القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِسْماعِيل صَبْري باشا الكل
المجموع : 37
تُمسي تُذَكِّرُنا الشَبابَ وَعهدهُ
تُمسي تُذَكِّرُنا الشَبابَ وَعهدهُ / حَسناءُ مُرهَقةُ القَوامِ فنَذكُر
هَيفاءُ أَسكَرَها الجمالُ وَبعضُ ما / أوفى على قدرِ الكِفايَةِ يُسكِرُ
تَثِبُ القُلوبُ إلى الرءوس إذا بَدت / وَتُطِلُّ من حدقِ العُيونِ وَتنظُرُ
وَتبيتُ تكفُرُ بالنُحورِ قلائِدٌ / فَإِذا دنَت من نَحرِها تَستَغفِرُ
وَتَزيدُ في فَمِها اللآلىءُ قيمةً / حتّى يسودُ كبيرَهُنَّ الأَصغَرُ
أَتَزوَّدتَ من ضِياءِ البُدورِ
أَتَزوَّدتَ من ضِياءِ البُدورِ / لِليالٍ كثيفَةِ الدَيجورِ
أَملَأتَ العَينَينِ من قَبلِ أَن يَد / هَمَكَ البَينُ من بهاءٍ وَنورِ
صَفِرَت راحتاكَ إِلّا من الذِك / رى وَذِكرى ما مَرَّ زادُ الفَقير
أَتُرى أنتَ خاذلي ساعةَ التو / ديعِ يا قَلبُ في غَدٍ أم نَصيرى
وَيكَ قُل لي مَتى أَراكَ بِجَنبي / راضِياً عن مكانِكَ المَهجور
لستَ بعضَ الحداةِ بل أنت بَعضى / قِف قليلاً فلستَ بالمَأجورِ
ساعةَ البَينِ قِطعَةٌ أَنتِ فُدَّت / لِلمُحِبّينَ من عذابِ السَعير
لا تَحيني روحي الفِداءُ لماحي / كِ غداً من صحيفَةِ المَقدورِ
بِاللَهِ يَمِّم يا نَسيمَ الصَبا
بِاللَهِ يَمِّم يا نَسيمَ الصَبا / بمصرَ عنّي دارَ اكسندَرَه
وَحَيِّها بينَ المَها إن بدَت / في سِربِها مُقبِلَةً مُدبِرَه
واذكُر لها ما بَينَنا علَّها / يا عاطِرَ الأَنفاسِ أَن تَذكُرَه
أَميرَةَ الغانِياتِ أَهلاً
أَميرَةَ الغانِياتِ أَهلاً / بِوَجهِكِ الباهرِ المُنيرِ
تيهي على صَبِّكِ المُعَنّى / تيهَ غَنِيٍّ على فَقير
وارمي له بعضَ ما يُرَجّى / فالحُبُّ أرضاهُ بِاليَسير
إن الذي أبقَيتَ في مُهجَتي
إن الذي أبقَيتَ في مُهجَتي / يا مُتلِفَ الصبِّ ولم يَشعُر
حُشاشَةٌ لو أَنّها قَطرَةٌ / تجولُ في عَينَيكَ لم تُنظَرِ
ألا مَن لمَقروحِ الجوانحِ ساهرِ
ألا مَن لمَقروحِ الجوانحِ ساهرِ / تُساوِرهُ الآلامُ جهدَ المُساوِر
يحِنُّ إلى عَصرٍ تَقَضّى وَأُسرَةٍ / أَفاضَت علَيهِ مثلَ عرفِ الأزاهرِ
وَتَمنحُهُ الذِكرى إذا شَفَّه الحمى / وَأهلُ الحمى شوقاً قوادمَ طائرِ
ألا أَيُّها السِلكُ الذي منهُ أَصبَحت / تمشّى على جسرٍ بناتُ الخواطرِ
