المجموع : 37
تُمسي تُذَكِّرُنا الشَبابَ وَعهدهُ
تُمسي تُذَكِّرُنا الشَبابَ وَعهدهُ / حَسناءُ مُرهَقةُ القَوامِ فنَذكُر
هَيفاءُ أَسكَرَها الجمالُ وَبعضُ ما / أوفى على قدرِ الكِفايَةِ يُسكِرُ
تَثِبُ القُلوبُ إلى الرءوس إذا بَدت / وَتُطِلُّ من حدقِ العُيونِ وَتنظُرُ
وَتبيتُ تكفُرُ بالنُحورِ قلائِدٌ / فَإِذا دنَت من نَحرِها تَستَغفِرُ
وَتَزيدُ في فَمِها اللآلىءُ قيمةً / حتّى يسودُ كبيرَهُنَّ الأَصغَرُ
أَتَزوَّدتَ من ضِياءِ البُدورِ
أَتَزوَّدتَ من ضِياءِ البُدورِ / لِليالٍ كثيفَةِ الدَيجورِ
أَملَأتَ العَينَينِ من قَبلِ أَن يَد / هَمَكَ البَينُ من بهاءٍ وَنورِ
صَفِرَت راحتاكَ إِلّا من الذِك / رى وَذِكرى ما مَرَّ زادُ الفَقير
أَتُرى أنتَ خاذلي ساعةَ التو / ديعِ يا قَلبُ في غَدٍ أم نَصيرى
وَيكَ قُل لي مَتى أَراكَ بِجَنبي / راضِياً عن مكانِكَ المَهجور
لستَ بعضَ الحداةِ بل أنت بَعضى / قِف قليلاً فلستَ بالمَأجورِ
ساعةَ البَينِ قِطعَةٌ أَنتِ فُدَّت / لِلمُحِبّينَ من عذابِ السَعير
لا تَحيني روحي الفِداءُ لماحي / كِ غداً من صحيفَةِ المَقدورِ
بِاللَهِ يَمِّم يا نَسيمَ الصَبا
بِاللَهِ يَمِّم يا نَسيمَ الصَبا / بمصرَ عنّي دارَ اكسندَرَه
وَحَيِّها بينَ المَها إن بدَت / في سِربِها مُقبِلَةً مُدبِرَه
واذكُر لها ما بَينَنا علَّها / يا عاطِرَ الأَنفاسِ أَن تَذكُرَه
أَميرَةَ الغانِياتِ أَهلاً
أَميرَةَ الغانِياتِ أَهلاً / بِوَجهِكِ الباهرِ المُنيرِ
تيهي على صَبِّكِ المُعَنّى / تيهَ غَنِيٍّ على فَقير
وارمي له بعضَ ما يُرَجّى / فالحُبُّ أرضاهُ بِاليَسير
إن الذي أبقَيتَ في مُهجَتي
إن الذي أبقَيتَ في مُهجَتي / يا مُتلِفَ الصبِّ ولم يَشعُر
حُشاشَةٌ لو أَنّها قَطرَةٌ / تجولُ في عَينَيكَ لم تُنظَرِ
ألا مَن لمَقروحِ الجوانحِ ساهرِ
ألا مَن لمَقروحِ الجوانحِ ساهرِ / تُساوِرهُ الآلامُ جهدَ المُساوِر
يحِنُّ إلى عَصرٍ تَقَضّى وَأُسرَةٍ / أَفاضَت علَيهِ مثلَ عرفِ الأزاهرِ
وَتَمنحُهُ الذِكرى إذا شَفَّه الحمى / وَأهلُ الحمى شوقاً قوادمَ طائرِ
ألا أَيُّها السِلكُ الذي منهُ أَصبَحت / تمشّى على جسرٍ بناتُ الخواطرِ
رعى اللَهُ عصراً قد نماكَ فإنَّهُ / أفاد ذوي الحاجاتِ أعظمَ ناصرِ
