المجموع : 34
جهلت أصول الدين ثم ارتقبت من
جهلت أصول الدين ثم ارتقبت من / بلية وهم الجهل للنكر والكفر
وظنيت أن الفهم والعقل والعلا / بزيغك عن دين به رفعة القدر
وحاولت إحكام الطبيعة جاهلاً / ولم تدر يا مغرور أنك لا تدري
وخليت أمر اللَه ملقى على القفا / وصيرت ميزان الضلال على الصدر
لعمري ما أفلحت يا أحمق الورى / وسيرك هذا بدء عاقبة الشر
ألم تدر أن الأجنبي إذا درى / شؤونك فيما أنت فيه من الحسر
وحقق منك الكذب والزور والخنا / ودورك في شطحا الخيانة والمكر
وقولك بالبهتان في دينك الذي / ولدت به ثم انحرفت عن الأمر
وتضييعك الحكم الإلهي بعد ما / نشأت به طفلاً وأرشدك المقري
وبعدك من مولاك يكفيك ذلةٌ / فتباً كما تدري لعمرك من عمر
فلو كنت ذا عققلٍ ورأى وهمة / تمسكت بالمولى مع الذكر والشكر
واتقئت حسن السعى بالصبر والرضا / ولم تشتغل قلباً بزيدٍ ولا عمر
ولكن دهاك الوهم والزيغ والهوى / أعوذ بسر اللَه من ضربة المكر
إذا ضاع عز الدين فالعز ضائع / وإن صيح هذا العز لا كسر للجبر
جذبتني سلاسل الأقدار
جذبتني سلاسل الأقدار / لغزال حلو كثير النفار
عربي الطباع عالي المزايا / مخجل بالبها سنا الأقمار
آية اليل في الذوائب منه / أسدلت والجبين حزب النهار
خطف العقل حين ماس وقدت / لجفاه وسائل الاصطبار
ألم العشق في فؤادي أثر
ألم العشق في فؤادي أثر / فالجوى أسود ولوني أصفر
أفرط القلب بالتأوه حتى / خفت يوماً عليه أن يتفطر
غلبتني الأشواق والجود أضنى / صبر عزم قدت قواه بأبتر
ودموعي من بحر وارد عيني / باتصال عيونها تتفجر
وإذا رمت من طريقة فكري / مذهب الحو في الهوى تتحير
إن أشجار همتي وثباتي / أثمرت لي جمر التوله أحمر
ونسيم الخيام إن مر فيها / من هواه أغصانها تتكسر
زفرات متى صعدن من القل / ب ما العين عاجلاً تنحدر
ومعان من لية البرق في الخا / طر تمضي لكن من العضب أخطر
نذكر الخصر من غزالة أنس / كم بأعتابها استجار غضنفر
كلما اقبلت وقابلت الشم / س يقول الغروب اللَه أكبر
وغذا أسدلت ذوائبها السو / د حسبت الفجر المينر تستر
وإذا ما التوت بكسرة عين / قلت كسرى لو كان في الجيش يكسر
وإذا ما تبسمت خلت فج النو / ر يبدو من فوق جملة جوهر
وإذا ما مشت علىالأرض ظني / ت هلال السما على الرمح أبدر
أو شريداً من حور رضوان بالشم / س تردى وجاءنا يتبختر
وإذا بادرت لذكر حديث / أبصرت عينك اللآلئ تنثر
أم ريح الصبا رباها فوافي / بعد أن زارها بسمك أذفر
هي ليلاي لا عدمت صباحاً / من ضياها به الدجا يتنور
أسرتني وكم لها من أسير / بات تحت القيود من غير عسكر
وبلطف قد أسكرتني وما ظني / ت أن المحب باللطف يسكر
يا رفاقي أني لرؤية نور الوج / ه منها أغيب قلباً وأحضر
كتب اللَه أن أولع فيها / إنما العشق لو علمت مقدر
كيف حالي وليس لي من صديق / مخلص يعرف القضاء ويحذر
وأراه مساعداً ونصيراً / لي على حالتي فعيشي قد مر
أنا والظبية التي سلبتني / وحلا ثغرها بماء الكوثر
مخلص القلب ما تدنست بالوه / م وربى بالحال أدرى وأخبر
للغزال الطريف في القلب دار
للغزال الطريف في القلب دار / قر فيها وفر بالاصطبار
غائب حاضر من العين والقل / بِ كذا قدرة الحكيم الباري
سكنتم سويد القلب في برزخ الصدر
سكنتم سويد القلب في برزخ الصدر / فذاب لكم قلبي وغاب بكم فكري
وحاولتمو إتلاف كلي بحبكم / فطاوعكم كلي وراح ولم يدر
طويتم ضلوعي في هواكم على لظى / غرام لمن يدريه أدهى من الجمر
