المجموع : 28
خطوب ما لها ابداً نصير
خطوب ما لها ابداً نصير / وأمر حل في مصر خطير
ابيت اللعن هل يرجي احتفاء / بهذا الركب ان حجب الامير
لئن كرهت حياة الشعب يوماً / فخير لو تفتحت القبور
أيا رب الاريكة قد رضينا / بأنك لا تزار ولا تزور
وهبنا نطلب الدستور جهراً / الا يرضيك ذياك الشعور
نراك وهل يرى ملك مفدى / سواك على مصالحنا غيور
أغيرك في الملوك وأنت أدرى / له شعب على البلوى صبور
فهل خدعتك بالبهتان ناس / أرادوا أن يسوء بنا المصير
أمور يضحك السفهاء منها / ويبكي من عواقبها الخبير
الا يا اسلمي ذات المحامد والفخر
الا يا اسلمي ذات المحامد والفخر / لبرءك برء للصيانة والطهر
سلمت من الداء الملم سلامة / تعود على العافين باليمن واليسر
حببتك حب النفس أماً كريمة / ترد عن الأبناء غائلة الفقر
وسيدة تسقي القوافي بكفها / لتنبت منها زهرة الحمد والشكر
وغراء يهدي القاصدين يمينها / اذا الغيث لم ينزل او الرزق لم يجر
ومحجوبة عن ناظريها ولو بدت / لأغنى محياها الجلال عن الستر
مخبأة الا على اللَه في التقى / مقصرة الا عن الخلق في البر
اراها بعين الجود وضحاء سمحة / تنيل وتعطي وهي باسمة الثغر
وتبدو عطاياها فألمح بينها / وربك رب الجود لا ربة الخدر
دواء العلي من كل ضر يثفها / عجبنا لمس الدهر جسمك بالضر
نوال كوكف السحب يدفع بعضه / اذا رفعت يمناك بالنعم الدثر
وكف كموج البحر يترى وحسبها / من الشعر وصفاً ان تشبه بالبحر
فلازلت بين المحصنات اميرة / تدل على الاتراب بالنهي والامر
ولا تعجبي مما نظمت فانني / قصدت اختيال النظم باسمك والنثر
وما سرنا شيءٌ كبرءك عندما / تمشي رسول اليمن يهتف بالبشر
فلا ذنب للايام من بعد هذه / فقد جاءت الايام للناس بالعذر
مدحتك في قوم يعيبون ذوقهم / اذا ذكروا انثى اخ المجد في شعر
وما ضرّ ان اطرى الكريم وإلفه / هما اشبه الاشياء بالشمس والبدر
أعندك ما عند امرئ ادمن الخمرا
أعندك ما عند امرئ ادمن الخمرا / كأن بنا مما ألمّ به سكرا
بغير مدام يعلم اللَه اننا / خلائف همٍّ يذهل العقل والفكرا
ولولا الطلى لم يمسك الصدر همه / ولا رقأت من دمعها مقلة شكرى
ولا بات رب السهد في كل ليلة / من الهم الا وهو يفترش الجمرا
فلو كانت الصهباء تشرى بانفس / لقلت فذي نفسي لهذي التي تشرى
ترفق امام المدمنين على الطلى / فكم انعشت نفساً وكم شرحت صدرا
وكم أدنت الآمال وهي بعيدة / فكان الذي بيني وبين المنى شبرا
لئن حرموها في الكتاب فاننا / غنينا فلا نرجو ثواباً ولا اجرا
وحسب الالى قد حرموا الخمر اننا / يئسنا من الدنيا ومن اختها الاخرى
وددت لو أني مثل ابليس منظرا / ولو بؤت يوم الحشر باللعنة الكبرى
على ما رآى من هيبة اللَه لم يخف / عقابا ولم يقبل لخالقه امرا
فيا من يلوم المدمنين على الطلى / بربك لا تعجل لعلَّ لنا عذرا
