القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : المُعتَمِد بنُ عَبّاد الكل
المجموع : 48
أَنتَ إِن تَغزُ ظافِرُ
أَنتَ إِن تَغزُ ظافِرُ / فَليُطِع مَن يُنافِرُ
يا خَبَر مَن يَلحَظَه ناظِري
يا خَبَر مَن يَلحَظَه ناظِري / شَهادَةٌ ما شابَها زُورُ
وَمَن إِذا ما لَيلُ خطبٍ دجا / لاحَ بِهِ مِن رأيِهِ نورُ
رَأَيُك إِمّا شِمَتُهُ صارِمٌ / عَضبٌ عَلى الأَعداءِ مَشهورُ
جاءَتنيَ الطير الَّتي سِرُّها / نَظمٌ بِهِ قَلبيَ مَسرورُ
شِعرٌ هوَ السِحرُ فَلا تُنكِروا / أَنّي بِهِ ما عِشتُ مَسحورُ
اللَفظُ وَالقِرطاسُ إِن شُبِّها / قيلَ هُما مِسكٌ وَكافورُ
وَإِنَّهُ لَمّا اِغتَدى خاطِري / مُسائِلاً جاوَبَ عُصفورُ
هُوَ لِجَيش الطَير مِن فِكرَتي / صَقرٌ فَوَلّى وَهوَ مَقهورُ
فَلاحَ لي بَيتٌ فُؤادي لَهُ / دأباً عَلى وُدّك مَقصورُ
حَظُّكَ مِن شكريَ يا سيدي / بِما بَدا لي منك مَوفورُ
قصّرتُ في نظميَ فاِعذر فَمَن / ضاهاكَ في التَقصير مَعذورُ
فأنتَ إِن تنظمْ وَنتثرْ فَقَد / أَعوَزَ مَنظومٌ وَمَنثورُ
لا يَعدُكُم رَوضٌ مِنَ الحَظّ في ال / إِكرام وَالتَرفيع ممطُورُ
شِعرُ مَن مَحضُ وُدّه
شِعرُ مَن مَحضُ وُدّه / لَكَ في عِلمِ طَيرهِ
فَهيَ مَهما زَجَرتَها / لَم تُخَبِّر بِغَيرهِ
أَنفحةُ الرَوض رَقَّت في صَبا السَحرِ
أَنفحةُ الرَوض رَقَّت في صَبا السَحرِ / مِن بَعدِ ما باتَ وَالأنداءُ في سَمَرِ
لا بَل تَحيَّةُ مَحضِ الوُدِّ بلَّغَها / بَرٌّ شَريف المَعالي ماجِدُ النَفَرِ
أَمّا لعمرُ أَبي يَحيى لَقَد وَصلت / من بِرّه صِلَةٌ أَحلى مِن الظَفرِ
يا مَن وَرَدتُ الوَفاءَ الغَمر مرتوياً / مِن عهدهِ إِذ يُساقى الناسُ بالغُمَرِ
أَحرَزتَ سرو السَجايا ثُمَّ قارَنهُ / ظَرفَ اللِسان اِقتِرانَ الكأس بِالوَتَرِ
إِذا اِعتَبَرتُ مِنَ الأَخلاقِ أَنفسَها / كُنتَ المُنافِسُ فيهِ الساميَ القَدرِ
عَلَيكَ مِني سَلامٌ لا يَزال لَهُ / فَرضٌ تُؤَديهِ آمالٌ إِلى بُكَرِ
ترفُقاً يا أَبا يَحيى ومن ظفرت
ترفُقاً يا أَبا يَحيى ومن ظفرت / كَفي بِهِ فَدَعاني فَضلُهُ ظافِرْ
إِن حالَ ما بَينَنا رَيحانُنا الناظِر / فَناظرُ القَلبِ حَقا نَحوَكُم ناظِرْ
أَحمي مَكانَك مِن قَلبي وَأمنعُه / كَما حَمى الحاجِبُ الإِسلامَ بِالباتِرْ
الملكُ في طيّ الدَفاتِرْ
الملكُ في طيّ الدَفاتِرْ / فَتخلّ عَن قَود العَساكِرْ
طُف بِالسَرير مسلِّماً / واِرجع لِتَوديعِ المَنابِرْ
واِزحَفْ إِلى جَيش المَعا /