رعى اللَهُ عصراً قد نماكَ فإنَّهُ / أفاد ذوي الحاجاتِ أعظمَ ناصرِ
لأَنت غِياثُ المُستَغيثِ من النَوى / وعونُ سخِيِّ الدَمعِ سمحِ المحاجرِ
غاضَ ماءُ الحياءِ من كلِّ وجهٍ
غاضَ ماءُ الحياءِ من كلِّ وجهٍ / فغَدا كالِحَ الجَوانِبِ قَفرا
وَتَفَشّى العُقوقُ في الناسِ حَتّى / كادَ رَدُّ السَلامِ يُحسَبُ بِرّا
أوجهٌ مِثلَما نَثَرتَ على الأَج / داثِ ورداً إن هنَّ أَبدَين بِشرا
وَشفاهٌ يَقُلنَ أهلاً وَلو أَدَّ / ينَ ما في الحشا لما قُلنَ خيرا
عمرَكَ اللَهَ هل سَلامُ وِدادٍ / ذاكَ أَم حاوَلَ المُسَلِّمُ أمرا
عميَت عن طريقِها أم تَعامَت / أُمَمٌ في مَفاوزِ الجَهلِ حَيرى
غرَّها سَعدُها ومن عادةِ السَع / دِ يُواتي يوماً وَيخذُلُ دهرا
فَتَجَنَّت على الشُعوبِ وَشَنَّت / غارةً في البِلادِ من بعدِ أخرى
نَسيَت في الصُعودِ يومَ التَدَلّى / وَالتَدَلّى بصاعدِ الجدِّ مُغرى
تعِبَ الفَيلَسوفُ في الناسِ عصراً / وَتَوَلّى السَرائِرَ الدينُ عصرا
والوَرى طاردٌ إزاءَ طريدٍ / وَعُقابٌ يُمسى يُطارِدُ صَقرا
وَجيوشٌ يُفلُّ من بعضِها البَع / ضُ وهضبٌ كُبرى تُناطحُ صُغرى
حاذِري يا ذِئابُ صَولةَ أُسدٍ / منكِ أَقوى ناباً وأنفَذُ ظُفرا
لا تَنامي يا أُسدُ إنَّ ذِئاباً / لم تَنم من روابِضِ الغيلِ أَضرى
عبرٌ كلُّها اللَيالي ولكِن / أينَ من يَفتحُ الكتابَ ويَقرا
أنتَ نعمَ النَذيرُ يا نجمَ هالي / زَلزِلَ السَهلَ والرَواسِيَ ذُعرا
ظنَّ قومٌ فيكَ الظُنونَ وقالوا / آيةٌ أرسِلت إلا الأَرضِ كُبرى
إن يكن في يَمينكَ الموتُ فاقذِف / هُ شُواظاً على الخلائق طُرّا
هل تَلَقَّيت من لدُن خاذِل البا / غي وحامى الضَعيفِ يا نجمُ سِرّا
أَمحيطٌ بكلِّ شَيءٍ وَمردٍ / كلَّ حيٍّ وَتاركُ السَهلِ وعرا
أَغداً تَستَوي الأنوفُ فلا يَن / ظُرُ قومٌ قوماً على الأَرض شزرا
أغداً كلُّنا ترابٌ ولا مُل / كَ خلاف الترابِ برّاً وَبحرا
أغدا يُصبحُ الصِراعُ عناقاً / في الهَيولى وَيُصبحُ العَبدُ حُرّا
إن يكُن ما يقولون يا نجمُ فاصدَع / بِالذي قد أُمِرتَ حُيّيت عشرا
نَبيتُ منَ المُنى نَبني صُروحاً
نَبيتُ منَ المُنى نَبني صُروحاً / وَنَدعَمُها فَيَهدِمُها النَهارُ
فَيَضحَكُ ساخراً منّا وُقوفاً / على أَنقاضِها الفَلكُ المُدارُ
