المجموع : 32
يا ناقل المصباح لا تمرر عَلى
يا ناقل المصباح لا تمرر عَلى / دار بِها صُبح المَحاسن أَسفَرا
وَاِنظُر إِذا خَجلت بِدور التمّ من / وَجه الحَبيب وَقَد تَكحل بِالكَرى
أَخشى خَيال الهدب يَجرَح خَدّه / فَأَقيهِ مِن لَمع البُروق إِذا سَرى
وَأَخاف أَن تَسري سَحيرا نسمة / فَيَقوم مِن سنة الكَرى مُتَذَعِرا
قُل لِلأَمير أَدامَ اللَهُ دَولَتَهُ
قُل لِلأَمير أَدامَ اللَهُ دَولَتَهُ / حاشاكَ تَرجع فيما أَنتَ آمره
اني عَهدتك تَمضي ما أَمَرت بِهِ / كَما مَضى الصارم المَصقول باتره
وَلَم يَكُن في مُلوك العَصر غَيرَكُم / مِن أَحسَن المَدح مثلي فيهِ شاعره
إِن كانَ يُحسن مَوت الحَظ عِندَكُم / غَنيت بِالمثل المَشهور سائره
لا ذَنبَ لي غَيرَ أَني أَنتَمي لَكُم / وَزامر الحَي لَم تَطرب مَزامره
كَأَني بِكُم قُلتُم تَرى الأَمر ظاهِراً
كَأَني بِكُم قُلتُم تَرى الأَمر ظاهِراً / نَعم إِن عِندي باطن الأَمر ظاهره
إِذا جَرد الصمصام يَبدو فَرنده / وإِن قَلَّ ماء البَحر تَبدو جَواهره
قُل لِلأَمير وَقَد أَنَخت بِبابِهِ
قُل لِلأَمير وَقَد أَنَخت بِبابِهِ / ما كانَ ظَني فيكُم أَن أَهجُرا
فَلَكُم حَباني غَيث جودك عَسجَدا / وَأَعدتهُ مِن بَحر فِكري جَوهَرا
وَتَخذتُموني مِن زَرائع صُنعِكُم / في رَوض إِحسان بِشُكري أَثمَرا
أَنتُم سَماء المَجد مَجداً وَالعُلا / وَقَلائِدي تِلكَ النُجوم كَما تَرى
ما كُنتُ لَولا أَمرَكُم بِمُهاجر / لِدِيار قَسطَنطين مِن أُمّ القُرى
وَقَطَعت بَرّاً في تطلب برّكم / وَلورد بَحرَكُم اِقتَحَمت الأَبحُرا
وَتَرَكت فيها ماء زَمزم صافياً / وَوَرَدت ماءَ النيل حينَ تَكَدَرا
أَنتُم بَنيتُم لي مَحَلاً في العُلا / وَأَجلكم أَن تَهدموا مِنهُ الذرى
ما كانَ سَعيي غَير مَشكور لَكُم / لَكنما حَظي أَبى أَن يَشكُرا
ربع الأَماني عامر لكنه / مِن شقوتي أَضحى لَدَيكُم مقفرا
وَأَرى وَإِن عظمت عَلَيكُم قصّتي / جَدواكُم مِنها أَجل وَأَكبَرا
فَدَع الأَعادي أَن أَرَدت شَوامِتاً / وِيُقال إِني عُدت عَنكَ مُسفِرّا
فَإِذا مَنَحتُم كانَ شُكري وَاجِباً / وَإِذا مَنَعتُم كانَ لي أَن أَعذُرا
قالوا قَضى حسن المَناقب فارثه
قالوا قَضى حسن المَناقب فارثه / فَأَجبتهم وَمَدامِعي تَتَحدر
لا أَستَطيع رِثاء مَن لِمَصابِهِ / أَضحى لِساني في فَمي يَتَعَثَر
إِلى رَحمة الرَحمَن مِن ظَمإٍ سَما
إِلى رَحمة الرَحمَن مِن ظَمإٍ سَما / لِيَشرَب مِن عَين كَأدمُعِنا تَجري
كَذَلِكَ آل البَيت آل مُحَمَد / تَصير إِلى الفَردوس وَالحلل الخُضر
وَلما قَضى صَبري عَلى البُعد بَعده / وَأَصبَح تاريخاً حسين مَضى صَبري
حَجَبوك عَن مقل الأَنام مخافة
حَجَبوك عَن مقل الأَنام مخافة / مِن أَن تَبوح بِحُسنك الأَنوار
فَغَدَوت بِالستر الجَميل محجباً / كَي لا تَخمش خَدك الأَبصار
وَتوهموك فَلَم يَروك فَأَصبَحَت / آراؤهم في أَمرِها تَحتار
وَتخيلوك بِفكرهم حَتّى بَدَت / مِن وَهمِهُم في خَدك الآثار
إِذا كُنت دَوماً صَريع الخُمور
إِذا كُنت دَوماً صَريع الخُمور / وَكانتَ صلاتك وَصل العَذارى
فَما الأَمر وَالنُهى جاءا بآ / يِ لا تَقرَبوها وَأَنتُم سَكارى
يا مَن إِلَيهِ سَعى وَدي وَطاف بِهِ
يا مَن إِلَيهِ سَعى وَدي وَطاف بِهِ / وَجدي وَإِن لَم أَكُن قَصَرت مِن شَعَري
أَنتَ الخَليل وَلَكن لَو بَعَثت لَنا / لَقُلت قَد جئت يا موسى على قَدَر
هاتَها بِالعشي وَالإِبكار
هاتَها بِالعشي وَالإِبكار / وَأَذقني عَسيلة الأَبكار
أَي فَضل لشاعر يَتَلهى / بَرَباب وَزَينَب وَنوار
ضيّع الدين بِالدنان وَأَمسى / هائِماً بِالشُموس وَالأَقمار
يَشرَب الخَمر مِن يَدي ذي عذار / مَثل غصن النَقا وَذات خمار
هام بالبكر في الكُؤوس وَنادى / هاتَها بالعشيّ وِالإِبكار
فَأَذقه لبان يوَماً / إِن هَذي عَسيلة الأَبكار
عله أَن يَفيق مِن طول سُكر / لِلمَعاني وَرقة الأَشعار
مَدَحوا كَليباً بِالبَسالة سابِقاً
مَدَحوا كَليباً بِالبَسالة سابِقاً / وَإِذا المَدائح كُلَها في الزير
وَمَن البَلية أَن في أَيامنا / قام الهزبر لعزة الخَنزير
ما زلت أَرقب نَجم السَعب مُنتَظِراً
ما زلت أَرقب نَجم السَعب مُنتَظِراً / لطالع في سَناه البَدر وَالبَدر
حَتّى اِهتَديت لِأَنوار مَتى سَفرت / لِلناظِرين وَسر السَمع وَالبَصَر
سَما بِرُشدي ضِياء الشَمس حينَ بَدا / سَعد السَعود وَحَل العَقرَب القَمر