المجموع : 105
أشموسٌ أم بدورُ
أشموسٌ أم بدورُ / أم عيونٌ أم ثغورُ
بنبات النَّرجس الغَض / ضِ لنا تمَّ السرورُ
ذهبٌ بين لجينٍ / فيه مسك وعبيرُ
أعينٌ رُكِّبَ فيها / حدقٌ ليست تدورُ
فاسقني قاتِلةَ الأح / زان فاليوم مَطِيرُ
وتغنوا من لقلبٍ / فيه للشوق سعيرُ
سرى نسيم الروض في الزهرِ
سرى نسيم الروض في الزهرِ / سُرى نسيم الليل في الفجرِ
فسقني قبل نفاد الدجى / صفراء تحكي ذائب التبرِ
حييتُ من أهوى على سكري
حييتُ من أهوى على سكري / ورأسه قد مال في حجري
بكفِّ بدرٍ نصفه أبيض / ونصفه أحمر كالخَمرِ
فازداد طيبُ الورد في كفِّه / كمثل طِيب الندِّ بالجمرِ
اليوم يركض فيه طِر
اليوم يركض فيه طِر / فُ اللهو مخلوعَ العِذارِ
إن كنتَ جاري ما أُحا / ذِرُ ما أُحاذِر منك جاري
يقول الناس لم يصدقكَ فيما
يقول الناس لم يصدقكَ فيما / يجمجم مثل ذي مرحٍ وسكرِ
فكيف وقد رأيناه كذوباً / يجيء بكلِّ بهتانٍ وكفرِ
يا مُبدِعاً قتلَ النفوس جهارا
يا مُبدِعاً قتلَ النفوس جهارا / أشعلتَ بين حشا الجوانح نارا
أو ما تحنُّ لعاشقٍ متقلقلٍ / ما يستطيع على هواه قرارا
شمس النهار تغيبت من نورِهِ
شمس النهار تغيبت من نورِهِ / وتطيِّب المسك الذكيُّ بسُورِهِ
والبدر ليس ضياؤه كضيائه / عند التَّمام ولا كعشر عشيرهِ
لسنا نشكُّ ولا يشك أخو حجىً / في أنَّ يوسف لم يكن بنظيرِهِ
قد غَزاني هواك أيَّدَكَ اللَ
قد غَزاني هواك أيَّدَكَ اللَ / هُ بجُندٍ يطلبنَ قلبي بثارِ
فالتقينا من العتاب طويلاً / بين صَفَّي ملامةٍ واعتذارِ
كم تراني قبِلتُ عتبك لو مَت / تَ لسيف الخضوع والإقرار
ولمّا رأيتُ الحُبَّ قد مدَّ جسره
ولمّا رأيتُ الحُبَّ قد مدَّ جسره / ونوديَ في العُشاق ويحَكُمُ فرُّوا
تبادرتُ نحو الجسر كيما أجوزه / فأدرَكَني الحرمانُ وانقطع الجِسرُ
ونواعمٍ بيض الوجوه سبَينَني
ونواعمٍ بيض الوجوه سبَينَني / بحديثهنَّ وقد هَدا السُّمّارُ
يخطرنَ في بيض الثياب وصُفرِها / خمصُ البطون نواهدٌ أبكارُ
حتى إذا انبلج الصباحُ لناظري / ودَّعنَني ودموعُهنَّ غزارُ
فسألتُهنَّ عن الزيارة قُلنَ لي / زُرنا فقد زرناك يا غَدّارُ
في القلب من حَرِّ الصبابة نارُ
في القلب من حَرِّ الصبابة نارُ / جَمرٌ عليه مَهابةٌ ووقارُ
لعب الهوى بجوارحي فَأَذابَها / فالقلب بين حشا الضلوع مُعَارُ
إن قلت قابله ماهون قبله / غُلِبَ العَزاءُ فما لَدَيَّ قَرارُ
قد كان في تلف المحبِّ بحبِّه / قبل الذي سلفت به الأشعارُ
ذهبتُ أطلبُ ألفاظاً أُخاطِبُهُ
ذهبتُ أطلبُ ألفاظاً أُخاطِبُهُ / وقد شُغِلتُ بعينٍ تشتهي النَّظَرا
وكلما حارَ طرفي في محاسنه / لأَشتَفي منه قال الحُسنُ كيف ترى
هذا الذي ابتدع الرحمن صُورَتَهُ / فلا تفاوُتَ فيه فارجعِ البَصَرا
فقلت ما قال قبلي نسوةٌ بصرت / بيوسف الحسن ما هذا الفتى بَشرا
يبدو فتحسبه بالحسن متعجراً / بالطيب مرتدياً باللين مؤتزرا
لو تقدح النارُ من خديه لانقدحت / أو يقطر الماء من أطرافه قطرا
