَيِّ ما ازْدجَرا
رَدُّوا لكَ الخيرَ تُسدِيه إليكَ يدٌ / ما مِثلُها من يدٍ نَفْعاً ولا ضَرَرا
قالوا انْطَلِقْ معنا إن كنتَ مُنطلقاً / فأْتِ الرَّسولَ وَسَلْهُ تبلغِ الوَطَرا
ما شِئتَ مِن سُؤْدُدٍ عالٍ ومن شَرَفٍ / على اليهودِ ويَجزِي اللَّهُ من شكرا
أبَى وراجعَهُ من نفسه أمَلٌ / أغراهُ بالسَّيرْ حتَّى جَدَّ مُبتَدِرا
ثُمَّ انثنَى يَتمادَى في وَساوِسه / يَظنُّ ذلك رأياً منه مُبتَسَرا
واختارَها خُطَّةً شَنعاءَ ماكرةً / فحاقَ بالجاهلِ المأفونِ ما مكرا
أرادَ شرّاً بعبدِ اللَّهِ فَانْبعثتْ / مِنْه صَرِيمةُ عادٍ يَنقُضُ المِرَرا
رَآهُ أَخْوَنَ مِن ذئبٍ فَعاجَلَهُ / بالسَّيفِ يُوردُه مِنه دماً هَدَرا
وَانْقضَّ أصحابُه يَلْقونَ من معهُ / مِن قومِهِ فاستحرَّ القتلُ وَاسْتَعَرا
لم يتركِ السيفُ منهم وَهْوَ يأخذُهم / إلا حُشَاشَة هافٍ يَسبقُ البصرا
مَضَى مع الرِّيحِ لا يأسَى لمهلِكِهِم / ولا يُبالي قضاء اللَّهِ كيفَ جَرَى
كذلك الغدرُ يَلْقَى الويلَ صاحِبُه / وكيف يأمنُ عُقْبَى السُّوءِ من غَدَرا
سَبيلُك في مَرضاةِ ربِّكَ يا بِشرُ
سَبيلُك في مَرضاةِ ربِّكَ يا بِشرُ / وفي حقِّهِ فَادْأَبْ وإن فَدَح الأمرُ
عليكَ بني كعبٍ فَخُذْ صَدقَاتِهم / ولا تَأْلُهم نُصحاً لهم ولك الأجرُ
أطاعوكَ في ذاتِ الإله وأقبلوا / كِراماً يرونَ الدّينَ أن يُبذَلَ البِرُّ
فما لتميمٍ ساء ما صنعتْ بَنُو / تميمٍ أما للقومِ رأيٌ ولا حِجْرُ
أبَوْا أن يُؤدُّوا الحقَّ واهْتاجَ جَمعُهُم / فَعَبَّ عُبابُ البغيِ وَاحْتَدَمَ الشّرُّ
يَقولُ بنو كعبٍ دَعونا وَدِينَنا / وهيهاتَ لجَّ الشِّركُ واستكبرَ الكُفْرُ
لك اللَّهُ يا بِشرٌ فَعُدْ غيرَ آسفٍ / لِربّكَ فيهم حُكمُهُ ولكَ العُذْرُ
أتيتَ رسولَ اللَّهِ تَروِي حديثَهم / فهيّجتَ بأساً مثلما يَقِدُ الجَمْرُ
أعدَّ ابنَ حِصنٍ للوغَى وأمدَّهُ / بكلِّ شديدِ البأسِ مَطعمُهُ مُرُّ
إذا ذاقهُ في غمرةِ الحربِ قَرْنُه / تنكَّبَ يلوِي أخْدَعَيْهِ ويزوَرُّ
أغارَ عليهم فَاسْتَباحَ نُفوسَهم / وأموالَهم فَلْيَنظروا لِمَن الخُسْرُ
تُساقُ سبَاياهُم وأنعامُهم معاً / بأعينِهم من كلِّ أوْبٍ وهُمْ كُثْرُ
تَودُّ لو اَنَّ القومَ يَستنقِذُونها / وهيهاتَ لَجَّ الرُّعْبُ واستفحلَ الذُّعْرُ
أقاموا على غَيْظٍ وعادَ عُيينَةٌ / مَغانِمُهُ شتَّى وآثارُهُ غُرُّ
عليه من النَّصرِ المحجَّلِ بَهجةٌ / إذا ائتلفتْ أوضاحُها ضَحِكَ النَّصْرُ
يظَلُّ أسارَى القومِ في دارِ رَملةٍ / مجازيعَ مما يصنعُ الحبسُ والأسرُ
رأوا سوءَ عُقباهم فأقبلَ وفدُهم / وضَجَّ الأسارى إنّنا مسَّنا الضُرُّ
تصِيحُ ذراريهم وتَبكِي نِساؤُهم / وجهدُ الأسى أن تَهطِلَ الأدمعُ الغُزْرُ
أتوا دارَ أمضَى النّاسِ رأياً وهِمّةً / لنائبةٍ تُعتادُ أو حادثٍ يَعْرُو
يُنادونه في ضجَّةٍ من وَرائِها / ولو ملكوا صبراً لأغناهمُ الصَّبْرُ
ألا اخْرُج إلينا وانظرِ اليومَ أيُّنا / له الشّرفُ العالي الذُّرى وله الفَخْرُ
فلمّا رأوه خارجاً عَلِقوا بهِ / ولم يَثنِهم صَوتُ الأذينِ ولا الزَّجْرُ
قضاها صلاةً يحملُ الرُّوحُ نَشْرَها / فلا أرَجٌ يحكي شذاها ولا نَشْرُ
وعاد حميداً يَنظرُ القومَ حولَه / لهم صَلفٌ ما يَنقَضِي وبهم كِبْرُ
يقولون قولَ الجاهلين وقلّما / يُفيدُ الهُراءُ القومَ أو يَنفعُ الهُجْرُ
عُطارِدُ مَهْلاً وانْهَ صَحْبَكَ إنّما / أردتُم مقاماً دُونَه الشِّعرُ والنَّثْرُ
ألا إنّ قَولَ الصِّدقِ ما قال ثابِتٌ / وحَسّانُ فاشْهَدْ إنّما يشهدُ الحُرُّ
خطيبُ رسولِ اللهِ ما فيه مِرْيةٌ / وشاعرُه ما مِثلُهُ شاعِرٌ بَرُّ
غُلبتم فأسلمتم فَبُشرَى بنعمةٍ / حباكم بها ربٌّ له الحمدُ والشُّكْرُ
خُذوا السَّبْيَ والأسرَى وهذا عطاؤكم / عطاءُ كريمٍ ما لآلائِهِ حَصْرُ
أحِبُّوا رسولَ اللهِ يا قومُ إنّه / مَحبَّتُه غُنْمٌ ومَرضاتُه ذُخْرُ