رِف تَقهَر الحِبرَ المُقامِرْ /
واِطعَن بِأَطراف اليَرا / ع نُصرتَ في ثَغر المَحابِرْ
واِضرب بِسكين الدَوا / ة مَكانَ ماضي الحَدّ باتِرْ
أَوَ لَستَ رُسطاليس إِن / ذُكِرَ الفَلاسِفَةُ الأَكابِرْ
وَكَذَلِكَ إِن ذُكر الخَلي / لُ فَأَنتَ نَحويّ وَشاعِرْ
وَأَبو حَنيفَةَ ساقِطٌ / في الرأي حينَ تَكونُ حاضِرْ
من هُرمُسُ من سيبَوي / هِ من ابن فورَك إِن تُناظِرْ
هَذي المَكارِمُ قَد حَوَي / ت فَكُن لِمَن حاباك شاكِرْ
واِقعُد فَإِنَّك طاعِمٌ / كاسٍ وَقُل هَل مِن مُفاخِرْ
فَحُجبتَ وَجهَ رِضايَ عَن / كَ وَكُنتَ قَد تَلقاهُ سافِرْ
أَوَ لَستَ تَذكُرُ وَقتَ لَو / رقة وَقَلبُك ثَمَّ طائِرْ
لا يَستَقِرُّ مَكانَهُ / وَأَبوكَ كالضِرغام خادِرْ
هَلّا اِقتَدَيتَ بِفِعلِهِ / وَأَطَعتَه إِذ ذاكَ آمِرْ
قَد كانَ أَبصَرَ بِالعَوا / قِبِ وَالمَوارِد وَالمَصادِرْ
الأَكثَرين مُسَوّداً وَمُملَّكا
الأَكثَرين مُسَوّداً وَمُملَّكا / وَمُتَوّجا في سالِف الأَعصارِ
المُكثِرينَ مِنَ البُكاء لِنارهم / لا يُوقِدونَ بِغَيره لِلساري
وَالمؤثرينَ عَلى العيالِ بزادهم / وَالضاربينَ لِهامَة الجَبّارِ
الناهِضينَ من المُهود إِلى العلى / وَالمُنهِضين الغارَ بَعدَ الغارِ
إِن كُثِّروا كانوا الحَصى أَو فاخَروا / فَمِنَ الأَكاسِر من بَني الأَحرارِ
يُضحي مُؤَمِّلهم يُؤَمَّل كسبه / وَيَبيتُ جارُهُم عَزيزَ الجارِ
تَبكي عَلَيهم شَنَّبوسُ بعبرَةٍ / كأتّيها المُتَدافِع التَيّارِ
يَبكي لَها القَصرُ المُنيفُ تلالأت / شُرَفاتُهُ في خُضرَةِ الأَشجارِ
ما ضاحَكَتهُ الشَمسُ إِلّا خِلتَه / نُضِحَت جَوانِبُهُ بِماء نُظارِ
تَبكي القيانُ تَجاوَبَت أَوتارُها / في ساحَتَيهِ تَجاوُبَ الأَطيارِ
يا شَمسَ ذاكَ القَصرِ كَيفَ تَخَلَّصَت / فيهِ إِلَيكَ طوارِقُ الأَقدارِ
لَمّا تَنَلكَ شُعوبٌ جاوَزَت / غُلبُ الرِجال وَساميَ الأَوسارِ
كَم كانَ من أسدٍ هُنالِك خادرِ / لَكَ حارِسٌ بِأَسِنَّة وَشِفارِ
مِن قَومِكَ الزُهرِ الوجوهِ إِذا الوَغى / كَسَتِ الوجوهَ الغُرَّ ثَوبَ القارِ
مِن كُل أشوسَ خائِضٍ في لُجَّةٍ / نَحوَ الكُماةِ بِشُعلَة مِن نارِ
لَمّا نَماهُم لِلعُلى عمّارُهُم / تَرَكوا قَصيرَةَ الأَعمارِ
هُم أَوقَدوا بَينَ جَنبيكَ نارا
هُم أَوقَدوا بَينَ جَنبيكَ نارا / أَطالوا بِها في حشاكَ اِستِعارا
أَما يَخجَلُ المَجدُ أن يُرحِلوك / وَلَم يَصحبوكَ خباءً مُعارا