لأَنت غِياثُ المُستَغيثِ من النَوى / وعونُ سخِيِّ الدَمعِ سمحِ المحاجرِ
غاضَ ماءُ الحياءِ من كلِّ وجهٍ
غاضَ ماءُ الحياءِ من كلِّ وجهٍ / فغَدا كالِحَ الجَوانِبِ قَفرا
وَتَفَشّى العُقوقُ في الناسِ حَتّى / كادَ رَدُّ السَلامِ يُحسَبُ بِرّا
أوجهٌ مِثلَما نَثَرتَ على الأَج / داثِ ورداً إن هنَّ أَبدَين بِشرا
وَشفاهٌ يَقُلنَ أهلاً وَلو أَدَّ / ينَ ما في الحشا لما قُلنَ خيرا
عمرَكَ اللَهَ هل سَلامُ وِدادٍ / ذاكَ أَم حاوَلَ المُسَلِّمُ أمرا
عميَت عن طريقِها أم تَعامَت / أُمَمٌ في مَفاوزِ الجَهلِ حَيرى
غرَّها سَعدُها ومن عادةِ السَع / دِ يُواتي يوماً وَيخذُلُ دهرا
فَتَجَنَّت على الشُعوبِ وَشَنَّت / غارةً في البِلادِ من بعدِ أخرى
نَسيَت في الصُعودِ يومَ التَدَلّى / وَالتَدَلّى بصاعدِ الجدِّ مُغرى
تعِبَ الفَيلَسوفُ في الناسِ عصراً / وَتَوَلّى السَرائِرَ الدينُ عصرا
والوَرى طاردٌ إزاءَ طريدٍ / وَعُقابٌ يُمسى يُطارِدُ صَقرا
وَجيوشٌ يُفلُّ من بعضِها البَع / ضُ وهضبٌ كُبرى تُناطحُ صُغرى
حاذِري يا ذِئابُ صَولةَ أُسدٍ / منكِ أَقوى ناباً وأنفَذُ ظُفرا
لا تَنامي يا أُسدُ إنَّ ذِئاباً / لم تَنم من روابِضِ الغيلِ أَضرى
عبرٌ كلُّها اللَيالي ولكِن / أينَ من يَفتحُ الكتابَ ويَقرا
أنتَ نعمَ النَذيرُ يا نجمَ هالي / زَلزِلَ السَهلَ والرَواسِيَ ذُعرا
ظنَّ قومٌ فيكَ الظُنونَ وقالوا / آيةٌ أرسِلت إلا الأَرضِ كُبرى
إن يكن في يَمينكَ الموتُ فاقذِف / هُ شُواظاً على الخلائق طُرّا
هل تَلَقَّيت من لدُن خاذِل البا / غي وحامى الضَعيفِ يا نجمُ سِرّا
أَمحيطٌ بكلِّ شَيءٍ وَمردٍ / كلَّ حيٍّ وَتاركُ السَهلِ وعرا
أَغداً تَستَوي الأنوفُ فلا يَن / ظُرُ قومٌ قوماً على الأَرض شزرا
أغداً كلُّنا ترابٌ ولا مُل / كَ خلاف الترابِ برّاً وَبحرا
أغدا يُصبحُ الصِراعُ عناقاً / في الهَيولى وَيُصبحُ العَبدُ حُرّا
إن يكُن ما يقولون يا نجمُ فاصدَع / بِالذي قد أُمِرتَ حُيّيت عشرا
نَبيتُ منَ المُنى نَبني صُروحاً
نَبيتُ منَ المُنى نَبني صُروحاً / وَنَدعَمُها فَيَهدِمُها النَهارُ
فَيَضحَكُ ساخراً منّا وُقوفاً / على أَنقاضِها الفَلكُ المُدارُ