أموت لكم إن غاب عني جمالكم / وأحيا بذكر بكم إذا جال في سرى
وأصحو إذا الحادي تغنى بمدحكم / وأسكر في معنى ثناكم بلا خمر
أدور بكم في شطحة الفكر دائماً / فاقطع فيكم قطعة البر والبحر
واشغل عن هذا الزمان وأهله / بدولتكم أرضى لدى النهى والأمر
وإني غريب بين أهلي لشأنكم / جمعت بكم سرى وأعطيتهم جهرى
فأيامي الأعياد في باب ديركم / وكل الليالي عندكم ليلة القدر
وللَه كم من ليلة في رحابكم / بها رقصت روحي إلى مطلع الفجر
تغزلت فيكم لا بغزلان أجرع / وفيكم ضيائي لا بطالعة البدر
وأنتم سما روحي ومصباح أفقها / وأبراجها العليا وكوكبها الدرى
بكم نعشت أجزاء ذات وطلمست / بنشأتها عن غيركم مدة العمر
طرقتم رحاب السر مني بصدمةٍ / من العشق فانهد القوى ووهى أمري
لكم منكم أشكو وإني وحقكم / تجرت عن زيد لديكم وعن عمر
وإني غني عن شؤون الورى بكم / ولكن لعليا عز سدتكم فقري
تجلجلت في نعماكم بين عروتي / ففاق على قومي بعزتكم قدري
وأصبحت محفوظ الجناب ومظهري / رفيع ومجلى مركزي أشرف الصدر
وليس بقلبي مقصد دون قربكم / على أنه قد ذاب من ألم الهجر
بحقكم يا جيرة الشعب اتحفوا / عبيدكم بالوصل إن الجفا يزري
ومنوا له يا سادتي بالتفاتة / يطيب بمعنى طيبها طيب العطر
ولا تقطعوا آماله من وصالكم / فقد غاب من ضر البعاد عن الصبر
وإن الهوى استولى عليه بعسكر / جريء عظيم الفتك بالبيض والسمر
وراح أسيراً في هواكم وماله / سواكم منج من هنا ذلة الأسر
لسعتم بحيات الذوائب لبه / فهل من دواء من رحيق لمى الثغر
وهل من يد بيضاً تقوم بحاله / وتتحفه من عسر بلواه باليسر
فهجته حرى ومن ظرف دارها / رمت شرراً يحكي عن الحال القصر
ومقلته وسنى ولكن سحابها / تسلسله الموصول زاد على القطر
علمتم به يا أعلم الناس بالهوى / فما ذا الجفا منكم حميتم من الغدر
فإن كان هذا الصد عن زلة بدت / فعفوكم العالي أجل من الوزر
وإن كان عدواناً عليه فمثلكم / تنزه أخلاقاً عن الظلم والجور
لكم ينسب الإحسان والعطف والثنا / ومن بحركم فيض العطا دائماً يجري
فباللَه يا أقمار سمك الورى ويا / شموس دجى الكوان عند ذوي الفكر
دعوا القطع إن القطع قتل لعاشق / وعن جرم أمر القتل قد نص في الذكر
وداووا مسيكين الغرام بنظرةٍ / يطير بعلياها إلى عالم الأمر
ويشهد أمر القرب فعلاً وتنجلي / له حضرة التقريب من داخل الخدر
ويحظى بكم في خلوةٍ قد تجللت / بستر خفي حوله نعمة الستر
ويكشف أسراراً بكم قد أكنها / عن الكون خوف الطي في الأمر والنشر
وقولوا له ها نحن أقبل ولا نخف / نجوت من الهجران والنكد المر
أحيباب قلب الواله الدنف الذي / بكم صاغ در الفكر في قلم الشعر
خطفتم بلى الشعر لب شعوره / وراح بهز الخصر يسبح في الحصر
ومن سحر عين دونها سحر بابل / غدت عينه الرمداء تقرأ والعصر
وقد أنكر العذال بلواه والعنا / وحاربه الواشي وكل على عذر
وطال ملام اللائمين وقد علا / على ضعفه صوت الرقيب إلى المكر
وزاد مقال الحاسدين عليكم / به عدوة إن الحسود لفي خسر
وفي كل آنٍ في مجالي جمالكم / ونشأتها يزداد سكراً على سكر
فلا تهملوا تلك الحقوق وتنزعوا / وداد أمرئ قد غاب فيكم عن الطور
يناديكمو غوثاه يا سادتي فقد / تلفت وبلوى حملتي أثقلت ظهري
وليس لآمالي سواكم وأنت / بعيني نور العين للعبد والحر
ولو أن عذالي رواكم كما أرى / لطاب لهم حالي وساروا على سيري
رضيت بكم والظن أن ترتضونني / على كل حال سادتي منكم جبري
روحي الفدا لحبيبة قتالة