فَقَد قَنَعّوا المَجدَ إِن كانَ ذاك / وَحاشاهمُ منك خِزيا وَعارا
يَقِلُّ لعينيك أَن يَجعَلوا / سَوادَ العيونِ عَلَيكُم شِعارا
تُراهُم نَسوا حينَ جُزتَ القَفار / حَنِينا إِلَيهِم وَخضتَ البِحارا
بِعَهدِ لُزومٍ لِسُبلِ الوَفاءِ / إِذا حادَ عَنها وَجارا
وَقَلبي نَزوعٌ إِلى يُوسُفٍ / فَلَولا الضُلوعُ عَلَيهِ لَطارا
وَيَومَ العروبةِ ذُدتَ العدى / نَصَرتَ الهُدى وَأَبَيتَ الفِرارا
تَثَبَّتَ هُناك وَأَنّ القُلو / بَ بَينَ الضُلوع لَتأبى الفِرارا
وَلَولاكَ يا يُوسُفُ المُتَّقى / رَأَينا الجَزيرَة لِلكُفرِ دارا
رَأَينا السُيوفَ ضُحىً كالنُجوم / وَكالَّيل ذاكَ الغُبارَ المُثارا
فَلِلَّهِ دَرُّكَ في هَولِهِ / لَقَد زادَ بأسُكَ فيهِ اِشتِهارا
تَزيدُ اِجتِراءً إِذا ما الرِما / حُ عِندَ التَناجُز زِدنَ اِشتِجارا
كَأَنَّكَ تَحسَبُها نَرجِساً / تُديرُ الدِماءَ عَلَيها عُقارا
تُريكَ الرماحُ القُدودَ اِنثناءً / وَتَجلو الصِفاحُ الخُدود اِحمِرارا
إِذا نار حربكَ ضَرّمْتَها / حَسِبنا الأَسِنَّة فيها شَرارا
سَتَلقى فِعالَك يَومَ الحِسا / ب تنثرُ بالمِسك منك اِنتِثارا
وَلِلشهداءِ ثَناءٌ عَلَيكَ / بِحُسنِ مُقامِك ذاكَ النَهارا
وَأَنَّهُمُ بِكَ يَستَبشِرو / نَ أَلاّ تَخَافَ وَأَلّا تُضارا
وَتَلقى نَعيماً يُنسِّي الشَقا / وَتَجني سَراحاً يُنسِّي الإِسارا
يَقُولونَ صَبراً لا سَبيلَ إِلى الصَبرِ
يَقُولونَ صَبراً لا سَبيلَ إِلى الصَبرِ / سَأَبكي وَأَبكي ما تَطاوَل مِن عُمري
نَرى زُهرَها في مأتمٍ كُلَّ لَيلَةٍ / يُخَمّشنَ لَهَفاً وَسطَهُ صَفحَةَ البَدرِ
يَنُحنَ عَلى نَجمَين أَثكَلنَ ذا وَذا / وَيا صَبرُ ما لِلقَلبِ في الصَبر مِن عُذرِ
مَدى الدهر فَليَبكِ الغَمام مُصابَهُ / بِصنوَيهِ يُعذَر في البُكاءِ مَدى الدهرِ
بِعَينِ سَحابٍ وَاِكِفٍ قَطر دَمعها / عَلى كُلّ قَبرٍ حَلَّ فيهِ أَخو القَطرِ
وَبرقٌ ذَكيُّ النارِ حَتّى كَأَنَّما / يُسَعَّرُ مِمّا في فُؤادي مِنَ الجَمرِ
هَوى الكَوكَبانِ الفَتحُ ثُمَّ شَقيقُهُ / يَزيدُ فَهَل بَعدَ الكَواكِب مِن صَبرِ
أَفَتحٌ لَقَد فَتَّحتَ لي بابَ رَحمَةٍ / كَما بِيَزيدِ اللَهُ قَد زادَ في أَجري
هَوى بِكُما المِقدارُ عَنّي وَلَم أَمُت / وَأدعى وَفيّا قَد نَكَصتُ إِلى الغَدرِ
تَوَلَيتُما وَالسنُّ بَعدُ صَغيرَةٌ / وَلَم تَلبثِ الأَيّامُ أَن صَغَّرت قَدري
تَوَلَيتُما حينَ اِنتَهَت بِكُما العُلى / إِلى غايَةٍ كُلٌّ إِلى غايَةٍ يَجري
