المجموع : 106
ليَ جارٌ فيه حَيْرَهْ
ليَ جارٌ فيه حَيْرَهْ /
خلَقَ اللهُ إلَهُ الخَلْ / قِ للغَيْرَةِ غَيرَهْ
إذا وُلِّيتَ فاعُمرْ ما تَليهِ
إذا وُلِّيتَ فاعُمرْ ما تَليهِ / بعَدلِكَ فالإمارَةُ بالعمارَهْ
وأفضلُ مُستَشارٍ كُلَّ وَقتٍ / زمانُكَ فاقتَبسْ مِنهُ الإشارَهْ
لنا صاحبٌ يُصفي العُلومَ وأهلَها
لنا صاحبٌ يُصفي العُلومَ وأهلَها / عداوَةَ كُفرانِ الصّنائعِ للشُّكْرِ
يُقطِّبُ إنْ سمّيتَ قُطباً ومِحوَراً / ويقطُرُ خَلاًّ حين يلفظُ بالقَطْرِ
أقولُ لِمنْ لاحِ المَشِيبُ بفَوْدِهِ
أقولُ لِمنْ لاحِ المَشِيبُ بفَوْدِهِ / وألفَيْتُهُ من غَيِّهِ ليسَ يُقصِرُ
عذرْتُكَ إنْ أضلَلْتَ رُشدَكَ خاطئاً / ولَيلُ الشَّبابِ الوَحْفِ داجٍ فَمُعذِرُ
فهلْ لكَ في سِنَّ الكُهولَةِ عاذِرٌ / إذا زغْتَ عن قَصْدٍ ولَيلُكَ مُقمِرُ
مِنْ وَجِههِ يطلُعُ نَجمُ المُشتَري
مِنْ وَجِههِ يطلُعُ نَجمُ المُشتَري / ياقوتُهُ يُثمِرُ شَهْداً فاشْتَرِ
يا مَنْ نَضا باللَّحظِ سَيْفَ الأشتَرِ / إذا وجدْتَ الحُرَّ عبداً فاشْتَرِ
قالُوا مَشيبُكَ قد تبسَّمَ ضاحِكاً
قالُوا مَشيبُكَ قد تبسَّمَ ضاحِكاً / وهْوَ النَّهار أتاكَ بالأنْوارِ
فاستوضِحِ القَصدَ اليمينَ ولا تَزُغْ / عَنهُ فإنَّكَ في ضياء نَهارِ
فأجبْتُهُمْ والحَقُّ بَدرٌ باهِرٌ / لا يَستسِرُّ ضياؤهُ بسِرارِ
إنَّ النَّهارَ وإنْ أضاءَ فإنَّها / يَهدي الضّياءَ إلى ذوي الأبصارِ
إذا جدَّدَ الرَّحمنُ عِندَكَ نِعمَةٌ
إذا جدَّدَ الرَّحمنُ عِندَكَ نِعمَةٌ / فجَدِّدْ لَها شُكراً لُيؤْنسَها الشُّكرُ
وأَحسِنْ قِراها تَستقِرَّ فإنَّنها / نَوارٌ ومِن أضدادِها الجَحْدُ والكُفْرُ
إذا ما أُحِلَّتْ نِعمَةٌ دارَ غُربَةٍ / وأوحشَها الكُفرانُ آنسَها الذَّكْرُ
يا مَنْ تبجَّحَ بالدُّنيا وزُخرُفِها
يا مَنْ تبجَّحَ بالدُّنيا وزُخرُفِها / طُنْ من صُروفِ لياليها على حَذَرِ
ولا يَغُرُّكَ عَيشٌ إن صَفا وعَفا / فالَمرءُ من غَرَرِ الأيّامِ في غَرَرِ
إنَّ الزَّمانَ كما جَرَّبْتَ خِلقَتَهُ / مُقَسَّمُ الأمرِ بين الصَّفْوِ والكَدَرِ
لوكانَ هذا الأمرُ عن سائِسٍ
لوكانَ هذا الأمرُ عن سائِسٍ / مَيَّزَ بينَ العَدْلِ والجَوْرِ
