القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو هِلال العسكريّ الكل
المجموع : 78
لَعِبَ الزَمانُ بِحُسنِ وَجهِ مُحَمَّدٍ
لَعِبَ الزَمانُ بِحُسنِ وَجهِ مُحَمَّدٍ / لَعِبَ الصَبا بِالرَبعِ حَتّى أَقفَرا
قَد كانَ مَعروفَ الجَمالِ فَلَم يَزَل / يَنتابُهُ الحَدَثانُ حَتّى أَنكَرا
عَهدي بِهِ مُتَكَفِّرٌ مُتَعَصفِرٌ / ثُمَّ اِغتَدى مُتَصَندِلاً مُتَزَعفِرا
وَكَأَنَّما صِدغاهُ في وَجَناتِهِ / جُعلانِ يَنتابانِ سَلحاً أَصفَرا
يَفتُنُ القَلبَ بِخَدِّ
يَفتُنُ القَلبَ بِخَدِّ / لَم يَدَع لِلوَردِ قَدرا
مِثلَما تَكتُبُ بِالمِسكِ / عَلى الكافورِ شَطرا
وَعِذارٌ يَسحُرُ الصَبَّ / وَما يَعرِفُ سِحرا
وَبِصَدغٍ دارَ في الخَدِّ / كَما تُعقَدُ عِشرا
كُلَّما أَظلَمَ لَيلي / كانَ لي وَجهُكَ فَجرا
كَتَبتُ أَستَعجِلُ النَدامى
كَتَبتُ أَستَعجِلُ النَدامى / وَالنارُ تَستَعجِلُ القُدورا
وَقَد أَتاني الغُلامُ يَسعى / بِأَرغُفٍ تُشبِهُ البُدورا
وَعِندَنا قَهوَةٌ شَمولٌ / لَو قُطِّعَت صُيِّرَت شُذورا
تَكونُ قَبلَ المِزاجِ ناراً / فَاِنقَلَبَت بِالمَزاجِ نورا
فَإِنهَض إِلى سُرعَةٍ إِلَينا / نَنثُر عَلى نَفسِكَ السُرورا
حَكى الرُمّانُ أَوَّلَ ما تَبَدّى
حَكى الرُمّانُ أَوَّلَ ما تَبَدّى / حِقاقَ زَبَرجَدٍ يُحشَينَ دُرّا
فَجاءَ الصَيفُ يَحشوهُ عَقيقاً / وَيَكسوهُ مُرورُ القَيظِ تِبرا
وَيُحكى في الغُصونِ ثُدِيَّ حورٍ / شَقَقنَ غَلائِلاً عَنهُنَّ خُضرا
وَقَد سَرَّني أَنّي رَأَيتُكَ واطِئاً
وَقَد سَرَّني أَنّي رَأَيتُكَ واطِئاً / عَلى عَقِبَي داءٍ تَراخى فَأَدبَرا
وَقَد ظَلَّ يَبغي رائِدُ البَرءِ مورِداً / لَدَيكَ وَيَبغي فارِطُ السَقمِ مَصدَرا
وَلا غَروَ أَن يَغشاكَ عارِضُ عِلَّةٍ / فَإِنّي رَأَيتُ الوَردَ يَغشى الغَضَنفَرا
وَلَو كُنتَ نَجماً ما خُسِفتَ وَإِنَّما / كُسوفُكَ أَن أَمسَيتَ بَدراً مُنَوَّرا
أَما تَرى عودَ السَماءِ نَضرا
أَما تَرى عودَ السَماءِ نَضرا / تَرى لَهُ طَلاقَةً وَبِشرا
أَتَتهُ أَلطافُ السَحابِ تَترى / وَساقَتِ الجَنوبُ غَيماً بِكرا
تَبسُطُ في الصَحراءِ بُسطاً خُضرا / وَتَمنَحُ الرَوضَةَ زُهراً صُفرا
وَنَرجِساً مِثلَ العُيونِ زَهرا / وَأُقحُواناً كَالثُغورِ غُرّا
كَأَنَّما يَصوغُ فيها تِبرا / كَأَنَّما يَدوفُ فيها عِطرا
كَأَنَّما يَنثُرُ فيها دُرّا / فَأَعمِلِ الكاساتِ شُمطاً شَقرا
كَالماءِ لَوناً وَالعَبيرُ نَشرا / ثُمَّ مُرِ الزيرِ يُناغي الزَمرا
وَالعَيشُ أَن تَسُرَّ أَو تُسَرّا / لا تُفسِدَنَّ بِالغَرامِ العُمرا
جَلى الرَبيعُ عَلَينا
جَلى الرَبيعُ عَلَينا / كَواعِباً أَبكارا