عَطوفٌ على ذِي الضّعفِ يُؤتيهِ فضله / عفوٌّ حليمٌ ما يضيق له صدرُ
أقيموا على الفرقان تتلون آيَهُ / فذلك نورُ اللهِ ما دونه سِتْرُ
كتابٌ يُضِيءُ السُّبْلَ في كلِّ مطلعٍ / لكلِّ ابن ليلٍ من مطالعهِ فَجْرُ
خُذوا زادَكم منهُ وعُودوا لقومِكم / فَما ثَمَّ زادٌ مثله أيّها السَّفْرُ
أَهذي ديارُ القَومِ غَيَّرها الدَهرُ
أَهذي ديارُ القَومِ غَيَّرها الدَهرُ / فَعُوجوا عَليها نَبكِها أَيُّها السَّفْرُ
محا آيها مَرُّ العُصورِ وَكرُّها / إِذا مَرَّ عَصرٌ كَرَّ مِن بَعدِهِ عَصرُ
نُسائِلُها أَينَ استقلَّ قطينُها / وَهَل تَنطق الدارُ المُعَطَّلةُ القَفرُ
وَكائن تَرى من ذي ثَمانين خَضَّبت / لِطُولِ البُكى مِن شَيبهِ الأَدمعُ الحُمرُ
بَكى وَطَناً أَودَت بِسالفِ مَجدِهِ / حَوادث دَهرٍ مِن خَلائقهِ الغَدرُ
أَغارَت عَلَيهِ مِن جَنوبٍ وَشَمأَلٍ / فَما برحت حَتّى أُتيحَ لَها النَصرُ
أَلا إِنَّها مصرُ الَّتي شَقِيَت بِنا / فَيا وَيحَ مصرٍ ما الَّذي لَقِيَت مِصرُ
مَضى عِزُّها المَسلوبُ ما يَستعيدُه / بَنُوها فَلا عِزٌّ لَديهم وَلا فَخرُ
هُمُ رَقَدوا عَنها فَطالَ رُقادُهُم / فَديتكُمُ هُبُّوا فَقَد طَلعَ الفَجرُ
أَلمّا تَروا أَن قَد تُقُسِّمَ أَمرُكُم / بَأَيدي الأُلى جَدّوا فَهل لكمُ أَمرُ
أَما فيكمُ حُرٌّ إِذا قامَ داعياً / إِلى صالحٍ أَوفى فجاوَبَهُ حُرُّ
كَريمان لَمّا يَجثُما عَن عَظيمةٍ / وَلا بهما إِذا يُدعوان لَها وَقرُ
هُما هَضبَتا عَزمٍ وَحَزمٍ كِلاهُما / يَخافُهما الخَطبُ المَخُوفُ فَما يَعرو
هُما الذُخرُ لِلأَوطانِ إِن جَلَّ حادِثٌ / فَضاقَت بِهِ ذَرعاً وَأَعوزَها الذُخرُ
إِلَيها بِالأَمانِيِّ الكِبارِ
إِلَيها بِالأَمانِيِّ الكِبارِ / وَبِالمَجدِ المُؤَثَّلِ وَالفَخارِ
وَبِالبَرَكاتِ وَالخَيراتِ طُرّاً / تَكونُ بِحَيثُ كُنتَ مِنَ الدِيارِ
إِلى مِصرَ الَّتي ذابَت حَنيناً / إِلَيكَ وَشَفَّها طولُ الأُوارِ
مَكانُكَ في البِلادِ وَفي ذَويها / مَكانُ الرِيِّ في المُهجِ الحِرارِ
رَحَلتَ تَصونُ مِصرَ مِنَ العَوادي / وَتَمنَعُ ما ولِيتَ مِنَ الذِمارِ
تُحَلِّقُ صاعِداً بِجَناحِ عَزمٍ / يَجِلُّ عَنِ المُحَلَّقِ وَالمَطارِ
تُجَشِّمُهُ المَناقِبُ يَبتَنيها / مُنيفاتِ الذُرى فَوقَ الدَراري
كَأَنَّ مَضاءَهُ قَدَرٌ مُتاحٌ / يَسُدُّ عَلى العِدى سُبُلَ الفِرارِ
رَأَت مِنكَ المُلوكُ فَتى خُطوبٍ / يُدافِعُهُنَّ بِالهِمَمِ الكِبارِ
طَلَعَت بيلدزٍ فَأَطَلَّ نورٌ / عَلى نورٍ هُنالِكَ مُستَطارِ
جَلَستَ إِلى اليَمينِ فَكُنتَ يُمناً / وَقَد جَلَسَ الصُدورُ إِلى اليَسارِ
لَدى أَسَدٍ مِنَ الخُلَفاءِ ضارٍ / تهابُ عَرينَهُ الأُسدُ الضَواري
أَخافَ الحادِثاتِ فَما تَراها / تَبيتُ عَلى أَمانٍ أَو قَرارِ
سَيَشكُرُهُ الخَليفَةُ حُسنَ رَأيٍ / تَبَلَّجَ منك عَن حُسنِ اِختِيارِ
وَتِلكَ وُفودُها جاءَتكَ تبدي / من الشوق المبرِّح ما تواري
وفودٌ أقبلت مِن كُلِّ فَجٍّ / تَموجُ كَأَنَّها لُجَحُ البِحارِ
سَلِمتَ وَصادَفتَ خَيراً وَيُمناً / رِكابُكَ في رَواحٍ وَاِبتِكارِ
إِنّا أَتَينا بِالثَناءِ نَسوقُهُ
إِنّا أَتَينا بِالثَناءِ نَسوقُهُ / جَلَلاً يَهُزُّ دَوِيُّهُ الأَقطارا
أَمَّنتَنا كَيدَ الَّذينَ تَنازَعوا / أَرواحَنا وَتَناهَبوا الأَعمارا
يا واهِبَ الأَمنِ النُفوسَ وَلَم تَكُن / لِتُصيبَ أَمناً أَو تَطيقَ قَرارا
إِنَّ الَّذينَ أَدَلتَ مِنهُم عادِلاً / وَتَرَكتَهُم مُتَمَزِّقينَ حَيارى
كانوا النُهاةَ الآمِرينَ فَما اِشتَهوا / نالوا وَما ساموا الخَلائِقَ صارا
كَم أَنَّةٍ تَحتَ الظَلامِ تَرَدَّدَت / فَاِستَوقَفَت أَصداؤُها الأَقدارا
كَم نَكبَةٍ فَدَحَت وَكَم مِن غَمرَةٍ / خُضنا بِها الأَهوالَ وَالأَخطارا
في ظِلِّ قَسوَرِكَ المُبارَكِ عَهدُهُ / عاشَ الَّذي لَقِيَ الحِمامَ مِرارا
