المجموع : 29
أشكرُ مولاي ونصفيَّتي
أشكرُ مولاي ونصفيَّتي / تشكرُه أَكثرَ من شُكري
أراحَها جَدوَاهُ من كلِّ ما / تشكوه من دَقٍ ومن عَصرِ
كم مرةٍ كادت مع الماءِ إذ / يَغسِلُها غَسّالها تجري
تموتُ في الماجور لولا النشَا / يَبعَثُهَا في ساعة النَّشرِ
أراحها الدهر وطُوبَى لمن / يُريحُهُ في آخرِ العُمرِ
قدومك أحلى من غنى عند ذي فقرِ
قدومك أحلى من غنى عند ذي فقرِ / وأَحسَنُ من يُسرٍ تَأَتي على عُسرِ
وأشهى إلى الظمآن من نَقعٍ غُلَّةٍ / وأَبهى لدى الضُّلالِ من طَلعةِ البَدرِ
قَدِمتَ فبُشرى بالغنائمِ والغِنى / وأهلا وسهلاً بالبشاشة والبِشرِ
بكت قوصُ لما رُمتَ عنها تَرَحُّلا / فمن دمعها قد غُلَّقَ النيل في مِصرِ
أَغنيتني من بعد فقري
أَغنيتني من بعد فقري / ورَفَعتَ بعد الخَفضِ قَدري
وأَنلتَني منناص يَق / لُّ لكُترِها حمدي وشُكري
أصبحتُ يا مولاي من / نُعمَاك أسعَدَ أَهلِ عَصري
وغفرتُ لما أن وصل / تُ إلى جَنابك ذَنبَ دهري
وأَرحتَني من حِرفَةٍ / تُردى بصاحبها وتُزرى
ما بين قومٍ كلما / عايَنتُهم قد ضاقَ صدري
وكفاك أن كبيرَهُم / ورئيسهم في السوق صِهري
عَمٌّ يَعُرُّ أخاه وأب / نَ أخيه لو كان المَعَرِّي
بأبي من أعارني
بأبي من أعارني / في الهوى سُقمَ خَصرِهِ
والذي لستُ أَستَطي / ع خلافا لأمرهِ
قادني لحظُه إليه / دليلا بسحرهِ
قد حوى حُسنَهُ زما / ن التَّصابي بأسرِهِ
حَث في روض وجنتيه / لنا خَمرُ ثَغرِهِ
فاصطبَحنا بوجهه / واغتبقنا بشَعرِهِ
يقولُ إذ أشكو له زَفرَتي
يقولُ إذ أشكو له زَفرَتي / لا بدَّ للجزَّارِ من زَفرَه
أكّلفُ نفسي كلَّ يوم وليلة
أكّلفُ نفسي كلَّ يوم وليلة / شروراً على من لا أفوزُ بخيره
كما سوَّدَ القَصَّارُ بالشمس وجهه / ليجهَد في تَبييضِ أثوابِ غيرِهِ
أجفانه ضَمِنت لي صِدق موعِدِه
أجفانه ضَمِنت لي صِدق موعِدِه / فكيفَ توفى ضماناً وهي تِنكرُهُ
دامَ في الحب ذُلُّهُ وانكسَارُهُ
دامَ في الحب ذُلُّهُ وانكسَارُهُ / حين غَدَت من دمعه أنصارُه
بات يَرعى كواكب الليل شوقاً / منذ غابت عن عينيهِ أقمارُه
لا وقد سبا الغصونَ تَثنيهِ / وخَدٍ زَهَا به جُلَّنارُهُ
وعذارٍ ما زال يُخلعُ في الحُ / بِّ عليه من كل صَبٍ عِذَارُه
لا شكوتُ الحبيبَ يوماً وإن را / مَ سُلُوّاً إِذ شَطَّ عنِّي مَزَارُه
لا تَلُمني إذا سطوتُ عليهِ / فَهو تَيسٌ بُهينُهُ جَزَّارُه
غير خافٍ عليك قدري وإن شِئ / تَ اختبرني حسَبُ البليغِ اختياره
فلساني كالسيف سِلماً وحربا / يُرتَجَى ويُخشَى غِرَارُه
رسول الهدى المبعوثُ من آل هاشمٍ
رسول الهدى المبعوثُ من آل هاشمٍ / تنافسَ في أوصافهِ النَّظمُ والنَّشرُ
رقى ليلةَ المعراج للغاية التي / تقصر عن إدراكها الأَنجمُ الزُّهرُ
رأى ثم من قدرِ الإله ووحيهِ / مفاخِرَ يغدو دُونَها من له فخرُ
رَضيتُ به لي سيِّداً أنتمى به / فإن صحَّ أني عبدُهُ فأنا الحُرُّ
رؤوفٌ رحيمٌ واسعُ الصَّدرِ مُحسنٌ / عظيمٌ فلا تيهُ لديهِ ولا كِبرُ
رأى البدر بدر التم نور جبينه / فلا غرو أن يَنشَقَّ من غيظه البدر
رمى اللَه دينَ المُشركين بدينه / فشيدَ به الإِسلامُ وانهدَم الكُفرُ
رعت مشرعَة الإيمان عزمته التي / يوافقُها في حزبهِ الفتحُ والنصرَ
رواسي ظغاةِ الكُفرِ دُكَّت ببعثه / فلم يبق منها لا يعوقُ ولا نَسرُ
رجوتُ به في الحشرِ ما هو أهلُه / فإن صحَّ لا خوفٌ هُناكَ ولا ذُعرُ