المجموع : 78
لَعِبَ الزَمانُ بِحُسنِ وَجهِ مُحَمَّدٍ
لَعِبَ الزَمانُ بِحُسنِ وَجهِ مُحَمَّدٍ / لَعِبَ الصَبا بِالرَبعِ حَتّى أَقفَرا
قَد كانَ مَعروفَ الجَمالِ فَلَم يَزَل / يَنتابُهُ الحَدَثانُ حَتّى أَنكَرا
عَهدي بِهِ مُتَكَفِّرٌ مُتَعَصفِرٌ / ثُمَّ اِغتَدى مُتَصَندِلاً مُتَزَعفِرا
وَكَأَنَّما صِدغاهُ في وَجَناتِهِ / جُعلانِ يَنتابانِ سَلحاً أَصفَرا
يَفتُنُ القَلبَ بِخَدِّ
يَفتُنُ القَلبَ بِخَدِّ / لَم يَدَع لِلوَردِ قَدرا
مِثلَما تَكتُبُ بِالمِسكِ / عَلى الكافورِ شَطرا
وَعِذارٌ يَسحُرُ الصَبَّ / وَما يَعرِفُ سِحرا
وَبِصَدغٍ دارَ في الخَدِّ / كَما تُعقَدُ عِشرا
كُلَّما أَظلَمَ لَيلي / كانَ لي وَجهُكَ فَجرا
كَتَبتُ أَستَعجِلُ النَدامى
كَتَبتُ أَستَعجِلُ النَدامى / وَالنارُ تَستَعجِلُ القُدورا
وَقَد أَتاني الغُلامُ يَسعى / بِأَرغُفٍ تُشبِهُ البُدورا
وَعِندَنا قَهوَةٌ شَمولٌ / لَو قُطِّعَت صُيِّرَت شُذورا
تَكونُ قَبلَ المِزاجِ ناراً / فَاِنقَلَبَت بِالمَزاجِ نورا
فَإِنهَض إِلى سُرعَةٍ إِلَينا / نَنثُر عَلى نَفسِكَ السُرورا
حَكى الرُمّانُ أَوَّلَ ما تَبَدّى
حَكى الرُمّانُ أَوَّلَ ما تَبَدّى / حِقاقَ زَبَرجَدٍ يُحشَينَ دُرّا
فَجاءَ الصَيفُ يَحشوهُ عَقيقاً / وَيَكسوهُ مُرورُ القَيظِ تِبرا
وَيُحكى في الغُصونِ ثُدِيَّ حورٍ / شَقَقنَ غَلائِلاً عَنهُنَّ خُضرا
وَقَد سَرَّني أَنّي رَأَيتُكَ واطِئاً
وَقَد سَرَّني أَنّي رَأَيتُكَ واطِئاً / عَلى عَقِبَي داءٍ تَراخى فَأَدبَرا
وَقَد ظَلَّ يَبغي رائِدُ البَرءِ مورِداً / لَدَيكَ وَيَبغي فارِطُ السَقمِ مَصدَرا
وَلا غَروَ أَن يَغشاكَ عارِضُ عِلَّةٍ / فَإِنّي رَأَيتُ الوَردَ يَغشى الغَضَنفَرا
وَلَو كُنتَ نَجماً ما خُسِفتَ وَإِنَّما / كُسوفُكَ أَن أَمسَيتَ بَدراً مُنَوَّرا
أَما تَرى عودَ السَماءِ نَضرا
أَما تَرى عودَ السَماءِ نَضرا / تَرى لَهُ طَلاقَةً وَبِشرا
أَتَتهُ أَلطافُ السَحابِ تَترى / وَساقَتِ الجَنوبُ غَيماً بِكرا
تَبسُطُ في الصَحراءِ بُسطاً خُضرا / وَتَمنَحُ الرَوضَةَ زُهراً صُفرا
وَنَرجِساً مِثلَ العُيونِ زَهرا / وَأُقحُواناً كَالثُغورِ غُرّا
كَأَنَّما يَصوغُ فيها تِبرا / كَأَنَّما يَدوفُ فيها عِطرا
كَأَنَّما يَنثُرُ فيها دُرّا / فَأَعمِلِ الكاساتِ شُمطاً شَقرا
كَالماءِ لَوناً وَالعَبيرُ نَشرا / ثُمَّ مُرِ الزيرِ يُناغي الزَمرا
وَالعَيشُ أَن تَسُرَّ أَو تُسَرّا / لا تُفسِدَنَّ بِالغَرامِ العُمرا
جَلى الرَبيعُ عَلَينا
جَلى الرَبيعُ عَلَينا / كَواعِباً أَبكارا
مُتَوَّجاتٍ عَقيقاً / مُسَوَّراتٍ نَهارا