أَنتُم وُلاةُ الأَمرِ فَاِحتَفِظوا بِهِ / وَكَفى بِكُم لِبِلادِكُم أَنصارا
غَشيتُ دِيارَها مِن بَعدِ عَشرِ
غَشيتُ دِيارَها مِن بَعدِ عَشرِ / فَهَيَّجَتِ الرُسومُ غَليلَ صَدري
لَعَمرُ أَبيكَ ما وَجدي بِسَلمى / وَلا وَجدُ الدِيارِ بِمُستَقِرِّ
هَوىً كَالدَهرِ لَيسَ لَهُ اِنقِضاءٌ / وَكَالقَدرِ المُرَوِّعِ حينَ يَجري
وَما عاهَدتُ مَن أَهواهُ حَتّى / وَفَيتُ بِعَهدِهِ وَقَضيتُ نَذري
وَبَعضُ الناسِ يَذكُرُ ثُمَّ يَنسى / وَمالي غَيرُ ذِكرٍ بَعدَ ذِكرِ
أَصونُ أَحِبَّتي ما الحُبُّ إِلّا / أَمانَةُ فاضِلٍ وَوَفاءُ حُرِّ
إِذا مَكَرَ المُخاتِلُ قُلت قَلبي / أُعيذُكَ مِن مُخاتَلَةٍ وَمَكرِ
وَيا نَفسي الوَفِيَّةُ لا تَكوني / مِراحَ خِيانَةٍ وَمَسيلَ غَدرِ
بِنَفسِكَ فَاِحتَفِظ إِن كُنتَ حُرّاً / وَعَقلَكَ فَاِستَشِر في كُلِّ أَمرِ
وَحَقِّ سِواكَ فَاِرعَ وَلا تَخُنهُ / وَحَقَّكَ لا تَدَعهُ تُقاةَ شَرِّ
وَما لِلمَرءِ حينَ يُضامُ بُدٌّ / مِنَ الصَمصامِ وَالفَرَسِ الطِمِرِّ
وَتارِكُ حَقِّهِ مِن غَيرِ حَربٍ / كَتارِكِ عِرضِهِ مِن غَيرِ عُذرِ
رَأَينا الحاكِمينَ فَما رَأَينا / حُكومَةَ صالِحٍ وَقَضاءَ بَرِّ
لِحُكمِ الجاهِلِيَّةِ في بَنيها / عَلى ما فيهِ مِن عَنَتٍ وَضُرِّ
أَخَفُّ أَذىً وَأَقرَبُ مِن رَشادٍ / وَأَبعَدُ عَن مُماحَكَةٍ وَنُكرِ
أَلَم تَرَ كَيفَ صارَ البَغيُ ديناً / لِكُلِّ حُكومَةٍ وَبِكُلِّ مِصرِ
مَضى الحُنَفاءُ في العُصُرِ الخَوالي / فَهاتِ حَديثَهُم إِن كُنتَ تَدري
وَقِف بي في طُلولِ الشَرقِ وَاِذكُر / هُدى الفاروقِ وَاِندُب عَهدَ عَمرِو
وَلا تَصِفِ الحَضارَةَ لي فَإِنّي / أَرى عَصرَ الحَضارَةِ شَرَّ عَصرِ
أَذىً ما لِلمَمالِكِ مِنهُ واقٍ / وَلا لبَني المَمالِكِ مِن مَفَرِّ
أَرانا ظامِئينَ إِلى حَياةٍ / تَفيضُ بِمُزبِدِ التَيّارِ غَمرِ
تَجولُ حَوائِمُ الآمالِ فيهِ / وَتَسبَحُ مِنهُ في رِيٍّ وَطُهرِ
تَراكَضَتِ المَشارِقُ تَبتَغيها / وَغودِرَتِ الكِنانَةُ في المَكَرِّ
رَأَيتُ الشَعبَ ذا العَزَماتِ يَمضي / وَيَركَبُ في المَطالِبِ كُلَّ وَعرِ
يَخوضُ النَقعَ أَغبَرَ وَالمَنايا / عِجالُ الشَدِّ مِن سودٍ وَحُمرِ
وَبَعضُ العالَمينَ يَذوبُ رُعباً / إِذا بَرَزَ الكُماةُ غَداةَ كَرِّ
يُحِبُّ حَياتَهُ وَيَزيدُ حِرصاً / فَيَلقى المَوتَ مِن خَوفٍ وَذُعرِ
تُراعُ فَوارِسُ الهَيجاءِ مِنهُ / بِزَأرَةِ ضَيغَمٍ وَوُثوبِ هُرِّ
إذا أبصرتَ دهرك مستريباً / فدافعه بِعَزمٍ مُكفَهِرِّ
وَلَن تحظى بِعَيشٍ مِنهُ حُلوٍ / إِذا ما كانَ طعمُك غيرَ مُرِّ
أُساةَ النيلِ وَالأَدواءُ شَتّى / فَمِن بادٍ يَلوحُ وَمُستَسِرِّ
أَقيموا صُلبَهُ وَتَدارَكوهُ / وَلا تُدنوهُ مِن كَفَنٍ وَقَبرِ
ظَلَلتُ أُراقِبُ العُوّادَ مالي / سِوى ماذا يَكونُ وَلَيتَ شِعري
لِمِصرَ شَبابُها في الدَهرِ إِنّي / خَلَعتُ شَبيبَتي وَطَوَيتُ عُمري
مَهاةَ اللِوى حَسبي وَحَسبُ الهَوى ذُعرا
مَهاةَ اللِوى حَسبي وَحَسبُ الهَوى ذُعرا / أَما نَأمَنُ الإِعراضَ يَوماً وَلا الهَجرا
أَفي كُلِّ يَومٍ مِن صُدودِكِ غارَةٌ / أَخوضُ المَنايا بَينَ أَهوالها حُمرا
أَماناً لِعانٍ يَطلُبُ السِلمَ في الهَوى / وَحَسبُكِ ما أَتلَفتِ مِن نَفسِهِ نَصرا
أَغَرَّكِ جُندٌ لِلمَحاسِنِ باسِلٌ / إِذا ما تَداعى أَمعَنَ القَتلَ وَالأَسرا
وَما زِلتُ أَشكو فِتنَةً بَعدَ فِتنَةٍ / إِلى أَن أَتَت عَيناكِ بِالفِتنَةِ الكُبرى
دَعيني وَما أَلقى مِنَ الدَهرِ وَاِشغَلي / بِحُبِّكِ من لا يَشغَلُ الناسَ وَالدَهرا
وَهَبتُ الصبى وَالشَيبَ وَالشَوقُ وَالهَوى / لِمِصرَ وَإِن لَم أَقضِ حَقَّ الهَوى مِصرا
بِلادٌ حَبَتني أَرضُها وَسَماؤُها / حَياتي وَأَجرى نيلُها في فَمي الدُرّا
تُريدينَهُ حُسناً عَلَيكِ وَبَهجَةً / تُغيرُ الغَواني وَالخَمائِلَ وَالزَهرا