فَلَو عُدتَما لاخترتُما العودَ في الثَرى / إِذا أَنتُما أَبصَرتُمانيَ في الأَسرِ
يُعيدُ عَلى سَمعي الحَديدُ نَشيدَهُ / ثَقيلاً فَتَبكي العَينُ بالجسّ وَالنَقرِ
مَعي الأَخَوات الهالِكات عَلَيكُما / وَأمّكما الثَكلى المُضَرّمة الصَدرِ
تُذَلِلُها الذِكرى فَتَفزَعُ لِلبُكا / وَتَصبر في الأَحيان شُحّاً عَلى الأَجرِ
فَتَبكي بِدَمعٍ لَيسَ للقطرِ مِثلُهُ / وَتَزجُرُها التَقوى فَتُصغي إِلى الزَجرِ
أَبا خالِدٍ أَورَثتَني البَثَّ خالِداً / أَبا النَصرِ مُذ وُدّعتَ وَدَّعني نَصري
وَقَبلكُما ما أَودَعَ القَلبَ حَسرَةً / تُجَدّدُ طولَ الدَهرِ ثكلُ أَبي عَمرِو
بَكَت أَن رأت إِلفَين ضَمهُما وَكرُ
بَكَت أَن رأت إِلفَين ضَمهُما وَكرُ / مَساءً وَقَد أَخنى عَلى إِلفها الدَهرُ
بَكَت لَم تُرِق دَمعاً وَأَسبلتُ عَبرَةً / يُقصّرُ عَنها القطر مَهما هَما القطرُ
وَناحَت فَباحَت وَاِستَراحَت بِسرّها / وَما نَطقَت حَرفاً يَبوحُ بِهِ سِرُّ
فَماليَ لا أَبكي أَمِ القَلبُ صَخرَةٌ / وَكَم صَخرَةٍ في الأَرضِ يَجري بِها نَهرُ
بَكَت واحِداً لَم يُشجِها غَيرُ فَقدِهِ / وَأَبكِي لألّافٍ عديدهُمُ كُثرُ
بُنيٌّ صَغيرٌ أَو خَليلٌ مُوافِقٌ / يُمزّقُ ذا قَفرٌ وَيُغرِقُ ذا بَحرُ
وَنجمان زَينٌ لِلزَمان اِحتواهما / بِقُرطبةَ النكداء أَو رُندَةَ القَبرُ
عُذرتُ إِذاً إِن ضَنَّ جِفني بِقَطرَةٍ / وَإِن لؤُمَت نَفسي فَصاحِبُها الصَبرُ
فَقل لِلنُجومِ الزهرِ تبكيهِما معي / لِمِثلِهِما فلتَحزَنِ الأَنجُمُ الزهرُ
فيما مَضى كُنتَ بِالأَعيادِ مَسرورا
فيما مَضى كُنتَ بِالأَعيادِ مَسرورا / فَساءَكَ العيدُ في أَغماتَ مَأسورا
تَرى بَناتكَ في الأَطمارِ جائِعَةً / يَغزِلنَ لِلناسِ ما يَملِكنَ قَطميراً
بَرَزنَ نَحوَكَ لِلتَسليمِ خاشِعَةً / أَبصارُهُنَّ حَسراتٍ مَكاسيرا
يَطأنَ في الطين وَالأَقدامُ حافيَةٌ / كَأَنَّها لَم تَطأ مِسكاً وَكافورا
لا خَدَّ إِلّا تَشكّى الجَدبَ ظاهِرهُ / وَلَيسَ إِلّا مَعَ الأَنفاسِ مَمطورا
أَفطَرتَ في العيدِ لا عادَت إِساءَتُهُ / فَكانَ فِطرُكَ لِلأكبادِ تَفطيرا
قَد كانَ دَهرُكَ إِن تأمُرهُ مُمتَثِلاً / فَرَدّكَ الدَهرُ مَنهيّاً وَمأمورا
مَن باتَ بَعدَكَ في مُلكٍ يُسرُّ بِهِ / فَإِنَّما باتَ بِالأَحلامِ مَغرورا
غَريب بِأَرضِ المغربينِ أَسيرُ
غَريب بِأَرضِ المغربينِ أَسيرُ / سَيَبكي عَلَيهِ مِنبَرٌ وَسَريرٌ