تَرى لَهُنَّ مِنَ الوَر / دِ شَوذَراً وَخِمارا
أَهدى لَنا جَوهَراتٍ / تُحَيِّرُ الأَبصارا
يا حُسنَ حُمرٍ وَصُفرٍ / تُريكَ جَمراً وَنارا
قَد راقَ ذاكَ اِحمِرارا / وَراعَ ذاكَ اِصفِرارا
وَخِلتَ هَذا عَقيقاً / وَخِلتَ ذاكَ نِضارا
وَذاكَ شَهداً مُشارا / وَذاكَ راحاً عِقارا
لَو كانَ يَبقى سَليماً / نَظَمتُهُ تِقصارا
وَبِحافاتِها البَنَفسِجُ يَحكي
وَبِحافاتِها البَنَفسِجُ يَحكي / أَثَرَ القَرضِ في خُدودِ العَذارى
وَبَرقٍ سَرى وَاللَيلُ يُمحى سَوادُهُ
وَبَرقٍ سَرى وَاللَيلُ يُمحى سَوادُهُ / فَقُلتُ سِوارٌ في مَعاصِمِ أَسمَرا
وَقَد سَدَّ عَرضَ الأُفقِ غَيمٌ تَخالُهُ / يَزُرُّ عَلى الدُنيا قَميصاً مُعَنبَرا
تَهادى عَلى أَيدي الحَبائِبِ وَالصِبا / كَخَرقٍ مِنَ الفِتيانِ نازَعَ مُسكِرا
تَخالُ بِهِ مِسكاً وَبِالقَطرِ لُؤلُؤاً / وَبِالرَوضِ ياقوتاً وَبِالوَحلِ عَنبَرا
سَوادُ غَمامٍ يَبعُثُ الماءَ أَبيَضاً / وَغَرَّةُ أَرضٍ تُنبِتُ الزَهرَ أَصفَرا
أَتَتكَ بِهِ أَنفاسُ ريحٍ مَريضَةٍ / كَمَفظَعَةٍ رَعناءَ تَستاقُ عَسكَرا
فَأَلقى عَلى الغُدرانِ دَرعاً مَسَرَّداً / وَأَهدى إِلى القيعانِ بُرداً مُحَبَّرا
تَخالُ الحَيا في الجَوِّ دُرّاً مُنَظَّماً / وَفي وَجَناتِ الأَرضِ دُرّاً مُنَثَّرا
وَأَقبَلَ نَشرُ الأَرضِ في نَفَسِ الصِبا / فَباتَ بِهِ ثَوبُ الهَواءِ مُعَطَّرا
إِذا ما دَعَت فيهِ الرُعودُ فَأَسمَعَت / أَجابَ حُداةٌ وَاِستَهَلَّ فَأَغزَرا
وَيَبكي إِذا ما أَضحَكَ البَرقُ سِنَّهُ / فَيَجعَلُ نارَ البَرقِ ماءً مُفَجَّرا
كَأَنَّ بِهِ رُؤدَ الشَبابِ خَريدَةً / قَدِ اِتَّخَذَت ثِنيَ السَحابَةِ مِعجَرا
فَثَغرٌ يُرينا مِن بَعيدٍ تَبَلُّجاً / وَدَمعٌ يُرينا مِن بَعيدٍ تَحَدُّرا
رَكوبٌ لَأَعناقِ الأُمورِ وَلَم يَكُن
رَكوبٌ لَأَعناقِ الأُمورِ وَلَم يَكُن / يَدُبُّ عَلى أَعجازِها مُتَقَفِّرا
إِذا أَدبَرَ المَطلوبُ عَنهُ فَخَلِّهِ / فَإِنَّ عَناءً أَن تُحاوِلَ مُدبِرا
وَحَيَّةٍ في رَأسِها دُرَّه
وَحَيَّةٍ في رَأسِها دُرَّه / تَعمَلُ في وَجهِ الدُجى غُرَّه
وَجنَتُها أَكبَرُ مِن رَأسِها / فَهيَ إِذا أَبصَرتَها عِبرَه
كَم مِن مُريبٍ أَهتَكَت سِترَه / وَصَيَّرَتهُ في الوَرى شُهرَه
يَردَفُها أَصفَرُ في أَصفَرِ / يَقدُمُها أَسوَدُ في حُمرَه
قَبيلُكُمُ في العِزِّ يَعلو قَبائِلاً
قَبيلُكُمُ في العِزِّ يَعلو قَبائِلاً / وَواحِدُكُم في المَجدِ يَكثُرُ مَعشَرا
فَلا زالَتِ الأَقدارُ دونَ مَحَلِّكُم / سَواقِطَ وَالمَكروهُ عَنكُم مُقَصِّرا
صَرَفتُ وُدّي إِلى السودانِ مِن هَجرِ