مُتَوَّجاتٍ عَقيقاً / مُسَوَّراتٍ نَهارا
تَرى لَهُنَّ مِنَ الوَر / دِ شَوذَراً وَخِمارا
أَهدى لَنا جَوهَراتٍ / تُحَيِّرُ الأَبصارا
يا حُسنَ حُمرٍ وَصُفرٍ / تُريكَ جَمراً وَنارا
قَد راقَ ذاكَ اِحمِرارا / وَراعَ ذاكَ اِصفِرارا
وَخِلتَ هَذا عَقيقاً / وَخِلتَ ذاكَ نِضارا
وَذاكَ شَهداً مُشارا / وَذاكَ راحاً عِقارا
لَو كانَ يَبقى سَليماً / نَظَمتُهُ تِقصارا
وَبِحافاتِها البَنَفسِجُ يَحكي
وَبِحافاتِها البَنَفسِجُ يَحكي / أَثَرَ القَرضِ في خُدودِ العَذارى
وَبَرقٍ سَرى وَاللَيلُ يُمحى سَوادُهُ
وَبَرقٍ سَرى وَاللَيلُ يُمحى سَوادُهُ / فَقُلتُ سِوارٌ في مَعاصِمِ أَسمَرا
وَقَد سَدَّ عَرضَ الأُفقِ غَيمٌ تَخالُهُ / يَزُرُّ عَلى الدُنيا قَميصاً مُعَنبَرا
تَهادى عَلى أَيدي الحَبائِبِ وَالصِبا / كَخَرقٍ مِنَ الفِتيانِ نازَعَ مُسكِرا
تَخالُ بِهِ مِسكاً وَبِالقَطرِ لُؤلُؤاً / وَبِالرَوضِ ياقوتاً وَبِالوَحلِ عَنبَرا
سَوادُ غَمامٍ يَبعُثُ الماءَ أَبيَضاً / وَغَرَّةُ أَرضٍ تُنبِتُ الزَهرَ أَصفَرا
أَتَتكَ بِهِ أَنفاسُ ريحٍ مَريضَةٍ / كَمَفظَعَةٍ رَعناءَ تَستاقُ عَسكَرا
فَأَلقى عَلى الغُدرانِ دَرعاً مَسَرَّداً / وَأَهدى إِلى القيعانِ بُرداً مُحَبَّرا
تَخالُ الحَيا في الجَوِّ دُرّاً مُنَظَّماً / وَفي وَجَناتِ الأَرضِ دُرّاً مُنَثَّرا
وَأَقبَلَ نَشرُ الأَرضِ في نَفَسِ الصِبا / فَباتَ بِهِ ثَوبُ الهَواءِ مُعَطَّرا
إِذا ما دَعَت فيهِ الرُعودُ فَأَسمَعَت / أَجابَ حُداةٌ وَاِستَهَلَّ فَأَغزَرا
وَيَبكي إِذا ما أَضحَكَ البَرقُ سِنَّهُ / فَيَجعَلُ نارَ البَرقِ ماءً مُفَجَّرا
كَأَنَّ بِهِ رُؤدَ الشَبابِ خَريدَةً / قَدِ اِتَّخَذَت ثِنيَ السَحابَةِ مِعجَرا
فَثَغرٌ يُرينا مِن بَعيدٍ تَبَلُّجاً / وَدَمعٌ يُرينا مِن بَعيدٍ تَحَدُّرا
رَكوبٌ لَأَعناقِ الأُمورِ وَلَم يَكُن
رَكوبٌ لَأَعناقِ الأُمورِ وَلَم يَكُن / يَدُبُّ عَلى أَعجازِها مُتَقَفِّرا
إِذا أَدبَرَ المَطلوبُ عَنهُ فَخَلِّهِ / فَإِنَّ عَناءً أَن تُحاوِلَ مُدبِرا
وَحَيَّةٍ في رَأسِها دُرَّه
وَحَيَّةٍ في رَأسِها دُرَّه / تَعمَلُ في وَجهِ الدُجى غُرَّه
وَجنَتُها أَكبَرُ مِن رَأسِها / فَهيَ إِذا أَبصَرتَها عِبرَه
كَم مِن مُريبٍ أَهتَكَت سِترَه / وَصَيَّرَتهُ في الوَرى شُهرَه
يَردَفُها أَصفَرُ في أَصفَرِ / يَقدُمُها أَسوَدُ في حُمرَه
قَبيلُكُمُ في العِزِّ يَعلو قَبائِلاً
قَبيلُكُمُ في العِزِّ يَعلو قَبائِلاً / وَواحِدُكُم في المَجدِ يَكثُرُ مَعشَرا
فَلا زالَتِ الأَقدارُ دونَ مَحَلِّكُم / سَواقِطَ وَالمَكروهُ عَنكُم مُقَصِّرا
صَرَفتُ وُدّي إِلى السودانِ مِن هَجرِ