وَتَندُبُهُ البيضُ الصَوارِمُ وَالقَنا / وَينهلُّ دَمعٌ بينَهُنَّ غَزيرُ
سَبكيهِ في زاهيه وَالزاهرُ النَدى / وَطُلاّبُهُ وَالعَرفُ ثَمَّ نَكيرُ
إِذا قيلَ في أَغماتَ قد ماتَ جودُهُ / فَما يُرتَجى لِلجودِ بَعدُ نُشورُ
مَضى زَمَنٌ وَالمُلكُ مُستأنِسٌ بِهِ / وَأَصبَحَ مِنهُ اليَوم وَهوَ نَفورُ
بِرأيٍ مِن الدهرِ المُضلِل فاسِدٍ / مَتى صَلُحَت لِلصالِحينَ دُهورُ
أَذَلَّ بَني ماءِ السَماءِ زَمانُهُم / وَذُلُّ بَني ماءِ السَماء كَبيرُ
فَما ماؤُها إِلّا بُكاءً عَلَيهِمُ / يَفيضُ عَلى الأَكبادِ مِنهُ بُحورُ
فَيا لَيتَ شِعري هَل أَبيتنّ لَيلَةً / أَمامي وَخَلفي رَوضَةٌ وَغَديرُ
بِمُنبَتَةِ الزَيتونِ مورثةُ العُلى / يُغَنّي حَمامٌ أَو تَرِنُّ طُيورُ
بِزاهِرِها السامي الذُرَى جادَهُ الحَيا / تُشيرُ الثُرَيّا نَحوَنا وَنُشيرُ
وَيلحُظُنا الزاهي وَسعدُ سعودِهِ / غيورَينِ وَالصَبُّ المُحِبُّ غَيورُ
تُراهُ عَسيراً أَو يَسيراً مَنالُهُ / إِلّا كُلّ ما شاءَ الإِلَهُ يَسيرُ
قَضى اللَهُ في حِمصَ الحِمامَ وَبُعثِرَت / هُنالِكَ مِنّا لِلنُشور قُبورُ
إِلَيكَ النزْر مِن كَفِّ الأَسيرِ
إِلَيكَ النزْر مِن كَفِّ الأَسيرِ / فان تقبلْ تَكُن عين الشُكور
تقبَّل ما يَذوبُ لَهُ حَياءً / وَإِن عَذَرَتهُ حالاتُ الفَقيرِ
وَلا تَعجَب لِخَطبٍ غَضّ منهُ / أَلَيسَ الخَسفُ مُلتَزِمُ البُدورِ
وَرَجِّ بِجَبرِهِ عُقبى نَداهُ / فَكَم جَبَرَت يَداهُ مِن كَسيرِ
وَكَم أَعلَت عُلاهُ مِن حَضيضٍ / وَكَم حَطَّت طُباهُ مِن أَميرِ
وَكَم أَحظى رِضاهُ مِن حَظيٍّ / وَكَم شهرت عُلاهُ مِن شَهيرِ
وَكَم مِن مِنبَرٍ حَنّت إِلَيهِ / أَعالي مُرتَقاهُ وَمَن سَريرِ
زَمان تَنافَسَت في الحَظِّ منهُ / مُلوكٌ تَجور عَلى الدُهور
زَمانَ تَراجَعَت عَن جانِبَيهِ / جِيادُ الخَيل بِالمَوتِ المُبيرِ
بِحَيثُ يَطيرُ بِالأَبطالِ ذُعرٌ / وَيُلفى ثُمَّ أرجَح مِن ثَبيرِ
فَقَد نظرت إِلَيهِ عُيونُ نَحسٍ / مَضَت مِنهُ بِمَعدومِ النَظيرِ
نُحوسٌ كُنَّ في عُقبي سعودٍ / كَذاكَ تَدورُ أَقدارُ القَديرِ
حاطَ نَزري إِذ خافَ تَأكيد ضَرّي
حاطَ نَزري إِذ خافَ تَأكيد ضَرّي / فاِستَحَقّ الجَفاءَ أَن حاطَ نَزرا
فَإِذا ما طَويت في البعض حَمداً / عادَ لَومي في البعض سِرّا وَجَهرا
غربانَ أَغماتَ لا تَعدَمْنَ طَيّبةً
غربانَ أَغماتَ لا تَعدَمْنَ طَيّبةً / مِنَ اللَيالي وَأفناناً مِن الشَجرِ
تُظِلّ زُغبَ فِراخٍ تَستَكِنُّ بِها / مِنَ الحَرورِ وَتَكفيها أَذى المطرِ