لكِنَّهُ عن فَلَكٍ أحمقٍِ / يسوسُنا بالحُوتِ والثَّوْرِ
أحبُّ من الإخوانِ كُلَّ مُهَذَّبٍ
أحبُّ من الإخوانِ كُلَّ مُهَذَّبٍ / ظريفِ السَّجايا طيَّبِ العَرْفِ والنَّشْرِ
إذا جئتَهُ لاحظْتَ من شَمسِ نفسِهِ / على وَجهِهِ نوراً يُلقَّبُ بالبِشْرِ
ترى جودَهُ يُزجي الرَّجاء بجودِهِ / ويُبدلهُ في الوِرْدِ رِفْهاً من العِشْرِ
على أنَّ ما عددْتُهُ من صفاتهِ / وحَقِّ اللّيالي العَشْرِ لم يَفِ بالعُشْرِ
اشِهَدْ بأنَّ اللهَ ذو قُدْرَةٍ
اشِهَدْ بأنَّ اللهَ ذو قُدْرَةٍ / يُحيطُ بالأصغَرِ والأكبَرِ
ولا تصِفْهُ أنَّهُ جَوهَرٌ / فإنَّهُ من أنكَرِ المُنكَرِ
مَنْ أبدعَ الجَوهَرَ عن قُدْرَةٍ / فإنَّه أعلى مِنَ الجَوْهَرِ
إنْ كنتَ تطلُب رتبَةَ الأحرارِ
إنْ كنتَ تطلُب رتبَةَ الأحرارِ / فأعْمَدْ لحِلْمٍ راجحٍ وَوَقارِ
وحَذارِ مِن سَفَهٍ يَشِينُكُ وَصمُهُ / إنَّ التَّسَفُّهَ بالمُروءةِ زارِ
وذَرِ السَّفيه إذا تَصدّى لامرِئٍ / مَتَحَلِّمٍ ونَحاهُ بالإضرار
فالماءُ يُطفي وهو لَيْنٌ مَسُّهُ / عَذْبٌ مَذاقَتُهُ لَهِيبَ النَّارِ
بِئسَ شِعارُ الرَّجلِ الشَّعارَهْ
بِئسَ شِعارُ الرَّجلِ الشَّعارَهْ / يُلبِسُهُ ذُلُّ المَعاشِ عارَهْ
بنفسي نَشوَةُ الخَمرِ / فمِنها تَمَّ لي أمري
ولولا طلَبُ الشُّكْرِ / لأحجَمْتُ منَ الذُّعْرِ
فأخللَتُ بحَظِّ النَّفْ / سِ إشفاقاً على قَدْري
ولكِنِّي توقَّحْتُ / بأقداحٍ منِ الخَمْرِ
ولم أخشَ مَخوفَ الثَّغْ / رِ عندَ الرَّشفِ بالثَّغْرِ
وبادرْتُ اعتِناق البد / رِ من ليلي إلى الفَجْرِ
فيا ليلَتَنا ما كُن / تِ إلاّ ليلةَ القَدْرِ
وإلاّ زُبدَةَ الأيّا / مِ أو باكورةَ العُمْرِ
هل أنتَ شارٍ لنفسي من رَسيسِ جَوَىً
هل أنتَ شارٍ لنفسي من رَسيسِ جَوَىً / بقُلَةٍ عَذْبةٍ أفديكَ من شَار
لولا عِذارُكَ لم أُصبِحْ حليفَ هَوىً / وما غدوْتُ بقَلبٍ هائمٍ شَارِ
إنَّي حلَفْتُ بما في فيكَ من دُرَرٍ / وما بريقِكَ من أَريٍ ومِنَ شارِ
لأَعصِيَنْ كُلَّ لاحِ في هَواكَ ولو / قَدَّ المفاصِلَ من نَفسي بمنشارِ
لي حبيبٌ إذا جفا / بِتُّ مِنهُ على خَطَرْ
وبَلائي بِه ونا / رُ فؤادي إذا خَطَرْ
تكدَّرَ لي مَنْ كُنتُ أرجو صفاءَهْ