ذَرينا من مُعاقَرَةِ الأَماني / يَليها العُمرَ من خبلٍ خُمارُ
فكَم قَرَّبنَ من أَمدٍ بَعيدٍ / تَعثَّرُ دونهُ الهمَمُ الكبارُ
وكَم أَولَينَ من عالٍ فَمدَّت / إليهِ أكُفَّها أَيدٍ قِصارُ
سَعيدُ أَهلاً وَسهلا
سَعيدُ أَهلاً وَسهلا / أنتَ الكبيرُ الصَغيرُ
دَعنا نَقُل عن قَريبٍ / أنتَ الكبيرُ الكَبيرُ
قالَتِ الأَشغالُ لمّا
قالَتِ الأَشغالُ لمّا / أَفَلَت أنوارُ فَخري
هَنِّئوني هَنِّئوني / جاءَ مَن يَعرِفُ سِرّي
ديوانُ أوقافِ مصرَ نادي
ديوانُ أوقافِ مصرَ نادي / قِفوا على بابيَ الكبيرِ
وَاِستَقبِلوا عندَهُ خليلاً / قد طال شوقي إلى مديرِ
إن سَدَّ من حاجَتي فَأَهلاً / بهِ وَسهلاً مدى الدهور
يا أَنجَبَ الأَنجَبينَ مهلاً
يا أَنجَبَ الأَنجَبينَ مهلاً / فَسوفَ تَستَغفِرُ المَظاهِر
إن فَضَّلوا ماهراً فَدَعهُم / وَشَأنَهُم ماهرٌ بِماهِر
أَينَ صَبري من يَذكُر اليومَ صَبري
أَينَ صَبري من يَذكُر اليومَ صَبري / بَعدَ أَعوامِ عُزلَةٍ وَشهورِ
اِسأَلوا الشِعرَ فهوَ أَعلمُ هلّا / أَكَلَتهُ الأَسماكُ طيَّ بُحورِ
أين سابا أَين سابا يا تُرى
أين سابا أَين سابا يا تُرى / أَين سابا ذو المَزايا الباهِرَه
قال لي قومٌ ثِقاتٌ إِنَّهُم / لمَحوهُ في مِياهِ القاهِرَه
يا رَبِّ أينَ تُرى تُقامُ جهَنَّمُ
يا رَبِّ أينَ تُرى تُقامُ جهَنَّمُ / لِلظالِمين غداً وَلِلأَشرارِ
لم يُبقِ عفوكَ في السَمواتِ العُلا / وَالأَرضِ شبراً خالِياً لِلنّارِ
يا ربِّ أَهِّلني لِفَضلِكَ واكفِني / شَطَطَ العُقولِ وَفِتنةَ الأَفكار
وَمُر الوجودَ يَشِفُّ عنكَ لكي أَرى / غَضَبَ اللَطيفِ وَرحمَةَ الجَبّارِ
يا عالِمَ الأَسرارِ حَسبي مِحنَةً / عِلمي بِأَنَّكَ عالمُ الأَسرار
أَخلِق بِرَحمَتِكَ التي تَسعُ الوَرى / أَلّا تَضيقَ بِأَعظَمِ الأَوزارِ
إني لِتُعجِبُني الغداةَ صَحيفَتي / مَلأى من الآثامِ وَالأَوضارِ
حاشا لِمِثلي أَن يُدِلَّ بطاعَةٍ / فيها مُسَجَّلةٍ على الغَفّارِ
أَو أَن يُعِدَّ وَثيقَةً يَنجو بها / يومَ القيامَةِ من يَد القهّارِ
لَيسَ الكريمُ بِطالِبٍ عن صُنعِه / أَجراً وَليسَ العَفوُ صفقَةَ شاري
إنَّ اللَيالي من أخلافِها الكَدَرُ
إنَّ اللَيالي من أخلافِها الكَدَرُ / وَإن بَدا لك مِنها مَنظَرٌ نَضِرُ
