المجموع : 34
قالوا قَميصُكَ مَغمورٌ بِآثارِ
قالوا قَميصُكَ مَغمورٌ بِآثارِ / مِنَ المُدامَةِ وَالرَيحانِ وَالغارِ
فَقُلتُ مَن كانَ مَأواهُ وَمَسكَنُهُ / دَيرُ العَذارى لَدى حانوتُ خَمّارِ
وِسادُهُ يَدُهُ وَالأَرضِ مَفرَشُهُ / لا يَستَطيعُ لِسُكرٍ حَلَّ أَزرارِ
لَم يُنكِرِ الناسُ مِنهُ أَنَّ حُلَّتَهُ / خَضراءُ كَالرَوضِ أَو حَمراءُ كَالنارِ
قَد مَتَّعَ اللَهُ بِالخَريفِ وَقَد
قَد مَتَّعَ اللَهُ بِالخَريفِ وَقَد / بَشَّرَ بِالفِطرِ رِقَّةُ القَمَرِ
وَطابَ رَميُ الإِوَزِّ وَاللَغلَغِ / الراتِعِ بَينَ المِياهِ وَالخُضَرِ
فَهَل مُعينٌ عَلى الرُكوبِ إِلى / حاناتِ غُمّى فَالخَيرُ في البُكُرِ
وَقَهوَةٍ تَستَحِثُّ راكِبَها / في السَيرِ تُحدى بِالنَأيِ وَالوَتَرِ
في بَطنِ زِنجِيَّةٍ مُقَيَّرَةٍ / لا تَتَشَكّي مَآلِمَ السَفَرِ
فَالحَمدُ لِلَّهِ لا شَريكَ لَهُ / رَبِّ البَرايا وَمُلغِزِ السُوَرِ
أَقعَدَني الدَهرُ عَن بَزوغى وَكِر / كينَ وَغُمّى بِالعُسرِ وَالكِبَرِ
وَلَيسَ في الأَرضِ مُحسِنٌ يَكشِفُ / العُسرَ عَنِ المُعسِرينَ بِاليُسُرِ
قَومٌ لَوَ أَنَّ القَضاءَ أَسعَدَهُم / ضَنّوا عَلى المُجدِبينَ بِالمَطَرِ
وَمُرِ الغُلامَ بِتَركِهِ من مَزجِهِ
وَمُرِ الغُلامَ بِتَركِهِ من مَزجِهِ / إِنَّ النَوالَ يَطيبُ غَيرَ مُكَدَّرِ
وَشَقَقتُ من جدي البَخيل إِهابَهُ
وَشَقَقتُ من جدي البَخيل إِهابَهُ / وَأَكَلتُ شَحمَ الكِليَتَينِ بِسُكَّرِ
فَهُناكَ ما دَنَتِ الأُكُفُّ لِهامَتي / لَطماً فَأَخرَجَتِ الدما من مِنخري
دَعِيني مِنَ العَذلِ أَينَ الكَبيرُ
دَعِيني مِنَ العَذلِ أَينَ الكَبيرُ / بِحُرمَةِ مَعبودِك الأَكبَرِ
فَلَستُ بِباكٍ عَلى ظاعِنٍ / وَلا طَلَلٍ مَحوِلٍ مُقفِر
وَلكِن بُكائي عَلى ماجِدٍ / أَرادَ نَوالاً فَلَم يَقدِرِ
مَرِضتُ فَلَم يَعُدني في شَكاتي
مَرِضتُ فَلَم يَعُدني في شَكاتي / مِنَ الإِخوانِ ذو كَرَمٍ وَفيرِ
فَإِن مَرِضوا وَلِلأَيّامِ حُكمٌ / سَيَنفُذُ في الكَبيرِ وَفي الصَغيرِ
غَدَوتُ عَلى المُدامَةِ وَالملاهي / وَإِن ماتوا حَزِنتُ عَلى القُبورِ
سَلامٌ عَلى تِلكَ الطُلولِ الدَوائِرِ
سَلامٌ عَلى تِلكَ الطُلولِ الدَوائِرِ / وَإِن أَقفَرَت بَعدَ الأَنيسِ المُجاوِرِ
غَرائِرُ ما فَتَّرنَ في صَيدِ غافِلٍ / بِأَلحاظِهِنَّ الساجِياتِ الفَواتِرِ
سَقى اللَهُ أَيّامي بِرَحبَةِ هاشِمٍ / إِلى شِرشيرٍ مَحَلِّ الجَآذِرِ
سَحائِبَ يَسحَبنَ الذَبولَ عَلى الثُرى / وَيُضحي بِهِنَّ الزَهرُ رَطبَ المَحاجِرِ