وَأَعتَدُّهُ مَجداً لِمِصرَ وَسُؤدُداً / تَبيتُ لَهُ الأَمصارُ والِهَةً حَرّى
وَما حادِثٌ يَوماً وَإِن راعَ وَقعُهُ / بِماحٍ هَواها أَو يُطاوِلُها ذِكرا
هِيَ الدَهرُ أَو شَيءٌ يُشابِهُ صَرفَهُ / وَإِبرامَهُ وَالنَقضَ وَالطَيَّ وَالنَشرا
تَمُرُّ بِها الدَولاتُ شَتّى وَتَرتَمي / عِظاتُ اللَيالي حَولَ أَهرامِها تَترى
كَأَنّي بِها صُحفُ الخُلودِ وَكُلُّها / يَخُطُّ عَلَيها مِن أَحاديثِهِ سَطرا
لَها في يَدِ التاريخِ ما لَيسَ يَنطَوي / مِنَ العِبَرِ اللائي مَلَأنَ النُهى بَهرا
كَأَنَّ رُباها لِلمَمالِكِ مِنبَرٌ / يَقومُ عَلَيهِ الدَهرُ يوسِعُها زَجرا
كَأَنَّ ثَراها لِلشُعوبِ تَميمَةٌ / تَقي مِن جُنونِ الجَهلِ أَو تُبطِلُ السِحرا
كَأَنَّ بِماءِ النيلِ سِرّاً مُحَجَّباً / يَرُدُّ إِلى حُكمِ الأَناةِ مَنِ اِغتَرّا
خُذي مِن عِظاتِ الدَهرِ يا مِصرُ وَاِشهَدي / عَلَيهِ وَزيدي في أَعاجيبِهِ صَبرا
وَلاقي بِمَأمولِ الرِضى مِنكِ مَوكِباً / تَوارَت لَهُ الجَوزاءُ وَاِستَحيَتِ الشِعرى
إِنَّي نَظَرتُ إِلى الحَوادِثِ نَظرَةً
إِنَّي نَظَرتُ إِلى الحَوادِثِ نَظرَةً / كَشَفَت حَقائِقَها لِعَينِ المُبصِرِ
وَضَحُ اليَقينُ لِذي التَظَنُّنِ جَهرَةً / وَبَدا سَبيلُ الحائِرِ المُتَعَثِّرِ
هِيَ فِتنَةٌ عَمياءُ وَيحَكَ فَاِحتَرِس / وَبِلِيَّةٌ حَمَقى لَعَمرُكَ فَاِحذَرِ
لا تَذهَبَنّ مَعَ العَواصِفِ وَاِجتَنِب / هَبَواتِ هَذا الحادِثِ المُتَنَمِّرِ
اجمَع لَهُ تَقوى الإِلَهِ فِإِنَّها / أَمنُ المَروعِ وَنَجدَةُ المُستَنصِرِ
إِنّي حَلَلتُ مِنَ الإِلَهِ مَحَلَّةً / تلوي بِيَأسِ الظالِمِ المُتَجَبِّرِ
رَبِّ اِتَّخِذني مِن عِبادِكَ إِنَّهُم / عَزّوا بِنَصرٍ مِن لَدُنكَ مُؤَزَّرِ
الحُكمُ إِنصافٌ وَحُسنُ سِياسَةٍ
الحُكمُ إِنصافٌ وَحُسنُ سِياسَةٍ / فَإِذا حَكَمتَ فَلا تَكُن جَبّارا
رُعتَ النُفوسَ بِمُستَبِدٍّ قاهِرٍ / هَلّا ذَكَرتَ الواحِدَ القَهّارا
فِرعَونُ موسى كانَ أَكثَرَ ناصِراً / وَأَشَدَّ بَغياً مِنكَ وَاِستِكبارا
اللَهُ دَمَّرَ مُلكَهُ وَرَمى بِهِ / في جَوفِ أَكدَرَ يَقذِفُ التَيّارا
جَمَعَ العُبابَ عَلَيهِ حينَ مَشى بِهِ / فَهَوى وَأَغرَقَ جَيشَهُ الجَرّارا
أَفَأَنتَ تَدفَعُ بَطشَ رَبِّكَ إِن أَتى / أَم أَنتَ تَملِكُ دونَهُ الأَقدارا
اجعَل سَبيلَكَ أَن تَعِفَّ عَنِ الأَذى / وَخُذِ التَرَفُّقَ وَالآناةَ شِعارا
نَفَسُ الضَعيفِ إِذا تَرَدَّدَ شاكِياً / هَدَمَ الحُصونَ وَزَلزَلَ الأَسوارا
كَيفَ القَرارُ وَنارُ الحَربِ تَستَعِرُ
كَيفَ القَرارُ وَنارُ الحَربِ تَستَعِرُ / وَالهَولُ مُضطَرِمُ البُركانِ مُنفَجِرُ
وَيحَ العُيونِ أَيَغشاها النُعاسُ وَقَد / شَفَّ الهِلالَ عَلَيها الحُزنُ وَالسَهَرُ
يَبيتُ يَخفِقُ مِن خَوفٍ وَمِن حَذَرٍ / حَرّانَ يَرقُبُ ما يَأتي بِهِ القَدَرُ
ريعَ الحَطيمُ فَأَمسى وَهوَ مُنتَفِضٌ / وَأَقلَقَت يَثرِبَ الأَحزانُ وَالذِكَرُ
وَيحَ الحَجيجِ إِذا حانَت مَناسِكُهُم / ماذا يَرى طائِفٌ مِنهُم وَمُعتَمِرُ
أَيَطرَبُ البَيتُ أَم تَبكي جَوانِبُهُ / حُزناً وَيُعوِلُ فيهِ الرُكنُ وَالحَجَرُ
أَينَ ابنُ عَمِّ رَسولِ اللَهِ يُطفِئُها / حَرباً عَلى كَبِدي مِن نارِها شَرَرُ
أَينَ اللِواءُ وَخَيلُ اللَهِ يَبعَثُها / عَمرٌو وَيَصرُخُ في آثارِها عمرُ
أَينَ المَقاديمُ مِن فَهرٍ وَمِن مُضَرٍ / وَمِن قُرَيشٍ وَأَينَ السَادَةُ الغُرَرُ
أَينَ المَلائِكَةُ الأَبرارُ يَقدُمُهُم / جِبريلُ يَستَبِقُ الهَيجا وَيَبتَدِرُ
أَينَ المَعامِعُ تَرفَضُّ النُفوسُ بِها / هَلكى وَيَستَنُّ فيها النَصرُ وَالظَفرُ
أَينَ الوَقائِعُ تَهتَزُّ العُروشُ لَها / رُعباً وَتَنتَفَضُ التيجانُ وَالسُرُرُ
أَينَ القَياصِرُ مَقهورينَ لا صَلَفٌ / يَنأى بِجانِبِهِم عَنّا وَلا صَغَرُ