فكُن على حَذَرٍ مِمّا تَغُرُّ بهِ / إن كانَ يَنفَعُ من غِرّاتِها الحَذَرُ
قد أَسمَعَتكَ اللَيالي من حوادِثِها / مافيه رُشدُكَ لكن لَستَ تَعتَبِرُ
إن كنتَ ذا أُذُنٍ لَيسَت بواعيةٍ / قُل لي بِعَيشِكَ ماذا تَنفَعُ العِبَرُ
لِلدَهر لو كنتَ تَدري هولَ مَنطِقِهِ / وَعظٌ تُرَدِّدُهُ الآصالُ وَالبُكَرُ
يا من يُغَرُّ بِدُنياهُ وَزُخرُفِها / تَاللَهُ يوشِكُ أن يودي بكَ الغَرَرُ
وَيا مُدِلّاً بِحُسنٍ راقَ مَنظَرُهُ / لِلقَبرِ ويحَكَ هذا الدَلُّ وَالغَفَرُ
تَهوى الحياةَ ولا تَرضى تُفارِقُها / كمن يُحاوِلُ وِرداً مالهُ صَدَرُ
كلُّ امرىءٍ صائِرٌ إلى جَدثٍ / وَإن أَطالَ مدى آمالهِ العُمُر
أَبَعدَ أن ماتَ عبدُ اللَهِ مُرتَهَناً / تحت الثَرى يُرتَجى صَفوٌ وَيُنتَظَر
يا وَيح مَن أَودَعوهُ القَبرَ هل عَلموا / أنَّ المَكارِم كانت بَعضَ ما قَبَروا
قد غَيَّبوا ماجِداً كانت مَناقِبُه / بها الزَمانُ إذا ما زَلَّ يَعتَذِرُ
وَعَطَّلوا من رُبوعِ العِلمِ أَندِيَةً / كانت بِعَلياهُ يومَ الفَخرِ تَفتَخِر
مضى وَخلَّفَ فينا من فَضائِله / بدائِعاً يَجتَليها السَمعُ وَالبَصَر
بِرَغمِ أَنفِ المعالي ياِبنُ بِجدَتِها / أن غَيَّبَت شَخصَكَ الأَيّامُ وَالغِيَرُ
تَفدي النفوسُ حياةً منكَ غالِيَةً / لو كانَ يُدفَعُ عنها بِالفِدا ضَرَرُ
قد أَصبَحَت ظُلُماتُ الجهلِ حالِكةً / لمّا تَغيَّبَ عن آفاقِنا القَمَر
يا عَينُ جودي بِمُنهلِّ الدموع على / من كانَ ذُخراً لِرَيبِ الدهرِ يُدَّخَر
أو فاِسألي اللَهَ سُلواناً وَمُصطَبَراً / إن كانَ يَجمُلُ سُلوانٌ وَمصطَبَر
يا مالىءَ العَينِ نوراً وَالفُؤادِ هوىً
يا مالىءَ العَينِ نوراً وَالفُؤادِ هوىً / وَالبَيتِ أُنساً تَمَهَّل أَيُّها القَمَرُ
لا تُخلِ أُفقَكَ يَخلُفكَ الظَلامُ به / وَالزَم مكانَك لا يَحلُل به الكَدَرُ
في الحيِّ قَلبانِ باتا يا نَعيمَهما / وَفيهما إذ قَضَيتَ النارُ تَستَعِرُ
وَأَعيُنٌ أَربَعٌ تبكى عَلَيكَ أَسىً / وَمن بُكاءِ الثَكالى السَيلُ وَالمَطَرُ
قد كنتَ رَيحانَةً في البَيتِ واحدَةً / يَروحُ فيه وَيَغدو نَفحُها العَطِرُ
فَارحَل تُشَيِّعُكَ الأَرواحُ جازِعَةً / في ذِمَّةِ القَبر بعدَ اللَهِ يا عُمَرُ