تكدَّرَ لي مَنْ كُنتُ أرجو صفاءَهْ / وما كْنتُ أخشى أنَّهُ يتَكدَّرُ
ولكِنَّ طَبعاً للزّمانِ عَرَفْتُهُ / فماليَ لا أَسْلُو ولا أتصَبَّرُ
إذا أحدثَتْ لنفسي تَغَيُّراً / فإنِّي يَعي غَيري ولا أتغَّيرُ
أفدي الّذي كُلُّ جُزءٍ من محاسِنهِ
أفدي الّذي كُلُّ جُزءٍ من محاسِنهِ / كلُّ ومِن نورِه تَنبَتُّ أنوارُ
بدرٌ إذا ما نهى عنهُ النُّهى فلهُ / طَرْفٌ بعِصيانِ ذاكِ النَّهْيِ أمّارُ
تعاَونَ النَّفس والطَّبعُ الكريمُ معاً / فصوَّراهُ كما يَهوى ويَختارُ
فلِلطَّبيعةِ منهُ حُسْنُ صورَتِه / وفي خلائِقِه للنَّفسِ آثارُ
يا ناعماً بسُرورِ عَيشٍ زائلٍ
يا ناعماً بسُرورِ عَيشٍ زائلٍ / ستزولُ عنهُ طائعاً أو كارِها
إنَّ الحوادِثَ تنقُلُ الأحرارَ عن / أوطانِهِمْ والطَّيْرَ عن أوكارِها
ما إنْ سمِعْتُ بنُوّارٍ لهُ ثَمرٌ / في الوَقتِ يُمِتعُ سَمْعَ المَرءِ والبَصَرا
حتَّى أتاني كِتابٌ مِنكَ مُبتسِماً / عن كُلِّ لَفظٍ ومعنىً أشبَهَ الدُّرَرا
فكانَ لفظُكَ في آلائِه زَهَراً / وكانَ معناكَ في أثنائهِ ثَمَرا
تسابَقا فأصابا القَصْدَ في طَلقٍ / للهِ من ثَمَرٍ قد سابَقَ الزَّهَرا
لئِنْ تنقَلْتُ من دارٍ إلى دارِ
لئِنْ تنقَلْتُ من دارٍ إلى دارِ / وصِرْتَ بعدَ ثواءٍ رَهْنَ أسفارِ
فالحُرَّ حرُّ عزيزُ النَّفسِ حيثُ ثَوى / والشَّمسُ في كُلِّ بُرْجٍ ذات أنوارِ
قصدتُكَ أركَبُ البِيدَ القِفار
قصدتُكَ أركَبُ البِيدَ القِفار / فما أطعَمْتَني خُبزاً قَفارا
ولم تمنَحْ لِنَقْعِ صَدايَ ماءً / ولم تقدَحْ لِوَسْمِ قِرايَ نارا
ولكنِّي أُولِّي اليَومَ نَفسي / ولستُ بقابِلٍ منِها اعتِذارا
لِماذا يمَّمَتْ دارَ امرِئٍ لا / يخُطُّ لنَفسهِ في المَجدِ دارا
فيا قَدَمي قدِمْتِ على خَسارٍ / وتَسقيني المَذَلَّة والصَّغارا
ويا قَدَمي جَنَيْتِ عليَّ كسراً / فظيعاً لا أرى مِنه انجبارا
فَمنْ يقتلْهُ ذو بَغْيٍ فإنِّي / أرى قَدَمي أراقَ دمي جِهارا
لما تولَّيْتُ الأُمورَ وأظلَمَتْ
لما تولَّيْتُ الأُمورَ وأظلَمَتْ / في ناظِرَيَّ موارِدي ومصادِري
ويَئستُ مِمَّن كنتُ أرجو فضلَهُ / وأُعِدُّهُ عنوانَ صُحفِ ذخائري
وعلمتُ أنَّي قد أضعْتُ صنائعي / ووضعْتُها في غَيرِ حُرٍّ شاكِرِ