ذَرينا من مُعاقَرَةِ الأَماني / يَليها العُمرَ من خبلٍ خُمارُ
فكَم قَرَّبنَ من أَمدٍ بَعيدٍ / تَعثَّرُ دونهُ الهمَمُ الكبارُ
وكَم أَولَينَ من عالٍ فَمدَّت / إليهِ أكُفَّها أَيدٍ قِصارُ
سَعيدُ أَهلاً وَسهلا
سَعيدُ أَهلاً وَسهلا / أنتَ الكبيرُ الصَغيرُ
دَعنا نَقُل عن قَريبٍ / أنتَ الكبيرُ الكَبيرُ
قالَتِ الأَشغالُ لمّا
قالَتِ الأَشغالُ لمّا / أَفَلَت أنوارُ فَخري
هَنِّئوني هَنِّئوني / جاءَ مَن يَعرِفُ سِرّي
ديوانُ أوقافِ مصرَ نادي
ديوانُ أوقافِ مصرَ نادي / قِفوا على بابيَ الكبيرِ
وَاِستَقبِلوا عندَهُ خليلاً / قد طال شوقي إلى مديرِ
إن سَدَّ من حاجَتي فَأَهلاً / بهِ وَسهلاً مدى الدهور
يا أَنجَبَ الأَنجَبينَ مهلاً
يا أَنجَبَ الأَنجَبينَ مهلاً / فَسوفَ تَستَغفِرُ المَظاهِر
إن فَضَّلوا ماهراً فَدَعهُم / وَشَأنَهُم ماهرٌ بِماهِر
أَينَ صَبري من يَذكُر اليومَ صَبري
أَينَ صَبري من يَذكُر اليومَ صَبري / بَعدَ أَعوامِ عُزلَةٍ وَشهورِ
اِسأَلوا الشِعرَ فهوَ أَعلمُ هلّا / أَكَلَتهُ الأَسماكُ طيَّ بُحورِ
أين سابا أَين سابا يا تُرى
أين سابا أَين سابا يا تُرى / أَين سابا ذو المَزايا الباهِرَه
قال لي قومٌ ثِقاتٌ إِنَّهُم / لمَحوهُ في مِياهِ القاهِرَه
يا رَبِّ أينَ تُرى تُقامُ جهَنَّمُ
يا رَبِّ أينَ تُرى تُقامُ جهَنَّمُ / لِلظالِمين غداً وَلِلأَشرارِ
لم يُبقِ عفوكَ في السَمواتِ العُلا / وَالأَرضِ شبراً خالِياً لِلنّارِ
يا ربِّ أَهِّلني لِفَضلِكَ واكفِني / شَطَطَ العُقولِ وَفِتنةَ الأَفكار
وَمُر الوجودَ يَشِفُّ عنكَ لكي أَرى / غَضَبَ اللَطيفِ وَرحمَةَ الجَبّارِ
يا عالِمَ الأَسرارِ حَسبي مِحنَةً / عِلمي بِأَنَّكَ عالمُ الأَسرار
أَخلِق بِرَحمَتِكَ التي تَسعُ الوَرى / أَلّا تَضيقَ بِأَعظَمِ الأَوزارِ
إني لِتُعجِبُني الغداةَ صَحيفَتي / مَلأى من الآثامِ وَالأَوضارِ
حاشا لِمِثلي أَن يُدِلَّ بطاعَةٍ / فيها مُسَجَّلةٍ على الغَفّارِ
أَو أَن يُعِدَّ وَثيقَةً يَنجو بها / يومَ القيامَةِ من يَد القهّارِ
لَيسَ الكريمُ بِطالِبٍ عن صُنعِه / أَجراً وَليسَ العَفوُ صفقَةَ شاري
إنَّ اللَيالي من أخلافِها الكَدَرُ
إنَّ اللَيالي من أخلافِها الكَدَرُ / وَإن بَدا لك مِنها مَنظَرٌ نَضِرُ