كَما نعبتُنَّ لي بالفألِ يُعجِبُني / مُخبِّراتٍ بِهِ عَن أَطيَبِ الخبرِ
أَنَّ النُجومَ الَّتي غابَت قَد اِقتَرَبَت / مَنّا مَطالِعُها تَسري إِلى القَمَرِ
عَليَّ إِن صَدّق الرَحمانُ ما زَعمَت / أَلّا يُرَوَّعنَ مِن قَوسي وَلا وَتَري
وَاللَهِ وَاللهِ لا نفَّرتُ واقعَها / وَلا تَطَيَّرَتِ الغِربانُ بِالعوَرِ
وَيا عَقارِبَها لا تَعدَمي أَبَداً / شَجّا وَعقراً وَلا نوعاً مِنَ الضَرَرِ
كَما ملأتُنَّ قَلبي مُذ حَلَلتُ بِها / مَخافَةً أَسلَمَت عَيني إِلى السَهَرِ
ماذا رمتكَ بِهِ الأَيّامُ يا كبِدِي / مِن نَبلهِنَّ وَلا رامٍ سِوى القَدَرِ
أَسرٌ وَعسرٌ وَلا يُسرٌ أُؤمَلُهُ / أَستَغفِرُ اللَهُ كَم لِلَّهِ مِن نظرِ
تَنامُ وَمُدنِفُها يَسهَرُ
تَنامُ وَمُدنِفُها يَسهَرُ / وَ تَصبرُ عَنهُ وَلا يَصبرُ
لَئِن دامَ هَذا وَهَذا بِهِ / سَيَهلِكُ وَجداً وَلا يَشعُرُ
يَجورُ على قَلبي هَوىً وَيُجيرُ
يَجورُ على قَلبي هَوىً وَيُجيرُ / وَيأمُرني إِنَّ الحَبيبَ أَميرُ
أَطوعُ لأمرِ الحُبِّ طَوعَ مُسلِّمٍ / وَإِن كانَ مِن شأني إِباً وَنُفورُ
أَغارُ عَلَيهِ مِن لِحاظي صِيانَةً / وَأكرِمُهُ إِنَّ المُحِبَّ غَيورُ
أَخِفُّ عَلى لُقيا الحَبيبِ وَإِنَّني / لَعَمرُكَ في كُلِّ الأُمورِ وَقورُ
كَلامٌ كَمِثلِ الدُرّ تَنثرُهُ نَثراً
كَلامٌ كَمِثلِ الدُرّ تَنثرُهُ نَثراً / وَوَصلٌ كَظِلِّ الرَوض تُعطيكَهُ نَزرا
وَلَو لَم تَشُب وَصلي بِهَجرٍ لَخِلتَني / أُشافِهُ مِنها الشَمسَ أَو أَلثُمُ البَدرا
يَطولُ عَلَيَّ الدَهرُ إِن لَم ألاقِها
يَطولُ عَلَيَّ الدَهرُ إِن لَم ألاقِها / وَيَقصُرُ إِن لاقَيتُها أَطوَلُ الدَهرِ
لَها غُرَّةٌ كالبَدرِ عِندَ تَمامِهِ / وَصَدغا عَبيرٍ نَمَّقا صَفحَةَ البَدرِ
وَقَدٌّ كَمِثلِ الغُصنِ مالَت بِهِ الصَبا / يَكادُ لِفَرطِ اللينِ يَنقَدُّ في الخَصرِ
وَمَشيٌ كَما جاءَت تَهادى غَمامَة / وَلَفظٌ كَما اِنحَلَّ النِظامُ عَنِ الدُرّ
يا غُرَّةً تَسخَرُ بِالبَدرِ
يا غُرَّةً تَسخَرُ بِالبَدرِ / وَمُقلَةً تَنفُثُ بِالسِحرِ
وَمَبسَمّا نُظِّم مِن جَوهَرٍ / وَماؤُهُ مِن أَعطَرِ الخَمرِ
وَمَنطَقا أَثبَتَ مِن سِحرِهِ / أَحَرَّ في قَلبي مِنَ الجَمرِ
وَشادِنا تَيَّمني شَخصُهُ / وَوَكَّلَ الأَجفانَ بِالسَهرِ
تاجِر بي اللَهَ تَفُز بِالرِضى / وَتَربَحِ الجَنَّةَ في التَجرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025