روحي الفدا لحبيبة قتالة / عني تخافت خوف واش يفتري
قبضت لدى العذال نطق لسانها / باسمي وعني قلبها لم يفتر
لعبت مهاة الأخضرين بمهجة
لعبت مهاة الأخضرين بمهجة / تلفت بها ونأت عن الأغيار
ولرشف ماء حاية عاطر ثغرها / ذابت وقد ذاقت حريق النار
وعد الحبيب بزورة وتدللاً
وعد الحبيب بزورة وتدللاً / بالخلف قابلني وظلماً جارا
فأتيته بتذلل وتواضع / فعلاً بأجنحة الغرور وطارا
الموت أهون من تدلل شادن / عصب الفؤاد وشتت الأفكار
لولا تعلل قلبي حين أذكركم
لولا تعلل قلبي حين أذكركم / لما قضيت من الأيام أوطارا
وإن لبي لولا ذكر ربعكم / وضع كفي عليه جن أوطار
لو قربوا النار من قلبي لأحرقها / وزادها من لهيب الوجد مقدارا
فهل رأيت فؤاداً أين منه لظى / وهل سمعت بقلب أحرق النارا
أرق من الصبا النجدي طبعاً
أرق من الصبا النجدي طبعاً / والين من قضيب البان خصرا
طوى في صبح صحن الخد شمساً / فأطلع تحت ليل الشعر فجرا
له جد الغزال وعين ريم / وهزة سمهري ودلال حورا
إذا ما افتر مبسمه أرانا / صغار جواهر سورن خمرا
إلا للَه منه كحيل عين / بكسر الطرف يكسر جيش كسرى
محجوبة عن ناظري
محجوبة عن ناظري / ساكنة بخاطري
هي الغزال إنما / تلفت لفت الغادر
عادلة لكنها / تظهر فعل الجائر
قد ذيلت جبينها ال / بدري بليل ساتر
وأشغلت أهل الهوى / بفك طرف ساحر
وأصلتت من جفنها / نصل حسام باتر
وجرحت قلباً بها / خالف رأي العاذر
ويلاه منها ظبيةً / تفعل في السرائر
تحلو ولكن سهمها / يمر في المرائر
أشكو لها وما عسى / لأن خصمي آمري
أواه من غرامها / وقلة التزاور
ومن اليم بعدها / وضعف حظي القاصر
أخت الغزالة بنت الشمس ناعس ال
أخت الغزالة بنت الشمس ناعس ال / أجفان قتالة العشاق بالحور
مياسة كقضيب البان كم فتكت / بقلب مغرمها الولهان بالنظر
خطافة العقل لكن لا وفاء لها / فعالة كسهام الأمر والقدر
كم بلة وعدت في وصلها وغدت / تمر مر السحاب الوافر المطر
وكم أشارت لميقات وما فعلت / وأتلفت مهجة المشتاق بالسهر
إن واعدت مطلت لو أوعدت وصلت / فعل الوعيد وحبل الفتك بالخبر
تهتز كالغصن إلا أن هزتها / لطعن في الصدر لا للمن بالثمر
كالبدر في الأفق لكن في جلالتها / محجوبة بمعاليها عن البصر
أعارت الظبي لفتاً والصباح ضيا / والبرق ميلاً ولمع الخد للقمر
ضممتها والدجى امتدت عساكره / والفكر يسبح بين الأمن والخطر
شممت مسكاً لطيفاً من منقبها / وتحته فاح ريح العنبر العبر
وخلت شخص هلال فوق غرتها / وذقت سكر ثغر طيب عطر
هذا وقبل شفاء الصدر من ألم ال / هجران بالوصل والوصلان للوطر
وافى الرقيب فحل الرمز وانعقدت / أيدي الإشارة في وهم وفي فكر
ومد ستر الحيا الرمزي مذ طويت / سجادة القرب والخط الجلى قرى
عاتبتها فأشارت للإعادة وال / حسنى بقرب ولاحت لمعة البشر
حفظت وعد الميقات أواخره / إلى التلاقي وكانت ليلة السفر
جاءت فغبت ومذ غابت حضرت وقد
جاءت فغبت ومذ غابت حضرت وقد / شاهدت منها عيون الظبي في البشر
وشمت في ذاتها سراً عجبت له / غصن على رأسه شطر من القمر
والليل يسبح في ديوان طرتها السو / دا وفي طرفها سهم من القدر
أواه من ظلم جاغر
أواه من ظلم جاغر / علي بالبعد جارا
عني توارى دلالاً / وللأباعد دارا
أقام في دار قلبي / وعن طريقي دارا
وقد أجار سوائي / لكن علي تجارا
متى أفوز بثاري / منه قلبي ثارا
وينطفي حر قلب / مولع فيه حارا
كذاك طير فؤادي له / من الوجد طارا
إن المحب ولوع / وإن تأجج نارا
وللحبيب التعالي / وغن عرفناه جارا