المجموع : 26
سرب من الحور الفوا
سرب من الحور الفوا / تن كالزهور نواضرُ
ألهمنني وأحطن بي / فجرى بشعري الخاطرُ
ألهمنني وشككن بي / ونسين أني شاعرُ
فإذا اعترفن فإنني / للفضل دوماً ذاكرُ
وأنا لفلة عارفٌ / وإلى أمينة شاكرُ
قل تمهل واصطبر
قل تمهل واصطبر / سَكِّن خفوقَكَ واستقر
أتجنُّ من صُورِ الطبي / عَةِ رائعاتٍ للنظر
ذكرنَ إلفاً غائبا / آهاً على تلك الذِكَر
يا عينُ هل تجدينَه / يبدو بهاتِيكَ الصور
يا عينُ لا نومٌ ولا / تدرينَ ما بعدَ السهر
سلي شجونَكِ بالنجو / مِ عَقَدنَ عرساً للقمَر
سلي قليلاً واهدئي / أَنُضَيِّعُ في الدمعِ العُمُر
يا بدرُ قل لي بعدَ بؤ / سِك كيفَ صافاكَ القدر
لح في سمائِكَ للعيو / نِ أو اختبئ بين الشجر
أنا لا أبالي بالضيا / ءِ على جوانبكِ انتشر
يمتدُّ في الآفاقِ أو / يثوي على وجه الغُدُر
قل لي وأنتَ خزانةٌ / في طيِّها الغيبُ استتر
ليلَى لقد زارَ البلى / قلبي وطيفُكِ لم يَزُر
عصفت رياحُ الهجر من / كِ وأنتِ أقسى مَن هَجَر
وهواكِ حول كيانه / لهبٌ يقيه من الغِيَر
لهبٌ تُضاعِفُه الريا / حُ فكلما بِنتِ استمر
أيها الجالسُ في مرقبِه
أيها الجالسُ في مرقبِه / أترى الدميةَ تمشي أترَى
أترى كيفَ مشت مبطئةً / وتأنت فَهيَ تمشي القهقرَى
أترى هذا الذَى ساومَهَا / لا يبالي ما الذي قالَ الورَى
عصبت شهوتُه أعينَه / فَهوَ بالشهوةِ أعمى لا يرى
نسوةٌ معدنُهَا هذا الثرى / هُنَّ دوماً لاصقاتٌ بالثرَى
رُبَّ ليلٍ قد صفَا الأفقُ به
رُبَّ ليلٍ قد صفَا الأفقُ به / وبما قد أبدَعَ الله ازدهر
قد سرى فيه نسيمٌ عبقٌ / فكأنَّ الليلَ بستان عطر
قلتُ يا ربِّ لمن جمَّلتَه / ولمن هذي الثرياتُ الغرر
فخلي نائمٌّ عنه القَدَر / نامَ لم يسعد بهاتيك الصور
وشجيُّ القلبِ يشدو للذكر / دَامِيَ الألحانِ مجروحَ الوتر
كلُّ شيءٍ مأتمٌ في عينه / لا الكرى طابَ ولا طابَ السهر
غام وجهُ الأفقِ واربدَّت به / سُحُبٌ حامت على وجهِ القمر
كلما تَقرُبُ تمتدُّ له / كأكفّ شرهاتٍ تنتظر
قاتماتٍ كذئابٍ حُوَّمٍ / جائعاتٍ مثل غربانِ الشجر
صِحتُ بالبدرِ تنبَّه للنُذر / أدرِكِ الهالةَ حُفَّت بالخطر
لا تبح مائدةَ النورِ لهم / لا تبحهَا لسوادٍ معتكر
قهقه الرعدُ ودوَّى ساخراً / فكأنَّ الرعدَ عربيدٌ سكر
قمتُ مذعوراً وهمَّت قبضتي / ثم مدَّت ثم ردَّت من خور