أَينَ الحُماةُ وَقَد ضاعَت مَحارِمُنا / أَينَ الكُفاةُ وَأَينَ الذادَةُ الغُيُرُ
أَينَ النُفوسُ تَرامى غَيرَ هائِبَةٍ / أَينَ العَزائِمُ تَمضي ما بِها خَوَرُ
أَينَ الأَكُفُّ يَفيضُ المالُ مُندَفِقاً / مِنها كَما اِندَفَقَت وَطفاءُ تَنهَمِرُ
مَن لي بِهِم مَعشَراً صَيداً غَطارِفَةً / ما ضَيَّعوا ذِمَّةً يَوماً وَلا غَدَروا
إِن أَدعُهُم لِجَلاءِ الغَمرَةِ اِبتَدَروا / وَإِن أَصِح فيهِمُ مُستَنفِراً نَفَروا
إيهٍ بَني مِصرَ إِنَّ اللَهَ يَندُبُكُم / فَسارِعوا قَبلَ أَن تودي بِنا الغِيَرُ
لَبَّيكَ رَبّي وَلا مَنٌّ عَلَيكَ بِها / فَما لَنا دونَ ما تَبغي بِنا وَطَرُ
لَبَّيكَ لَبَّيكَ إِنَّ القَومَ قَد ذَعَروا / سِربَ الخِلافَةِ بِالأَمرِ الَّذي اِئتَمَروا
صالَ المُغيرُ عَلَيها صَولَةً عَجَباً / ما صالَها قَبلَهُ جِنٌّ وَلا بشرُ
أَينَ التَواريخُ نَستَقصي عَجائِبَها / وَأَينَ ما وَعَتِ الآياتُ وَالعِبَرُ
حَربٌ بِلا سَبَبٍ ماجَت فَيالِقُها / فَالبِرُّ يَرجِفُ وَالدَأماءِ تَستَعِرُ
يا موقِدَ الحَربِ بَغياً في طَرابُلسٍ / بِأَيِّ عُذرٍ إِلى التاريخِ تَعتَذِرُ
أذكَ وَالعَصرُ عَصرُ النورِ عِندَكُم / فَما يَكونُ إِذا ما اِسوَدَّتِ العُصُرُ
أَينَ الأُلى زَعَموا الإِنصافَ شِرعَتُهُم / وَقامَ قائِمُهُم بِالعَدلِ يَفتَخِرُ
يا أَكثَرُ الناسِ إِنصافاً وَمَعدَلَةً / العَدلُ يُصعَقُ وَالإِنصافُ يحتَضرُ
نِعمَ الشَريعَةُ ما سَنَّت حَضارَتُكم / الحَقُّ يُخذَلُ وَالعُداونُ يَنتَصِرُ
لَسنا وَإِن عَزَبَت أَحلامُنا وَخَوَت / مِنّا الرُؤوسُ بِقَولِ الزورِ نَنبَهِرُ
مَتى أَرى الجَيشَ وَالأُسطولَ قَد شَفَيا / داءَ الَّذينَ زَجَرناهُم فَما اِزدَجَروا
داءُ الحَضارَةِ في أَسمى مَراتِبِها / فَما عَلى الكَلبِ أَن يَعتادَهُ السُعُرُ
أَبا الحُسَينِ تَقَدَّم غَيرَ مُعتَذِرٍ
أَبا الحُسَينِ تَقَدَّم غَيرَ مُعتَذِرٍ / إِذا تَقَدَّمَ بَعضُ القَومِ يَعتَذِرُ
وَقَفتَ فَاِنسابَ يَجري صَيِّبٌ ذَهَبٌ / مِمّا بَذَلتَ وَتَهمي ديمَةٌ دُرَرُ
جودٌ تَدَفَّقَ حَتّى عَجَّ زاخِرُهُ / وَمَنطِقٌ راعَ حَتّى ضَجَّتِ الزُمَرُ
حَمِيَّةٌ ما دَرى الأَقوامُ مَوضِعها / وَلا رَأى مِثلَها في مَشهَدٍ عُمَرُ
اللَهُ أَكبَرُ وَالإِمامُ مُحَمَّدٌ
اللَهُ أَكبَرُ وَالإِمامُ مُحَمَّدٌ / مَن ذا يُجادِلُ فيهِما وَيُماري
نَسَخَت سُيوفُ الفاتِحينَ بِهَديِها / دينَ الجُحودِ وَمِلَّةَ الإِنكارِ
وَالدينُ في كُلِّ المَمالِكِ لَم يَقُم / إِلّا بِحَدِّ الصارِمِ البَتّارِ
السَيفُ مِن رُسُلِ الهِدايَةِ ما دَجا / لَيلٌ فَغادَرَهُ بِغَيرِ نَهارِ
جَيشَ الخَليفَةِ ما لِبَأسِكَ غالِبٌ / مَن ذا يُغالِبُ صَولَةَ الأَقدارِ
خُضتَ الفَيالِقَ مَوجُها مُتَدافِعٌ / كَالبَحرِ يَدفَعُ زاخِرَ التَيّارِ
أَشبَهتَ موسى غَيرَ أَنَّكَ ضارِبٌ / بِغِرارِ أَسطَعَ باهِرِ الأَسرارِ
أَلِي في الهَوى ما لي وَلِلّائِمِ العُذرُ
أَلِي في الهَوى ما لي وَلِلّائِمِ العُذرُ / أَما يَعلَمُ اللُوّامُ أَنَّ الهَوى مِصرُ
فَإِن يَسأَلوا ما حُبُّ مِصرَ فَإِنَّهُ / دَمي وَفُؤادي وَالجَوانِحُ وَالصَدرُ
لِنَفسي وَفائي إن وَفَيتُ بِعَهدِها / وَبي لا بِها إِن خُنتُ حُرمَتَها الغَدرُ
أَخافُ وَأَرجو وَهيَ جُهدُ مَخافَتي / وَمَرمى رَجائي لا خَفاءٌ وَلا نُكرُ
هِيَ العيشُ وَالمَوتُ المُبَغَّضُ وَالغِنى / لِأَبنائِها وَالفَقرُ وَالأَمنُ وَالذُعرُ
هِيَ القَدَرُ الجاري هِيَ السُخطُ وَالرِضى / هِيَ الدينُ وَالدُنيا هِيَ الناسُ وَالدَهرُ
بِذَلِكَ آمَنّا فَيا مَن يَلومُنا / لَنا في الهَوى إيمانُنا وَلَكَ الكُفرُ
تَدَفَّقَ فيها الوَحيُ شِعراً وَإِنَّما / سَقانا بِه النيلُ الَّذي كُلُّهُ شِعرُ
تَحَيَّرَ فيهِ الواصِفونَ نَفاسَةً / فأَوصافُهُ شَتّى وَأَلقابُهُ كُثرُ