صَرَفتُ وُدّي إِلى السودانِ مِن هَجرِ / وَما اِلتَفَتُّ إِلى رومٍ وَلا خَزَرِ
أَصبَحتُ أَعشَقُ مِن وَجهٍ وَمِن بَدَنٍ / ما يَعشَقُ الناسُ مِن عَينٍ وَمِن شَعَرِ
فَإِن حَسِبتَ سَوادَ الجِلدِ مَنقَصَةً / فَاِنظُر إِلى سُفعَةٍ في وَجنَةِ القَمَرِ
ما بَعَثَ المَرءُ في حَوائِجِهِ
ما بَعَثَ المَرءُ في حَوائِجِهِ / أَنجَحَ مِن دِرهَمٍ وَدينارِ
عَلَيكَ سَلامُ الأَصبَحِيَّةِ كُلَّما
عَلَيكَ سَلامُ الأَصبَحِيَّةِ كُلَّما / يَحِنُّ أَخو شَوقٍ لِبُعدِ دِيارِ
فَأَنتَ أَخو شَينٍ وَخِدنُ دَناءَةٍ / وَصاحِبُ عارٍ وَاِبنُ أُمِّ شَنارِ
كَم قَد جَنَيتُ اللَهوَ مِن غُصنِهِ
كَم قَد جَنَيتُ اللَهوَ مِن غُصنِهِ / ما بَينَ أَنوارٍ وَنَوّارِ
مِن رَوضَةٍ بَلَّلَ أَعطافَها / سَقيطُ أَنداءٍ وَأَمطارِ
وَأَوجُهٌ تَحسَبُها أَشمُساً / في لَيلِ أَصداغٍ وَأَطرارِ
وَشَقَّقَت عَنها سُتورُ الدُجى / نارٌ عَلى نارٍ عَلى نارِ
يَركَبُ الأُقحُوانَ فيها نَهاراً
يَركَبُ الأُقحُوانَ فيها نَهاراً / فَتَرى دِرهَماً عَلى دينارِ
فُرِشَت فَوقَها فَرائِدُ طَلٍّ / عَلِقَت بِالنَباتِ وَالأَشِجارِ
وَتَدَلَّت عَلى الغُصونِ فَجاءَت / كَشُنوفِ الكَواعِبِ الأَبكارِ
قُم بِنا نَنزِلُ في خَيرِ دارٍ
قُم بِنا نَنزِلُ في خَيرِ دارٍ / وَهيَ إِن مَيَّزتَها شَرُّ دارِ
مَنزِلٌ تَخلَعُ دينَكَ فيهِ / حينَ تَأتيهِ خَليعَ الإِزارِ
لا تَرى فيهِ الشُموسَ نَهاراً / وَتَرى الأَقمارَ نِصفَ نَهارِ
وَعَلى حيطانِهِ أُسدُ حَربٍ / فَوقَ أَمهارٍ وَفَوقَ مَهارِ
شَهِدوا الحَربَ بِأَرماحِ زورٍ / وَسُيوفٍ نابِياتِ الشِفارِ
وَتَرى الأَبدانَ حينَ أَتَتهُ / تَكتَسي الصِحَّةَ وَهيَ عَواري
بِيَنابيعَ كَقُضبانِ دُرٍّ / تَتَكافا مِن وَراءِ الجِدارِ
بِمَعقودِ السُراةِ عَلى اِندِماجٍ
بِمَعقودِ السُراةِ عَلى اِندِماجٍ / وَمَزرورِ القَميصِ عَلى اِنشِمارِ
يُريكَ جَبينُهُ لَمَعانَ بَرقٍ / وَسائِرُ جِسمِهِ لَمَعانَ قارِ
فَيُشبِهُ تَحتَ جَنحِ اللَيلِ لَيلاً / وَيَحكي الخالَ في خَدِّ النَهارِ
وَيُقبِلُ حينَ يُقبِلُ في سُمُوٍّ / وَيُدبِرُ حينَ يُدبِرُ في اِنحِدارِ
وَيُمسِكُ وَهوَ كَالفَدَنِ المُعَلّى / وَيُحضِرُ وَهوَ كَالمَسَدِ المُغارِ
يَلوحُ البَدرُ مِنهُ في جَبينٍ / وَتَتَّضِحُ الثُرَيّا في عِذارِ
أَيا عَجَباً مِن آنِسٍ لَكَ نافِرٍ
أَيا عَجَباً مِن آنِسٍ لَكَ نافِرٍ / يُعاوِدُ وَصلاً وَهوَ في حالِ هاجِرِ
يَزورُ عَلى بُعدِ المَكانِ وَلَم يُرِد / وِصالاً فَقُل في زائِرٍ غَيرِ زائِرِ
لَهُ في الذُرا شَذرٌ يَمُرُّ وَيَنثَني / كَما حَرَّكَ الكَعبَينِ كَفُّ مُقامِرِ