صَرَفتُ وُدّي إِلى السودانِ مِن هَجرِ / وَما اِلتَفَتُّ إِلى رومٍ وَلا خَزَرِ
أَصبَحتُ أَعشَقُ مِن وَجهٍ وَمِن بَدَنٍ / ما يَعشَقُ الناسُ مِن عَينٍ وَمِن شَعَرِ
فَإِن حَسِبتَ سَوادَ الجِلدِ مَنقَصَةً / فَاِنظُر إِلى سُفعَةٍ في وَجنَةِ القَمَرِ
ما بَعَثَ المَرءُ في حَوائِجِهِ
ما بَعَثَ المَرءُ في حَوائِجِهِ / أَنجَحَ مِن دِرهَمٍ وَدينارِ
عَلَيكَ سَلامُ الأَصبَحِيَّةِ كُلَّما
عَلَيكَ سَلامُ الأَصبَحِيَّةِ كُلَّما / يَحِنُّ أَخو شَوقٍ لِبُعدِ دِيارِ
فَأَنتَ أَخو شَينٍ وَخِدنُ دَناءَةٍ / وَصاحِبُ عارٍ وَاِبنُ أُمِّ شَنارِ
كَم قَد جَنَيتُ اللَهوَ مِن غُصنِهِ
كَم قَد جَنَيتُ اللَهوَ مِن غُصنِهِ / ما بَينَ أَنوارٍ وَنَوّارِ
مِن رَوضَةٍ بَلَّلَ أَعطافَها / سَقيطُ أَنداءٍ وَأَمطارِ
وَأَوجُهٌ تَحسَبُها أَشمُساً / في لَيلِ أَصداغٍ وَأَطرارِ
وَشَقَّقَت عَنها سُتورُ الدُجى / نارٌ عَلى نارٍ عَلى نارِ
يَركَبُ الأُقحُوانَ فيها نَهاراً
يَركَبُ الأُقحُوانَ فيها نَهاراً / فَتَرى دِرهَماً عَلى دينارِ
فُرِشَت فَوقَها فَرائِدُ طَلٍّ / عَلِقَت بِالنَباتِ وَالأَشِجارِ
وَتَدَلَّت عَلى الغُصونِ فَجاءَت / كَشُنوفِ الكَواعِبِ الأَبكارِ
قُم بِنا نَنزِلُ في خَيرِ دارٍ
قُم بِنا نَنزِلُ في خَيرِ دارٍ / وَهيَ إِن مَيَّزتَها شَرُّ دارِ
مَنزِلٌ تَخلَعُ دينَكَ فيهِ / حينَ تَأتيهِ خَليعَ الإِزارِ
لا تَرى فيهِ الشُموسَ نَهاراً / وَتَرى الأَقمارَ نِصفَ نَهارِ
وَعَلى حيطانِهِ أُسدُ حَربٍ / فَوقَ أَمهارٍ وَفَوقَ مَهارِ
شَهِدوا الحَربَ بِأَرماحِ زورٍ / وَسُيوفٍ نابِياتِ الشِفارِ
وَتَرى الأَبدانَ حينَ أَتَتهُ / تَكتَسي الصِحَّةَ وَهيَ عَواري
بِيَنابيعَ كَقُضبانِ دُرٍّ / تَتَكافا مِن وَراءِ الجِدارِ
بِمَعقودِ السُراةِ عَلى اِندِماجٍ
بِمَعقودِ السُراةِ عَلى اِندِماجٍ / وَمَزرورِ القَميصِ عَلى اِنشِمارِ
يُريكَ جَبينُهُ لَمَعانَ بَرقٍ / وَسائِرُ جِسمِهِ لَمَعانَ قارِ
فَيُشبِهُ تَحتَ جَنحِ اللَيلِ لَيلاً / وَيَحكي الخالَ في خَدِّ النَهارِ
وَيُقبِلُ حينَ يُقبِلُ في سُمُوٍّ / وَيُدبِرُ حينَ يُدبِرُ في اِنحِدارِ
وَيُمسِكُ وَهوَ كَالفَدَنِ المُعَلّى / وَيُحضِرُ وَهوَ كَالمَسَدِ المُغارِ
يَلوحُ البَدرُ مِنهُ في جَبينٍ / وَتَتَّضِحُ الثُرَيّا في عِذارِ
أَيا عَجَباً مِن آنِسٍ لَكَ نافِرٍ
أَيا عَجَباً مِن آنِسٍ لَكَ نافِرٍ / يُعاوِدُ وَصلاً وَهوَ في حالِ هاجِرِ
يَزورُ عَلى بُعدِ المَكانِ وَلَم يُرِد / وِصالاً فَقُل في زائِرٍ غَيرِ زائِرِ
لَهُ في الذُرا شَذرٌ يَمُرُّ وَيَنثَني / كَما حَرَّكَ الكَعبَينِ كَفُّ مُقامِرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025