بجامع قيسون فقيه كأنه
بجامع قيسون فقيه كأنه / اذا قام ثور لا يمل خوارا
أفضل تحريم الصلاة لاجله / واصلى عذابا في الجحيم ونارا
ما لي أرى الشيخ قد زادت مثالبه
ما لي أرى الشيخ قد زادت مثالبه / واختار اهواءه يا بئس ما اختارا
كبر وكذب وتضليل ومنقصة / تملى الشنار وجيل يكتب العارا
تاللَه لولا تقى الرحمن يمنعنا / عن الهجاء لسودناه اسفارا
خذ من يراعي إذا عشنا مغلغلة / تذيقك السم والغسلين والنارا
يا ليتَ سجنكَ لم يكن بمقدَّر
يا ليتَ سجنكَ لم يكن بمقدَّر / فاصبر على المقدور ستة أشهر
قد جلَّ رزءُ الشعر حتى خلتُه / بعض الرثاء وأنت لما تقبر
لولا احترام الحاكمين وحكمهم / لجعلته مثل الشواظ الأحمر
أقصَرتَ في ما قلتَ حتى لم تَسَل / أمقصرا أم كنتَ غير مقصر
وتركت أقيال الدفاع فلم تعن / بالمِدرَه المشهور أو بالأشهَرِ
يكفيك عطفُ العالمين ووجدهم / من أكبرٍ يطأ الثَّرى أو أصغر
حتى لقد ماد البقيع ويثرب / وتزلزت أرض الصفا والمشعر
التاعَ قلبُ محمد لمحمد / رب المحامد والعلا والمفخر
إني نظرتك في اتهامك واقفاً / فظننتُ أنك واقف في المِنبر
لتقول شعبي أو بلادي إنني / لِهَواكُما بين اللَّظى المتَسَعِّر
ولقد رأيتك جالساً مستبسلا / خلف الشِّباك جلوس من لم يُذعرَ
فرأيتُ في هذا الشباك مَعانياً / فهي العرينُ وأنتَ أجرأ قَسوَر
ولقد لمحتك ماشياً في ثُلَّةٍ / تعتز بينهم بقدر أوفر
فسألت هل هذا المسور خالد / أم جوهر يختال بين العسكر
أفريدُ يا ابنَ الأكرمينَ تحيةً / من شاعر بسوى الأسى لم يشعر
في مصر قوم ناوأوك بشرِّهم / فاردد مكايدَهم إليهم وانحر
ذكروك في حب البلاد وأهلها / ما قيمةُ الإنسان إن لم يُذكر
لو كنتَ ممن تاجروا بضميرهم / للعبتَ لعباً بالنضار الأصفر
أو كنتَ ممن يطلبون مراتباً / لشأوت في العلياء نجم المشتري
وسبقت أجرام السماء وفُتَّها / من مظلم في ذاته أو نيِّر
أمحمدٌ كن في النوائب ضَيغماً / مستجمعاً للطارئ المتنمر
إن بتَّ أنت من الفوادح جازعاً / ما فضل مفتول الذراع غضنفر
أشرق لعلك بين سجنك مشرقا / تهدي سبيل الطارق المتنور
فالشعب بعدك بات ينتجع العُلا / وغدا مُناهُ ورود هذا الكوثر
أنعم بسؤددك العظيم ومرحبا / بك من كريم الأصل زاكي العنصُر
أعزِز علينا يا ابن أحمد حالةٌ / جاءت بعيش بالهموم مكدر
فكأنه بدرٌ يحجب نورَه / ظلماتُ غيم في السماء كَنَهوَر
أو دُرّةٍ مكنونة في زاخر / أو دمعة مخبوءة في محجر
أو زهرة فيحاء خيف ذبولُها / وضياع نفحتها إذا لم تستر
أو ناظر غمضت عليه جفونه / حذرا عليه من القذى والعثير
أو أنت سر الكائنات محجب / أو بعض مكنون القضاء المضمر
أمحمد ما أنت أولُ مبتَلىً / بالفادحات من الزمان الأكدر
إني عهدتك خير من يسدى الورى / رأياً وخير مفكر ومدبِّر
فاشهر لدى الأهوال عزماً صادقاً / فلربَّ عزمٍ كالحُسام الأبتر