مَنازِلُ لَذّاتي وَدارُ صبابَتي / وَلَهوي بِأَمثالِ النُجومِ الزَواهِرِ
رَمَتنا يَدُ المَقدورِ عَن قَوسِ فُرقَةٍ / فَلَم يُخطِنا لِلحينِ سَهمُ المَقادِرِ
أَلا هَل إِلى فَيءِ الجَزيرَةِ بِالضُحى / وَطيبِ نَسيمِ الرَوضِ بَعدَ الظَهائِرِ
وَأَفنانِها وَالطَيرُ تَندُبُ شَجوَها / بِأَشجارِها بَينَ المِياهِ الزَواخِرِ
وَرِقَّةِ ثَوبِ الجَوِّ وَالريحُ لَدنَةٌ / تُساقُ بِمَبسوطِ الجَناحَينِ ماطِرِ
سَبيلٌ وَقَد ضاقَت بِيَ السُبُلُ حَيرَةً / وَشَوقاً إِلى أَفيائِها بِالهَواجِرِ
تَعَجَّبَت إِذ رَأَتني فَوقَ مَكسورٍ
تَعَجَّبَت إِذ رَأَتني فَوقَ مَكسورٍ / مِنَ الحَميرِ عَقيرِ الظَهرِ مَضرورِ
مِن بَعدِ كُلِّ أَمينِ الرُسغِ مُعتَرِضٍ / في السَيرِ تَحسَبُهُ إِحدى التَصاويرِ
فَقُلتُ لا تَعجَبي مِنّي وَمِن زَمَنٍ / أَخنى عَلَيَّ بِتَضييقٍ وَتَقتيرِ
بَل فَاِعجَبي مِن كِلابٍ قَد خَدَمتُهُمُ / تِسعينَ عاماً بِأَشعاري وَطُنبوري
وَلَم يَكُن في تَناهي حالِهِم بِهُمِ / حُرٌّ يَعودُ عَلى حالي بِتَغييرِ
وَقائِلَةٍ لي كَيفَ حالُكَ بَعدَنا
وَقائِلَةٍ لي كَيفَ حالُكَ بَعدَنا / أَفي ثَوبِ مُثرٍ أَنتَ أَم ثَوبِ مُفتِرِ
فَقُلتُ لَها لا تَسأَليني فَإِنَّني / أَروحُ وَأَغدو في حرامٍ مُقَتِّرِ
جَرَت نُوَبُ الأَيّامِ بَيني وَبَينَهُ
جَرَت نُوَبُ الأَيّامِ بَيني وَبَينَهُ / فَلَم يَبقَ إِلّا ما أُعيدُ مِن الذِكرِ
نَروحُ وَنَغدو مِنكَ في ظِلِّ نِعمَةٍ
نَروحُ وَنَغدو مِنكَ في ظِلِّ نِعمَةٍ / وَتُضحي وَتُمسي في لباسٍ من الشُكرِ
فَلا زِلتَ تَبقى لِلسَماحَةِ وَالنَدى / فَفيكَ أَمانٌ لِلعُفاةِ من الفَقرِ
وَخَمّارَةٍ مِن بَناتِ القُسوسِ
وَخَمّارَةٍ مِن بَناتِ القُسوسِ / تَبيعُ المُدامَةَ في دارِها
وَجاءَت تَهادى كَقَدِّ القَضيبِ / سَقَتهُ الغَوادي بِأَمطارِها
وَفي كَفِّها قَهوَةٌ في الإِناءِ / وَكَالنّارِ لَم تَغلَ في نارِها
كَوَجنَةِ مَن هِيَ في كَفِّها / وَنَكهَتِها وَقتَ أَسحارِها
فَمِن قارِصٍ وَردَتي خَدِّها / وَمِن جاذِبٍ فَضلَ زُنّارِها
أَطالَ لَكَ العَمرَ ربُّ السَماء
أَطالَ لَكَ العَمرَ ربُّ السَماء / وَزادَكَ في الخَيرِ من خيرِهِ
أَتاني الكُميتُ بِلَونٍ غَريبٍ / يُباري الجَنائِبَ في سَيرِهِ
اللَهُ يَعلَمُ أَنَّني لَكَ شاكِرٌ
اللَهُ يَعلَمُ أَنَّني لَكَ شاكِرٌ / وَالحُرُّ لِلفِعلِ الجَميلِ شَكورُ
لكِن رَأَيتُ بِبابِ دارِكَ جَفوَةً / فيها لِصَفوِ صَنيعَةٍ تَكديرُ
ما بالُ دارِكَ حينَ تَدخُلُ جَنَّةٌ / وَبِبابِ دارِكَ مُنكَرٌ وَنَكيرُ