فكُن على حَذَرٍ مِمّا تَغُرُّ بهِ / إن كانَ يَنفَعُ من غِرّاتِها الحَذَرُ
قد أَسمَعَتكَ اللَيالي من حوادِثِها / مافيه رُشدُكَ لكن لَستَ تَعتَبِرُ
إن كنتَ ذا أُذُنٍ لَيسَت بواعيةٍ / قُل لي بِعَيشِكَ ماذا تَنفَعُ العِبَرُ
لِلدَهر لو كنتَ تَدري هولَ مَنطِقِهِ / وَعظٌ تُرَدِّدُهُ الآصالُ وَالبُكَرُ
يا من يُغَرُّ بِدُنياهُ وَزُخرُفِها / تَاللَهُ يوشِكُ أن يودي بكَ الغَرَرُ
وَيا مُدِلّاً بِحُسنٍ راقَ مَنظَرُهُ / لِلقَبرِ ويحَكَ هذا الدَلُّ وَالغَفَرُ
تَهوى الحياةَ ولا تَرضى تُفارِقُها / كمن يُحاوِلُ وِرداً مالهُ صَدَرُ
كلُّ امرىءٍ صائِرٌ إلى جَدثٍ / وَإن أَطالَ مدى آمالهِ العُمُر
أَبَعدَ أن ماتَ عبدُ اللَهِ مُرتَهَناً / تحت الثَرى يُرتَجى صَفوٌ وَيُنتَظَر
يا وَيح مَن أَودَعوهُ القَبرَ هل عَلموا / أنَّ المَكارِم كانت بَعضَ ما قَبَروا
قد غَيَّبوا ماجِداً كانت مَناقِبُه / بها الزَمانُ إذا ما زَلَّ يَعتَذِرُ
وَعَطَّلوا من رُبوعِ العِلمِ أَندِيَةً / كانت بِعَلياهُ يومَ الفَخرِ تَفتَخِر
مضى وَخلَّفَ فينا من فَضائِله / بدائِعاً يَجتَليها السَمعُ وَالبَصَر
بِرَغمِ أَنفِ المعالي ياِبنُ بِجدَتِها / أن غَيَّبَت شَخصَكَ الأَيّامُ وَالغِيَرُ
تَفدي النفوسُ حياةً منكَ غالِيَةً / لو كانَ يُدفَعُ عنها بِالفِدا ضَرَرُ
قد أَصبَحَت ظُلُماتُ الجهلِ حالِكةً / لمّا تَغيَّبَ عن آفاقِنا القَمَر
يا عَينُ جودي بِمُنهلِّ الدموع على / من كانَ ذُخراً لِرَيبِ الدهرِ يُدَّخَر
أو فاِسألي اللَهَ سُلواناً وَمُصطَبَراً / إن كانَ يَجمُلُ سُلوانٌ وَمصطَبَر
يا مالىءَ العَينِ نوراً وَالفُؤادِ هوىً
يا مالىءَ العَينِ نوراً وَالفُؤادِ هوىً / وَالبَيتِ أُنساً تَمَهَّل أَيُّها القَمَرُ
لا تُخلِ أُفقَكَ يَخلُفكَ الظَلامُ به / وَالزَم مكانَك لا يَحلُل به الكَدَرُ
في الحيِّ قَلبانِ باتا يا نَعيمَهما / وَفيهما إذ قَضَيتَ النارُ تَستَعِرُ
وَأَعيُنٌ أَربَعٌ تبكى عَلَيكَ أَسىً / وَمن بُكاءِ الثَكالى السَيلُ وَالمَطَرُ
قد كنتَ رَيحانَةً في البَيتِ واحدَةً / يَروحُ فيه وَيَغدو نَفحُها العَطِرُ
فَارحَل تُشَيِّعُكَ الأَرواحُ جازِعَةً / في ذِمَّةِ القَبر بعدَ اللَهِ يا عُمَرُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025