ما الناس إلا اثنان ذاك ميسِّرٌ / للصالحات وذاك غير ميسر
جل الإله فقد أرانا علمه / من كل شيء في الوجود مسخر
بانت مراحمه بأكمل رونق / وبدت مآثره بأكمل مظهر
لولا الفؤاد وما أصاب دفينه / ما كنتُ عن ذكراك بالمتأخر
لولا مراس الداء صغت قصيدة / أربت على شعر الأديب المكثر
عفواً رئيسَ المخلصين فإنني / ما رمت إلَّا جل عفوك فاغفر
قد جئتُ أزجي في القريض خريدة / قد بات يحسدني عليها البحتري
عطرية فيحاء طوراً عن شذا / وَرَدٍ وطوراً عن أريح العنبر
فيها معان صاغها لك مبدع / جم البيان خياله لم يحصر
فاخلع عليها من خلالك نفحة / حتى تضوع بنفح مسك أذفر
لي فيك ملء الخافقين لآلئ / زهر تبيع بها الرواة وتشترى
فعليك مني ما حييت تحية / وسلام كسرى في الملوك وقيصر
رمانا الزمان بإحدى الكبر
رمانا الزمان بإحدى الكبر / ومنه العظات ومنه العبر
شهيد تصارع في حومة / رماه القضاء بها والقدر
وخلف من بعده أمة / كسرب النجوم فقدن القمر
أتى جئة سافرت للبلى / ولم تسترح من عناء السفر
منىً أوردته حياض الردى / وورد الردى ما له من صدر
تعلقها عند شرخ الصبا / ولم يجفها عند مس الكبر
وأينع في روضها غرسه / ولم يبق إلا اجتناء الثمر
وأي امرئ عاش أقصى المدى / فنال من العيش أقصى الوطر
هنيئاً لميت نعته العلى / وطوبى لحى وعى وادّكر
وحسب فريد مُنى نالها / فقد حصدت كفه ما بذر
فتى أغمض الموت أجفانه / وأطبقها بعد طول السهر
أفاض على قومه ماله / فأدى الحقوق وأسدى البدر
طوبل نجاد الجدى عائل / لكل ضريك غليه افتقر
رأى الحرص عاراً على نفسه / فهان على نفسه ما ادخر
وكان بصيراً بعقبى الندى / يرى المال يفنى وتبقى السير
وأخلد ما للفتى ذكره / إذا نزل القبر لا ما يذر
وكم صامت ناطق في الثرى / بآي فصاح كآي السور
وليس الذي ذكره خامل / كمن شاع صيب له وانتشر
وليس بميت أغر اسمه / على صفحات العلى مستطر
خطيب المنابر منطيقها / وأسلس من فوق جمع نثر
فإن يكب يوماً بضماره / فكم من جواد كبا أو عثر
وما زال ينهب في عدوه / فيافي الفجائع حتى ضمر
وحتى دهنه بأعناتها / كوارث كاسرة للفِقر
أرى كاملا راح في شرخه / وأودى فريد حميد الأثر
زعيماً بلاد خلت منهما / أبو بكر مات وولى عمر
عزاء العلا عنهما أمة / تنادت لتجديد مجد دثر
وشعب سعى نحو آماله / بعز توقد حتى استعر
وما من ضعيف القوى واهن / تشبث بالحق إلا انتصر
يا وحى أسعفني بنظم قلادة
يا وحى أسعفني بنظم قلادة / صِيغت لآلئها من الأشعار
هذا أمين الرافعي ومن له / خير السجايا الغرّ والآثار
يا رافعيّ لأنت أصدق مخلص / للنيل في الإعلان والإسرار
جَرّد يراع المخلصين وذُد بها / بطش القوى وصولة الجبّار
واحذر على الاخبار من آفاقها / إن الرواة لآفة الأخبار
اليوم هنأتُ البلا بكاتب / ملكت يداه صحيفة الأحرار