لَهَفُ القلبِ على الدنيا إِذا / عَجَزَ القادرُ والباعُ قصر
لَهَفُ القلبِ على الحسنِ إذا / قهقه الغربانُ والذئبُ سخر
تحتمي الوردةُ بالشوكِ فإن / كَثُرَ القُطَّافُ لم تُغنِ الإِبر
آهِ من غصنٍ غنيٍّ بالجنَى / ومِنَ الطامعِ في ذاك الثمر
آهِ من شكٍّ ومن حبٍّ ومن / هاجساتٍ وظنونٍ وحذر
كَسَتِ الأفقَ سواداً لم يكن / غيرَ غيمٍ جاثمٍ فوق الفِكَر
طالما قلتُ لقلبي كلَّما / أَنَّ في جنبي أنينَ المحتضر
إن تكن خانت وعقَّت حبَّنَا / فأَضِفهَا للجراحاتِ الأخر
كان طيفاً من ظنونٍ لم يدم / وسحاباً من جنونٍ وعبر
إنعام يا روحَ الندى وأنسَه
إنعام يا روحَ الندى وأنسَه / الشِعرُ أنتِ وأنتِ روح الشاعرِ
في أيّ معنًى من معانيكِ التي / تَسبِي النهى إبداع هذا الخاطرِ
في الشعرِ أم في النحرِ أم في مائس / متمايلٍ أم في الجمالِ الساحرِ
لا تعجبي للشعرِ إِنك غنوة / واللحن من صُنع الإِله القادرِ
وأنا كطيرٍ في الروابي صادح / أشجته أفنانُ الربيع الزاهرِ
غنَّى لمعنى في الطبيعةِ ساكنٍ / في جفنِهَا الساجي وآخرَ سافرِ
وكذاكَ أنتِ فكم جمالٍ مختفٍ / في النفسِ موصولٍ بآخرَ ظاهرِ
إيه إنعامُ والمحاسنُ كُثرُ
إيه إنعامُ والمحاسنُ كُثرُ / ما لمن لم يقم بوصفِكِ عذرُ
خلق الله ذلك الحسنَ لكن / للذي يخلقُ المفاتنَ سرُّ
سرَّه أنَّ كلَّ حسن له الشعرُ / تبيع فالمجدُ حسنٌ وشعرُ
وأنا الشاعرُ الذي قد تصباه / فريدٌ من المباهجِ نَضرُ
أينما وَجَّهَ المشاهدُ عينيه / فسحرٌ يتلوه سحرٌ فسحرُ
فمن الخدِّ للجبينِ إلى العينينِ / للثغرِ من معانيكِ سِفرُ
يقرأ الناظرونَ فيه عجيباً / إِن تولَّى سطر تتابَعَ سطرُ
ما على الحسنِ إن تمرّ حياةٌ / في تجليه أو يضيع عمرُ
رُب حسنٍ من الوداعة يبدو / فيه عطفٌ وفي حناياه بِرُّ
ولقد تحسب الوداعة ضعفاً / ولها دولة ونهي وأمرُ
فَمُرِينَا إِنعام من غيرِ أمرٍ / نحن أسراكِ ما بأسراكِ حرُّ
ومُرِي الدهرَ يُصبح الدهرُ عبداً / واضحكي في فم المنى يفتَرُ
ومري الروضَ يصبح الروضُ في / نانَ وينمو وردٌ ويورقُ زهرُ
ومري الطيرَ يسجع الطيرُ جذلانَ / ويشدُو غصنٌ ويطربُ وَكرُ
ومري القلبَ يخفق القلبُ فرحانَ / وتحنو روحٌ ويطربُ صدرُ
ومري الجمرَ يصبحِ الجمرُ كالماء / وتعنو نارٌ ويخضعُ جمرُ
ومري البحرَ يهدأ البحر أمواجاً / ويعنو موجٌ ويهجعُ بحرُ
إيه إنعام هذه صولة الحسنِ / التي تَحطِمُ القويَّ وتذرو