رَئيسٌ وَذو تاجٍ وَشاعِرُ أُمَّةٍ / وَنابِغَةٌ غَمرٌ وَداهِيَةٌ نُكرُ
مُلوكٌ وَأَبطالٌ يَروعُكَ مِنهُمو / شِهابُ الوَغى سَعدٌ وَصاحِبُهُ عَمرُو
إِذا جالَ ماءُ النيلِ في جَوفِ شارِبٍ / فَلَيسَ لَهُ إِن خانَ أَبناءَهُ عُذرُ
هُوَ العَهدُ عهدُ اللَهِ وَالرُسُلِ كُلِّهُم / رِعايَتُهُ تَقوى وَتَوكيدُهُ بِرُّ
وَإِنَّ اِمرَأً يَبغي لِمِصرَ خِيانَةً / وَيَرجو بِها حُسنَ الثَوابِ لُمغتَرُّ
مَحَبَّتُها يُمنٌ وَطاعَتُها رِضىً / وَخِدمَتُها غُنمٌ وَمَرضاتُها ذُخرُ
لِكُلٍّ حِسابٌ لا يُجاوِزُ سَعيَهُ / فَلا الخَيرُ مَصروفُ الجَزاءِ وَلا الشَرُّ
أَرى للفَتى أَمراً يُعَجَّلُ في الدُنى / فَإِن يَكُ يَومُ الدينِ كانَ لَهُ أَمرُ
أَلا رُبَّما قامَت قِيامَةُ مَعشَرٍ / وَلَمّا يَضُمُّ الناسَ بَعثٌ وَلا حَشرُ
فَلا تَكُ إِلّا مُحسِناً تُؤثِرُ الَّتي / أَوائِلُها حَمدٌ وَأَعقابُها أَجرُ
جَزيتُ بَني مِصرٍ وَفاءً وَنَجدَةً / كَذَلِكَ يَجزي قَومَهُ الماجِدُ الحُرُّ
عَلَيَّ لَهُم حَقٌّ وَلي عِندَهُم هَوىً / تَتابَعَ ما بَيني وَبَينَهُما العُمرُ
طَوَيتُ هُمومَ الأَربَعينَ وَرُبَّما / عَناني لِلخَمسينَ مِن بَعدِها نَشرُ
وَمَن يَجعَلُ الإِصلاحَ في الناسِ هَمَّهُ / يَكُن ذا هُمومٍ كُلَّ آوِنَةٍ تَعرو
هَنيئاً لِذي الخَفضِ المُتارِكِ عَيشُهُ / وَإِن كانَ لا نَفعٌ لَدَيهِ وَلا ضُرُّ
وَإِنّي لَفي أَسرٍ مِنَ الهَمِّ موجِعٍ / وَغَمرَةِ وَجدٍ ما يُهَوِّنُها الصَبرُ
فَيا لائِمي وَالنَفسُ وَلهى لِما بِها / حَنانَكَ إِنَّ الحُرَّ يوجِعُهُ الأَسرُ
انظُر إِلى المالِ أَمسى بَينَنا وَرَقاً
انظُر إِلى المالِ أَمسى بَينَنا وَرَقاً / جَمَّ التَجَهُّمِ مُغبَرَّ الأَساريرِ
يا آخِذي المال غَصباً تَرفَعونَ بِهِ / مَيلَ الدَعائِمَ مِن مُلكٍ قَواريرِ
رُدّوا عَلى الأُمَّةِ المُسوَدِّ طالِعُها / بيضَ الدَراهِمِ أَو صُفرَ الدَنانيرِ
يا أَيُّها القَومُ هَل كانَت سِياسَتُكُم / إِلّا سِياسَةَ أَقوامٍ مَهاذيرِ
لَيتَ السَماواتِ وَالأَرضينِ زُلنَ مَعاً / لَمّا رَمَتكُم بِنا أَيدي المَقاديرِ
زولوا فَقَد ضاقَتِ الدُنيا بِأَجمَعِها / عَمّا تَسوقونَ مِن تِلكَ المَعاذيرِ
يا رَبِّ أَنتَ المُستَعانُ في الغِيَرْ
يا رَبِّ أَنتَ المُستَعانُ في الغِيَرْ / أَنتَ المَلاذُ وَالحِمى وَالمُعتَصَرْ
أَنتَ المُرَجّى حينَ يَشتَدُّ الخَطَرْ / وَيَفدَحُ الأَمرُ فَما يُرجى المَفَرْ
وَجاشَتِ الأَنفُسُ مِن هَولِ القَدَرْ / وَقالَ كُلَّ الناسِ كَلّا لا وَزَرْ
إِنّا أَقَمنا بَينَ خَوفٍ وَحَذَرْ / فَما لِنَفسٍ سَكَنٌ أَو مُستَقَرّْ
فَهَب لَنا الأَمنَ وَجَنِّبنا الضَرَرْ /
زَلَّت بِأَفهامِ الثِقاتِ قَضِيَّةٌ
زَلَّت بِأَفهامِ الثِقاتِ قَضِيَّةٌ / الحُكمُ فيها حائِرٌ مَذعورُ
آناً يَميلُ إِلى اليَمينِ وَتارَةً / يَلوي العِنانَ إِلى الشَمالِ يَسيرُ
تِلكَ الحَياةُ إِذا المَمالِكُ أَفلَحَت / وَإِذا أَصابَ كِيانَها المَقدورُ
فَفَتىً يَقولُ عَلى الشُعوبِ مَدارُها / وَفَتىً يَقولُ عَلى المُلوكِ تَدورُ
هُم يَشرَعونَ لَها المَذاهِبَ تَهتَدي / لِلصالِحاتِ إِذا اِهتَدوا وَتَجورُ
هُم كَالكَواكِبِ في سَماءِ حَياتِها / مِنها الظَلامُ لَها وَمِنها النورُ
وَلَرُبَّما أَحيا أَميرٌ أُمَّةً / وَرَمى بِأُخرى في اللُحودِ أَميرُ
عَدلُ المُلوكِ إِذا اِستَعانَ بِهِمَّةٍ / مُلكٌ تَصولُ بِهِ الشُعوبُ كَبيرُ
وَإِذا أَقاموا لِلمَعارِفِ رُكنَها / تَمَّ البِناءُ بِها وَقامَ السورُ
تِلكَ القَضِيَّةُ هَل تَبَيَّنَ حُكمُها / وَبَدا لِعَينِكَ سِرُّها المَستورُ
حَجَبَت غَواشي الجَهلِ بَعضَ قُضاتِها / وَالناسُ مِنهُم جاهِلٌ وَخَبيرُ
انظُر إِلى أُمَمِ الدُنى وَمُلوكِها / وَاِحكُم فَإِنَّكَ بِالأُمورِ بَصيرُ
مَعنى الحَياةِ لِكُلِّ شَعبٍ ناهِضٍ / تاجٌ يُضيءُ سَبيلَهُ وَسَريرُ