فلا تكن كدرَ الأخلاق يا أملي / فيُصبح الصَّفوُ من ذا كلِّه كدرا
إن السياسة يُرجى خير صاحبها / كالبَرق يأمل فيه الزارعُ المَطَرا
وأنت غير غَنيٍّ عن أخي ثقةٍ / ولا غَنَاءَ لقَوسٍ تعدم الوَتَرا
زِدنا فإنّا شكرنا حسن فِعلكم / وقد يُزَادُ على الإحسان مَن شكرا
أيا شَبيهَ الذي باعُوه إخوتُه
أيا شَبيهَ الذي باعُوه إخوتُه / ويا سَمِيَّ الذي ألقَوهُ في النارِ
لولا مَلاحةُ قَدٍّ منك تُعجبني / وحُسن طرفٍ مليح اللَّحظ سَحّارِ
وحاجِبَينِ وأصداغٍ معقربةٍ / وطرةٍ جعدةٍ سوداء كالقارِ
ما كنتُ أرعى نجوم الليل مُكتئباً / ولا بكيتُ بدمعٍ واكفٍ جاري
إن كنتَ قد حُلتَ عن وَصلي بلا جُرُمٍ / فاللَهُ يُنصِفني من كلِّ غَدّارِ
وشادنٍ مُختصَرِ الخَصرِ
وشادنٍ مُختصَرِ الخَصرِ / مُكحَّل الأجفان بالسحرِ
كأنَّ ماء الحُسن في خدِّهِ / ماءُ النَّدى يُمزَجُ بالخَمرِ
وقُبلة منه على غفلةٍ / زيادةٌ في مُدَّةِ العُمرِ
لاحَظنَني بالوعد أجفانُهُ / فَصدَّق الظنَّ به فكري
في ليلةٍ صلى كها زاهرٌ / تصغر عنه ليلةُ القَدرِ
أنظُرُ في البدرِ لعلّي به / أُسكِّنُ اللوعةَ في صدري
والقلب يأبى أن يكن سالياً / عن مُشبهٍ للبدر بالبدرِ
حتّى إذا جاوَزَ ميعادنا / والدمع يجري حذرَ الفَجرِ
أقبل والحَيرةُ في عينه / شاهِدَةٌ تشهد بالعُذرِ
والخَجَل الظاهر في خدِّه / قد زاده زَهراً على زهرِ
يلتمِس العَفوَ على ما مضى / فيما جَنى بالنَّظَر الشَّزرِ
الآنَ لمّا بدا في وجهكَ الشَّعَرُ
الآنَ لمّا بدا في وجهكَ الشَّعَرُ / رأيتُ فيك الذي قد كنتُ أنتظِرُ
شبهت وجهك من نورٍ ومن ظُلَمٍ / بُرجاً تلاقى به التِّنين والقمرُ
يقولون قد أخفى محاسنَهُ الشَعرُ
يقولون قد أخفى محاسنَهُ الشَعرُ / فهيهات هل يخفى على الظُّلمة البَدرُ
كم بين أرضٍ قِفارٍ لا نباتَ بها / وأرضٍ اُخرى عليها النبت والزهرُ
اعلَم بأنَّ مسرَّتي
اعلَم بأنَّ مسرَّتي / لو كان فيها ما يَضرُّكْ
لَتَركتُ ذلك واتَّبَع / تُ مضرَّتي فيما يسرُّكْ
أما لو كنتُ مُهدِيَ ملكِ مِصرٍ
أما لو كنتُ مُهدِيَ ملكِ مِصرٍ / إليك لَقَلَّ عن مقدار شُكرِكْ
فأهديتُ القليلَ ببسط أُنسي / وأسألك القبول بِبَسط عذرِكْ
لولا مَدامعُ عُشّاقٍ ولَوعتُهم
لولا مَدامعُ عُشّاقٍ ولَوعتُهم / لَبَانَ في الخَلق غيرُ الماءِ والنارِ
وكلُّ نارٍ فمن أنفاسِهم قدحت / وكل ماءٍ فمن دمعٍ لهم جاري
كلُّ العَذاب الذي في النار مُستَرَقٌ / ممّا بقلبيَ من شوقٍ وتَذكارِ
وكلُّ ما في جنان الخلد يَجمَع لي / في الوصل ما بين لذّاتي وأوطاري
فغُصَّة البُعد لا شَيءٌ يُقاس بها / ولذَّة الوصل جازت كلَّ مقدارِ
يا سيِّدي كيف كنتَ في سَفَرِكْ
يا سيِّدي كيف كنتَ في سَفَرِكْ / مازال قلبي يهيمُ في أثَرِكْ
تركتَني مفرداً أخا شَجَنٍ / وقاكَ ربّي وزادَ في عُمُرِك
بلَّغكَ اللَهُ كلَّ ما كنتَ تَه / واهُ وما قد تحبُّ من وَطَرِك
يقتبس البدرُ من سنا وجهكَ ال / مُشرقِ والليل حَلَّ في شَعرِك