الأَرضُ فَوضى وَالمَمالِكُ فَوقَها / شَتّى فَمِنها جَنَّةٌ وَسَعيرُ
وَالأَمرُ مُختَلِفٌ فَشَعبٌ مُطلَقٌ / فيها وَشَعبٌ في القُيودِ أَسيرُ
وَإِذا الشُعوبُ عَلى الجَهالَةِ قُيِّدَت / فَمَدى الأَرائِكِ وَالعُروشِ قَصيرُ
العِلمُ إِن خَذَلَ الجُنودَ سِلاحُها / فَتَحَ المَمالِكَ جُندُهُ المَنصورُ
لا يُفلِحُ الأَقوامُ ما جَهِلوا وَلا / يُرجى لَهُم في الهالِكينَ نُشورُ
نَنسى وَيَعطِفُنا الإِخاءُ فَنَذكُرُ
نَنسى وَيَعطِفُنا الإِخاءُ فَنَذكُرُ / وَالحُبُّ يُطوى في القُلوبِ وَيُنشَرُ
إِنّا لَعَمرُ اللائِمينَ عَلى الهَوى / لَنَرى سَواءً مَن يَلومُ وَيَعذِرُ
نُرضي الأَحِبَّةَ لا نُراقِبُ بَعدَهُم / أَهواءَ مَن يَرضى وَمَن يَتَذَمَّرُ
يا مَن يُحاوِلُ أَن يُغَيِّرَ عَهدَنا / انظُر إِلى الإيمانِ هَل يَتَغَيَّرُ
الدَهرُ يَشهَدُ وَالحَوادِثُ أَنَّنا / لِسِوى الوَفاءِ لِقَومِنا لا نُؤثِرُ
إِخوانُنا الأَدنَونَ يَجمَعُ بَينَنا / عَهدٌ أَبَرُّ وَذِمَّةٌ ما تُخفَرُ
يا أُمَّةَ الإِنجيلِ إِنّا أُمَّةٌ / في مِصرَ واحِدةٌ لِمَن يَتَدَبَّرُ
دَرَجَت عَلى ذِمَمٍ خَوالِدَ لَم تَزَل / تَمضي القُرونُ بِها وَتَأتي الأَعصُرُ
لَو تَسأَلينَ وَما بِنا مِن رَيبَةٍ / فيما نُكِنُّ مِنَ الإِخاءِ وَنُظهِرُ
لَأَجابَكِ الفاروقُ عَنّا وَاِنبَرى / عَمرٌو يُنَبِّئُكِ اليَقينَ وَيُخبِرُ
لَبَّيكِ مِن داعٍ يُناشِدُ أُخوَةً / لَبَّيكِ في الحَقِّ الَّذي لا يُنكَرُ
لَبَّيكِ مِصرُ فَكُلُّنا لَكِ طائِعٌ / أَنتِ الحَياةُ لِكُلِّ نَفسٍ تَشعُرُ
لا تَجهَل الأَعيادُ حينَ نُقيمُها / أَنَّ الغَدَ المَأمولَ عيدٌ أَكبَرُ
حَيِّ الخَليلَ وَطُف بِتِلكَ الدارِ
حَيِّ الخَليلَ وَطُف بِتِلكَ الدارِ / حَيّاهُ رَبُّ البَيتِ ذي الأَستارِ
إِنَّ التَحِيَّةَ وَالسَلامَ لِمُؤمِنٍ / عالي المَواقِفِ راجِحِ المِقدارِ
لا ريعَ سِربُكَ مِن كَمِيٍّ باسِلٍ / يُرجى لِيَومِ كَريهَةٍ وَمَغارِ
خُضتَ الخُطوبَ لِأَجلِ مِصرَ مَخوفَةً / مِن كُلِّ أَرعَنَ هائِلِ التَيّارِ
وَقَضَيتَ في بَرلينَ حَقَّ شَهيدِها / فَقَضَيتَ حَقَّ اللَهِ وَالمُختارِ
سَدَّ القَضاءُ عَلَيهِ أَقطارَ الدُنى / فَفَتَحتَ عَنهُ مَغالِقَ الأَقطارِ
نَصَرَتكَ هِمَّةُ ماجِدٍ لَولا التُقى / لَظَنَنتُها قَدَراً مِنَ الأَقدارِ
وَالمَرءُ إِن طَلَبَ الأُمورَ بِهِمَّةٍ / لَم يُعيِهِ وَطَرٌ مِنَ الأَوطارِ
وَيحَ الَّتي أَكَلَ النُسورُ وَليدَها / وَمَضَت مُحَلِّقَةً بِكُلِّ مَطارِ
قَذَفَت بِهِ دارُ الجِهادِ إِلى الَّتي / ما بَعدَها لِمُجاهِدٍ مِن دارِ
تَهَبُ الحَياةَ لِمَن يَجيءُ بِشِلوِهِ / وَتَراهُ عَينَ الفارِسِ المِغوارِ
أَوَ ما رَأَت صُنعَ الخَليلِ فَأَكبَرَت / في العالَمينَ جَليلَ صُنعِ الباري
جَعَلَ العِنايَةَ وَالقَضاءَ بِأَسرِهِ / عَونَ الكِرامِ وَنَجدَةَ الأَحرارِ
فَإِذا سَعَوا جَرَتِ الحَوادِثُ طَوعَهُم / وَإِذا مَشوا وَقفَ القَضاءُ الجاري
هُزّي لِنُصرَتِكِ الخَليلَ وَهَيِّجي / فيهِ مَضاءَ الصارِمِ البَتّارِ
مَن لَيسَ لِلجُلّى سِواهُ وَما لَهُ / في الصالِحاتِ الباقِياتِ مُبارِ
يَحمي الحَقيقَةَ وَالذِمارَ وَما الفَتى / إِلّا رَهينُ حَقيقَةٍ وَذِمارِ
فَإِذا هُما ذَهَبا تَهَدَّمَ حَوضُهُ / وَأَقامَ رَهنَ مَذَلَّةٍ وَصَغارِ
وَالمَرءُ تَأخُذُهُ الخُطوبُ بِظُلمِها / فَيَموتُ أَو يَحيا حَياةَ العارِ
وَالناسُ بَينَ مُحَقَّرينَ أَصاغِرٍ / وَمُعَظَّمينَ مِنَ الرِجالِ كِبارِ
لَولا الحَمِيَّةُ في النُفوسِ تُثيرُها / هَتَكَ الكِلابُ حِمى الهِزَبرِ الضاري
وَعَفَت مِنَ الدُنيا الفَضائِلُ وَاِنمَحَت / أَعقابُها وَبَقِيَّةُ الآثارِ
وَلَما رَأَيتَ العِرضَ إِلّا سِلعَةً / تُزجى وَتَدفَعُها يَمينُ الشاري
فَإِذا الحَياةُ غَياهِبٌ مُسوَدَّةٌ / يَشقى الدَليلُ بِها وَيَعيا الساري
وَإِذا النُفوسُ لِما تَذوقُ مِنَ الأَذى / حَرّى الشكاةِ عَلى الحَياةِ زَواري
قُل لِلخَليلِ صَدَقتَ قَومَكَ عَهدَهُم / وَرَعَيتَ مِصرَ رِعايَةَ الأَبرارِ
وَشَفَيتَ وَجدَ شَهيدِها وَحَبَوتَهُ / فيها بِدارِ إِقامَةٍ وَقَرارِ
شُغِفَت بِهِ وَاِهتاجَ مِن بُرَحائِهِ / شَوقٌ إِلَيها في الجَوانِحِ وارِ
فَطَوَيتَ ما يَشكو المَشوقُ مِنَ النَوى / وَجَمَعتَ بَينَ الصَبِّ وَالمُزدارِ
مِصرُ الحَياةُ لِكُلِّ ذي شَغَفٍ جَرى / في العاشِقينَ فَطاحَ في المِضمارِ
إِنّي لَأَعلَمُ وَالمَحَبَّةُ مِحنَةٌ / أَنَّ النُفوسَ لِمَن تُحِبُّ عَواري
تَبقى وَتُؤخَذُ ما أَرادَ وَما أَبى / لا شَيءَ غَيرَ تَحَكُّمِ وَخِيارِ
قالوا أَخٌ لِأَبي الشَهيدِ وَأُمِّهِ / أَم مِن ذَوي القُربى أَمِ الأَصهارِ
ما كُنتَ إِلّا الحُرَّ يَحفَظُ قَومَهُ / وَالحُرُّ صاحِبُ ذِمَّةٍ وَجِوارِ
وَالحَقُّ إِن تَرَكَ المَليءُ قَضاءَهُ / ضاقَت عَلَيهِ مَنادِحُ الأَعذارِ
إِنَّ الفَقيرَ إِلى الحَياةِ لَمَن يَرى / أَنَّ الحَياةَ بِثَروَةٍ وَعَقارِ
المالُ لِلرَجُلِ الكَريمِ ذَرائِعٌ / يَبغي بِهِنَّ جَلائِلَ الأَخطارِ
وَالناسُ شَتّى في الخِلالِ وَخَيرُهُم / مَن كانَ ذا فَضلٍ وَذا إيثارِ
بورِكتَ أَنتَ كَتَبتَ أَبلَغَ آيَةٍ / لِلمُسلِمينَ بِسائِرِ الأَمصارِ
وَنَسَختَ ما كَتَبَ الَّذينَ تَقَدَّموا / مِن تُرُّهاتِ الكُتبِ وَالأَسفارِ
كانوا إِذا لَوَتِ النُفوسَ عَنِ النَدى / سَعَةُ الغِنى قالوا نُفوسُ تِجارِ
أوتيتَ مُلكَ الحَمدِ غَيرَ مُدافِعٍ / وَلَبِستَ تاجَي سُؤدُدٍ وَفَخارِ
وَرُزِقتَ ميراثَ النَوابِغِ كُلِّهِم / فيما وَرِثتَ اليَومَ مِن أَشعاري
أَطرَيتُ أَبلَجَ مِن غَطارِفِ يَعرُبٍ / وَمَدَحتُ أَروَعَ مِن شُيوخِ نِزارِ
أَطَلَبتَ مِن حاجاتِ نَفسِكَ مَأرَباً / أَم كُنتَ في بَرلينَ طالِبَ ثارِ
هِمَمٌ مَضَت في الغابِرينَ وَأُمَّةٌ / ما بَينَنا مِنها سِوى الأَخبارِ
المُسلِمونَ الأَوَّلونَ بِغِبطَةٍ / وَالشَرقُ في فَرَحٍ وَفي اِستِبشارِ
جَدَّدتَ مِن ذِكرِ الصَحابَةِ ما اِنطَوى / وَرَفَعتَ ذِكرَكَ في بَني النَجّارِ
وَأَعدَتَّ مِن عَصرِ النُبُوَّةِ ما مَضى / لَمّا أَعدَتَ لَنا حَديثَ الغارِ
ثِقَةُ المَمالِكِ بِالرِجالِ وَحُبُّها / وَقفٌ عَلى أَبنائِها الأَخيارِ
وَالمَرءُ في الدُنيا العَريضَةِ سَعيُهُ / فَبَدارِ لِلسَعيِ الجَميلِ بَدارِ
أَنذِرِ الأَقوامَ لَو تُغني النُذُرْ
أَنذِرِ الأَقوامَ لَو تُغني النُذُرْ / وَاِبعَثِ النُوَّامَ مِن خَلفِ السُتُرْ
انفِروا ما بَينَ شَتّى وَزُمَرْ / إِنَّما يَحمي حِماهُ مَن نَفَرْ
أَنقِذوا الأَوطانَ مِن غَمرَتِها / وَاِكشِفوها غُمَّةً ما تَنحَسِرْ
أَرَضيتُم أَن تَكونوا أُمَّةً / تَندُبُ اِستِقلالَها طولَ العُصُرْ
ذُخرُها الأَوفى إِذا ما فَزِعَت / لَوعَةٌ حَرّى وَدَمعٌ مُنهَمِرْ
يَومُنا المَشهودُ لا يَومَ لَنا / إِن أَضَعناهُ فَوَلّى وَغَبَرْ
ما حَياةُ المَرءِ إِلّا سَاعَةٌ / ثُمَّ لا شَيءَ وَإِن طالَ العُمُرْ
مُدّوا السَواعِدَ وَاِرفَعوا الأَبصارا
مُدّوا السَواعِدَ وَاِرفَعوا الأَبصارا / لِمَ لا نَعيشُ أَعِزَّةً أَحرارا
مَن ذا أَتاحَ لَنا الجُمودَ وَمَن قَضى / أَنّا نَضلُّ مُكَبَّلينَ أَسارى
إِنَّ الَّذي خَلَقَ النُفوسَ حَرائِراً / فَكَّ الشُعوبَ وَحَرَّرَ الأَقطارا
اليَومَ يَطلُبُ كُلُّ شَعبٍ حَقَّهُ / لا خائِفاً وَجِلاً وَلا خَوّارا
وَفدَ الكِنانَةِ وَالرَجاءُ مُعَلَّقٌ / بِكَ وَالنُفوسُ كَما عَلِمتَ حَيارى
عاهَدتَ مِصرَ عَلى الوَفاءِ فَكَبَّرَت / لَمّا رَأَت أَبناءَها الأَبرارا
وَحَمَلتَ آمالَ البِلادِ وَأَهلِها / فَحَمَلتَ مَجداً عالِياً وَفَخارا
اطلُب لَنا عِزَّ الحَياةِ فَإِنَّنا / لا نَستَطيعُ عَلى الهَوانِ قَرارا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025